اساليب العمل القتالى و ليست نوعية السلاح و ميزاته

السيف الدمشقي

عميد

أقلام المنتدى
ٍVIP
إنضم
27 فبراير 2015
المشاركات
6,570
مستوى التفاعل
29,291
النقاط
113
هذا الموضوع هو اقرب لفتح باب الحوار من جديد حول ميزات الاسلحة أو طرائق العمل القتالي و نظرياته و عموما هي ستكون مبنية على حوارية مفتوحة بين جميع الأخوة الراذين لديهم تفصيلات تغني الموضوع و لئن كنت بالتحديد قد قررت فتح هذا الموضوع تحت قسم القوى الجوية كوني نويت التركيز هنا حاليا على الحروب الجوية و فاعليتها تاريخيا بمقارنة ذلك بتطور المقاتلات القاصفة مع طرائق العمل القتالى بوقت واحد.
فترة الستينات و السبعينات حفلت لاكثير من الدعاية لسلاح الجو الصهيوني و طرائقه و قبل كل شيء ادعت معظم وسائل الاعلام بتفوق مقاتلاته بصنفيها الذين حصلا على القسط الأوفر من الدعاية و أعني بهما F-4 الفانتوم و الميراج 3C فعمليا كان هناك تركيز كبير على قوة و تقدم و فعالية هاتين الطائرتين و تقدمهما التقني الكاسح و تسليحهما الفعال مقارنة بما تيسر من مقاتلات قاصفة لاسلحة الجو العربية و على راسها حينها المصري و السوري و كلاهما تسلحا بمقاتلات قاصفة من طرازات ميج و سوخوي بمختلف سلاللتها المتيسرة أنذاك.
كبداية عامة ساضع هنا تسجيلا قديما حول دور الفانتوم في حرب فييتنام و كيف أن تفوقها المزعوم لم يظهر هناك مطلقا بل كانت تقريبا ذات فاعلية محدودة و مناقشة سبب ذلك ومقارنته بسبب التصور العام حول تفوقها في الحروب العربية الصهيونية؟؟؟!!!!.


الخسائر الكبيرة في الحرب الجوية في فييتنام تبدو غير عادية بالمطلق

https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_aircraft_losses_of_the_Vietnam_War


https://sldinfo.com/2014/10/looking...huck-debellevue-about-the-air-war-in-vietnam/
كذلك هنا أيضا تسجيل وثائقي أخر حول ضعف فاعلية تسليح الفانتوم و عدم جدوى ذلك التسليح في حينها ايضا و في كلا الفيلمين تظهر اعتراف بفداحة الخسائر الهائلة في تلك الحرب!!!

 
التعديل الأخير:
الأخوة في المنتدى
الغاية من فرضية تدعي بحسب ول ديورانت واضع موسوعة قصة الحضارة بكون الطريقة المثلى لكتابة التاريخ هي في ان تبدأ من المنتصف و هكذا فلقد اخترت البداية من حقبة السبعينات و ما صاخبها من متغيرات في الحروب الجوية عمليا في القرن الماضي و ظهور مقاتلات الجيل الثالث و قاصفاته التي فرض تطورها التقني رؤية مختلفة و أساليبا مختلفة فضلا عن تطور كبير في عمليات ادامة القتال الجوية و ادارة الحروب الجوية و ظهور وسائط تحكم و استشعار متقدمة و فعالة و كذلك مع تقدم لافت في الحرب الالكترونية و متطلباتها و الى حد يقول فيه بعض الباحثين بكون أن المنتصر في الحروب القادمة هو من سميتلك أخر هوائيي ارسال صامدين.
الصراع العربي الصهيوني و قبله بقليل الحرب الكورية هما الحربان الجويتان بكل ما جرى فيهما من حروب سواء أكانت طويلة مستمرة أو متقطعة فلقد كانا عمليا هما أوفر الحروب الجوية غنى بالتجربة القتالية و ضرورات التطور فيما تلى الحرب العالمية الثانية من حروب و صراعات و في غالبيتها فلقد كان دور سلاح الجو دورا غير فاعل أو مؤثر مقارنة بهذين الصراعين , و بينهما ايضا الحرب الفييتنامية التي كانت نقلة وسطية بين هاتين الحربين و لذلك اسباب متعددة.
الرؤية الأمريكية لسلاح الجو و قوة فاعليته:
1-مستند الى قاعدة صناعية واسعة كون الولايات المتحدة امبراطورية صناعية كبيرة و بالتالي سهولة التصنيع و بكميات كبيرة لمختلف أنواع الأعتدة العسكرية و على رأسها الطائرات.
2-تاريخيا الطائرة استندت الى كونها اختراعا أمريكيا اساسا و منذ تحليق الأخوين رايت فلقد بدأت عمليا نهضة صناعية واسعة في عالم التصنيع الطائرات بصورة كانت تعادل عشرة اضعاف جميع الدول الصناعية حينها.
3-سلاح الجو هو استمرار بطريقة واضحة لنظرية انعزال الأرض الأمريكية عن ميدان القتال منذ مبدأ مونرو و بالتالي فلا اضرار مباشرة تقع على المواطنين الأمريكيين أو على الاقتصاد الأمريكى.
4-قدرة سلاح الجو بصورة عامة على الوصول الى العدو و تدمير قواته و موارده بسرعة مما يجعله أقوى فاعلية من غيره في خدمة أغراض الحرب و في سياسة عرض العضلات و تهديد الخصوم و ترهيب القوى المنافسة.
5-رغم تطور سلاح البحرية و الغواصات فلقد بقيت الحرب الجوية عاملا رئيسيا ضمن السيطرة البحرية على العمليات العسكرية و لذلك تم التركيز على حاملا الطائرات التي تحولت الى قواعد بحرية عائمة تحمل طائرات الاسطول.
6- حاملات الطائرات هي ايضا تعبير عن قدرة التفاعل السريع و التدخل في الأزمات و كذلك فهي تصبح امتدادا لوجود الامبراطورية الأمريكية و تحرس طرق المواصلات الى المستعمرات و اراضي الدول الحليفة.
7- تطور ظاهرة السفر جوا و النقل الجوي بصورة كبيرة في الولايات المتحدة و كونها تحولت أيضا الى نوع رائج و من الخدمة سواء لأغراض تجارية أو ترفيهية بحيث أصبح في فترة الخمسينات عدد من يسافرون جوا يفوق عدد مستخدمي السكك الحديدية.
8-نفسيا ترضي الطائرة الغرور الأمريكى الأصيل و تعطي ذاتيا احساسا بالنشوة و التفوق و السيطرة و السلطة و القدرة على التحكم و هي بالتالي سلاح نفسي ملائم سواء لمواجهة العدو أو لاعطاء انطباع القوة المتفوقة سواء للعسكري أو المواطن الأمريكى.
يتبع....
 
التسليح وآلية استخدامه يرتبط مع العقيدة القتالية ..الكيان الصهيوني قبل حرب 1967 وبالاستناد الى عقيدتها القتالية *الحرب الخاطفة* اعتمدت على بعض الاسلحة دون النظر الى مزايها التقنية او النارية فبالنسبة لسلاح الجو اعتمدت على المقاتلات جو جو والطائرات متعددة المهام دون القاذفات الثقيلة وكذلك فضلت تركيب رشاشات من عيار 130 ملم على طائرات الميراج 3 بدلا من صواريخ ماترا وهذا يعود الى العقيدة القتالية بحيث ان الصواريخ اجدى في المهام الدفاعية بينما الاعمال الهجومية وحيث تكون اعمال القتال الجوية ثانوية او شر لابد منه سيكون القتال التلاحمي اجدى بالتأكيد..وكذلك بالنسبة لسلاحها البري فضلت استخدام الدبابات دون المدفعية او المدرعات *التي تفيد في القتال البطئ او القتال الليلي* ..فالسلاح يتبع التكتيك دائما فالخيالة *التي هي الان سلاح المدرعات* تغير استخدامها من حامية ثابتة على الاجنحة الى ساقات للجيش تستخدم باعمال مختلفة *كتطويق العدو ورد هجماته* بسبب تغير العقيدة القتالية للجيوش وازدياد حجم الجيوش مع ما يعقبه من اهمية عامل التموين والذي احدث نهاية لحروب الحصار او الحروب الثابتة فكل عقيدة تحدد السلاح المناسب وكيفية استخدامه
 
نشأة و تطوير سلاح الجو الصهيوني:
بدأ سلاح الجو الصهيوني عام 1948 عمليا بصورة مختلفة كليا عن بقية القوى الجوية في العالم فهو عمليا ولد دفعة واحدة و لم يمر بمرحلة تاسيس و نشوء أو مرحلة جنينية (ان صح التشبيه) فلقد تيسر له عدد كبير من المتطوعين و الفنيين ممن خدموا في اسلحة الجو الغربية و كان من ابرزهم حينها وايزمان الذي كان اصلا طيارا في سلاح الجو البريطاني (أصبح فيما بعد قائدا لسلاح الجو ثم رئيسا للاركان) و من أمثاله بضعة ألوف خدموا في مختلف اسلحة الجو الكندية و الأمريكية و الفرنسية و غيرها و برز فيما بعد من هؤلاء آل شويمر الذي نقل القلاع الطائرة من الولايات المتحدة الى الكيان الصهيوني بعد تاسيسها و قامت بقصف القاهرة و دمشق و فيما بعد اصبح هو المسؤول عن تأسيس الصناعة الجوية الصهيونية.
كمعدات تيسر لسلاح الجو الصهيوني بضع مئات من مختلف أنواع الطائرات التي بيعت على اساس أنها خردة أو للتصنيع كالواح معدنية و لكنها عمليا مررت بالتأمر مع أجهزة المخابرات الغربية و هكذا فلقد كان لديه من القوة و الامكانيات ما يفوق جميع الدول العربية و طبعا بدا يبحث لنفسه عن عقيدة متناسبة مع ظروفه المحلية و بدا للوهلة الأولى بأنه قد يكون أقرب للعقيدة البريطانية و الأمريكية و حتى أن عددا من قياداته تصور بكون ذلك سيكسبه حالة من التفوق كطريقة العمل القتالي بعد التجربة العسكرية الواسعة لسلاحي الجو البريطاني و الأمريكي في الحرب العالمية الثانية و فيما بعد في الخمسينات من القرن المنصرم غيرت قيادة سلاح الجو الصهيوني خططها و بدأت في البحث عن أساليب تسلح جديدة و طائرات مختلفة بعيد دخول عصر الطيران النفاث و الأسرع من الصوت فجرى التخلي عن فكرة استخدام القلاع الطائرة و تشغيلهاو هنا كانت عمليا البداية في التدريب الفعلي على اساليب الحرب الجوية تطبيقا لنظريات الجنرال الايطالي دوهيه و بما سمي فيما بعد الحرب الخاطفة أو الحرب الصاعقة أو حرب البرق و هي بكل بساطة تقتضي توجيه ضربة أولى شاملة من سلاح الجو الى غريمه تدمر فيها قوته الجوية و مطاراته و منشآته المختلفة فيكسب السيادة الجوية على الميدان و صبح للقوة البرية سند مدفعي طائر يتحرك بسهولة و يدمر قوة الخصم البرية في الصفحة التالية من الحرب.
هذه كانت بختصار مجريات النشوء و التطور للعقيدة القتالية الصهيونية في استخدام سلاح الجو و هي ما تم تطبيقها فعليا في حرب 67 بتوجيه ضربة شاملة للقوتين الجويتين المصرية و السورية و كذلك القوة الجوية الأردنية كصفحة أولى لافتتاح الحرب و كسب السيادة الجوية و بعدها فتح بقية الصفحات طبقا لنظرية الحرب الخاطفة و في حلقات قادة سنبحث في نوعية التسليح و أساليبه و مصادره التي اتبعها سلاح الجو الصهيوني و كما سنقارن ماذا فعل سلاحا الجو المصري و السوري في هذا الصدد و اسباب الضعف الاساسية في عمليات تطوير و نشوء هذين السلاحين و بعضا من نقاط القوة التي تميزا بها ايضا.
يتبع.....
 
التعديل الأخير:
سلاحا الجو المصري و السوري لم تكن لديهما قوة جوية فاعلة عمليا و قادرة على القتال بالمطلق حتى بدء دخول الاسلحة الالسوفييتية بما فيها مقاتلات من طراز ميج-15 حينها و تلتها طبعا مقاتلات ميج-17 و ميج-19 و كذلك سوخوي-7 و اليوشن-28 و في أوائل الستينات دخلت مقاتلات ميج-21 في و اقتصر دخول قاصفات بعيدة المدى من طراز توبوليف-16 على سلاح الجو المصري و طبعا من الممكن اضافة كون عدد محدود من هذه القاصفة قد دخل الخدمة في سلاح الجو العراقي ايضا لكن لم يلاحظ دخول السوخوي-7 بصورة واسعة في حينه في جميع هذه القوى الجوية.
https://www.google.com.au/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=video&cd=1&cad=rja&uact=8&ved=0ahUKEwil9MX_lfPNAhWGoJQKHZa6DeYQtwIIGzAA&url=https://www.youtube.com/watch?v=WedlI91iZG8&usg=AFQjCNGsAJsQcAMvBk_sJS8YvXkBvOUE8A&sig2=M0YUjKLrrJ4VKxY4-b6JQg&bvm=bv.127178174,d.dGo

https://www.google.com.au/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=video&cd=2&cad=rja&uact=8&ved=0ahUKEwil9MX_lfPNAhWGoJQKHZa6DeYQtwIIITAB&url=https://www.youtube.com/watch?v=TZCV4a8arQQ&usg=AFQjCNE9113MoMJ4aR8xmxnTjDPrb0EMWQ&sig2=1zR6tkh2hAVjhGHxQ4XEqQ&bvm=bv.127178174,d.dGo
يتبع....

 
بالنسبه لل tu16 الا ترى استاذي ان ادخال هكذا طائره للخدمه وهي هدف سهل ويجب حمايته بقوه من قبل بعض الطائرات المقاتله انه اهدار للمال والجهد فقط فهكذا طائره عندما تستعملها يجب عليك تامين سياده جويه عالاقل مقبوله وليس في ظل تفوق واضح للعدو
 
بالنسبه لل tu16 الا ترى استاذي ان ادخال هكذا طائره للخدمه وهي هدف سهل ويجب حمايته بقوه من قبل بعض الطائرات المقاتله انه اهدار للمال والجهد فقط فهكذا طائره عندما تستعملها يجب عليك تامين سياده جويه عالاقل مقبوله وليس في ظل تفوق واضح للعدو
عموما القاصفات البعيدة المدى تتناسب مع بعض الميادين القتالية و يفترض أن يتموضع مطارها بعيدا أكثر من 500 كم عن الخطوط الامامية و كذلك فيجب أن تحرسها المقاتلات سواء و هي على الارض أو أثناء التحليق في مهمات قتالية و حتى تدريبية (غالبا من طراز سوخوي-15 و بعدها ميج-25 في ذلك الحين و هنا النقص الذي يتوجب التطرق اليه في حلقات قادمة ) و لذلك فهي قابلة للعمل بحال فاقت مساحة الدولة حدا معينا بحيث يمكنها ذلك من الاحتفاظ بمسافة انذار كافية كوقاية لهجوم العدو الجوي و يلاحظ بكون التطوير السوفييتي انصب في حينها على تحويلها لحاملات صواريخ تضرب العدو من مسافات أمنة ايضا و ليس بالضرورة كقصف مباشر بالقنابل و عمليا فهي لعبت دورا فعالا في حرب 1973 و بحال الاستخدام الناجح أما في حرب 1967 فالاستخدام الخاطىء أدى لتدمير هذه القاصفات على الأرض في سلاح الجو المصري أما القاصفات العاملة في سلاح الجو العراقي فالتاريخ يشهد بكونها كانت القاصفات الوحيدة من هذا الطراز التي قامت بغارة جريئة على قلب العدو و كان ذلك صباح يوم 6 حزيران و كان للطيران الصهيوني حالة شبة شاملة من التفوق الجوي في حينه فضلا عن الحالة المعنوية السيئة بعد معرفة الجميع بفداحة الخسائر المصرية و السورية في سلاحي الطيران و لقد اسقطت أحدهما بنيران المدفعية المضادة للطائرات و سقط طاقمها شهداء الى رحمة الله أما القاصفة الثانية فلقد قصفت قاعدة ناتانيا الجوية و عادت سالمة و يبدو أن العدو اصيب بذعر كبير و غيظ رهيب من هذه العملية الجريئة لحد أن مرجعا أوروبيا كبيرا أكد للباحث و الصديق مهيد عبيد بأن الموساد الصهيوني وضع أمامه طلب اغتيال قائد سلاح الجو العراقي اللواء جسام الشاهري حينها و لكن في عام 1969 قبض على معظم الشبكات التي كانت تعمل في العراق و كذلك قبض على شبكات أخرى في عام 1971 أيضا.
 
عموما القاصفات البعيدة المدى تتناسب مع بعض الميادين القتالية و يفترض أن يتموضع مطارها بعيدا أكثر من 500 كم عن الخطوط الامامية و كذلك فيجب أن تحرسها المقاتلات سواء و هي على الارض أو أثناء التحليق في مهمات قتالية و حتى تدريبية (غالبا من طراز سوخوي-15 و بعدها ميج-25 في ذلك الحين و هنا النقص الذي يتوجب التطرق اليه في حلقات قادمة ) و لذلك فهي قابلة للعمل بحال فاقت مساحة الدولة حدا معينا بحيث يمكنها ذلك من الاحتفاظ بمسافة انذار كافية كوقاية لهجوم العدو الجوي و يلاحظ بكون التطوير السوفييتي انصب في حينها على تحويلها لحاملات صواريخ تضرب العدو من مسافات أمنة ايضا و ليس بالضرورة كقصف مباشر بالقنابل و عمليا فهي لعبت دورا فعالا في حرب 1973 و بحال الاستخدام الناجح أما في حرب 1967 فالاستخدام الخاطىء أدى لتدمير هذه القاصفات على الأرض في سلاح الجو المصري أما القاصفات العاملة في سلاح الجو العراقي فالتاريخ يشهد بكونها كانت القاصفات الوحيدة من هذا الطراز التي قامت بغارة جريئة على قلب العدو و كان ذلك صباح يوم 6 حزيران و كان للطيران الصهيوني حالة شبة شاملة من التفوق الجوي في حينه فضلا عن الحالة المعنوية السيئة بعد معرفة الجميع بفداحة الخسائر المصرية و السورية في سلاحي الطيران و لقد اسقطت أحدهما بنيران المدفعية المضادة للطائرات و سقط طاقمها شهداء الى رحمة الله أما القاصفة الثانية فلقد قصفت قاعدة ناتانيا الجوية و عادت سالمة و يبدو أن العدو اصيب بذعر كبير و غيظ رهيب من هذه العملية الجريئة لحد أن مرجعا أوروبيا كبيرا أكد للباحث و الصديق مهيد عبيد بأن الموساد الصهيوني وضع أمامه طلب اغتيال قائد سلاح الجو العراقي اللواء جسام الشاهري حينها و لكن في عام 1969 قبض على معظم الشبكات التي كانت تعمل في العراق و كذلك قبض على شبكات أخرى في عام 1971 أيضا.
أجلس الأن مع الصديق مهيد عبيد و يقول لي بالحرف بأنه يعرف بكون مشادة كبيرة وقعت بين الطيارين العراقيين في التسابق على من يقوم بهذه العملية ضم اضاف لي بالحرف أقلعت القاصفتان و قال قائد القوة الجوية العراقية للمحيطين به بكونه كان يجب أن يذهب معهم و لكونه يعرف بكون هذه العملية هي اقرب الى الانتحار و لكنه خشي من أن يقلب العدو الموضوع الى حالة من التشفي و الاستقواء و بأن ذلك كان سيشكل انكسارا معنويا لا حاجة لاضافته الى الحالة المعنوية السيئة للجميع و فعلا طارت القاصفتان البطلتان على ارتفاع واطىء و اخترقتا الأجواء الاردنية و لم تكن القيادة العامة الأردنية على علم بهذه العملية الفائقة السرية و انفصلتا فحلقت القاصفة الأولى من شمال الضفة الغربية باتجاه قاعدة عقير لكن كما يبدو فلقد وقع خطأ ملاحي اضطرت على اثره للارتفاع فاكتشفها رادار العدو و ضربت بالمدفعية المضادة للطائرات فاستشهد طاقمها الستة قرب العفولة في الارض المحتلة أما القاصفة الثانية فلقد حلقت من جنوبي الضفة الغربية و اتجهت الى قاعدة ناتانيا الجوية و قصفتها ثم عادت أدراجها محلقة على ارتفاع منخفض ايضا و لقد أطلق العدو عليها صاروخي هوك فشلا في اصابة القاصفة العراقية البطلة لحنكة ربانها و طاقمها و عادت بسلام الى قاعدة الحبانية و تم كل ذلك في وسط صمت لاسلكي تام و لقد حاولت الطائرات الصهيونية مطاردتها و اسقاطها لكن قائد القوة الجوية العراقية كان قد أمر باقلاع نجدة فورية تشكلت من عدد كبير من مقاتلات ميج-21 كمظلة حماية لاستقبالها و للتصدي للميراج الغادرة التي كانت تحاول اللحاق بالقاصفة البطلة فتراجعت طائرات الميراج الثمانية التي كان العدو قد ارسلها و اضاف الكاتب مهيد عبيد قوله لقد كان هذا العمل الجريء يشكل حالة غير عادية من البطولة الخارقة فتحليق هاتين القاصقتين( و سلاح العدو الجوي في قمة نشاطه و سيطرته الجوية المطلقة ) للصولة و الضرب في قلب العدو كان يشكل مجازفة كبيرة و حالة غير عادية من الاستعداد للتضحية تستحق كل تقدير و لقد اعترف لعدو الصهيوني بهذه الغارة الجريئة و اذيعت من محطته الاذاعية حينها ايضا مرتين.
من الجدير بالذكر بكونه تعليقا على اساليب الاستخدام و طرق العمل القتالي و حول هذه الحادثة بالذات فلقد سال الباحث مهيد عبيد أحد كبار الضباط في القوة الجوية العراقية (آنذاك) عن التفصيلات حول هذه العملية فقال له بكون الرئيس العراقي طلب قائد القوة الجوية العراقية ليلا و طلب اليه لعمل على توجيه ضربة لقلب العدو ترفع المعنويات و تثير الحماس و مهما كان الثمن فسهر اللواء جسام الشاهري مع اركان القوة الجوية العراقية و خرج بتقدير للموقف مفاده بكون الطيران الصهيوني سينشغل منذ الفجر بالمساندة للقوات البرية على الجبهتين المصرية و الاردنية و بعد بضع ساعات سيكون طياروه مرهقين و الضغط عليهم اصبح اشد و بأن توجيه ضربة في وقت حوالي التاسعة صباحا سيكون هو الأنسب و هكذا فلقد تم تحضير القاصفتين و حملتا بالقنابل بعد اختيار مسارين مختلفين لضرب هدفين هما عقير و ناتانيا و اقلعتا عمليا حوالي الساعة 6:45 من مطار الحبانية و حلقتا باتجاه الاراضي المحتلة و اخترقتا الأجواء الأردنية ثم اخترقتا أجواء الارض المحتلة حوالي الساعة وتـوجهتا الى 9:15 و توجهتا الى هدفيهما و بالفعل فلقد فشلت قوة العدو الجوية في الاقلاع و التصدي للقاصفتين العراقيتين و الخطأ الذي حدث في الاستدلال على قاعدة عقير هو ما أجبر القاصفة الأولى على الارتفاع كما يبدو فضربتها المدفعية المضادة للطائرات و أما القاصفة الثانية فتمكنت من تأدية مهمتها و العودة بسلام و طبعا كما أضاف الكاتب مهيد عبيد ان ما جرى كان دليلا على سلامة تقدير الموقف من قبل قائد القوة الجوية العراقية و كفاءته كقائد و على حسن تدريب طاقم القاصفتين العراقيتين ايضا لو حدثت هذه القصة في الغرب لصنعوا منها فيلما سينمائيا و طبلوا و زمرو لهالة البطولة و هكذا فتحية لهؤلاء الابطال سواء من استشهدوا أو من بقيوا أحياء.
 
التعديل الأخير:
هناك ايضا اشتباك جوي حدث فوق قاعده h3 في الانبار واحدى الطائرات الصهيونيه اصيبت بصاروخ في الذيل لكن الطيار استطاع ايصالها للاراضي المحتله وكانت نوع ميراج ٣ وسقطت طائره ثانيه للعدو فوق العراق حدث هذا سنه ٦٧ فهل هي الطائرات المطارده لtu16
 
هناك ايضا اشتباك جوي حدث فوق قاعده h3 في الانبار واحدى الطائرات الصهيونيه اصيبت بصاروخ في الذيل لكن الطيار استطاع ايصالها للاراضي المحتله وكانت نوع ميراج ٣ وسقطت طائره ثانيه للعدو فوق العراق حدث هذا سنه ٦٧ فهل هي الطائرات المطارده لtu16
الهجمات الصهيونية على قاعدة H-3 لم تكن على علاقة مباشرة بهذه العملية بل كانت كنوع من الرد بحيث تشكل حالة من رد الاعتبار لكنها عمليا فشلت جميعها
الهجوم الأول أتى يوم 5 حزيران و فشل كليا
الهجوم الثاني أتى يوم 6 حزيران بعد الضربة العراقية بطائرات TU-16 بعد الظهر و استشهد النقيب عبد الواحد اليوزبكي الذي اقدم على الاقلاع تحت القصف بشجاعة نادرة فضربت طائرته اثناء الاقلاع.
الهجوم الثالث كان مسائيا و فشل ايضا لوجود دورية حراسة من مقاتلات هنتر يقودها طيارون عراقيون و اردنيون.
و هناك التقدير العام للخسائر الصهيونية فهي بكل تاكيد حوالي 5 طائرات في اشتباكات مختلفة مع سلاح الطيران العراقي و كما من المؤكد بكون طائرتي فوتور قد سقطتا في طريق العودة و طالبت الكيان الصهيوني فيما بعد بجثث الطيارين و يعتقد اللواء حسن مصطفى النقيب بكونها سقطت لنفاذ الوقود حيث ان القوة الجوية العراقية لم تصدر اية بيانات عن اسقاطها ايضا و طبعا بالنسبة للمصادر المنشورة فهي تدعي بأن الكيان الصهيوني خسرت طائرتين فقط و بأنها دمرت أكثر من 30 طائرة عراقية على الارض في قاعدة H-3 و هو بالقطع ما لم يكن صحيحا فالخسائر العراقية بمجملها لا تزيد على سبع طائرات .
 
بالنسبه لF4 استاذي فاراها مقاتله قاذفه ممتازه وتجاوزت زمنها ويكفي ان نبين ان حمولتها مقاربه جدا للسوخوي ٢٤ مقاتله ثقيله مزدوجه المحرك محترمه جدا ورغم قدمها لازالت تخدم وبقوه في كثير من اسلحه الجو لبلدان متقدمه ولازالت تحمل ادق الاسلحه من هارم والارم وشرايك ومافريك وحتى قنابل gbu ولازالت تستعمل لحد هذا الوقت صح تغلبت عليها الميغ ٢١ لكن في ماذا تغلبت عليها في dog fight فقط ويكفي ان ابين مساله ان تسارع الميغ ٢١ يماثل تسارع الf16 وسرعه التسلق لهما متقاربه اما في القتال في ماوراء الافق فالغلبه للf4 بالتاكيد
 
بالنسبه لF4 استاذي فاراها مقاتله قاذفه ممتازه وتجاوزت زمنها ويكفي ان نبين ان حمولتها مقاربه جدا للسوخوي ٢٤ مقاتله ثقيله مزدوجه المحرك محترمه جدا ورغم قدمها لازالت تخدم وبقوه في كثير من اسلحه الجو لبلدان متقدمه ولازالت تحمل ادق الاسلحه من هارم والارم وشرايك ومافريك وحتى قنابل gbu ولازالت تستعمل لحد هذا الوقت صح تغلبت عليها الميغ ٢١ لكن في ماذا تغلبت عليها في dog fight فقط ويكفي ان ابين مساله ان تسارع الميغ ٢١ يماثل تسارع الf16 وسرعه التسلق لهما متقاربه اما في القتال في ماوراء الافق فالغلبه للf4 بالتاكيد
الأخ سامي
الكلام و المقارنات التي قمت أنت باضافتها هي صحيحة و عموما فكون سلاح له بعض الامتياز فهناك منظومة قتالية عموما تقوم بخدمة هذا السلاح و كذلك مستويات تدريبية و فوق ذلك كله اساليب و تقنيات و طرائق قتالية و هو عمليا ما سيتم التركيز عليه في هذا الموضوع و بصورة خاصة فلجهة الفانتوم فلقد أورد الفيلم الأمريكي سقوط المئات منها حوالي أكثر من 700 طائرة في الحرب الفييتنامية بسبب غباء القيادة الأمريكية و عدم فهم كونها ليست قادرة على الامتياز في قتال المساقات القريبة و محاولتهم استخدامها في دور التفوق الجوي على مقاتلات تمتاز برشاقة الحركة و سلاستها مثل ميج-21 و حتى في عدد من الحالات فلقد جرت مواجهة ميج-17 و ميج-19 مع الفانتوم بطيارين مصريين و سوريين و تفوقت كلاهما على الفانتوم في الاشتباكات القريبة بصورة مؤكدة برغم كون الفانتوم متفوقة ملاحيا و الكترونيا و من ناحية المدى أيضا.
 
هذا الفيلم يلخص تاريخ تصميم القاصفات البعيدة المدى في الدولة السوفييتية لما بعد الحرب العالمية الثانية بما فيها القاصفة المشهورة TU-16

 
الأخوة في المنتدى
هذه الحلقة لا بد فيها من العودة الى فترة الخمسينات من القرن الماضي و بدء اختفاء الطائرات ذات المجرك المكبسي و تطوير الطائرات النفاثة وصولا لدخول الطائرات الاسرع من الصوت و على أثر ذلك بدأت القوات الجوية في البحث عن اساليب مغايرة مع ملاحظة صعوبة التغير عن ذات الاساليب النمطية المعتادة التي درجت عليها في الحرب العالمية الثانية.
الحرب الكورية و تاثيرها في الحروب الجوية:
عندما وضع الأمريكيون ثقلهم في الحرب الكورية بدات القلاع الطائرة القاصفات البعيدة المدى بالعمل حينها بصورة كبيرة و فوجىء الامريكيون بتدخل مقاتلات ميج-15 الروسية حينها و تبين للأمريكيين فشل عمليات و اساليب القصف المساحي الشامل فلقد تكبدت قاصفات B-29 , B-47 خسائر فادحة في هذه المواجهات و كذلك فبعدما زج الأمريكيون بمقاتلات F-86 سابر فلقد لقيت عمليا ذات المصير و تبين بان رشاقة الميج كانت فيصلا حاسما و برغم تكافؤ الأداء القتالي بين الطرفين في نهاية الحرب فلقد سجل تاريخيا هزيمة الاساليب الأمريكية و كذلك هزيمة الطائرات الأمريكية بصورة كبيرة و تبين بكون اسلوب مواجهة القوة الجوية للخصم بطريقة التصدي و الاشتباك بين القوتين لن تكون غالبا طريقة فعالة في كسب التفوق الجوي و تبعا لذلك فلن تحسم الحرب الجوية ضمن هذا الأسلوب.
بناءا على هذه الحرب و تجاربها القتالية المطولة فلقد قرر الأمريكيون شيئين اساسيين أولهما تطوير طريقة العمل القتالي في الحروب الجوية باستمرار و تقييمها بصورة واسعة بعد هذه الحرب و بعد اية حروب تجري في المستقبل و هكذ شكلت مجموعة راسة سميت حينها لجنة التقييم القتالي لدراسة كل الحروب سواء التي تشترك فيها الولايات المتحدة أو الت يتشترك فيها دول أخرى و الثاني كان في ضرورة تطويع عدد أكبر من المصممين و اشراكهم بصورة واسعة في تصميم اية طائرات متقدمة تتكيف مع طرق العمل القتالي المستحدثة و تبنى على اساسها و هكذا فلقد خلصت فيما بعد هذه اللجنة الى ضرورة التخلي نهائيا عن فكرة القاصفات الثقيلة كاسلوب هجومي فعال و جعلها صفحة تكتيك في مرحلة متأخرة و الاستغناء نهائيا عن فكرة المقاتلة الخفيفة التي تستخدم في الدفاع عن النقطة في الحروب خارج الاراضي الأمريكية و القيام ايضا بتطوير طائرة تستخدم في المهام المختلفة أي تكون مقاتلة قاصفة عمليا و تمتاز بمرونة الاستخدام فضلا عن ضرورة أن تفكون أسرع من الصوت بمرتين و بناء على هذا التطور فلقد خرجت الى الوجود المقاتلة القاصفة F-4 Phantom و توسع الأمريكيون في استخدامها بصورة كبيرة فهي عمليا خدمت في سلاحي الجو و البحرية و كذلك خدمت في الجيش الداخل يالأميركي المسمى الحرس الوطني و عدت بتصميمها نقلة كبرى في الامكانيات القتالية.
الخطأ الاساسي الذي وقع فيه الأمريكيون في هذه الدراسات كان في عملية القتال الجوي ذاتها كتسليح فلقد تصور هؤلاء بكون عصر المدافع الرشاشة قد انتهى و هكذا فلقد اقتصر التصميم الأصلي للفانتوم على أن تكون مسلحة بثمانية صواريخ جو-جو و هو رقم كبير لم تمتلكه اية مقاتلة حينها لكن ثبت فيما بعد بكون هذا التصور لم يكن صحيحا و اضطر الأمريكيون لتغيير عملية التصميم فيما بعد.
يتبع....
 
التعديل الأخير:
تتمة تجربة الخمسينات و أحداثها:
لا يفوتنا هنا ذكر كون وسائل الدعاية الأمريكية وصل بها الدجل الى حد الادعاء بكون طائرة سابر F-86 قد تفوقت على Mig-15 و بنسبة 14-1 و هو رقم لم تدعيه أية جهة في أية حرب في التاريخ و كان شيئا عجيبا أن الأمريكيين صدقوا دعايتهم ذاتها ؟؟؟!!!!! و طبعا جميعنا نعرف الأن بكون الأمريكيين لا يحسبون نهائيا اي مسكين من ذوي الجنسيات الأخرى ضمن الخسائر و بداية فهذا التعليق يوضح بكون الدعاية قد خدعت الكثيرين بمن فيهم من استلموا قيادة القوات الجوية الأمريكية في فترة الستينات فيما بعد.
بقية الاسلحة الجوية الغربية ظلت محتارة نسبيا في تحديد ما الذي يتوجب عليها تعلمه أو فعله و ما هي ماهية التطور الذي يتوجب عليها القيام به كأفكار جديدة يمكن الخروج بها من وراء الحرب و عمليا فالقوتان الجويتان الرئيسيتان في حلف الأطلسي بعد سلاح الجو الأمريكي, كانت بريطانيا و فرنسا و كلتاهما لم تخرجا بصورة وضع استراتيجية قتالية واضحة في هذه الناحية لكنهما تعاونتا بصورة كبيرة مع الجهود الأمريكية داخل حلف الأطلسي و الرامية لخلق عقيدة متماسكة و هكذا فلقد قرر الأمريكيون بناء شبكة دفاع و انذار في أوروبا سميت NADG و بدا هناك تصور عام بكون هذه الشبكة سيتم تجهيزها في وقت قصير لكن ذلك لم يحدث و كان عماد هذه الشبكة أجهزة رادرا متصلة بمجموعات انذار و فيلق للرصد الجوي المستمر يقوم بتوجيه بلاغات انذارية تسمح باقلاع مقاتلات حلف الأطلسي الاعتراضية للتصدي للقاصفات السوفييتية في حينه باستخدام مقاتلات السوبر مستير الفرنسية و السابر الامريكية و فيما بعد F-104 STAR FIGHTER , F-4 PHANTOM اللتين كانت من المفترض أن تشكلا عماد القوة الاعتراضية القتالية.
هكذا عمليا فلقد تصور حلف الأطلسي و على رأسه الولايات المتحدة حالة دفاعية قتالية يقوم بها سلاح الجو بحيث ينهك هجوم العدو و يفشله أي أن سبيل التفوق الجوي سيكون بدفاع نشط و فعال و يتم من خلاله تدمير قوة الخصم الجوية (و هي هنا حلف وارسو و على راسه الاتحاد السوفييتي) بفرض عمليات اشتباك جوية تستنزفها بصورة كبيرة و بعدها تتم ضربات واسعة على مواقع الخصم و مطاراته و موانئه و نقاط التحكم و الاتصال و عقد المواصلات المختلفة و هكذا بدت طائرة الفاتوم هي الحل المثالي الناجح للقيام بكلا الدورين فهي تستطيع من القيام بمهمة الاعتراض و تسطيع في مرحلة تالية من تدمير قوة الخصم البرية و تضرب منشآته الحيوية و بالتالي فلقد بدأت ترسخ فكرة الطائرة المتعددة المهام و ليست الطائرة التخصصية التي كانت سائدة قبل ذلك.
طبعا بقيت مخططات بناء القاصفات الاستراتيجية الثقيلة من طرازي B-52, B-58 سارية بصورة كبيرة و حتى في بريطانيا استمرت على نهج تطويرها للقاصفات الاستراتيجية فظهرت A-4 VULCAN و تبعتها نماذج أخرى و في فرنسا تأخرت عن اللحاق بالركب قليلا لكن بدأ العمل على تصميم و بناء القاصفة الشهيرة MIRAGE-IV و بالطبع فكرة الحرب النووية كانت هي الغرض الفعلي لهذه القاصفات و ليس العمل القتالي العادي كم تبين وهو دور اختصت به المقاتلة القاصفة المتعددة المهام فقط كما اسلفنا.
كذلك فلقد قرر الأمريكيون بناء شبكة من القواعد العسكرية الأحلاف المختلفة تحيط بالاتحاد السوفييتي في تركيا و ايران و اليابان و غيرها من الدول و بلغ عدد القواعد العسكرية الأمريكية حوالي 1500 قاعدة في جميع أنحاء العالم و فوق ذلك كله فلقد توسع الأمريكيون ف يتطويق السواحل السوفييتية بواسطة اساطيل بحرية تحمل حاملات الطائرات عليها نوعا من الفرصة لاعطاء حالة من الانذار المبكر كجزر قتالية أو مطارات عائمة تستطيع من منع القاصفات السوفييتية من المرور فوق المحيطات بسهولة بدون أن تتكبد خسائر تضعف من فاعليتها و تمنع عنصر المباغتة المتوقعة.
كان من أهم الاجراءات الانذارية ايضا القيام بتصميم و انجاز الرادارات الطائرة و هي فكرة بريطانية الاصل لكن الأمريكيين قرروا التوسع فيها بصورة كبيرة اعتمادها و خصصت ميزانيات كبيرة لتمويل هذه المشاريع لكنها لم ترى النور في تلك الحقبة بسبب تخلف التكنولوجيا و عدم قدرتها على ابداع أية حلول سريعة لعدد كبير من الصعوبات التي اعترضت تنفيذ مثل هذه الخطط و تصميم و بناء هذه الأنواع الجديدة من الطائرات.
يتبع...
 
التعديل الأخير:
تتمة تجربة الخمسينات القتالية:
التجربة القتالية في كوريا كان تأثيرها على العقيدة القتالية الشرقية مختلفا كليا فهي ظلت عمليا مستقرة على فكرة الدفاع النشط اساسا و اعتبرت عمليا الفلسفة الأصولية للتفوق الجوي معتمدة على استزاف الهجوم الجوي للعدو بواسطة الدفاع الجوي النشط و بصورة واسعة و هي عمليا ظلت مستقرة على هذه العقيدة منذ الحرب العالمية الثانية و بالمقابل فلقد كانت بدات في وضع لمسات أولية على ماسمي بداية نشوء الدفاع الجوي الصاروخي كجزء اصيل من قوة الدفاع الجوي و اعتبر ذلك عمليا بداية نقلة تطورية لافتة لم يصل اليها لارغب فيما بعد و لا يزال يعاني من ثغرة كبيرة في أنظمته الصاروخية الدفاعية و يقدر التفوق الروسي حاليا بثغرة حوالي 15-20 عام من السبق التقني و الأدائي في الأنظمة الصاروخية المضادة للطائرات و بالمقابل فلم ينتبه المنظرون العسكريون السوفييت في حينها الى كون عقلية الدفاع المستكن هذه تضع المبادرة في يد الخصم بصورة كبيرة للغاية و تفترض سلفا وجود حالة من الانتظار ليقوم العدو بالهجوم و عندها يتم التصدي له و عموما في أواسط الخمسينات فلقد بدأت قوات الدفاع الجوي باتخاذ صواريخ سام-2 و بعدها سام-3 (كما سميت من قبل الأطلسي) و لقد وصلت تعداد ألوية الدفاع الجوي السوفيتية حجما يفوق نصف حجم المتيسر لكل دول العالم.
التطور الأخر السلبي و البالغ الخطورة هو في استمرار اتجاهين رئيسيين في تطوير الطائرات و المقاتلات عموما و الأول منهما هو في ذلك التصور السطحي لكون مقاتلة الدفاع عن النقطة ستعلب دورا رئيسيا و فعالا في القتال الجوي و تستطيع من تحقيق حالة التفوق الجوي و الدفاع الموضعي في كل مكان و زمان على أرض الميدان المباشر و هو تمثل بالعمل المستمر و الدؤوب على فرض تطوير متكرر لنماذج المقاتلة الشهيرة Mig-21 و لقد أدى هذا التطوير لنموذج الجيل الثالث من المقاتلات الى افتراض كون هذا التطوير سيكون وافيا و فعالا لمجاراة القوى الجوية المنافسة و هو ما كان فعليا تصورا في الاتجاه الخاطىء غالبا فلقد كانت فكرة الطائرة المصممة لدفاع عن النقطة فكرة متناسبة عمليا مع دولة كبرى لديها عدد كبير من المطارات و المنشآت و الطيارين و لم تكن لتتناسب مطلقا مع مسارح قتالية أخرى عمليا مثل الشرق الأوسط و لقد اصر الكثير من المصادر العسكرية على كونها تمثل تصميما ناجحا و فعالا و لقد بلغت الأعداد المنتجة منها حوالي 12000 طائرة من جميع النماذج و هي لا تزال تخدم في بعض اسلحة الجو العالمية و لكنها أخر الأمر هي مقاتلة ليست بتلك الفعالية بسبب من كونها مقاتلة دفاع عن النقطة و الطائرة بحد ذاتها ليست عتادا قتاليا مناسبا للدفاع عن النقطة اصلا.
الثاني هو سيادة فكرة الطائرة المتخصصة في أداء مهمة قتالية رئيسية بصورة قاطعة و بالتالي فلقد كانت فلسفة المقاتلات و الطائرات قائمة على كونها ذات دور قتالي محدد فالدور القتالي للميج-21 مثلا كان مقاتلة اعتراضية اساسا و لم يكن من المتصور أن تقوم باي عمل قتالي أخر و كذلك بالمقابل السوخوي-7 كانت مقاتلة دعم ارضي و ميداني و لم يكن من الممكن لها القيام بأي دور في القتال الجوي بأية صورة و هكذا فلقد لوحظ حالة من انعدام المرونة في العمل القتالي بصورة كبيرة فلم يكن ممكنا لطائرة معينة أن تؤدي أي شيء خارج الدور المنوط به تصميمها القتالي و هي عقلية تثير الرثاء أخر الأمر فهي ليست عملية فعليا في اي مسرح قتالي لكنها استمرت حتى أواخر الستينات بكل اسف.
النقلة الوحيدة الايجابية في العقيدة القتالية الشرقية للحرب الجوية هي في بدء تطوير القاصفات الاستراتيجية البعيدة المدى و التي كانت تحمل الصواريخ الجوالة مما اعتبر فتحا جديدا في اساليب استخدام القاصفات و طريقة فعالية لرسم حدود القدرة الفعالة للسلاح الجوي في السيطرة على الميادين القتالية بقوة تدميرية كبيرة من مسافة آمنة للقاصفات و هو عمليا ما كان نقطة تفوق كبيرة لصالح العقيدة القتالية الشرقية و التي اصبحت لديها حالة من السبق اللافت لم يستطع الغرب مجاراتها حتى مرحلة أواسط السبعينات عندما ظهرت الصواريخ الجوالة المحملة على القاصفات الأمريكية.
 
التعديل الأخير:
من تجربة الحرب الكورية

من تجربة الحرب الكورية

اكثر شي عجبني بالتقرير هو ان محرك الميغ ٩ هو من شركه BMW ثم تم استنساخه اما محركات عائله RD فهو هندسه عكسيه لمحركات رولز رويس بعد شراء عدد منها من شركه رولز رويس اللتي المفروض انها لن تبيع محركات لمن لميكويان شخصيا
 
تتمة تجربة الخمسينات القتالية:
التجربة القتالية في كوريا كان تأثيرها على العقيدة القتالية الشرقية مختلفا كليا فهي ظلت عمليا مستقرة على فكرة الدفاع النشط اساسا و اعتبرت عمليا الفلسفة الأصولية للتفوق الجوي معتمدة على استزاف الهجوم الجوي للعدو بواسطة الدفاع الجوي النشط و بصورة واسعة و هي عمليا ظلت مستقرة على هذه العقيدة منذ الحرب العالمية الثانية و بالمقابل فلقد كانت بدات في وضع لمسات أولية على ماسمي بداية نشوء الدفاع الجوي الصاروخي كجزء اصيل من قوة الدفاع الجوي و اعتبر ذلك عمليا بداية نقلة تطورية لافتة لم يصل اليها لارغب فيما بعد و لا يزال يعاني من ثغرة كبيرة في أنظمته الصاروخية الدفاعية و يقدر التفوق الروسي حاليا بثغرة حوالي 15-20 عام من السبق التقني و الأدائي في الأنظمة الصاروخية المضادة للطائرات و بالمقابل فلم ينتبه المنظرون العسكريون السوفييت في حينها الى كون عقلية الدفاع المستكن هذه تضع المبادرة في يد الخصم بصورة كبيرة للغاية و تفترض سلفا وجود حالة من الانتظار ليقوم العدو بالهجوم و عندها يتم التصدي له و عموما في أواسط الخمسينات فلقد بدأت قوات الدفاع الجوي باتخاذ صواريخ سام-2 و بعدها سام-3 (كما سميت من قبل الأطلسي) و لقد وصلت تعداد ألوية الدفاع الجوي السوفيتية حجما يفوق نصف حجم المتيسر لكل دول العالم.
التطور الأخر السلبي و البالغ الخطورة هو في استمرار اتجاهين رئيسيين في تطوير الطائرات و المقاتلات عموما و الأول منهما هو في ذلك التصور السطحي لكون مقاتلة الدفاع عن النقطة ستعلب دورا رئيسيا و فعالا في القتال الجوي و تستطيع من تحقيق حالة التفوق الجوي و الدفاع الموضعي في كل مكان و زمان على أرض الميدان المباشر و هو تمثل بالعمل المستمر و الدؤوب على فرض تطوير متكرر لنماذج المقاتلة الشهيرة Mig-21 و لقد أدى هذا التطوير لنموذج الجيل الثالث من المقاتلات الى افتراض كون هذا التطوير سيكون وافيا و فعالا لمجاراة القوى الجوية المنافسة و هو ما كان فعليا تصورا في الاتجاه الخاطىء غالبا فلقد كانت فكرة الطائرة المصممة لدفاع عن النقطة فكرة متناسبة عمليا مع دولة كبرى لديها عدد بلا حد من المكارات و المنشآت و الطيارين و لم تكن لتتناسب مكلقا مع مسارح قتالية أخرى عمليا مثل الشرق الأوسط و لقد اصر الكثير من المصادر العسكرية على كونها تمثل تصميما ناجحا و فعالا و لقد بلغت الأعداد المنتجة منها حوالي 12000 طائرة من جميع النماذج و هي لا تزال تخدم في بعض اسلحة الجو العالمية و لكنها أخر الأمر هي مقاتلة ليست بتلك الفعالية بسبب من كونها مقاتلة دفاع عن النقطة و الطائرة بحد ذاتها ليست عتادا قتاليا مناسبا للدفاع عن النقطة اصلا.
الثاني هو سيادة فكرة الطائرة المتخصصة في أداء مهمة قتالية رئيسية بصورة قاطعة و بالتالي فلقد كانت فلسفة المقاتلات و الطائرات قائمة على كونها ذات دور قتالي محدد فالدور القتالي للميج-21 مثلا كان مقاتلة اعتراضية اساسا و لم يكن من المتصور أن تقوم باي عمل قتالي أخر و كذلك بالمقابل السوخوي-7 كانت مقاتلة دعم ارضي و ميداني و لم يكن من الممكن لها القيام بأي دور في القتال الجوي بأية صورة و هكذا فلقد لوحظ حالة من انعدام المرونة في العمل القتالي بصورة كبيرة فلم يكن ممكنا لطائرة معينة أن تؤدي أي شيء خارج الدور المنوط به تصميمها التقالي و هي عقلية تثير الرثاء أخر الأمر فهي ليست عملية فعليا في اي مسرح قتالي لكنها استمرت حتى أواخر الستينات بكل اسف.
النقلة الوحيدة الايجابية في العقيدة القتالية الشرقية للحرب الجوية هي في بدء تطوير القاصفات الاستراتيجية البعيدة المدى و التي كانت تحمل الصواريخ الجوالة مما اعتبر فتحا جديدا في اساليب استخدام القاصفات و طريقة فعالية لرسم حدود القدرة الفعالة للسلاح الجوي في السيطرة على الميادين القتالية بقوة تدميرية كبيرة من مسافة آمنة للقاصفات و هو عمليا ما كان نقطة تفوق كبيرة لصالح العقيدة القتالية الشرقية و التي اصبحت لديها حالة من السبق اللافت لم يستطع الغرب مجاراتها حتى مرحلة أواسط السبعينات عندما ظهرت الصواريخ الجوالة المحملة على القاصفات الأمريكية.
شكرا استاذي لانك اشرت للستراتيجيه الشرقيه الفاشله اللتي تنتظر المقاتلات في السماء بدلا من تدميرها على الارض
 
شكرا استاذي لانك اشرت للستراتيجيه الشرقيه الفاشله اللتي تنتظر المقاتلات في السماء بدلا من تدميرها على الارض
الأخ سامي
المشكلة هي ليست في الفشل أو النجاح بصورة مباشرة لاية استراتيجية فعمليا تاريخيا يمكن للتطور العلمي تغيير الاستراتيجية مثل اختراع البارود و اختراع المدفع الرشاش و الطائرة الخ و بالمقابل فالفكر العسكري في اصوله يسبق التطور العلمي من ايام سن تزو و كتابه فن الحرب و لكن لكل ميدان قتالي ظروفا مختلفة و وقائع مختلفة و بابسط الأمثلة فلقد كان ممكنا لميدان قتالي بلا حدود لمساحة المناورة مثل الدولة السوفييتية أو الروسية العملاقة عمليا العمل بواسطة أساليب قتالية مثل توزيع المهام بين مطارات جبهية و مطارات العمق و في الأولى تتمركز مقاتلات خفيفة للدفاع عن النقطة و في العمق تتمركز مقاتلات ثقيلة تناوب على دعم المطارات الجبهية في حين لا يتوفر مثل ذلك عمليا لسورية أو العراق مثلا.
كذلك فلقد تصور الأمريكيون بغرورهم المزمن بأنهم و بقوتهم الجوية الكاسحة بأنهم سيكونو اسياد السماء في الحرب الكورية و في حرب فييتنام بعدها و هو ما فشلوا فيه عمليا فشلا مذهلا و السبب و هو في الاستقواء على خصم ليس ضعيفا كما تصوروا و ليس غبيا ايضا بل كان لديه تصور دقيق لما ستجري عليه العمليات و اندفع الأمريكيون في حرب فييتنام في نسخ ذات غباء التجربة الكورية مرة أخرى بصورة مخزية فتكبدوا خسائر فادحة ايضا حوالي 5-6 ألاف طائرة اسقطت خلال الحرب الفييتنامية.
طبعا البعض يتصور مثلا بأنني كسوري سأغطي على فشل الاستراتيجية في ظروف الميدان و التي تقوم على العقيدة القتالية الشرقية و السبب طبعا هو علاقتنا الجيدة و الطويلة الأمد مع روسيا و لكن نحن هنا نناقش بحثا واقعيا و علميا من وجهة نظر عسكرية بحتة و لا علاقة لكل هذه العواطف و الرؤى الشخصية به مطلقا و علينا في هذا الصدد باحترام أنفسنا و احترام عقل من سيقرأ هذه السطور و اعتبار ذلك اختبارا لأهوائنا في ضرورة منعها من أن تقودنا في الاتجاه الخاطىء.
هكذا تتعلم الأجيال القادمة و هكذا يستمر نقل المعرفة و عمليا فأنا دائما ارحب باية اغناء تقدمه أنت أو بقية الأخوة في المنتدى.
كل الشكر لك
 
عودة
أعلى