الأخ فلوجر
يلاحظ في كافة الفيديوهات المنشورة بصورة عامة عن حرب الخليج كونها تعطي انطباعا مختلفا كليا عن كل التصوير الغربي و الأميركي تحديدا عن قوة الجيش العراقي و الطيران و غيرها فكلها ادعت قبل الحرب بكونه الجيش الخامس في العالم و هو قطعا ما لم يكن صحيحا نهائيا.
لجهة الرواية و الفيديو الخاص باستخدام الأباتشي لضرب مواقع رادار داخل العراق فهي تبدو غريبة للغاية فمثلا معظم الأهداف الصعبة المنال (نظريا) يفترض أن تهاجم بواسطة مقاتلات هجومية من طراز ف-117 كونها لديها ميزة التخفي و كذلك أن تطير الاباتشي كلها هذه المسافة لتضرب أهدافا في عمق العراق يبدو اسلوبا فيه من المجازفة السينمائية أكثر منه اسلوبا قتاليا محترفا!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
هجمات التورنيدو تمت بواسطة القنابل الغارزة و حواضن القنيبلات التناثرية في الليلة الأولى و من الواضح بكل تأكيد بكون هذه الهجمات المصورة في الفيديو قد تمت فيما بعد و بعد أن تم ضرب و تدمير المنظومات الاساسية من رادارات و أنظمة دفاع جوي و تدمير مدارج المطارات بالقنابل الغارزة.
تصيد المدرعات العراقية يبدو فعلا شيئا غير عادي فهل يعقل في ظل الحرب التنقل على شكل ارتال و هو موضوع يشير الى ضعف كبير في حرفية القيادة للأمرين المسؤولين عن القيادة.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
التجربة الفييتنامية طبعا لها ظروفها وب المقابل فلقد كان ممكنا دراستها بصورة مفصلة و تقييم طرق العمل و الخروج باساليب مشابهة بحيث تسبب استنزافا و ارهاقا جديا لقوات التحالف.
الاخ سيف الدمشقي, اتفق معك في كون تصوير الغرب لقوة الجيش العراقي فيه الكثير من المبالغة, خصوصا القوات البرية العراقية. لكن المسالة اعقد من هذا بكثير, فالاعلام الامريكي كان يهول من قدرات الجيش العراقي, بينما الجيش الامريكي والدوائر الخاصة به كانت تتوقع معركة ليست بالسهلة نظرا لتسليح الجيش العراقي والخبرة المفترضة خلال 8 سنين حرب مع ايران. لاحظ معي انه عمليات الاستطلاع والمسح الالكتروني استمرت لمدة تقارب ال 7 اشهر. هذه العمليات اشتملت على امور عدة سوف الخصها فيما يلى, عمليات كشف ترددات الرادارات العراقية. هذه العملية كانت مهمة للغاية بحيث ان هذه العملية تسمح لك بمعرفة ليس فقط الرادار المستخدم انما ايضا موقعه وكذلك ان كان هذا الرادار ظمن بطرية دفاع جوي ام ظمن وحدة انذار مبكر. الخطا الفادح الذي ارتكبه العراقييين هو انهم كانوا يستخدمون جميع انواع الرادارات من انذار مبكر الى رادارات تتبع واشتباك في التعامل مع العمليات الاستطلاعية. هذا مكن غرف التخطيط العسكري من معرفة جميع مواقع الانذار المبكر, انواع الرادارات و حالتها التقنية بالاضافة الى انتشار جميع بطريات الدفاع الجوي من انواع S-75, S-125 و 2k12 kub . الخطا الثاني الافدح من الاول هو ان العراقيين لم يقوموا بتبديل مواقع الدفاع الجوي الثابتة, مما سمح للتحالف بستهيل المهمة وسوف اشرح هذا المر لاحقا. تقييم التحالف للدفاع الجوي العراقي بعد عمليات الاستطلاع وقبل بداية الحرب كان كالتالي:
نظام يدمج الانظمة السوفيتية والشرقية مع انظمة غربية فرنسية في نظام واحد يسمى C3 بنته فرنسة خلال الثمانينات. تتكون منظومة الدفاع الجوي العراقي من ثلاث خطوط دفاعية ان صح التعبير. فالنسق الاول يتكون من انظمة الانذار المبكر التي تتكون من رادارات مواقع كشف بصري و بطريات دفاع جوي ثابتة بالاضافة الى المطارات العسكرية للدفاع عن المطارات والمواقع الاستراتيجية, النسق الثاني يتكون من الدفاع الجوي التابع للحرس الجمهوري والذي انيط بالدفاع عن المواقع العسكرية في المدن وخارجها وبعض المواقع التابعة للنظام السياسي. الخط الاخير هو دفاعات الجو التابعة للجيش والقوات البرية وهي انظمة قصيرة المدى. رادارات الدفاع الجوي العراقي تنقسم الى ثلالث انواع, هي كالتالي:
رادارات الانذار المبكر:
انظمة الانذار المبكر الاكثر استعمالا كانت من الانواع P-35, P-37 و P-14 النوعين الاول والثاني كانا انذار مبكر وتوجيه مقاتلات ( GCI) والثاتي معروف بمداه البعيد, كل هذه الرادارات كانت منتشرة تقريبا في جميع المطارات العسكرية بالاضافة الى مواقع الدفاع الجوي وكان اكثرها تحت قيادة سلاح الجو العراقي. كل بطريات الدفاع الجوي الثابتة والشبه ثابتة كانت مربوطة سلكيا ولاسلكيا بمواقع الانذار المبكر.
رادارات الكشف والتتبع:
هذه الرادارات كانت مهمة للغاية بالنسبة للدفاع الجوي, فهي تقوم بكشف الاهداف وتتبعها ( موجات اقل من مترية وتردد اعلى من الانذار المبكر) وتقدم تفاصيل دقيقة عن الاهداف الى بطريات الدفاع الجوي. المفترض ان تكون هذه الرادارات لا تعمل الا عند استلام معلومات بوجود هدف جوي من ثما يتم تشغيلها لكشف الهدف وتتبعه. لكن اطقم هذه الرادارات العراقيين لم يلتزموا بهذا الامر وقاموا بتشغيل رادارات التتبع بشكل دائمي. الرادارات من الانواع P-15, P-15M, هذا النوع من الرادارات ادائه جيد في كشف الاهداف تحت ضروف التشويش الطبيعي والصناعي. انتشار هذه الرادارات كان ظمن مواقع الانذار المبكر وايضا ظمن بطريات الدفاع الجوي والتي كانت تظم النوعين P-15 و P-15M
رادارات الاشتباك:
النوع الثالث كان رادارات الاشتباك وهذه الرادارات كانت متنوعة ومختلفة الاداء والاحجام. تواجد هذه الرادارات كان فقط ظمن بطريات الدفاع الجوي, نام السام-2 كان لديه رادارا اشتباك SNR-75 Fang song انتشار هذا النوع لدى الدفاع الجوي العراقي كان محدود . الاكثر انتشارا كان رادار ال SNR-125 Low blow التابع للسام-3 وايضا رادارا اشتباك السام-6. اداء رادار السام-3 و6 كان جيد ودقيق في ضل اجواء التشويش الطبيعي والاصطناعي. لكشف اداء هذه الرادارات و حالتها التقنية قام التحالف بعمليات اختراق للاجواء العراقية متعمدة لجر اطقم الرادارات بتشغيل رادارات الاشتباك وكشف مواقعها وحالتها.
النسق الثاني والثالث كان يظم انواع مختلفة من الانظمة مثل: SA-8B ,SA-6, Roland,SA-9, SA-13 هذا بالاضافة الى جميع انواع المجفعية المضادة ذاتية الحركة وثابتة.
ان اجيد استعمال هكذا نظام دفاعي فكان من الممكن انزال خسائر اكبر بقوات التحالف. لكن كما توقع مخططوا العمليات قبل بداية الحرب وهذا ما حصل فعلا, انهار نظام الدفاع الجوي العراقي في الساعات الاولى وهذا يرجع لعدة امور منها اخطاء ارتكبتها اطقم الرادارات, اخطاء استراتيجية مثل الثبات في نفس المكان حتى بداية الاعمال الحربية, هذا الامر سهل عمل الطائرات المهاجمة وكما ذكرت سابقا هجوم الاباتشي الاول فهو بالفعل جنوني ومجازفة لكنه كان في نفس الوقت سهل التطبيق ولم يتطلب سوى التحليق على ارتفاع معين حتى لا تتكشف الطائرات. بالتحديد اختير هذا الموقع كاضعف نقطة في الدفاع الجوي العراقي, النقطة الاساسية كانت ضمان مرور طائرات ال F-117 دون اي عوائق او حتى لا يتم كشفها. المشكلة ان الطرف العراقي كان يعلم بقدوم اول هجوم من هذا المحور, لكن الطامة الكبرى انه لم يفعل اي شي. كان من الافضل نقل هذه الرادارات الى موقع ثانوي او اسنادها برادارات اخرى تشغل حال تقصف الاولى, وعمل كمائن تنتظر الطائرات حتى قدومها وتشتبك معها واستخدام تدمير الرادارات كمؤشر على قدوم طائرات من هذا المحور, لم يحصل اي شي من هذا القبيل. هذا الهجوم فتح ثغرة في الدفاع الجوي وفتح الطريق بتجاه اهداف في بغداد, الموجة الاولة من الطائرات سبقتها موجة كبيرة من الاهداف الوهمية المتمثلة بطائرات بدون طيار استنزفت اعداد كبيرة من صواريخ الدفاع الجوي وهذه العملية لم تكن ممكنة ما لم يعرف تمركز بطريات الدفاع الجوي بشكل دقيق. هذا الامر سهل مهمة الموجة الاولى التي كنت تظم ما يقارب 250 طائرة تتكون من طائرات قاذفة, طائرات حماية جوية وطائرات اخماد الدفاعات الجوية. الطريقة التي اعتمدها التحالف هو التعامل اولا مع الانظمة ذات المدى الابعد ومن ثم التدرج الى انظمة الدفاع الموضعي.
الفيديوهات التي نقلتها صورت في اوقات مختلفة, فمثلا الفيديو الاول هو لاول يوم في الحرب وضد هدف في الكويت, لاحظ ان المدفعية حاولت التصدي للطائرات , لكن الطائرات افرغت حمولتها فوق الهدف وحسب ما اذكر فقط طائرتين اصيبت اصابات خفيفة. اما الفيديو الثاني فهو في مرحلة متقدمة من الحرب حيث اضطر التحالف الى تدمير المطارات العراقية بالكامل بسبب بعض الطلعات التي كانت تقوم بها الطائرات العراقية وايضا لوقف هروب الطائرات الى ايران. في بداية الحرب كان الاستهداف يتمثل باستهداف المدارج بالقنابل العنقودية الموقوتة, لكن هذا الاسلوب لم ينفع فنتقل الى اسهداف المطار بشكل منظم حتى يخرج بالكامل من المعركة. هذه العملية كما تلاحظ تمت بدون اي مقاومة, فتدمير الدفاعات الجوية الاستراتيجية لا يعني انه من غير الممكن استخدام الانظمة المتحركة مثل السام-8 والرولاند والشيلكا لنصب كمائن في محيط المطارات. السام-8 كان فعال ويصعب التشويش عليه بسبب استخدامه لنوعين من تتبع الهدف والاشتباك معه بالاضافة الى وجود كاميرا ليلية في حال التشويش الكامل تتيح الاشتباك ضمن مدى قصير.