دور روسيا في إصلاح الخدمات السورية الخاصة

إنضم
22 أبريل 2020
المشاركات
1,473
مستوى التفاعل
4,020
النقاط
113
منذ تدخل روسيا للمرة الأولى في النزاع السوري في سنة 2015، شاركت موسكو في إصلاح القوات المسلحة السورية. تهدف الأنشطة الروسية إلى تحسين القدرة القتالية للوحدات الفردية في الجيش العربي السوري وتشكيل قواتها الخاصة بالوكالة. ومع ذلك، ينبغي على روسيا أن تقرر كيف ستساعد في إصلاح الخدمات السورية الخاصة. هل يجب على صُنَّاع السياسة الروس أن يدافعوا عن الحد الأدنى من التغييرات أم إعادة الهيكلة الكاملة لهذه القوى؟
يجب أن تهتم موسكو بإصلاح الخدمات السورية الخاصة لأن هذا سوف يساعد على تأمين موقعها في البلاد ومواجهة نفوذ إيران. على وجه الخصوص، يعتمد أمن المنشآت العسكرية والاقتصادية الروسية، بالإضافة إلى أمن المواطنين الروس في سوريا، بشكل مباشر على نوعية مجتمع الاستخبارات السوري.
كيريل سيمينوف
كيريل سيمينوف محلل مستقل في الشؤون السياسية والعسكرية الشرق أوسطية وخبير غير مقيم بالمجلس الروسي للشؤون الدولية.
ومع ذلك، لا يتضح بعد ما الذي ينبغي أن تعمله روسيا لإصلاح القطاع الأمني في سوريا. فمجتمع الاستخبارات السوري قريب بشكل خاص من القيادة السورية. والتعيينات في المناصب العليا تجري داخل الدائرة المقربة لعائلة الأسد، وبينما تسمح علاقة الثقة بين دمشق وطهران بمشاركة إيران في الأحداث، فإن نظام بشار الأسد أكثر حذرًا من المشاركة الروسية في مثل هذا المجال الحميم والمُغلق.
دمشق مهتمة بشكل طبيعي بزيادة كفاءة أجهزة أمنها واستخباراتها. فعلى خلفية الانتقال التدريجي من النزاع الداخلي إلى مرحلة باردة، سوف ينخفض دور القوات المسلحة وتزداد أهمية الخدمات الخاصة. يجب أن يكون النظام السوري مستعدًا لقبول مستوى معين من المساعدة من روسيا في إصلاح القطاع الأمني السوري.
بالنظر إلى العوامل الداخلية والخارجية، يقدم هذا المقال ثلاثة سيناريوهات للإصلاح المحتمل للخدمات السورية الخاصة. وبعد ذلك يبحث هذا المقال في آفاق تطوير قطاع الاستخبارات العسكرية المضادة، والقوات الداخلية، وقوات الحدود المرتبطة ارتباطًا مباشرًا بقطاع الأمن.
واجهت روسيا الحاجة إلى إصلاح خدماتها الخاصة خلال فترة ما بعد الحرب الباردة. يعتمد كل سيناريو مُقدَّم على مرحلة محددة من التجربة الروسية/السوفيتية. ففي حين أن هذه السيناريوهات تخمينية إلى حد ما، فبالنظر إلى نقص المعلومات المتاحة للجمهور، سوف يركز التحليل على درجة التأثير الروسي على مجتمع الاستخبارات السوري وعلى استعداد الكيانات الفردية لقبول التدخل الروسي.
العوامل الداخلية والخارجية
الاستخبارات السورية
توجد في سوريا أربعة كيانات أمنية مستقلة. وهي مقسمة بين "الكيانات العسكرية" – مديرية الاستخبارات العسكرية والقوات الجوية السورية – اللتان تُدرجان ضمن اختصاص وزارة الدفاع، و"الكيانات السياسية" – مديرية الاستخبارات العامة ومديرية الأمن السياسي – اللتان تُدرجان بصفة رسمية تحت هيكلة وزارة الداخلية. وكل دائرة أمنية سياسية من الدائرتين لها قسمان منفصلان، للأمن الداخلي والخارجي. تحاكي الخدمات العسكرية الخاصة أيضًا هذا النموذج المحلي-الأجنبي، وبدلاً من حل مهام الاستخبارات العسكرية حصريًا، فإنها تشارك في مجال التحقيق السياسي.
يمتاز هذا التقسيم المتنوع للجهود في الخدمات السورية الخاصة بتاريخ طويل. فقد كان يُنظَر إلى استخبارات القوات الجوية على أنها البنية المحصنة لنظام حافظ الأسد الذي كان طيارًا قتاليًا عسكريًا. ومع تكليف استخبارات القوات الجوية بمراقبة أنشطة جميع الخدمات الخاصة الأخرى، أصبحت هيئة مستقلة عن أمن الدولة، باستخباراتها الأجنبية الخاصة، وبالاستخبارات العسكرية المضادة، وبهياكلها لمكافحة الأنشطة المناهضة للحكومة. حاولت الفروع الأخرى للخدمات السورية الخاصة أيضًا منع التعزيز المفرط للشركاء المتنافسين وأنشأت تشكيلاتها الميدانية الخاصة.
بسبب تقسيم الجهود هذا، يستحيل التعزيز المفرط لفرع معين من مجتمع الاستخبارات السوري. يتعارض هذا مع التطلعات المحتملة لوكالات الأمن الفردية لتنفيذ انقلاب، ولكنه يؤدي أيضًا إلى نقص الإنتاجية. تمتاز عدم الكفاءة هذه بازدواجية المهام داخل كل قسم، مما يعوق وظائفها الأساسية. وبالتالي، فإن المهمة الرئيسية للإصلاح لا تشمل بالضرورة تخفيض أجهزة الأمن بقدر فصل سلطاتها وتعظيم أنشطتها.
عامل إيران
أصبحت أجهزة الأمن العسكرية، أي الاستخبارات العسكرية واستخبارات القوات الجوية، أكثر توجهًا نحو إيران منذ بداية الحرب الأهلية. وقد اتضح هذا في معارضتها للمبادرات الروسية في درعا. ومن ناحية أخرى، فإن مديرية الاستخبارات العامة ومديرية الأمن السياسي لهما علاقات أوثق مع روسيا. فمع استمرار التنافس الروسي-الإيراني في سوريا، سوف تزداد أيضًا المنافسة بين الخدمات الخاصة الموالية لإيران والخدمات الخاصة الموالية لروسيا.
اعتبارًا من 8 يونيو/حزيران 2019، أعادت الحكومة السورية هيكلة أعلى مستويات جهاز الاستخبارات الأمني في البلاد. وقد نُقِلَ أو تقاعد العديد من المسؤولين رفيعي المستوى، وخصوصًا علي مملوك رئيس مكتب الأمن القومي الذي تمت ترقيته إلى منصب نائب الرئيس للشؤون الأمنية. يوجد تكهن بأن روسيا تدخلت في التعديل، لكن مصادر أخرى تزعم أن دور روسيا مبالغ فيه. يحاول الرئيس السوري بشار الأسد من خلال هذه التعيينات تقليص التوتر الروسي الإيراني. هذه هي مبادرته الشخصية، وهو يفعل ذلك مع التركيز على طهران مع مراعاة مصالح موسكو.
من الواضح أن النفوذ الإيراني سوف يستمر لفترة طويلة في سوريا، على الرغم من احتمال تشكيل هيئات انتقالية جديدة أو دستور جديد. ولذلك، يجب أن تكون إحدى أولويات الخدمات السورية الخاصة والاستخبارات العسكرية المضادة تتبع أنشطة العناصر الموالية لإيران في القوات المسلحة ومنع تعزيز نفوذها. من الممكن أن يكون التركيز على إصلاح الخدمات السورية الخاصة المرتبطة بوزارة الداخلية، حيث يكمن نفوذ روسيا، بمثابة توازن للنفوذ الإيراني في القوات المسلحة.
استخدام التجربة الروسية
السيناريو الأول: الاندماج تحت ظل وزارة الداخلية
يمكن أن تتبع روسيا واحدًا من أساليب ثلاثة لمساعدة سوريا على إصلاح خدماتها الخاصة. السيناريو الأول يتبع إلى حد كبير مخطط إنشاء وزارة الأمن والشؤون الداخلية الروسية في 1991-1992. في هذا السيناريو، سوف تتحول مديرية الأمن العام ومديرية الأمن السياسي في سوريا من إدارات مستقلة فعلية إلى وحدات تابعة رسميًا لوزارة الداخلية. وهذا من شأنه أن يعزز وزارة الداخلية تعزيزًا كبيرًا ويمنحها صلاحيات حقيقية عند إجراء استخبارات أجنبية واستخبارات مضادة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الفصائل الموالية لروسيا من صفوف الجيش العربي السوري، مثل فرقة القوات الخاصة الخامس والعشرون أو فيلق الهجوم الخامس، بالإضافة إلى القوات الميدانية ومختلف الجماعات الموالية لروسيا التي لا تكون ميليشياتها من الأفراد العسكريين، مثل "صائدي داعش" يمكن إدراجها ضمن اختصاص وزارة الداخلية وهيكلتها. فروسيا بذلت بالفعل جهودًا لتحقيق هذه الغاية من خلال إنشاء قوات البعثة السورية الخاصة.
وكجزء من وزارة الداخلية، سوف تسيطر قوات الحدود على الحد الشمالي الغربي السوري والحدود العراقية والأردنية. والسيطرة على هذه المناطق أمر مهم، لأنها المكان الذي يربط فيه ما يُسمى بالممر الشيعي مع إيران والعراق ولبنان بالسوريا. سوف تكون لروسيا مواردها العسكرية الخاصة على الحد السوري، بما لا يرتبط بإيران. ومن خلال تحويل وزارة الداخلية وتعزيزها، يمكن أن تصبح هيكلاً قادرًا على تعويض القوات المسلحة والاستخبارات العسكرية.
السيناريو الثاني: تحسين الأنشطة
من شأن السيناريو الثاني القضاء على ازدواجية المهام بين وكالات الأمن، لا من خلال تعزيز أي منها تعزيزًا كبيرًا أو تقليل عددها، بل من خلال التعديلات الهيكلية الأوسع نطاقًا.
مثال ذلك، سوف يتحول جناح الاستطلاع التابع للقوات الجوية، باعتباره الهيكل الأقرب إلى القيادة السورية، إلى نظير لخدمة الحماية الفيدرالية الروسية. سوف تكون هذه الإدارة الجديدة مسؤولة عن حماية كبار المسؤولين وأمن المنشآت الحكومية الهامة. ويمكن فصلها أيضًا عن القوات المسلحة وتحويلها إلى خدمة عامة منفصلة.
سوف تصبح مديرية الأمن العام ومديرية الأمن السياسي أيضًا، كل منها على حدة، وكالة أمنية مستقلة، وبالتالي يجري تقسيم مهام الأمن الداخلي والاستخبارات الأجنبية بما يشبه الاستخبارات الخارجية الروسية والخدمات الأمنية الفيدرالية. سوف تُنقل الوحدات ذات الصلة من استخبارات القوات الجوية والاستخبارات العسكرية المسؤولة عن الاستخبارات السياسية والأمن الداخلي إلى هاتين الإدارتين.
سوف يبقى دور وحدة الاستخبارات العسكرية عندئذٍ عسكريًا بدرجة خالصة. وسوف يشمل ذلك الوصول إلى المعلومات حول الإصلاحات في القوات المسلحة، والعلاقات مع الوكالات الأجنبية، وتوفير المعلومات الاستخباراتية عن الأعداء المحتملين ومواقع المنشآت العسكرية للعدو. وفي هذا السيناريو، سوف تُنقل وحدة الاستخبارات العسكرية نفسها بأكملها إلى سيطرة هيئة الأركان العامة.
<ب>السيناريو الثالث: وزارة جديدة لأمن الدولة
أفاد بعض المحللين بأن الحل الأبسط لإعادة هيكلة الخدمات السورية الخاصة هو إنشاء هيئة واحدة للأمن السياسي والاستخبارات مثل وزارة أمن الدولة. يمكن وضع هذه الإدارة تحت سيطرة الجمعية التشريعية، التي سوف توافق على مختلف الوزراء في الحكومة وبالتالي تمنع إساءة استخدام السلطة. سوف تكون إدارة الأمن العام وإدارة الأمن السياسي، وكذلك الإدارات المسؤولة عن الأمن الداخلي والاستخبارات السياسية الخارجية من وحدات الاستخبارات العسكرية والقوات الجوية، جزءًا من هذه الهيئة.
يجمع هذا السيناريو بين جوانب السيناريوهين الأولين. وهو يقترح دمج مهام الاستخبارات التابعة لوحدات القوات الجوية والاستخبارات العسكرية في وكالة استخبارات واحدة وإلغاء قدرتها على جمع المعلومات السياسية. ويسمح أيضًا بإنشاء وكالة أمنية تكون مسؤولة مباشرةً عن الحماية الشخصية للرئيس وكبار المسؤولين والمنشآت الحكومية.
تحسين قطاع الأمن
الاستخبارات العسكرية المضادة
من المهم لإصلاح الخدمات السورية السرية إنشاء استخبارات عسكرية مضادة فعالة يجب أن تشمل مسؤولياتها منع تدخل الاستطلاع في صفوف القوات المسلحة السورية من جانب عملاء العدو. كما يجب على وكالة الأمن هذه أن تحارب الفساد في صفوف القوات المسلحة. فمن الممكن للفساد أن يقوض القدرة القتالية للقوات المسلحة السورية في فترة ما بعد النزاع، إذا أصبح التركيز الرئيسي للقادة من المرتبتين العليا والمتوسطة هو الثراء الشخصي. كانت روسيا قد اقترحت بالفعل أن ينشيء الجيش العربي السوري لجنة تفتيش لكبح الفساد.
توجد طريقتان لإصلاح الاستخبارات العسكرية المضادة: إنشاء هيكل خاص في إطار القوات المسلحة نفسها، بحيث يكون عرضة للمحاسبة أمام وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة؛ أو إنشاء هيئة خاصة داخل جهاز الأمن السياسي. فمن شأن هذا ضمان استقلالية عمل هذه الهيئة عن قيادة الجيش العربي السوري.
القوات الداخلية والحرس الوطني
نوقشت جزئيًا في السيناريو الأول مشكلة إنشاء تشكيلات عسكرية غير تابعة لوزارة الدفاع ولكنها لا تزال قادرة على أداء مجموعة واسعة من المهام العسكرية.
توجد العديد من الجماعات المسلحة بوضع غير مؤكد، مثل قوات الدفاع الوطني التي يتطلب الحفاظ عليها تكاليف أقل من محاولات تفكيكها. وبموجب أحد السيناريوهات المذكورة أعلاه، من الممكن أن تمثل هذه التشكيلات الأساس للقوات الداخلية والحرس الوطني. كما يمكن أن تشمل، من بين أمور أخرى، قوات المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية. يمكن تنظيم أوضاعها وأنشطتها بقانون منفصل، أو أن يحصل موظفوها على وضع خاص أو يُعاملون كأفراد عسكريين.
تعمل القوات الداخلية كجزء من وزارة الداخلية، أي كقوات أمنية داخلية يمكنها مثلاً أن تنتشر إلى جانب قوات الدفاع الوطني أو وحدات الاستجابة السريعة التي تهدف إلى قمع الاضطرابات الداخلية. يتكون الحرس الوطني في المقام الأول من قوات قبلية وتشكيلات منفصلة من الأقليات كالمسيحيين والدروز وجماعات المعارضة. وهذه تعمل بمثابة جيش بديل وربما إدارة منفصلة.
يمكن لدمج المعارضة والتشكيلات الكردية في الحرس الوطني والقوات الداخلية أن يتبع النموذج الروسي لنزع السلاح وتسريح الجنود وإعادة الدمج، فبعد النزاع الشيشاني أُنشئت وحدات فرعية منفصلة من المقاتلين الشيشان الذين تم العفو عنهم. انضمت هذه التشكيلات إلى وزارة الشؤون الداخلية الروسية في سنة 2006 وقد دخلت غالبية هذه التشكيلات الشيشانية الآن الحرس الوطني لروسيا الذي تشكل في سنة 2016.
حرس الحدود
يبدو من المناسب تشكيل قوات حدودية كاملة الأهلية لها صلاحيات استخباراتية في سوريا ما بعد النزاع. على عكس القوات الداخلية والحرس الوطني، يجب عدم إنشاء حرس الحدود من تشكيلات محلية لأن هذا من شأنه أن يزيد من خطر التهريب وإساءة استخدام السلطة. كما يجب ألا تكون لأعضائه أية روابط محلية بالمجتمعات الحدودية، وبالتالي ضمان المراقبة المستقلة للمرور على الحدود.
يجب على حرس الحدود التعامل مع مهام مكافحة داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية المناورة في المناطق الصحراوية بين سوريا والعراق، وردع التوسع الإيراني في سوريا من خلال "الممر الشيعي"، ومنع أنشطة حزب العمال الكردستاني عبر الحدود السورية التركية.
يمكن تضمينه إما في وكالة مسؤولة عن الأمن الداخلي، مثل وزارة الداخلية في السيناريو الأول أو وزارة أمن الدولة في السيناريو الثالث، أو أن يكون جزءًا من مؤسسة مستقلة يجري إنشاؤها للإشراف على أنشطته.
الحاجة إلى إصلاح الخدمات الخاصة
من الممكن أن يؤدي الافتقار إلى الإصلاح في الخدمات السورية الخاصة إلى زيادة التنافس بينها في فترة ما بعد الحرب، وخصوصًا بالنظر إلى وجود العديد من الجماعات المسلحة التي تعمل تحت رعايتها. وقد يكون هذا محفوفًا بظهور نزاعات داخلية بين مختلف فروع مجتمع الاستخبارات، والتي تتحكم في بعض مجالات الدخل في الاقتصاد السوري.
أما الإحياء المحتمل لداعش كهيكل سري حصري يعمل بمساعدة الخلايا السرية فسوف يتطلب جهودًا إضافية من الخدمات السورية الخاصة لمنع الأعمال الإرهابية. لا يملك مجتمع الاستخبارات السوري حاليًا الموارد لإنجاز هذه المهمة. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تبادل المعلومات بين الخدمات الخاصة لمختلف الدول دورًا مهمًا في جهود مكافحة الإرهاب.
تبقى روسيا الشريك الرئيسي لسوريا الذي يمكنه توطيد سلطة الخدمات الخاصة. يجب أن تستمر روسيا في مساعدة الخدمات السورية الخاصة من خلال تدريب موظفي مجتمع الاستخبارات السورية في روسيا وكذلك تدريب فرق الاستجابة السريعة لمكافحة الإرهاب. وللتوطيد الأعمق لسيادة سوريا ولحماية الدولة السورية، يحتاج صُناع السياسة إلى النظر في السيناريوهات المذكورة أعلاه كأطر ممكنة نحو تغيير ملموس
مارايك استاذ سيف اخي فالكوم في هذا المقال
 
منذ تدخل روسيا للمرة الأولى في النزاع السوري في سنة 2015، شاركت موسكو في إصلاح القوات المسلحة السورية. تهدف الأنشطة الروسية إلى تحسين القدرة القتالية للوحدات الفردية في الجيش العربي السوري وتشكيل قواتها الخاصة بالوكالة. ومع ذلك، ينبغي على روسيا أن تقرر كيف ستساعد في إصلاح الخدمات السورية الخاصة. هل يجب على صُنَّاع السياسة الروس أن يدافعوا عن الحد الأدنى من التغييرات أم إعادة الهيكلة الكاملة لهذه القوى؟
يجب أن تهتم موسكو بإصلاح الخدمات السورية الخاصة لأن هذا سوف يساعد على تأمين موقعها في البلاد ومواجهة نفوذ إيران. على وجه الخصوص، يعتمد أمن المنشآت العسكرية والاقتصادية الروسية، بالإضافة إلى أمن المواطنين الروس في سوريا، بشكل مباشر على نوعية مجتمع الاستخبارات السوري.
كيريل سيمينوف
كيريل سيمينوف محلل مستقل في الشؤون السياسية والعسكرية الشرق أوسطية وخبير غير مقيم بالمجلس الروسي للشؤون الدولية.
ومع ذلك، لا يتضح بعد ما الذي ينبغي أن تعمله روسيا لإصلاح القطاع الأمني في سوريا. فمجتمع الاستخبارات السوري قريب بشكل خاص من القيادة السورية. والتعيينات في المناصب العليا تجري داخل الدائرة المقربة لعائلة الأسد، وبينما تسمح علاقة الثقة بين دمشق وطهران بمشاركة إيران في الأحداث، فإن نظام بشار الأسد أكثر حذرًا من المشاركة الروسية في مثل هذا المجال الحميم والمُغلق.
دمشق مهتمة بشكل طبيعي بزيادة كفاءة أجهزة أمنها واستخباراتها. فعلى خلفية الانتقال التدريجي من النزاع الداخلي إلى مرحلة باردة، سوف ينخفض دور القوات المسلحة وتزداد أهمية الخدمات الخاصة. يجب أن يكون النظام السوري مستعدًا لقبول مستوى معين من المساعدة من روسيا في إصلاح القطاع الأمني السوري.
بالنظر إلى العوامل الداخلية والخارجية، يقدم هذا المقال ثلاثة سيناريوهات للإصلاح المحتمل للخدمات السورية الخاصة. وبعد ذلك يبحث هذا المقال في آفاق تطوير قطاع الاستخبارات العسكرية المضادة، والقوات الداخلية، وقوات الحدود المرتبطة ارتباطًا مباشرًا بقطاع الأمن.
واجهت روسيا الحاجة إلى إصلاح خدماتها الخاصة خلال فترة ما بعد الحرب الباردة. يعتمد كل سيناريو مُقدَّم على مرحلة محددة من التجربة الروسية/السوفيتية. ففي حين أن هذه السيناريوهات تخمينية إلى حد ما، فبالنظر إلى نقص المعلومات المتاحة للجمهور، سوف يركز التحليل على درجة التأثير الروسي على مجتمع الاستخبارات السوري وعلى استعداد الكيانات الفردية لقبول التدخل الروسي.
العوامل الداخلية والخارجية
الاستخبارات السورية
توجد في سوريا أربعة كيانات أمنية مستقلة. وهي مقسمة بين "الكيانات العسكرية" – مديرية الاستخبارات العسكرية والقوات الجوية السورية – اللتان تُدرجان ضمن اختصاص وزارة الدفاع، و"الكيانات السياسية" – مديرية الاستخبارات العامة ومديرية الأمن السياسي – اللتان تُدرجان بصفة رسمية تحت هيكلة وزارة الداخلية. وكل دائرة أمنية سياسية من الدائرتين لها قسمان منفصلان، للأمن الداخلي والخارجي. تحاكي الخدمات العسكرية الخاصة أيضًا هذا النموذج المحلي-الأجنبي، وبدلاً من حل مهام الاستخبارات العسكرية حصريًا، فإنها تشارك في مجال التحقيق السياسي.
يمتاز هذا التقسيم المتنوع للجهود في الخدمات السورية الخاصة بتاريخ طويل. فقد كان يُنظَر إلى استخبارات القوات الجوية على أنها البنية المحصنة لنظام حافظ الأسد الذي كان طيارًا قتاليًا عسكريًا. ومع تكليف استخبارات القوات الجوية بمراقبة أنشطة جميع الخدمات الخاصة الأخرى، أصبحت هيئة مستقلة عن أمن الدولة، باستخباراتها الأجنبية الخاصة، وبالاستخبارات العسكرية المضادة، وبهياكلها لمكافحة الأنشطة المناهضة للحكومة. حاولت الفروع الأخرى للخدمات السورية الخاصة أيضًا منع التعزيز المفرط للشركاء المتنافسين وأنشأت تشكيلاتها الميدانية الخاصة.
بسبب تقسيم الجهود هذا، يستحيل التعزيز المفرط لفرع معين من مجتمع الاستخبارات السوري. يتعارض هذا مع التطلعات المحتملة لوكالات الأمن الفردية لتنفيذ انقلاب، ولكنه يؤدي أيضًا إلى نقص الإنتاجية. تمتاز عدم الكفاءة هذه بازدواجية المهام داخل كل قسم، مما يعوق وظائفها الأساسية. وبالتالي، فإن المهمة الرئيسية للإصلاح لا تشمل بالضرورة تخفيض أجهزة الأمن بقدر فصل سلطاتها وتعظيم أنشطتها.
عامل إيران
أصبحت أجهزة الأمن العسكرية، أي الاستخبارات العسكرية واستخبارات القوات الجوية، أكثر توجهًا نحو إيران منذ بداية الحرب الأهلية. وقد اتضح هذا في معارضتها للمبادرات الروسية في درعا. ومن ناحية أخرى، فإن مديرية الاستخبارات العامة ومديرية الأمن السياسي لهما علاقات أوثق مع روسيا. فمع استمرار التنافس الروسي-الإيراني في سوريا، سوف تزداد أيضًا المنافسة بين الخدمات الخاصة الموالية لإيران والخدمات الخاصة الموالية لروسيا.
اعتبارًا من 8 يونيو/حزيران 2019، أعادت الحكومة السورية هيكلة أعلى مستويات جهاز الاستخبارات الأمني في البلاد. وقد نُقِلَ أو تقاعد العديد من المسؤولين رفيعي المستوى، وخصوصًا علي مملوك رئيس مكتب الأمن القومي الذي تمت ترقيته إلى منصب نائب الرئيس للشؤون الأمنية. يوجد تكهن بأن روسيا تدخلت في التعديل، لكن مصادر أخرى تزعم أن دور روسيا مبالغ فيه. يحاول الرئيس السوري بشار الأسد من خلال هذه التعيينات تقليص التوتر الروسي الإيراني. هذه هي مبادرته الشخصية، وهو يفعل ذلك مع التركيز على طهران مع مراعاة مصالح موسكو.
من الواضح أن النفوذ الإيراني سوف يستمر لفترة طويلة في سوريا، على الرغم من احتمال تشكيل هيئات انتقالية جديدة أو دستور جديد. ولذلك، يجب أن تكون إحدى أولويات الخدمات السورية الخاصة والاستخبارات العسكرية المضادة تتبع أنشطة العناصر الموالية لإيران في القوات المسلحة ومنع تعزيز نفوذها. من الممكن أن يكون التركيز على إصلاح الخدمات السورية الخاصة المرتبطة بوزارة الداخلية، حيث يكمن نفوذ روسيا، بمثابة توازن للنفوذ الإيراني في القوات المسلحة.
استخدام التجربة الروسية
السيناريو الأول: الاندماج تحت ظل وزارة الداخلية
يمكن أن تتبع روسيا واحدًا من أساليب ثلاثة لمساعدة سوريا على إصلاح خدماتها الخاصة. السيناريو الأول يتبع إلى حد كبير مخطط إنشاء وزارة الأمن والشؤون الداخلية الروسية في 1991-1992. في هذا السيناريو، سوف تتحول مديرية الأمن العام ومديرية الأمن السياسي في سوريا من إدارات مستقلة فعلية إلى وحدات تابعة رسميًا لوزارة الداخلية. وهذا من شأنه أن يعزز وزارة الداخلية تعزيزًا كبيرًا ويمنحها صلاحيات حقيقية عند إجراء استخبارات أجنبية واستخبارات مضادة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الفصائل الموالية لروسيا من صفوف الجيش العربي السوري، مثل فرقة القوات الخاصة الخامس والعشرون أو فيلق الهجوم الخامس، بالإضافة إلى القوات الميدانية ومختلف الجماعات الموالية لروسيا التي لا تكون ميليشياتها من الأفراد العسكريين، مثل "صائدي داعش" يمكن إدراجها ضمن اختصاص وزارة الداخلية وهيكلتها. فروسيا بذلت بالفعل جهودًا لتحقيق هذه الغاية من خلال إنشاء قوات البعثة السورية الخاصة.
وكجزء من وزارة الداخلية، سوف تسيطر قوات الحدود على الحد الشمالي الغربي السوري والحدود العراقية والأردنية. والسيطرة على هذه المناطق أمر مهم، لأنها المكان الذي يربط فيه ما يُسمى بالممر الشيعي مع إيران والعراق ولبنان بالسوريا. سوف تكون لروسيا مواردها العسكرية الخاصة على الحد السوري، بما لا يرتبط بإيران. ومن خلال تحويل وزارة الداخلية وتعزيزها، يمكن أن تصبح هيكلاً قادرًا على تعويض القوات المسلحة والاستخبارات العسكرية.
السيناريو الثاني: تحسين الأنشطة
من شأن السيناريو الثاني القضاء على ازدواجية المهام بين وكالات الأمن، لا من خلال تعزيز أي منها تعزيزًا كبيرًا أو تقليل عددها، بل من خلال التعديلات الهيكلية الأوسع نطاقًا.
مثال ذلك، سوف يتحول جناح الاستطلاع التابع للقوات الجوية، باعتباره الهيكل الأقرب إلى القيادة السورية، إلى نظير لخدمة الحماية الفيدرالية الروسية. سوف تكون هذه الإدارة الجديدة مسؤولة عن حماية كبار المسؤولين وأمن المنشآت الحكومية الهامة. ويمكن فصلها أيضًا عن القوات المسلحة وتحويلها إلى خدمة عامة منفصلة.
سوف تصبح مديرية الأمن العام ومديرية الأمن السياسي أيضًا، كل منها على حدة، وكالة أمنية مستقلة، وبالتالي يجري تقسيم مهام الأمن الداخلي والاستخبارات الأجنبية بما يشبه الاستخبارات الخارجية الروسية والخدمات الأمنية الفيدرالية. سوف تُنقل الوحدات ذات الصلة من استخبارات القوات الجوية والاستخبارات العسكرية المسؤولة عن الاستخبارات السياسية والأمن الداخلي إلى هاتين الإدارتين.
سوف يبقى دور وحدة الاستخبارات العسكرية عندئذٍ عسكريًا بدرجة خالصة. وسوف يشمل ذلك الوصول إلى المعلومات حول الإصلاحات في القوات المسلحة، والعلاقات مع الوكالات الأجنبية، وتوفير المعلومات الاستخباراتية عن الأعداء المحتملين ومواقع المنشآت العسكرية للعدو. وفي هذا السيناريو، سوف تُنقل وحدة الاستخبارات العسكرية نفسها بأكملها إلى سيطرة هيئة الأركان العامة.
<ب>السيناريو الثالث: وزارة جديدة لأمن الدولة
أفاد بعض المحللين بأن الحل الأبسط لإعادة هيكلة الخدمات السورية الخاصة هو إنشاء هيئة واحدة للأمن السياسي والاستخبارات مثل وزارة أمن الدولة. يمكن وضع هذه الإدارة تحت سيطرة الجمعية التشريعية، التي سوف توافق على مختلف الوزراء في الحكومة وبالتالي تمنع إساءة استخدام السلطة. سوف تكون إدارة الأمن العام وإدارة الأمن السياسي، وكذلك الإدارات المسؤولة عن الأمن الداخلي والاستخبارات السياسية الخارجية من وحدات الاستخبارات العسكرية والقوات الجوية، جزءًا من هذه الهيئة.
يجمع هذا السيناريو بين جوانب السيناريوهين الأولين. وهو يقترح دمج مهام الاستخبارات التابعة لوحدات القوات الجوية والاستخبارات العسكرية في وكالة استخبارات واحدة وإلغاء قدرتها على جمع المعلومات السياسية. ويسمح أيضًا بإنشاء وكالة أمنية تكون مسؤولة مباشرةً عن الحماية الشخصية للرئيس وكبار المسؤولين والمنشآت الحكومية.
تحسين قطاع الأمن
الاستخبارات العسكرية المضادة
من المهم لإصلاح الخدمات السورية السرية إنشاء استخبارات عسكرية مضادة فعالة يجب أن تشمل مسؤولياتها منع تدخل الاستطلاع في صفوف القوات المسلحة السورية من جانب عملاء العدو. كما يجب على وكالة الأمن هذه أن تحارب الفساد في صفوف القوات المسلحة. فمن الممكن للفساد أن يقوض القدرة القتالية للقوات المسلحة السورية في فترة ما بعد النزاع، إذا أصبح التركيز الرئيسي للقادة من المرتبتين العليا والمتوسطة هو الثراء الشخصي. كانت روسيا قد اقترحت بالفعل أن ينشيء الجيش العربي السوري لجنة تفتيش لكبح الفساد.
توجد طريقتان لإصلاح الاستخبارات العسكرية المضادة: إنشاء هيكل خاص في إطار القوات المسلحة نفسها، بحيث يكون عرضة للمحاسبة أمام وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة؛ أو إنشاء هيئة خاصة داخل جهاز الأمن السياسي. فمن شأن هذا ضمان استقلالية عمل هذه الهيئة عن قيادة الجيش العربي السوري.
القوات الداخلية والحرس الوطني
نوقشت جزئيًا في السيناريو الأول مشكلة إنشاء تشكيلات عسكرية غير تابعة لوزارة الدفاع ولكنها لا تزال قادرة على أداء مجموعة واسعة من المهام العسكرية.
توجد العديد من الجماعات المسلحة بوضع غير مؤكد، مثل قوات الدفاع الوطني التي يتطلب الحفاظ عليها تكاليف أقل من محاولات تفكيكها. وبموجب أحد السيناريوهات المذكورة أعلاه، من الممكن أن تمثل هذه التشكيلات الأساس للقوات الداخلية والحرس الوطني. كما يمكن أن تشمل، من بين أمور أخرى، قوات المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية. يمكن تنظيم أوضاعها وأنشطتها بقانون منفصل، أو أن يحصل موظفوها على وضع خاص أو يُعاملون كأفراد عسكريين.
تعمل القوات الداخلية كجزء من وزارة الداخلية، أي كقوات أمنية داخلية يمكنها مثلاً أن تنتشر إلى جانب قوات الدفاع الوطني أو وحدات الاستجابة السريعة التي تهدف إلى قمع الاضطرابات الداخلية. يتكون الحرس الوطني في المقام الأول من قوات قبلية وتشكيلات منفصلة من الأقليات كالمسيحيين والدروز وجماعات المعارضة. وهذه تعمل بمثابة جيش بديل وربما إدارة منفصلة.
يمكن لدمج المعارضة والتشكيلات الكردية في الحرس الوطني والقوات الداخلية أن يتبع النموذج الروسي لنزع السلاح وتسريح الجنود وإعادة الدمج، فبعد النزاع الشيشاني أُنشئت وحدات فرعية منفصلة من المقاتلين الشيشان الذين تم العفو عنهم. انضمت هذه التشكيلات إلى وزارة الشؤون الداخلية الروسية في سنة 2006 وقد دخلت غالبية هذه التشكيلات الشيشانية الآن الحرس الوطني لروسيا الذي تشكل في سنة 2016.
حرس الحدود
يبدو من المناسب تشكيل قوات حدودية كاملة الأهلية لها صلاحيات استخباراتية في سوريا ما بعد النزاع. على عكس القوات الداخلية والحرس الوطني، يجب عدم إنشاء حرس الحدود من تشكيلات محلية لأن هذا من شأنه أن يزيد من خطر التهريب وإساءة استخدام السلطة. كما يجب ألا تكون لأعضائه أية روابط محلية بالمجتمعات الحدودية، وبالتالي ضمان المراقبة المستقلة للمرور على الحدود.
يجب على حرس الحدود التعامل مع مهام مكافحة داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية المناورة في المناطق الصحراوية بين سوريا والعراق، وردع التوسع الإيراني في سوريا من خلال "الممر الشيعي"، ومنع أنشطة حزب العمال الكردستاني عبر الحدود السورية التركية.
يمكن تضمينه إما في وكالة مسؤولة عن الأمن الداخلي، مثل وزارة الداخلية في السيناريو الأول أو وزارة أمن الدولة في السيناريو الثالث، أو أن يكون جزءًا من مؤسسة مستقلة يجري إنشاؤها للإشراف على أنشطته.
الحاجة إلى إصلاح الخدمات الخاصة
من الممكن أن يؤدي الافتقار إلى الإصلاح في الخدمات السورية الخاصة إلى زيادة التنافس بينها في فترة ما بعد الحرب، وخصوصًا بالنظر إلى وجود العديد من الجماعات المسلحة التي تعمل تحت رعايتها. وقد يكون هذا محفوفًا بظهور نزاعات داخلية بين مختلف فروع مجتمع الاستخبارات، والتي تتحكم في بعض مجالات الدخل في الاقتصاد السوري.
أما الإحياء المحتمل لداعش كهيكل سري حصري يعمل بمساعدة الخلايا السرية فسوف يتطلب جهودًا إضافية من الخدمات السورية الخاصة لمنع الأعمال الإرهابية. لا يملك مجتمع الاستخبارات السوري حاليًا الموارد لإنجاز هذه المهمة. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تبادل المعلومات بين الخدمات الخاصة لمختلف الدول دورًا مهمًا في جهود مكافحة الإرهاب.
تبقى روسيا الشريك الرئيسي لسوريا الذي يمكنه توطيد سلطة الخدمات الخاصة. يجب أن تستمر روسيا في مساعدة الخدمات السورية الخاصة من خلال تدريب موظفي مجتمع الاستخبارات السورية في روسيا وكذلك تدريب فرق الاستجابة السريعة لمكافحة الإرهاب. وللتوطيد الأعمق لسيادة سوريا ولحماية الدولة السورية، يحتاج صُناع السياسة إلى النظر في السيناريوهات المذكورة أعلاه كأطر ممكنة نحو تغيير ملموس
مارايك استاذ سيف اخي فالكوم في هذا المقال
أخي الكريم منذ قرأت أسم مركز كارنيغي في أعلى المقال لم أستغرب هذا التبسيط لمجتمع المخابرات السوري, فضلاً عن ذلك تصنيف وكالات الأستخبارات السورية ما بين موالي لأيران و موالي لروسيا و كأن سوريا دولة محتلة مسلوبة الأرادة, يمكن أن نستفيد من تجربتي أيران و روسيا و لكن بأسلوب ندي و سيادي.
 
أخي الكريم منذ قرأت أسم مركز كارنيغي في أعلى المقال لم أستغرب هذا التبسيط لمجتمع المخابرات السوري, فضلاً عن ذلك تصنيف وكالات الأستخبارات السورية ما بين موالي لأيران و موالي لروسيا و كأن سوريا دولة محتلة مسلوبة الأرادة, يمكن أن نستفيد من تجربتي أيران و روسيا و لكن بأسلوب ندي و سيادي.
مارايك لو تعطينا تحليل لاجهزة المخابرات السورية بكاملها
 
اذن مقال مدفوع الاجر

ابحث عن مركز كارنيغي المنافق فقط مع الجزائر وانظر الكم الهائل من البروباغندا وابحث عن الفاشلة دالية غانم وماتكتبه ضد بلدها
 
الأخ المهيب

ليس من الخطأ القاء نظرة على منتجات كارنيجي فهي تحظى عادة بدعاية كبيرة للغاية فيي وسائل الاعلام الغربية

التصورات العامة حول أجهزة المخابرات السورية هي قريبة من الواقع من حيث التوزع المهام و الجغرافيا و الأساليب و بالتالي فهناك جانب من المعلومات في المقالة و لا يأس بالتعامل مع هذه الدراسة كمدخل عام.
لكن ما حذر منه الأخ فولكروم هو في سوؤ الفهم الأتي من وضع السم ف يالدسم خاصة لجهة تبعية و تقسيمات هذه و جهلعا تتبع دولا بعينها و هو قطعا ليس صحيحا نهائيا.

المؤكد بأن العيب رقم واحد في أجهزة المخابرات السورية هو كونها معتمدة على متطوعين أتين من خلفيات مبسطة للغاية فالشاب الذي لا مستقبل له في أي شيء يفضل التطوع في الأجهزة الأمنية سعيا وراء راتب و مركز و وظيفة و هنا الخطأ الكبير و الدورات العسكرية الأمنية غالبا قاسية جدا و يتعامل فيها الضباط و المدربون مع العناصر بطرق قاسية للغاية و أما من يؤدون الخدمة العسكرية فهم غالبا ما يسعون بواسطة الواسطة و الرشوة للحصول على موقع للخدمة في جهاز أمني و قلما يتم انتقائهم بطريقة حرفية و غالبا سيقوم هؤلاء بمهام دوريات و حواجز و حراسة فقط لسنوات طويلة 15-20 سنة قبل استلامهم أية مهمة أمنية جدية و عمليا فهم يحتكون باناس عاديين أغلب الوقت بلا أي منطق سوى التباهي و استعراض السلطة خاصة الحواجز الحدودية و التي يتخذها بعض اللصوص مهنة للتكسب و التنفع.

تغيير هذا الاسلوب في تعيين عناصر الأمن هو ضرورة كبيرة للغاية فبناء الفرد الأمني هو الخطأ رقم واحد في بنية المخابرات السورية و في كثير غيرها
رجل الأمن يجب أن ينتقى بحيث يكون أذكى من غالبية الناس و قادرا على ضبط نفسه و حاجاته و هو ما قامت عليه قسم من هذه الأجهزة في أساليبها و لكن البقية لم تقم بذلك.
 
الأخ المهيب

ليس من الخطأ القاء نظرة على منتجات كارنيجي فهي تحظى عادة بدعاية كبيرة للغاية فيي وسائل الاعلام الغربية

التصورات العامة حول أجهزة المخابرات السورية هي قريبة من الواقع من حيث التوزع المهام و الجغرافيا و الأساليب و بالتالي فهناك جانب من المعلومات في المقالة و لا يأس بالتعامل مع هذه الدراسة كمدخل عام.
لكن ما حذر منه الأخ فولكروم هو في سوؤ الفهم الأتي من وضع السم ف يالدسم خاصة لجهة تبعية و تقسيمات هذه و جهلعا تتبع دولا بعينها و هو قطعا ليس صحيحا نهائيا.

المؤكد بأن العيب رقم واحد في أجهزة المخابرات السورية هو كونها معتمدة على متطوعين أتين من خلفيات مبسطة للغاية فالشاب الذي لا مستقبل له في أي شيء يفضل التطوع في الأجهزة الأمنية سعيا وراء راتب و مركز و وظيفة و هنا الخطأ الكبير و الدورات العسكرية الأمنية غالبا قاسية جدا و يتعامل فيها الضباط و المدربون مع العناصر بطرق قاسية للغاية و أما من يؤدون الخدمة العسكرية فهم غالبا ما يسعون بواسطة الواسطة و الرشوة للحصول على موقع للخدمة في جهاز أمني و قلما يتم انتقائهم بطريقة حرفية و غالبا سيقوم هؤلاء بمهام دوريات و حواجز و حراسة فقط لسنوات طويلة 15-20 سنة قبل استلامهم أية مهمة أمنية جدية
و عمليا فهم يحتكون باناس عاديين أغلب الوقت بلا أي منطق سوى التباهي و استعراض السلطة خاصة الحواجز الحدودية و التي يتخذها بعض اللصوص مهنة للتكسب و التنفع.

تغيير هذا الاسلوب في تعيين عناصر الأمن هو ضرورة كبيرة للغاية فبناء الفرد الأمني هو الخطأ رقم واحد في بنية المخابرات السورية و في كثير غيرها
رجل الأمن يجب أن ينتقى بحيث يكون أذكى من غالبية الناس و قادرا على ضبط نفسه و حاجاته و هو ما قامت عليه قسم من هذه الأجهزة في أساليبها و لكن البقية لم تقم بذلك.
كلام سليم 100% أستاذ سيف
أستغلال الكثير من الأمنيين لصلاحيات وظيفتهم للأنتفاع الشخصي و كذلك كوسيلة للأنتقام ممن يقفون في طريقهم كان أحد أهم أسباب الأحتقان الشعبي في بدايات الأزمة (أن لم يكن السبب الأهم) كمثال اليكم قصة الممثلة صباح السالم (من الصحافة السورية نفسها)
ممثلة سورية: لفقوا لي تهمة ووضعوني في السجن ١٥ عاماً

سنوات طويلة قضتها صباح السالم (حمص- 1957) في مقصورة النساء بسجن دمشق المركزي، طاويةً أجمل سنيّ حياتها وراء الجدران، بعد مسيرة حافلة كانت الممثلة السورية قد بدأتها مع كبار مخرجي السينما والتلفزيون في بلادها. فمنذ تخرجها من كلية الصيدلة بجامعة دمشق عام 1973، شاركت السالم في أنشطة النادي السينمائي الجامعي، كأحد ألمع أعضائه اللذين أسهموا في الحركة الطالبية السورية في سبعينيات القرن الفائت. فالشابة الجميلة كانت مصابة بالإدمان على قراءة الروايات منذ صباها في قريتها المغلية – الميدان حالياً – (35 كم شرق مدينة حمص) لتنتقل مع أسرتها بعد ذلك للعيش في حي الأرمن بمدينة حمص.

هناك لم تترك (صباح الصالح – اسمها الحقيقي) داراً من دور السينما إلا وتردّدت عليها: “كنتُ ما أزال طالبة في المرحلة الإعدادية حين كان عمي يصطحبني معه إلى صالات حمص والشرق والأوبرا، وأذكر أن كل دار من دور العرض تلك كانت تختص بتقديم نوع من الأفلام، فهذه للأفلام الهندية، وهذه للمصرية وتلك للأجنبية، وكلما كنتُ أشاهد فيلماً مقتبساً من الأدب، أتمكن من قراءته وتحليله بعين مختلفة عن بنات جيلي. فقراءتي روايات من مثل “ذهب مع الريح” و”مرتفعات وذرينغ” و”البؤساء” و”أحدب نوتردام” جعلتني أكثر التقاطاً لما وراء الصور التي كنت أشاهدها في صالات السينما”.



شبّت صباح على حب القراءة، وتدبرت أمرها باستعارة الكتب من صديق للعائلة، كان يقوم بإعارتها كتباً للمنفلوطي وطه حسين ونجيب محفوظ وحنا مينة وأدونيس، لتسافر بعدها إلى دمشق وتدرس الصيدلة في جامعتها. وهناك لم تفتر حماسة الفتاة الحسناء إزاء غرامها بالقراءة ومشاهدة الأفلام، إذ كانت على الرغم من تفوقها في دراستها حريصة على ملاحقة كل جديد في صالات الزهراء والسفراء وفريال ودمشق والكندي. ففي صالة الكندي كانت عضواً ناشطاً من أعضاء النادي السينمائي الذي كان يديره كل من الناقد بندر عبد الحميد والمخرج محمد شاهين، ولفتت الصبية ذات الشخصية القوية نظر هذا الأخير الذي دعاها لتكون بطلة فيلمه “مأساة فتاة شرقية”. تقول السالم عن تلك الأيام: “طلبت السيناريو من شاهين وقرأته، لكنه لم يعجبني، ولم أجد فيه سحر تلك الأفلام التي كنتُ أشاهدها، فاعتذرتُ منه، متذرعةً بأنني مشغولة بتقديم امتحاناتي في الجامعة”.

التحرش في القبو

لن تطول الأيام حتى تتخرج السالم من جامعة دمشق بمعدل جيد جداً، من دون أن تترك التردّد بانتظام على نادي السينما، حيث تلقت دعوةً جديدة من أحد المخرجين، الذي دعاها لإجراء تيست (تجربة أداء) في أستوديو المؤسسة العامة للسينما: “ذهبتُ عن طيب خاطر إلى المقابلة، وشرع المخرج بالتقاط الصور لي في أستوديو يقع في قبو بناء المؤسسة العامة للسينما، وبدأ مع كل صورة يلتقطها لي، ومع كل حركة كاميرا يطلب مني وضعيات معينة لم ترقني، ولم تجعلني مرتاحةً له، إلى أن قام بالتحرش بي، فما كان مني إلا أن صفعته وهربت مسرعةً ودموعي تكرج على خدي. كانت تجربة قاسية، جعلتني أبتعد عن السينما التي أحببتها في أفلام الأجانب وبغضتها في بلادي، لقد شعرتُ أن بعضاً من مخرجينا مزيّفون، ويسعون إلى جسد المرأة باسم الفن، ما جعلني أختنق من دون أن أخبر أحداً بما حدث لي في ذلك القبو السينمائي الوطني”.

حادثة قبو المؤسسة العامة للسينما أبعدتها مجدداً عن مسارها كممثلة، إلى أن حانت أول فرصة لها للعمل لصالح التلفزيون في مسلسل “تجارب عائلية”- 1981، مع شيخ المخرجين السوريين علاء الدين كوكش، والذي أسند إليها دور الفتاة المتمردة، إلى جانب نجاح حفيظ وملك سكر ونذير سرحان وتيسير السعدي وسامية الجزائري. هكذا سطع نجم الفتاة ذات العينين الخضراوين والشعر الكستنائي وبحة الصوت الخاصة، ما جعلها تصعد إلى مصاف نجوم الصف الأول في ثمانينيات القرن الفائت، فتعمل مع عدد من أبرز المخرجين السوريين، ومنهم سليم صبري في مسلسل “شجرة النارنج”- 1989 و”الطبيبة”- 1988 مع فردوس أتاسي.



في هذه الأثناء لم تتخلَ السالم عن حلمها العلمي، فحصلت على وظيفة مخبرية في معمل شركة سورية للأدوية ، واستطاعت مع رفاق لها الاستغناء عن خدمات الخبير السويسري المنتدب للإشراف على المعمل، منادية بالاعتماد على الخبرات الوطنية، فطوّرت أنواعاً من حليب الأطفال مستغنية عن تراخيص شركة “نسلة”. هذا النجاح جعل العيون مفتوحة عليها، لاسيما أن صباح شرعت تكتشف عقوداً وهمية في الشركة المذكورة أماطت عبرها اللثام عن صفقات مشبوهة وفاسدة في مجلس إدارة الشركة التي تعتبر من كبريات شركات الأدوية السورية، ولم يتأخر العقاب هذه المرة. تسرد السالم وتقول: “اصطدمت مراراً مع شخصيات نافذة في الشركة، وفُتِحت ملفات عن الفساد في جريدة “الثورة” السورية آنذاك، مما أجج الحقد عليّ،



ودفع أحد المديرين إلى وضع الهيروئين لي في فناجين القهوة عبر عملاء له، وهذه المادة لا طعم ولا رائحة لها، ويمكن أن توضع في أي شراب ولا يكتشفها المرء. ومع الأيام ساءت حالتي، ولم أعد أشعر بالراحة إلا بتناول المزيد من هذا المخدر. وهنا ظهر من يقايضني بتوفير الهيروئين لي مقابل المال أو السكوت عما يجري في المعمل، ورويداً رويداً صرتُ أستسيغ ذلك الخدر وهذا المفعول السحري المميت لهذه المادة، كنتُ آنذاك تحت تأثير تجربة حبٍ عنيفةٍ جمعتني مع فنان شاب طموح كان يطاردني من مكان إلى مكان بعد تعرّفه إليّ في ردهات المسرح القومي. أردتُ أن أهرب من شبحه الذي ظل يتعقبني، أحاول نسيانه وتجاهله، وأتجاهل قدرته على الكذب الذي كنتُ أصدّقه وأنا أعرف بأنه يكذب ببراعة. في البداية كنت أحاول الهرب من ذاكرتي معه، ومن كل من حاولوا التقرب مني لتصفية حسابهم معه عبري، لكنني لم أسمح لأحد بأذيته، لذلك آثرتُ الوحدة على تناول صحن الانتقام بارداً، ومع أنني كرهته في البداية إلا أنه بعدها نجح في استدراجي إلى الحب”.

تجربة قاسية

عاشت السالم تجربة لا تحسد عليها في الإدمان على المخدرات، جعلتها تتراجع صحياً عاماً بعد عام، لتوضع بعد ذلك في لعبة رهان مرعبة، حين طالبها أحد ضباط مكافحة المخدرات بأن يقيم معها علاقة حميمة مقابل عدم إلقاء القبض عليها، تشرح السالم: ” كان الضابط (أ.ف) مُصرّاً على سلبي كرامتي، وعندما لم أُذعن له، ولم أمتثل لرغباته الشهوانية الدنيئة، لجأ إلى تلفيق تهم عديدة لي، منها تصنيع المخدرات والاتجار بها، ومع أنني لم أكن أقوم بذلك إلا لتأمين الكمية الشخصية لي، إلا أن هذه التُهم كانت كفيلة بوضعي في السجن لأكثر من اثني عشراً عاماً امتدت على ثلاث فترات، وآخرها كان الحكم عليّ بالإعدام، والذي تم تخفيفه بعد ذلك بمرسوم رئاسي، لتصبح عقوبة السجن مدة خمسة عشر عاماً، وتخفيفها بعد ذلك بالسجن مدة ثماني سنوات”.

قضت الحسناء الحمصية سنواتها الطويلة في السجن، من دون أن تتلقى دعماً يذكر من نقابة الفنانين أو الصيادلة، أو حتى من زملائها الممثلين الذين ظن الكثير منهم بأنها ماتت منذ زمن بعيد، باستثناء الفنان محسن غازي، الذي عمد إلى العمل على مساندتها في الدوائر الرسمية وفي النيابة العامة والقضاء لاستخلاص أمر بإخلاء سبيلها مقابل كفالة. وتكفّل رجل الأعمال ماهر العطار صاحب ومدير شركة العطار للإنتاج الفني بالنفقات المادية، وزيارتها في السجن أكثر من مرة مع مجموعة من معجبيها القدامى.

وفعلاً خرجت نجمة فيلم “الحدود”- 1984 (تأليف محمد الماغوط، إخراج دريد لحام) إلى الحرية منذ قرابة الشهرين، لتذهب وتقيم عند أقرباء لها في مدينة حمص، فيما تتابع سفرها إلى العاصمة لاستصدار حكم بالبراءة بعد قرار بالطعن تقدمت به النيابة العامة في دمشق ضدها. الأمر الذي جعلها تقع مرةً أُخرى في دوامة استدعاءات القضاء والشرطة، وفي ظل ظروف قاسية تعيشها اليوم نجمة فيلم “الرقص مع الشيطان”- 1993″ الذي لعبت فيه دور البطولة إلى جانب النجم المصري الراحل نور الشريف.

أدوار طليعية

أدت السالم أدواراً مركّبة وجريئة من دون أن تتخلى عن طبيعتها الشرقية، فكانت نجمة فيلم “نجوم النهار”- 1988 تحت إدارة المخرج أسامة محمد، وأُسندت إليها أدوار لافتة في مسلسلات مثل: “طقوس الحب والكراهية”-1995، و”سكان الريح”- 1992، و”أصايل”- 1990، و”أوراق امرأة” – 1990، و”وجوه وأقنعة”- 1989، وتوهجت فيها كلها كممثلة من طراز خاص، وقدرة على امتلاك أدوات مختلفة في عكس عالم داخلي كثيف للشخصية، ساندها في ذلك ثقافتها العالية، وحساسيتها المغايرة في المزج بين الأداء العفوي، والتكنيك الهادئ الخالي من المبالغات والتكلف في النبرة واللعب مع الممثل الشريك أمام الكاميرا.

تعيش السالم اليوم أصعب فترات حياتها، بعد تدهور وضعها الصحي، وفصلها من نقابة الفنانين لعدم دفعها الاشتراك السنوي منذ أكثر من عشر سنوات، وذلك كما بات معروفاً بسبب المدة التي قضتها في السجن، لكنها تأمل في أن تجد لها عملاً في الفن بعد هذا الانقطاع الاضطراري: “إن حصلتُ على دورٍ جيد وأعجبني فسوف أشتغله، لكن لا يظننّ أحد أن حالتي سوف تدفعني لتقديم تنازلات، لا في المستوى الفني ولا في الأجر. فالفن لديّ لا يزال عملاً مقدساً، ولم ـ ولن ـ أدخل يوماً في حسابات الربح والخسارة، فأنا من هؤلاء الناس الذين لا يندمون على شيء، ولا تعنيهم أجراس البورصة، وما زلت أتمنى أن أعمل في السينما أو التلفزيون فقط لأستمتع، كي أقدم عملاً له قيمة يحترمه الجمهور ويعجب به”.

تنهي صباح سيجارتها ثم ترتشف من كأس العصير أمامها وتكمل: “كم أتمنى لو بقيتُ تلك الفتاة الحادة الطباع التي صفعت مخرجاً عندما تحرّش بها، لكن قلبي الطيب هو من أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم، الحب والدفاع عن المهنة والتحزب لوطني ضد الفساد والفاسدين، لستُ ضحية، لن أكون، لكنني أخرج الآن من سجني لأجد البلاد وقد انقلبت رأساً على عقب، والحياة تغيرت، سورية التي تركتها قبل دخولي السجن هي غيرها اليوم، ما أكبر حزنكِ يا بلادي، وما أصغر قلبي”.
 
في النهاية هناك الكثير من الضباط المحترفين و الشرفاء , لكن ظروف سوريا في مرحلة الصراع العربي الأسرائيلي (حالة اللاحرب و اللاسلم_ و هي حالة خطيرة جداً أجتماعياً), فضلاً عن التغييرات البنيوية الهائلة التي حصلت في سوريا كما في الكثير من دول العالم الثالث كانت سبباً في تضخم الأجهزة الأمنية و تسرب نماذج فاسدة اليها. ما يزيد الطين بلة هو عدم وجود طبقة نخبوية فكرية حقيقية تستطيع رسم متطلبات المرحلة القادمة و كيف تتخيل دور و أسلوب أجهزة الدولة فيها (وجدت الكثير من أطباء و مهندسي و كتاب سوريا في الخارج في قمة الضحالة الفكرية و قمة تضخم الأنا المريضة لديهم و لم يستطيعوا أتخاذ الموقف السليم بينما بلدهم يتعرض الى هجمة شرسة و مرعبة هي عبارة عن حرب جيل رابع يشارك فيها عشرات الدول دفعة واحدة_ تخيلوا أن شخص مثقف يدافع عن الدور السعودي في الحرب على سوريا كونهم يريدون الحرية للشعب السوري و السؤال هو كيف لحكومة مثل السعودية تقمع شعبها ببشاعة أن ترغب في الحرية لشعب اّخر؟! كيف يمكن لجبهة النصرة و أخواتها أن تحارب لأجل الديمقراطية في سوريا و يصبح عناصرها ثوار و طلاب حرية؟!), لدينا شعب أبتلي بقصر النظر و الأنتهازية و التعصب و الطمع و أستسهال عظائم الأمور و تعظيم أتفهها, سامحك الله يا أخي المهيب الركن أدخلتنا في موضوع أفلاطوني حتى السوبر كومبيوتر يعجز عن حله.
 
كلام سليم 100% أستاذ سيف
أستغلال الكثير من الأمنيين لصلاحيات وظيفتهم للأنتفاع الشخصي و كذلك كوسيلة للأنتقام ممن يقفون في طريقهم كان أحد أهم أسباب الأحتقان الشعبي في بدايات الأزمة (أن لم يكن السبب الأهم) كمثال اليكم قصة الممثلة صباح السالم (من الصحافة السورية نفسها)
ممثلة سورية: لفقوا لي تهمة ووضعوني في السجن ١٥ عاماً

سنوات طويلة قضتها صباح السالم (حمص- 1957) في مقصورة النساء بسجن دمشق المركزي، طاويةً أجمل سنيّ حياتها وراء الجدران، بعد مسيرة حافلة كانت الممثلة السورية قد بدأتها مع كبار مخرجي السينما والتلفزيون في بلادها. فمنذ تخرجها من كلية الصيدلة بجامعة دمشق عام 1973، شاركت السالم في أنشطة النادي السينمائي الجامعي، كأحد ألمع أعضائه اللذين أسهموا في الحركة الطالبية السورية في سبعينيات القرن الفائت. فالشابة الجميلة كانت مصابة بالإدمان على قراءة الروايات منذ صباها في قريتها المغلية – الميدان حالياً – (35 كم شرق مدينة حمص) لتنتقل مع أسرتها بعد ذلك للعيش في حي الأرمن بمدينة حمص.

هناك لم تترك (صباح الصالح – اسمها الحقيقي) داراً من دور السينما إلا وتردّدت عليها: “كنتُ ما أزال طالبة في المرحلة الإعدادية حين كان عمي يصطحبني معه إلى صالات حمص والشرق والأوبرا، وأذكر أن كل دار من دور العرض تلك كانت تختص بتقديم نوع من الأفلام، فهذه للأفلام الهندية، وهذه للمصرية وتلك للأجنبية، وكلما كنتُ أشاهد فيلماً مقتبساً من الأدب، أتمكن من قراءته وتحليله بعين مختلفة عن بنات جيلي. فقراءتي روايات من مثل “ذهب مع الريح” و”مرتفعات وذرينغ” و”البؤساء” و”أحدب نوتردام” جعلتني أكثر التقاطاً لما وراء الصور التي كنت أشاهدها في صالات السينما”.



شبّت صباح على حب القراءة، وتدبرت أمرها باستعارة الكتب من صديق للعائلة، كان يقوم بإعارتها كتباً للمنفلوطي وطه حسين ونجيب محفوظ وحنا مينة وأدونيس، لتسافر بعدها إلى دمشق وتدرس الصيدلة في جامعتها. وهناك لم تفتر حماسة الفتاة الحسناء إزاء غرامها بالقراءة ومشاهدة الأفلام، إذ كانت على الرغم من تفوقها في دراستها حريصة على ملاحقة كل جديد في صالات الزهراء والسفراء وفريال ودمشق والكندي. ففي صالة الكندي كانت عضواً ناشطاً من أعضاء النادي السينمائي الذي كان يديره كل من الناقد بندر عبد الحميد والمخرج محمد شاهين، ولفتت الصبية ذات الشخصية القوية نظر هذا الأخير الذي دعاها لتكون بطلة فيلمه “مأساة فتاة شرقية”. تقول السالم عن تلك الأيام: “طلبت السيناريو من شاهين وقرأته، لكنه لم يعجبني، ولم أجد فيه سحر تلك الأفلام التي كنتُ أشاهدها، فاعتذرتُ منه، متذرعةً بأنني مشغولة بتقديم امتحاناتي في الجامعة”.

التحرش في القبو

لن تطول الأيام حتى تتخرج السالم من جامعة دمشق بمعدل جيد جداً، من دون أن تترك التردّد بانتظام على نادي السينما، حيث تلقت دعوةً جديدة من أحد المخرجين، الذي دعاها لإجراء تيست (تجربة أداء) في أستوديو المؤسسة العامة للسينما: “ذهبتُ عن طيب خاطر إلى المقابلة، وشرع المخرج بالتقاط الصور لي في أستوديو يقع في قبو بناء المؤسسة العامة للسينما، وبدأ مع كل صورة يلتقطها لي، ومع كل حركة كاميرا يطلب مني وضعيات معينة لم ترقني، ولم تجعلني مرتاحةً له، إلى أن قام بالتحرش بي، فما كان مني إلا أن صفعته وهربت مسرعةً ودموعي تكرج على خدي. كانت تجربة قاسية، جعلتني أبتعد عن السينما التي أحببتها في أفلام الأجانب وبغضتها في بلادي، لقد شعرتُ أن بعضاً من مخرجينا مزيّفون، ويسعون إلى جسد المرأة باسم الفن، ما جعلني أختنق من دون أن أخبر أحداً بما حدث لي في ذلك القبو السينمائي الوطني”.

حادثة قبو المؤسسة العامة للسينما أبعدتها مجدداً عن مسارها كممثلة، إلى أن حانت أول فرصة لها للعمل لصالح التلفزيون في مسلسل “تجارب عائلية”- 1981، مع شيخ المخرجين السوريين علاء الدين كوكش، والذي أسند إليها دور الفتاة المتمردة، إلى جانب نجاح حفيظ وملك سكر ونذير سرحان وتيسير السعدي وسامية الجزائري. هكذا سطع نجم الفتاة ذات العينين الخضراوين والشعر الكستنائي وبحة الصوت الخاصة، ما جعلها تصعد إلى مصاف نجوم الصف الأول في ثمانينيات القرن الفائت، فتعمل مع عدد من أبرز المخرجين السوريين، ومنهم سليم صبري في مسلسل “شجرة النارنج”- 1989 و”الطبيبة”- 1988 مع فردوس أتاسي.



في هذه الأثناء لم تتخلَ السالم عن حلمها العلمي، فحصلت على وظيفة مخبرية في معمل شركة سورية للأدوية ، واستطاعت مع رفاق لها الاستغناء عن خدمات الخبير السويسري المنتدب للإشراف على المعمل، منادية بالاعتماد على الخبرات الوطنية، فطوّرت أنواعاً من حليب الأطفال مستغنية عن تراخيص شركة “نسلة”. هذا النجاح جعل العيون مفتوحة عليها، لاسيما أن صباح شرعت تكتشف عقوداً وهمية في الشركة المذكورة أماطت عبرها اللثام عن صفقات مشبوهة وفاسدة في مجلس إدارة الشركة التي تعتبر من كبريات شركات الأدوية السورية، ولم يتأخر العقاب هذه المرة. تسرد السالم وتقول: “اصطدمت مراراً مع شخصيات نافذة في الشركة، وفُتِحت ملفات عن الفساد في جريدة “الثورة” السورية آنذاك، مما أجج الحقد عليّ،



ودفع أحد المديرين إلى وضع الهيروئين لي في فناجين القهوة عبر عملاء له، وهذه المادة لا طعم ولا رائحة لها، ويمكن أن توضع في أي شراب ولا يكتشفها المرء. ومع الأيام ساءت حالتي، ولم أعد أشعر بالراحة إلا بتناول المزيد من هذا المخدر. وهنا ظهر من يقايضني بتوفير الهيروئين لي مقابل المال أو السكوت عما يجري في المعمل، ورويداً رويداً صرتُ أستسيغ ذلك الخدر وهذا المفعول السحري المميت لهذه المادة، كنتُ آنذاك تحت تأثير تجربة حبٍ عنيفةٍ جمعتني مع فنان شاب طموح كان يطاردني من مكان إلى مكان بعد تعرّفه إليّ في ردهات المسرح القومي. أردتُ أن أهرب من شبحه الذي ظل يتعقبني، أحاول نسيانه وتجاهله، وأتجاهل قدرته على الكذب الذي كنتُ أصدّقه وأنا أعرف بأنه يكذب ببراعة. في البداية كنت أحاول الهرب من ذاكرتي معه، ومن كل من حاولوا التقرب مني لتصفية حسابهم معه عبري، لكنني لم أسمح لأحد بأذيته، لذلك آثرتُ الوحدة على تناول صحن الانتقام بارداً، ومع أنني كرهته في البداية إلا أنه بعدها نجح في استدراجي إلى الحب”.

تجربة قاسية

عاشت السالم تجربة لا تحسد عليها في الإدمان على المخدرات، جعلتها تتراجع صحياً عاماً بعد عام، لتوضع بعد ذلك في لعبة رهان مرعبة، حين طالبها أحد ضباط مكافحة المخدرات بأن يقيم معها علاقة حميمة مقابل عدم إلقاء القبض عليها، تشرح السالم: ” كان الضابط (أ.ف) مُصرّاً على سلبي كرامتي، وعندما لم أُذعن له، ولم أمتثل لرغباته الشهوانية الدنيئة، لجأ إلى تلفيق تهم عديدة لي، منها تصنيع المخدرات والاتجار بها، ومع أنني لم أكن أقوم بذلك إلا لتأمين الكمية الشخصية لي، إلا أن هذه التُهم كانت كفيلة بوضعي في السجن لأكثر من اثني عشراً عاماً امتدت على ثلاث فترات، وآخرها كان الحكم عليّ بالإعدام، والذي تم تخفيفه بعد ذلك بمرسوم رئاسي، لتصبح عقوبة السجن مدة خمسة عشر عاماً، وتخفيفها بعد ذلك بالسجن مدة ثماني سنوات”.

قضت الحسناء الحمصية سنواتها الطويلة في السجن، من دون أن تتلقى دعماً يذكر من نقابة الفنانين أو الصيادلة، أو حتى من زملائها الممثلين الذين ظن الكثير منهم بأنها ماتت منذ زمن بعيد، باستثناء الفنان محسن غازي، الذي عمد إلى العمل على مساندتها في الدوائر الرسمية وفي النيابة العامة والقضاء لاستخلاص أمر بإخلاء سبيلها مقابل كفالة. وتكفّل رجل الأعمال ماهر العطار صاحب ومدير شركة العطار للإنتاج الفني بالنفقات المادية، وزيارتها في السجن أكثر من مرة مع مجموعة من معجبيها القدامى.

وفعلاً خرجت نجمة فيلم “الحدود”- 1984 (تأليف محمد الماغوط، إخراج دريد لحام) إلى الحرية منذ قرابة الشهرين، لتذهب وتقيم عند أقرباء لها في مدينة حمص، فيما تتابع سفرها إلى العاصمة لاستصدار حكم بالبراءة بعد قرار بالطعن تقدمت به النيابة العامة في دمشق ضدها. الأمر الذي جعلها تقع مرةً أُخرى في دوامة استدعاءات القضاء والشرطة، وفي ظل ظروف قاسية تعيشها اليوم نجمة فيلم “الرقص مع الشيطان”- 1993″ الذي لعبت فيه دور البطولة إلى جانب النجم المصري الراحل نور الشريف.

أدوار طليعية

أدت السالم أدواراً مركّبة وجريئة من دون أن تتخلى عن طبيعتها الشرقية، فكانت نجمة فيلم “نجوم النهار”- 1988 تحت إدارة المخرج أسامة محمد، وأُسندت إليها أدوار لافتة في مسلسلات مثل: “طقوس الحب والكراهية”-1995، و”سكان الريح”- 1992، و”أصايل”- 1990، و”أوراق امرأة” – 1990، و”وجوه وأقنعة”- 1989، وتوهجت فيها كلها كممثلة من طراز خاص، وقدرة على امتلاك أدوات مختلفة في عكس عالم داخلي كثيف للشخصية، ساندها في ذلك ثقافتها العالية، وحساسيتها المغايرة في المزج بين الأداء العفوي، والتكنيك الهادئ الخالي من المبالغات والتكلف في النبرة واللعب مع الممثل الشريك أمام الكاميرا.

تعيش السالم اليوم أصعب فترات حياتها، بعد تدهور وضعها الصحي، وفصلها من نقابة الفنانين لعدم دفعها الاشتراك السنوي منذ أكثر من عشر سنوات، وذلك كما بات معروفاً بسبب المدة التي قضتها في السجن، لكنها تأمل في أن تجد لها عملاً في الفن بعد هذا الانقطاع الاضطراري: “إن حصلتُ على دورٍ جيد وأعجبني فسوف أشتغله، لكن لا يظننّ أحد أن حالتي سوف تدفعني لتقديم تنازلات، لا في المستوى الفني ولا في الأجر. فالفن لديّ لا يزال عملاً مقدساً، ولم ـ ولن ـ أدخل يوماً في حسابات الربح والخسارة، فأنا من هؤلاء الناس الذين لا يندمون على شيء، ولا تعنيهم أجراس البورصة، وما زلت أتمنى أن أعمل في السينما أو التلفزيون فقط لأستمتع، كي أقدم عملاً له قيمة يحترمه الجمهور ويعجب به”.

تنهي صباح سيجارتها ثم ترتشف من كأس العصير أمامها وتكمل: “كم أتمنى لو بقيتُ تلك الفتاة الحادة الطباع التي صفعت مخرجاً عندما تحرّش بها، لكن قلبي الطيب هو من أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم، الحب والدفاع عن المهنة والتحزب لوطني ضد الفساد والفاسدين، لستُ ضحية، لن أكون، لكنني أخرج الآن من سجني لأجد البلاد وقد انقلبت رأساً على عقب، والحياة تغيرت، سورية التي تركتها قبل دخولي السجن هي غيرها اليوم، ما أكبر حزنكِ يا بلادي، وما أصغر قلبي”.
حادثة الفنانة صباح السالم ليست حادثة نادرة من نوعها

لمت لجهة التفصيلات فهي طبعا تشير لكونها نموذج الشابة المندفعة و المتمردة التي تخفي وراء وجهها الهادىء ثورة على كل شيء من الصغر.

الاسرة اعتبرتها ستكون بنت مدللة و فاشلة و في سنة البكالوريا اعتبرها الجميع راسبة سلفا لكثرة ما تقوم به من نشاطات فتحدتهم و نجحت و حصلت علامات عالية أهلتها لدخول كلية الصيدلة بل و حتى الطب لكنها لم تدرسه كونه لا يتلائم مع مزاجها

من يعرفها الحقيقة يدهش لكونها ليست وجها جديدا على الدراما السورية و لكنها مضت في رحلتها الفنية من البداية مع المسرح المدرسي و الجامعي و بصورة قوية كفنانة لها حضورها و قيمتها.

لقد عرفت بقصة مشكلتها مع الادمان من بدايتها صدفة حينها حيث أنني عمليا لست متابعا جيدا لأخبار الفن و الفنانين و بعض الأصدقاء قالوا لي بكون مزاجها الواثق أكثر من اللازم قد أضر بها فهناك مواقف و لحظات لسنا فيها بحاجة لمعالجتها بأنفسنا لأننا قد نزيدها سوءا و هو ما لا يريد تعلمه أصحاب الطبيعة المندفعة,

الحق يقال بأن هناك من تعاطف معها في حادثة التوقيف الأولى بخصوص تعاطي المخدرات و لكن تم التخلي عنها من الجميع في الحادثة الثانية فالجميع اعتبرها مصرة على التمادي في سلوك التنمر كما يتصورون الغالبية من زملائها الفنانين خاصة أنها قامت بتصنيع المخدرات مستعينة بمعرفتها في علوم الكيمياء.

قصة الضابط المرتشي و المستغل لموقعه هي أيضا ليست حالة فريدة للأسف و يبدو الخلاص من هؤلاء المسعورين لا يتم الا بحل على مبدأ ضربة صاعقة تبيدهم أو التحجيم النهائي لأية صلاحيات لأي ضابط أو مسؤول بقرارات حاسمة.

في النهاية هناك الكثير من الضباط المحترفين و الشرفاء , لكن ظروف سوريا في مرحلة الصراع العربي الأسرائيلي (حالة اللاحرب و اللاسلم_ و هي حالة خطيرة جداً أجتماعياً), فضلاً عن التغييرات البنيوية الهائلة التي حصلت في سوريا كما في الكثير من دول العالم الثالث كانت سبباً في تضخم الأجهزة الأمنية و تسرب نماذج فاسدة اليها. ما يزيد الطين بلة هو عدم وجود طبقة نخبوية فكرية حقيقية تستطيع رسم متطلبات المرحلة القادمة و كيف تتخيل دور و أسلوب أجهزة الدولة فيها (وجدت الكثير من أطباء و مهندسي و كتاب سوريا في الخارج في قمة الضحالة الفكرية و قمة تضخم الأنا المريضة لديهم و لم يستطيعوا أتخاذ الموقف السليم بينما بلدهم يتعرض الى هجمة شرسة و مرعبة هي عبارة عن حرب جيل رابع يشارك فيها عشرات الدول دفعة واحدة_ تخيلوا أن شخص مثقف يدافع عن الدور السعودي في الحرب على سوريا كونهم يريدون الحرية للشعب السوري و السؤال هو كيف لحكومة مثل السعودية تقمع شعبها ببشاعة أن ترغب في الحرية لشعب اّخر؟! كيف يمكن لجبهة النصرة و أخواتها أن تحارب لأجل الديمقراطية في سوريا و يصبح عناصرها ثوار و طلاب حرية؟!), لدينا شعب أبتلي بقصر النظر و الأنتهازية و التعصب و الطمع و أستسهال عظائم الأمور و تعظيم أتفهها, سامحك الله يا أخي المهيب الركن أدخلتنا في موضوع أفلاطوني حتى السوبر كومبيوتر يعجز عن حله.

لجهة الضباط الحرفيين و الشرفاء فقد كان هناك دائما نماذج منهم بلا شك و لكن كما تعرف فتفاحة فاسدة تنزع سمعة حمولة التفاح كلها

كان هناك تعليق عتدما زار رئيس المخابرات في الثمانينات أحد الفروع و وجد أحد الضباط في مكتبه يترجم كتابا و تأمل في المكتبة الكبيرة وراءه فقال هذا الشاب سيكون له اسم في مستقبل هذا البلد و بالفعل فقد كان هذا هو الضابط علي مملوك الذي يعتبره كثيرون رجل المخابرات القوي في سورية بامتياز.
 
حادثة الفنانة صباح السالم ليست حادثة نادرة من نوعها

لمت لجهة التفصيلات فهي طبعا تشير لكونها نموذج الشابة المندفعة و المتمردة التي تخفي وراء وجهها الهادىء ثورة على كل شيء من الصغر.

الاسرة اعتبرتها ستكون بنت مدللة و فاشلة و في سنة البكالوريا اعتبرها الجميع راسبة سلفا لكثرة ما تقوم به من نشاطات فتحدتهم و نجحت و حصلت علامات عالية أهلتها لدخول كلية الصيدلة بل و حتى الطب لكنها لم تدرسه كونه لا يتلائم مع مزاجها

من يعرفها الحقيقة يدهش لكونها ليست وجها جديدا على الدراما السورية و لكنها مضت في رحلتها الفنية من البداية مع المسرح المدرسي و الجامعي و بصورة قوية كفنانة لها حضورها و قيمتها.

لقد عرفت بقصة مشكلتها مع الادمان من بدايتها صدفة حينها حيث أنني عمليا لست متابعا جيدا لأخبار الفن و الفنانين و بعض الأصدقاء قالوا لي بكون مزاجها الواثق أكثر من اللازم قد أضر بها فهناك مواقف و لحظات لسنا فيها بحاجة لمعالجتها بأنفسنا لأننا قد نزيدها سوءا و هو ما لا يريد تعلمه أصحاب الطبيعة المندفعة,

الحق يقال بأن هناك من تعاطف معها في حادثة التوقيف الأولى بخصوص تعاطي المخدرات و لكن تم التخلي عنها من الجميع في الحادثة الثانية فالجميع اعتبرها مصرة على التمادي في سلوك التنمر كما يتصورون الغالبية من زملائها الفنانين خاصة أنها قامت بتصنيع المخدرات مستعينة بمعرفتها في علوم الكيمياء.

قصة الضابط المرتشي و المستغل لموقعه هي أيضا ليست حالة فريدة للأسف و يبدو الخلاص من هؤلاء المسعورين لا يتم الا بحل على مبدأ ضربة صاعقة تبيدهم أو التحجيم النهائي لأية صلاحيات لأي ضابط أو مسؤول بقرارات حاسمة.


لجهة الضباط الحرفيين و الشرفاء فقد كان هناك دائما نماذج منهم بلا شك و لكن كما تعرف فتفاحة فاسدة تنزع سمعة حمولة التفاح كلها

كان هناك تعليق عتدما زار رئيس المخابرات في الثمانينات أحد الفروع و وجد أحد الضباط في مكتبه يترجم كتابا و تأمل في المكتبة الكبيرة وراءه فقال هذا الشاب سيكون له اسم في مستقبل هذا البلد و بالفعل فقد كان هذا هو الضابط علي مملوك الذي يعتبره كثيرون رجل المخابرات القوي في سورية بامتياز.
المفروض استاذ سيف هذا الضابط يطرد نهائيا من وظيفته بحيث تسبب بظلم فنانة سورية معروفة وانا شاهدتها عدة مرات ويتم اعادة الاعتبار لها وانا حسب رايي اجهزة المخابرات السورية يجب ان تعتمد معايير مششدة جدا في اختيار الضباط الاكفاء و النزهاء و الاذكياء بحيث لا يسيئون لسمعة الاجهزة الامنية السورية هذا هو المشكل استاذ سيف يتم اختيا ضباط سفلة واعتذر على هذا المصطلح لكن يبدو هذا الظاهر وهذا لا يعني عدم وجود ضباط مخابرات اكفاء واذكياء مثل الذي ذكرته اللواء علي مملوك مدير مكتب الامن الوطني
 
المفروض استاذ سيف هذا الضابط يطرد نهائيا من وظيفته بحيث تسبب بظلم فنانة سورية معروفة وانا شاهدتها عدة مرات ويتم اعادة الاعتبار لها وانا حسب رايي اجهزة المخابرات السورية يجب ان تعتمد معايير مششدة جدا في اختيار الضباط الاكفاء و النزهاء و الاذكياء بحيث لا يسيئون لسمعة الاجهزة الامنية السورية هذا هو المشكل استاذ سيف يتم اختيا ضباط سفلة واعتذر على هذا المصطلح لكن يبدو هذا الظاهر وهذا لا يعني عدم وجود ضباط مخابرات اكفاء واذكياء مثل الذي ذكرته اللواء علي مملوك مدير مكتب الامن الوطني
الذي عرفته بكون تشكيل جهاز الأمن الوطني تم بواسطة اللواء علي مملوك

أعطي صلاحية مطلفة للقيام بكافة الاجراءات في سبيل تشكيل جهاز قوي و متماسك و بعناصر ايجابية
قام بزيارات الى جميع الاجهزة الأمنية و بتوجيه رسالة خاصة للأفراد و بردودهم انتقى أفضل العناصر

يعني بسؤال العسكريين من أكثر ضابط يعجبكم و تقدرونه فالجواب غالبا سيشير الى أكثر الضباط عادة قدرة على التواصل مع العسكريين

التدريب و العمل بصمت طيلة العام الماضي بحيث يكون الاجراء الذي بدأ قبل شهرين مفاجئا للجميع

أعتقد هذه هي البداية الأنسب
 
الذي عرفته بكون تشكيل جهاز الأمن الوطني تم بواسطة اللواء علي مملوك

أعطي صلاحية مطلفة للقيام بكافة الاجراءات في سبيل تشكيل جهاز قوي و متماسك و بعناصر ايجابية
قام بزيارات الى جميع الاجهزة الأمنية و بتوجيه رسالة خاصة للأفراد و بردودهم انتقى أفضل العناصر

يعني بسؤال العسكريين من أكثر ضابط يعجبكم و تقدرونه فالجواب غالبا سيشير الى أكثر الضباط عادة قدرة على التواصل مع العسكريين

التدريب و العمل بصمت طيلة العام الماضي بحيث يكون الاجراء الذي بدأ قبل شهرين مفاجئا للجميع

أعتقد هذه هي البداية الأنسب
هذا هو الاجراء المناسب
 
عودة
أعلى