لماذا لم يستطع الجيش و القوات المسلحة الليبية من مقاومة الغزو

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
الذكره 33 الاشتباكات الجويه الليبيه الامريكيه فوق المياه الاقليمه

في اخر احتفال بها قمت مع العقيد طيار مختار الجعفري امر قاعدة القرضابية الجويه علي متن الطائره ( سوخوي 24 )بطلعه تدريبه استعراضيه فوق المكان الذي تم فيه الاشتباكات القتاليه والطيران فوق ( خط 32.5)حدود المياه الاقليمه وكانت الطلعه لمدة ساعة في 19 اغسطس عام 2010م

وستظل هذه ذكره مدي الحياه . نعم انا طيار مقاتل وافختر بجميع الطيارين المقتلين الليبين لانهم سطرو تاريخ مشرف من الناضل وحب الوطن وحرمه الاجواء والمياه الاقليمه والارض الليبيه علي من يكون ويريد الاساءه لليبيا في الذكرى الـ 33 .. تفاصيل وصور حصرية لإسقاط الطائرة الأمريكية فوق خليج سرت . بقلم " البُطي "

Libyan_MiG-25_in_flight_c1985.jpg

14923_896444403702430_9036779792121238706_n.jpg

10616097_896444410369096_3453010837656158623_n.jpg

1505123_896444380369099_7316871693976480939_n.jpg

ليلة 18 أغسطس 1981 كانت مشحونة الاجواء داخل قاعدة القرضابية عقب إعلان الأسطول السادس بدء مناوراته في خليج سرت , حيث وصلت الأوامر للعقيد طيار جمعة رمضان بضرورة تكثيف الطلعات الجوية على الخليج والاشتباك الفوري مع أي طائرة تخترق الخط 32 وتحمل العلامة الأمريكية او الصهيونية , كما ان درجة التأهب القصوى رُفعت داخل القاعدة حيث تم إبلاغ أمر السرب 1022 وهو الوحيد بالقاعدة أنه في حال الالتقاء بالطيران الأمريكي أو الصهيوني ولم يتم الاشتباك فسيتم إعدام الطيار لعصيانه الأمر العسكري . مع بزوغ أول شعاع لشمس يوم 19 أغسطس 1981 بادر الطيران الامريكي بتنفيذ مناوراته العسكرية التي تم الإعلان عنها مسبقا ,حيث تم إرسال سرب طائرات - نوع إف-14 توم كات (F-14 Tomcat) متكون من 8 طائرات وهو حسب ما ظهر لرادار الدفاع الجوي الليبي - وهي من الطائرات الحديثة جدا في تلك الفترة حيث يُقدر سعرها ب100 مليون دينار وتتميز بدقتها

واستجابتها السريعة لأوامر الطيار كما تتميز في المناورات بسرعتها الكبيرة جدا , السرب الامريكي كان بقيادة الطيار هنري مارتن كليمان والذي يقود طائرة الـ أف 14 اما في الجانب الليبي فقد كان امر السرب 1022 الطيار بلقاسم امسيك الزنتاني نفسه في اول الجدول للطلعات اليومية وكان برفقته ملازم طيار مختار الجعفري , حيث تم تجهيز طائرتي نوع سوخوي 22 بكامل العتاد الحربي لها توقعا للمواجهة حسب الأوامر . طائرة سوخوي 22 (SU-22M3K ) ليبية إنطلقت طائرتي السوخوي من القاعدة الجوية على تمام الساعة 07:02 صباحا وكان على طائرة القيادة الطيار بلقاسم امسيك والأخرى يقودها مختار الجعفري , وماهي إلا لحظات بسيطة حيث صرح الطيار امسيك انه يرى عدد 2 طائرات أف 14 أمريكية - من أصل 8 والتي يرصدها الرادار الليبي - بالعين المجردة وينتظر الأوامر , فتم إعطائه الامر بالتعامل معها نظرا لتجاوزها الخط 32.

وحسب ما كان من المعتاد بين السربين الليبي والأمريكي في اللقاءات السابقة فقد كانت التشكيلات الجوية تطير متلاصقة و تعمد الطائرات الأمريكية إلى مواجهة الطيران الليبي مباشرة أي وجه لوجه وعند اقتراب الأمريكية تقوم بالدوران الحاد جداً لتأخذ وضعاً جانبياً بعد أن تغير اتجاهها 180 درجة . "

أما هذه المرة فالتعامل يختلف بناء على الأوامر الليبية والتي تقضي بالتعامل الفوري مع الهدف , فبمجرد انحناء الـ أف 14 بزاوية 180 درجة غير الطيار بلقاسم امسيك وضعية طائرته بانحناءة قوية جدا إلى اليمين ليصبح وفي لحظة خلف طائرة الـ اف 14 الأمريكية ويصبح هدف سهل جدا للسخوي 22 والتي لولا عنصر المفاجأة من الطيار لا تستطيع الالتفاف وجعل الـ أف 14 هدف دوت صافرة الإنذار داخل مقصورة بلقاسم امسيك تنبيها ان الهدف في المرمى فضغط على الزر المتحكم في إطلاق الصواريخ وماهي إلا ثوان حتى انفجرت الطائرة الأمريكية والتي يقودها قائد السرب الأمريكي " هنري مارتن " على بعد 75 كم من شواطئ سرت.

10556224_896444407035763_5480334531157079041_n.jpg


انفجار طائرة الـ أف 14 كان صدمة لباقي الطيارين سواء الامريكان او الجعفري قائد السوخوي الثانية , المهم وكما ذكرت ان الطائرات التي رصدها الرادار كانت 8 والتي تم الاشتباك معها 2 مما يعني ان هناك 6 طائرات لازالت قريبة من الموقع , وهي التي بادرت على الفور للمجيء للمكان و اعتراض طائرتي السوخوي 22 بعدد 2 صواريخ جو جو . انفجرت الطائرتين الليبيتين لتلحقا بطائرة هنري مارتن الذي ومن فرط الصدمة والمفاجأة لم يلحق ان يفتح مقعد الانقاذ فاحترق داخل الطائرة , اما امسيك والجعفري كانا مدركين انهما حتما ولابد سيتم أسقاطهما نظرا لفرق الامكانيات بين السرب الليبي والأمريكي , لذلك ما ان أنفجر الصاروخ بالسوخوي حتى قفز الطائرين من طائرتيهما على الفور لينتظرهما البحر الأبيض وهم على بُعد 75 كم من الشاطئ !! .

يروي الطيار بلقاسم امسيك لحظات قذفه من الطائرة بمقعده حيث يقول في مذكرته الخاصة : " وما أن اكتمل دوراني حتى كان رقم اثنين فى التشكيل الأمريكي فى وضع يمكنه من إطلاق صواريخه بإتجاه طائرتي وفعلاً شاهدت الصاروخ وهو ينطلق صوبي وفى لحظة إرتطام الصاروخ بمؤخرة طائرتي قفزت وكان إرتفاعي سبعة آلاف متر عن سطح البحر ، وأنطلقت فى عنان السماء محتضناً الكرسي القاذف ، وبدأت عملية التخلص من الكرسي آلياً ،

ثم فتحت المظلة التى حلقت بى عبر سحاب كثيف من الدخان فى حين قام الطيار الأمريكى الثانى بالدوران حولي وكأنه يحدد مكاني ثم غادرني بعد ذلك. وبدأت رحلتي عبر السحب بين السماء والبحروهما يحيطاني من كل جانب ولون أزرق ما له نهاية ولأن إرتفاعي كان شاهقاً والوقت كان صيفاً فقد تأخرت في الهبوط وساورنى شك بأن مظلتي تحلق فى الجو ولا تهبط أبداً ، فنزعت كتلة ربط كمامة الأكسجين بأحزمة المظلة والقيت بها إلى أسفل وصرت أرقب سقوطها فتأخر وصولها إلى سطح البحر وقدّرت إرتفاعي وظللت أنتظر وصولى لمياه البحر ولكننى لم أصل فعاودت تقدير إرتفاعى وكان من الصعب فى مثل هذه الظروف أن أصل إلى تقدير صحيح للإرتفاع ،

وتذكرت ما حدث منذ أيام عندما سقطت طائرة ميج 25 فى شمال مدينة طرابلس وقد غرق أحد الطيارين بسبب المظلة التى عاقت حركته في البحر لأنه لم يتخلص منها فى الوقت المناسب . وقررت على الفور التخلص من المظلة ولأن إرتفاعي كان كبيراً فقد هويت وغصتُ داخل أعماق الماء وفقدت من شدة الإرتطام طوق النجاة فأخذت بفزع فى السباحة إلى أعلى لغرض الوصول إلى السطح وعندما بلغته سبحت فى إتجاه الطوق وأحكمت وثاقه حول صدرى وتخلصت من بدلة الضغط ومن حذاء الطيران حتى تتسنى لى السباحة بسهولة دون أي عائق يحد من حركتي بإتجاه قارب النجاة والذى كان من المفترض أن يكون قد إنتفخ آلياً بمجرد سحبى للسلك الخاص به عندما كنت عالقاً فى الجو إلا أنه لم ينتفخ ، فسحبت القارب نحوي وشغّلت إسطوانة الغاز الموجودة به يدوياً وبدأ القارب فى الإنتفاخ وقد كان مقلوباً ولأن المعلومات التى كانت لدينا تؤكد وجود سمك القرش بخليج سرت وقد شوهد فعلا فى رأس الأنوف


ومرسى البريقة بالعين المجردة فقد إنتابنى شعور بالخوف فعمدت بسرعة إلى قلب القارب إلى وضعه الصحيح ثم صعدت إليه بسرعة ولأن إنتفاخه بالهواء لم يكتمل بالصورة المطلوبة فقد إمتلأ بالماء وسري في نفسي إحساس بأن القارب سوف يغرق فسحبت سلك حقيبة الإعاشة التى يوجد بها الأكل والدواء ومسدس الإشارات وجهاز الإتصال وبقية مستلزمات النجاة ففتحتها وأخذت أبحث بلهفة عن الكوب المخصص لتفريغ المياه وكنت أضع كل ما تقع عليه يداى من أكل أو علب ماء و مسدس الإشارات وجهاز الإتصال اللاسلكي أضعها على حافة القارب وكل همى هو إيجاد ذلك الكوب ثم تذكرت فجأة مكانه الصحيح داخل أرضية القارب فسحبته وأخذت فى تفريغ الماء ثم سحبت المنفاخ اليدوى وزدت الهواء داخل القارب ، بعد ذلك تذكرت بقية مواد الإعاشة التى وضعتها جانباً لحظة بحثى عن الكوب فلم أجدها إذ أنها وقعت وغاصت في أعماق البحر وبسرعة نمت على ظهري فى القارب وأخذت أجدف بيدي متجهاً نحو الجنوب بإتجاه الشاطئ الليبي واضعاً الشمس عن يميني وكنت أخشى من أن يأتى الأمريكيون لأسرى خاصة وكما ذكرت أن الطيار الأمريكي قد قام بالتحليق حولى محدداً مكان قفزي .

وإنتابني فى تلك اللحظات مزيج من مشاعر اليأس والرهبة والأمل إذ كنت أحياناً أتوقف عن التجديف لأخرج مصحفاً كان دائماً بجيبي ببدلة الطيران وهو ذات المصحف الذى طرت به أول مرة في حياتي عندما كنت طالب في الكلية الجوية بجمهورية مصر العربية ، وكان يلازمني دائماً فى الطيران ولا أطير إلا وهو معى فأقرأ بعض الأيات ثم أتذكر الأمريكيين وأخاف قدومهم فأقفل المصحف وأعيده إلى مكانه وأقول محدثا نفسي ليس الأن وقت قراءة القرآن وأبدأ من جديد فى التجديف ثم بعد مضى فترة من الوقت أعود ثانية إلى قراءة القرآن وهكذا . وكانت حرارة الشمس وملوحة البحر قد أخذت مني كل مأخذ فأخرجت غطاء الرأس ووضعته على وجهى ليقينى من أشعة الشمس الحارة وبقيت فى وضع التجديف تارة وقراءة القرآن تارة أخرى وكنت بإستمرار

واضعاً الشمس على يمينى ، ويمر الوقت دون أن تلوح بارقة أمل وبدأت أسمع أصوات الطائرات وهى تحلق من بعيد وأشاهد أيضاً الطائرات المروحية من على بعد ويزداد الأمل ولكن مع هذا أظل عاجزاً عن تحقيق الإتصال بأي منها وذلك لفقدانى جهاز اللاسلكي ومسدس الإشارات ، وأسرح بخيالى مع تقلب وجهى فى كل إتجاه حيث اللون الازرق يفرد جناحيه فى كل مكان حيثما نظرت فالسماء زرقاء والماء أزرق وكأنى فى قارورة زرقاء ، ويسرح خيالى فى أولادى وخاصة ( محمد ) الذى لم يكمل الأربعة أشهر من عمره ولم أسمع صوته ينطق بكلمة ( بابا ) ويزداد تشبثى بالحياة وضرورة النجاة وأعود للتجديف ، وبكلتا ذراعيّ وهي تنزف أول قطرة دم في خليج سرت لتحويله إلي خليج أحمر من الدم تنفيذا لتحذير القائد الأعلى لكل من تسول له نفسه إجتياز خط الموت ويزداد إصرارى لبلوغ الشاطئ وتظهر آيات الله وحكمته وتأييده لعباده الذين يرتفع صوتهم فى خشوع طلباً للعون والنجاة (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه )) فى آية من آيات الله عندما تقع عيناى على ذبابة معى فى القارب تلازمنى وكذلك يقع نظرى من حين لأخر على طائر يحوم حولى ، ويزداد أملى وأشعر أن اليابسة قريبة وأنني على وشك الوصول إلى الشاطئ و أتساءل مع نفسي لو أنني لست قريباً من اليابسة فمن أين أتت هذه الذبابة

ولا يمكن أن تكون معي وأنا في الطائرة من البداية ولو كان كذلك لطارت في الفضاء عندما قفزت بالكرسي ، فالكرسي ينطلق من الطائرة بواسطة صاروخ قوى وسريع ولا يمكن أن تقاوم هذه الذبابة السرعة المذهلة التى يغادر بها الكرسي الطائرة فالذبابة إذاً قادمة من اليابسة وهى ليست ببعيدة ، وكذلك هذا الطائر لا يمكن أن يطير باستمرار إلا إذا كان قريباً من الأرض ليستريح ويطير من جديد ، زاد الأمل فى نفسي وزادت ثقتى فى النجاة والعودة إلى أولادي وأهلي وزوجتي التى ربما تكون قد سمعت ما حصل لي. وهكذا ظللت أجدّف بين أمل ويأس و يأس وأمل وأراقب وأسمع وأتأمل حتى أصيبت يداي بجروح نتيجة الإحتكاك بسطح القارب مع الماء المالح وأخذت تنزف دماً ، إلا أننى كنت غير مبالٍ ولم أعبأ بهذا الألم وغايتى هى النجاة وبلوغ الشاطئ

كل هذا يمر ولا أشعر بمرور الوقت وظللت محافظاً على وضع الشمس عن يميني ، والشمس تتحرك بإتجاه الغرب وأنا مبقيها على ذات الوضع لأننى لا أعرف الوقت ولا أشعر بمروره وضللت هكذا فى هذا الحال، والذى إتضح لي فيما بعد أن الذي قطعته فى الصباح بإتجاه الشاطئ الليبي ناحية الجنوب عدته بعد الظهر إلى الشمال بسبب محافظتي على أن تكون الشمس فى وضع اليمين فعندما تكون الشمس عن يمينى وأنا مستلقٍ على ظهري بعد الظهر يعنى ذلك أنني متجه إلى الشمال ذلك ما عرفته بعد أن تم إنقاذى وعرفت الوقت من طاقم الطائرة. بقيت على هذا الحال حتى رأيت طائرة عمودية نوع مى 14 تتجه نحوى فخلعت (( جاكيت )) الطيران وأخذت أُلوّح بها والفرح يغمرني ونور الحياة وأمل النجاة قد لاح من جديد

وتقترب الطائرة ويرتفع صوت دقات قلبي مهللاً بالنجاة وتنفرج سرائر نفسي إستبشارا مع إقتراب فؤادي من الحلقوم وتصل الطائرة لتمر فوق رأسى دون أن يتمكن طاقمها من مشاهدتي عندها إنهارت آمالي وألقيت كل ما فى يدي وخيّم علىّ شبح الموت والنهاية المحزنة فى أعمق نقطة فى خليج سرت ، وتعلقت عيناى بمؤخرة الطائرة مستغيثاً ( يارب النجاة يارب النجاة يا الله أرحمني يا منقذ أنقذني ) وطارت الطائرة بعيداً .

منتزعة مني كل أمل في النجاة وغمرتني بغلالة سوداء مليئة بالحزن واليأس وأرتسمت سحابة معتمة خلف الطائرة لتسدل الستار على أمل النجاة . ولكن قلبي يتشبث بالدعاء ونفسى تستغيث بالخالق الذى أودعتها إياه وفي مشهد رباني مقدس ينبعث نورا يبهر بصري فها قد إستجاب الله لدعائي وأسمع صوت محركات الطائرة ينخفض وينحرف خط سيرها إلى اليسار وتعلوني دهشة فلا أكاد أصدق ما رأت عيناى فهذه الطائرة تعود أدراجها صوبى فهل ياترى أنهم شاهدونى؟

إنها لحظات لا توصف ولا يمكن التعبير عنها فهي الفرحة والدهشة التي لا يمكن التعبير عنها تختلط فيها المشاعر بالبكاء والفرح والصياح والصمت والذهول الذى لا يمكن وصفه فهي لحظات رهيبة إمتزج فيها الأمل بالنجاة والعودة للحياة ورؤية أهلي وأولادي مع اليأس الذى يجلب شبح الموت والفراق ! حلقت الطائرة حولي من جديد وغمرتني برذاذ الماء المتطاير من شدة الهواء برائحة الحياة ليمتزج بدموع الأمل والفرح . لقد كانت هذه الطائرة ليست طائرة إنقاذ بل هى طائرة لغرض البحث فقط وغير مجهزة للإنقاذ وكان من الواجب إبلاغ الطائرة المجهزة بالضفادع البشرية ومعدات الإنقاذ ولكن حسب ما روى طاقم الطائرة بعد ذلك أن كل الطائرات قد عادت إلى القاعدة ، فالوقت قارب على الغروب واليأس دبّ إلى النفوس والجميع إعتقد أنني قد إنتهيت ، لذلك قرر قائد الطائرة الرائد طيّار خالد عبيد إنقاذي وأبلغ القيادة بأنه تمكن من مشاهدة الطيار الذى نبحث عنه ولكثرة الأسئلة والتساؤلات من القاعدة والدفاع الجوى قام قائد الطائرة بقفل جهاز ( الراديو ) للتفرغ كلياً لعملية الإنقاذ الصعبة

وعندما كنت والطائرة فى إتجاه عمودي واحد أدلى لي الحبل من باب الطائرة ولأنى لم أتمكن من ملامسته فقد أخذ الطيار فى خفض الإرتفاع فتزداد بذلك شدة رياح محركات الطائرة وفجأة إنفصلت من قارب النجاة الذى طار بعيداً عني و أتجهت إليه سباحة خوفاً من سمك القرش وإحتساباً لعدم إنقاذي ، صعدت من جديد إلى القارب وتمسكت به جيداً ، وأشرت بيدى للطيار بأن يقترب مني من جديد وبدأت الطائرة تقترب وعندما تدلى الحبل قريباً مني قفزت ممسكاً به بكلتا يديّ وتأخر شد الحبل من الطائرة ولأن الحبل كان طويلاً فقد غُصت داخل ماء البحر وصعدت من جديد إلى سطح الماء وبدأ طاقم الطائرة فى سحب الحبل وتمسكت به جيداً وأخذت فى الصعود إلى أعلى ورياح مراوح الطائرة تديرنى وتزداد سرعة الدوران إلى أن أصبحت أرى الطائرة فى جميع الإتجاهات وعندما بلغت حافة أسفل الطائرة توقف سحب حبل الإنقاذ و تدلى أحد الفنيين وأخذ يحاول تهدئة سرعة دوراني بيده إلى أن توقف تماماً ، وعندها مدّ يده وسحبني إلى الداخل وأخذ يقبلنى ويـحمد الله على سلامتى وهكذا شاء القدر أن تنتهى مأساة رافقنى فيها شبح الموت مدة عشر ساعات ونصف الساعة ولولا رعاية الله عز وجل وتقديره لمشاعر والدتي ورضاها عني لما عدت إلى الحياة من جديد .

والغريب المدهش في قصة العثور علي في البحر وكما روى لي أحد أفراد طاقم الطائرة فيما بعد هو أن الطائرة مرت فوقي ولم يشاهدني أحد لأن اليأس قد دب إلى نفوس الطاقم وقد كانوا في طريق العودة إلي القاعدة وأنهم غير متوقعين وجودي فى ذلك المكان ، ولكن إرادة الباري عز وجل أرادت لي النجاة بعد أن إرتفع صوتي فى خشوع مستغيثاً بقدرته سبحانه وتعالى . فبعد أن مرت الطائرة فوقى شاء الله أن ينبعث صوت غريب فى مروحة الذيل بالطائرة وأستغرب قائد الطائرة هذا الصوت فطلب من المهندس أن يرجع إلى مؤخرة الطائرة لمشاهدة المروحة الخلفية ربما يكون شئ ظاهر أحدث هذا الصوت الغريب

وعندما تطلع المهندس على المروحة من شباك خلفي صغير بالمؤخرة شاهدني خلف الطائرة بمسافة فعاد مسرعا إلى مقدمة الطائرة وهو يصيح وجدته وجدته وهنا عادت الطائرة في دوران إتجاه اليسار إلى نفس المكان الذي أطفو فيه .بعد صعودي إلى الطائرة سألت أحد أفراد الطاقم هل وصل الملازم مختار الجعفرى فقال إن الملازم مختار بخير والحمد الله فقد أُنقذ فى الصباح . وهنا إندهشت وسألته هل هو أيضاً أُسقطت طائرته ؟ فقال نعم وقد أُنقذ في الصباح وكنت مستغرباً جداً لما حدث وزاد عجبي أكثر عندما سألته عن الساعة فقال لى الساعة الآن الخامسة وخمس وأربعون دقيقة لقد كنت أتوقع أن الوقت لا يتجاوز الساعة العاشرة صباحاً بأى حال من الأحوال وهنا تبين لي فضل ربى إذ أنساني ساعتي الخاصة والتي كنت لا أطير دونها أبدا وقد كنت أستعير ساعة فني الطائره إذا مانسيت ساعتي، ولم يحدث يوماً أن طرت بدون ساعة يد إلا هذه المرة .وكان لهذا فائدة كبيرة إذ لو كانت الساعة معي وعرفت الوقت والتأخير الذى حصل فى إنقاذى لكنت أصبت بفزع ويأس كبيرين وربما يحدث منى رد فعل غير محمود العواقب يؤدى إلى غرقى وهلاكي


إسترحت قليلاً ثم وقفت للسلام على قائد الطائرة الرائد طيار خالد عبيد ثم إتجهت الطائرة إلى قاعدة القرضابية وأنا لا أكاد أصدق نفسى من شدة الفرح… الفرح الذي إجتمعت فيه معجزات ثلاثة أولها إسقاطي لطائرة أمريكية وثانيها نجاتي من الإنفجار الذي وقع بطائرتي بعد إصابتها بالصاروخ المعادي وثالثها إنقاذي من أعمق نقطة في البحر المتوسط .

وأخذت الطائرة تقترب من المهبط وأخذ قلبي يقترب من حلقي دهشة وفرحاً وذهولاً وزاغ بصري لروعة مشهد الإستقبال والفرح ، وشاهدت بعض منتسبي المنطقة العسكرية الوسطى ومنتسبي القاعدة ، وبعض منتسبي الوحدات العسكرية بالمنطقة متجمعين فى إنتظارى . وكان يقف وسطهم آمر المنطقة العسكرية الوسطى العقيد حسن مفتاح إشكال والعقيد طيار جمعه رمضان زائد آمر قاعدة القرضابية ، وبمجرد هبوط الطائرة ووقوفها إندفع النقيب طيار عبد القادر المنقوش إلى وسط الطائرة وأحتظننى وأخذ يقبلنى وهو يبكى . نزلت من الطائرة حظنني آمر المنطقة ثم العقيد جمعه ثم باقى الضباط والعسكريين ، وأركبنى آمر المنطقة الوسطي سيارته ومعه العقيد جمعه زائد وضابط آخر إنطلقوا في إتجاه بيتي بالمساكن العسكرية ( الجيزة العسكرية ) ورويت لهم بإختصار


ونحن في الطريق كيفية الإشتباك مع الطائرات الأمريكية وعن إسقاطى لإحداها فأخذ الجميع فى التهليل والتكبير ، وصلنا إلى البيت ودخلت بهيئتي المثيرة حافي القدمين عاري الرأس مبلل الثياب منفوش الشعر وقد إحترقت بشرة وجهي من حرارة الشمس وملح البحر ، فإذا بزوجتي يصيبها الفزع والذعر وأخذت تصيح وهي لا تكاد تصدق فلم تكن تعرف بأن الإشتباك الجوي بين الطائرات الأمريكية والطائرات الليبية التي تناقلت أخباره الإذاعات أنني كنت أحد عناصره ، وكانت معها زوجة العقيد طيار جمعه زائد وزوجة آمر المنطقة العسكرية العقيد حسن إشكال وبعض نسوة الجيران ، فأستبدلت ملابسي المبللة بأخرى جافة وأخذوني إلى مستشفى إبن سينا بمدينة سرت حيث أجريت لي فحوصات طبية وتصوير أشعة وغيرها ثم نقلت إلى إحدى الحجرات وكان الوقت ليلاً فوجدت الملازم طيار مختار الجعفرى وجمع كبير من الضباط والجنود والمواطنين الذين تزاحموا حولي مهللين ومكبرين يحمدون لي السلامة وقصصت لهم ما حدث " أنتهى حديث الطيار امسيك .


كما هو معروف الان وفي تلك الفترة أيضا فإن امريكيا دولة تعتبر عظمى من ناحية التسلح وحدث إسقاط طائرتها ليس بالأمر المعتاد , لذلك على الفور تناقل الخبر العديد من الوكالات الإستخباراتية والمقربة من أمريكا ولكن دون تأكيد لسقوط طائرة الـ أف 14 الأمريكية نظرا للتكتم الامريكي على الموضوع حينذاك لما سيسبب من إرتفاع شان للسلاح الروسي والتي تعتبر ليبيا حليف رئيسي لها في المنطقة . أما على الصعيد الليبي فقد أدلى الطيار بلقاسم امسيك بكل تفاصيل إشتباكه للقاعدة الجوية بسرت , وقد تم إبلاغ امسيك بأن تعليمات جاءت من الرائد عبدالسلام جلود بالتصريح بان الطلعات الجوية كانت استطلاعية فقط وان العدو الأمريكي هو من قام بالهجوم فرد عليه سلاح الجو الليبي وأسقط طائرة اف 14 ورد عليهم العدو باسقاط طائرتي السوخوي 22.! الطيار بلقاسم امسيك الزنتاني يقوم بشرح الإشتباك في الإذاعة المرئية و جاءت في اليوم التالي الصُحف كالتالي حيث تم نشر ان سلاح الجو الليبي هو من قام بالرد على نيران طائرات الـ أف 14

ولكن كما اسلفنا الذكر فالحقيقة ليست كما تم الترويج لها بل ان الطائرات الليبية كانت في طلعة اعتراض جوي لاختراق الامريكان خط عرض 32 أمريكا من جهتها صرحت بان هناك عدد 2 طائرات سوخوي ليبية تم إسقاطهما وان احد الطيارين قد مات نتيجة ان مضلته لم تفتح , وان طياريها عادوا بسلامة للأسطول السادس إلا طائرة واحدة تم اعتراضها ولا ندري هل هناك جرحى ام لا . ويسرد امسيك في مذكراته الاتي : " أما عن الجانب الأمريكي فقد أصدر بياناً فى صباح اليوم الذى جرى فيه الإشتباك تلاه الناطق الرسمي لوزارة الحرب الأمريكية وهو نقيب/ لادى هاملتون ، سمعت تسجيلاً له يقول بالحرف الواحد (( لقد حصل إشتباك بين الطائرات الليبية والطائرات الأمريكية فى مياه خليج سرت )) ويقول الناطق (( لقد تم إسقاط طائرتين ليبيتين ولا ندري عن خسائرنا ما إذا كانوا جرحى أو قتلى )) .


وفي مقابلة تلفزيونية تم إجرائها مع القذافي تم سؤاله عن مصير جثة الطيار الأمريكي بعد ان تم إيجاد الحطام فرد قائلا "


لقد اكلته الأسماك "

مما يوضح ان ليبيا لم تستطيع انتشال او لم تجد جتة الطيار هنري مارتن هنري كليمان قتل في 19 اغسطس 1981 بعد اسقاط طائرته تومكات VF-41 F-14 Tomcat فوق خليج سرت ونظرا لما تميزت به ليبيا من تهور في بعض الامور في تلك الفترة فقد أعلن الأسطول السادس عن إلغاء مهمته في المياه الليبية والتي كانت من المفترض ان تستمر حتى يوم 22 أغسطس وتم سحب القطع البحرية حتى الشواطئ الإيطالية تحسبا لأي عمل مستقبلي للقوات الليبية ! . ويروي الطيار امسيك بعض التفاصيل الاخرى الخاصة بالأوامر التي أخدها ليلة الاشتباك فيقول بانه قد حضر إليهم " معمر القذافي " بعد الاشتباك بحوالي 3 أشهر 11/8/1981 ليستمع لما حدث صحبة أبوبكر يونس جابر , وطلب القذافي من كل الحضور الوقوف بعيدا فيما سيستمع هو للطيار أمسيك

والجعفري عن الحادثة بنفسه . فما ان بدأ أمسيك والجعفري في سرد القصة بداية من أمر الاعتراض الذي تم ابلاغهم به ليلة الاشتباك حتى توقف القذافي عن المشي و نادى " x " ليقول له " كيف يا x تقولي ان الطلعة كانت استطلاعية وانتم قلتولهم أعترضوهم !! " فتدارك الموقف ابوبكر يونس جابر منعا لإحراج " x " وقال ( نعم سيدى لقد كان الوقت ضيقاً و لا يوجد لدينا طائرات فى قاعدة القرضابية غير طائرات السيخوى فى ذلك الوقت ، وعندما دخلت الطائرات الأمريكية إلى الخليج أضطررنا إلى إستعمال السيخوى) . أما من الجانب الامريكي فقد ظل الوضع متوترا حتى جاءت عملية حصان طروادة والتي كانت الشرارة التي أشعلت الغارة الامريكية على ليبيا في العام 1986 . لتكون حقبة ريغان هي الأشرس مع القذافي .
 
الأخوة في المنتدى
طبعا أرجو أن لا يأخذ أي شخص كلامي بمنظور السخرية أو التجريح أو الاساءة
لذكره 33 الاشتباكات الجويه الليبيه الامريكيه فوق المياه الاقليمه
و لكن ألا تلاحظون في قصة الطيار الليبي دليلا لافتا على ضعف الثقة بالنفس و ضعف الايمان بعدالة قضيته في الدفاع عن وطنه أصلا.
كذلك ضعف التدريب و الخوف بصورة مخزية من العملية برمتها فضلا عن الغباء اللافت في ادارة العملية القتالية من جميع المستويات و كذلك جهل الطيارين بضرورة الخروج الفوري من الهجمة بعد اطلاق الصواريخ و الانتفال باتجاه اليمين بمناورة فورية لتجنب الوقوع في فخ بقية الطائرات الأمريكية
طبعا ليس من الضروري القطع بكون الجميع من هذا المستوى و لكنها تعطي كحادثة اشارة مقلقة عن المستوى القتالي و المعنوي


في سلاح الجو السوري السقوط بالمظلة في الماء هو الحمام اليومي تقريبا في مرحلة السنة الأولى بالكلية الجوية و هي حالة من التعذيب بداية ثم يعتادها الطيار بعد وقت و بمجرد تجاوزه زمنا معينا يقلون عدد مرات التدريب و لكن عمليا لن يقل عددها في السنة الأولى عن 150 غطسة و يضحكون كثيرا أثناء التدريبات فمثلا قد تقع أحيانا أخطاء تشبه الكاميرا الخفية
 
التعديل الأخير:
الأخوة في المنتدى
طبعا أرجو أن لا يأخذ أي شخص كلامي بمنظور السخرية أو التجريح أو الاساءة

و لكن ألا تلاحظون في قصة الطيار الليبي دليلا لافتا على ضعف الثقة بالنفس و ضعف الايمان بعدالة قضيته في الدفاع عن وطنه أصلا.
كذلك ضعف التدريب و الخوف بصورة مخزية من العملية برمتها فضلا عن الغباء اللافت في ادارة العملية القتالية من جميع المستويات و كذلك جهل الطيارين بضرورة الخروج الفوري من الهجمة بعد اطلاق الصواريخ و الانتفال باتجاه اليمين بمناورة فورية لتجنب الوقوع في فخ بقية الطائرات الأمريكية
طبعا ليس من الضروري القطع بكون الجميع من هذا المستوى و لكنها تعطي كحادثة اشارة مقلقة عن المستوى القتالي و المعنوي


في سلاح الجو السوري السقوط بالمظلة في الماء هو الحمام اليومي تقريبا في مرحلة السنة الأولى بالكلية الجوية و هي حالة من التعذيب بداية ثم يعتادها الطيار بعد وقت و بمجرد تجاوزه زمنا معينا يقلون عدد مرات التدريب و لكن عمليا لن يقل عددها في السنة الأولى عن 150 غطسة و يضحكون كثيرا أثناء التدريبات فمثلا قد تقع أحيانا أخطاء تشبه الكاميرا الخفية
asd
أذكر أنك في أحد المواضيع كتبت عن أن التدريب في الجيش السوري كان غالبا أقسى من الحرب ذاتها و ربما لمثل هذا السبب صمدت المطارات هذا الصمود العجيب تحت الحصار
 
الأخوة في المنتدى
طبعا أرجو أن لا يأخذ أي شخص كلامي بمنظور السخرية أو التجريح أو الاساءة

و لكن ألا تلاحظون في قصة الطيار الليبي دليلا لافتا على ضعف الثقة بالنفس و ضعف الايمان بعدالة قضيته في الدفاع عن وطنه أصلا.
كذلك ضعف التدريب و الخوف بصورة مخزية من العملية برمتها فضلا عن الغباء اللافت في ادارة العملية القتالية من جميع المستويات و كذلك جهل الطيارين بضرورة الخروج الفوري من الهجمة بعد اطلاق الصواريخ و الانتفال باتجاه اليمين بمناورة فورية لتجنب الوقوع في فخ بقية الطائرات الأمريكية
طبعا ليس من الضروري القطع بكون الجميع من هذا المستوى و لكنها تعطي كحادثة اشارة مقلقة عن المستوى القتالي و المعنوي


في سلاح الجو السوري السقوط بالمظلة في الماء هو الحمام اليومي تقريبا في مرحلة السنة الأولى بالكلية الجوية و هي حالة من التعذيب بداية ثم يعتادها الطيار بعد وقت و بمجرد تجاوزه زمنا معينا يقلون عدد مرات التدريب و لكن عمليا لن يقل عددها في السنة الأولى عن 150 غطسة و يضحكون كثيرا أثناء التدريبات فمثلا قد تقع أحيانا أخطاء تشبه الكاميرا الخفية
ليس القصد هو السخرية لا قدر الله من الأخوة في ليبيا لإنه بالنتيجة مجرد إتخاذ قرار بمنع الطيران الأميركي من عبور ما سمي خط الموت كان قراراً شجاعاً لبلد صغير و بالذات عندما نجد دول عربية كبرى كانت تتملق الأمريكيين على حساب سيادتها (صفقة ال450 مليار دولار مع ترامب أكبر مثال), لكن من الواضح فعلاً ضعف التدريب المادي و المعنوي لدى الطيارين الذين شاركوا فمثلاً عندما كان الطيار يبحث عن الكوب لتفريغ قاربه من الماء تصرف بتوتر أدى إلى فقدانه مواد أساسية (غذائية و غيرها) كذلك لا بد من تدريب الطيارين على التعامل مع أسماك القرش ما داموا يعملون في قاعدة مطلة على البحر و جزء من عملياتهم المتوقعة ستكون فوق مياهه (بحكم العلاقة المتوترة مع أميركا و دول الناتو), كان من الممكن تزويد الطيارين بكبسولة تحتوي من ضمن ما تحتويه كبريتات النحاس (ثبت أن لها مفعولاً طارداً لأسماك القرش) أو أي مادة مشابهة و كان يمكن التعاون مع دول مثل كوبا تتمتع بطيارين يعملون في بيئة ساحلية و حارة و مدربين جيداً كي يساعدوا في تكوين الطيارين الليبيين.
بخصوص ضعف الإيمان بالقضية فهو شيء صحيح و يمكن مشاهدة ذلك في إيمان الشعب و من ضمنه الجنود بقضية دولتهم في النزاع التشادي بل و حتى في الصراع مع أميركا (أعلم ليبيين كثر كانوا يتشمتون بالضربات الأمريكية ضد القذافي سنة 1986 و كانوا يسمون القذافي بو نويقة و هي على وزن نورييغا الذي أقتلعته أميركا من باناما و أذلته بالسجن كتاجر مخدرات). لذلك قلت ما قلته في مشاركاتي السابقة و تكلمت عن بناء الإنسان مع العلم أن هناك الكثير من الليبيين الأذكياء و العصاميين الذين أبدعوا في الخارج و البلاد لديها طاقات كامنة مهمة و ليست مجموعة حصرية من البدو السذج كما تصورها الكثير من العرب للأسف.
 
بعد قراءة موضوع إستقدام الشيلكا إلى المغرب (نشر في المنتدى قبل أيام ) بدأت أقدر جانب مهم في هذا الموضوع, لا شك أن أداء سلاح الجو الليبي في عام 1981 أمام طيران البحرية الأميركي أفضل من أداء الطيارين المغاربة أمام طائرة ملكهم المدنية و لا شك أيضاً أن عناصر الدفاع الجوي الليبي أستطاعوا إستيعاب أنظمة معقدة أكثر من الشيلكا خلال نفس الفترة الزمنية التي أستقدم فيها المغاربة ذاك النظام . أقول لربما يحسب للأخوة في ليبيا تكوين جيش مقاتل إلى حد كبير كان بعد شقيقه الجزائري الأفضل تأهيلاً من عدة نواحي في المنطقة و لا شك أن التعاون مع يوغسلافيا في تكوين الطيارين و أستقدام طيارين بخبرة قتالية من سلاح الجو السوري بعد معركة البقاع مقابل أسطول ليبيا من طائرات MIG-21BIS كان خطوة ذكية و تستشعر حاجات البلاد المستقبلية و معها تكثيف عمليات التدريب في روسيا و لكن أكبر مشكلة كانت الحالة الفنية المتهالكة للأسطول الجوي بعد الحظر.
من ضمن ما قرأته في مجلة Air forces monthly يوم كنت أعيش في بريطانيا أن الخبراء الروس أعجبوا بتعديل أدخله المهندسون الليبيون على محرك الMIG-23 (و هو ما يشي بوجود خامة بشرية يمكن البناء عليها) و لكن ما هو سبب عدم وجود خطوط لصنع قطع الغيار بمساعدة روسية أو أوكرانية أو صينية أو كورية شمالية؟ لماذا لم تؤدي فترة 30 سنة من وجود خريجي هندسة الطيران و قبلها مهندسي الميكانيكا إلى وجود صناعة جوية (ليس بالضرورة معقدة) خصوصاً أن بعض أصدقاء ليبيا (مثل يوغسلافيا ) كانوا يمتلكون صناعة جوية متطورة نسبيياُ؟! في السبعينيات كان من المفترض تجميع طائرات SF.260 (صورة لهذا الطراز بالألوان الليبية في الأسفل) و لكن الظروف الخاصة بالحظر الغربي أفشلت الموضوع (مرة أخرى لمَ كان التعاون محصوراً بالغرب فقط ؟!)
Libyan_Training_Fighter.jpg

الطيران الليبي كان يفتقد لحوامات إستطلاع خفيفة (مثل الغازيل و مثيلاتها) و كان يفتقد لحوامة هجومية قوية (كان يمكن تطوير المي 24 لمستوى شبيه بالجنوب أفريقي و الذي أستلمته الجزائر) , كان يمكن لليبيا شراء طائرات هيركوليز أو Aeritalia G.222 مستعملة من دول أخرى و تحويلها لمنصة مدفعية طائرة بمساعدة أوكرانية أو إيطالية و هي كانت مناسبة لحروب الصحراء.
أيضاً لا يبدو أن الحكومة الليبية كان لديها فكرة جيدة عما يحصل في بنغازي في بداية الأحداث (لو عاد بنا الزمن إلى بداية 2011 لخرجت من بنغازي و حاصرتها و أحتفظت بالهلال النفطي و باقي منابع الثروة و تركت أعباء إدارة شؤون المدينة الثائرة للطرف الاّخر و الذي بعد سنوات سيكون مكلفاً لداعميه دون جدوى و لفعلت ذلك مع أغلب مدن الشرق و قمت بعمليات سرية عبر خلايا نائمة بدلاً من جيش نظامي).
نقطة أخرى صدمتني و هي لماذا لم يحول العقيد القذافي الأموال الليبية إلى بلد يصعب الضغط عليه غربياً (إيران أو كوريا الشمالية فإن لم تستفد ليبيا بأموالها فلا يستفيد منها العدو بل دولة تسبب صداع للعدو؟!).
 
بعد قراءة موضوع إستقدام الشيلكا إلى المغرب (نشر في المنتدى قبل أيام ) بدأت أقدر جانب مهم في هذا الموضوع, لا شك أن أداء سلاح الجو الليبي في عام 1981 أمام طيران البحرية الأميركي أفضل من أداء الطيارين المغاربة أمام طائرة ملكهم المدنية و لا شك أيضاً أن عناصر الدفاع الجوي الليبي أستطاعوا إستيعاب أنظمة معقدة أكثر من الشيلكا خلال نفس الفترة الزمنية التي أستقدم فيها المغاربة ذاك النظام . أقول لربما يحسب للأخوة في ليبيا تكوين جيش مقاتل إلى حد كبير كان بعد شقيقه الجزائري الأفضل تأهيلاً من عدة نواحي في المنطقة و لا شك أن التعاون مع يوغسلافيا في تكوين الطيارين و أستقدام طيارين بخبرة قتالية من سلاح الجو السوري بعد معركة البقاع مقابل أسطول ليبيا من طائرات MIG-21BIS كان خطوة ذكية و تستشعر حاجات البلاد المستقبلية و معها تكثيف عمليات التدريب في روسيا و لكن أكبر مشكلة كانت الحالة الفنية المتهالكة للأسطول الجوي بعد الحظر.
من ضمن ما قرأته في مجلة Air forces monthly يوم كنت أعيش في بريطانيا أن الخبراء الروس أعجبوا بتعديل أدخله المهندسون الليبيون على محرك الMIG-23 (و هو ما يشي بوجود خامة بشرية يمكن البناء عليها) و لكن ما هو سبب عدم وجود خطوط لصنع قطع الغيار بمساعدة روسية أو أوكرانية أو صينية أو كورية شمالية؟ لماذا لم تؤدي فترة 30 سنة من وجود خريجي هندسة الطيران و قبلها مهندسي الميكانيكا إلى وجود صناعة جوية (ليس بالضرورة معقدة) خصوصاً أن بعض أصدقاء ليبيا (مثل يوغسلافيا ) كانوا يمتلكون صناعة جوية متطورة نسبيياُ؟! في السبعينيات كان من المفترض تجميع طائرات SF.260 (صورة لهذا الطراز بالألوان الليبية في الأسفل) و لكن الظروف الخاصة بالحظر الغربي أفشلت الموضوع (مرة أخرى لمَ كان التعاون محصوراً بالغرب فقط ؟!)
Libyan_Training_Fighter.jpg

الطيران الليبي كان يفتقد لحوامات إستطلاع خفيفة (مثل الغازيل و مثيلاتها) و كان يفتقد لحوامة هجومية قوية (كان يمكن تطوير المي 24 لمستوى شبيه بالجنوب أفريقي و الذي أستلمته الجزائر) , كان يمكن لليبيا شراء طائرات هيركوليز أو Aeritalia G.222 مستعملة من دول أخرى و تحويلها لمنصة مدفعية طائرة بمساعدة أوكرانية أو إيطالية و هي كانت مناسبة لحروب الصحراء.
أيضاً لا يبدو أن الحكومة الليبية كان لديها فكرة جيدة عما يحصل في بنغازي في بداية الأحداث (لو عاد بنا الزمن إلى بداية 2011 لخرجت من بنغازي و حاصرتها و أحتفظت بالهلال النفطي و باقي منابع الثروة و تركت أعباء إدارة شؤون المدينة الثائرة للطرف الاّخر و الذي بعد سنوات سيكون مكلفاً لداعميه دون جدوى و لفعلت ذلك مع أغلب مدن الشرق و قمت بعمليات سرية عبر خلايا نائمة بدلاً من جيش نظامي).
نقطة أخرى صدمتني و هي لماذا لم يحول العقيد القذافي الأموال الليبية إلى بلد يصعب الضغط عليه غربياً (إيران أو كوريا الشمالية فإن لم تستفد ليبيا بأموالها فلا يستفيد منها العدو بل دولة تسبب صداع للعدو؟!).

تقريبا يوجد خط التجميع ال 39 في قاعدة تمنهنت الجوية حظر كان اكبر ضربة للجيش واهمال عقيد ضربة ثانية تم قطع قطاع غيار كل طائرات بسبب حظر الدولي

الضباط الليبيين لكلية الدفاع الجوي المهندسين أثناء تواجدهم في جمهورية أوكرانيا لخوض مسابقة تخصص قواذف بين المجموعات الدراسية فيما بينها والتنافس كان مع ضباط جمهورية البيرو ...
والنتيجة الفوز بالترتيب الأول لضباط كلية الدفاع الجوي ... حفظ الله الأحياء منهم ورحم الله الأموات .

عميد مهندس / محمــــد قليــدان .
عميد مهندس / نورالدين بالحاج .
عميد مهندس / أبوبكر البكوري .
عميد مهندس / عبدالسلام حجاز .
عميد مهندس / عـمـــــر ميــلاد .
عميد مهندس / عــــادل موســي .
عميد مهندس / طــــــه حودانــة .

25550439_157290961708138_3008490277862238562_n.jpg
 
انتهاء دورة للقوات الخاصة البحرية في إيطاليا
================================
انتهت يوم الأحد 28 يناير 2018م دورة خاصة للقوات الخاصة البحرية (مشاة البحرية) التابعة للقوات البحرية والتي تمت في مدينة (برندزي) الإيطالية، والتي تعتبر مقرا لقيادة القوات الخاصة الإيطالية.
وقد وصل المتدربون يوم أمس الإثنين إلى ارض الوطن.
عدد المتدربين (28) متدرب إضافة إلى عدد (2) مشرف.
وكانت بداية الدورة في 18 ديسمبر 2017م واستمرت لمدة (40) يوم، تم خلالها تلقي العديد من الدروس والتدريبات التي تمت في مواقع خاصة للقوات الخاصة الإيطالية، وشملت تدريبات الميدان العنيف التي تركز على الإعداد البدني للأفراد والقدرة على التحمل، وكذلك السباحة والإقتحام والإنزال والتعلق والحماية والدفاع غيرها.
وكانت نسبة النجاح 100% والنتائج جيدة جدا وممتازة، وحسب راي الجانب الإيطالي فإن المجموعة كانت في مستوى تخصصها كقوات خاصة من حيث التحمل والاستيعاب وروح الجماعة العالي.
أما من حيث الإقامة والإعاشة وأماكن التدريب فإنها جيدة وكانت ذاتها التي للأفراد الإيطاليين.
علما بأن هذه الدورة هي الدورة الثانية للقوات الخاصة، من مجموع ثلاث دورات تم الإتفاق عليها بين القوات البحرية والجانب الإيطالي في إتفاقية تم التوقيع عليها سنة 2013م، تمت الدورة الأولي في 2013م..

27067525_2021101751466433_3601773952981949240_n.jpg

27067447_2021111574798784_4439426359274492551_n.jpg
 
تقريبا يوجد خط التجميع ال 39 في قاعدة تمنهنت الجوية حظر كان اكبر ضربة للجيش واهمال عقيد ضربة ثانية تم قطع قطاع غيار كل طائرات بسبب حظر الدولي

الضباط الليبيين لكلية الدفاع الجوي المهندسين أثناء تواجدهم في جمهورية أوكرانيا لخوض مسابقة تخصص قواذف بين المجموعات الدراسية فيما بينها والتنافس كان مع ضباط جمهورية البيرو ...
والنتيجة الفوز بالترتيب الأول لضباط كلية الدفاع الجوي ... حفظ الله الأحياء منهم ورحم الله الأموات .

عميد مهندس / محمــــد قليــدان .
عميد مهندس / نورالدين بالحاج .
عميد مهندس / أبوبكر البكوري .
عميد مهندس / عبدالسلام حجاز .
عميد مهندس / عـمـــــر ميــلاد .
عميد مهندس / عــــادل موســي .
عميد مهندس / طــــــه حودانــة .

25550439_157290961708138_3008490277862238562_n.jpg



193530.jpg


193531.jpg

https://twitter.com/BabakTaghvaee/status/867873960192385024
نعم أخي أذكر أنني شاهدت الخط من قبل, هل لدى هذا الخط قدرات تصنيع ؟
 

رئيس المجلس الرئاسي يتفقد القطعة البحرية " إبن عوف " "Polnocny-class landing ship"

بعد عودتها للخدمة

قام رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السيد فائز السراج صباح اليوم الخميس بزيارة القطعة البحرية ” إبن عوف " التي عادت إلى الخدمة بعد استكمال ما كانت تحتاجه من أعمال صيانة.

وكان في استقبال السيد الرئيس على متن السفينة الحربية آمر القاعدة البحرية وقيادات خفر السواحل، وأجتمع السيد الرئيس مع القيادات البحرية حيث وجه التحية لجميع أفراد السلاح البحري وكل من ساهم في إعادة السفينة للعمل وخص بالذكر الجانب الإيطالي الذي تولى الدعم الفني وتوفير قطع الغيار من خلال الورشة البحرية المتنقلة.

واستمع السيد الرئيس لشروح عن القطعة البحرية ” إبن عوف " التي يبلغ عدد طاقمها الستين من الضباط والجنود وتبلغ سرعتها القصوى 15 عقدة ويبلغ مدى مدافعها 12500 متر، وبإمكانها القيام بعمليات عسكرية متنوعة من نقل الدبابات والجنود وعمليات الإنزال وتساهم بفعالية في مواجهة الهجرة غير الشرعية والتهريب وعمليات الإنقاذ حيث تمكنت " إبن عوف " من إنقاذ 900 مهاجر غير شرعي من الغرق في البحر المتوسط.

وتحدث السيد الرئيس مشيدا بأداء الجنود وضباط الصف وضباط البحرية وما يبذلونه من جهد وما حققوه من نجاحات في تأمين حدودنا البحرية والتصدي للمتاجرين بالبشر والمهربين رغم صعوبة الظرف وقلة الإمكانيات.


26230995_2008182286105823_466551799751227653_n.jpg

26231043_2008182789439106_8746765700929124967_n.jpg

26804343_2008182866105765_4547379225303609155_n.jpg


 
193530.jpg


193531.jpg

https://twitter.com/BabakTaghvaee/status/867873960192385024
نعم أخي أذكر أنني شاهدت الخط من قبل, هل لدى هذا الخط قدرات تصنيع ؟
مجمع تمنهنت الحربي جرى إنشاؤه العام 1980 على مساحة كلية تقدر بنحو 32 كيلومترًا مربعًا، واُفتُتح من العام 1985.

مجمع تمنهنت الحربي يعمل على صيانة وإدامة وتطوير عدد من الطائرات من طرازات «L39» و«يثرب» و«سماركيتي» و«قالب» وهي طائرات تنتجها شركات إيطالية وتشيكية ويوغوسلافية، إضافة إلى طائرات النقل الخفيف المستخدَمة في التدريب والإسعاف الطائر وزراعة السحب.
 
مجمع تمنهنت الحربي جرى إنشاؤه العام 1980 على مساحة كلية تقدر بنحو 32 كيلومترًا مربعًا، واُفتُتح من العام 1985.

مجمع تمنهنت الحربي يعمل على صيانة وإدامة وتطوير عدد من الطائرات من طرازات «L39» و«يثرب» و«سماركيتي» و«قالب» وهي طائرات تنتجها شركات إيطالية وتشيكية ويوغوسلافية، إضافة إلى طائرات النقل الخفيف المستخدَمة في التدريب والإسعاف الطائر وزراعة السحب.
تكاد تكون ليبيا متفردة عربياً في إستخدام طائرات يوغسلافية, لكن بحسب ما سمعت أداؤها في مناخ الجنوب الليبي الصحراوي كان جيداً فعلاً.ليبيا أيضاً أفتتحت منشأة صيانة و تجميع لحوامات أغوستا الإيطالية (الصورة أدناه من العام 2010 ) للأسف الحرب لم تسمح بإكمال المشروع , ماذا حصل لهذا المشروع و عامليه؟
official%20unveiling.jpg
 
البحرية تحيي لوحدها الذكرى 32 لمواجهات خليج سرت .. المرصد تنشر التفاصيل الكاملة لعملية ” نار المروج “

29526681_450159328734996_499983485_o.jpg


ليبيا -فى حفل غابت عنه كل المظاهر الرسمية بما فى ذلك عدم حضور رئيس المجلس الرئاسي او اي من اعضاء المجلس او الحكومة الذين يتخذون منم أبوستة مقراً رئيسياً لهم ، أقيم صباح أمس الاحد بقاعدة طرابلس البحرية تأبين لإحياء الذكرى 32 لضحايا المواجهات الليبية الامريكية فى خليج سرت سنة 1986 .


وفى منشور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك ، إستذكرت البحرية بحسب مكتبها الإعلامي تلك المعركة التي إستهدفت خلالها القوات الامريكية الزورق الليبي ” وميض ” والخافرة الليبية ” عين زقوط ” ليسقط على إثرها عدد 58 فردا من منتسبي القوات البحرية الليبية التي ردت والقوات الجوية قبل ذلك على إختراق مياه ليبيا بإسقاط طائرة أمريكية ومقتل طياريها الاثنين على الفور .


29527375_1986818351571373_1750151439_o.jpg

حفل تأبين ضحايا الذكرى 32 للمواجهات الليبية الامريكية فى خليج سرت سنة 1986 – قاعدة طرابلس البحرية 25 مارس 2018

وقالت البحرية أن هؤلاء ” الشهداء ” كانوا يقومون بواجبهم الوطني بالذود عن سيادة ليبيا على مياهها الإقليمية في مواجهة غير متكافئة مع الأسطول السادس الأمريكي مساء يوم 24 وليلة 25 مارس من سنة 1986.


29542608_1958555157792905_502578076076901319_n.jpg

حفل تأبين ضحايا الذكرى 32 للمواجهات الليبية الامريكية فى خليج سرت سنة 1986 – قاعدة طرابلس البحرية 25 مارس 2018

وقد حضر التأبين عدد من قيادات البحرية من الضباط وضباط الصف والجنود وعلى اصوات ابواق القطع البحرية الراسية داخل القاعدة تم وضع إكليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء الخليج .


خلفية تاريخية للمواجهة


دونت المواجهات فى الوثائق الرسمية الأمريكية تحت اسم ” عملية نار المروج ” ، وبحسب تقرير نشرته مجلة المسلح فى أبريل 2009 فقد تم الإعداد لهذه العملية بدقة كاملة فى منتصف مارس فى الجزء الاوسط من البحر المتوسط حيث نشرت 3 حاملات الطائرات الولايات المتحدة الأمريكية ” كورل سي” (مجموعة حاملة الطائرات 60.1 ) ،”سراتوغا ” (مجموعة حاملة الطائرات 60.2 ) ” أميركا ” (مجموعة حاملة الطائرات 60.3 ) وتواجدت على اسطح الحاملات أكثر من 300 طائرة كان نصفها طائرات هجومية .


وتتكون قطع حماية الحاملات من طرادات ومدمرات وفرقاطات وتم توزيع حاملات الطائرات فـي ” تشكيـل عملياتـي ضـارب ” والذي يدخل فى قوامه غواصات نووية متعددة الأغراض وفى منطقة التشكيل تواجدت خمس سفن إنزال على متنها قوات المشاة البحرية .


وكانت جميع القوات تخضع لسيطرة قيادة الأسطول السادس الأمريكي من على متن سفينة القيادة ” كورونادو ” المجهزة بسطح مروحيات إنزال ، وكذلك مزودة بمعدات أتصالات عبر الأقمار الصناعية تتيح لها الاحتفاظ بالاتصال المستمر مع قطع الأسطول السادس وكذلك مع البنتاغون و حتى مع رئيس الولايات المتحدة الامريكية.


مابين أيام 19 و 21 مارس تم نشر منظومة السيطرة العملياتية الآلية للأسطول السادس وفى 21 مارس بدأت قوات التشكيل العملياتي -60 بالاشتراك مع سفن تشكيل الشؤون الادارية العملياتي -63 فى الانفتاح قبالة سواحل تورينو الايطالية .


مابين 22-23 مارس جميع القوات أحتلت مناطق المناورة القتالية و انتظمت في تشكيلات قتالية ومع الساعة السابعة صباح 24 مارس بدأت طائرات الحاملات فى العمل موازية لخط 30 – 32 المعروف فى ليبيا باسم خط الموت بهدف مواصلة الاستطلاع الأضافى للدفاعات الجوية الليبية .


aircraft-on-uss-america-cv-66-during-attacks-on-libya-1986-HFDF3P.jpg

مقاتلات وطائرات الاستطلاع الأمريكية على ظهر الحاملة ” يو إس إس ” ليلة المواجهة الدامية

وارتفعت فى الجو طائرة الاستطلاع الراداري البعيد المدى والسيطرة ” Hawkeye ” E-2C والتى قامت بالسيطرة على جميع المجموعات الضاربة والداعمة حيث تواجدت هذه الطائرة على بعد 300 كم من الساحل وعلى أرتفاع 4000 -6000 متر .


فى الساعة الواحدة نهارا ً دخلت فى خليج سرت مفرزة من ثلاث قطع حربية أمريكية متكونة من الطراد الصاروخي “Ticondroga ” CG-47 ومدمرتين ” Scott ” DDG-995 و ” DD-970 ” Caron ،ولم تقم الطائرات الامريكية فى هذا اليوم بأختراق الأجواء الليبية حيث قامت بالدورية على مسافة 100 -130 كم من الخط الساحلي ، مع محافظتها الدائمة على وضع الدفاعات الجوية الليبية فى حالة توتر.


فى 24 مارس الساعة 40: 13 قامت الدفاعات الجوية الليبية بأطلاق صاروخين من منظومة S-200 “فيغا” على طائرتين امريكيتين كانتا تطيران تحت الخليج ،وظهرت علامات إصابة الاهداف على شاشات المراقبة وهي فقدان الارتفاع و السرعة ،وبعد ثلاث ساعات تم إجراء إطلاق صاروخ أخر والذي ايضا ً اصاب طائرة مقاتلة ،وبحسب بيانات الامريكان جميع الصواريخ اخطأت الأهداف .


مساء 24 مارس الساعة 29 : 19 وبعض المصادر تذكر الساعة 00: 23 بحسب بيانات طائرة الاستطلاع الراداري البعيد المدى والسيطرة “Hawkeye ” E-2C تابعت زورق صاروخي منذ لحظة خروجه من طرابلس ،ثم قامت بتوجيه طائرتين هجوميتين ” Grumman A-6 Intruder ” من على متن حاملة الطائرات ” أميركا” الى الزورق الصاروخي الليبي وميض الفرنسي الصنع ، الذي تم بنائه فى 30/09/1980 أثناء قيامه بمهام الدورية على مسافة 80 ميل من شمال شرق مصراتة.


وبحسب صحيفة ” نيويورك تايمز” فإن الزورق أقترب من السفن الأمريكية على مسافة 10 ميل ،وكان مزودا بصواريخ وقادر على الأقل الاطلاق على إحدى حاملات الطائرات ،وأعلن مسؤول فى البنتاغون فى 26 مارس بأن الصواريخ التى يحملها الزورق يصل مداها الى 38 ميل واضاف أن الأسطول تابع القطعة الليبية لأكثر من ساعة ،ولكنه لم يذكر لماذا لم يهاجم الاسطول الزورق قبل ذلك الى أن اقترب من حاملة الطائرات والسفن المرافقة لهاعلى مسافة قريبة .


تم تنفيذ الهجوم على الزورق وفق المخطط التالي : أستلام الدلالة على الهدف من طائرة الاستطلاع ،تدقيق المسافة الى الهدف بواسطة المحطة الرادارية ، القياس الاختباري للمسافة بواسطة محدد المدى الليزري ،إطلاق الصواريخ ،وفى النقطة المحددة قام الراس الحربي للصاروخ ” هاربون” بإمساك الهدف واستطاع إصابة الهدف مباشرة في الجزء العلوي للزورق وأنفجار الجزء الحربي المتشظي الذي يحوي على مادة متفجرة يبلغ وزنها حوالي 227 كجم فنتج عنه تدمير الساري والجزء العلوي بالكامل ،وأستشهاد كل من تواجد بالأقسام القتالية العلوية و الجزء العلوي للزورق من بينهم آمر الزورق ” نقيب بحار / شقليلة ” .


A-6E.jpg

لحظة إطلاق الطائرة الامريكية من طراز جرومان إي 6 – صاروخها نحو الزورق الليبي وميض

وأتضح فى وقت لاحق أستشهاد 16 فرد من طاقم الزورق وظل المحرك الرئيسي يعمل ولولا الحريق لأستطاع الزورق أن يصل الى أقرب ميناء ،ولكن منظومة مكافحة الحريق خرجت من الخدمة ” تعطلت” وحاول باقي افراد الطاقم الصغير العدد جاهدين إطفاء الحريق مع تزايد النيران بواسطة أسطوانات مكافحة الحريق إلا ان ذلك كان غير ممكن وبسرعة تصاعدت النيران الى مستودع الذخيرة ،وندرك بأنه فى هذه الحالة لايوجد أمل فى إنقاذ الزورق على اثر ذلك قام افراد الطاقم المتبقيين بإنزال قارب النجاة وترك الزورق يحترق .


لم تستغرق عملية الانقاذ اكثر من خمسة دقائق ، وخلال عدة دقائق انتشرت النيران على كامل مقدمة الزورق وبدأت تنفجر ذخائر المدفعية عيار 76 مم ، وعلى علو منخفض كانت تحوم طائرة مقاتلة امريكية وتطلق نيران مدافعها الرشاشة على الناجين فى قوارب النجاة ، وبعد مغادرة القارب الزورق بمسافة تزيد عن الميل دوت عدة أنفجارات قوية ويبدو انها انفجارات صواريخ ” أوتومات ” وبعد فترة قصيرة غرق الزورق “وميض” .


boat-1.jpg

أرشيفية للزورق الليبي وميض قبل إصابته

الليلة الدامية


فى الليلة نفسها انفصل عن التشكيل العملياتي – 60 ،الطراد الصاروخي الامريكي ” آيروكتاون ” وأتجه الى خليج سرت والمحتمل انه كلف بتوجيه ضربة صاروخية على إحدى الأهداف الساحلية فى منطقة بنغازي ويتكون تسليح الطراد من منصتي إطلاق رباعية لصواريخ “هاربون ” المضادة للسفن بمدى يصل الى 110 كم ،بالاضافة لذلك زود الطراد بمنصتي إطلاق صواريخ دفاع جوي ” إيجيس” ومدفعية 127 مم ومدفعية م /ط 20 مم وأسلحة طوربيدية .


وتبلغ إزاحة الطراد 9200 طن ، وعندما وصل الطراد الى مسافة 70 ميل من الساحل أكتشف مشغل راداراته هدفا على شاشة الرادار ،وتم تصنيفه فى البداية على انه سفينة صيد ،فأمر آمر الطراد بمواصلة مراقبة الهدف وأتضح بعد ذلك أن الهدف الخافرة الصاروخية الليبية عين زقوط التي تحمل الرقم 419 وهي الخافرة الصاروخية المتوسطة -15 ذي الرقم المصنعي 207 والتى كانت فى دورية على بعد 20 ميل غرب بنغازي .


وللمحافظة على السرية كانت الخافرة تناور بسرعة بطيئة وكانت الرادارت فى حالة إغلاق وكذلك إطفاء الأنوار الملاحية وبعد تقليص المسافة بين الخافرة عين زقوط و الطراد الصاروخي ” ايوركتاون” الى 11 الميل ،قام آمر الخافرة بتشغيل الرادار للحظات وبمجرد انتهاء اللفة الثانية تم إيقاف عمل الرادار للمحافظة على السرية .


إلا ان ذلك كان كافيا ً لأمر الطراد الصاروخي ” ايوركتاون” بما لايترك مجالا ً للشك بأنه يوجد على خط سيره مباشرة خافرة صاروخية معادية وليس سفينة صيد ،والتى تستطيع فى اي لحظة إطلاق صواريخها بأتجاه الطراد وخلال فترة قصيرة من تقدير الموقف أعطى آمر الطراد اوامره بإطلاق الصواريخ ،فى الساعة 21.55 بفاصل عدة ثواني .


USS-48-1.jpg

لحظة إطلاق الطراد الأمريكي صواريخه على الخافرة الليبية عين زقوط

حيث تم إطلاق صاروخين “هاربون” فأصابة الخافرة الصاروخ الأول الذي اصاب جانب الخافرة أعلى خط العوم بقليل فسبب فى أنفجار قسم المحركات مما نتج عنه فقد السيطرة على الخافرة وبدأت تتسرب المياه داخلها وبعد إصابة الصاروخ الثاني بداء اللهب يحيط بكامل الخافرة وبصول النيران الى خزانات الوقود امتدت النيران للقطعة وكانت عملية مكافحة النيران بدون فائدة وبسرعة إزدادت شدة النيران ووصلت الى وقود الصواريخ فسبب فى حدوث أنفجاربالقطعة وبعد خمسة دقائق أصبحت الخافرة كشعلة محترقة وبميلان نحو المؤخرة بدأت الخافرة تغوص ،وبعد 15 دقيقة غرقت الخافرة بكامل أفراد طاقمها .


AinZgut-1.jpg

الخافرة الليبية عين زقوط بعد إصابتها وإحتراقها قبل دقائق من غرقها ووفاة كامل طاقمها

ليلة 24 -25 مارس قام الامريكان بمهاجمة ميناء بنغازي باستخدام قنابل عالية الدقة ونتج عنها إصابة سفينة إنزال ،وبحسب بيانات اخرى تم إصابة خافرة صاروخية اخرى طراز ” نانوشكا ” حيث خرجت الخافرة الى خليج سرت وتم اكتشافها بواسطة طائرة الحاملة “سراتوقا” وتم مهاجمتها باستخدام قنابل ” Mk.20 Rockeye ” العالية الدقة واصيبت الخافرة بأضرار إلا انها اختبت بجوار سفينة محايدة وفى المساء عادت الى بنغازي .


و عند صد الهجوم أكد الليبيون إصابة طائرة امريكية من طراز” إف 14 تومكيت ” وفى ليلة 24-25 مارس قامت طائرة امريكية من حاملة طائرات ” سراتوقا” بمهاجمة رادارين متواجدين فى مدينة سرت ،حيث استخدمت فى الهجوم الأول الصاروخ ا لمضاد لرادارات AGM-88M ” هارم “وخلال الهجوم الثاني قامت الطائرة الهجومية A-7E بدعم 14 طائرة ،وعند خروجها للضربة قامت المقاتلة A-7E بالمناورة المستمرة ضد الدفاعات الجوية باستخدام بيانات منظومة الانذار من تعرض الطائرات لأشعة الرادارات الليبية وتم إطلاق صاروخين أكد إصابة صاروخ قمرة الارسال والاستقبال “الفيغا” والصاروخ الأخر أخطاء الهدف .


وبحلول فجر 25 مارس دخلت سفن التشكيل العملياتي -60 الى الجزء الاوسط للبحر المتوسط وفي الساعة 8.25 هاجمت المقاتلة الامريكية انترودير ” خافرة صاروخية ليبية تحمل اسم “عين مارة ” ويعتقد بأن الخافرة لم تراع الصمت اللاسلكي ولذلك تم أكتشافها وتصنيفها وتم توجيه المقاتلة نحو الهدف بمساعدة طائرة الاستطلاع الراداري البعيد المدى والسيطرة وبأستخدام منظومة رادار كشف الأهداف السطحية ذات مدى 240 كم .


دخلت المقاتلة الى منطقة الهدف وتم التعامل معه بأستخدام محطة الأشعة ماتحت الحمراء وأعطاء الدلالة على الهدف مع استخدام محدد المسافة الليزري وبحسب هذه البيانات تم إطلاق الصواريخ ولكن أتضح فى وقت لاحق عدم إصابة الصواريخ للهدف ،حيث ان صواريخ ” هاربن 84 ” المضادة للسفن لم تصب الخافرة بسبب قصور فى منظومة التوجيه الذاتي وسقطت فى البحر على مسافة 5-6 أمتار بجانب الخافرة نتج عنه اضرار بها نتيجة للشظايا ،وكذلك احد الصواريخ لم ينفجر.


وتتباين المصادر حول الاضرار التى اصابت الخافرة فبعضها يذكر عدم تعرضها لأضرار ، وتشير بعض المصادر لتعرضها لأضرار وانه تم قطرها الى الاتحاد السوفيتي حيث تم صيانتها فى 1991 و تغيير اسمها الى”طارق ابن زياد” وكانت تعمل فى الاسطول البحري الليبي حتى سنة 2011 .


مشغل الفيديو
00:00
00:00
1. 2 فبراير 2008 - دورية للخافرة بن زياد فى المياه الليبية
2:25

وفى 3 نوفمبر 2014 تمكن متطرفى شورى بنغازي وداعش من القيام بما لم يتمكن الأمريكيون من القيام به ، عبر إستهداف الخافرة طارق بن زياد بقذيفة أدت لإعطابها ثم لاحقا فى 2016 إستهدفوها بصواريخ أدت لإتلافها بالكامل وإندلاع النار فيها وغرقها عندما كانت متراكية على رصيف قاعدة بنغازي البحرية التي سيطر عليها الجماعات الارهابية لأكثر من ثلاثة سنوات متتالية .


560169_10205045249789967_1472889627567123585_n.jpg



بيانات وأهداف


وبحسب بيانات البنتاغون فإن الطائرات الامريكية نفذت 1546 طلعة جوية ،وتم استخدام الأسلحة ضد خمسة اهداف نتج عنها إغراق خافرة صاروخية متوسطة مشروع E 1234 وزورق صاروخي ” La Combattante” ،وتضرر سفينة إنزال ( او خافرة صاروخية متوسطة) وأضرار خفيفة بخافرة صاروخية متوسطة مشروع E 5.200، وتضرر رادار منظومة S-5.200 “فيغا ” ،وخلال هذه العملية تم لأول مرة استخدام الصاروخ المضاد للسفن “هاربون ” فى ظروف قتالية حقيقية حيث تم إطلاق ستة صواريخ مضادة للسفن : 4 من طائرات A-6E و صاروخين من الطراد ” ايوركتاون “، وبحسب البيانات الامريكية قامت الدفاعات الجوية الليبية بإطلاق 12 صاروخ وبحسب بيانات الليبيين أصابت ثلاث طائرات ، وأكد الامريكان إصابة مقاتلة واحدة F-14A .


كان من الملاحظ بحسب المراجع التي بحثت فى المواجهات البحرية بخليج سرت عدم التوازن فى القوة حيث كان الطرف الامريكي يعمل بقوة ضاربة من سفن السطح والغواصات النووية والطائرات والوسائط الامريكية المختلفة إلا أن ذلك لم يمنع قطع الأسطول البحري الليبي من التواجد المستمر خلال فترة المواجهات ومحاولتها للتصدي لأكبر اساطيل العالم والمعدة أصلا ً ليس لخوض صدامات مسلحة أقليمية فقط وأنما لحرب شاملة ومواجهة أساطيل القطب الأخر – الاتحاد السوفيتي سابقا ً ،للتأكيد على سيادة ليبيا على خليجها التاريخي .


1280px-Operation_Attain_Document_III_chart_March_1986.jpg

رسم بياني لمواقع وقوات المواجهة سنة 1986 نقلا عن موقع واي باك مشين الارشيفي الامريكي

كما يؤخذ فى الاعتبار ايضاً الأعداد الأمريكي المسبق للعملية ، و الاستنزاف والاجهاد والضغط المتواصل على الدفاعات الليبية خلال سنوات ما قبل المواجهة من إجراءات والتدريبات والمناورات قبالة سواحل ليبيا وتزايد وتيرتها خلال الربع الاول من 1986 لتصل الى خمسة مناورات بحرية .


كما ان أقتراب القطع البحرية الليبية من الاسطول الامريكي لمديات قادرة على تحقيق إصابات ناجحة يتثير تساؤلات عدة طرحتها مجلة المسلح ويسترعي ملاحظات المهتمين ومنها ، مراقبة الزورق وميض الذي كان فى دورية روتينية منذ خروجه من طرابلس الى بلوغه مدى 10 ميل من الاسطول الامريكي ويستطيع من خلاله مهاجمة إحدى حاملات الطائرات ،الامر أثار التسؤلات لماذا لم يتم مهاجمة الزورق قبل تلك المسافة وتعريض الاسطول لنيران صواريخه ؟


و لماذا لم يتم مراعاة دائرة الأمان لتشكيل حاملات الطائرات فهل هذا راجع الى قصور فى الاستطلاعات الامريكية وكل ماذكر عن المتابعة ليس له اساس من الصحة او انه نجاح للزورق وميض فى تطبيق التأمينات القتالية وأستطاع النجاح فى المحافظة على سرية الاقتراب والاختفاء والوصول الى تلك المسافة ؟


وكذلك الحال مع الطراد الامريكي ” ايوركتاون ” المكلف بمهمة ولم يستطع تمييز الهدف واقترابه من الخافرة لمسافة 11 ميل ،ويستنتج من ذلك أهمية التامينات القتالية ونجاح أساليب المحافظة على سرية الاقتراب رغم التفوق التقني للخصم ،وكذلك الشكوك حول الرواية كيف لمن يدرك اهمية التأمين القتالي وينجح فى تطبيقها ويصل الى تلك المسافة من العدو يقع فى خطاء فادح ؟!


يلاحظ أيضاً بأنه رغم التفوق الناري للأسطول الامريكي بالأضافة لمديات الصواريخ البحرية الأمريكية إلا انه لم يستفد من ذلك فعلياً ،وقد يرجع ذلك للاستخدام الناجح للقطع البحرية الليبية للأساليب التعبوية كما أن عدم إستفادة القطع البحرية الليبية من هذا النجاح رغم تسليحها بصواريخ قادرة على إصابة أهداف بحرية امريكية قد يكون نتيجة للفخ الامريكي ونجاح الامريكان فى سرية العملية الفعلية وتضليل البحرية الليبية بكثافة التدريبات والمناورات البحرية التى كانت شبه روتينية .


مما جعل الليبيون يكثفون من الدوريات وجل تركيزهم أنحصر فى متابعة الاسطول الامريكي والتصدي لأي اختراق للمياه الأقليمية ،وافقدهم ذلك زمام المبادرة وتطبيق أساليب الاستخدام القتالي لقطع الاسطول فى تدمير عدو بهذا الحجم ويؤيد ذلك خرائط الموقف التى توضح قيام وحدات الأسطول الامريكي بإطلاق صواريخها من خارج المياه الأقليمية وقد يكون أستهداف القطع البحرية الليبية فى ردة فعل أمريكية مفاجئة على إسقاط طائراتها بواسطة الدفاعات الليبية او وفق مخطط مسبق فى حال تصاعد الموقف العسكري فى خليج سرت


المزيد من التساؤلات


عند التعامل مع الخافرة الليبية “عين مارة ” والتى تم أكتشافها بحسب اعتقاد الامريكيين لعدم مراعاتها للصمت اللاسلكي والتعامل معها كهدف باستخدام الطائرة “هوكاي” بالكشف الراداري للأهداف السطحية والاشعة ماتحت الحمراء وإعطاء الدلالة على الهدف مع استخدام محدد المسافة الليزري وإطلاق صواريخ عالية الدقة ،لتعلن اولا ً إغراق الخافرة ، ثم تبين لاحقا ًعدم صحة ذلك وتبرز هنا تفسيرات تقنية لعدم إصابة الصواريخ لهدفها .


والتساؤلات هنا أيضاً حول عدم التأكد من إصابة الهدف في حينها وتعزيز نجاح الضربة ، وعن قيامهم بتصوير الخافرة عين زقوط حال إصابتها ،الامر الذي يضع علامات استفهام حول هذه الرواية برمتها، او هو الاستخدام الناجح لتعبئة التفادئ التى يتقنها الضباط البحارة بالاسطول الليبي ؟


أيضاً ، تتباين تحليلات الخبراء من خلال خرائط الموقف المنشورة حول العملية فبعضها تظهر القطع الليبية متجهة نحو الاسطول الامريكي ، والرأي الاخر تظهر قطع الاسطول الليبي فى دورية فى خط سير موازي لخط 30. 32شمالا ً.


تؤكد تحليلات الخبراء المستندة على الرواية الامريكية شجاعة وصلابة بحارة الأسطول البحري الليبي حيث قاوم الناجون فى الزورق وميض بضراوة لأنقاذ الزورق المحترق وأختيارهم للوقت المناسب لترك الزورق قبل انفجاره ، وكذلك طاقم الخافرة عين زقوط حيث ذكرت التقارير بأن الفترة من إصابتها الى غرقها قد استغرقت 15 دقيقة ولم يغادر الطاقم الخافرة ، والتى عادة مايصاحب تلك حالات من الذعر والقفز فى عرض البحر ،إلا ان ذلك لم يحدث ولم تظهر الصورة خلاف ذلك لتؤكد مدى الانضباط العالي وشجاعة بحارة الاسطول الليبي وحتى فى أصعب اللحظات ، لقد كانت مواجهة مع الموت.


لقد تعرض الناجين من بحارة الزورق وميض أثناء تواجدهم على قوارب النجاة الى نيران طائرة امريكية تطير بعلو منخفض وترشقهم بنيران قناصتها الامر الذي يعد مخالفا ً للقانون الدولي الانساني للصراع المسلح وفى النهاية فأن مواجهات خليج سرت أظهرت الاهتمام الكبير بأستخدام الأستطلاع والاخفاء والتمويه وتنظيم التعاون بين صنوف القوات واستخدام قواعد تنظيم الدفاع وأهمية الحرب الألكترونية .


تحليل ونتائج


بتحليل دور الأسطول الامريكي خلال تلك المواجهات ،أظهر أهمية الأستطلاع وتنظيم التعاون بين صنوف القوات واستخدام قواعد تنظيم الدفاع ،وأهمية الخداع والمبادرة ، وأكد أهمية دور الحرب الالكترونية سواء فيما يتعلق بالتشويش الالكتروني الأيجابي او الاستطلاع اللاسلكي الفني ،وكذلك على دور الصواريخ المضادة للسفن سواء سطح/سطح ،او جو/سطح ، وتبين ضعف الاسطول الامريكي فى دقة تحديد الاهداف و الأنذار المبكر رغم امتلاكه لكافة الوسائل اللازمة لذلك .


وبتحليل دور الاسطول الليبي خلال تلك المواجهات ،تبين وجود إرتباك فى تنظيم التعاون بين صنوف القوات والاستطلاع اللاسلكي الفني وأظهر أهمية الدفاع الصاروخي للقطع البحرية ونجاح استخدام الأساليب التعبوية والتطبيق الناجح للتأمينات القتالية أضافة للروح المعنوية والانضباطية العالية لأفراد الأسطول الذين ذادوا عن حمى المياه الليبية ورسموا بدمائهم خطاً أحمراً قاتماً حافظوا بعده على سيادة ليبيا فى مياهها الأقليمية عند الخط المتنازع عليه 30.32 فى مشهد لازال رفقائهم يذكرونه لهم حتى يوم تأبينهم أمس الأحد ،


رغم سنوات التضليل والدعاية السلبية التي مارستها الجماعات الإسلامية والمعارضة الليبية فى الخارج من خلال وسائل إعلامها ومطبوعاتها التي حاولت من خلالها طيلة سنوات ضرب الروح المعنوية لفكرة وجود جيش ليبي قوي عبر تصوير المواجهات على أنها مغامرة غير محسوبة من النظام السابق وانتهت بهزيمة القوات الليبية فيها .


المصادر : مجلة المسلح الليبية ( أبريل 2009 ) + نيويرك تايمز + خاص بالمرصد
 
البحرية تحيي لوحدها الذكرى 32 لمواجهات خليج سرت .. المرصد تنشر التفاصيل الكاملة لعملية ” نار المروج “

29526681_450159328734996_499983485_o.jpg


ليبيا -فى حفل غابت عنه كل المظاهر الرسمية بما فى ذلك عدم حضور رئيس المجلس الرئاسي او اي من اعضاء المجلس او الحكومة الذين يتخذون منم أبوستة مقراً رئيسياً لهم ، أقيم صباح أمس الاحد بقاعدة طرابلس البحرية تأبين لإحياء الذكرى 32 لضحايا المواجهات الليبية الامريكية فى خليج سرت سنة 1986 .


وفى منشور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك ، إستذكرت البحرية بحسب مكتبها الإعلامي تلك المعركة التي إستهدفت خلالها القوات الامريكية الزورق الليبي ” وميض ” والخافرة الليبية ” عين زقوط ” ليسقط على إثرها عدد 58 فردا من منتسبي القوات البحرية الليبية التي ردت والقوات الجوية قبل ذلك على إختراق مياه ليبيا بإسقاط طائرة أمريكية ومقتل طياريها الاثنين على الفور .


29527375_1986818351571373_1750151439_o.jpg

حفل تأبين ضحايا الذكرى 32 للمواجهات الليبية الامريكية فى خليج سرت سنة 1986 – قاعدة طرابلس البحرية 25 مارس 2018

وقالت البحرية أن هؤلاء ” الشهداء ” كانوا يقومون بواجبهم الوطني بالذود عن سيادة ليبيا على مياهها الإقليمية في مواجهة غير متكافئة مع الأسطول السادس الأمريكي مساء يوم 24 وليلة 25 مارس من سنة 1986.


29542608_1958555157792905_502578076076901319_n.jpg

حفل تأبين ضحايا الذكرى 32 للمواجهات الليبية الامريكية فى خليج سرت سنة 1986 – قاعدة طرابلس البحرية 25 مارس 2018

وقد حضر التأبين عدد من قيادات البحرية من الضباط وضباط الصف والجنود وعلى اصوات ابواق القطع البحرية الراسية داخل القاعدة تم وضع إكليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء الخليج .


خلفية تاريخية للمواجهة


دونت المواجهات فى الوثائق الرسمية الأمريكية تحت اسم ” عملية نار المروج ” ، وبحسب تقرير نشرته مجلة المسلح فى أبريل 2009 فقد تم الإعداد لهذه العملية بدقة كاملة فى منتصف مارس فى الجزء الاوسط من البحر المتوسط حيث نشرت 3 حاملات الطائرات الولايات المتحدة الأمريكية ” كورل سي” (مجموعة حاملة الطائرات 60.1 ) ،”سراتوغا ” (مجموعة حاملة الطائرات 60.2 ) ” أميركا ” (مجموعة حاملة الطائرات 60.3 ) وتواجدت على اسطح الحاملات أكثر من 300 طائرة كان نصفها طائرات هجومية .


وتتكون قطع حماية الحاملات من طرادات ومدمرات وفرقاطات وتم توزيع حاملات الطائرات فـي ” تشكيـل عملياتـي ضـارب ” والذي يدخل فى قوامه غواصات نووية متعددة الأغراض وفى منطقة التشكيل تواجدت خمس سفن إنزال على متنها قوات المشاة البحرية .


وكانت جميع القوات تخضع لسيطرة قيادة الأسطول السادس الأمريكي من على متن سفينة القيادة ” كورونادو ” المجهزة بسطح مروحيات إنزال ، وكذلك مزودة بمعدات أتصالات عبر الأقمار الصناعية تتيح لها الاحتفاظ بالاتصال المستمر مع قطع الأسطول السادس وكذلك مع البنتاغون و حتى مع رئيس الولايات المتحدة الامريكية.


مابين أيام 19 و 21 مارس تم نشر منظومة السيطرة العملياتية الآلية للأسطول السادس وفى 21 مارس بدأت قوات التشكيل العملياتي -60 بالاشتراك مع سفن تشكيل الشؤون الادارية العملياتي -63 فى الانفتاح قبالة سواحل تورينو الايطالية .


مابين 22-23 مارس جميع القوات أحتلت مناطق المناورة القتالية و انتظمت في تشكيلات قتالية ومع الساعة السابعة صباح 24 مارس بدأت طائرات الحاملات فى العمل موازية لخط 30 – 32 المعروف فى ليبيا باسم خط الموت بهدف مواصلة الاستطلاع الأضافى للدفاعات الجوية الليبية .


aircraft-on-uss-america-cv-66-during-attacks-on-libya-1986-HFDF3P.jpg

مقاتلات وطائرات الاستطلاع الأمريكية على ظهر الحاملة ” يو إس إس ” ليلة المواجهة الدامية

وارتفعت فى الجو طائرة الاستطلاع الراداري البعيد المدى والسيطرة ” Hawkeye ” E-2C والتى قامت بالسيطرة على جميع المجموعات الضاربة والداعمة حيث تواجدت هذه الطائرة على بعد 300 كم من الساحل وعلى أرتفاع 4000 -6000 متر .


فى الساعة الواحدة نهارا ً دخلت فى خليج سرت مفرزة من ثلاث قطع حربية أمريكية متكونة من الطراد الصاروخي “Ticondroga ” CG-47 ومدمرتين ” Scott ” DDG-995 و ” DD-970 ” Caron ،ولم تقم الطائرات الامريكية فى هذا اليوم بأختراق الأجواء الليبية حيث قامت بالدورية على مسافة 100 -130 كم من الخط الساحلي ، مع محافظتها الدائمة على وضع الدفاعات الجوية الليبية فى حالة توتر.


فى 24 مارس الساعة 40: 13 قامت الدفاعات الجوية الليبية بأطلاق صاروخين من منظومة S-200 “فيغا” على طائرتين امريكيتين كانتا تطيران تحت الخليج ،وظهرت علامات إصابة الاهداف على شاشات المراقبة وهي فقدان الارتفاع و السرعة ،وبعد ثلاث ساعات تم إجراء إطلاق صاروخ أخر والذي ايضا ً اصاب طائرة مقاتلة ،وبحسب بيانات الامريكان جميع الصواريخ اخطأت الأهداف .


مساء 24 مارس الساعة 29 : 19 وبعض المصادر تذكر الساعة 00: 23 بحسب بيانات طائرة الاستطلاع الراداري البعيد المدى والسيطرة “Hawkeye ” E-2C تابعت زورق صاروخي منذ لحظة خروجه من طرابلس ،ثم قامت بتوجيه طائرتين هجوميتين ” Grumman A-6 Intruder ” من على متن حاملة الطائرات ” أميركا” الى الزورق الصاروخي الليبي وميض الفرنسي الصنع ، الذي تم بنائه فى 30/09/1980 أثناء قيامه بمهام الدورية على مسافة 80 ميل من شمال شرق مصراتة.


وبحسب صحيفة ” نيويورك تايمز” فإن الزورق أقترب من السفن الأمريكية على مسافة 10 ميل ،وكان مزودا بصواريخ وقادر على الأقل الاطلاق على إحدى حاملات الطائرات ،وأعلن مسؤول فى البنتاغون فى 26 مارس بأن الصواريخ التى يحملها الزورق يصل مداها الى 38 ميل واضاف أن الأسطول تابع القطعة الليبية لأكثر من ساعة ،ولكنه لم يذكر لماذا لم يهاجم الاسطول الزورق قبل ذلك الى أن اقترب من حاملة الطائرات والسفن المرافقة لهاعلى مسافة قريبة .


تم تنفيذ الهجوم على الزورق وفق المخطط التالي : أستلام الدلالة على الهدف من طائرة الاستطلاع ،تدقيق المسافة الى الهدف بواسطة المحطة الرادارية ، القياس الاختباري للمسافة بواسطة محدد المدى الليزري ،إطلاق الصواريخ ،وفى النقطة المحددة قام الراس الحربي للصاروخ ” هاربون” بإمساك الهدف واستطاع إصابة الهدف مباشرة في الجزء العلوي للزورق وأنفجار الجزء الحربي المتشظي الذي يحوي على مادة متفجرة يبلغ وزنها حوالي 227 كجم فنتج عنه تدمير الساري والجزء العلوي بالكامل ،وأستشهاد كل من تواجد بالأقسام القتالية العلوية و الجزء العلوي للزورق من بينهم آمر الزورق ” نقيب بحار / شقليلة ” .


A-6E.jpg

لحظة إطلاق الطائرة الامريكية من طراز جرومان إي 6 – صاروخها نحو الزورق الليبي وميض

وأتضح فى وقت لاحق أستشهاد 16 فرد من طاقم الزورق وظل المحرك الرئيسي يعمل ولولا الحريق لأستطاع الزورق أن يصل الى أقرب ميناء ،ولكن منظومة مكافحة الحريق خرجت من الخدمة ” تعطلت” وحاول باقي افراد الطاقم الصغير العدد جاهدين إطفاء الحريق مع تزايد النيران بواسطة أسطوانات مكافحة الحريق إلا ان ذلك كان غير ممكن وبسرعة تصاعدت النيران الى مستودع الذخيرة ،وندرك بأنه فى هذه الحالة لايوجد أمل فى إنقاذ الزورق على اثر ذلك قام افراد الطاقم المتبقيين بإنزال قارب النجاة وترك الزورق يحترق .


لم تستغرق عملية الانقاذ اكثر من خمسة دقائق ، وخلال عدة دقائق انتشرت النيران على كامل مقدمة الزورق وبدأت تنفجر ذخائر المدفعية عيار 76 مم ، وعلى علو منخفض كانت تحوم طائرة مقاتلة امريكية وتطلق نيران مدافعها الرشاشة على الناجين فى قوارب النجاة ، وبعد مغادرة القارب الزورق بمسافة تزيد عن الميل دوت عدة أنفجارات قوية ويبدو انها انفجارات صواريخ ” أوتومات ” وبعد فترة قصيرة غرق الزورق “وميض” .


boat-1.jpg

أرشيفية للزورق الليبي وميض قبل إصابته

الليلة الدامية


فى الليلة نفسها انفصل عن التشكيل العملياتي – 60 ،الطراد الصاروخي الامريكي ” آيروكتاون ” وأتجه الى خليج سرت والمحتمل انه كلف بتوجيه ضربة صاروخية على إحدى الأهداف الساحلية فى منطقة بنغازي ويتكون تسليح الطراد من منصتي إطلاق رباعية لصواريخ “هاربون ” المضادة للسفن بمدى يصل الى 110 كم ،بالاضافة لذلك زود الطراد بمنصتي إطلاق صواريخ دفاع جوي ” إيجيس” ومدفعية 127 مم ومدفعية م /ط 20 مم وأسلحة طوربيدية .


وتبلغ إزاحة الطراد 9200 طن ، وعندما وصل الطراد الى مسافة 70 ميل من الساحل أكتشف مشغل راداراته هدفا على شاشة الرادار ،وتم تصنيفه فى البداية على انه سفينة صيد ،فأمر آمر الطراد بمواصلة مراقبة الهدف وأتضح بعد ذلك أن الهدف الخافرة الصاروخية الليبية عين زقوط التي تحمل الرقم 419 وهي الخافرة الصاروخية المتوسطة -15 ذي الرقم المصنعي 207 والتى كانت فى دورية على بعد 20 ميل غرب بنغازي .


وللمحافظة على السرية كانت الخافرة تناور بسرعة بطيئة وكانت الرادارت فى حالة إغلاق وكذلك إطفاء الأنوار الملاحية وبعد تقليص المسافة بين الخافرة عين زقوط و الطراد الصاروخي ” ايوركتاون” الى 11 الميل ،قام آمر الخافرة بتشغيل الرادار للحظات وبمجرد انتهاء اللفة الثانية تم إيقاف عمل الرادار للمحافظة على السرية .


إلا ان ذلك كان كافيا ً لأمر الطراد الصاروخي ” ايوركتاون” بما لايترك مجالا ً للشك بأنه يوجد على خط سيره مباشرة خافرة صاروخية معادية وليس سفينة صيد ،والتى تستطيع فى اي لحظة إطلاق صواريخها بأتجاه الطراد وخلال فترة قصيرة من تقدير الموقف أعطى آمر الطراد اوامره بإطلاق الصواريخ ،فى الساعة 21.55 بفاصل عدة ثواني .


USS-48-1.jpg

لحظة إطلاق الطراد الأمريكي صواريخه على الخافرة الليبية عين زقوط

حيث تم إطلاق صاروخين “هاربون” فأصابة الخافرة الصاروخ الأول الذي اصاب جانب الخافرة أعلى خط العوم بقليل فسبب فى أنفجار قسم المحركات مما نتج عنه فقد السيطرة على الخافرة وبدأت تتسرب المياه داخلها وبعد إصابة الصاروخ الثاني بداء اللهب يحيط بكامل الخافرة وبصول النيران الى خزانات الوقود امتدت النيران للقطعة وكانت عملية مكافحة النيران بدون فائدة وبسرعة إزدادت شدة النيران ووصلت الى وقود الصواريخ فسبب فى حدوث أنفجاربالقطعة وبعد خمسة دقائق أصبحت الخافرة كشعلة محترقة وبميلان نحو المؤخرة بدأت الخافرة تغوص ،وبعد 15 دقيقة غرقت الخافرة بكامل أفراد طاقمها .


AinZgut-1.jpg

الخافرة الليبية عين زقوط بعد إصابتها وإحتراقها قبل دقائق من غرقها ووفاة كامل طاقمها

ليلة 24 -25 مارس قام الامريكان بمهاجمة ميناء بنغازي باستخدام قنابل عالية الدقة ونتج عنها إصابة سفينة إنزال ،وبحسب بيانات اخرى تم إصابة خافرة صاروخية اخرى طراز ” نانوشكا ” حيث خرجت الخافرة الى خليج سرت وتم اكتشافها بواسطة طائرة الحاملة “سراتوقا” وتم مهاجمتها باستخدام قنابل ” Mk.20 Rockeye ” العالية الدقة واصيبت الخافرة بأضرار إلا انها اختبت بجوار سفينة محايدة وفى المساء عادت الى بنغازي .


و عند صد الهجوم أكد الليبيون إصابة طائرة امريكية من طراز” إف 14 تومكيت ” وفى ليلة 24-25 مارس قامت طائرة امريكية من حاملة طائرات ” سراتوقا” بمهاجمة رادارين متواجدين فى مدينة سرت ،حيث استخدمت فى الهجوم الأول الصاروخ ا لمضاد لرادارات AGM-88M ” هارم “وخلال الهجوم الثاني قامت الطائرة الهجومية A-7E بدعم 14 طائرة ،وعند خروجها للضربة قامت المقاتلة A-7E بالمناورة المستمرة ضد الدفاعات الجوية باستخدام بيانات منظومة الانذار من تعرض الطائرات لأشعة الرادارات الليبية وتم إطلاق صاروخين أكد إصابة صاروخ قمرة الارسال والاستقبال “الفيغا” والصاروخ الأخر أخطاء الهدف .


وبحلول فجر 25 مارس دخلت سفن التشكيل العملياتي -60 الى الجزء الاوسط للبحر المتوسط وفي الساعة 8.25 هاجمت المقاتلة الامريكية انترودير ” خافرة صاروخية ليبية تحمل اسم “عين مارة ” ويعتقد بأن الخافرة لم تراع الصمت اللاسلكي ولذلك تم أكتشافها وتصنيفها وتم توجيه المقاتلة نحو الهدف بمساعدة طائرة الاستطلاع الراداري البعيد المدى والسيطرة وبأستخدام منظومة رادار كشف الأهداف السطحية ذات مدى 240 كم .


دخلت المقاتلة الى منطقة الهدف وتم التعامل معه بأستخدام محطة الأشعة ماتحت الحمراء وأعطاء الدلالة على الهدف مع استخدام محدد المسافة الليزري وبحسب هذه البيانات تم إطلاق الصواريخ ولكن أتضح فى وقت لاحق عدم إصابة الصواريخ للهدف ،حيث ان صواريخ ” هاربن 84 ” المضادة للسفن لم تصب الخافرة بسبب قصور فى منظومة التوجيه الذاتي وسقطت فى البحر على مسافة 5-6 أمتار بجانب الخافرة نتج عنه اضرار بها نتيجة للشظايا ،وكذلك احد الصواريخ لم ينفجر.


وتتباين المصادر حول الاضرار التى اصابت الخافرة فبعضها يذكر عدم تعرضها لأضرار ، وتشير بعض المصادر لتعرضها لأضرار وانه تم قطرها الى الاتحاد السوفيتي حيث تم صيانتها فى 1991 و تغيير اسمها الى”طارق ابن زياد” وكانت تعمل فى الاسطول البحري الليبي حتى سنة 2011 .


مشغل الفيديو
00:00
00:00
1. 2 فبراير 2008 - دورية للخافرة بن زياد فى المياه الليبية
2:25

وفى 3 نوفمبر 2014 تمكن متطرفى شورى بنغازي وداعش من القيام بما لم يتمكن الأمريكيون من القيام به ، عبر إستهداف الخافرة طارق بن زياد بقذيفة أدت لإعطابها ثم لاحقا فى 2016 إستهدفوها بصواريخ أدت لإتلافها بالكامل وإندلاع النار فيها وغرقها عندما كانت متراكية على رصيف قاعدة بنغازي البحرية التي سيطر عليها الجماعات الارهابية لأكثر من ثلاثة سنوات متتالية .


560169_10205045249789967_1472889627567123585_n.jpg



بيانات وأهداف


وبحسب بيانات البنتاغون فإن الطائرات الامريكية نفذت 1546 طلعة جوية ،وتم استخدام الأسلحة ضد خمسة اهداف نتج عنها إغراق خافرة صاروخية متوسطة مشروع E 1234 وزورق صاروخي ” La Combattante” ،وتضرر سفينة إنزال ( او خافرة صاروخية متوسطة) وأضرار خفيفة بخافرة صاروخية متوسطة مشروع E 5.200، وتضرر رادار منظومة S-5.200 “فيغا ” ،وخلال هذه العملية تم لأول مرة استخدام الصاروخ المضاد للسفن “هاربون ” فى ظروف قتالية حقيقية حيث تم إطلاق ستة صواريخ مضادة للسفن : 4 من طائرات A-6E و صاروخين من الطراد ” ايوركتاون “، وبحسب البيانات الامريكية قامت الدفاعات الجوية الليبية بإطلاق 12 صاروخ وبحسب بيانات الليبيين أصابت ثلاث طائرات ، وأكد الامريكان إصابة مقاتلة واحدة F-14A .


كان من الملاحظ بحسب المراجع التي بحثت فى المواجهات البحرية بخليج سرت عدم التوازن فى القوة حيث كان الطرف الامريكي يعمل بقوة ضاربة من سفن السطح والغواصات النووية والطائرات والوسائط الامريكية المختلفة إلا أن ذلك لم يمنع قطع الأسطول البحري الليبي من التواجد المستمر خلال فترة المواجهات ومحاولتها للتصدي لأكبر اساطيل العالم والمعدة أصلا ً ليس لخوض صدامات مسلحة أقليمية فقط وأنما لحرب شاملة ومواجهة أساطيل القطب الأخر – الاتحاد السوفيتي سابقا ً ،للتأكيد على سيادة ليبيا على خليجها التاريخي .


1280px-Operation_Attain_Document_III_chart_March_1986.jpg

رسم بياني لمواقع وقوات المواجهة سنة 1986 نقلا عن موقع واي باك مشين الارشيفي الامريكي

كما يؤخذ فى الاعتبار ايضاً الأعداد الأمريكي المسبق للعملية ، و الاستنزاف والاجهاد والضغط المتواصل على الدفاعات الليبية خلال سنوات ما قبل المواجهة من إجراءات والتدريبات والمناورات قبالة سواحل ليبيا وتزايد وتيرتها خلال الربع الاول من 1986 لتصل الى خمسة مناورات بحرية .


كما ان أقتراب القطع البحرية الليبية من الاسطول الامريكي لمديات قادرة على تحقيق إصابات ناجحة يتثير تساؤلات عدة طرحتها مجلة المسلح ويسترعي ملاحظات المهتمين ومنها ، مراقبة الزورق وميض الذي كان فى دورية روتينية منذ خروجه من طرابلس الى بلوغه مدى 10 ميل من الاسطول الامريكي ويستطيع من خلاله مهاجمة إحدى حاملات الطائرات ،الامر أثار التسؤلات لماذا لم يتم مهاجمة الزورق قبل تلك المسافة وتعريض الاسطول لنيران صواريخه ؟


و لماذا لم يتم مراعاة دائرة الأمان لتشكيل حاملات الطائرات فهل هذا راجع الى قصور فى الاستطلاعات الامريكية وكل ماذكر عن المتابعة ليس له اساس من الصحة او انه نجاح للزورق وميض فى تطبيق التأمينات القتالية وأستطاع النجاح فى المحافظة على سرية الاقتراب والاختفاء والوصول الى تلك المسافة ؟


وكذلك الحال مع الطراد الامريكي ” ايوركتاون ” المكلف بمهمة ولم يستطع تمييز الهدف واقترابه من الخافرة لمسافة 11 ميل ،ويستنتج من ذلك أهمية التامينات القتالية ونجاح أساليب المحافظة على سرية الاقتراب رغم التفوق التقني للخصم ،وكذلك الشكوك حول الرواية كيف لمن يدرك اهمية التأمين القتالي وينجح فى تطبيقها ويصل الى تلك المسافة من العدو يقع فى خطاء فادح ؟!


يلاحظ أيضاً بأنه رغم التفوق الناري للأسطول الامريكي بالأضافة لمديات الصواريخ البحرية الأمريكية إلا انه لم يستفد من ذلك فعلياً ،وقد يرجع ذلك للاستخدام الناجح للقطع البحرية الليبية للأساليب التعبوية كما أن عدم إستفادة القطع البحرية الليبية من هذا النجاح رغم تسليحها بصواريخ قادرة على إصابة أهداف بحرية امريكية قد يكون نتيجة للفخ الامريكي ونجاح الامريكان فى سرية العملية الفعلية وتضليل البحرية الليبية بكثافة التدريبات والمناورات البحرية التى كانت شبه روتينية .


مما جعل الليبيون يكثفون من الدوريات وجل تركيزهم أنحصر فى متابعة الاسطول الامريكي والتصدي لأي اختراق للمياه الأقليمية ،وافقدهم ذلك زمام المبادرة وتطبيق أساليب الاستخدام القتالي لقطع الاسطول فى تدمير عدو بهذا الحجم ويؤيد ذلك خرائط الموقف التى توضح قيام وحدات الأسطول الامريكي بإطلاق صواريخها من خارج المياه الأقليمية وقد يكون أستهداف القطع البحرية الليبية فى ردة فعل أمريكية مفاجئة على إسقاط طائراتها بواسطة الدفاعات الليبية او وفق مخطط مسبق فى حال تصاعد الموقف العسكري فى خليج سرت


المزيد من التساؤلات


عند التعامل مع الخافرة الليبية “عين مارة ” والتى تم أكتشافها بحسب اعتقاد الامريكيين لعدم مراعاتها للصمت اللاسلكي والتعامل معها كهدف باستخدام الطائرة “هوكاي” بالكشف الراداري للأهداف السطحية والاشعة ماتحت الحمراء وإعطاء الدلالة على الهدف مع استخدام محدد المسافة الليزري وإطلاق صواريخ عالية الدقة ،لتعلن اولا ً إغراق الخافرة ، ثم تبين لاحقا ًعدم صحة ذلك وتبرز هنا تفسيرات تقنية لعدم إصابة الصواريخ لهدفها .


والتساؤلات هنا أيضاً حول عدم التأكد من إصابة الهدف في حينها وتعزيز نجاح الضربة ، وعن قيامهم بتصوير الخافرة عين زقوط حال إصابتها ،الامر الذي يضع علامات استفهام حول هذه الرواية برمتها، او هو الاستخدام الناجح لتعبئة التفادئ التى يتقنها الضباط البحارة بالاسطول الليبي ؟


أيضاً ، تتباين تحليلات الخبراء من خلال خرائط الموقف المنشورة حول العملية فبعضها تظهر القطع الليبية متجهة نحو الاسطول الامريكي ، والرأي الاخر تظهر قطع الاسطول الليبي فى دورية فى خط سير موازي لخط 30. 32شمالا ً.


تؤكد تحليلات الخبراء المستندة على الرواية الامريكية شجاعة وصلابة بحارة الأسطول البحري الليبي حيث قاوم الناجون فى الزورق وميض بضراوة لأنقاذ الزورق المحترق وأختيارهم للوقت المناسب لترك الزورق قبل انفجاره ، وكذلك طاقم الخافرة عين زقوط حيث ذكرت التقارير بأن الفترة من إصابتها الى غرقها قد استغرقت 15 دقيقة ولم يغادر الطاقم الخافرة ، والتى عادة مايصاحب تلك حالات من الذعر والقفز فى عرض البحر ،إلا ان ذلك لم يحدث ولم تظهر الصورة خلاف ذلك لتؤكد مدى الانضباط العالي وشجاعة بحارة الاسطول الليبي وحتى فى أصعب اللحظات ، لقد كانت مواجهة مع الموت.


لقد تعرض الناجين من بحارة الزورق وميض أثناء تواجدهم على قوارب النجاة الى نيران طائرة امريكية تطير بعلو منخفض وترشقهم بنيران قناصتها الامر الذي يعد مخالفا ً للقانون الدولي الانساني للصراع المسلح وفى النهاية فأن مواجهات خليج سرت أظهرت الاهتمام الكبير بأستخدام الأستطلاع والاخفاء والتمويه وتنظيم التعاون بين صنوف القوات واستخدام قواعد تنظيم الدفاع وأهمية الحرب الألكترونية .


تحليل ونتائج


بتحليل دور الأسطول الامريكي خلال تلك المواجهات ،أظهر أهمية الأستطلاع وتنظيم التعاون بين صنوف القوات واستخدام قواعد تنظيم الدفاع ،وأهمية الخداع والمبادرة ، وأكد أهمية دور الحرب الالكترونية سواء فيما يتعلق بالتشويش الالكتروني الأيجابي او الاستطلاع اللاسلكي الفني ،وكذلك على دور الصواريخ المضادة للسفن سواء سطح/سطح ،او جو/سطح ، وتبين ضعف الاسطول الامريكي فى دقة تحديد الاهداف و الأنذار المبكر رغم امتلاكه لكافة الوسائل اللازمة لذلك .


وبتحليل دور الاسطول الليبي خلال تلك المواجهات ،تبين وجود إرتباك فى تنظيم التعاون بين صنوف القوات والاستطلاع اللاسلكي الفني وأظهر أهمية الدفاع الصاروخي للقطع البحرية ونجاح استخدام الأساليب التعبوية والتطبيق الناجح للتأمينات القتالية أضافة للروح المعنوية والانضباطية العالية لأفراد الأسطول الذين ذادوا عن حمى المياه الليبية ورسموا بدمائهم خطاً أحمراً قاتماً حافظوا بعده على سيادة ليبيا فى مياهها الأقليمية عند الخط المتنازع عليه 30.32 فى مشهد لازال رفقائهم يذكرونه لهم حتى يوم تأبينهم أمس الأحد ،


رغم سنوات التضليل والدعاية السلبية التي مارستها الجماعات الإسلامية والمعارضة الليبية فى الخارج من خلال وسائل إعلامها ومطبوعاتها التي حاولت من خلالها طيلة سنوات ضرب الروح المعنوية لفكرة وجود جيش ليبي قوي عبر تصوير المواجهات على أنها مغامرة غير محسوبة من النظام السابق وانتهت بهزيمة القوات الليبية فيها .


المصادر : مجلة المسلح الليبية ( أبريل 2009 ) + نيويرك تايمز + خاص بالمرصد
الأخ اليوشن
شكرا لك على هذه المشاركة القيمة
ان قرار التصدي وحده هو شيء يستحق التقدير في مواجهة قوة عظمى
كما يبدو أن كفاءة و تدريب البحرية الليبية كان متقدما عما يتصور البعض
رحمة الله على الشهداء
 
حســب اعتقادي وتحليلي هو ان القدرات العسكرية الليبية ضعيفة مقارنة ب حلف الناتو
وهذا راجع لعدة عوامل اهما الدفاع الجوي والقوات جوية وحتى معارك على الارض
اولا ; الحلف الاطلسي استطاع اقامة حظر جوي على لبييا بتكثيف الطلعات الجوية بمختلف طائرات الاستطلاع والتجسس يعني اي تحرك لمنظومة الدفاع الجوي اللبية يتم اخمادها
ثانيا ; تنظيم التكتيكي لقوات برية وعمليات ضعيفة وهذا راجع لجغرافية اللبية لا وجود للجبال… .
مناطق مفتوحة
من الاخير حروب الصحراء مفتوحة يجب ان تتفوق تكنولوجيا
ثانيا انقسام الجبهة داخلية
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى