- إنضم
- 12 سبتمبر 2017
- المشاركات
- 393
- مستوى التفاعل
- 1,874
- النقاط
- 93
كانت الحروب الجوية التي استهدفت المتشددين الاسلاميين في العراق و سوريا و افغانستان محل تغطية اعلامية و اهتمام عالمي كبير، و لكن في المقابلة شنت تونس حملة جوية وان كانت على نطاق أصغر الا انها ليست أقل أهمية، دون ضجيج او اهتمام يذكر.
وجهة النظر الغربية التقليدية هي انه رغم عدد من الهجمات الارهابية و الانخراط الكبير لمواطنين تونسيين في صفوف الجماعات المتشددة بالخارج، مثلت تونس النجاح العربي الوحيد منذ بداية الربيع العربي في 2011 ، ماحدى بالبعض الى تسميته الربيع التونسي بدلا عن ذلك.
لا يمكن لأحد أن ينكر التقدم الذي حققته تونس باتجاه التعددية و الحريات الشخصية و السياسية، (و لربما يعود الفضل الى ذلك نسبيا الى تركيبتها السكانية المتجانسة و المتعلمة و تشجيع الدولة لحقوق المرأة منذ الاستقلال)، و لكن بنهاية المطاف لم يكن هناك مهرب من ان تطال مشاكل المنطقة الواقع التونسي.
لأكثر من ثلاثة عقود عاش الشباب التونسي في ظل دكتاتورية سحقت كل توجه للفكر النقدي، مما لم يجعل فقط الكثيرين متعطشين لتحسين اوضاعهم بشكل سريع وفوري ، بل ساهم ايضا في دفعهم للبحث عن انتماء و هوية عقدية و بالتالي تعرضهم لخطر الدمغجة و التطرف، و رغم دخول البلاد فترة انتقال ديموقراطي منذ سنة 2011، ادى فقدان الامل و الشعور بالخيبة بالآلاف من الشباب للوقوع في شبكات متطرفة لم تعدهم فقط بظروف اقتصادية وواقع اجتماعي افضل، بل كذلك رؤية واضحة و واثقة للعالم. لينظم بين 1000 و 1500 تونسي للجماعات الاسلامية المسلحة في ليبيا و يلتحق حوالي 4000 آخرين بالمجموعات الوهابية في سوريا. و ما يزيد الطين بلة التحاق قرابة 200 تونسي بتنظيم داعش في العراق في حين يقاتل ما يقدر ب60 آخرين في مالي و عدد مماثل في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية و اليمن.
كما تبحث السلطات الفرنسية عن عدد من المتطرفين من اصول تونسية يقيمون بالاتحاد الاوروبي مما يجعل تونس احد اكبر مصدري المقاتلين المتشددين قياسا الى عدد السكان، الجدير بالذكر كذلك ان عددا من الارهابيين الجزائريون اعتادوا الفرار هربا من الملاحقات في الجانب الآخر من الحدود الى الجبال المتاخمة للحدود الغربية لتونس منذ منتصف سنوات 2000، و رغم ذلك بقي نشاط الجماعات الارهابية داخل تونس محدودا جدا.
بحلول سنة 2011 انشأ سيف الله بن حسين المكنى بابي عياض ،و هو مقاتل سابق في افغانستان خلال التسعينات و سنوات الالفين، تنظيم أنصار الشريعة
اصر التنظيم في بداياته على رواية انه تنظيم دعوي و خيري و لكن السلطات اتهمته باستقطاب المتشددين و ارسال التونسيين الى بؤر التوتر و بنهاية 2011 شنت السلطات التونسية حملة اعتقالات بحق قادة التنظيم و شرعت في تفكيكه ليبدأ المتشددون كذلك بالقيام بعمليات ارهابيية تستهدف قوات الأمن و الجيش التونسيين بالخصوص في منطقتي سيدي بوزيد و القصرين، للمفارقة، ذات المناطق التي انتفضت على ديكتاتورية نظام بن علي بعد 23 سنة من الاستبداد.
منذ ذلك الحين تتواصل الاشتباكات بين الفينة و الاخرى بين ما يسمى بكتيبة عقبة بن نافع و مجموعات اخرى مرتبطة بأنصار الشريعة و بين الجيش و الامن التونسيين.
على عكس بقية الدول العربية لم يبدي الجيش التونسي اي طموحات سياسية، و خلال الثورة سنة 2011 قامت وحدات الجيش اما بالاصطفاف الى جانب المحتجين او البقاء على الحياد، اما فيما يخص العمليات العسكرية التي يشنها الجيش التونسي فأغلب تفاصيلها تبقى محجوبة عن العموم و عن وسائل الاعلام.
يعتبر سلاح الجو التونسي صغيرا نسبيا: و ينقسم الى 5 افواج قتالية مجهزة في اغلبها بطائرات و معدات امريكية و يتمركز كل من هذه الافواج بقاعدة عسكرية منفصلة تحوي بين سرب و 3 اسراب قتالية. تشكل حوالي 12 مقاتلة اف5 E و اف 5 F الى جانب 9 مقاتلات الباتروس و 16 مقاتلة ايراماتشي العمود الفقري لها، و يمتلك جيش الطيران حوالي 11 طائرة نقل.
في المقابل يمتلك الجيش اسطولا كبيرا نسبيا من المروحيات ب12 مروحية Bell AB205، و20 مروحية Bell UH-Hs, اضافة الى 5 مروحيات SE316B و 6 مروحيات AS350B و 15 مروحية طراز سيكورسكي HH-3E
يجدر الذكر ان الحكومات التونسية المتعاقبة عبرت عن رغبتها في اقتناء مروحيات السيهوك ثم البلاك هوك اضافة الى حزمة تسليحية متقدمة تضم منظومات صاروخية كالهيلفاير و غيرها لاستبدال الHH-3E المتقادمة و لكن يبدو ان البلد يعوزه المال للقيام بذلك.
اول الضربات التي وجهها سلاح الجو الى المجموعات الارهابية انطلقت في خريف 2011 و نتج عن الطلعات المكثفة على الحدود الجزائرية 6 اختراقات للمجال الجوي الجزائري الى حدود المنطقة المحاذية لقاعدة ورقلة الجوية الجزائرية: 5 قامت بها مقاتلات الL59 و اختراق وحيد من جانب طائرة C130
المثير للسخرية انه و في حين تتعاون الحكومة الجزائرية مع عدد من الاستخبارات الغربية سرا يبقى موقفها الرسمي انها ترفض اي تدخل اجنبي في شؤون المنطقة الامنية.
تفاجئ الجزائريون بكثافة الطلعات الجوية التونسية و حدتها ما جعلهم يشكون بتدخل قوات عسكرية غير تونسية في العمليات، و بعد عدد من الاحتجاجات الديبلوماسية تم تجهيز سو 30 جزائرية لاعتراض اي اختراق تونسي جديد، ولكن المقاتلة اثبتت عدم فعاليتها في مهام الاعتراض السريع، منظومات السوخوي 30 الملاحية المعقدة و انظمتها الهجومية تطلبت 30 دقيقة لتجهز كليا و ما ان انطلقت المقاتلة الجزائرية حتى كانت المقاتلات التونسية قد عادت الى قواعدها في قفصة بالفعل.
الموقف الرسمي التونسي كان دوما رفض تواجد اي قوات اجنبية على الارض و لكن لا يمكن اخفاء وجود تعاون من نوع آخر، بعد عدة اسابيع فقط من ازاحة بن علي حطت مقاتلات ميراج 2000 فرنسية بقاعدة سيدي احمد الجوية للتزود بالوقود في طريقها الى التشاد
منذ بداية العمليات كذلك قامت طائرة EP-3 Aries II تابعة لسرب VP-2 للبحرية الامريكية المتمركز باسبانيا بطلعات جوية اسبوعية فوق منطقة القصرين و جربة، و منذ سنة 2013 اشتركت طائرات غلوبال هوك تابعة للسرب السابع استطلاع الامريكي المتمركز بصقلية في العمليات و بحلول سبتمبر 2011 توقفت الاحتجاجات الجزائرية بهذا الخصوص بعد ان تفهموا موقف الجانب التونسي و توقفت الاختراقات التونسية للمجال الجوي الجزائري
بعد محاولة الهجوم على السفارة الامريكية في ماي 2013 اطلقت السلطات التونسية حملة عسكرية واسعة تواصلت الى اوت من ذات السنة، شملت العمليات العسكرية عمليات قصف و ضربات جوية مركزة و عنيفة تبعها انزال للقوات الخاصة في مناطق حول قفصة و القصرين، مرة اخرى تحركت المروحيات و المقاتلات التونسية بشكل مكثف ما حدى بالمراقبين الاجانب لوصف وتيرة العمليات بالمذهلة.
خلال اي وقت طيلة هذه العمليات حلقت عشرات المروحيات و العشرات و جدت عمليات انزال متتالية في ساحة المعركة دون ان تتكبد القوات التونسية اي خسائر رغم اصابة احدى مقاتلات الL59 في خزانات الوقود.
مصادر قريبة من دوائر الاستخبارات الغربية اكدت على نجاعة هذه الضربات و نقتبس" قام التونسيون باستغلال ممتاز للمعلومات و اظهروا تخطيطا لامعا"
عمليا قصم سلاح الجو التونسي ظهر كتيبة عقبة بن نافع التي لم ينج منها سوى 30 فردا 20 منهم هم مقاتلون جزائريون
وجهة النظر الغربية التقليدية هي انه رغم عدد من الهجمات الارهابية و الانخراط الكبير لمواطنين تونسيين في صفوف الجماعات المتشددة بالخارج، مثلت تونس النجاح العربي الوحيد منذ بداية الربيع العربي في 2011 ، ماحدى بالبعض الى تسميته الربيع التونسي بدلا عن ذلك.
لا يمكن لأحد أن ينكر التقدم الذي حققته تونس باتجاه التعددية و الحريات الشخصية و السياسية، (و لربما يعود الفضل الى ذلك نسبيا الى تركيبتها السكانية المتجانسة و المتعلمة و تشجيع الدولة لحقوق المرأة منذ الاستقلال)، و لكن بنهاية المطاف لم يكن هناك مهرب من ان تطال مشاكل المنطقة الواقع التونسي.
لأكثر من ثلاثة عقود عاش الشباب التونسي في ظل دكتاتورية سحقت كل توجه للفكر النقدي، مما لم يجعل فقط الكثيرين متعطشين لتحسين اوضاعهم بشكل سريع وفوري ، بل ساهم ايضا في دفعهم للبحث عن انتماء و هوية عقدية و بالتالي تعرضهم لخطر الدمغجة و التطرف، و رغم دخول البلاد فترة انتقال ديموقراطي منذ سنة 2011، ادى فقدان الامل و الشعور بالخيبة بالآلاف من الشباب للوقوع في شبكات متطرفة لم تعدهم فقط بظروف اقتصادية وواقع اجتماعي افضل، بل كذلك رؤية واضحة و واثقة للعالم. لينظم بين 1000 و 1500 تونسي للجماعات الاسلامية المسلحة في ليبيا و يلتحق حوالي 4000 آخرين بالمجموعات الوهابية في سوريا. و ما يزيد الطين بلة التحاق قرابة 200 تونسي بتنظيم داعش في العراق في حين يقاتل ما يقدر ب60 آخرين في مالي و عدد مماثل في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية و اليمن.
كما تبحث السلطات الفرنسية عن عدد من المتطرفين من اصول تونسية يقيمون بالاتحاد الاوروبي مما يجعل تونس احد اكبر مصدري المقاتلين المتشددين قياسا الى عدد السكان، الجدير بالذكر كذلك ان عددا من الارهابيين الجزائريون اعتادوا الفرار هربا من الملاحقات في الجانب الآخر من الحدود الى الجبال المتاخمة للحدود الغربية لتونس منذ منتصف سنوات 2000، و رغم ذلك بقي نشاط الجماعات الارهابية داخل تونس محدودا جدا.
بحلول سنة 2011 انشأ سيف الله بن حسين المكنى بابي عياض ،و هو مقاتل سابق في افغانستان خلال التسعينات و سنوات الالفين، تنظيم أنصار الشريعة
اصر التنظيم في بداياته على رواية انه تنظيم دعوي و خيري و لكن السلطات اتهمته باستقطاب المتشددين و ارسال التونسيين الى بؤر التوتر و بنهاية 2011 شنت السلطات التونسية حملة اعتقالات بحق قادة التنظيم و شرعت في تفكيكه ليبدأ المتشددون كذلك بالقيام بعمليات ارهابيية تستهدف قوات الأمن و الجيش التونسيين بالخصوص في منطقتي سيدي بوزيد و القصرين، للمفارقة، ذات المناطق التي انتفضت على ديكتاتورية نظام بن علي بعد 23 سنة من الاستبداد.
منذ ذلك الحين تتواصل الاشتباكات بين الفينة و الاخرى بين ما يسمى بكتيبة عقبة بن نافع و مجموعات اخرى مرتبطة بأنصار الشريعة و بين الجيش و الامن التونسيين.
على عكس بقية الدول العربية لم يبدي الجيش التونسي اي طموحات سياسية، و خلال الثورة سنة 2011 قامت وحدات الجيش اما بالاصطفاف الى جانب المحتجين او البقاء على الحياد، اما فيما يخص العمليات العسكرية التي يشنها الجيش التونسي فأغلب تفاصيلها تبقى محجوبة عن العموم و عن وسائل الاعلام.
يعتبر سلاح الجو التونسي صغيرا نسبيا: و ينقسم الى 5 افواج قتالية مجهزة في اغلبها بطائرات و معدات امريكية و يتمركز كل من هذه الافواج بقاعدة عسكرية منفصلة تحوي بين سرب و 3 اسراب قتالية. تشكل حوالي 12 مقاتلة اف5 E و اف 5 F الى جانب 9 مقاتلات الباتروس و 16 مقاتلة ايراماتشي العمود الفقري لها، و يمتلك جيش الطيران حوالي 11 طائرة نقل.
في المقابل يمتلك الجيش اسطولا كبيرا نسبيا من المروحيات ب12 مروحية Bell AB205، و20 مروحية Bell UH-Hs, اضافة الى 5 مروحيات SE316B و 6 مروحيات AS350B و 15 مروحية طراز سيكورسكي HH-3E
يجدر الذكر ان الحكومات التونسية المتعاقبة عبرت عن رغبتها في اقتناء مروحيات السيهوك ثم البلاك هوك اضافة الى حزمة تسليحية متقدمة تضم منظومات صاروخية كالهيلفاير و غيرها لاستبدال الHH-3E المتقادمة و لكن يبدو ان البلد يعوزه المال للقيام بذلك.
اول الضربات التي وجهها سلاح الجو الى المجموعات الارهابية انطلقت في خريف 2011 و نتج عن الطلعات المكثفة على الحدود الجزائرية 6 اختراقات للمجال الجوي الجزائري الى حدود المنطقة المحاذية لقاعدة ورقلة الجوية الجزائرية: 5 قامت بها مقاتلات الL59 و اختراق وحيد من جانب طائرة C130
المثير للسخرية انه و في حين تتعاون الحكومة الجزائرية مع عدد من الاستخبارات الغربية سرا يبقى موقفها الرسمي انها ترفض اي تدخل اجنبي في شؤون المنطقة الامنية.
تفاجئ الجزائريون بكثافة الطلعات الجوية التونسية و حدتها ما جعلهم يشكون بتدخل قوات عسكرية غير تونسية في العمليات، و بعد عدد من الاحتجاجات الديبلوماسية تم تجهيز سو 30 جزائرية لاعتراض اي اختراق تونسي جديد، ولكن المقاتلة اثبتت عدم فعاليتها في مهام الاعتراض السريع، منظومات السوخوي 30 الملاحية المعقدة و انظمتها الهجومية تطلبت 30 دقيقة لتجهز كليا و ما ان انطلقت المقاتلة الجزائرية حتى كانت المقاتلات التونسية قد عادت الى قواعدها في قفصة بالفعل.
الموقف الرسمي التونسي كان دوما رفض تواجد اي قوات اجنبية على الارض و لكن لا يمكن اخفاء وجود تعاون من نوع آخر، بعد عدة اسابيع فقط من ازاحة بن علي حطت مقاتلات ميراج 2000 فرنسية بقاعدة سيدي احمد الجوية للتزود بالوقود في طريقها الى التشاد
منذ بداية العمليات كذلك قامت طائرة EP-3 Aries II تابعة لسرب VP-2 للبحرية الامريكية المتمركز باسبانيا بطلعات جوية اسبوعية فوق منطقة القصرين و جربة، و منذ سنة 2013 اشتركت طائرات غلوبال هوك تابعة للسرب السابع استطلاع الامريكي المتمركز بصقلية في العمليات و بحلول سبتمبر 2011 توقفت الاحتجاجات الجزائرية بهذا الخصوص بعد ان تفهموا موقف الجانب التونسي و توقفت الاختراقات التونسية للمجال الجوي الجزائري
بعد محاولة الهجوم على السفارة الامريكية في ماي 2013 اطلقت السلطات التونسية حملة عسكرية واسعة تواصلت الى اوت من ذات السنة، شملت العمليات العسكرية عمليات قصف و ضربات جوية مركزة و عنيفة تبعها انزال للقوات الخاصة في مناطق حول قفصة و القصرين، مرة اخرى تحركت المروحيات و المقاتلات التونسية بشكل مكثف ما حدى بالمراقبين الاجانب لوصف وتيرة العمليات بالمذهلة.
خلال اي وقت طيلة هذه العمليات حلقت عشرات المروحيات و العشرات و جدت عمليات انزال متتالية في ساحة المعركة دون ان تتكبد القوات التونسية اي خسائر رغم اصابة احدى مقاتلات الL59 في خزانات الوقود.
مصادر قريبة من دوائر الاستخبارات الغربية اكدت على نجاعة هذه الضربات و نقتبس" قام التونسيون باستغلال ممتاز للمعلومات و اظهروا تخطيطا لامعا"
عمليا قصم سلاح الجو التونسي ظهر كتيبة عقبة بن نافع التي لم ينج منها سوى 30 فردا 20 منهم هم مقاتلون جزائريون