- إنضم
- 27 فبراير 2015
- المشاركات
- 6,570
- مستوى التفاعل
- 29,291
- النقاط
- 113
هذه الدراسة تقدمة صديق المنتدى الآستاذ مهيد عبيد
أصول تصميم المقاتلات و القاصفات تاريخا و تطويرا - الجزء الآول
مهيد توفيق عبيد باحث شؤون إستراتيجية
البداية الأميركية بتحقيق الأخوين رايت أول رحلة طيران قصيرة لطائرة بمحرك كان انطلاقة جبارة الى عالم جديد و قد بدأ قسم خدمات البريد و بما فيه الاستطلاع أيضا في الجيش الأميركي باستخدام الطائرات كوسيلة فعالة للنقل و الاستطلاع كغرض ثانوي ثم بدأت تحذو حذوها دول غربية أخرى و لكن ظل قصب السبق أميركيا بكل تأكيد في هذا المجال و كذلك فقد تقدم قطاع النقل المدني في الداخل الأميركي بصورة كبيرة للغاية و إن لم يظهر هذا التفوق الكبير في الحروب حينها لأسباب مختلفة فمثلا لم تشارك الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى إلا في نهايتها عمليا و أما المواجهات مع المكسيك فهي لم تكن سوى اشتباكات متقطعة فحسب.
المؤكد بكون فترة الحرب العالمية الأولى لم تستطع من توضيح ماهية القواعد الأساسية في تصميم الطائرات و وضع قواعد جدية ثابتة و لكن ما وضعه الأخوان رايت تجريبيا و عبر تمييز فاعلية أي تصميم في تجربة النفق الهوائي بدا قانونا لا حيد عنه في أي بحث تصميمي و لتقييم أي نموذج يمكن بناؤه و بات من المسلمات حينها بكون الطائرة المستقرة هي الطائرة النموذجية تصميما و كقدرة قتالية أيضا فهي قادرة على الانتقال من وضع لآخر بسلاسة و بدون التورط في ظاهرة الانهيار الحلزوني و هكذا فقد كانت التصميمات بمجملها في ذلك العصر التجريبي بداية فجة لعصر جديد و إن يكن واعدا بالكثير في المستقبل.
https://www.militaryfactory.com/aircraft/ww1-aircraft.asp
يلاحظ بصورة لافتة أن من يدقق على عدد محاولات الابتكار و التجديد فسيجد أن البريطانيين و الألمان كانا المصممون منهم يتسابقون للفوز بغنيمة أو الإتيان بتصميم متفوق يؤمن نتيجة الحرب و لو الى حين و بأن ما يظهر كدور أمريكي يبدو متآكلا بصورة غير عادية.
https://youtu.be/MI08NGCgISE
https://youtu.be/Tdw1-_E0x_8
غالبية الهياكل للطائرات حينها صنعت بما يشبه الدقة (في عصرها) و غالبا ما كانت خشبا و قماشا فحسب و من الواضح بكون فكرة إنتاج الطائرات بأعداد كبيرة لم تظهر بسهولة أية قدرات خاصة لعمال الإنتاج بمعنى أن ذلك كان أتيا من براعة عاملي النجارة أساسا و ليس من قدرات جدية لعمليتي التصميم و التنفيذ و برغم دخول المعادن في صناعة قسم من الطائرات إلا أنها برغم ذلك لم تستطع من تصبح نموذجيا هي كهيكل معتمدة بصورة مطلقة فقد بقيت للخشب و القماش حالة من الأفضلية العجيبة و استمر ذلك و ان بشكل تراجعي حتى بدء الحرب العالمية الثانية.
اعتمدت قاعدة تصميمية تصورت بكونها ستكون أساسا شبه مطلق في بناء أي طائرة فكان لغالبية الطائرات جناحان متماثلان متوازيان شاقوليا و اعتبر ذلك يحقق أقصى حد ممكن من الرفع و قدرة الطائرة على التسلق و يؤمن الاستقرار و الثبات و في بعض من الحالات فقد صممت الطائرات بثلاث طبقات من الأجنحة و قلما اعتمد الجناح المفرد الذي اعتبره الغالبية نموذجا غير ناجح و لا يجمع كل هذه الميزات كما يجب.
عدت نقاط التفوق لآي طائرة حينها في المبارزات الجوية هي في قدرتها على الانحراف في دوائر ضيق مثل المناورات الأساسية المتعارف عليها:
1- الخطران
2- العطوف
3- الانعراج.
عدت المقاتلة الألمانية فوكر د-7 نموذجا قياسيا لما يجب أن تكون عليه المقاتلة النموذجية بنهاية الحرب فهي تضمنت قدرة البقاء في الجو بصورة جيدة و بسبب محركها الاقتصادي كما كانت تمتاز باستجابتها عبر أجهزة التحكم بصورة مثالية و بلا مصاعب فضلا عن سهولة الفك و التركيب و الصيانة و هكذا فقد كانت ليدها أيضا مواصفات المناورة الحركية العالية و الارتقاء السريع في الجو و هكذا فقد زاد عدد ما أنتج منها أكثر من 3300 طائرة و عدت هي من أحد فرص التميز و التفوق الألماني في الحرب العالمية الأولى.
https://www.militaryfactory.com/aircraft/detail.asp?aircraft_id=395
https://en.wikipedia.org/wiki/Fokker_D.VII
https://airandspace.si.edu/collection-objects/fokker-dvii
القاصفات ظهرت أيضا في الحرب العالمية الأولى و لكنها لم تحظى بتوسع كاف في إنتاجها و يعود ذلك أيضا لذات الأسباب السابقة و كذلك لوجود المناطيد كقوة قصف منافسة و لم يظهر دور القاصفة الميدانية بوضوح كبير أيضا و بقي ظهور الطائرات الصديقة لتساند القوات الأرضية عملا غير منظم بصورة وافية و بقي مثل هذا العمل رهين المبادرة الفردية و الميدانية المباشرة من الطيار نفسه أساسا.
القاصفة الروسية الثقيلة ايليامورموتيس و هي حينها عدت متقدمة على كل منافساتها الغربية بصورة كبيرة
https://owlcation.com/humanities/About-World-War-1-1914-Worlds-First-Heavy-Bomber
ظاهرة بدء إضافة السلاح الجوي من قواعد عائمة كانت عمليا مجرد تجارب تكللت بالنجاح ثم توسعت في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى الى أن تصبح هذه السفن هي أشبه بمطارات عائمة تحمل طائرات تتبع الأسطول البحري كقوة مباشرة تسانده و تحميه و لكن لم يحدث بسبب ذلك تغيير جوهري في تصميم الطائرات و إن ظهرت تصميمات مساعدة تساند العمليات البحرية مثل مقذف البخار و غيره و قد بدت عمليات الهبوط و الإقلاع من حاملات الطائرات كمسلسلات انتحارية و كوميدية غالبا و لم يتحقق فيها نجاح لافت الى ما قبيل الحرب العالمية الثانية.
تسليح الطائرات و تنوعه بدا شيئا عجيبا نوعا ما فبمعظمه بدا رمزيا أكثر منه جديا و بدت عمليات المبارزات الجوية و حروب فرسان الجو شيئا رومنطيقيا غير قتالي فعليا أول الآمر و كما كان كبداية سلاحا فرديا يحمله الطيار أو مساعدة ثم تطور الى مدافع رشاشة و ان تكن المحركات البستونية و مراوحها تعيق عملية الرماية و التسديد بصورة كبيرة فضلا عن الجهل الفعلي و ضعف الدراسات حول كيفية تحقيق إصابة جدية و مباشرة على طائرة معادية أصلا و اقتضى ذلك وقتا للوصول الى نتائج جدية و فعالة في هذا الموضوع مثل تصميم مدافع ترمي من خلال المروحة نفسها و أما تحميل الطائرات بالقنابل فقد كان فعليا غير فاعل غالبا و مضى وقت لافت قبل الوصول الى تصميم هيدروليكي فعال يسمح بتحميل القنابل و إسقاطها بصورة ناجحة في توقيت يحقق إصابة دقيقة نسبيا من قصف غاطس و بزاوية هجوم انقضاضية.
عوامل أخرى تداخلت مع إنتاج و تطوير الطائرات:
مما لا شك فيه بكون عوامل أخرى مختلفة لعبت دورها في عدم الدفع بتطوير الطائرات بصورة كبيرة و كان أهم تلك العوامل هو استمرار الاعتقاد بدور رئيسي للمدفعية و هو أمر حاسم كما أنه لا غنى عن وجود جندي المشاة و ظهور المدفع الرشاش و كذلك سيطرة المدمرات و الغواصات كسلاح لا غنى عنه في المواجهات البحرية فضلا عن بدء ظهور دور الدبابات و هكذا فقد ظل دور سلاح الجو كدرجة ثانية في حسم الحروب برغم ظهور نظريات الجنرال دوهية المنادية بحرب جوية خاطفة توجه فيها القوة الجوية الصديقة ضربة استباقية تحطم فيها قوة العدو الجوية و تؤمن سيطرة جوية ميدانية.
في الختام يمكن القول بأنه بدت معظم التصميمات حينها كعبث صبياني مقارنة بما نفعله اليوم و بتركيبة المقاتلات و القاصفات المتطورة حاليا و كيفية بنائها تصميما و تنفيذا حاليا.
يتبع.....
أصول تصميم المقاتلات و القاصفات تاريخا و تطويرا - الجزء الآول
مهيد توفيق عبيد باحث شؤون إستراتيجية
البداية الأميركية بتحقيق الأخوين رايت أول رحلة طيران قصيرة لطائرة بمحرك كان انطلاقة جبارة الى عالم جديد و قد بدأ قسم خدمات البريد و بما فيه الاستطلاع أيضا في الجيش الأميركي باستخدام الطائرات كوسيلة فعالة للنقل و الاستطلاع كغرض ثانوي ثم بدأت تحذو حذوها دول غربية أخرى و لكن ظل قصب السبق أميركيا بكل تأكيد في هذا المجال و كذلك فقد تقدم قطاع النقل المدني في الداخل الأميركي بصورة كبيرة للغاية و إن لم يظهر هذا التفوق الكبير في الحروب حينها لأسباب مختلفة فمثلا لم تشارك الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى إلا في نهايتها عمليا و أما المواجهات مع المكسيك فهي لم تكن سوى اشتباكات متقطعة فحسب.
المؤكد بكون فترة الحرب العالمية الأولى لم تستطع من توضيح ماهية القواعد الأساسية في تصميم الطائرات و وضع قواعد جدية ثابتة و لكن ما وضعه الأخوان رايت تجريبيا و عبر تمييز فاعلية أي تصميم في تجربة النفق الهوائي بدا قانونا لا حيد عنه في أي بحث تصميمي و لتقييم أي نموذج يمكن بناؤه و بات من المسلمات حينها بكون الطائرة المستقرة هي الطائرة النموذجية تصميما و كقدرة قتالية أيضا فهي قادرة على الانتقال من وضع لآخر بسلاسة و بدون التورط في ظاهرة الانهيار الحلزوني و هكذا فقد كانت التصميمات بمجملها في ذلك العصر التجريبي بداية فجة لعصر جديد و إن يكن واعدا بالكثير في المستقبل.
https://www.militaryfactory.com/aircraft/ww1-aircraft.asp
يلاحظ بصورة لافتة أن من يدقق على عدد محاولات الابتكار و التجديد فسيجد أن البريطانيين و الألمان كانا المصممون منهم يتسابقون للفوز بغنيمة أو الإتيان بتصميم متفوق يؤمن نتيجة الحرب و لو الى حين و بأن ما يظهر كدور أمريكي يبدو متآكلا بصورة غير عادية.
https://youtu.be/MI08NGCgISE
https://youtu.be/Tdw1-_E0x_8
غالبية الهياكل للطائرات حينها صنعت بما يشبه الدقة (في عصرها) و غالبا ما كانت خشبا و قماشا فحسب و من الواضح بكون فكرة إنتاج الطائرات بأعداد كبيرة لم تظهر بسهولة أية قدرات خاصة لعمال الإنتاج بمعنى أن ذلك كان أتيا من براعة عاملي النجارة أساسا و ليس من قدرات جدية لعمليتي التصميم و التنفيذ و برغم دخول المعادن في صناعة قسم من الطائرات إلا أنها برغم ذلك لم تستطع من تصبح نموذجيا هي كهيكل معتمدة بصورة مطلقة فقد بقيت للخشب و القماش حالة من الأفضلية العجيبة و استمر ذلك و ان بشكل تراجعي حتى بدء الحرب العالمية الثانية.
اعتمدت قاعدة تصميمية تصورت بكونها ستكون أساسا شبه مطلق في بناء أي طائرة فكان لغالبية الطائرات جناحان متماثلان متوازيان شاقوليا و اعتبر ذلك يحقق أقصى حد ممكن من الرفع و قدرة الطائرة على التسلق و يؤمن الاستقرار و الثبات و في بعض من الحالات فقد صممت الطائرات بثلاث طبقات من الأجنحة و قلما اعتمد الجناح المفرد الذي اعتبره الغالبية نموذجا غير ناجح و لا يجمع كل هذه الميزات كما يجب.
عدت نقاط التفوق لآي طائرة حينها في المبارزات الجوية هي في قدرتها على الانحراف في دوائر ضيق مثل المناورات الأساسية المتعارف عليها:
1- الخطران
2- العطوف
3- الانعراج.
عدت المقاتلة الألمانية فوكر د-7 نموذجا قياسيا لما يجب أن تكون عليه المقاتلة النموذجية بنهاية الحرب فهي تضمنت قدرة البقاء في الجو بصورة جيدة و بسبب محركها الاقتصادي كما كانت تمتاز باستجابتها عبر أجهزة التحكم بصورة مثالية و بلا مصاعب فضلا عن سهولة الفك و التركيب و الصيانة و هكذا فقد كانت ليدها أيضا مواصفات المناورة الحركية العالية و الارتقاء السريع في الجو و هكذا فقد زاد عدد ما أنتج منها أكثر من 3300 طائرة و عدت هي من أحد فرص التميز و التفوق الألماني في الحرب العالمية الأولى.
https://www.militaryfactory.com/aircraft/detail.asp?aircraft_id=395
https://en.wikipedia.org/wiki/Fokker_D.VII
https://airandspace.si.edu/collection-objects/fokker-dvii
القاصفات ظهرت أيضا في الحرب العالمية الأولى و لكنها لم تحظى بتوسع كاف في إنتاجها و يعود ذلك أيضا لذات الأسباب السابقة و كذلك لوجود المناطيد كقوة قصف منافسة و لم يظهر دور القاصفة الميدانية بوضوح كبير أيضا و بقي ظهور الطائرات الصديقة لتساند القوات الأرضية عملا غير منظم بصورة وافية و بقي مثل هذا العمل رهين المبادرة الفردية و الميدانية المباشرة من الطيار نفسه أساسا.
القاصفة الروسية الثقيلة ايليامورموتيس و هي حينها عدت متقدمة على كل منافساتها الغربية بصورة كبيرة
https://owlcation.com/humanities/About-World-War-1-1914-Worlds-First-Heavy-Bomber
ظاهرة بدء إضافة السلاح الجوي من قواعد عائمة كانت عمليا مجرد تجارب تكللت بالنجاح ثم توسعت في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى الى أن تصبح هذه السفن هي أشبه بمطارات عائمة تحمل طائرات تتبع الأسطول البحري كقوة مباشرة تسانده و تحميه و لكن لم يحدث بسبب ذلك تغيير جوهري في تصميم الطائرات و إن ظهرت تصميمات مساعدة تساند العمليات البحرية مثل مقذف البخار و غيره و قد بدت عمليات الهبوط و الإقلاع من حاملات الطائرات كمسلسلات انتحارية و كوميدية غالبا و لم يتحقق فيها نجاح لافت الى ما قبيل الحرب العالمية الثانية.
تسليح الطائرات و تنوعه بدا شيئا عجيبا نوعا ما فبمعظمه بدا رمزيا أكثر منه جديا و بدت عمليات المبارزات الجوية و حروب فرسان الجو شيئا رومنطيقيا غير قتالي فعليا أول الآمر و كما كان كبداية سلاحا فرديا يحمله الطيار أو مساعدة ثم تطور الى مدافع رشاشة و ان تكن المحركات البستونية و مراوحها تعيق عملية الرماية و التسديد بصورة كبيرة فضلا عن الجهل الفعلي و ضعف الدراسات حول كيفية تحقيق إصابة جدية و مباشرة على طائرة معادية أصلا و اقتضى ذلك وقتا للوصول الى نتائج جدية و فعالة في هذا الموضوع مثل تصميم مدافع ترمي من خلال المروحة نفسها و أما تحميل الطائرات بالقنابل فقد كان فعليا غير فاعل غالبا و مضى وقت لافت قبل الوصول الى تصميم هيدروليكي فعال يسمح بتحميل القنابل و إسقاطها بصورة ناجحة في توقيت يحقق إصابة دقيقة نسبيا من قصف غاطس و بزاوية هجوم انقضاضية.
عوامل أخرى تداخلت مع إنتاج و تطوير الطائرات:
مما لا شك فيه بكون عوامل أخرى مختلفة لعبت دورها في عدم الدفع بتطوير الطائرات بصورة كبيرة و كان أهم تلك العوامل هو استمرار الاعتقاد بدور رئيسي للمدفعية و هو أمر حاسم كما أنه لا غنى عن وجود جندي المشاة و ظهور المدفع الرشاش و كذلك سيطرة المدمرات و الغواصات كسلاح لا غنى عنه في المواجهات البحرية فضلا عن بدء ظهور دور الدبابات و هكذا فقد ظل دور سلاح الجو كدرجة ثانية في حسم الحروب برغم ظهور نظريات الجنرال دوهية المنادية بحرب جوية خاطفة توجه فيها القوة الجوية الصديقة ضربة استباقية تحطم فيها قوة العدو الجوية و تؤمن سيطرة جوية ميدانية.
في الختام يمكن القول بأنه بدت معظم التصميمات حينها كعبث صبياني مقارنة بما نفعله اليوم و بتركيبة المقاتلات و القاصفات المتطورة حاليا و كيفية بنائها تصميما و تنفيذا حاليا.
يتبع.....