نظام "بيدو" الصيني للملاحة عبر الأقمار الصناعية يستقبل عضوين جديدين في الفضاء
أرسلت الصين يوم الجمعة قمرين صناعيين إلى الفضاء على متن صاروخ حامل واحد، لتضيف بذلك عضوين جديدين لنظام "بيدو" الصيني للملاحة عبر الأقمار الصناعية.
وانطلق الصاروخ الحامل من طراز "لونغ مارش- 3 بي" من مركز شيتشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين في الساعة 1:56 من بعد منتصف الليل، في المهمة 269 لعائلة الصواريخ الحاملة الصينية من طراز "لونغ مارش".
ويرمز للقمرين الصناعيين المذكورين بـ "30" و "31" ضمن نظام "بيدو" للملاحة عبر الأقمار الصناعية .
ودخل القمران الصناعيان المدار بعد أكثر من ثلاث ساعات على إطلاقهما ، حيث من المقرر أن يعملا مع ستة أقمار صناعية أطلقت سابقا من طراز "بيدو-3" بعد اجتياز سلسلة من التجارب .
ومن المقرر أن يصبح نظام "بيدو" للملاحة عبر الأقمار الصناعية عالميا بحلول العام 2020، حيث سيمتلك وقتها أكثر من 30 قمرا صناعيا .
كانت الصين نجحت في نهاية عام ألفين في بناء نظام للملاحة خاص بتقديم الخدمات المحلية، ثم أكملت بناء نظام آخر في عام 2012 لتوسيع نطاق خدماتها لتشمل منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وتقوم بكين حاليا ببناء نظام جديد في نطاق أوسع لتشكيل شبكة خدمات تغطي كافة أرجاء العالم.
وقد استثمرت في ذلك حوالي ثلاثين مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل مبيعات الملاحة الفضائية الصينية إلى 58 مليار دولار خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، ووفق القائمين على النظام فإنه تم بيع أكثر من ثلاثين مليون وحدة رقاقة خاصة بنظام "بيدو"، كما تم تصدير بطاقات للوحات عالية الدقة إلى أكثر من سبعين دولة ومنطقة.
خدمات أمنية
أوضح لو فانغ جياو رئيس شعبة المعلومات في شبكة "بي دي أس" للملاحة، أن نظام "بيدو" هو نظام عالمي للملاحة عبر الأقمار الصناعية، تقوم الصين ببنائه وتشغيله بشكل مستقل، ويعمل مع الأنظمة الأخرى في العالم بهدف تقديم الدعم في قطاعات النقل والمراقبة.
وقال لو جياو، إن النظام يعمل على حماية وضمان تنفيذ الخطط والمشاريع المشتركة بين الصين والدول الأخرى في إطار مبادرة الحزام والطريق، خصوصا الدول التي تعاني من اضطرابات أمنية، وذلك لما يتمتع به من قدرة على مسح الأراضي وتحديد المواقع بدقة وكفاءة.
خريطة تظهر طريقة عمل نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية
وأشار إلى أنه رغم الخدمات الأمنية التي يقدمها النظام فإنه خصص لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول الواقعة على امتداد مشروع الحزام والطريق، وشدد على أن الصين ليست لديها أي مآرب أخرى غير ضمان تنفيذ المشروعات المشتركة.
محطة فضاء صينية بنتها بكين في الأرجنتين
تعاون عربي
وتولي الصين أهمية خاصة لمنطقة الشرق الأوسط، باعتبارها أحد أهم الأسواق الاستهلاكية لبضائعها، فضلا عن موقعها الإستراتيجي كجسر حيوي بين الشرق والغرب على طريق مبادرة الحزام والطريق، لذلك عززت من تعاونها مع كل من السعودية والجزائر ومصر وتونس في مجال الملاحة عبر الأقمار الصناعية.
وقد عقدت في مدينة شنغهاي الشهر الماضي الدورة الأولى لمنتدى التعاون العربي الصيني في مجال الملاحة عبر الأقمار الصناعية بمشاركة نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ مينغ، ومسؤولين من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وقد ناقش المجتمعون آلية عمل نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية والتكنولوجيا التطبيقية وحلولها، بالإضافة إلى التدريب التعليمي، وغير ذلك من المواضيع المرتبطة بتشغيل النظام.
وقال رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى الصين محمد الشافعي في تصريحات للجزيرة نت إنه جرى توقيع اتفاقية تعاون لإنشاء مركز مشترك للتعاون الدولي بين مكتب "بيدو" والمنظمة العربية للاتصال وتكنولوجيا المعلومات في تونس، وجرى الاتفاق على عقد الدورة الثانية في إحدى الدول العربية عام 2019.
من جهته، قال رئيس لجنة نظام "بيدو" للملاحة عبر الأقمار الصناعية وانغ لي إن الجانبين الصيني والعربي اتفقا على تكثيف الجهود لدفع التعاون في المشاريع الكبرى والبحث المشترك في تكنولوجيا الاتصالات والأنظمة التطبيقية، من أجل رفع قدرة الجانب العربي في مجال الملاحة عبر الأقمار الصناعية وفق أولويات واحتياجات الجانب العربي في عملية التنمية.