- إنضم
- 19 أكتوبر 2013
- المشاركات
- 11,025
- مستوى التفاعل
- 36,903
- النقاط
- 113
أسفرت العملية العسكرية في اقاليم الدونباس للجيش الأوكراني في خسائر ضخمة من الأسلحة - خصوصا الدبابات . وتشير التقديرات إلى أنه خلال الأعمال العسكرية عام 2014 فقدت القوات العسكرية الاكرانية (MFU) ما يصل إلى 200 دبابة دمرت أو غنمها الخصم .
استئناف الأعمال العدائية الفعلية يؤدي بطبيعة الحال إلى خسائر جديدة. لذى كانت بداية عام 2015 حتى منتصف فبراير صعبة على الجيش الاكراني حيث تم تدمير 50 دبابة و 40دبابة على الأقل غنمها الطرف الاخر ، اضافة الى اعداد تعرضت للعطب وكان لا بد من اخراجها من الخدمة لاجراء اصلاحات. ولذلك، في خلال شهر أو نحو ذلك من القتال كييف خسرت أكثر من 100 دبابة، أو 300 على الأقل منذ بداية الحملة العسكرية.
تجدر الاشارة الى عامل العمر - أنتجت معظم الدبابات في الجيش الاكراني قبل نحو 30 عاما. هذا يزيد من معدل التفكك والأعطال.
الجيش لم يعد قادرا على تعويض الخسائر :
نظريا، يمكن القول ان القوات الاكرانية لا تزال قادرة على تعويض الخسائر، فبالاضافة إلى 600 دبابة T-64كانت تحت يد الجيش في بداية الأعمال العدائية (وإن لم يكن كلها قيد التشغيل )كانت هناك 600 T-64، و 600 T-72، و 150 T-80 موجودة بالمخازن . ومع ذلك، كانت هناك مشاكل جدية في تقديم هذه الدبابات الى القوات في الميدان .
أولا، بالعودة الى الصيف 300 دبابة من مخزون T-72 على الأقل اعتبرت غير مناسبة لاجراء اصلاحات. في الواقع، العديد من هذه الوحدات هي الآن مجرد هياكل من الدبابات بعد أن تم تفكيكها للوفاء بعقود التصدير.
اضافة الى ما مجموعه 800 دبابة من هذا النوع تم بيعها خلال فترة الاستقلال، في حين تبقى البقية بمثابة مصدر لقطع الغيار.
على الرغم من ان T-64 لم تصدر (باستثناء عدد قليل من الدبابات التي بيعت في خريف عام 2014)، الا ان ضروف التخزين غير المناسبة ادت لفشل العديد من اولحدات عن العمل واعطال باجهزتها .
حلول استعجالية وفساد :
قدم الرئيس ووزير الدفاع في أوكرانيا رسميا أسلحة حديثة ومطورة لممثل الوحدات العسكرية. وتم نقل ما مجموعه حوالي مائة من الدبابات التي تم إصلاحها وتجديدها ووضعت بيد القوات الميدانية . ثلث هذه الدبابات كانت معدة للتصدير إلى الكونغو ونيجيريا وكانت عملية تجديدها واصلاحها تتم من قبل الحرب . ومن الجدير بالذكر أيضا أن عملية نقل 31 دبابة (كتيبة) التي تم تطويرها وتحديثها انتهى الى الفضيحة . فبعد العرض الاحتفالي من قبل الرئيس امام وسائل الاعلام ، رفض قائد كتيبة الدبابات باللواء الرابع عشر استلامها بسبب الحالة الفنية غير المرضية لها .وتم اعادتها كلها الى معامل التطوير والاصلاح مرة اخرى .
قدرات مبالغ فيها واللجوء للخارج :
ومن المثير للاهتمام، وفقا لمدير عام مصنع Malishev الذي كان حاضرا في واحدة من تلك التسليمات الاحتفالية، هو قدرة معامله على اصلاح ما يصل الى 20 دبابة تالفة من طراز "بولات" - T-64 - في ثلاثة أشهر.
والصناعة الأوكرانية كلها بالكاد قادرة على توفير أكثر من كتيبة دبابات في الشهر. وهذا يعني أنه سيكون بحاجة إلى العمل لمدة 3-4 أشهر للتعويض عن الخسائر التي تكبدها في شهر واحد.
أما بالنسبة للامداد بدبابات جديدة بدلا من الدبابات المطورة ، فهي أقل تفاؤلا. فالمصنع الوحيد في أوكرانيا القادر على إنتاج الدبابات الجديدة هو مصنع ماليشيف في خاركوف. ووفقا لمديرها العام نيكولاي بيلوف، فان دورة الإنتاج الحالية لدبابة هي 9 أشهر. ومن غير الواضح كم عدد الدبابات التي يمكن للمصنع أن ينتجها في وقت واحد. واستنادا إلى التقييم الأكثر تفاؤلا من "Ukroboronprom" (الشركة المملوكة للدولة الأوكرانية من المؤسسات العسكرية)، فانه خلال عام 2015 سيكون بالمقدور انتاج 40 دبابة جديدة. وهو رقم صغير جدا ، لا سيما مع مراعاة أنه في العامين الماضيين إنتاج المصنع لا يزيد عن 10 دبابات جديدة... .
الحل :
الحل السريع للقوات الاكرانية سوف يكون عن طريق استيراد الدبابات و حصرا من أصل سوفياتي.
ويبقى المشكل هنا هو ان دبابات T72 فقط متوفرة في أوروبا الشرقية . تماما، حوالي 800 دبابة من هذا النوع هي اليوم في جيوش جمهورية التشيك وبلغاريا والمجر وبولندا وسلوفاكيا وبعض جمهوريات يوغوسلافيا السابقة؛ 500 منهم في جيش بولندا.اضافة الى تخزين 600 دبابة إضافية في المستودعات في هذه البلدان. وبطبيعة الحال، هذه الدبابات كلها في حالات فنية مختلفة، الا انه يمكن للقوات الاكرانية نظريا الاعتماد على عدة مئات من دبابات هذه البلدان. ومع ذلك، تلبية هذا الخطط في هذه المرحلة تواجهه صعوبات متعددة.
أولا، من المهم أن نلاحظ أن أوكرانيا لديها منافس خطير يبحث عن شراء دبابات T-72 في أوروبا - العراق. الجيش العراقي يعاني من خسائر فادحة في الأسلحة الثقيلة في القتال مع الجماعات الإسلامية. من 150 دبابة "آدمز" التي قدمتها الولايات المتحدة، خسرت وحدات الدبابات العراقية قرابة النصف . اضافة الى فقدان دبابات من أصل سوفياتي بمعدل مماثل. مرة أخرى في عام 2009، أعلنت وزارة الدفاع العراقية نية لشراء ما يصل إلى 2000 دبابة T-72 . في الواقع، في وقت لاحق زودت المجر العراق ب 77 دبابة من المخازن ، وتم تحديثها في المنشآت العسكرية الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، بلغاريا يمكن أن تكون مصدرا آخر للدبابات بمخزون يصل الى 150 دبابة T72 . ومع ذلك، ترى بلغاريا أيضا آفاق أكثر جاذبية في السوق العراقية. في محاولة لتأمين عقود مع العراق.
كما ان دولا مثل بولندا لا تريد الدخول في مشاكل مع روسيا بسبب اكرانيا عدى عن ان قدرات التطوير البولندية للدبابات ضعيفة ولا تتجاوز 40 دبابة خلال ثلاث سنوات .
وهكذا، يمكن القول أنه في هذا الوقت ليس من خيار أكثر أو أقل واقعية لكييف الا إنشاء خط توريد قطع الغيار ومكونات الدبابات من بلدان أوروبا الشرقية. ومع ذلك، يبدو أن هذه الإمدادات على نطاق واسع من غير المرجح توفرها ، ما لم يجعل الغرب قرارا جماعيا .
الاكرانيين مهتمون بالاساس في محركات الدبابات التي في هذه اللحظة هي العنصر الأكثر إشكالية لمصنعي الدبابات الأوكرانية. ومع ذلك، من خلال جميع المؤشرات، فإن أوكرانياستواجه نقصا بالدبابات خلال الشهور القادمة اذا استئتفت العمليات القتالية .