من جديد قناة اسرائلية تؤكد خيانة الحسن الثاني للعرب في حرب 67, والمغرب يلتزم الصمت.
وردت القناة 124 الصهيونية في برنامج لها بمناسبة الذكرى الخمسين لاحتلال القدس، إنه لولا مساعدة المغرب لـ”الكيان الصهيوني” في حرب 67 لما انتصرت اسرائل على العرب، مشيرة إلى أن الحسن الثاني ملك المغرب قدَّم، بشكل سري، معلومات عن ما تمت مناقشه في القمة الثالثة لجامعة الدول العربية بمدينة الدار البيضاء، إلى جهاز المخابرات “الصهيوني” المعروف باسم “الموساد”، قبل عامين من الحرب المذكورة.
وأضافت محللة على القناة، أن “الموساد” حضر إلى القمة بشكل سري، قبل أن يطلب منهم الملك الحسن الثاني مغادرة البلاد بعدما مدهم بتجسيل كامل لما دار في القمة.
واضافت ان ملك المغرب عقد صفقة سرية بهذا الشأن مقابل الدعم الاستخباري الصهيوني له في اختطاف المعارض المغربي المهدي بن بركة وتصفيته، وقبل ذلك صفقة لتهجير اليهود المغاربة إلى “الكيان الصهيوني” مقابل دعم لوجيستيكي للمغرب.
وكانت صحيفة ” timesofisrael ” قد نقلت في السادس عشر من شهر اكتوبر من السنة المنصرمة انه في عام 1965، وفر الملك حسن الثاني لاسرائيل تسجيلات للقاء هام بين قادة عرب تباحثوا فيها إن كانوا جاهزين لخوض الحرب ضد الكيان الصهيوني.
هذا اللقاء لم يكشف فقط ان الصفوف العربية منقسمة – اندلعت نقاشات محتدمة بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والعاهل الاردني الملك حسين، على سبيل المثال – بل ايضا ان الدول العربية لم تكن جاهزة للحرب، قال الجنرال “شلومو غازيت” لصحيفة “يديعوت احرونوت” خلال عطلة نهاية الاسبوع.
وبناء على هذه التسجيلات، بالإضافة الى معلومات استخباراتية اخرى, تم جمعها في السنوات السابقة للحرب، اطلقت الكيان الصهيوني هجوم استباقي في صباح 5 يونيو 1967، وفجرت مطارات مصرية, ودمرت تقريبا جميع الطائرات الحربية المصرية.
وخلال الحرب، التي انتهت في 10 يونيو، سيطرت الكيان الصهيوني على قطاع غزة, وشبه جزيرة سيناء من مصر، الضفة الغربية والقدس الشرقية من الاردن، ومرتفعات الجولان من سوريا.
وسجل الملك الحسن الثاني سرا اللقاء عام 1965, لأنه لم يثق بضيوفه من الجامعة العربية، بحسب صحيفة “يديعوت احرونوت”.
وسمح في بداية الامر لطاقم مشترك من اجهزة الامن الداخلي والخارجي الصهيونية، الشاباك والموساد – وحدة معروفة باسم “العصافير” – بأخذ طابق كامل في الفندق الفاخر في الدار البيضاء, حيث عقد المؤتمر. ولكنه خشي من ملاحظة ضيوفه العرب العملاء، وطلب منهم المغادرة يوما قبل ابتداء المؤتمر.
ولكن مع ذلك، قال “رافي ايتان” – سياسي الكيان الصهيوني وضابط مخابرات سابق، الذي كان احد قادة “العصافير”، مع اسطورة الموساد “بيتر تسفي مالكين” – المغاربة “قدموا لنا جميع المعلومات الضرورية، ولم يحجبوا عنا شيء”، فورا بعد انتهاء المؤتمر. ومن غير الواضح ان كان “ايتان” تحدث مع “يديعوت” ام انه اصدر هذه الملاحظات في الماضي.
ووصف مئير عميت، قائد الموساد حينها، العملية في المغرب ك “احدى جواهر تاج المخابرات الصهيونية”، في مذكرة الى رئيس الوزراء حينها” ليفي اشكول “.
واجتمع القادة العرب في سبتمبر 1965 في فندق بالدار البيضاء، مع قادتهم العسكريين والاستخباراتيين، لتباحث مدى جاهزيتهم للحرب ضد الكيان الصهيوني، وفي حال كانوا جاهزين، إن كان عليهم انشاء قيادة عربية مشتركة لهذه الحرب.
وكان هناك اتفاق حول حاجة التجهيز للحرب، بحسب تقرير “يديعوت احرونوت”، وتحدث القادة العسكريين بصراحة عن قدراتهم.
وتم تقديم التسجيلات من المباحثات لقسم الابحاث في ادارة المخابرات العسكرية الصهيونية، حيث تمت ترجمتها الى العبرية.
” هذه التسجيلات، التي كانت انجاز استخباراتي استثنائي، اظهرت لنا اكثر انه من جهة، الدول العربية متجهة نحو حرب علينا التجهيز لها, و من جهة اخرى، حديثهم عن الوحدة العربية وبناء جبهة موحدة ضد الكيان الصهيوني لم تعكس اجماع حقيقي بينهم”، قال “غازيت”، الذي ترأس قسم الابحاث حينها.
وفضلا للتسجيلات، بالإضافة الى مصادر اخرى، ” علمنا انهم كانوا غير جاهزين للحرب”، تابع “غازيت”, ” توصلنا الى الاستنتاج ان سلاح المدرعات المصري بحالة يرثى لها وغير جاهز للمعركة “.
قائد سلاح المدرعات الصهيوني حينها، الجنرال “يسرائيل تال”, “عارض رأينا بازدراء”، قال “غازيت”، ” قائلا انه لا يمكن ان تكون حالتهم بهذا السوء, رأينا لاحقا من كان على حق”.
المعلومات في تلك التسجيلات منحت قادة الجيش الصهيوني الشعور ” اننا سوف ننتصر بالحرب ضد مصر, نبوءات الهلاك والهزيمة الوشيكة كانت شائعة بين معظم الكيان الصهيوني, والمسؤولين خارج منظومة الدفاع، ولكننا كنا واثقين بقوتنا “.
وتم تعيين “غازيت” كقائد المخابرات العسكرية بعد فشل الاستخبارات الصهيونية بترقب هجوم مصر وسوريا ضد الكيان الصهيوني في يوم الغفران، اكتوبر 1973.
وبالرغم من حساسية الموضوع الا ان المغرب لا زال يلتزم الصمت.