- إنضم
- 27 فبراير 2015
- المشاركات
- 6,570
- مستوى التفاعل
- 29,291
- النقاط
- 113
الأخوة في المنتدى
في هذه الحلقة نختتم تجربة الخمسينات القتالية بالقاء نظرة على تطور القوى الجوية في كل من الكيان الصهيوني مصر سوريا العراق و تأثر كل منها بمجريات الوقائع القتالية و الظروف المختلفة التي أدت لتبنيها عقيدة قتالية مختلفة أو متغيرة بحسب هذه التطورات و لكن قبل البدء في هذه المقارنات فلا بد من الانتباه بكون القوى الكبرى قد كان هناك تأثر بالغ و لافت بوجود و تطور الصواريخ العابرة للقارات و تطور القدرة على القصف النووي بصورة كبيرة لدى القوتين العظميين حينها فلقد أذر ذلك بصورة كبيرة على نمو و تطور سلاحي الجو و حتى لجهة الميزانية و الانفاق فلقد لعب ذلك دورا سلبيا بصورة كبيرة و سبب حالة من الجمود الغير طبيعي لفترة دامت نحوا من عشر سنوات.
سلاح الجو الصهيوني كما اسلفنا كان محتارا قليلا في رسم استراتيجيته بصورة كبيرة و في خلا حرب 1956 فلقد اعتمد على الطيران الأنجلو فرنسي ليدمر سلاح الطيران المصري و يشل حركته بصورة شبه كاملة و كذلك ليؤمن الدعم الجوي لقواته البرية و في النهاية قررت قيادة سلاح الجو الاسارئيلي اعتبارا من عام 1956 بكونها يجب أن تضع الأولوية لضرب سلاحي الطيران المصري و السوري و هما على الأرض و هكذا فلقد بنت شبكة لجمع المعلومات بصورة كثيفة و تركزت على كل شيء له علاقة بسلاحي الجو في البلدين و كما قررت تدريب طياريها بصورة مستمرة على ضرب المدارج بواسطة القنابل الغارزة و جرى الاتفاق مع ايران (أيام حكم الشاه) و مع تركيا منذ ايام حكم عدنان مندريس للقيام بالتدريب في أجوائهما و ساترم الترديب على هذه الخطط و تغذيتها بصورة مستمرة بكافة التطويرات اللازمة التي تستطيع وسائل المخابرات الوصول اليها و كله تحت استراتيجية الحرب الصاعقة التي نصت على توجيه الحد الاقصى من القوة للقوات الجوية للخصم بحيث تلحق بها أكبر الخسائر و هي على الارض.
السلاح الجوي الصهيوني اعتمد في تسليحه حينها على مزيج من الطائرات من طراز سابر و سوبرسابر و أوريجون و ميستير-4 ثم دخلت السوبر ميستير و الميراج-3 في المرحلة التالية مع الفوتورو في اوسط الستينات دخلت السكاي هوك في تسليحه بأعداد كبيرة ايضا و تحول سلاح الطيران الصهيوني عمليا لحالة نوعية متقدمة فقد كان عدد طائراته يفوق 370 طائرة مقاتلة و قاصفة جميعها محدثة و معدلة بصورة متميزة فاصبح عمليا لجهة قدرته في القصف يفوق كل اسلحة الجو العربية و كذلك في تميز تدريبه فلقد كان معدل ساعات التحليق لطياريه هو وسطيا بحدود الفي ساعة طيران و بعدها عمليا يصبح الطيار في قمة تفاعله مع الطائرة و امكانياتها.
هناك جانب أخر (و ان يكن خارج بحثنا هذا و لكن لا بد من ذكره) جعل معظم التوجه الصهيوني نحو التسلح بمقاتلات قاصفة فرنسية غالبا هو في الصفقة السرية البالغة الخطورة بين الدولتين في عام 1954 بعد الثورة الجزائرية التي ساندتها مصر في ذلك الحين و في هذه الصفقة جرى الاتفاق بين الطرفين على بناء القنبلة الذرية و حيث كون فرنسا كانت تمتلك القاعدة الصناعية و الهندسية فقد كان ينقصها المعلومات التطبيقية للقيام بأعمال الهندسية المطلوبة لصناعة القنبلة و هكذا ذهب الطلبة الصهاينة و المتدربون الى الولايات المتحدة ثم عادوا فعملوا سوية مع الفرنسيين على القيام بتطوير كل العمليات الصناعية بصورة تطبيقية سوية و هكذا تقاسم الطرفان المنافع بصورة مستمرة لمدة حوالي الثماني سنوات درس فيها نحوا من 2500 فني في الولايات المتحدة و كندا ثم نقلوا معرفتهم الى المهندسين و الفنيين الفرنسيين و عمل الطرفان في هذا المجال بصورة كثيفة و يبقى هذا الموضوع بحاجة لبحث مطول و مستقل عن موضوعنا هذا...
يتبع.....
في هذه الحلقة نختتم تجربة الخمسينات القتالية بالقاء نظرة على تطور القوى الجوية في كل من الكيان الصهيوني مصر سوريا العراق و تأثر كل منها بمجريات الوقائع القتالية و الظروف المختلفة التي أدت لتبنيها عقيدة قتالية مختلفة أو متغيرة بحسب هذه التطورات و لكن قبل البدء في هذه المقارنات فلا بد من الانتباه بكون القوى الكبرى قد كان هناك تأثر بالغ و لافت بوجود و تطور الصواريخ العابرة للقارات و تطور القدرة على القصف النووي بصورة كبيرة لدى القوتين العظميين حينها فلقد أذر ذلك بصورة كبيرة على نمو و تطور سلاحي الجو و حتى لجهة الميزانية و الانفاق فلقد لعب ذلك دورا سلبيا بصورة كبيرة و سبب حالة من الجمود الغير طبيعي لفترة دامت نحوا من عشر سنوات.
سلاح الجو الصهيوني كما اسلفنا كان محتارا قليلا في رسم استراتيجيته بصورة كبيرة و في خلا حرب 1956 فلقد اعتمد على الطيران الأنجلو فرنسي ليدمر سلاح الطيران المصري و يشل حركته بصورة شبه كاملة و كذلك ليؤمن الدعم الجوي لقواته البرية و في النهاية قررت قيادة سلاح الجو الاسارئيلي اعتبارا من عام 1956 بكونها يجب أن تضع الأولوية لضرب سلاحي الطيران المصري و السوري و هما على الأرض و هكذا فلقد بنت شبكة لجمع المعلومات بصورة كثيفة و تركزت على كل شيء له علاقة بسلاحي الجو في البلدين و كما قررت تدريب طياريها بصورة مستمرة على ضرب المدارج بواسطة القنابل الغارزة و جرى الاتفاق مع ايران (أيام حكم الشاه) و مع تركيا منذ ايام حكم عدنان مندريس للقيام بالتدريب في أجوائهما و ساترم الترديب على هذه الخطط و تغذيتها بصورة مستمرة بكافة التطويرات اللازمة التي تستطيع وسائل المخابرات الوصول اليها و كله تحت استراتيجية الحرب الصاعقة التي نصت على توجيه الحد الاقصى من القوة للقوات الجوية للخصم بحيث تلحق بها أكبر الخسائر و هي على الارض.
السلاح الجوي الصهيوني اعتمد في تسليحه حينها على مزيج من الطائرات من طراز سابر و سوبرسابر و أوريجون و ميستير-4 ثم دخلت السوبر ميستير و الميراج-3 في المرحلة التالية مع الفوتورو في اوسط الستينات دخلت السكاي هوك في تسليحه بأعداد كبيرة ايضا و تحول سلاح الطيران الصهيوني عمليا لحالة نوعية متقدمة فقد كان عدد طائراته يفوق 370 طائرة مقاتلة و قاصفة جميعها محدثة و معدلة بصورة متميزة فاصبح عمليا لجهة قدرته في القصف يفوق كل اسلحة الجو العربية و كذلك في تميز تدريبه فلقد كان معدل ساعات التحليق لطياريه هو وسطيا بحدود الفي ساعة طيران و بعدها عمليا يصبح الطيار في قمة تفاعله مع الطائرة و امكانياتها.
هناك جانب أخر (و ان يكن خارج بحثنا هذا و لكن لا بد من ذكره) جعل معظم التوجه الصهيوني نحو التسلح بمقاتلات قاصفة فرنسية غالبا هو في الصفقة السرية البالغة الخطورة بين الدولتين في عام 1954 بعد الثورة الجزائرية التي ساندتها مصر في ذلك الحين و في هذه الصفقة جرى الاتفاق بين الطرفين على بناء القنبلة الذرية و حيث كون فرنسا كانت تمتلك القاعدة الصناعية و الهندسية فقد كان ينقصها المعلومات التطبيقية للقيام بأعمال الهندسية المطلوبة لصناعة القنبلة و هكذا ذهب الطلبة الصهاينة و المتدربون الى الولايات المتحدة ثم عادوا فعملوا سوية مع الفرنسيين على القيام بتطوير كل العمليات الصناعية بصورة تطبيقية سوية و هكذا تقاسم الطرفان المنافع بصورة مستمرة لمدة حوالي الثماني سنوات درس فيها نحوا من 2500 فني في الولايات المتحدة و كندا ثم نقلوا معرفتهم الى المهندسين و الفنيين الفرنسيين و عمل الطرفان في هذا المجال بصورة كثيفة و يبقى هذا الموضوع بحاجة لبحث مطول و مستقل عن موضوعنا هذا...
يتبع.....