أكرم خريف لـ”سبق برس”: الحرب على الحدود الجزائرية سريّة و مخابراتية

cool breeze

hammer head

طاقم الإدارة
مجلس الشيوخ
إنضم
1 نوفمبر 2013
المشاركات
6,199
مستوى التفاعل
24,531
النقاط
113

difa3.jpg


تمكّن الجيش الوطني الشعبي الجزائري من حجز كمية معتبرة من الأسلحة و المعدّات الحربية بعد اكتشاف مخابيء على الحدود الصحراوية خلال الساعات القليلة الماضية. أكرم خريف، صحفي مختص في الشؤون الأمنية و مدير موقع “مينا دفاع” المختص في الشؤون العسكرية في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، يقوم في هذا الحوار مع “سبق برس” بتحليل الوضع الأمني على الحدود الصحراوية الجزائرية بالموازاة مع التطورات السياسية و الأمنية و الدبلوماسية الأخيرة.

حجزت قوات الجيش الشعبي الوطني كميات معتبرة من الأسلحة الثقيلة و الأوتوماتيكية في ظرف 24 ساعة على الحدود الصحراوية الجزائرية. بالنظر إلى نوعية الأسلحة، من أين مصدرها بالضبط في رأيك؟

لم يتم حجز تلك الأسلحة في نقاط مراقبة أو على إثر كمائن نصبت ضد جمعت إرهابية. مرة أخرى، ثم العثور على تلك الأسلحة في مخابئ مهيأة في مناطق جد معزولة، وهذا يدل أن الفضل يرجع إلى العمل المخابراتي، أو إلى الاستفادة من المعلومات التي يعطيها التائبون أو الأسرى من الإرهابيين.الآن فيما يخص المصدر فمن المُرجّح أن يكون من ليبيا ومن دول الساحل، بحيث أن تلك الأسلحة تعتبر قديمة نوعاً ما وفي حالة مزرية.

هل هذه العملية النوعية للجيش الوطني الشعبي ُتثبث أن الجزائر مستعدة عسكريا لمواجهة هذه الأخطار و هل هي مرشحة للتفاقم؟

لا يمكننا القول أن الجيش الجزائري يواجه أو يخوض حرب في الحدود وذلك لعدة أسباب. فعمليات الجيش تعتبر نوعية ودفاعية حيث لا نرى ملاحقات أو مواجهات على نطاق شاسع ضد الجماعات الإرهابية في الجنوب الجزائري، وهذا يدل أن إستراتيجية الجماعات المسلحة في دول الجوار تُقصي أو على الأقل تبعد أي حملة واسعة النطاق على الجزائر. بالمقابل سياسة تكديس وإخفاء الأسلحة داخل التراب الوطني تخفي نية التهجم على الجزائر في مستقبل لاحق، أو بالأرجح يوم تكون لتلك الجماعات عدد كافي من المقاتلين لشن هجوم إرهابي.

كيف تقرؤون تفوق الجيش على الجماعات الإرهابية في الحدود الصحراوية و غيرها؟ هل هذا النجاح يرجع إلى التقنيات العسكرية و الوسائل التي يستعملها الجيش في إطار مكافحة الإرهاب على الحدود مع مالي و النيجر و ليبيا؟ أم أنّ لأجهزة الإستخبارات الجزائرية دور في ذلك؟

تفوّق الجيش الجزائري في الحدود يرجع للإنتشار الهائل للرجال والمعدات و لإستعمال وسائل ترصد وإستطلاع حديثة، مثل الطائرات بدون طيار، واستخدام طائرات وحوامات الإستطلاع ومعالجة الأخطار. الجناح المخابراتي أيضاً يعتبر مهم في حرب الحدود، بحيث أنه يشمل كل منطقة الساحل على غرار الجيش الذي يقبع وراء الحدود، كما قلت من قبل، عدم وجود اشتباكات أو مواجهة يدل أنا الحرب تجرى على نطاق السرية والمخابرات. و بالتالي فنجاح تأمين الحدود حتى الآن يعود إلى كل تلك العوامل من العمل العسكري و المخابراتي و كذلك استعمال الأجهزة التكنولوجية الحديثة.

بحسبكم الجزائر تملك من الإمكانيات البشرية و المعدات العسكرية والتكنولوجية الكافية لتأمين الحدود من هذا الخط؟ هل يمكن أن نفول أن الخطر على الحدود الجزائرية أخد بعدا دائما بالنظر إلى تواصل عدم الإستقرار في الدول المجاورة؟

نعم للجزائر القدرة على مواجهة الخطر كما هو الحال اليوم، ولكن نشر القوات والعتاد في ظروف قاسية كما هي في الصحراء يكلف الكثير، وسيكلف أكثر للخزينة إن بقيت الحالة على هذا النهج. لهذا، نعتقد أن المبادرات السياسية والدبلوماسية الجزائرية لحل الأزمات في مالي وفي ليبيا إيجابية. بدون حل سياسي، يُقصي العنف الإسلامي أو غيره في المنطقة، ستبقى بؤرة التوتر تزداد حدةً خصوصاً في حالة زحف الإرهابيين من الشرق الأوسط إلى الساحل والحدود الجزائرية.

مصدر:
http://www.sabqpress.net/featured/19139.html
 
عودة
أعلى