حقبة بداية السبعينات 1970-1975
هذه الفترة حظيت بحالة غريبة من التضارب الغيرعادي فالأمريكيون من جهتهم عملوا مطولا على تطوير حوااظن الحرب الالكترونية في محاولة لجلعل فلسفلة الحرب الجوية و السيادة الجوية و الرد على الصواريخ السوفييتية في فييتنام و في ذلك الحين ايضا برزت مشكلة حرب الاستنزاف و عمل الأمريكيون أيضا مع الاسرائيليين على دراسة هذه المشكلة بصورة مستمرة و كثيفة و كما بدأ الأمريكيون بدراسة موضوع تطوير الرادار الطائر و قرروا ايضا انتاج أجيال أكثر تقدما منه بحيث يحافظون على تفوقهم الساحق حينها في هذا المجال و كان البريطانيون أيضا قد وضعوا لبنة مشروع النمرود كطائرة تغطي الساحل البريطاني كرادار طائر فوق الماء يستطيع من المساهمة في اعطاء فرصة انذار و استكشاف للبحرية و سلاح الطيران و في الكيان الصهيوني تقرر بدء العمل على انتاج المقاتلة ميراج-5 بعد الحصول على كافة التصميمات و مساعدة متقدمة من شركتي مارسيل داسو و ماترا الفرتسيتين و كذلك شركات أمريكية و جنوب أفريقية و كذلك فلقد توسعت المساعدة العسكرية الأمريكية لاسرائيل في مجال سلاح الجو بصورة كبيرة للغاية و بدا واضحا التعاون الواسع بكافة أشكاله عند بدء تطبيق مشروع روجرز و التي بموجبها تمت الهدنة بين مصر و الكيان الصهيوني و اعتبرت القيادة المصرية ذلك فرصة لنقل قواعد الصواريخ الى الأمام و تثبيتها و هذا ما حدث و بالطبع فلقد قامت الدنيا و لم تقعد في الكيان الصهيوني و في الولايات المتحدة بعدما اكتشتفتا أن مصر استطاعت من انجاز ذلك ليلة وقف اطلاق النار وب التالي فهو لم يكن خرقا لاتفاق لم يبرم بعد قانونا.
لقد كان الحقد الأمريكى على مصر و على الرئيس جمال عبد الناصر بصورة خاصة أكبر من أن يوصف و كانت الجهتان قد قررتا قبل بعض الوقت ضرورة اغتيال جمال عبد الناصر و انهاء الحالة في الداخل المصري و كما يبدو فان اغتيال جمال عبد الناصر بالسم بعدها قد غير عمليا كل شيء ( و هو موضوع يجب البحث فيه في موضوع مستق و مفصل) و من الواضح فيما بعد بكون الغيظ الأمريكى مبعثه الصفعة المصرية التي استطاعت من تحقيق خرق قتالى و استراتيجي و دون خرق الاتفاق السياسي المعقود بوقت واحد و هو ما شكل ضربة قاسية لجهود المخططين الاستارتيجيين الأمريكيين و الاسرائيليين في الحرب الجوية و حسابات و احتمالات الحرب القادمة سواء بين مصر و سورية من جهة و الكيان الصهيوني من جهة أو على صعيد الحرب التي قد تحدث بين الولايات المتحدة و التحاد السوفييتي و التي كان المتوقع بخصوصها بأن يتطور أي صراع بين قوتين محليتين و تتدخل فيه الدولتان العظمسات فيتنامى الصراع الى حرب شاملة أو تبقى اشتباكا محدودا بين الطرفين و بدا واضحا الثقل الكبير للهزائم الأمريكية المتوالية في فييتنام و كذلك الهزيمة في حرب الاستنزاف.
تقنيا بدأ الأمريكيون برنامج ALQ و كذلك برامج حواظن نثر الرقائق الالكترونية و تطوير صواريخ Shraik المضادة للاشعاع و غيرها و كذلك فلقد تصور البعض بكون الاسلحة الذكية الموجهة بصريا (تلفزيونيا بالأصح) و كذلك بالليزر و غيرها ستكون حلا فعلا لتدمير صواريخ سام و تحقيق خرق جوي و كانت الكفة ميدانيا في فييتنام قد تعدلت نوعا ما و بات الطيارون الأمريكيون يمتلكون خبرة أكبر في التعامل مع السلاح الجوي الفييتنامي و مع صواريخ الدفاع الجوي كما تخلى الأمريكيون عن تحميل الفانتوم بكامل الحمولة القتالية بحيث يتحقق بعض المرونة ف ياستعمالها بصورة أكثر فعالية و أكثر اقناعا و تأثيرا و كانت لدى الأمريكيين بعض من دواعي القلق الكبير باكتشافهم تطويرالسوفييت للمقاتلة القاصفة الاسطورية Mig-25 و قرروا منذ أواسط الستينات بأن يقوموا بتطوير مقاتلة قاصفة تتصدى لهذا التطور و تستطيع من مجاراة الميج-25 في ارتفاعها و سرعتها و كما قررت البحرية الأمريكية بكونها تحتاج مقاتلة قاصفة على ذات المستوى و هكذا فلقد دفع الأمريكيون بصورة كبيرة في برامج تطوير مقاتلات F-14, F-15, F-16, F-18 و كلها كانت قرارا جوهريا صائبا بالتخلي فعليا عن أي تطوير لمقاتلات الجيل الثالث ما عدا برنامج F-4 G Wild Weazil و هو برنامج خاص بمساندة عمليات المقاتلات ضد شبكات الدفاع الجوي و طبعا فلقد فاقت الميزانيات المرصودة لهذه النقلة الكبرى اي تصور و كان الأمريكيون قد تخلوا قبل ذلك عن فلسفة الطائرة المتخصصة و جعلوها في اضيق نطاق ممكن و كما تخلوا نهائيا عن فكرة مقاتلة الدفاع عن النقطة و جعلوها مثل مقاتلة F-5 مخصصة لأغراض التدريب و العروض الجوية و للتصدير الى دول العالم الثالث و استمرت العمليات التطويرية على كل البرامج القتالية حتى انفجار حرب اكتوبر تشرين 1973 و الصدمة الكبرى التي سببتها للأمريكيين و الغرب مجملا و قبل ذلك لاسرائيل و سلاحها الجوي بصورة خاصة.
يتبع...