اساليب العمل القتالى و ليست نوعية السلاح و ميزاته

الأخوة في المنتدى
في هذه الحلقة نختتم تجربة الخمسينات القتالية بالقاء نظرة على تطور القوى الجوية في كل من الكيان الصهيوني مصر سوريا العراق و تأثر كل منها بمجريات الوقائع القتالية و الظروف المختلفة التي أدت لتبنيها عقيدة قتالية مختلفة أو متغيرة بحسب هذه التطورات و لكن قبل البدء في هذه المقارنات فلا بد من الانتباه بكون القوى الكبرى قد كان هناك تأثر بالغ و لافت بوجود و تطور الصواريخ العابرة للقارات و تطور القدرة على القصف النووي بصورة كبيرة لدى القوتين العظميين حينها فلقد أذر ذلك بصورة كبيرة على نمو و تطور سلاحي الجو و حتى لجهة الميزانية و الانفاق فلقد لعب ذلك دورا سلبيا بصورة كبيرة و سبب حالة من الجمود الغير طبيعي لفترة دامت نحوا من عشر سنوات.
سلاح الجو الصهيوني كما اسلفنا كان محتارا قليلا في رسم استراتيجيته بصورة كبيرة و في خلا حرب 1956 فلقد اعتمد على الطيران الأنجلو فرنسي ليدمر سلاح الطيران المصري و يشل حركته بصورة شبه كاملة و كذلك ليؤمن الدعم الجوي لقواته البرية و في النهاية قررت قيادة سلاح الجو الاسارئيلي اعتبارا من عام 1956 بكونها يجب أن تضع الأولوية لضرب سلاحي الطيران المصري و السوري و هما على الأرض و هكذا فلقد بنت شبكة لجمع المعلومات بصورة كثيفة و تركزت على كل شيء له علاقة بسلاحي الجو في البلدين و كما قررت تدريب طياريها بصورة مستمرة على ضرب المدارج بواسطة القنابل الغارزة و جرى الاتفاق مع ايران (أيام حكم الشاه) و مع تركيا منذ ايام حكم عدنان مندريس للقيام بالتدريب في أجوائهما و ساترم الترديب على هذه الخطط و تغذيتها بصورة مستمرة بكافة التطويرات اللازمة التي تستطيع وسائل المخابرات الوصول اليها و كله تحت استراتيجية الحرب الصاعقة التي نصت على توجيه الحد الاقصى من القوة للقوات الجوية للخصم بحيث تلحق بها أكبر الخسائر و هي على الارض.
السلاح الجوي الصهيوني اعتمد في تسليحه حينها على مزيج من الطائرات من طراز سابر و سوبرسابر و أوريجون و ميستير-4 ثم دخلت السوبر ميستير و الميراج-3 في المرحلة التالية مع الفوتورو في اوسط الستينات دخلت السكاي هوك في تسليحه بأعداد كبيرة ايضا و تحول سلاح الطيران الصهيوني عمليا لحالة نوعية متقدمة فقد كان عدد طائراته يفوق 370 طائرة مقاتلة و قاصفة جميعها محدثة و معدلة بصورة متميزة فاصبح عمليا لجهة قدرته في القصف يفوق كل اسلحة الجو العربية و كذلك في تميز تدريبه فلقد كان معدل ساعات التحليق لطياريه هو وسطيا بحدود الفي ساعة طيران و بعدها عمليا يصبح الطيار في قمة تفاعله مع الطائرة و امكانياتها.
هناك جانب أخر (و ان يكن خارج بحثنا هذا و لكن لا بد من ذكره) جعل معظم التوجه الصهيوني نحو التسلح بمقاتلات قاصفة فرنسية غالبا هو في الصفقة السرية البالغة الخطورة بين الدولتين في عام 1954 بعد الثورة الجزائرية التي ساندتها مصر في ذلك الحين و في هذه الصفقة جرى الاتفاق بين الطرفين على بناء القنبلة الذرية و حيث كون فرنسا كانت تمتلك القاعدة الصناعية و الهندسية فقد كان ينقصها المعلومات التطبيقية للقيام بأعمال الهندسية المطلوبة لصناعة القنبلة و هكذا ذهب الطلبة الصهاينة و المتدربون الى الولايات المتحدة ثم عادوا فعملوا سوية مع الفرنسيين على القيام بتطوير كل العمليات الصناعية بصورة تطبيقية سوية و هكذا تقاسم الطرفان المنافع بصورة مستمرة لمدة حوالي الثماني سنوات درس فيها نحوا من 2500 فني في الولايات المتحدة و كندا ثم نقلوا معرفتهم الى المهندسين و الفنيين الفرنسيين و عمل الطرفان في هذا المجال بصورة كثيفة و يبقى هذا الموضوع بحاجة لبحث مطول و مستقل عن موضوعنا هذا...
يتبع.....
 
اكثر شي عجبني بالتقرير هو ان محرك الميغ ٩ هو من شركه BMW ثم تم استنساخه اما محركات عائله RD فهو هندسه عكسيه لمحركات رولز رويس بعد شراء عدد منها من شركه رولز رويس اللتي المفروض انها لن تبيع محركات لمن لميكويان شخصيا
الاخ سامي
المدهش في الدعاية الغربية أنها تفوقت سينمائيا في اظهار كونها متقدمة أو متفوقة خاصة الأمريكية منها فهي على طريقة السينما الهوليودية المعروفة و عمليا فلجهة التفوق البريطاني في صناعة المحركات فهو كان شيئا معروفا فهم ايضا قدمو المحرك الخاص بالموستانغ للأمريكيين ايضا و طبعا هنا في هذا الرابط تجد الكثير من الحقائق حول الدعاية الأمريكية المخزية في الكذب العظيم.
كل تحياتي
http://theboresight.blogspot.com.au/2009/09/some-thoughts-and-discussion.html?view=magazine
 
الاخ سامي
المدهش في الدعاية الغربية أنها تفوقت سينمائيا في اظهار كونها متقدمة أو متفوقة خاصة الأمريكية منها فهي على طريقة السينما الهوليودية المعروفة و عمليا فلجهة التفوق البريطاني في صناعة المحركات فهو كان شيئا معروفا فهم ايضا قدمو المحرك الخاص بالموستانغ للأمريكيين ايضا و طبعا هنا في هذا الرابط تجد الكثير من الحقائق حول الدعاية الأمريكية المخزية في الكذب العظيم.
كل تحياتي
http://theboresight.blogspot.com.au/2009/09/some-thoughts-and-discussion.html?view=magazine
هل معنى ذلك استاذي ان الروس هم من صمموا المحركات طراز D الكل يعرف ان شركه رولز رويس حصلت على مخططات المحرك النفاث من المخابرات البريطانيه بعد سرقتها من الالمان خلال الحرب فلماذا لايتم استنساخها من الروس واستعمال الهندسه العكسيه التجسس الصناعي موجود دائما
 
الاستراتيجية السوفيتية لم تكن فاشلة الى هذا الحد
الفشل يأتي من عدم الاخذ بالعقيدة و المنظومة كاملة
السو 7 مداها القتالي متوافق مع مدى التي 55 و الميغ 21 مخصصة لمرافقة السو 7 ومداها ايضا كان متوافقا معها
 
الاستراتيجية السوفيتية لم تكن فاشلة الى هذا الحد
الفشل يأتي من عدم الاخذ بالعقيدة و المنظومة كاملة
السو 7 مداها القتالي متوافق مع مدى التي 55 و الميغ 21 مخصصة لمرافقة السو 7 ومداها ايضا كان متوافقا معها
نعم لكن الفشل هنا في انتظار هجوم العدو المتفوق جويا ثم استنزاف طائراته وهي في الجو بدلا من تدميرها على الارض وهذه ستراتيجية فأشله وهي ان تدمر سلاح في وقت هجومه والاجدر تدميره وهو في حاله إطفاء
 
هل معنى ذلك استاذي ان الروس هم من صمموا المحركات طراز D الكل يعرف ان شركه رولز رويس حصلت على مخططات المحرك النفاث من المخابرات البريطانيه بعد سرقتها من الالمان خلال الحرب فلماذا لايتم استنساخها من الروس واستعمال الهندسه العكسيه التجسس الصناعي موجود دائما
الأخ سامي
لقد راجعت مع الأستاذ مهيد عبيد الكثير من الوثائق و الكثير من التفصيلات المنشورة و قد وصلت بعد اتصالات تمت أيضا مع بعض ممن عملوا في شركة الميج ذاتهاالى التصور الأتي فقد ثبت بكون المشكلة الاساسية لدى المحرك الذي صممته الشركة الروسية هي في الوقود كما يبدو و طريقة ضخه الى غرفة الاحتراق و طبعا مشاكل أخرى مختلفة و كان ستالين مستعجلا لكي يم اللحاق بعصر الطيران النفاث و قدر له ميكويان و فريقه بكون التجارب قد تأخذ عاما و ربما اثنين و بالمقابل فقد كان ممكنا الحصول على المحرك من رولز رويس و نسخه و تطويره و توقع الجميع بكون ستالين سيرفض الفكرة لكنه وافق عليها!!!!
لجهة التجسس فكما يبدو كان لدى السوفييت جيش من الجواسيس داخل بريطانيا و كما يبدو فلقد عملهم في هذا الموضوع منصبا على القيام بجلب المخططات الأصلية بدون أن يعلم بها فريق ميكويان و بعدها قامت مجموعة تومانسكي بدراسة العمل في الاتجاهين بحيث تكتشف أي عملية غش من جانب رولز رويس ايضا و كذلك فلقد استطاع مخابر أحد الجامعات من حل مشكلة الوقود و كله تم بوقت واحد عمليا.
الاستراتيجية السوفيتية لم تكن فاشلة الى هذا الحد
الفشل يأتي من عدم الاخذ بالعقيدة و المنظومة كاملة
السو 7 مداها القتالي متوافق مع مدى التي 55 و الميغ 21 مخصصة لمرافقة السو 7 ومداها ايضا كان متوافقا معها
بلا شك و هو عمليا ما أحاول توضيحه بكون التفسير للوقائع له اسباب مختلفة فمنظومة السيطرة و القيادة المركزية هي المشكلة الحقيقية و ليست نوعية الطائرات و كتصميم و قدرات فالميج-21 ممتازة في عصرها لكن الفكرة الخاصة بكون مقاتلة الدفاع عن النقطة تستطيع من أداء كل ما يلزم في ميدان ليست متسقة مع ظروف العمل في ميدان أخر خاصة لجهة المدى و البقائية في الجو.

نعم لكن الفشل هنا في انتظار هجوم العدو المتفوق جويا ثم استنزاف طائراته وهي في الجو بدلا من تدميرها على الارض وهذه ستراتيجية فأشله وهي ان تدمر سلاح في وقت هجومه والاجدر تدميره وهو في حاله إطفاء
عموما الفكرة ليست فاشلة بمعنى الفشل لكنها تعتبر براي البعض من خبراء و مؤرخي الحروب الجوية اسلوبا سلبيا الى حد ما و بالمقابل فعملية صب كل القوة الجوية في ضربة مباشرة كما فعلت الكيان الصهيوني في حرب 1967 ينطوي على مخاطرة ليست سهلة أو بسيطة و كما عرفنا ايضا بعد انكشاف عملية ما سمي اصطياد الديك الرومي و كون البرمجة و غرفة العمليات تدار من واشنطن بصورة شبه مستمرة و كانت الولايات المتحدة قد أمنت لاسرائيل وعدا قطعيا بالمساندة بحال فشل الهجوم الجوي على القواعد الجوية المصرية.
تدمير القوة الجوية المعادية على الارض عمليا هي مهمة تقتضي توفر المباغتة بحيث يكون الهجوم مفاجأة كاملة و هو ما قد يتحقق في بعض الحالات و قد لا يتحقق في حالات أخرى ايضا
الحلقات القادمة ستوضح تفصيليا كل ما خفي بعد هذه المقدمات خاصة لجهة الصراع بين القوة الجوية الصهيونية و المصرية و السورية و كذلك العراقية.
شكرا لكم
 
الجزء الثاني من تجربة الخمسينات في ادارة الحروب الجوية:
لقد أدت هذه التجربة عموما و معظم أحداث تلك الحقبة الى تطويرات مختلفة على أسلحة الجو العربية في مواجهة الكيان الصهيوني فمن المؤكد بكون القوات الجوية في مصر و سورية و العراق كانت متأثرة بصورة كبيرة بالتجربة القتالية البريطانية المتصورة بكونها ترهق القوة الجوية المعادية و تنهكها بدفاع نشط و بعدها تأخذ دورا هجوميا و هي عمليا خلاصة التجربة القتالية البريطانية في الحرب العالمية الثانية و بصورة عامة فهذه التجربة كان لها تأثير عالمي كبير و تكررت الى حد ما بصورة لم تثبت فيما بعد النجاح الملحوظ و قد كانت ابرز نقاط الضعف في نشأة القوات الجوية العربية على النحو التالي و سنأخذ المثال التالي:
سلاح الجو المصري::
يبدو بكون نشأة سلاح الجو المصري قد حفلت ببعض الصعوبات فعمليا لم يكن الاحتلال البريطاني ليساهم ببساطة في تسهيل مثل هذا التطور بل بكل تأكيد كان يضع العراقيل أمام مثل هذه الخطوات بصورة غير مباشرة غالبا.
الصعوبة الأخرى هي في كون طبيعة الجيش المصري الاصلية مكونة من غير الاصول و الجذور المصرية عموما و كانت مهنة العسكري تعد حالة من البروظة و الاستعراض و التفخيم لابناء العائلات الارستقراطية و لم يكن هناك بحث جدي عن التجربة القتالية.
الحرب العالمية الثانية و المعاهدة قبلها ساهمت في بدء بعض الخطوات لكنها ايضا لم تكن وافية أو فعالة كما يجب و حتى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و الحصول على الكثير من المعدات و الطائرات (المستهلكة) فقد كان نقص الخدمة الفنية مصيبة متكررة فلم يكن يوجد لخدمة 18 طائرة مثلا سوى فنيان مؤهلان في أحد المطارات؟؟!!
لم يكن من المعقول بالمقابل أن تكون هناك عقيدة قتالية جدية يستند اليها في حرب 1948 و لا فعالية من اي تاثير يمكن أن يشكل ازعاجا أو ضغطا على القوات الصهيونية و لم تبدأ حركة تطورية جدية حتى عقد صفقة الأسلحة عام 1955.
عند الانتقال لدراسة العقيدة القتالية الشرقية بعد بدء استلام مقاتلات ميج-15 و ميج-17 و ماتلاها فلقد تبين بكون عدد الطيارين المصريين هو حوالي 100 طيار فقط و تبين بعدها بكون الانتقال لدراسة عقيدة قتالية جديدة سيأخذ وقتا ليس بالقصير و عمليا لم تستطع القوات الجوية المصرية من أن تقوم بدور فعال في حرب 1956 لهذه الاسباب و لكونها كانت تواجه وضعا صعبا للغاية في مواجهة 3 دول متفوقة جويا.
التدريب على أساليب القتال المختلفة لم يكن جديا غالبا و اقتصرت التدريبات على الاساسيات و لم تحظى القوى الجوية المصرية بقيادة قديرة و مبدعة و لديها تصور فعال للتطوير و الاستناد المختلف على جميع التجارب القتالية العالمية كما لم يكن لديها اية فكرة جدية عن نوايا القوة الجوية الصهيونية و خططها التي عليها أن تواجهها بخطة بديلة و تفشلها.
توسع عددي لافت في المطارات و الطائرات و لكن بدون توسع كافي في أعداد الطيارين المؤهلين و مع بدء مرحلة أوائل الستينات فلقد دخلت في الخدمة مقاتلات ميج-21 و كذلك ميج-19 الاسرع من الصوت و كذلك القاصفات الثقيلة من طراز توبوليف-16 و كما دخلت صواريخ سام-2 (ديسنا) في منظومات الدفاع الجوي و كل ذلك لم يصاحبه تطور معرفي نظري و تدقيق على صناعة خطط الواجبات القتالية لا طبقا للعقيدة الشرقية و لاغيرها و لم يجر تدريب واف على اية أعمال قتالية سواء يومية أو واجبات متوقعة لكل تشكيل.
يمكن القول هنا بكون سلاحي الجو السوري و العراقي وقعا عمليا تحت الظروف ذاتها و الأكثر سوءا في سورية و بدرجة اقل العراق هي تكرر الانقلابات العسكرية التي أدت لتسريح الطيارين و نقلهم الى مهام أخرى باستمرار و لقد أعاق ذلك القدرة التقالية لسلاح الجو السوري بصورة هائلة و كذلك العراقي ايضا و استمرت هذه الحالة الماسوية وصولا الى حرب 1967.
يتبع....
 
الأخوة في المنتدى:
هذه الحلقة تعقد بعضا من المقاربة الفعلية لما حدث من جانبي الصراع العالمي كتطور في العقيدة القتالية و كتطور على صعيد التقنية العسكرية بمعنى صنوف الطائرات و ميزاتها و قدراتها.
عقيدة السلاح الجوي الأمريكي:
لقد بنى الامريكيون تصورات مختلفة و نماذج مختلفة بعد الحرب العالمية الثانية و اعتد الامريكيون أساسا على حالة من التفوق العددي الكثيف فقد كانت الغارات تتم خلال الحرب العالمية الثانية بقوام 150-200 طائرة و هجمات تضليلية بأعداد مختلفة في مواقع أخرى و كما يبدو فقد كان لدى القيادة العسكرية الامريكية رؤية مستمرة حول تدمير البنى الصناعية و الاقتصادية للخصم قبل قوته العسكرية و الجوية منها تحديدا و لم يكن هناك شيء يشبه اسلوب الضربة الجوية الشاملة و المباغتة فعليا كون الحرب مستمرة و لم تندلع فجأة اصلا.
بعد امتلاك السلاح النووي بدا الأمريكيون بوضع خطط مستمرة لعمليات قتالية جوية ضد الاتحاد السوفييتي و أخرها كانت الخطة دروبشوت و تضمنت هجوما على 300 مدينة مختلفة بالسلاح النووي و كان لدى الأمريكيين تصور بكون ذلك ينهي وجود الخصم من اصله بدلا من تضييع الوقت على حرب جوية بلا معنى و لا هدف و لا انتصار مضمون.
التصور الاخر و هو في استمرار التفوق الامريكى رقميا و تكنولوجيا في قوة القاصفات البعيدة المدى و هو ما لم يحدث فلقد استطاع السوفييت من انتاج قاصفات توبوليف-16 و توبوليف-95 و ميا-4 و ان تكن الاخيرة لم تصبح فعلية رقما يغير ميزان القوى و كذلك فلقد ظهرت الصورايخ العابرة للقارات و بدأ ذلك يقلص من دور القاصفات البعيدة المدى بصورة كبيرة و عمليا فلقد كان أساس التصور الأمريكي نابعا من الانعزال الجغرافي للأرض الأمريكية و كونها تقبع وراء محيطين عازلين بصورة كبيرة و يشكلان بالتالي حماية طبيعية للارض الأمريكية و فرصة انذار لصد اي هجوم مباشر.
العقيدة الأمريكية ايضا نظرت في مسألة الصراع ضد خصوم أقل قوة و ليس لديهم قدرات جوية كبيرة فتصورت ايضا بكون عمليات قصف مساحي شاملة بواسطة القاصفات ستكون بالغة الفعالية و تمتاز أيضا بتفوق عددي ستكون كافية و وافية للقضاء على قوة الخصم جوية أو برية أو بحرية و فرض حالة السيطرة الجوية و بعدها يأتي دور القوات و البحرية الأمريكيتين لتستوليا على أية مواقع و يتم فرض الاستسلام عليه بدون أي تضييع وقت و قد كانت الحالة الواقعية التي صفعت هذه التصورات العوجاء هي الحرب الكورية التي تسببت في سلسلة غريبة من الهزائم المتوالية و الاختراقات المتكررة للاستراتيجية الأمريكية في الحروب الجوية و بصورة فاجأت كل المخططين العسكريين الأمريكيين.
يتبع...
 
نظرة عامة على الفكر الأمريكى كعقيدة قتالية في الحرب الباردة:


" (Atomic Weapons Requirements Study for 1959 ) التقرير يطلب من القوات الجوية ان تقوم بدراسة دائمة لكيفية تدمير مراكز التجمع السكاني في المدن الرئيسية في البلدان الاستراكية حينها مثل وارشو ، برلين الشرقية ، براغ ، بخارست ، تالين ، بكين ، ولينينغراد وموسكو. وحدد التقرير 1200 مدينة مستهدفة بالتدمير مستخدمين قنابل نووية تعادل الواحدة منها 8 اضعاف قوة القنبلة التي اسقطت على هيروشيما اليابانية استهدف بها 179 هدفا في موسكو و145 هدفا في لينينغراد وحدهما.

وكان من بين ما استهدف في موسكو مترو موسكو لكثرة مستخدميه بغرض تكبيد العاصمة أكثر عدد من الضحايا. كما وضع على القائمة قصف جميع مطارات موسكو والمدن الرنيسية وفي المقدمة منها لينينغراد حيث استهدفت جميع مطاراتها والمناطق الآثارية والثقافية فيها.

ولم تستثنى عواصم دول وسط وشرق أوربا الاشتراكية وأنهارها بما فيها الدانوب الدي يمر بالعديد من العواصم بهدف تلويث مياهه لتسميم الأمم التي تستخدم مياهه. ولم تستثنى من الابادة الجماعية يوغسلافيا التي أعلنت عن حيادها بين المعسكرين الاتحاد السوفييتي والغرب.

أن الوثائق التي رفع عنها السرية تشير إلى أن الحكومة الأمريكية كانت تعد قائمة من الأهداف الخاصة في “الاتحاد السوفييتي” لتوجيه ضربة نووية وإبادتها نهائيا .


وجاء في الوثائق أن أمريكا كانت تحدد 1200 مدينة روسية في الاتحاد السوفييتي بداية من حدود ألمانيا الشرقية وحتى حدود الصين , وكانت موسكو ولينينجراد الأوائل في القائمة.


وأوضحت الوثائق أنه كان من المقرر توجيه ضربات نووية لـ179 نقطة في موسكو , و145 نقطة في لينينجراد بهدف تدمير مناطق مكتظة بالسكان , حيث أشارت الصحيفة إلى أن خطة أمريكا كانت وحشية وكانت الأولوية هي تدمير القوة العسكرية الجوية السوفيتية قبل بلوغ القاذفات السوفيتية أمريكا وأوروبا الغربية.


وضمت القائمة 1001 مطار عسكري , في المقام الأول كانت قاعدة القاذفات الاستراتيجية “تو- 16” في بيلاروسيا, وكان الخبراء الأمريكيين يخططون لتفجير المنشآت الصناعية وقتل ملايين الأشخاص.


وكشف أرشيف الأمن القومي أن الخطة كان هدفها تدمير المراكز الحضرية والصناعية في الاتحاد السوفييتي, حيث كان في ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية 376 صاروخا مزودا برؤوس نووية, ووفقا للخطة سيتم ضرب موسكو ب` 2130 طائرة.
الملاحظ في كون القصف النووي اعتبر حلا أمثل في مواجهة القوة الجوية السوفييتية و سيكون وافيا و كافيا لانهائها و كما يبدو فلقد تصور الأمريكيون بكونهم سيهاجمون الاتحاد السوفييتي في موجات جوية تمر عبر تركيا و الباكستان و كذلك عبر دول عاجزة عن ردع الهجوم الجوي الامريكى مثل دول جنوب شرقي أسيا و كذلك عن طريق قواعدهم الجوية في كندا و ألاسكا و حيث أن ضرب قاعدة جوية بقنبلة ذرية سيعطلها كليا عن العمل حتى لو اقلعت منها كل الطائرات السوفييتية فهذه الطائرات لن تجد لنفسها قواعد تهبط فيها و تحصل على التموين و الوقود و يجري استبدال الطيارين و بذلك فالضربة الأولى ضرورية ضمن هذه الصياغة.
كتكتيكات قتال جوي فلقد تصور الأمريكيون بداية بكون الطريقة الكلاسيكية و هي الاطباق من زاوية 6-7 على مؤخرة الطائرة المعادية ستبقى الطريقة المثلى لتدريب الطيارين ثم انقلبت الأية بدخول الفانتوم و تسليحها الكثيف بصواريخ جو-جو فاعتبر ذلك نقلة كبيرة في طرق القتال الجوي فضلا عن التصور الامريكي بالتفوق الكبير لديهم تكنولوجيا و هو ما جعل تجهيز الفانتوم الراداري ز الالكتروني و الملاحي متقدما كما تصوروا بصورة تجعلها كمقاتلة تكتشف الطائرات المعادية و تدمرها من مسافة أمنة.
يتبع...
 
الأخوة في المنتدى
على الرغم من كون الاستراتيجية السوفيتييية في الحروب الجوية قد اخترقت غريمتها الأمريكية و افشلتها عمليا في الحرب الكورية بصورة لافتة فلقد كانت هناك بعض من نقاط التميز اللافتة لصالح طريقة تفكير الأمريكيين و هي محاولة البحث عن طرق قتالية أكثر مرونة و فاعلية و غير معتمدة على اتصال مع المحطات الأرضية و الثابتة و بذلك دخلت القوات الجوية الأمريكية و طيران البحرية عصر الرادارات الطائرة و غرف الحرب الالكترونية المنقولة جوا بصورة واسعة و على الرغم من تخلف التكنولوجيا في ذلك الحين (أوائل الخمسينات) فلقد كان العمل البحثي المتكرر و التجربة الميدانية سبقا قويا جدا لصالح الأمريكيين ظهرت نتائجه بعد توفر التكنولوجيا المناسبة و هكذا فلقد سبقت الفكرة التكنولوجيا كالعادة و جعلتها تلحق بها و تطبق منها ما تحتاجه فعليا كأسلوب عمل في ادارة الحروب الجوية.
طائرة ستراتوكروز الخاصة بالحرب الالكترونية و الاتصالات و أول رادار طائر يدخل الخدمة
الجيل التالي من الرادار الطائر دخل ايضا الخدمة في أوائل الستينات و تتالت التحسينات عليه ايضا
لم يظهر الجيل الأول من الرادار الطائر في سلاح الجو السوفييتي الا بعدها بأكثر من 12 عاما عمليا كان الأمريكيون قد تراكمت لديهم خبرات واسعة لم يلحق بها السوفييت حتى أواسط الثمانينات
طبعا هناك بحوث في الحلقات القادمة تفصل كل ذلك.
يتبع....

 
الاخوة في المنتدى
فيلم أخر توضيحي عن تطوير الرادار السوفييتي الطائر توبوليف-126

عموما التخلف السوفييتي في حينها كان في تطبيقات التنفيذ تكنولوجيا و ليس معرفيا كما يتصور البعض و هذا بصورة عامة و ليس عن هذه الحالة بالذات التي السبب الرئيسي فيها للتخلف هو التأخر في اعتماد تكنولوجيا متقدمة هو عقلية بيروقراطية و ليس نقصا في المعلومات النظرية أخر الأمر.
 
الأخوة في المنتدى
لقد تضخمت القوتان الجويتان في الولايات المتحدة و الاتحاد السوفييتي بصورة كبيرة في حقبة الخمسينات و لقد لوحظ عمليا التقدم و التفوق الأمريكي الكبير في قوات القاصفات البعيدة المدى و المخصصة لعمليات القصف الاستراتيجي و الحرب النووية الشاملة و كان السبب المباشر في ذلك هو في كون النقل الجوي في الولايات المتحدة قد توسع كحالة من البزنس التجاري قبل الحرب العالمية الثانية بصورة كبيرة للغاية فلقد احتوت الولايات المتحدة نحوا من 70% من طائرات النقل التجارية البعيدة المدى و بالتالي فلقد تيسر انتاج الطائرات الثقيلة المخصصة لعمليات القصف البعيد المدى بسرعة كبيرة بمجرد تعديلات هيكلية داخية فحسب غالبا و كذلك فلقد لعب البعد الجغرافي دور الحاجة لتطوير و تحديد أولويات الاستراتيجية في الحرب الجوية من وجهة النظر الأمريكية في هذا الاتجاه و استمر هذا التوجه أيضا في حقبة الحرب الباردة ايضا بصورة واضحة و بالمقابل فلقد كان الاتحاد السوفييتي يشكو نقصا لافتا في قوة القاصفات البعيدة المدى و بصورة مؤسفة أحيانا.
التعديل اللافت في الاستراتيجية الأمريكية هو ف يالتخلي شبه النهائي عن مقاتلة الدفاع عن النقطة عمليا و اعتبارها حالة تكميلية و ليست حالة اساسية يبنى عليها التفوق الجوي و اعتبرت عمليا سلاحا يمكن تصديره للحلفاء أو يستخدم في السلاح الجوي لقوات الحرس الوطني و هو جيش القتال على الأرض الأمريكية فحسب و هكذا تقرر تطوير الفانتوم التي ظهرت كما أسلفنا سابقا بانية تصورا جديدا و اسلوبا جديدا في التعامل مع الحالة القتالية و لقد مثلت الفانتوم تعبيرا لافتا عن هذا التطور في الرؤية الاستراتيجية و طرائق العمل و هكذا فلقد كان من الممكن للفانتوم لعب دور المقاتلة -القاصفة بامتياز في الحالتين و كونها قادرة على التحليق لمسافة و زمن مطول فضلا عن كونها في نماذجها المتطورة قادرة على استخدام حاملات الطائرات مما يمنحها مرونة كبيرة في العمل و تبقى أيضا أكثر أمنا كونها ذات محركين و تعمل بطاقم من فردين و لديها حمولة قتالية ضخمة في حالة المقاتلة (8 صواريخ جو-جو) و في حالة القاصفة (أكثر من 7 أطنان) و كذلك فتكنولوجيا تمتاز بتجهيز راداري و ملاحي و الكتروني متقدم و يمثل حينها أخر صيحة في التكنولوجيا الأمريكية.
امتلكت القوات الجوية الأمريكية ايضا مقاتلة الدعم الارضي المتفوقة A-4 Sky Hawk و هي ايضا عدت طائرة متميزة برشاقة و قوة تسليح لافتة و كذلك فهي فائقة الفعالية في مهمات الدعم الارضي و فضلا عن كونها تمتاز بقدرتها على استخدام حاملات الطائرات ايضا و بالتالي فهي تمتلم مجى فعليا أوسع و أفضل من نظيراتها السوفييتية و كانت بالتالي هاتان الطائرتان تشكلان عصب السلاح الجوي الأمريكي أحدهما اعتبرت مقاتلة تفوق جوي و قصف مساحي و الثانية مقاتلة دعم و هجوم ارضي و باتت كليهما تعد رمزا للتفوق النوعي الأمريك
العمل الاداري للحرب الجوية امتاز فيه الأمريكيون حينها بمرونة كبيرة ايضا كونهم امتلكوا الرادارات الطائرة سواء ستراتوكروز EC-121 و بعدها الجيل التالي من E-2 Hawk eyeو بالطبع فلقد كان ممكنا اعتبار ذلك حالة من الانتقال للتوسع في حالة الاستكشاف الراداري بصورة متفوقة و اقتدار و كذلك يستطاع في هذه الحالة من جمع معلومات قتالية و تفصيلات ميدانية تسهل العمل القتالي و تسرع من أدائية القوات الجوية الأمريكية و تمنحها مبادأة كبيرة للغاية و بالطبع فمن الممكن القول بكون ذلك سيفتح بابا للاستخدام الهجومي بصورة أكثر دقة و اسرع و أقدر على التكيف مع تطورات الموقف القتالي و من جانب أخر كان امتلاك الولايات المتحدة لبحرية قوية و لديها العديد من حاملات الطائرات واقع يضيف عناصر قوية جدا تسمح بالانتشار و التدخل السريع في مناطق العمليات و الحروب و الصراعات العسكرية في كل مكان.
يتبع.....
 
الاستراتيجية السوفييتية المضادة في الحرب الجوية في الخمسينات:
لقد بحث المخططون العسكريون السوفييت في كل تفصيلات الاستراتيجية الأمريكية المتعلقة بشقي استخدام السلاح النووي و الحرب الجوية معا و خلصوا الى نتيجتيين رئيسيتين.
الأولى: وجود سبق كمي و نوعي أمريكي لجهة كمية القنابل النووية و لجهة وسائط الايصال (القاصفات الاستراتيجية البعيدة المدى تحديدا) و كذلك فلجهة التوسع الأمريكى في استخدام حاملات الطائرات التي تسمح بالتالي باقتراب المقاتلات الأمريكية المرافقة للقاصفات البعيدة المدى ايضا.
الثانية: مجاراة الأمريكيين بنسخ ذات الاساليب و القيام بالعمل انتاجا و تطويرا و تدريبا على أساليب مشابهة هو حل له محاذير و مصاعب كبيرة فضلا عن كونها ستستهلك زمنا ليس بالقصير و أكلاف كبيرة للغاية لانتاج حاملات طائرات مثلا فضلا عن أكلاف تدريبية كبيرة ايضا.
لقد كانت هناك كما يبدو لجنة عسكرية عليا يتراسها وزير الدفاع ذاته و تنبثق عنها ستة لجان عسكرية مختلفة أولها و أهمها كانت ما عرف بأنها لجنة دراسة الحروب الجوية و كانت كما يبدو تطلب باستمرار معلومات واسعة عن سلاح الجو الأمريكى و تسليحه و طائراته و امكانياته الفنية و كل ما يتعلق بتفصيلات انتاج الطائرات بمختلف أنواعها و كما اهتمت هذه اللجنة بصورة كبيرة ببرامج تطوير الصواريخ المختلفة لصالح سلاح الجو الأمريكي و بقية اللجان كانت أيضا تتبع كل تخصص عسكري بحري و بري و منها ايضا لجنة مختصة بالسلاح النووي تجمع كل التفصيلات التي تصل اليها أجهزة المخابرات السوفييتية حينها.
لقد خلصت الدراسات العسكرية اسوفييتية الى عدد من الاستنتاجات حول بناء الاستراتيجية السوفييتة عموما و الحرب الجوية خاصة اهمها:

1-الاكتساب من التجربة الأمريكية بمعنى الابتعاد عن فشلها و محاذيرها و الأخذ بجوانبها الايجابية فمثلا لم ينتج السوفييت كمية ضخمة من القنابل النووية البدائية كما فعل الأمريكيون و قاموا بتطويرات بحيث يتم تخفيف وزن القنبلة من عدة أطنان الى حوالي طن و نصف تقريبا.
2-عدم تضييع الوقت في بناء حاملات الطائرات فعمليا هي تحتاج موانىء مفتوحة و الشواطىء السوفييتية تبقى اضيق من هامش المناورة و ضرورة تطوير صواريخ تستهدف حاملات الطائرات الأمريكية و تدمرها بضربات نووية تكتيكية مع السفن المرافقة لها و التوسع في بناء و استخدام الغواصات.
3-ضرورة تطوير دفاع جوي صاروخي محلي و التوسع فيه بحيث يؤمن ذلك المدن السوفييتية بحال أفلتت أعداد من القاصفات الأمريكية من المقاتلات السوفييتة المعترضة و يحمي ذلك المواقع الصناعية و الاستراتيجية الهامة.
4-توفر معلومات استخبارية موثوقة بحيث يمكن الرد الفوري قبل وصول اية قاصفات أمريكية الى الأراضي السوفييتية بواسطة الصواريخ العابرة للقارات و التي تأكد السوفييت من كونهم سابقين في تطويرها بصورة اقوى مما يتصور الأمريكيون.
5-التوسع في برنامج الاستطلاع المرتقب فضائيا عن طريق الاقمار الصناعية و كان السوفييت ايضا واثقين من تفوقهم على الأمريكيين في هذا المجال ايضا و فعلا بدأ ذلك منذ عام 1960 و بصورة واسعة.
لقد حددت الاستراتيجية السوفييتية 230 قاعدة أمريكية حول العالم اعتبرت أهدافا مؤكدة و عددا أخر كاهداف محتملة و كما تضمنت ايضا كحملة برية و بحرية فعلية في القارة الأوروبية فرضية تحسب بريطانيا كقاعدة امريكية متقدمة يجب عزلها و تدميرها سلفا بواسطة ضربة صاروخية كثيفة و كذلك ضرورة تدمير الاسطول البريطاني ايضا و الاساطيل المساندة وفرض سيطرة مطلقة ابتداء من بحر بارنت وصولا لبحر الشمال و بحر المانش و كذلك البحر الأسود و البحر الأبيض.
ضرب و تدمير قواعد سلاح الجو الأمريكى بواسطة صواريخ بعيدة المدى و استخدام القطب الشمالي كممر صاروخي في ذلك بحيث يتم اختصار وقت الانذار و تحقيق المفاجأة و السرعة في الحسم و كذلك تدمير قواعد الصواريخ الاستراتيجية الأمريكية بوقت واحد مع ضرب الاساطيل الأمريكية بواسطة الطائرات البعيدة المدى و الغواصات.
ضرورة العمل بصورة كثيفة على تطوير مقاتلات تتفوق على نظيراتها الأمريكية و الغربية خصوصا في مواصفات السرعة و المدى و الارتفاع و القدرات االكترونية و الرادارية و المناورة ايضا و تضمن ذلك معترضات ثقيلة و مقاتلات خفيفة بوقت واحد.
ضرورة التوسع في تطوير الصواريخ بكافة نماذجها و خاصة لجهتي صواريخ الدفاع الجوي و الصواريخ البعيدة المدى و المنطلقة من الغواصات بصورة خاصة.
التوسع في برامج القاصفات البعيدة المدى و ما سميت حيتها بحاملات الصواريخ نظرا للفعالية المنتظرة منها في التصدي لمجموعات حاملات الطائرات اساسا و كذلك قوتها الضاربة التي ستتوجه لعدد من القواعد الأمريكية ايضا.
القتال الجوي و طرائقه المختلفة:
تركزت على القيام بدرويات جوية متواصلة من مقاتلات الدفاع عن النقطة بمعنى الاشغال المستمر لمراكز المراقبة التابعة لحلف الأطلسي و انهاكها طيلة 24 ساعة بروتين قتالي وهمي و بحيث يحافظ ذلك على جاهزية قتالية عالية و فضلا عن مناورات هجمات وهمية متكررة و تبقى المقاتلات المعترضة الثقيلة كمساندة في مطارات العمق و تقوم بدرويات جوية في البحار المفتوحة تمارس فيها دورا مشابها تجاه الاساطيل التابعة لحلف الأطلسي.
أصول الاشتباك الجوي تضمنت عمليا تكتيكات مختلفة تصورت بصورة عامة أن الوصول لركوب ذيل الطائرة العدوة على ساعة 6-7 أمر ضروري و مع بدء ظهور صواريخ جو-جو فلقد بدات التكتيكات تختلف عمليا و لوحظ برغم كل ذلك نقطة الضعف اللافتة في الاعتماد المطلق على محطات التوجية و القيادة الأرضية و لم يتم الوصول لحل مرض بتصنيع راداات طائرة فعالة بالسرعة المطلوبة حينها.
لم يظهر نقد واسع لطرائق العمل القتالي المختلفة بصورة علنية لافتة الا بعد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 و كذلك فلقد ظل هناك تصور شائع بتفوق امريكى في الجانب التقني عموما و أتت الحرب الفييتنامية لتغير كل ذلك.
يتبع....
 
أوائل الستينات و كيف وقعت الاستراتيجية العسكرية السوفييتية و تطبيقاتها في الحروب الجوية تحت النقد العنيف:
عندما انفجرت الأزمة الكوبية تبين كون العمل المباشر و الميداني في بيئة قتالية بعيدة عن الكتلة القارية للدولة السوفييتية هو أمر اصعب بكثير و أن الحالة الوسيطة كحرب لم تتطور الى حرب نووية لا يزال القصور يحكم جوانب أدائية كبيرة في عمل سلاح الجو و امكانية مساندته للبحرية السوفييتية بعيدا عن السواحل السوفييتية و لوحظ ضعف كبير في الحالة التفاعلية كما يقتضى العمل اقتالي بين أطقم الغواصات و سفن السطح بصورة غير مقبولة.
انتهت عمليا الأزمة المفتعلة بانسحاب الأمريكيين بالصواريخ المزودة برؤوس نووية من تركيا نهائيا و عددها 75 صاروخا و ذلك مقابل سحب 12 صاروخا سوفييتيا من كوبا و بالطبع فلقد ادعت وسائل الاعلام الأمريكية بكونها انتصرت بصورة ساحقة على الاتحاد السوفييتى حينها كما هو معتاد برغم كون كافة الملاحق السرية للاتفاق تضمنت الكثير من البنود التي حرمت على الأمريكيين القيام باي نشاط لتهديد كوبا بعدها و منع الأعمال العدائية من جانب المقيمين الكوبيين على الأراضي الأمريكية و سحب السلاح و اغلاق المعسكرات و ايقاف محاطات الاذاعة التي كانت تبث ضد الحكم في كوبا نهائيا.
ظهرت في اوساط 1963 في المجلة العسكرية السوفييتية سلسلة مقالات نقدية قاسية تجاه القدرات الأدائية و اساليب العمل المختلفة و في تقييمات تكررت مرات وضحت هذه المقالات نقاطا كثيرة من القصور في القدرات القتالية المختلفة لسلاحي الطيران و البحرية و كان من أهم ماركزت عليه هو ضعف في قدرات الاستطلاع و الاستكشاف و القيادة و السيطرة و الحرب الالكترونية و كلها نواح ستحسم الحرب سلفا بحال وقع فيها القصور و كذلك فلقد نظرت بعض من هذه المقالات بصورة واسعة الى طرق العمل و الامكانيات المتاحة للاسطول الأمريكى و سلاح الطيران التابع للاسطول بصورة خاصة و انتقدت بشدة عدم وجود ما يناظرها لدى الاسطول البحري السوفييتى و كذلك فلقد نقلت بعضا من الاتصالات التي تم فك تشفيرها بين السفن الأمريكية و بين حاملات الطائرات و الطائرات المخصصة لملاحقة و نعقب الغواصات و فيها تبين ايضا تمكن هذه الوسائط من التفاعل و التعاون و بكونها كشفت عمليا مواقع جميع الغواصات السوفييتية أثناء مرحلة ما قبل بدء أية عمليات و كونها جاهزة لضربها في ذلك الحين.
المجلة الداخلية لسلاح الطيران و هي مجلة توزع على الطيارين و الفنيين ايضا ظهرت فيها مقالات ركزت بصورة كبيرة على نقد شديد لنظرية مقاتلة الدفاع عن النقطة و اعتبرتها بأنها اقرب الى لعبة تضييع الوقت و صرف الوقود بدون قدرة فعلية في الميدان و بأنها تصلح لأغراض الأداء الأكروباتي في العروض العسكرية و ليست سلاحا يمكن أن ينتظر منه أن يبزغ أداؤه في أية حرب قادمة كما شبهت بكون الطيارين و انظمة الدلالة اشبه بأعمى يقود مبصرا و في حالات أخرى كلاهما أعمى لا يعرفان اين العدو و ماذا يفعل؟؟
و بعدها بفترة استضاف برنامج اذاعي الأميرال جورشكوف قائد البحرية و قال حينها بكوننا بحاجة لتطوير استراتيجيتنا و اسلحتنا أكثر من اي وقت مضى و لقد اثبتت الأزمة الكوبية ذلك بصورة قاطعة و علينا بالحصول على قواعد تتناسب مع واجبات و مهام الأسطول السوفييتى و كل ذلك في سبيل صيانة بلدنا و البدان الصديقة ايضا و تبين فيما بعد بكون خروشوف كان وقع مرسوما بطريقة الكارت بلانش للمضي الى أقصى مدى في تطوير اي سلاح و أية طائرة و اي عتاد عسكري ينبغي الحصول عليه ليتم النهوض بالقوة العسكرية السوفييتية بصورة فعالة و حثيثة تجعلها متفوقة على نظيرتها الأمريكية و مهما كانت الكلفة أو الجهود المطلوبة لذلك.
يتبع...

 
دائما استمتع بكتاباتك ومواضعيك استاذا العزيز الكريم الخلوق ولكنني منتظر بلهفة وشوق تكملة الاستاذ مهيد عبيد لقصة السيد كي عن الاف-15
بكل سرور يا عزيزي و لقد اتصل الاستاذ مهيد بالسيد K قبل فترة و سنبدأ بنشر بقية التفصيلات في ذات الموضوع قريبا جدا و هنا لا يفوتني أن أذكر شيئا هو في أن الكثير من تفصيلات هذا الموضوع الذي ننشره هنا هي مستقاة من دراسة مطولة قام بها بنفسه في التسعينات و هي دراسة مطولة تقع في أكثر من 6 ألاف صفحة و نقوم باختصارها ما أمكن بحيث نصل الى جوهر الموضوع و بدون اطالة على جميع الأخوة و الزوار.
خالص تحياتي
 
الأخوة في المنتدى
هذه الحلقة ستوضح نموذجا من الخلافات الحادة التي عكست مفاهيم و أصول استراتيجية و ادارة الحرب الجوية داخل القيادات العليا لسلاح الطيران السوفييتي و كذلك سلاح الطيران البعيد المدى و الذي كان قسم منه يتبع عمليا سلاح البحرية و لقد طالت هذه الخلافات فترة ليست بالقصيرة و لم تحسم مفاعيلها حتى عام 1972 تقريبا كما يبدو و هذه الحالة الخلافية تمحورت حول كيفية وضع حد فعلي للقدرات الأمريكية في مجال الكشف و التعقب الرادراري و الالكتروني بواسطة الرادارات الطائرة التي سبق و أوضحنا التوسع الأمريكى في استخدامها و توفرها على متن حاملات الطائرات أيضا و انقسمت القيادات العسكرية السوفييتية حول الموضوع الى فريقين أحدهما يتصور بضرورة وضع حل قتالي فعال يدمر الرادارات الطائرة الأمريكية أو يشلها عن العمل و كذلك ارتأى قسم من هذه المجموعة تدمير حاملات الطائرات اصلا كما صممت حاملات الصواريخ من قاصفات الطيران البعيد المدى لأداء مهمة كهذه و المجموعة الثانية كانت وجهة نظرها في ضرورة منافسة الأمريكيين في هذا المجال و تصميم نماذج متطورة من الرادارات الطائرة تضاهي نظيرتها الأمريكية و كذلك القيام بتصميم حاملات للطائرات تستوعب طائرات الاسطول الخفيفة و المتوسطة ايضا و ظهر قسم داخل هذه المجموعة ينادي بضرورة القيام بفتح جديد في هذا المجال بحيث يتم تطوير اصناف متقدمة من المقاتلات المتقدمة تكون مستقلة كلية عن منظومات الرصد و الانذار و السيطرة الأرضية و تقوم بعمليات رصد تبادلية عن طريق تبادل المعطيات بواسطة داتا لينك مشفرة بصورة متقدمة و كما يبدو ففي أواخر عام 1963 فلقد احتدت الخلافات بين كل هذه المجموعات بصورة كبيرة لغية حضور خروتشوف بعضا من الاجتماعات و كما يبدو فلقد كان خروتشوف ميالا الى فكرة التوسع في باتجاه باء حاملات للطائرات بصورة كبيرة كما أنه زار المنشآت االانتاجية و زار عددا من الوحدات القتالية المختلفة و كان يرد بعبارات تهكمية أحيانا على بعض التساؤلات و المجادلات المستمرة (و هنا البعض من المصادر تقول بكون ذلك شكل حالة عدائية بينه و بين بعض القياديين العسكريين عجلت في اسقاطه بعدها) و لو أنه كما يبدو فلقد ذهب الى حد الموافقة على المضي في جميع التوجهات كلها معا و مهما بلغت التكاليف.
الحالة التي سندرسها هنا هي اسلوبتطوير و عمل المعترضة الكبيرة و الاستراتيجية TU-28 فلقد تم تصميمها في تلك الفترة لكونها ستضاف الى نموذج الدورية القتالية التي ستحمي السماء السوفييتية كما تصور الجميع و عمليا فلقد كانت هي أكبر معترضة في حينها.
http://fas.org/nuke/guide/russia/airdef/tu-128.htm
http://www.airvectors.net/avtu128.html
http://www.dailykos.com/story/2013/8/19/1232235/-Cold-War-Relics-Tupolev-TU-128
عمليا لم يكن هناك من داع فعلي لتطويرها لغرض التغطية الجوية كمعترضة فوق سيبيريا أو المناطق النائية في القطب الشمالي و غيرها فلقد كانت المعترضة Yak-28 فايربار تقوم بهذا الدور في حينها و لم تشكل اضافة جدية تقدم الكثير في هذا الصعيد و من الواضح بكون الغرض الفعلي لتصميم هذه المعترضة الثقيلة كان بامكان المقاتلة البديلة من طراز Su-15 أن تؤديه بصورة متميزة ايضا بحال كان الهدف من تصميمها اعتراض القاصفات الامريكية و كملاحظة فعلية فلقد كانت أدائيا ليست بحالة من التقدم التكنولوجي الفاعل بحيث تستطيع من تنفيذ هذا الواجب بقوة واقتدار و كذلك فهي كانت تتطلب تدريبا متفوقا لطاقمها و فنييها و زمنا مطولا لتحضيرها لتقوم بعمل يقتضي جاهزية عالية ايضا؟؟؟!!!!
لقد كان الغرض الفعلي و الواجب القتالي لهذه المقتلة هو تدمير الرادارات الطائرة الامريكية و كما يبدو فلقد كانت تقوم بالتحليق خلف القاصفات كنوع كنوع من التغطية و عند صدور التعليمات بالهجوم فقد كان من واجبها التقدم بسرعة كبيرة لتضرب الرادارات الأمريكية الطائرة و تخرجها من الحساب القتالي بحيث تستطيع بعدها القاصفات السوفييتية من التحرك بحرية و كان من المتصور بكون ذلك قد يخدم نظرية الصراع المتدرج الذي لم يتطور بعد الى حالة حرب نووية سوى كأزمة سياسية و عسكرية مثل أزمة الصواريخ الكوبية أو حرب متصاعدة مثلما كانت الحرب الكورية و بعدها الحرب الفييتنامية و كعملية تدريبية فربما كانت النتائج غير مرضية سخر منها خروتشوف كثيرا في حينها و كذلك لم يقتنع العدد الأكبر من الطيارين بها و خلصت التجارب حينها الى نتيجة تتصور بكون عملية قتالية من هذا النوع بحاجة الى صواريخ جو-جو محملة على مقاتلات معترضة متقدمة مدى رادراتها يفوق 250كم و لا يقل مدى الصواريخ على هذه المقاتلة عن 150كم لتتمكن من تحطيم الاواكس الامريكي و اخراجه من سماء المعركة.
يتبع...
 
دائما استمتع بكتاباتك ومواضعيك استاذا العزيز الكريم الخلوق ولكنني منتظر بلهفة وشوق تكملة الاستاذ مهيد عبيد لقصة السيد كي عن الاف-15
الشكر لك لعباراتك الطيبة و عمليا فصاحب المذكرات له بالطبع بعض من دواعي القلق قبل فترة حيث أن الكثير من التفصيلات اضطر الاستاذ مهيد لحذفها أو تغييرها بحيث لا تكشف عن طبيعة عمله الفعلية و لا تدل على شخصيته و هذا عمل صعب للغاية بدون خسارة بعض المعلومات التي بكل تأكيد نشرها سيحقق فائدة كبيرة للأحوة المشتركين في المنتدى و يعطيهم فكرة عن كل ما يجري في عالم صناعة الأسلحة بما فيه من أحداث خفية و أمور تآمرية غريبة.
خالص تحياتي
الموضوع مثبت للفائدة
شكرا أخ عبد الرحمن و أنقل لكم أيضا تحيات الأستاذ مهيد و تقديره لجهدك و لبقية الأخوة في الادارة و كما تلاحظ فأنا اقع بسبب العجلة في بعض الأخطاء الطباعية و لاتخفى على فطنتك أنت و بقية الأخوة
خالص تحياتي
 
الأخوة في المنتدى
هذه الحلقة تبحث في تبعات الحرب الفييتنامية و تأثيرها اكبير على مجريات عملية التطوير للاستراتيجية العسكرية في الحرب الجوية في الولايات المتحدة و الاتحاد السوفييتى و تأثير ذلك ايضا على اسلحة الجو في مصر و سورية و العراق و كذلك السلاح الجوي الصهيوني الذي كان حكما سريع الاستيعاب و التعلم و الأخذ بعبرات التجارب القتالية التي تحدث في كل أنحاء العالم.
لقد غلب منذ بداية الحرب الفييتنامية التصور المتعارف عليه بتفوق التكنو لوجيا الأمريكية على نظيرتها السوفييتية و كان من المتصور بكون التدخل العسكرى الأمريكى سيكون نزهة عسكرية يتسلى فيها الطيران و البحرية و الجيش الأمريكى بطحن الغريم الفييتنامى بلا مقاومة من اي نوع و تصور البعض من المحللين عمليا بكون الحرب التي بدات في فترة أواخر الخمسينات بعمليات قتالية من جانب الفصائل التي دعيت بالفييت كونغ و في عام 1961 ظهرت القوات الأمريكية منتحلة صفة مستشارين بعدما كان التدخل مخابراتيا اساسا و بدأت تتكاثر أعدادهم وصولا لأكثر من نصف مليون جندي في النهاية و بعدها فبركت الحكومة الأمريكية قصة سينمائية بكون هجوم مسرحي قد وقع على مدمرتين أمريكتين في خليج تونكين (ذات المسرحيات الأمريكية التافهة حول العراق و ليبيا و سورية) و انتحل الرئيس جونسون دور الغضنفر في هذه الحرب و تميزت فترة أوائل الستينات بالقصف الجوي العنيف و المتكرر و قيام الأمريكيين بمحاولة فرض حالة من التفوق الجوي و و تحت تصور بكون الاف الأطنان من القنابل ستحسم الحرب و كما كان هناك تصور بضعف الخصم و فقره الذي سيدفعه للاستسلام بلا شك و تناسى الأمريكيون قاعدة ارادة القتال و التحدي و الاستجابة و عمليا فلم يكن لدى المقاتل الفييتنامي كمواطن بسيط و فقير ما يخسره اصلا و لذلك فلقد كانت كل هذه التصورات أوهاما أمريكية و كما ثبت لجهة لعمليات الجوية بكون قيادة سلاح الجو الفييتنامية و الدفاع الجوي تلعب حربها بذكاء واضح فلقد استطاع الفييتناميون من ايقاع الفاتوم الأمريكي في سلسلة من الأفخاخ القاتلة باستمرار سواء بواسطة الصواريخ سام -2 و3 أو بواسطة سلاح الطيران الفييتنامي الذي مارس نوعا من حرب العصابات بالطائرات فكانت مقاتلات الميج تظهر غالبا فجأة من اللامكان فتوجه ضربتها المميتة ثم تختفي و لقد باءت كافة المحاولات الأمريكية لشل و ضرب المطارات الفييتنامية بالفشل الذريع , و المتأمل في فداحة الخسائر الأمريكية يستنتج بصورة واضحة بكون الفييتناميين قد استخدموا معظم أسلحتهم و ان تكن اقل تقدما بصورة ذكية و مبدعة و تركز علم سلاح الجو و الدفاع الجوي الفييتنامي على شبكة كبيرة من المراقبين الذين كانوا يتواصلون بواسطة المرايا و الصفارات و ينتقل الاتصال بصورة سريعة منذرا عن عمليات الاختراق و القصف المرتقب و يفاجىء الأمريكيون بكمائن مدمرة باستمرار و كان من الممكن التكتم على الخسائر الكبيرة التي لحقت بسلاح الطيران الأمريكى و كذلك طيران البحرية و لكن بوجود المراسلين المختلفين من وكالات الأنباء المختلفة فقد كان ابقاء عنصر الكتمان مستحيلا عمليا و لئن نظرنا في الارقام المهولة المنشورة عن طريق المراسلين (الغير فييتناميين) لصدمتنا فهي تصل الى حوالي 6 الاف طائرة من مختلف الأنواع و لئن نظرنا في الارقام الخاصة بالفانتوم مثلا كونها الحصان المناور في هذه الحرب لوجدنا خسائر تفوق 700 طائرة لسلاح الجو و طيران البحرية و كذلك مقاتلات من طرازي F-100 ,F-105, A-4 و برغم بعض الادعاءات الخاصة بالكثير من عمليات الدعاية بكون الولايات المتحدة قد الحقت خسائر كبيرة بسلاح الجو الفييتنامي فكلها لم يثبت صحتها أخر الأمر من اي مصدر و لئن كان سلاح الجو الفييتنامي يعادل حوالي 3% من حجم سلاح الطيران الأمريكى فيبدو بكون تكتيكات و استراتيجية العمل في سماء المعركة الفييتنامية ( و التي عمليا تولى القيام بالعديد من مهامها تخطيطا و تحضيرا و تدريبا خبراء سوفييت و مقاتلون و طيارون و مشغلوا بطاريات الدفاع الجوي ) من وجهة نظر سوفييتية قد اخترقت الاستراتيجية الأمريكية برغم تفوقها التكنولوجي و العددي الهائل.

https://en.wikipedia.org/wiki/Aircraft_losses_of_the_Vietnam_War

طبعا هناك حالات دعائية على الشبكة العنكبوتية تدعي بشيء من الانتصار الأمريكى كالمعتاد
http://www.globalsecurity.org/military/world/vietnam/nva-nvaf-ops.htm
هناك شهادات عن تفاعل الخبراء السوفييت و تفاعلهم مع مجريات القتال
يتبع.....
 
عودة
أعلى