- إنضم
- 31 أكتوبر 2013
- المشاركات
- 1,887
- مستوى التفاعل
- 5,605
- النقاط
- 113
مفهوم بحوث العمليات :
تعتبر بحوث العمليات Operation Researchمن العلوم التطبيقية الحديثة التي حققت تطبيقاتها نجاحا واسعا في مختلف مجالات الحياة . إذ إن صناعة القرارات وتطبيقاتها في أي مجال من المجالات يتطلب اللجوء إلى الأساليب العلمية التي تمكن صانعي القرارات والقائمين على تنفيذها من الوصول إلى الغايات المرجوة في ظل الإمكانيات المتاحة .
التعريف ببحوث العمليات :
عرفته جمعية بحوث العمليات البريطانية على انه " استخدام الأساليب العلمية لحل المشاكل المعقدة في إدارة الأنظمة الكبيرة من المعدات , مواد أولية , القوى العاملة , الأموال , والأمور الخدمية الأخرى في المؤسسات والمصانع العسكرية والمدنية .
أما جمعية بحوث العمليات الأمريكية فقد عرفت بحوث العمليات على أنها " تهتم باتخاذ القرارات العلمية لتصميم ووضع أنظمة المعدات والقوى العاملة وفقا لشروط معينة تتطلب تخصيص الموارد المحدودة بشكل امثل .(3)
وهناك من عرف بحوث العمليات على أنها علم وفن يهتم بالبحث عن أفضل الحلول الواجب إقرارها لحل مشكلة معينة وتحت ظروف معينة وذلك باستخدام طرق رياضية لمعالجة العوامل المؤثرة على الحل وتحليلها من اجل إعطاء الفرصة للمختصين لاتخاذ القرار المناسب .
التطور التاريخي لبحوث العمليات ومجالات استخدامها .
إن بحوث العمليات من المواضيع الجديدة والشيقة حيث أنها من العلوم التطبيقية التي أحرزت تقدم كبير و متسارع خلال الخمسين سنة سابقة .
نشأت بحوث العمليات خلال الحرب العالمية الثانية حيث عهدت الإدارة العسكرية في بريطانيا إلى فريق من العلماء والباحثين مهمة دراسة المشاكل الإستراتيجية والتكتيكية الخاصة بالدفاع البري والجوي عن الدولة .
ولقد كان هدف الفريق هو تحديد أفضل استخدام ممكن للموارد الحربية المحدودة بالإضافة إلى دراسة طريقة استخدام الرادار الذي كان قد اكتشف حديثا في ذلك الوقت وكذالك دراسة فاعلية الأنواع الجديدة من قاذفات القنابل .
استعراض مجالات بداية استخدام بخوث العمليات العسكرية تاريخيا
1. مشكلة الطيران :
خلال الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها ما يقرب من 45 مليون إنسان، وكلفت ما يزيد عن 850 مليار دولار، واجهت بريطانيا مشكلة تمثلت في أن الألمان قد وجهوا ضربات جوية قوية للمدن البريطانية، وهذا دعا البريطانيون للتفكير في:
أ- دراسة حجم وقوة تأثير الهجمات الجوية الألمانية على البريطانيين، وذلك بتحديد ما يلي:
· الإصابات من جراء كل غارة، وهل تستطيع المستشفيات استيعاب الجرحى أم لا؟
· مدى تضرر الطاقة الإنتاجية بهذه الإصابات أم لا؟
· مدى عمق القنابل المتساقطة من الطيران، وتحديد مدى المساحة التي تغطيها وكيفية تأثيرها واتجاه، ومن ثم الإجابة على سؤال وهو: كيفية تصميم وبناء ملاجئ مناسبة تقي من هذه القنابل وتتلافى آثارها.
ب- كيفية صد تلك الغارات الجوية قبل وصول للجزر البريطانية وإحداث الأضرار المدنية والعسكرية والنفسية.
وقد كانت إحدى الاتجاهات التي فكرت فيها الحكومة البريطانية آنذاك هي الاستفادة من العلم والعلماء في مجال الاستفادة من الموارد المحدودة المتاحة أقصى استفادة ممكنة وذلك برفع كفاية العمليات الجوية الدفاعية بتحديد مواقع الطائرات المغيرة قبل أن تصل لأجواء الجزر البريطانية، وبالتالي يمكن التحضير والاستعداد لها قبل أن تصل، وأكثر من ذلك مفاجئتها!.
لذا كونت الحكومة البريطانية فرقا من العلماء، وكان من بينها فريقاً سنة 1940م لدراسة إمكانية التغلب على مشكلة الطيران الألماني: بقيادة عالم الفيزياء البريطاني بلاكيت، وقد ضم هذا الفريق علماء من تخصصات مختلفة في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم الاجتماعية وغيرها تحت قاعدة أن عقلين أفضل من عقل، وقد كانت النتيجة هي المساعدة في تحديد أفضل مواقع للرادارات والتنسيق بينها وبين نيران المدفعية المضادة للطائرات والكشافات الضوئية، وكذلك تنسيق هجوم الطائرات المدافعة لمواجهة الطائرات الألمانية المهاجمة.
2. مشكلة السفن:
ومن بين الفرق التي تم تشكيلها فريق آخر لمحاولة وضع الحلول لمشكلة أخرى تواجه بريطانيا والحلفاء في الحرب في المحيط الأطلسي، وتمثلت هذه المشكلة في أن الغواصات البحرية الألمانية الحربية كانت تغرف السفن التجارية الأمريكية المحملة بالمواد والعتاد المرسلة لمساعدة بريطانيا وأوروبا (الحلفاء)، حتى وصل عدد السفن المغرقة خلال شهر واحد سنة 1942م ما يقرب من مائة وثنان وأربعين سفينة تجارية، مما مكن الألمان من السيطرة شبة الكاملة على المحيط الأطلسي الفاصل بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وقد تمثلت الصعوبة في تحديد وضرب هذه الغواصات، وكذلك في تحديد حجم القوات اللازمة سواء من مصادر إطلاق النار أو الغواصات لمرافقة كل سفينة تجارية – تعبر الأطلسي من الولايات المتحدة لأوروبا- للدفاع عنها وإيصالها سالمة للغاية المنشودة، وأيضاً نجح هذا الفريق في مهمته، وأصبحت القوات البريطانية قادرة على تحديد الغواصات الحربية الألمانية المعادية وضربها، مما مكنها من فك حصار الأطلسي.
بعد النجاح المبدئي للفرق الأولى، تم تشكيل فرق أخرى لدراسة المشاكل المستجدة في الحرب سواء الإستراتيجية أو التكتيكية للاستفادة بأكبر قدر من الموارد المتاحة ولحل المشكلات التي تواجه الجيش في شتى الميادين البرية والبحرية والجوية.
إن فرق بحوث العمليات ساعدت على رفع كفاءة استخدام الأجهزة والمعدات والمهام العسكرية، أكثر من مساعدتها على رفع الأجهزة والمعدات ذاتها.
3. ولادة الاسم:
بعد تشكيل فرق العلماء من التخصصات المختلفة داخل قيادة الجيش، وكتمييز لهذه الفرق عن قيادة الجيش فقد سميت غرفة الفريق بغرفة بحوث العمليات، وعندما تم تشكيل فريق السفن فقد اصطلح على تسميته بفريق بحوث العمليات، ومن هنا فقد انتشر الاسم.
4. مشكلة الإمدادات:
خلال الحرب انتقل أسلوب تكوين الفرق من التخصصات المختلفة إلى الجيش الأمريكي لإيجاد الحلول للمشاكل التي تواجهه بأسلوب بحوث العمليات: وكانت أهم المشاكل وأولها هي إيجاد
أفضل طرق لتموين الجيش بالمواد والعتاد، وكذلك تخطيط الهجوم الجوي وتحركات
الغواصات وحاملات الطائرات وما إلى ذلك .
كما انتقل هذا الأسلوب المبتكر إلى باقي دول الحلفاء.
5. بعد الحرب:
بعد أن وضعت الحرب أوزارها، انتشر الذين اشتغلوا في بحوث العمليات ليعملوا في مجالات الحياة العملية المختلفة: تجارية وصناعية وخدمية وفي المجالات الأكاديمية. جامعات ومراكز بحث علمي، ونقلوا للمؤسسات التي عملوا فيها أسلوب بحوث العمليات في حل المشاكل.
وقد ساعدت ظروف المنشأة- الداخلية والخارجية- على انتشار بحوث العمليات وتطورها: حيث كبرت المنشآت وتعقدت وظائفها: التسويق والتمويل والتخزين والشراء والإنتاج الخ, وقد أدى هذا إلى تعقد الوظيفة الإدارية، تخطيط وتنظيم ورقابة وتوجيه، وقد أدى ذلك إلى الصعوبة في اتخاذ القرارات، حيث لم يعد مناسبا اتخاذ قرارات مبنية على التجربة والخطأ أو البديهة، وتطلب ذلك وجود منهج متناسق لاتخاذ القرارات، ومن هنا كانت الحاجة لبحوث العمليات.
ومن أوائل الدول التي انتشر فيها تطبيق منهج بحوث العلميات في الحياة المدنية سواء الصناعية منها أو الخدمية هي بريطانيا والولايات المتحدة، وقد كان من أوائل فرق بحوث العمليات بعد الحرب هي الفرقة التي عملت لصالح مناجم الفحم في بريطانيا، وقد انتشر استخدام بحوث العمليات في معظم القطاعات الاقتصادية والمدنية في بريطانيا بعد ذلك.
6. قبل الحرب العالمية الثانية:
الحقيقة أن بحوث العمليات كعلم له منهجه الواضح والمحدد لم يظهر إلا خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها، ولكنه كعلم له منهجه ضم أساليب كان العمل جاري في تطويرها، والبحث فيها، قبل الحرب العالمية الثانية مما دعا البعض للتأريخ لبحوث العمليات بتواريخ قديمة مرتبطة ببدايات تلك الأساليب، وهذا يدعونا إلى التفريق بين ثلاثة أمور، وذلك كما يلي:
الأمر الأول هو: نشأة بحوث العمليات كعلم مستقل له منهج محدد.
الأمر الثاني هو: نشأة بعض أساليب بحوث العمليات.
الأمر الثالث هو: انتشار بحوث العمليات وأساليبها في شتى مجالات الحياة.
وهذه التفرقة ضرورية حتى لا يختلط الأمر، فبالنسبة للأمر الأول من الواضح أن بحوث العمليات قد ظهرت وانتشرت خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها.
أما بالنسبة للأمر الثاني، فإن بحوث العلميات في وقتنا الحاضر تضم دراسة أساليب وجدت جذورها التاريخية قبل الحرب العالمية الثانية، مثال ذلك الجذور والأسس الأولى للبرمجة الخطية التي وضعها كويزني سنة 1759م وورلاس سنة 1874 الذين وضعا النماذج الأولى في البرمجة الاقتصادية، ثم ما قام به جوردان سنة 1873م من تطوير لها، وغيرها من الأساليب كسلاسل ماركوف الذي توفي سنة 1922م والتي قدمت نماذج البرمجة الديناميكية، ونماذج خطوط الانتظار التي تقدمها ايرلنج والذي توفي سنة1929م.
أما الأمر الأخير، فإن الحاجة لأسلوب علمي كمي في حل المشاكل، وانتشار الكمبيوتر وتطوره هو الذي ساعد على تقدم بحوث العمليات، وتطوير أساليبها، وانتشار تطبيقاتها في شتى مجالات الحياة.
تعتبر بحوث العمليات Operation Researchمن العلوم التطبيقية الحديثة التي حققت تطبيقاتها نجاحا واسعا في مختلف مجالات الحياة . إذ إن صناعة القرارات وتطبيقاتها في أي مجال من المجالات يتطلب اللجوء إلى الأساليب العلمية التي تمكن صانعي القرارات والقائمين على تنفيذها من الوصول إلى الغايات المرجوة في ظل الإمكانيات المتاحة .
التعريف ببحوث العمليات :
عرفته جمعية بحوث العمليات البريطانية على انه " استخدام الأساليب العلمية لحل المشاكل المعقدة في إدارة الأنظمة الكبيرة من المعدات , مواد أولية , القوى العاملة , الأموال , والأمور الخدمية الأخرى في المؤسسات والمصانع العسكرية والمدنية .
أما جمعية بحوث العمليات الأمريكية فقد عرفت بحوث العمليات على أنها " تهتم باتخاذ القرارات العلمية لتصميم ووضع أنظمة المعدات والقوى العاملة وفقا لشروط معينة تتطلب تخصيص الموارد المحدودة بشكل امثل .(3)
وهناك من عرف بحوث العمليات على أنها علم وفن يهتم بالبحث عن أفضل الحلول الواجب إقرارها لحل مشكلة معينة وتحت ظروف معينة وذلك باستخدام طرق رياضية لمعالجة العوامل المؤثرة على الحل وتحليلها من اجل إعطاء الفرصة للمختصين لاتخاذ القرار المناسب .
التطور التاريخي لبحوث العمليات ومجالات استخدامها .
إن بحوث العمليات من المواضيع الجديدة والشيقة حيث أنها من العلوم التطبيقية التي أحرزت تقدم كبير و متسارع خلال الخمسين سنة سابقة .
نشأت بحوث العمليات خلال الحرب العالمية الثانية حيث عهدت الإدارة العسكرية في بريطانيا إلى فريق من العلماء والباحثين مهمة دراسة المشاكل الإستراتيجية والتكتيكية الخاصة بالدفاع البري والجوي عن الدولة .
ولقد كان هدف الفريق هو تحديد أفضل استخدام ممكن للموارد الحربية المحدودة بالإضافة إلى دراسة طريقة استخدام الرادار الذي كان قد اكتشف حديثا في ذلك الوقت وكذالك دراسة فاعلية الأنواع الجديدة من قاذفات القنابل .
استعراض مجالات بداية استخدام بخوث العمليات العسكرية تاريخيا
1. مشكلة الطيران :
خلال الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها ما يقرب من 45 مليون إنسان، وكلفت ما يزيد عن 850 مليار دولار، واجهت بريطانيا مشكلة تمثلت في أن الألمان قد وجهوا ضربات جوية قوية للمدن البريطانية، وهذا دعا البريطانيون للتفكير في:
أ- دراسة حجم وقوة تأثير الهجمات الجوية الألمانية على البريطانيين، وذلك بتحديد ما يلي:
· الإصابات من جراء كل غارة، وهل تستطيع المستشفيات استيعاب الجرحى أم لا؟
· مدى تضرر الطاقة الإنتاجية بهذه الإصابات أم لا؟
· مدى عمق القنابل المتساقطة من الطيران، وتحديد مدى المساحة التي تغطيها وكيفية تأثيرها واتجاه، ومن ثم الإجابة على سؤال وهو: كيفية تصميم وبناء ملاجئ مناسبة تقي من هذه القنابل وتتلافى آثارها.
ب- كيفية صد تلك الغارات الجوية قبل وصول للجزر البريطانية وإحداث الأضرار المدنية والعسكرية والنفسية.
وقد كانت إحدى الاتجاهات التي فكرت فيها الحكومة البريطانية آنذاك هي الاستفادة من العلم والعلماء في مجال الاستفادة من الموارد المحدودة المتاحة أقصى استفادة ممكنة وذلك برفع كفاية العمليات الجوية الدفاعية بتحديد مواقع الطائرات المغيرة قبل أن تصل لأجواء الجزر البريطانية، وبالتالي يمكن التحضير والاستعداد لها قبل أن تصل، وأكثر من ذلك مفاجئتها!.
لذا كونت الحكومة البريطانية فرقا من العلماء، وكان من بينها فريقاً سنة 1940م لدراسة إمكانية التغلب على مشكلة الطيران الألماني: بقيادة عالم الفيزياء البريطاني بلاكيت، وقد ضم هذا الفريق علماء من تخصصات مختلفة في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم الاجتماعية وغيرها تحت قاعدة أن عقلين أفضل من عقل، وقد كانت النتيجة هي المساعدة في تحديد أفضل مواقع للرادارات والتنسيق بينها وبين نيران المدفعية المضادة للطائرات والكشافات الضوئية، وكذلك تنسيق هجوم الطائرات المدافعة لمواجهة الطائرات الألمانية المهاجمة.
2. مشكلة السفن:
ومن بين الفرق التي تم تشكيلها فريق آخر لمحاولة وضع الحلول لمشكلة أخرى تواجه بريطانيا والحلفاء في الحرب في المحيط الأطلسي، وتمثلت هذه المشكلة في أن الغواصات البحرية الألمانية الحربية كانت تغرف السفن التجارية الأمريكية المحملة بالمواد والعتاد المرسلة لمساعدة بريطانيا وأوروبا (الحلفاء)، حتى وصل عدد السفن المغرقة خلال شهر واحد سنة 1942م ما يقرب من مائة وثنان وأربعين سفينة تجارية، مما مكن الألمان من السيطرة شبة الكاملة على المحيط الأطلسي الفاصل بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وقد تمثلت الصعوبة في تحديد وضرب هذه الغواصات، وكذلك في تحديد حجم القوات اللازمة سواء من مصادر إطلاق النار أو الغواصات لمرافقة كل سفينة تجارية – تعبر الأطلسي من الولايات المتحدة لأوروبا- للدفاع عنها وإيصالها سالمة للغاية المنشودة، وأيضاً نجح هذا الفريق في مهمته، وأصبحت القوات البريطانية قادرة على تحديد الغواصات الحربية الألمانية المعادية وضربها، مما مكنها من فك حصار الأطلسي.
بعد النجاح المبدئي للفرق الأولى، تم تشكيل فرق أخرى لدراسة المشاكل المستجدة في الحرب سواء الإستراتيجية أو التكتيكية للاستفادة بأكبر قدر من الموارد المتاحة ولحل المشكلات التي تواجه الجيش في شتى الميادين البرية والبحرية والجوية.
إن فرق بحوث العمليات ساعدت على رفع كفاءة استخدام الأجهزة والمعدات والمهام العسكرية، أكثر من مساعدتها على رفع الأجهزة والمعدات ذاتها.
3. ولادة الاسم:
بعد تشكيل فرق العلماء من التخصصات المختلفة داخل قيادة الجيش، وكتمييز لهذه الفرق عن قيادة الجيش فقد سميت غرفة الفريق بغرفة بحوث العمليات، وعندما تم تشكيل فريق السفن فقد اصطلح على تسميته بفريق بحوث العمليات، ومن هنا فقد انتشر الاسم.
4. مشكلة الإمدادات:
خلال الحرب انتقل أسلوب تكوين الفرق من التخصصات المختلفة إلى الجيش الأمريكي لإيجاد الحلول للمشاكل التي تواجهه بأسلوب بحوث العمليات: وكانت أهم المشاكل وأولها هي إيجاد
أفضل طرق لتموين الجيش بالمواد والعتاد، وكذلك تخطيط الهجوم الجوي وتحركات
الغواصات وحاملات الطائرات وما إلى ذلك .
كما انتقل هذا الأسلوب المبتكر إلى باقي دول الحلفاء.
5. بعد الحرب:
بعد أن وضعت الحرب أوزارها، انتشر الذين اشتغلوا في بحوث العمليات ليعملوا في مجالات الحياة العملية المختلفة: تجارية وصناعية وخدمية وفي المجالات الأكاديمية. جامعات ومراكز بحث علمي، ونقلوا للمؤسسات التي عملوا فيها أسلوب بحوث العمليات في حل المشاكل.
وقد ساعدت ظروف المنشأة- الداخلية والخارجية- على انتشار بحوث العمليات وتطورها: حيث كبرت المنشآت وتعقدت وظائفها: التسويق والتمويل والتخزين والشراء والإنتاج الخ, وقد أدى هذا إلى تعقد الوظيفة الإدارية، تخطيط وتنظيم ورقابة وتوجيه، وقد أدى ذلك إلى الصعوبة في اتخاذ القرارات، حيث لم يعد مناسبا اتخاذ قرارات مبنية على التجربة والخطأ أو البديهة، وتطلب ذلك وجود منهج متناسق لاتخاذ القرارات، ومن هنا كانت الحاجة لبحوث العمليات.
ومن أوائل الدول التي انتشر فيها تطبيق منهج بحوث العلميات في الحياة المدنية سواء الصناعية منها أو الخدمية هي بريطانيا والولايات المتحدة، وقد كان من أوائل فرق بحوث العمليات بعد الحرب هي الفرقة التي عملت لصالح مناجم الفحم في بريطانيا، وقد انتشر استخدام بحوث العمليات في معظم القطاعات الاقتصادية والمدنية في بريطانيا بعد ذلك.
6. قبل الحرب العالمية الثانية:
الحقيقة أن بحوث العمليات كعلم له منهجه الواضح والمحدد لم يظهر إلا خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها، ولكنه كعلم له منهجه ضم أساليب كان العمل جاري في تطويرها، والبحث فيها، قبل الحرب العالمية الثانية مما دعا البعض للتأريخ لبحوث العمليات بتواريخ قديمة مرتبطة ببدايات تلك الأساليب، وهذا يدعونا إلى التفريق بين ثلاثة أمور، وذلك كما يلي:
الأمر الأول هو: نشأة بحوث العمليات كعلم مستقل له منهج محدد.
الأمر الثاني هو: نشأة بعض أساليب بحوث العمليات.
الأمر الثالث هو: انتشار بحوث العمليات وأساليبها في شتى مجالات الحياة.
وهذه التفرقة ضرورية حتى لا يختلط الأمر، فبالنسبة للأمر الأول من الواضح أن بحوث العمليات قد ظهرت وانتشرت خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها.
أما بالنسبة للأمر الثاني، فإن بحوث العلميات في وقتنا الحاضر تضم دراسة أساليب وجدت جذورها التاريخية قبل الحرب العالمية الثانية، مثال ذلك الجذور والأسس الأولى للبرمجة الخطية التي وضعها كويزني سنة 1759م وورلاس سنة 1874 الذين وضعا النماذج الأولى في البرمجة الاقتصادية، ثم ما قام به جوردان سنة 1873م من تطوير لها، وغيرها من الأساليب كسلاسل ماركوف الذي توفي سنة 1922م والتي قدمت نماذج البرمجة الديناميكية، ونماذج خطوط الانتظار التي تقدمها ايرلنج والذي توفي سنة1929م.
أما الأمر الأخير، فإن الحاجة لأسلوب علمي كمي في حل المشاكل، وانتشار الكمبيوتر وتطوره هو الذي ساعد على تقدم بحوث العمليات، وتطوير أساليبها، وانتشار تطبيقاتها في شتى مجالات الحياة.
يتبع بتوسع أكثر ان شاء الله
التعديل الأخير: