أسلحة النبضة الكهرومغناطيسية

العربي ابن مهيدي

رائد

أقلام المنتدى
ٍVIP
إنضم
21 مارس 2017
المشاركات
3,041
مستوى التفاعل
14,190
النقاط
113

إن النمو السريع للبنية التحتية لأنظمة الكمبيوتر والاتصالات خلال العقدين الأخيرين أنتج تبعية كبيرة لهذه الأنظمة في الاقتصاديات والقوى العسكرية الحديثة وهذه التبعية تشكل نقطة ضعف خطيرة يمكن من خلالها الهجوم بأسلحة النبضة الكهرومغناطيسية Electromagnetic pulse weapons وان النضج التكنولوجي في أنظمة الميكروويف عالية القدرة High power microwave ومولدات التدفق المضغوط Flux compression generator جعل تصميم ذخائر كهرومغناطيسية فعالة ويمكن نشرها عملية ممكنة من الناحية التقنية.

الدول الصناعية الحديثة الآن تعتمد كليا على بنيتها التحتية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لضمان التسيير الفعال والمرن لنظامها السياسي والإداري وقطاعها المالي والصناعي وقطاع النقل والمواصلات وآلتها العسكرية وتقريبا كل تكنولوجيات المعلومات والاتصالات وهي الأساس لهذه القطاعات تشترك في خاصية أنها مصنوعة بمكونات الكترونية من أنصاف النواقل عالية الكثافة High density semiconductor .وهو ما يجعلها ضعيفة أمام أسلحة النبضة الكهرومغناطيسية Electromagnetic pulse weapons المصممة خصيصا لتدمير هذه المكونات .

تأثير النبضة الكهرومغناطيسية لوحظ أول مرة في التجارب الاولى للأسلحة النووية وتميز بإنتاج نبضات كهرومغناطيسية EMP قصيرة وعالية الشدة والتي تنتشر بعيدا عن مصدرها مع شدة متناقصة حسب نظرية الكهرومغناطيسية .

نبضة الطاقة تنتج حقل كهرومغناطيسي قوي خصوصا بالقرب من دائرة انفجار السلاح وهذا الحقل قوي كفاية لانتاج تيار كهربائي بآلاف الفولطات في النواقل الكهربائية المعرضة مثل الأسلاك .إن هذه الظاهرة هي التي لها أهمية عسكرية إذ أنها يمكن أن تؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه لمجموعة كبيرة من الأجهزة الكهربائية والالكترونية خصوصا أجهزة الحاسوب والراديو أو الرادارات و ضررها يمكن مقارنته بالضرر الناتج عن التعرض المباشر لصاعقة برق والذي يتطلب في بعض الأحيان تعويض كلي للاجهزة المتضررة .

أجهزة الحاسوب التجارية بالخصوص ضعيفة أمام تأثير النبضات الكهرومغناطيسية لانها تعتمد بالأساس على مكونات مصنوعة من أنصاف النواقل semiconductors والتي هي حساسة جدا للتيارات الكهربائية وقليل من التيار الكهربائي كاف لكسر الوصلات وتدمير المكون بشكل فعال ودائم والاجهزة المصابة جزئيا يمكن أن تستمر في العمل ولكن كفاءتها ستنخفض بشكل كبير .

حماية الأجهزة الالكترونية عن طريق تصفيحها وتغطيتها بهياكل معدنية Electrical shielding يعطي حماية محدودة اذ أن أي سلك أو كابل يدخل أو يخرج من الجهاز سيتصرف مثل هوائي antennae يلتقط النبضة ويقود التيار الكهربائي الناتج الى داخل الجهاز.

أجهزة الاتصالات والرادارات وأجهزة العرض والشاشات وأجهزة التحكم بما فيها أجهزة التحكم الالكترونية للمحركات هي كذلك عرضة لأسلحة النبضة الكهرومغناطيسية .ويمكن القول أن كل الأجهزة الكهربائية والالكترونية تقريبا عرضة لهذه الأسلحة .

فعالية أي سلاح كهرومغناطيسي يحدد بمستوى الطاقة أو الاستطاعة المنتجة والخصائص الطيفية للنبضة فكلما كانت النبضة قصيرة كانت طاقتها كبيرة والحقل الكهرومغناطيسي الناتج شديدا وطيف الترددات واسعا الأمر الذي يحسن اختراقها داخل الأهداف.

أسلحة EMP العادية التي تستعمل تقنية (High Power Microwave (HPM يتم تطويرها حاليا ومدى تغطيتها أقل بكثير من مدى EMP الأسلحة النووية لأن كمية الطاقة الكهرومغناطيسية التي يمكن أن تطلقها عند انفجارها أقل من تلك المحررة عند انفجار سلاح نووي غير أن فعاليتها ستكون اكبر لانها تعمل في ترددات الميكروويف Microwave frequency ومن منظور عملي قنبلة HPM بمدى تأثير يبلغ 300 متر ستكون لها قيمة عسكرية كبيرة .

القنبلة الكهرومغناطيسية يمكن أن تصمم ليكون تأثيرها في اتجاه محدد أي أن التأثير ألتدميري للنبضة الناتجة سيركز على منطقة معينة وكما في القنابل العادية كلما كان حجم القنبلة أكبر كان تأثيرها كذلك.

عامل آخر يؤثر في فعالية القنبلة هو ارتفاع الانفجارDetonation altitude وبتغيير ارتفاع الانفجار يمكن عمل توازن بين مساحة تأثير النبضة الكهرومغناطيسية Lethal footprint وشدتها وبذلك يمكن التضحية بمساحة التأثير لحساب زيادة الشدة وذلك بغرض تدمير الأهداف التي لها حماية كهرومغناطيسية أكبر.

upload_2017-5-13_0-31-18.png


كيف تعمل القنبلة الكهرومغناطيسية

تعتمد فكرة عمل القنبلة الكهرومغناطيسية أو سلاح النبضة الكهرومغناطيسية من خلال دوائر كهربائية تعمل على إنتاج مجال أو حقل كهرومغناطيسي كبير.
والمجال الكهرومغناطيسي هو ليس بالشيء الجديد فالشعاع الكهرومغناطيسي يشمل أشعة الراديو التي يبث عليها محطات الـ AM والـ FM و أشعة إكس واشعة الضوء العادي الذي نرى بواسطته الأشياء.
وهنا يجب ان نعلم ان التيار الكهربائي المتردد ينتج مجالاً مغناطيسياً وتغير المجال المغناطيسي كذلك ينتج تياراً كهربائياً متردداً، وكما يعمل مرسل اشارات الراديو الذي يولد مجالاً مغناطيسياً من خلال مرور تيار كهربائي في الدائرة الكهربائية فإن هذا المجال المغناطيسي ينتج تياراً متردداً في دائرة كهربائية أخرى وهي دائرة الاستقبال من خلال الهوائي. إن إشارة راديو ضعيفة تنتج تياراً كهربائياً كافياً ليمر في الدائرة الكهربائية للمستقبل، ولكن زيادة هائلة في شدة أشعة الراديو ستؤدي إلى توليد تيار كهربائي كبير. هذا التيار الكهربائي كافٍ ليتداخل في دوائر الأحهزة الإلكترونية ويحرق الدوائر الإلكترونية المتكاملة المبنية من مواد أشباه أو أنصاف النواقل Semiconductors.

إن التقاط إشارات الراديو ذات الشدة العالية يؤدي إلى توليد مجال مغناطيسي كبير يودي بدوره إلى توليد تيار كهربائي في أي جسم موصل للكهرباء فمثلاً خطوط التلفون وخطوط نقل الكهرباء والأنابيب المعدنية كلها تعمل مثل الهوائي ستلتقط هذه التيارات الكهربائية على شكل نبضات كهربائية عالية الشدة وتنقلها إلى الأجهزة المتصلة بها مثل شبكات الكمبيوتر المتصلة بخطوط الهاتف وعلى الفور سوف تحرق مكوناتها الإلكترونية وتذيب الاسلاك وتفسد البطاريات وتحرق المولدات الكهربائية.

تعد فكرة عمل القنبلة الكهرومغناطيسية من الأسرار الحربية ولم تكشف بعد كيف ومما تتكون ولكن من المحتمل أن تكون فكرة عمل هذه القنابل أشبه بفكرة عمل فرن ميكروويف ذو طاقة عالية جداً وأشعة موجهة بشكل محدد وعليه فإنها لا تكون قنابل كهرومغناطيسية ولكن أجهزة تولد أشعة كهرومغناطيسية بطاقة عالية جداً وهذه الأجهزة التي تنتج النبضات الكهرومغناطيسية مثبتة على رؤوس صواريخ كروز أو توضع داخل قنابل موجهة تطلق على الأهداف من الجو.

تم في سبتمبر 2001 نشر في أحد المجلات العلمية Popular Machine مقالاً حول إنتاج قنبلة التدفق المغناطيسي المضغوط flux compression generator bombs وهذه المقالة كتبها المحلل العسكري Carlo Kopp متوفرة للجميع ولكن لا يمكن انتاج تلك القنبلة من هذه المعلومات فقط إذ آن هناك العديد من الأسرار لم تكشف بعد وقد جاء في تلك المقالة الشكل التوضيحي التالي

upload_2017-5-13_0-34-30.png


كما في الشكل تتكون القنبلة من أسطوانة معدنية armature cylinder محاطة بملف موصل stator winding. تملأ الاسطوانة بمواد شديدة الإنفجار ويكون بين الأسطوانة والملف فراغ، ويغطي كلاً من الاسطوانة والملف جدار عازل. يوصل الملف بمصدر تغذية كهربائية بواسطة مفتاج كهربائي ويتكون مصدر التغذية الكهربائية من عدد من المكثفات Capacitors التي تخزن الطاقة الكهربائية.

مراحل تفجير القنبلة الكهرومغناطيسية
  • عند إغلاق الدائرة الكهربية بين المكثفات والملف تمر نبضة كهربائية عالية تعمل على توليد مجال مغناطيسي عالٍ داخل الملف (الوشيعة) stator winding.
upload_2017-5-13_0-38-51.png


  • يتم إشعال المواد شديدة الانفجار من خلال دائرة تفريغ كهربائي تعمل على انتشار الانفجار كموجة تنتشر داخل الملف stator winding داخل الاسطوانة.
upload_2017-5-13_0-39-10.png

  • عند انتشار الانفجار داخل الملف يصبح الملف متصلاً مع الاسطوانة التي كانت معزولة وتصبح الاسطوانة والملف دائرة مغلقة تعمل على فصل الملف عن المكثفات الكهربائية.
upload_2017-5-13_0-39-41.png

  • تعمل الدائرة المغلقة التي تنتشر في اتجاه الإنفجار داخل الاسطوانة على توجيه المجال المغناطيسي وتحديده لتنتج نبضة كهرومغناطيسية.

يتبع...



 
تكملة...

محددات أسلحة ال EMP


محددات أسلحة النبضة الكهرومغناطيسية ترسم بتصميم السلاح ووسائل الايصال فالتصميم سيحدد شدة الحقل الكهرومغناطيسي الممكنة في مدى معين والخصائص الطيفية
Spectral caracteristics .

شدة الحقل والخصائص الطيفية سيحددان كمية الضرر الذي يمكن حدوثه لهدف معين فالسلاح المصمم لاطلاق طاقة متوسطة المستوى بترددات ال
Microwave على فترات زمنية قصيرة تقدر بالنانو ثانية nanosecond سيكون فعالا ضد الأجهزة الاكترونية مثل الحواسيب والمستقبلات غير المحصنة والمعرضة للنبضات منخفضة الطاقة ولكنها لن تكون فعالة ضد الأجهزة الكهربائية اذ أن الطاقة غير كافية لإحداث ضرر حراري Thermal damage.

أسلحة النبضة المنخفضة التردد
Low frequency EMP و التي تحرر كمية كبيرة من الطاقة في مدة زمنية أطول كما هو الحال في النبضات الناتجة عن انفجار الأسلحة النووية يمكن أن تحدث ضرر للأجهزة الكهربائية نظرا لتأثيرها الحراري ولكن قابليتها لاحداث ضرر للأجهزة الالكترونية كالمستقبلات receivers تتعلق بخصائصها الطيفية .

تكتسي طريقة اقتران الطاقة الكهرومغناطيسية بالهدف أهمية خاصة وهناك طريقتين أساسيتين معروفتان
Front door coupling و Back door coupling الأولى تطبق على الرادارات و أجهزة الاتصالات حيث تلتقط النبضة الكهرومغناطيسية عبر هوائي antennae النظام المستهدف ثم تصل إلى المستقبل Receiver لاحداث ضرر والثانية تطبق على الحواسيب حيث تأثير الرنين Resonance effect في النواقل والكابلات الداخلة الى الجهاز والتي تلتقط طاقة النبضة وتنقلها الى داخل الجهاز أين تحدث ضرر في المكونات الحساسة .

الخصائص الطيفية للنبضة لها أهمية كبيرة ونبضات الMicrowave ذات الحزمة الواسعة
broadband هي الأكثر فعالية وذلك لقدرتها على استغلال أي تأثير رنين ممكن في عرض حزمتها .وبخصوص استهداف المعدات العسكرية ينبغي ذكر أن المعدات القديمة التي تعمل بتكنولوجيا الأنابيب المفرغة Vacuum tube هي أكثر مقاومة لتأثير النبضات من المعدات الحديثة التي تعمل بتكنولوجيا الحالة الصلبة Solid state technology كالترونزيستورات Transistors مثلا

العوامل الجوية تأثر كذلك على انتشار النبضات و على المدى الفعال لهذه الأسلحة ويمكن أن تقلصه في بعض الحالات.

طرق ايصال هذه الأسلحة
Means of delivery يمكن أن تحد من فعالية السلاح عن طريق الحد من حجمه أو دقة ايصاله حيث أن الدقة المطلوبة على ارتفاع معين للتفجير يجب أن لا تكون خارج دائرة تأثير السلاح .


عقيدة قتالية لاستخدام الأسلحة الكهرومغناطيسية

الأنظمة الادارية المعقدة للحكومات والقوات العسكرية والصناعات لا تستطيع العمل بدون تدفق المعلومات عبر هياكلها وهذا الأمر يكتسي أهمية عسكرية لأن وقف تدفق هذه المعلومات سيعطل عمل هذه الأنظمة وينتج شلل اذ أن الأوامر من القيادة لن تصل الى القطاعات المكلفة بتنفيذها وكذلك المعلومات من القطاعات على الأرض لن تصل الى القيادة مما يجعلها معزولة عن الواقع ويحد من قدرتها على اتخاذ قرارات صائبة وعقلانية .

التطورات الأخيرة في الحرب الجوية تؤشر على ميل متزايد نحو وضع استراتيجيات استهداف تستغل نقطة الضعف هذه اذ أن عملية عاصفة الصحراء سنة 1991 وغزو العراق سنة 2003 هي مثال واضح مع جهود كبيرة بذلت ضد هذه الأهداف حيث وضعت القيادة وأنظمة الاتصالات المرتبطة بها في أول قائمة أولويات الاستهداف والحرب الالكترونية الحديثة تركز على عرقلة أو تدمير اجهزة الاتصالات وجمع المعلومات المستخدمة لدعم العمليات العسكرية .

تعتبر الاسلحة الكهرومغناطيسية في هذا الاستراتيجيات من أفضل الوسائل التي يمكن استخدامها لاعطاء النتائج المطلوبة وبفاعلية كبيرة.


الحرب الالكترونية باستخدام الأسلحة الكهرومغناطيسية

الهدف الأساسي للحرب الالكترونية هو التحكم في الطيف الكهرومغناطيسي باستخدام وسائل القتل أو الإعاقة الناعمة أو الخشنة ضد تجهيزات العدو الالكترونية والغرض من ذلك هو وقف أو تقليص تدفق المعلومات عبر أنظمة الدفاع الجوي للعدو وأنظمة التحكم في العمليات الجوية أو بين القطاعات العملياتية لمختلف الأسلحة.

في هذا السياق قدرة أسلحة الEMP في تحقيق القتل ضد مجموعة واسعة من الأهداف تسمح باستخدامها بشكل عام لإحداث حالة استنزاف معتبرة في تجهيزات العدو الالكترونية سواء كانت أنظمة دفاع جوي أو أنظمة تحكم وسيطرة واتصالات.

بالمقارنة مع الصواريخ المضادة للإشعاع Antiradiation missile وهي الأداة المتخصصة في إخماد الدفاعات الجوية أسلحة الEMP يمكنها تحقيق القتل ضد عدة أهداف من عدة أنواع في مداها الفعال ولهذا يمكن وصفها بأنها سلاح دمار كهربائي شامل وهي مضاعف كبير للقوة في عمليات الحرب الالكترونية .

الاستخدام المكثف لEMP في افتتاح عمليات الحرب الالكترونية سيقلص عدد الوسائل الجوية المتخصصة بشكل كبير لإحداث الاستنزاف المطلوب في أنظمة الخصم ويقلص أيضا من المدة اللازمة للسيطرة على الطيف الكهرومغناطيسي (وهو الهدف الأساسي للحرب الالكترونية) بالمقارنة مع الأنظمة التقليدية .


الهجوم الجوي الاستراتيجي باستخدام أسلحة الEMP

النظرية الحديثة للهجوم الجوي الاستراتيجي تقوم على أساس نموذج Warden من خمس حلقات Warden’s five rings model والذي يحدد خمسة مراكز ثقل في القدرات القتالية لأمة معينة وذلك بترتيب متنازل للأهمية تبدأ بالقيادة ونظم التحكم والسيطرة والاتصالات الداعمة لها ومن بعدها الصناعات الأساسية ثم شبكة النقل والمواصلات ثم الكتلة السكانية وأخيرا القوات العسكرية المنتشرة .

أسلحة ال EMP يمكن أن تستخدم بفعالية ضد كل العناصر في هذا النموذج وتعطي فعالية كبيرة بالخصوص عند استخدامها ضد خصم له بنية صناعية كبيرة و مركزة جغرافيا والأهمية الكبيرة أن هذه الأسلحة لا تأثر بشكل مباشر على البشر وهي خاصية غير مشتركة مع الأسلحة الأخرى التقليدية أو النووية .

هذه الانتقائية في التأثير تجعل من هذه الأسلحة أكثر ملائمة للاستخدام في الهجوم الجوي الاستراتيجي وتخفف الضغط السياسي الداخلي على السياسيين المنخرطين في الحرب اذ أن العدو يمكن شل قدراته العسكرية والاقتصادية والسياسية مع خسارة ضئيلة في الأرواح البشرية .

الحلقة المركزية في نموذج ووردن يتكون أساسا من القيادة والبيروقراطية الحكومية ونظم التحكم والسيطرة والاتصالات المدنية والعسكرية وفي أي دولة حديثة هناك اعتماد واسع على أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الاتصالات واللامركزية والربط عن طريق الشبكات networks وهذا الأمر يمثل نقطة ضعف يمكن استغلالها حيث ان عدد قليل من الكمبيوترات الكبيرة يمكن الدفاع عنها باستخدام غرف محصنة ضد ال EMP ولكن لا يمكن الدفاع عن شبكة ممتدة من الأجهزة مع أنه يمكن التقليص من الأضرار عن طريق استعمال الألياف البصرية بدلا من الأسلاك المعدنية في الربط .

الاستهداف المختار للأبنية الحكومية باستخدام الEMP سيؤدي إلى انخفاض كبير في قدرتها على استقبال وتخزين ومعالجة المعلومات ويؤدي إلى فوضى كبيرة .

تكلفة تحصين الشبكات المتواجدة حاليا ستكون هائلة وإجراءات الاستخدام الصارمة للشبكات المحصنة تجعل من تطبيقها وفعاليتها خارج المنشآت العسكرية أمرا مشكوكا فيه ولهذا السبب استخدام الEMP ضد المنشآت الحكومية سيعطي نتائج كبيرة .


upload_2017-5-19_18-4-46.png


أهداف أخرى تقع داخل مركز الحلقات ولها أهمية خاصة هي محطات التلفزيون والإذاعة وهي إحدى الأدوات الأكثر أهمية في يد أية حكومة هي كذلك هشة للهجوم بالEMP وذلك للتركيز الكبير للأجهزة الالكترونية في هذه المواقع .

الصناعات الأساسية هي كذلك عرضة للهجوم كالصناعات التحويلية و البترولية والكيميائية وصناعة التعدين والتي تعتمد بشكل أساسي على الأتمتة Automation القائمة على المتحكمات الالكترونية المبرمجة والروبوتات والحواسيب وكذلك معظم أجهزة الاستشعار Sensors هي إما كهربائية أو الكترونية وتوقيف أو عرقلة هذه الصناعات يمثل ضربة قوية لاقتصاد العدو ويؤدي الى ندرة في منتجات مهمة لاستمراره في الحرب .

وسائل النقل والمواصلات هي الحلقة الثالثة في نموذج ووردن وتمنح فرص مفيدة لاستخدام ال EMP وعلى عكس الحلقات المركزية تركيز الأجهزة الإلكترونية أقل بكثير ولهذا يجب إعطاء اهتمام خاص لاختيار الأهداف المهمة .

معظم السيارات والشاحنات الحديثة والطائرات تملك أنظمة إيقاد وتحكم الكترونية في المحركات و أنظمة الاشارة والأضواء في الطرق والمطارات وللقطارات هي آلية وهي جميعها أهداف يمكن استهدافها حسب الحاجة.

سكان الدولة المستهدفة هي الحلقة الرابعة وفي هذه الحالة معنوياتهم هي الهدف الرئيسي إذ أن استخدام الEMP في المناطق السكنية يمنع وسائل الاعلام و الدعاية الحكومية من الوصول الى الجماهير عن طريق تدمير أجهزة التلفاز والراديو في المدى الفعال لهذه الاسلحة ولكن هذا الأمر هو سلاح ذو حدين حيث أنه يمنع وسائل الدعاية المضادة من الوصول للجماهير.

الحلقة الأخيرة هي القوات العسكرية المنتشرة وهي أيضا عرضة للهجوم أيضا فعقد الاتصالات والتحكم والسيطرة وقواعد الدعم الثابتة والوحدات المنتشرة يمكن استهدافها وأي موقع عسكري يحتوي على معدات عسكرية يجب مهاجمته لجعل المعدات غير قابلة للاستخدام وإضعاف أو القضاء على قدراته القتالية .

بالمحصلة استعمال أسلحة النبضة الكهرومغناطيسية في الهجوم الجوي الاستراتيجي يعطي نتيجة ممتازة خصوصا إذا استخدمت ضد الأهداف المهمة التي يؤدي تعطيلها إلى الشلل في العمليات المدنية والعسكرية للدولة المستهدفة .


الدفاع ضد الأسلحة الكهرومغناطيسية

الاجراء الاكثر فعالية ضد الأسلحة الكهرومغناطيسية هو منع وصول السلاح للهدف وذلك بتدمير المنصة الحاملة والمطلقة للسلاح Lunch platform ولكن ذلك غير ممكن دائما ولذلك الأنظمة المعرضة لهذه الأسلحة يجب حمايتها وتحصينها كهرومغناطيسيا .

الطريقة الأكثر فعالية لعمل ذلك هو بوضع الأجهزة داخل محفظة موصلة كهربائيا والمعروفة بقفص فرداي Faraday cage والذي يمنع الحقل الكهرومغناطيسي من الدخول الى الأجهزة المحمية غير أن أغلب هذه الأجهزة تتطلب الاتصال وتزويدها بالطاقة من الخارج وهذا يمنح نقاط دخول تمكن التيار الناتج عن النبضة الكهرومغناطيسية من النفاذ الى القفص وإحداث ضرر .

مشكلة اتصال الأجهزة بالخارج يمكن حلها عن طريق استعمال ألياف بصرية Optical fiber لنقل البيانات من والى هذه الأجهزة بدلا من الاسلاك النحاسية بينما أسلاك التزويد بالطاقة تبقى موجودة وهي نقطة ضعف ولهذا يجب وضع أجهزة خاصة توقف النبضات عند نقاط دخول هذه الأسلاك ويتوفر العديد من هذه الأجهزة ولكن يجب تحديد خصائصها بدقة لضمان تعاملها مع التيارات الشديدة المتولدة من النبضات الكهرومغناطيسية وهناك تقارير من الولايات المتحدة أن الأجهزة المصممة لمواجهة النبضات الناتجة عن الأسلحة النووية لم تعمل بشكل جيد مع نبضات الميكرويف Microwave EMP.

هناك أهمية كبيرة لتحصين كل النظام اذ أن أي ضرر في أي من مكونات النظام سيتسبب في تعطيله واخراجه من الخدمة جزئيا أو كليا وهذا يتطلب تكاليف وأموال باهظة و الاجهزة القديمة ربما يكون من المستحيل تحصينها وتتطلب تعويضها بأجهزة جديدة .

مما سبق يتبين أن الحماية من أسلحة النبضة الكهرومغناطيسية ليست بالأمر السهل وتتطلب تكاليف باهظة وخبرة تكنولوجية جيدة وتطبيق صارم للاجراءات المتخذة.




 
هل توجد لدى امريكا او روسيا اسلحة توجه طاقة كهرومغناطيسية لتدمير اهداف معادية ؟

مشكل اخر للاسلحة الكهرومغناطيسية و هو تاين الهواء اي يصبح الهواء يحمل شوارد يمكنها تدمير الدوائر الكهربائية لذلك يجب احكام غلق قفص فرداي لمنع دخول الهواء المؤين
 
هل توجد لدى امريكا او روسيا اسلحة توجه طاقة كهرومغناطيسية لتدمير اهداف معادية ؟

مشكل اخر للاسلحة الكهرومغناطيسية و هو تاين الهواء اي يصبح الهواء يحمل شوارد يمكنها تدمير الدوائر الكهربائية لذلك يجب احكام غلق قفص فرداي لمنع دخول الهواء المؤين
يدعي الامريكيون أنهم أجربوا تجارب ناجحة على صاروخ كروز اسمه Shamp قادر على توجيه نبضات EMP
 
يدعي الامريكيون أنهم أجربوا تجارب ناجحة على صاروخ كروز اسمه Shamp قادر على توجيه نبضات EMP
هاته التكنلوجيا ممكن تقلب الموازين العسكرية لاي طرف يتقنها

ما مدى تحصين الدبابات و اسلحة الدفاع الجوي ضد هاته النبضات

و هل يمكن اعتبار هجمات اخماد الدفاع الجوي في الحرب الالكترونية نفس عمل هاته الاسلحة
 
هل توجد لدى امريكا او روسيا اسلحة توجه طاقة كهرومغناطيسية لتدمير اهداف معادية ؟

مشكل اخر للاسلحة الكهرومغناطيسية و هو تاين الهواء اي يصبح الهواء يحمل شوارد يمكنها تدمير الدوائر الكهربائية لذلك يجب احكام غلق قفص فرداي لمنع دخول الهواء المؤين
بالنسبة للروس لم يكشفوا عن أي شيء حتى الآن ولكن ان كانت قصة المدمرة الأمريكية دونالد كوك مع القاذفة الروسية في بحر البلطيق صحيحة فالسلاح الذي استخدم على الارجح هو سلاح EMP لأنه تم ذكر أن شاشات الردارات انطفأت
 
هاته التكنلوجيا ممكن تقلب الموازين العسكرية لاي طرف يتقنها

ما مدى تحصين الدبابات و اسلحة الدفاع الجوي ضد هاته النبضات

و هل يمكن اعتبار هجمات اخماد الدفاع الجوي في الحرب الالكترونية نفس عمل هاته الاسلحة
نعم بكل تأكيد ستكون ثورة في مجال الحرب الالكترونية .
أعتقد أن الدبابات محصنة بشكل أفضل بسبب بنيتها المعدنية ومصممة للعمل في ظروف الحرب النووية NBC protection أي أنها قادرة على الأرجح على مقاومة النبضات الكهرومغناطيسية المنخفضة التردد الناتجة عن انفجار الأسلحة النووية ولكنها ربما تحتاج الى تعديلات لمقاومة نبضات الميكروويف العالية التردد(ذات أطوال موجات قصيرة جدا ) والتي تستطيع النفاذ من أصغر الثغرات.
حماية أنظمة الدفاع الجوي أصعب بكثيروهي عملية معقدة أولا بسبب الهوائي Antenne الكبير الذي سيلتقط حتما هذه النبضات أو هوائيات الاتصال الأخرى و الاسلاك و الكابلات الكثيرة الداخلة أوالخارجة من النظام سواء للتزود بالطاقة اوللاتصال ولهذا أعتقد أن الأنظمة الحالية ليست محمية بشكل جيد خصوصا أن هذه الأسلحة لم تستخدم من قبل ولم تأخذ بعين الاعتبار عند تصميم هذه الانظمة .
هجمات اخماد الدفاع الجوي في الحرب الالكترونية لم يسبق أن استخدمت أسلحة ال EMP حتى الان مع أنه كانت هناك شائعات أنها استخدمت في العراق سنة 2003 على نطاق محدود والحرب الالكترونية تعتمد أساسا على الاعاقة والتشويش الالكترونيين وذلك عن طريق ارسال اشارات بنفس تردد وخصائص الاشارات الناتجة عن الرادارات العاملة تقريبا مع شدة مناسبة وذلك لعمل تداخل بينها واعاقة الكشف الراداري.
 
بالنسبة للروس لم يكشفوا عن أي شيء حتى الآن ولكن ان كانت قصة المدمرة الأمريكية دونالد كوك مع القاذفة الروسية في بحر البلطيق صحيحة فالسلاح الذي استخدم على الارجح هو سلاح EMP لأنه تم ذكر أن شاشات الردارات انطفأت
عفوا القصة جرت في البحر الأسود وليس قي بحر البلطيق
 
صادفت في ما مضى محاضرة مهمة للدكتور Igor sustyagin حول الدفاع الصاروخي قام بها في معهد National security study في الكيان الصهيوني و حديثه فيها عن مشروع Atropus لصواريخ اسكندر.
لمن لا يعرف Igor sustyagin هو خبير روسي في قضايا الاسلحة النووية ومراقبة الأسلجة ويحمل شهادة في الفيزياء وتم سجنه في روسيا 11 عاما بتهمة الجوسسة وتقديم معلومات حساسة لشركة بريطانية وقد تم الافراج عنه سنة 2010 بصفقة تبادل للجواسيس بين روسيا والولايات المتحدة .
في هذا الفيديو بدءا من الدقيقة 24 و30 ثانية يتحدث عن مشروع Atropus وتعني بالروسية لا يمكن تجنبه وهوعبارة عن أجهزة صغيرة بحجم قارورة ماء صغيرة تطلق نبضات كهرومغناطيسية تعطل البواحث الرادارية والحرارية للصواريخ المضادة و تزود بها صواريخ اسكندر كسلاح لاختراق الدفاعات الصاروخية .
UVWYIos.png

 
السعودية ستطور سلاح نبض كهرومغناطيسي بواسطة تكنولوجيا منقولة من أوكرانيا


نقلا عن تقرير لوكالة الانباء الاوكرانية ‘National Industrial Portal‘ قامت اوكرانيا بنقل بعض التكنولوجيات التي ستساعد السعودية في تطوير سلاح كهرومغناطيسي ونقلا عن مسؤولين اوكرانيين لم تذكر اسماؤهم أن مكتب التصميم الاوكراني Yuzhnoye نقل تكنولوجيا الEMP لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ووثائق تقنية تخص مولد النبض الكهرومغناطيسي .
على الارجح السعودية مهتمة بالتطوير االاوكراني الذي يمكن تطبيقه على قنابل KAB-500 و قنابل MK.84


1548247823626.png


https://defence-blog.com/news/saudi...apon-using-ukrainian-supplied-technology.html

 
اعتقد ان هناك مبالغات كبيرة ،لو عمت هذه التقنية سيكون ما يردعها أو يحاربها وربما من نفس المبدأ.
هل هذه الاسلحة فعالة في كل الظروف الجوية مثلا لو تصادف الهجوم مع صاعقة او إعصار؟
 
المبالغة هي ان السعودية ستشتري التقنية ومن اوكرانيا¡
لو كان شيء حصري ومهم فالسعودية ليس لها قدرة وإستطاعة لأن المال قد يجعل من العبد سيدا لكن ليس سلطانا على الاحرار.
 
السلام عليكم
السؤال اين الجزائر من هدا التطور العلمي الكبير
يعني مادا وجدنا او مادا وجدت الجزائر لحماية امنها من هدا الخطر القادم لا محالة والدي يشرد امة باكملها
انا اضن انوا الوقت لاستعمال هدا السلاح مازال لا يستعمل حتى تنتشر التقنية الالكترونية في العالم مئة با المئة
ومن بعد تا تي الكارثة يعني الحرب القادمة هي حرب معلوماتية وهادا ما راه يجري اليوم في الدول لاستعمال المعلوماتية با كثرة يعني الاتكال عل الكمبيوتر و الماكنات التي تسير با المعلوماتية
هنا تقع الكارثة يا معي او صدي يعني تتبع ما امليه عليك او او ايرجعوك كيما كانت فرنسا هنا يعني البنية التحتية معطلة با الكامل هدى لو مازلنا راقدين اما ادا افطنا فممكن نتفداو هدة الكارثة الاتية با القوة صاروخ كهرومغناطيسيي من هدا النوع مئة سنة للوراء
اتنمنا من مسؤولي البلاد ان يعوا هدا الخطر لتجنبه و السلام
 
الحل بسيط اسمه قفص فاراداي و اغلب المعدات العسكرية ان لم يكن كلها مزودة به و منذ عقود
التهديد الاكبر من اسلحة ال EMP هو للتقنيات المدنية الغير مزودة بقفص فاراداي
 
عودة
أعلى