اساليب العمل القتالى و ليست نوعية السلاح و ميزاته

الاستراتيجية السوفييتية المضادة في الحرب الجوية في الخمسينات:
لقد بحث المخططون العسكريون السوفييت في كل تفصيلات الاستراتيجية الأمريكية المتعلقة بشقي استخدام السلاح النووي و الحرب الجوية معا و خلصوا الى نتيجتيين رئيسيتين.
الأولى: وجود سبق كمي و نوعي أمريكي لجهة كمية القنابل النووية و لجهة وسائط الايصال (القاصفات الاستراتيجية البعيدة المدى تحديدا) و كذلك فلجهة التوسع الأمريكى في استخدام حاملات الطائرات التي تسمح بالتالي باقتراب المقاتلات الأمريكية المرافقة للقاصفات البعيدة المدى ايضا.
الثانية: مجاراة الأمريكيين بنسخ ذات الاساليب و القيام بالعمل انتاجا و تطويرا و تدريبا على أساليب مشابهة هو حل له محاذير و مصاعب كبيرة فضلا عن كونها ستستهلك زمنا ليس بالقصير و أكلاف كبيرة للغاية لانتاج حاملات طائرات مثلا فضلا عن أكلاف تدريبية كبيرة ايضا.
لقد كانت هناك كما يبدو لجنة عسكرية عليا يتراسها وزير الدفاع ذاته و تنبثق عنها ستة لجان عسكرية مختلفة أولها و أهمها كانت ما عرف بأنها لجنة دراسة الحروب الجوية و كانت كما يبدو تطلب باستمرار معلومات واسعة عن سلاح الجو الأمريكى و تسليحه و طائراته و امكانياته الفنية و كل ما يتعلق بتفصيلات انتاج الطائرات بمختلف أنواعها و كما اهتمت هذه اللجنة بصورة كبيرة ببرامج تطوير الصواريخ المختلفة لصالح سلاح الجو الأمريكي و بقية اللجان كانت أيضا تتبع كل تخصص عسكري بحري و بري و منها ايضا لجنة مختصة بالسلاح النووي تجمع كل التفصيلات التي تصل اليها أجهزة المخابرات السوفييتية حينها.
لقد خلصت الدراسات العسكرية اسوفييتية الى عدد من الاستنتاجات حول بناء الاستراتيجية السوفييتة عموما و الحرب الجوية خاصة اهمها:

1-الاكتساب من التجربة الأمريكية بمعنى الابتعاد عن فشلها و محاذيرها و الأخذ بجوانبها الايجابية فمثلا لم ينتج السوفييت كمية ضخمة من القنابل النووية البدائية كما فعل الأمريكيون و قاموا بتطويرات بحيث يتم تخفيف وزن القنبلة من عدة أطنان الى حوالي طن و نصف تقريبا.
2-عدم تضييع الوقت في بناء حاملات الطائرات فعمليا هي تحتاج موانىء مفتوحة و الشواطىء السوفييتية تبقى اضيق من هامش المناورة و ضرورة تطوير صواريخ تستهدف حاملات الطائرات الأمريكية و تدمرها بضربات نووية تكتيكية مع السفن المرافقة لها و التوسع في بناء و استخدام الغواصات.
3-ضرورة تطوير دفاع جوي صاروخي محلي و التوسع فيه بحيث يؤمن ذلك المدن السوفييتية بحال أفلتت أعداد من القاصفات الأمريكية من المقاتلات السوفييتة المعترضة و يحمي ذلك المواقع الصناعية و الاستراتيجية الهامة.
4-توفر معلومات استخبارية موثوقة بحيث يمكن الرد الفوري قبل وصول اية قاصفات أمريكية الى الأراضي السوفييتية بواسطة الصواريخ العابرة للقارات و التي تأكد السوفييت من كونهم سابقين في تطويرها بصورة اقوى مما يتصور الأمريكيون.
5-التوسع في برنامج الاستطلاع المرتقب فضائيا عن طريق الاقمار الصناعية و كان السوفييت ايضا واثقين من تفوقهم على الأمريكيين في هذا المجال ايضا و فعلا بدأ ذلك منذ عام 1960 و بصورة واسعة.
لقد حددت الاستراتيجية السوفييتية 230 قاعدة أمريكية حول العالم اعتبرت أهدافا مؤكدة و عددا أخر كاهداف محتملة و كما تضمنت ايضا كحملة برية و بحرية فعلية في القارة الأوروبية فرضية تحسب بريطانيا كقاعدة امريكية متقدمة يجب عزلها و تدميرها سلفا بواسطة ضربة صاروخية كثيفة و كذلك ضرورة تدمير الاسطول البريطاني ايضا و الاساطيل المساندة وفرض سيطرة مطلقة ابتداء من بحر بارنت وصولا لبحر الشمال و بحر المانش و كذلك البحر الأسود و البحر الأبيض.
ضرب و تدمير قواعد سلاح الجو الأمريكى بواسطة صواريخ بعيدة المدى و استخدام القطب الشمالي كممر صاروخي في ذلك بحيث يتم اختصار وقت الانذار و تحقيق المفاجأة و السرعة في الحسم و كذلك تدمير قواعد الصواريخ الاستراتيجية الأمريكية بوقت واحد مع ضرب الاساطيل الأمريكية بواسطة الطائرات البعيدة المدى و الغواصات.
ضرورة العمل بصورة كثيفة على تطوير مقاتلات تتفوق على نظيراتها الأمريكية و الغربية خصوصا في مواصفات السرعة و المدى و الارتفاع و القدرات االكترونية و الرادارية و المناورة ايضا و تضمن ذلك معترضات ثقيلة و مقاتلات خفيفة بوقت واحد.
ضرورة التوسع في تطوير الصواريخ بكافة نماذجها و خاصة لجهتي صواريخ الدفاع الجوي و الصواريخ البعيدة المدى و المنطلقة من الغواصات بصورة خاصة.
التوسع في برامج القاصفات البعيدة المدى و ما سميت حيتها بحاملات الصواريخ نظرا للفعالية المنتظرة منها في التصدي لمجموعات حاملات الطائرات اساسا و كذلك قوتها الضاربة التي ستتوجه لعدد من القواعد الأمريكية ايضا.
القتال الجوي و طرائقه المختلفة:
تركزت على القيام بدرويات جوية متواصلة من مقاتلات الدفاع عن النقطة بمعنى الاشغال المستمر لمراكز المراقبة التابعة لحلف الأطلسي و انهاكها طيلة 24 ساعة بروتين قتالي وهمي و بحيث يحافظ ذلك على جاهزية قتالية عالية و فضلا عن مناورات هجمات وهمية متكررة و تبقى المقاتلات المعترضة الثقيلة كمساندة في مطارات العمق و تقوم بدرويات جوية في البحار المفتوحة تمارس فيها دورا مشابها تجاه الاساطيل التابعة لحلف الأطلسي.
أصول الاشتباك الجوي تضمنت عمليا تكتيكات مختلفة تصورت بصورة عامة أن الوصول لركوب ذيل الطائرة العدوة على ساعة 6-7 أمر ضروري و مع بدء ظهور صواريخ جو-جو فلقد بدات التكتيكات تختلف عمليا و لوحظ برغم كل ذلك نقطة الضعف اللافتة في الاعتماد المطلق على محطات التوجية و القيادة الأرضية و لم يتم الوصول لحل مرض بتصنيع راداات طائرة فعالة بالسرعة المطلوبة حينها.
لم يظهر نقد واسع لطرائق العمل القتالي المختلفة بصورة علنية لافتة الا بعد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 و كذلك فلقد ظل هناك تصور شائع بتفوق امريكى في الجانب التقني عموما و أتت الحرب الفييتنامية لتغير كل ذلك.
يتبع....
كيف سيتم كل هذا والمطارات في كلا الجانبين تم تدميرها بالضربه الاولى من اين ستهبط القاذفات وتحمل وترجع تقلع المطارات والقواعد كلها تم تدميرها بالضربه النوويه الاولى في كلا الجانبين
 
الأخوة في المنتدى
هذه الحلقة ستوضح نموذجا من الخلافات الحادة التي عكست مفاهيم و أصول استراتيجية و ادارة الحرب الجوية داخل القيادات العليا لسلاح الطيران السوفييتي و كذلك سلاح الطيران البعيد المدى و الذي كان قسم منه يتبع عمليا سلاح البحرية و لقد طالت هذه الخلافات فترة ليست بالقصيرة و لم تحسم مفاعيلها حتى عام 1972 تقريبا كما يبدو و هذه الحالة الخلافية تمحورت حول كيفية وضع حد فعلي للقدرات الأمريكية في مجال الكشف و التعقب الرادراري و الالكتروني بواسطة الرادارات الطائرة التي سبق و أوضحنا التوسع الأمريكى في استخدامها و توفرها على متن حاملات الطائرات أيضا و انقسمت القيادات العسكرية السوفييتية حول الموضوع الى فريقين أحدهما يتصور بضرورة وضع حل قتالي فعال يدمر الرادارات الطائرة الأمريكية أو يشلها عن العمل و كذلك ارتأى قسم من هذه المجموعة تدمير حاملات الطائرات اصلا كما صممت حاملات الصواريخ من قاصفات الطيران البعيد المدى لأداء مهمة كهذه و المجموعة الثانية كانت وجهة نظرها في ضرورة منافسة الأمريكيين في هذا المجال و تصميم نماذج متطورة من الرادارات الطائرة تضاهي نظيرتها الأمريكية و كذلك القيام بتصميم حاملات للطائرات تستوعب طائرات الاسطول الخفيفة و المتوسطة ايضا و ظهر قسم داخل هذه المجموعة ينادي بضرورة القيام بفتح جديد في هذا المجال بحيث يتم تطوير اصناف متقدمة من المقاتلات المتقدمة تكون مستقلة كلية عن منظومات الرصد و الانذار و السيطرة الأرضية و تقوم بعمليات رصد تبادلية عن طريق تبادل المعطيات بواسطة داتا لينك مشفرة بصورة متقدمة و كما يبدو ففي أواخر عام 1963 فلقد احتدت الخلافات بين كل هذه المجموعات بصورة كبيرة لغية حضور خروتشوف بعضا من الاجتماعات و كما يبدو فلقد كان خروتشوف ميالا الى فكرة التوسع في باتجاه باء حاملات للطائرات بصورة كبيرة كما أنه زار المنشآت االانتاجية و زار عددا من الوحدات القتالية المختلفة و كان يرد بعبارات تهكمية أحيانا على بعض التساؤلات و المجادلات المستمرة (و هنا البعض من المصادر تقول بكون ذلك شكل حالة عدائية بينه و بين بعض القياديين العسكريين عجلت في اسقاطه بعدها) و لو أنه كما يبدو فلقد ذهب الى حد الموافقة على المضي في جميع التوجهات كلها معا و مهما بلغت التكاليف.
الحالة التي سندرسها هنا هي اسلوبتطوير و عمل المعترضة الكبيرة و الاستراتيجية TU-28 فلقد تم تصميمها في تلك الفترة لكونها ستضاف الى نموذج الدورية القتالية التي ستحمي السماء السوفييتية كما تصور الجميع و عمليا فلقد كانت هي أكبر معترضة في حينها.
http://fas.org/nuke/guide/russia/airdef/tu-128.htm
http://www.airvectors.net/avtu128.html
http://www.dailykos.com/story/2013/8/19/1232235/-Cold-War-Relics-Tupolev-TU-128
عمليا لم يكن هناك من داع فعلي لتطويرها لغرض التغطية الجوية كمعترضة فوق سيبيريا أو المناطق النائية في القطب الشمالي و غيرها فلقد كانت المعترضة Yak-28 فايربار تقوم بهذا الدور في حينها و لم تشكل اضافة جدية تقدم الكثير في هذا الصعيد و من الواضح بكون الغرض الفعلي لتصميم هذه المعترضة الثقيلة كان بامكان المقاتلة البديلة من طراز Su-15 أن تؤديه بصورة متميزة ايضا بحال كان الهدف من تصميمها اعتراض القاصفات الامريكية و كملاحظة فعلية فلقد كانت أدائيا ليست بحالة من التقدم التكنولوجي الفاعل بحيث تستطيع من تنفيذ هذا الواجب بقوة واقتدار و كذلك فهي كانت تتطلب تدريبا متفوقا لطاقمها و فنييها و زمنا مطولا لتحضيرها لتقوم بعمل يقتضي جاهزية عالية ايضا؟؟؟!!!!
لقد كان الغرض الفعلي و الواجب القتالي لهذه المقتلة هو تدمير الرادارات الطائرة الامريكية و كما يبدو فلقد كانت تقوم بالتحليق خلف القاصفات كنوع كنوع من التغطية و عند صدور التعليمات بالهجوم فقد كان من واجبها التقدم بسرعة كبيرة لتضرب الرادارات الأمريكية الطائرة و تخرجها من الحساب القتالي بحيث تستطيع بعدها القاصفات السوفييتية من التحرك بحرية و كان من المتصور بكون ذلك قد يخدم نظرية الصراع المتدرج الذي لم يتطور بعد الى حالة حرب نووية سوى كأزمة سياسية و عسكرية مثل أزمة الصواريخ الكوبية أو حرب متصاعدة مثلما كانت الحرب الكورية و بعدها الحرب الفييتنامية و كعملية تدريبية فربما كانت النتائج غير مرضية سخر منها خروتشوف كثيرا في حينها و كذلك لم يقتنع العدد الأكبر من الطيارين بها و خلصت التجارب حينها الى نتيجة تتصور بكون عملية قتالية من هذا النوع بحاجة الى صواريخ جو-جو محملة على مقاتلات معترضة متقدمة مدى رادراتها يفوق 250كم و لا يقل مدى الصواريخ على هذه المقاتلة عن 150كم لتتمكن من تحطيم الاواكس الامريكي و اخراجه من سماء المعركة.
يتبع...
جيد انك ذكرت استاذي التوبوليف ١٢٨ مره سالت استاذي عندما كنت طالبا ما الغرض منها ليست مقاتله ثقيله بل جسم قاصفه ثبت عليه رادار وصواريخ جوجو بعيده المدى فقط غير قادره على اي اشتابك جوي لاتتسلح باي مدفع غير قادره على المناوره اصلا في اي اشتباك لاتحمل صواريخ جوجو متوسطه وقصيره المدى لا توجد اي طائره مشابههه لها ولم يتم صناعه اي طائره مشابهه بنفس المواصفات اعتقد الخطا هو اعطاء شركه توبوليف عقد صناعه مقاتله فالشركه معروفه بصناعه طائرات النقل والركاب والقاصفات الستراتيجيه
 
كيف سيتم كل هذا والمطارات في كلا الجانبين تم تدميرها بالضربه الاولى من اين ستهبط القاذفات وتحمل وترجع تقلع المطارات والقواعد كلها تم تدميرها بالضربه النوويه الاولى في كلا الجانبين
الأخ سامي
فترة ما بعد امتلاك السلاح النووي لغاية عام 1956 لم يكن هناك عمليا و فعليا قدرة ايصال تقريبا فعالة لضرب اراضي الخصم و فعليا لم تكن القاصفات الأمريكية قادرة على استخدام المواقع و القواعد القريبة من الاتحاد السوفييتى و في الاصل لم يكن من ناحية فكرية و لا عملية قواعد جدية لكيفية استخدام السلاح النووي و هل المكلوب بعدها الاستيلاء على اراضي الخصم و هل ستكون مثلا قابلة للسكن و الاستثمار و الاستفادة من مواردها الطبيعية و المنجمية و غيرها ...الخ
كات هناك أيضا صعوبات ملاحة بالغة في تحديد مواقع المطارات مثلا و لم تكن عمليات الملاحة الجوية متطورة بصورة كافية و لم يكن هناك من رادارات يزيد مداها على 200 كم لتوجه القاصفات بسهولة من الولايات المتحدة مثلا الى الاتحاد السوفييتى و بالعكس ايضا و عندما حقق السوفييت بعضا من التقدم الكبير في مجال الصواريخ البعيدة المدى فلقد بدأ ذلك يشكل تهديدا كبيرا و طبعا لم يكن ممكنا أن يبقى الأمريكيون منتظرين فاندفعوا في برامج تطوير صاروخ أطلس و بقية سلالته ايضا.
عموما كان هناك التصور الواقعي لتطور أزمة محلية بين حليفين كل منهما من معسكر و يتطور الصراع و يتصاعد لحد تدخل الدولتين العظميين في الصراع و من الجائز حينها أن يتطور اشتباك جوي مثلا الى حالة من الحرب الجوية المحلية التي قد تتوسع الى حرب شاملة و عموما هذا هو التصور الذي كان يتم العمل عليه لبناء مقاتلات و قاصفات تتوافق معه و هكذا فهي مسألة تطور التكنولوجيا تبعا لتطور المعطيات الاستراتيجية و قد تضع الامكانيات التكنولوجية فرصا لتسهيل تحقيق استراتيجية أو جزء منها و ليس العكس بأن تكون التكنولوجيا صانعة للاستراتيجية.
كل تحياتي
 
جيد انك ذكرت استاذي التوبوليف ١٢٨ مره سالت استاذي عندما كنت طالبا ما الغرض منها ليست مقاتله ثقيله بل جسم قاصفه ثبت عليه رادار وصواريخ جوجو بعيده المدى فقط غير قادره على اي اشتابك جوي لاتتسلح باي مدفع غير قادره على المناوره اصلا في اي اشتباك لاتحمل صواريخ جوجو متوسطه وقصيره المدى لا توجد اي طائره مشابههه لها ولم يتم صناعه اي طائره مشابهه بنفس المواصفات اعتقد الخطا هو اعطاء شركه توبوليف عقد صناعه مقاتله فالشركه معروفه بصناعه طائرات النقل والركاب والقاصفات الستراتيجيه
الأخ سامي
كما سطرت قي الموضوع لم يكن الغرض الفعلي من هذه المقاتلة الضخمة الصراع ضد طائرات مقاتلة نهائيا أو اعتراض القاصفات كذلك بل هي خصصت بغرض تدمير الرادارات الطائرة الأمريكية و من المفترض أن تتخفى وراء القاصفات و نماذجها المخصصة للحرب الالكترونية خاصة القاصفاتان TU-16, Tu-95 و عندما تتحس أنظمة الحرب الالكترونية موقع الأواكس فقد كان من المفترض أن ترشد التوبوليف=28 اليه فتندفع بسرعة و تقوم بتدميره و كما يبدو فلقد جرى التكتم على هذا الموضوع بتفصيلاته بصورة كبيرة و حتى أنني فوجئت بهذه المعلومات في فترة التسعينات في زيارة الى بيلاروسيا و لقد تأكدت أيضا فيما بعد من مصدر أخر بكون ملاحقة مواقع حاملات الطائرات عدت مهمة رئيسية و كذلك فلقد كانت هناك قائمة تفصيلية للقواعد الأمريكية المتوقع وجود طائرات أواكس فيها.
حتما التوبوليف كشركة لديها الخبرة الأوسع نطاقا بتصميم الطائرات الكبيرة و الاسرع من الصوت و ربما يمكن الملاحظة بكون هذا التصميم و ان كان قد قيم بكون لطائرة معترضة لكن ذلك لم يمنع فكرة تطويرها بحيث تعد طائرة متعددة المهام تستطيع من القيام بالقصف و هو تطور تم في خطوة تالية على طائرة ميج-25التي عدت سبقا تكنولوجيا كبيرا للسوففيت لم يتمكن الامريكيون من مجاراته.
طبعا الدراسة التي فام بها الأستاذ مهيد استندت عمليا على لقاءات كثيرة أجراها مع مهندسين في مكاتب التصميمات توبوليف و ميكويان و سوخوي و غيرهم و كذلك طيارين متقاعدين و ضباط سابقين في البحرية السوفييتية و من بين هؤلاء ثمانية برتبة ماريشال ايضا و لقد اقتضت هذه الدراسة جهودا لا تقل عن بحوث متواصلة دامت لمدة حوالي ست سنوات تقريبا و مراسلا بلا حصر مع جهات كثيرة للغاية.
كل تحياتي
 
الأخوة في المنتدى
بداية شكرا للادارة و الأخوة في الاشراف لنقل الموضوع الى قسم الدراسات الاستراتيجية و عمليا فالخطا كان من جانبي حيث وضعته في قسم المقاتلات و لقد تصورت بكون الموضوع كونه يتركز على الصراع الجوي في جانب تطوره ضمن هذه الحقبة المطولة مع العلم كون هذه الدراسة كما وضحت سابقا كانت محورا رئيسيا ضمن دراسة واسعة قام بها الباحث مهيد عبيد و اقتضت منه جهدا كبيرا حينها و طبعا الاختصار فيه صعوبة كبيرة كما تلاحظون فتشويه المعلومات و التفصيلات يفتح بابا لبعض الاشكاليات التي تصبح نوعا من القصور في التفسير الواقعي للأحداث و في هذه الحلقة نتابع حقبة الحرب الفييتنامية في أواسط الستينات وصولا لتجربة حرب حزيران 1967 و تاثيرها البالغ الأهمية على تطور العقيدة القتالية لسلاح الطيران السوفييتي و الأمريكى و كذلك أسلحة الطيران العربية مصر-سورية-العراق و كذلك سلاح الطيران الاسرائيلى.
لقد بدا وضحا في الفترة 1963-1967 مدى التفوق الكبير في أنظمة التشويش التي يمتلكها الأمريكيون و بدا تأثيرها غالبا فعالا للوهلة الأولى لكن الفييتناميين استطاعوا عبر مختلف الأساليب من تحييدها بصورة كبيرة و كذلك فلقد كانت هناك صعوبة كبيرة لدى الأمريكيين في تقييم نتائج القصف الجوي باستمرار فلقد كان تأثيره المدمر غير فاعل في اضعاف القدرة القتالية للمقاتلين الفييتناميين على الأرض و برغم تضخم عدد الجيش الأمريكى و عتاده بصورة مفرطة فلم يغير ذلك من واقع الحال كما لوحظ غالبا بأن كافة تكتيكات القتال الجوي الأمريكية لا تبرهن على تفوق على التكتيكات الفييتنامية و لوحظ العيب الواضح في قدرة الفانتوم على المناورة بحالة تحميلها بحمولتها القتالية الكاملة في مهام القصف و هو ما استغله الطيارون الفييتناميون و عموما فلقد التفوق الأمريكي الفعلي تفوقا عدديا و ليس تفوقا في التدريب و امكانيات الطيارين الفردية.
ظلت الاستراتيجية الأمريكية تراوح مكانها فلم يحدث اي شيء انجازات كاسحة على الأرض و لم تحدث أية ساساليب قتالية اسكاتا جديا لكمائن الصورايخ الفييتنامية كما فشلت أساليب الأرض المحروقة ايضا و فشلت محاولات بدء ادخال القذائف الذكية مثل صواريخ شرايك المضادة للاشعاع و غيرها في تغيير مجريات الأحداث و بالمقابل فلقد استمر الخلاف داخل القيادات العليا لسلاح الطيران السوفييتي حول تكامل عمليات الاستطلاع الراداري بواسطة رادارات طائرة و التجهيزات المساندة لها و بين نظرية الأواكس الطائر المقاتل و المجموعات الجوية التي باستطاعتها العمل مستقلة عن اية محطات توجيه ارضية او طائرة و من جهة أخرى فلقد استمر الخلاف حول فاعلية مقاتلة الدفاع عن النقطة و رمزها كان مقاتلة ميج-21 و تمسك انصارها بكونها قابلة للتطوير و التحسين و تمسك خصومها بتصورهم حول كونها \اخر الأمر ستبقى ذات قدرات محدودة و لن تستطيع من البقاء كمقاتلة فاعلة.
و احتد كما يبدو هذا الخلاف و أخيرا فلقد حسم بريجينيف في اجتماع عام لكل اللجان جرى في وقت ما أواسط عام 1965 كل الخلافات بالقول بكون القرار الساب قبالمضي بالبحوث و التطوير في جميع الجهات و بعدها تأتي مرحلة الاختيار الحاسم من واقع التجربة التقالية المباشرة و هكذا فلقد وضعت بذرة عملية الدراسة المستمرة مع ملاحظة كون عملية تطوير مقتلة ميج-23 كانت جارية و كذلك مقاتلة ميج-25 ايضا و كما تم البدء في تطوير سوخوي-15 المجهزة بنظام داتا لينك و لو أن تعميمه كان يعاني من بعض المشاكل التقنية كما يبدو و كذلك استمر العمل على معترضة ثقيلة بعيدة المدى برغم عدم اقتناع البعض بفاعليتها و هي سوخوي T-4 و كما يبدو فلقد دعى بريجينيف الجميع الى عدم تضييع الوقت في الخلافات و بكون النتاج العملي من مقاتلات أو قاصفات هو من سيتطابق مع واقع الاستراتيجية القتالية و متطلباتها و تضمن ذلك ايضا الموافقة على الاستمرار في تطوير مقاتلة ميج-21 و تحسين ادائها.
عشية حرب حزيران 1967 كانت قيادات القوى الجوية في مصر و سورية و العراق تعاني من سلسلة مختلفة لكل منها من المشاكل التشغيلية و التدريبية و كذلك عدم وضوح الرؤية لمشاريع الحروب القادمة مع الكيان الصهيوني و كيفية مواجهة السلاح الجوي الصهيوني :
1-القاسم المشترك رقم واحد بينها جميعا هو ضعف التدريب لمجموعات الفنيين التي يفترض بها تجهيز الطائرات و هو من أسوأ المصاعب التي يمكن أن تواجه أية قوة جوية فأية طائرة عاجزة عن الاقلاع هي عبارة عن هدف مقضي عليه سلفا و كما يبدو فحالة الصلاحية الفنية للمقاتلات و الطائرات المصرية و استعدادها لم يزيدا على نسبة 60% حينها مقارنة بسلاح الطيران الصهيوني الذي كانت نسبة الصلاحية الفنية لديه 99% بحسب بعض الادعاءات.
2-عانى سلاح الجو المصري من بقاء ذات القائد (الفريق صدقي محمود) مدة 14 عاما و قتل ذلك روح التجديد و المبادرة فضلا عن تحجيم ذوي الرتب الاقل و منع ارتقائهم لمراكز أكثر تقدما و قتل ذلك عنصر المرونة في تطوير سلاح الطيران المصري و من المؤكد بكون ذلك سيؤدي لحالة سلبية كبيرة تمنع المرؤوسين من طرح الأفكار أو الاقتراحات أو الشكوى من اي فشل أو تقصير.
3-لم تلاحظ مبادرات ابداعية لمحاولة تجنيد طيارين من مرحلة ثانوية و جامعية مثلا و استمر النظام القديم المعتاد بدون توسع كاف في أعداد الطيارين فقد كان يفترض بسلاح الطيران المصري أن يكون تعداد طياريه حوالي 1200 طيار أو أكثر في حين أنه لم يزد على 500 طيار و مما لا شك فيه بكون انتقاء الطيار له معايير صحية و جسدية و نفسية قاسية و لكن بالمقابل فانتظار الراغبين بالتطوع ليتقدموا لا يبدو فكرة تناسب دولة و سلاح طيران مقبل على حرب في وقت قريب.
4-لجهة القواعد الجوية فلقد كانت موزعة بصورة غير تراتبية جغرافيا فضلا عن قرب بعضها (مطارات سيناء) من الحدود بدون فرصة وافية للانذار و التصدي لطائرات العدو.
5-عدم وضوح الرؤية الاستراتيجية كخطة هجومية أو كخطة دفاعية و خاصة ايضا مع ملاحظة احتمال مساندة الاسطول السادس للطيران الصهيوني كما أكدت ذلك بعض المصادر الاستخبارية قبل الحرب.
6-التدريب المباشر للطيارين المصريين لم يكن غالبا مماثلا لما حصل عليه الطيارون الصهاينة و في قسم من هذا البند يمكن القول بكون السلاح الجوي الصهيوني كان لديه كم كبير من ذوي الخبرات السابقة الكبيرة كطيارين سابقين أو حتى (باجازات خاصة) في اسلحة الجو الأمريكية و البريطانية و الكندية و غيرها.
7-المعلومات الكثيفة المتيسرة من قبل كافة استخبارات حلف الأطلسي لم تكن أجهزة الاستخبارات المصرية كما يبدو تنسق بصورة فعالة مع أجهزة الاستخبارات السوفييتية و غيرها لتستطيع من الحصول على معلومات كافية عن القوة الجوية الصهيونية و مطاراتها و طائراتها و تجهيزاتها و خططها.
8-القصور التقني في منظومات الرادارات و الاتصالات و الحرب الالكترونية و عدم وجود جماعات رصد و انذار تراقب حركات العدو الجوية سواء برا أو بحرا أو جوا كما يفترض و غالبا ما تستعين الدول بمتطوعين من سكان الحدود و المناطق النائية يوجهون الانذار بكلمة رمزية مختصرة تصل فورا الى غرفة العمليات التي تصدر أوامر فورية لمقاتلات الاعتراض اما بالتوجه فورا للملاقاة على طائرات العدو أو باقلاع مقاتلات التأهب التي يكون طياروها متأهبين داخل طائراتهم.
9-القصور الأدائي لقيادة سلاح الطيران المصري و عدم تفاعلها مع الأحداث فلقد كانت الظروف حينها عصيبة للغاية و الأزمة على أشدها و كان من المفترض أن تقوم مقاتلات ميج-21 بالذات بدوريات جوية كثيفة و مستمرة طيلة فترة الأزمة فضلا ‘ن أن أعلى سلطة في البلاد الرئيس جمال عبد الناصر كان قد وجه قائد القوات الجوية الفريق صدقي محمود بالذات يوم 2 حزيران في زيارة لاحد القواعد الجوية بكون يوم 5 حزيران هو يوم العدوان المرتقب و ستكون فاتحته هجوما على القواعد الجوية المصرية و لم يتم أخذ هذا التحذير بجدية و اقتدار بكل اسف؟؟؟!!!
10-و هذا البند يتبع سابقه لكنه يستحق وضعه كملاحظة مستقلة فلقد كان من المفترض أن تكون القاصفات البعيدة المدى من طراز TU-16 محملة بالقنابل جاهزة للاقلاع لمهاجمة العدو لكنها تركت كما هي و حتى أن خمسا منها كانت تقوم برحلة تدريبية بقيادة العقيد (أنذاك) حسني مبارك عندما وقع الهجوم الجوي الصهيوني و صدرت لها التعليمات بالهبوط في مطار الأقصر فقصفت و دمرت هناك بكل بساطة؟؟؟؟!!!!.
يتبع....
 
هذه الحلقة هي استكمال للحلقة السابقة:
سلاح الجو السوري القصور في الامكانيات و المشاكل المستفحلة:
كبداية يمكن اضافة كل المشاكل التي يعاني منها سلاح الطيران المصري كما لو كانت متأصلة ايضا في سلاح الطيران السوري و يضاف اليها ايضا:
1-الانقلابات العسكرية و الصراعات السياسية أرهقت سلاح الجو السوري و جعلته في حالة من العطالة الفعلية بعدما خسر الكثيرين من طياريه و فنييه و حتى متعاقديه المدنيين في بعض الحالات و عمليا فلقد كان لدى سلاح الجو السوري حوالي 120 طائرة من مختلف الأنواع بما فيها 24 مقاتلة ميج-21 ف و كلن لديه عشية حرب 67 بالعدد 103 طيارين فقط لاغير؟؟!!! و كان العدد المطلوب ليستطيع من خوض الحرب بصورة فعلية لا يقل عن 250 طيارا مؤهلا.
2-قصور التجهيزات القتالية بمختلف أنواعها في جميع المطارات و فعليا لم يكن هناك سوى ثلاثة مطارات في حالة صلاحية جدية وهي المزة - الضمير -السين) فحتى مطار دمشق الدولي (و هو مشترك بين الطيران المدني و العسكري لم تكن فيه ورشة صيانة فاعلة للطائرات الحربية و كان من المفترض أن تقلع المقاتلات بتنسيق مع الحركة المدنية و هو ما كان فعليا معيقا لاي أداء قتالي واقعي و منعت الصراعات السياسية التوسع في بقية المطارات بحيث تتطور و تصبح قواعد فاعلة و هي (حلب- تدمر- القامشلي) و لم يكن هناك حينها امكانيات لبناء مطارات اضافية.
3-عدم وجود دفاع جوي فعال في معظم المواقع و التأخير المتكرر في تأهيل العاملين ف يالدفاع الجوي بصورة كبيرة و يضاف الى ذلك التأخير في عملية اعادة تأهيل الطيارين الذين سبق تسريحهم أو نقلهم خارج ملاك سلاح الطيران على أثر الانقلابات و الصراعات السياسية (عشية الحرب أكثر من 70 طيار كانوا في مرحلة تدريبية لاعادة ضمهم الى الخدمة).
سلاح الجو العراقي:
لا يختلف الحال كثيراعن سابقيه فهي ذات المشاكل و التعقيدات و التقصيرات مع ملاحظة لافتة هي في كثرة تغيير مركز قائد سلاح الجو منذ عام 1958 مما عرقل ايضا وضع اية افكار أو تطويرات موقع التنفيذ و كذلك فعدم وجود مطارات قريبة من موقع الحرب المنتظرة كان يقتضي انشاء عدد منها تساند عمليات قاعدة H-3 التي كانت فعليا عارية بدون مساندة من قواعد تعززها و تشكل بديلا بحال تعطلت هذه القاعدة عن المشاركة في أية أعمال قتالية سواء بسبب القصف أو الطقس أو انزال جوي معاد الخ.
تبقى ملاحظة لافتة بخصوص قائد سلاح الجو العراقي حينها اللواء جسام الشاهري هي في كونه نموذج العسكري المحترف الذي بذل جهدا كبيرا لاعادة احياء سلاح الجو العراقي و استعادة الطيارين المسرحين و تحسين التدريب بصورة لافتة غير أنه عين في منصبه قبل الحرب بفترة وجيزة لم تتح له ليتمكن من بناء تغيير حاسم على قدرات سلاح الجو العراقي في ذلك الحين.
لقد كل ذلك اكثر من كاف ليقرر نتيجة اية حرب و تحت اية ظروف و فعليا فمن ناحية الفكر القتالي لم تكن كل اسلحة الجو العربية (مصر-سورية-العراق) تابعة فكريا و تنظيميا لاي من المدرستين الشرقية أو الغربية بصورة فعلية بل كان كل ما تمارسه حالة من التضييع بين التوجهين فعليا و القاسم المشترك الأكبر بينها كان في عدم وجود خطط تدريبية فعالة و واجبات قتالية متوقعة يتم الأخذ بها عند بدء الحرب و بالتالي فلقد كانت المبادأة مفتقدة كليا لديها أخر الأمر و ذلك مع عدم وضع التشكيك بالحماس الوطني الجارف الذي كان يشعل الطيارين و الأطقم الفنية و القيادات لكن النوايا شيء و الامكانيات و الجهود المتيسرة جميعها كانت شيئا أخر.
يتبع.....
 
الأخوة في المنتدى
في هذه الحلقة نأتي الى الخصم اللدود سلاح الطيران الصهيوني:
المؤكد بكون ما طرح في بداية الموضوع حول نشأة و تطوير سلاح الطيران الصهيوني يقدم تصورا واضحا لسبب القوة المتقدمة و الميزات التي حظي بها سلاح الجو في الدولة العبرية فهو بدا مكتملا فعليا دونما قصور في شيء سوى بعض المجريات التنظيمية فحسب و أحيانا مشاكل في الترجمة فقط؟؟؟!!! بسبب كون أطقمه التي أتت جاهزة كانت من جنسيات و خلفيات مختلفة فمنها الكندي و الفرنسي و الأمريكي و البلغاري و النمساوي و غيرهم و غيرهم حتى أنه لم يقم دورات تخريج لاي منسبين جدد اليه الا بعد مرور سبع سنوات على نشأة الدولة العبرية فعليا عام 1955 و حينها كانت لا تزال الطائرات ذات المحرك المكبسي عاملة في سلاح الجو الصهيوني و خدمت هذه الدورة التي تخرج طياروها و على راسهم دافيد عفري الذي ارتقى بسرعة ليصل فيما بعد الى مركز قائد سلاح الجو 1977-1982 و كأكبر قائد اثر في بنية سلاح الجو فقد كان الجنرال عيزر وايزمن 1958-1966 فهو عمليا من عمل بصورة مكثفة على تطوير كل اساليب التدريب و تحديد مبادىء الخطط و تعديلها و تطويرها و فضلا عن الاهتمام الفائق بادخل مقاتلات جديدة و استيعابها و تطبيق اساليب الحرب الخاطفة مع ملاحظة كونه طيارا سابقا في سلاح الجو البريطاني (ذو الاسلوب الدفاعي)؟؟!!
عشية حرب 1967 امتلك سلاح الطيران الصهيوني حوالي 650 طائرة مختلفة:
المقاتلات و المتعددة المهام مقاتلة-قاصفة:
100 طائرة ميراج-3 سي (رقم تقريبي بسبب عدم معرفة العدد الفعلي الذي قدمته دولة جنوب افريقيا)
40 طائرة سوبر ميستير
70 طائرة ميستير أ-4
70 طائرة أوريجون
فئة القاصفات:
30 طائرة فوتور
فئة مقاتلات الدعم الارض:
80 طائرة أ-4 سكايهوك (قدمت سرا في أوائل عام 1967)

الصف الثاني و الاحتياط:
تقديريا كان هناك مزيج من مقاتلات مختلفة أهمها:
60 مقاتلة ف-86 سابر
60-80 مقاتلة ف-100 سوبر سابر
و هذه المقاتلات كانت قد وضعت في الاحتياط منذ عام 1963 لكنها بقيت بحالة صيانة قابلة للاستخدام عمليا وقت الحاجة.
طائرات التدريب:
60 طائرة فوجا ماجستير (تدعي المصادر الصهيونية بأنها استخدمتها في ضرب مطارات سيناء و دعم القوات البرية)
طائرات النقل:
60 طائرة من أنواع مختلفة
الحوامات (لم ندخلها في الحساب الأصلي فعليا)
تقديريا 40-60 حوامة مختلفة
عدد الطيارين المقاتلين في سلاح الجو الصهيوني كما تدعي المصادر الصهيونية كان 2,5 طيار لكل طائرة مقاتلة او قاصفة و بالتالي فمن الممكن نظريا بكون سلاح الجو الصهيوني كان لديه نحوا من 1200 طيار بخبرات متقدمة للغاية.
حالة الجاهزية الفنية كما تدعي المصادر الصهيونية كانت متفوقة فبحسبها كانت 99% من الطائرات جاهزة فنيا صباح 5 حزيران 1967 و تدعي المصادر ذاتها بأن عملية التفتيش و التجهيز للاقلاع لدى سلاح الجو الصهيوني كانت مدتها سبع دقائق و نصف الدقيقة فقط؟؟؟!!! و هو رقم قياسي لم تحققه اية قوة جوية في العالم.
كذلك فلقد حصلت القوة الجوية الصهيونية على قنبلة ثاقبة الخرسانة دوراندال من شركة ماترا (تدعي المصادر الصهيونية بكونها صنعتها بنفسها على سبيل الدعاية) و هي عدت سلاحا فعالا لضرب و تخريب مدارج الاقلاع لمنع مقاتلات ميج-21 بالذات من الاقلاع و التصدي للطائرات الصهيونية.
وضعت الخطط الخاصة بضرب المطارات المصرية و السورية استنادا على الخطط البريطانية التي حصلت عليها الكيان الصهيوني عام 1956 اثناء التخطيط للعدوان الثلاثي و عدلت بحيث توجه الضربة لقسم محدد من المطارات ثم توجه في الموجة التالية ضربة للقسم الثاني و سيؤدي ذلك عمليا الى حالة من الاضطراب المدمر فستكون قيادة سلاح الجو المصري ضائعة و متخبطة بين حماية المطارات المضروبة و بين اخلائها و بين اقلاع نجدة من بقية المطارات للقيام بمظلة جوية فوق المطارات التي ضربت و كذلك فلقد سببت حالة الاضطراب هذه في أن تقوم المدفعية المصرية المضادة للطائرات باطلاق مدافعها على طائرات مقاتلة مصرية حاولت الاقلاع من المطارات التي لم تضرب بعد لنجدة المطارات المضروبة!!
التحليق باتجاه الاهداف تم على ارتفاع واطىء للغاية فوق البحر و لم يبدأ التشويش على معظم الرادارات المصرية الا بعد بدء القصف فعليا و اعتمدت الطائرات الصهيونية على جولتين أو ثلاث فقط الأولى تقصف فيها مدرج الاقلاع بموجة من 4 طائرات و الثانية تضرب فيها المقاتلات و القاصفات المصرية بنيران مدافعها و الثالثة جولة اضافية في حال لزم ضرب اي هدف اخر أو لتصحيح اي خطأ.
و كذلك الأمر جرى على المطارات السورية و لو أنها طبعا كقوة جوية اصغر حجما من القوة الجوية المصرية و عدد مطاراتها كان أقل و بالتالي فلقد كانت الخطط الهجومية اقل تشابكا و تعقيدا و أما القوة الجوية الاردنية فهي كانت في مطارين و هي فعليا قوة محدودة للغاية و أما القوة الجوية العراقية فلقد كانت معزولة جغرافيا بحكم المسافة و حتى الطيران الصهيوني (آنذاك) لم يكن لديه استطاعة للوصول الى أي قاعدة جوية عراقية سوى مطار H-3 و لذلك فلقد اقتصرت الهجمات الجوية عليه فقط و لم تحظى فعليا كما اسلفنا بالنجاح الذي يدعيه قادة العدو حينها.
هكذا نجد بكو القوة الجوية الصهيونية قد مزجت كل شيء و خرجت بعقيدة هجومية فعالة لم تقع فيها في فخ التعامل الكلاسيكي مع التخطيط و التدريب و التنفيذ في حرب 1967 مع ملاحظة كون خطة اصطياد الديك الرومي حينها التي تم الاتفاق عليها مع الأمريكيين قد تضمنت وعدا أمريكيا قاطعا بمساندة عسكرية مباشرة (تخطيطا و تنفيذا و سنأتي لتفصيلاتها لاحقا) و حتى التدخل الأمريكى المباشر بحال فشل الهجوم الجوي الصهيوني على قواعد الطيران المصري صباح 5 حزيران.
يتبع....
 
الأخوة في المنتدى
هذه الحلقة ليست تحليلا لما جرى في الحرب الجوية عام 1967 فهي تستحق بكل تأكيد بحثا خاصا و مطولا و لكنها نظرة على تفاعلات اساليب العمل القتالي و تأثيره على مجريات و وقائع الحرب و يمكن القول بداية بكون الجانب الصهيوني كانت لديه خطة واضحة دقيقة تدرب عليها لفترة مطولة في الجبال التركية و باستمرار تغذت بكافة المعلومات التي زود بها حلف الأطلسي الكيان الصهيوني و كذلك فلقد تلقت الكيان الصهيوني و بالذات في مجال الحر بالجوية و القدرات الاستطلاعية فضلا عن تفوق كبير في قدرة القصف كله أتى عمليا بمساهمة فعلية من الولايات المتحدة التي سمحت باقلاع عدد من الطائرات الصهيونية من قاعدة هويلس في ليبيا لضرب بعض الأهداف التي يصعب أن تطالها الأمدية العسكرية لبقية الطائرات الصهيونية و كذلك فلقد قدمت مجموعة من سرب الاستطلاع بمقاتلات RF-4 خدمة استطلاع ميداني مباشر لصالح القوات الجوية الصهيونية كل ذلك مقابل حالة غريبة من ضعف التفاعل مع الحلفاء المنتظرين لسورية و مصر و فضلا عن عدم وجود اية منظومة تخطيط و تدريب و تنفيذ فعلية تعمل على الرد على القوة الجوية الصهيونية و لقد اقتصر تصور قادة اسلحة الجو العربية على كونهم سيتنزفون سلاح الطيران الصهيوني في قتال جوي يتم بعد تدمير القوة الجوية الصهيونية من خلاله و هكذا يتحقق التفوق الجوي و هو ما لم يكن واقعيا نهائيا.
ان الانجاز العسكري الصهيوني سواء في الحرب الجوية |أو البرية عام 1967 هو بكل وضوح بالقياس للامكانيات المتاحة لاسرائيل فهو عادي للغاية لكن النتائج السياسية و الشعبية و الاقتصادية و العالمية كانت كارثية و خاصة مع التصور السطحي الشائع لدى الفئات الشعية و محدودي الثقافة بكون العرب متفوقين على الكيان الصهيوني عسكريا فمثلا تدعي الكثير من المصادر بكون طائرات سلاح الجو الصهيوني هي 270 طائرة في تلك الحرب و هو بكل تأكيد ليس صحيحا مطلقا و قس على ذلك في كافة نواحي التجهيزات العسكرية و القتالية لكافة صنوف الاسلحة.
تدعي الكثير من المصادر بكون معنويات الطيارين و الجتود خاصة المصريين و السوريين كانت منهارة و هو قطعا ما لم يكن صحيحا غالبا فمثلا تمكن نحو 16 طيارا مصريا من الاقلاع في خضم الضربة الجوية الصهيونية و كذلك تسعة طيارين سوريين و حتى ايضا في سلاح الجو الأردني أيضا اقلع فراس العجلوني ليتصدى لغارة جوية صهيونية و كذلك في مطار H-3 أقلع الطيار العراقي عبد الواحد اليوزبكي و كل ذلك يدل كبرهان ساطع على قوة المعنويات كما قام الطيران السوري بغارة على مصفاة حيفا على طريقة الكاميكاز و كذلك فلقد قامت قاصفتان عراقيتان بالغارة على قلب العدو يوم 6 حزيران بعدما حصل طيران العدو على تفوق جوي مطلق كل ذلك يؤكد بصورة قاطعة على أن العدو ليس طياروه اشجع من طيارينا مطلقا و عمليا فالحرب تحتاج غالبا تدريبا و تحضيرا و ليس قتالا بنسبة 90% لصناعة النصر و هذا ما افتقده الطيارون العرب غالبا و هكذا نجد بكون الطيران الصهيوني المتمرس بالعمل على خطته الواسعة و الغنية بالمعلومات قد وصل مستندا على تفوق عددي أيضا و من المؤكد بكون التوسع في بناء القواعد الجوية الصهيونية و تحصينها كان عملا تم منذ بداية انشاء سلاح الجو الصهيوني ايضا و في التفصيلات فلقد كان هناك ايضا اتفاق واضح مع الولايات المتحدة و كذلك مع بعض الدول العربية النفطية على المضي في هذا المخطط بحيث يتم القضاء على التوجه الناصري في مصر و البعثي في سورية و كل من يساندهما ايضا من جركات حزبية و شعبية فضلا عن توجيه ضربة للهيبة السوفياتية و اخراج النفوذ السوفييتي من المنطقة حيث أن هزيمة عسكرية ستساهم في زوال هذه الأنظمة و تسهل حدوث ثورة شعبية في كلا الدولتين أو حدوث انقلابات عسكرية تفتت و تفكك الجيشيين المصري و السوري.
طبعا هنا نعود للصراع التقني فلقد ادعت بعض الوسائل الاعلامية بتفوق كبير لمقاتلة Mirag-3 C على مقاتلة Mig-21 F و بكون ذلك سببا من اسباب التفوق الصهيوني و من المؤكد بكون مجريات الأحداث تؤكد أن اسلوب العمل الصهيوني و سمحت له بتفوق عددي و ابتكار طرق فعالة لاستغلال عامل المفاجأة و القيام بتدمير معظم مقاتلات Mig-21 على الأرض و ليس في الاشتباكات الجوية و ليس في ذلك عمليا أخر الأمر ما يثبت تفوقا كاسحا للميراج و على الرغم من كون مناورة الميراج على ارتفاع منخفض تبدو أكثر استقرارا غالبا بسبب من حجم جناح الدلتا الكبير لمقاتلة الميراج و كذلك فمن المؤكد بكون الميراج لديها سرعة زمن قصير أكبر بقليل من الميج (2300 - 2100 كم ) لكنها في النهاية لا تتفوق عليها في شيء يجعلها منتصرة سلفا كما يتصور بعض السذج و كما كان لديها تفوق راداري لكن ذلك لم يكن سببا فعليا للتفوق فمعظم الاشتباكات التي جرت كانت قتالا تلاحميا.
يتبع...
 
الأخوة في المنتدى
مقارنة عامة بين الميراج-3 و الميج-21 و عمليا هي تبقى مقارنة مبسطة و تشير بطريقة لا لبس فيها هو في كون بقائية الميراج في الجو أطول و مداها أبعد و عملها كقاصفة سيكون ايضا يتميز بحمولة أكبر من الميج-21 و طبعا في هذا الموقع مقاربة جيدة نوعا ما نلاحظ فيها بكون عملةي تطوير الميج-21 استمرت و اعتمادية هيكلها كبيرة و ذلك لجهة الصلابة و أنتجت منها أعداد عشرة اضعاف أعداد ما أنتج من الميراج و في الختام فمسألة المقارنة التقنية المباشرة توضح كليا بأن الميراج تعتبر فعليا مقاتلة قاصفة بامتياز في حين تبقى الميج-21 مقاتلة دفاع عن النقطة اساسا و هنا يبدأ النقد الفعلي للفكرة بمجملها اي الاعتماد على مقاتلة خفيفة و هي الفكرة التي هاجمها عدد من المنظرين العسكريين السوفييت بشدة بعد حرب 1967 و أكد بعضهم بكونها قد تسبب وقوع هزيمة عسكرية أشد مرارة لسلاح الجو السوفييتي نفسه و هو ما كان ارهاصا و تنبؤا بما جرى فيما بعد في اشتباك جوي مع سلاح الطيران الصهيوني عام 1970 على الجبهة المصرية.
http://www.militaryfactory.com/aircraft/detail.asp?aircraft_id=68
http://www.militaryfactory.com/aircraft/detail.asp?aircraft_id=228
كراي شخصي فالميراج طائرة اخر الأمر أكثر من ممتازة و هي أفضل مقاتلة قاصفة بكل معنى الكلمة في مقاتلات الجيل الثالث تلك الايام كنسبة متوازنة بين قدرة المقاتلة من مناورة و تسارع و التفاف و تسلق و من حمولة القاصفة الكبيرة نسبيا كمهمة ثانوية.
 
الأخوة في المنتدى
مقارنة عامة بين الميراج-3 و الميج-21 و عمليا هي تبقى مقارنة مبسطة و تشير بطريقة لا لبس فيها هو في كون بقائية الميراج في الجو أطول و مداها أبعد و عملها كقاصفة سيكون ايضا يتميز بحمولة أكبر من الميج-21 و طبعا في هذا الموقع مقاربة جيدة نوعا ما نلاحظ فيها بكون عملةي تطوير الميج-21 استمرت و اعتمادية هيكلها كبيرة و ذلك لجهة الصلابة و أنتجت منها أعداد عشرة اضعاف أعداد ما أنتج من الميراج و في الختام فمسألة المقارنة التقنية المباشرة توضح كليا بأن الميراج تعتبر فعليا مقاتلة قاصفة بامتياز في حين تبقى الميج-21 مقاتلة دفاع عن النقطة اساسا و هنا يبدأ النقد الفعلي للفكرة بمجملها اي الاعتماد على مقاتلة خفيفة و هي الفكرة التي هاجمها عدد من المنظرين العسكريين السوفييت بشدة بعد حرب 1967 و أكد بعضهم بكونها قد تسبب وقوع هزيمة عسكرية أشد مرارة لسلاح الجو السوفييتي نفسه و هو ما كان ارهاصا و تنبؤا بما جرى فيما بعد في اشتباك جوي مع سلاح الطيران الصهيوني عام 1970 على الجبهة المصرية.
http://www.militaryfactory.com/aircraft/detail.asp?aircraft_id=68
http://www.militaryfactory.com/aircraft/detail.asp?aircraft_id=228
كراي شخصي فالميراج طائرة اخر الأمر أكثر من ممتازة و هي أفضل مقاتلة قاصفة بكل معنى الكلمة في مقاتلات الجيل الثالث تلك الايام كنسبة متوازنة بين قدرة المقاتلة من مناورة و تسارع و التفاف و تسلق و من حمولة القاصفة الكبيرة نسبيا كمهمة ثانوية.
استاذي العزيز بالنسبه للميراج ٣ سبب تفوقها حتى في القتال الجوي هو رادارها اللذي كان ثوره في ذلك الوقت وقد حاول الكي جي بي بكل الطرق من الحصول على طائره ميراج لدراسه الرادار من خلال وجودها في سلاح الجو اللبناني خلال استضافه طائرات ميراج ٣ لبنانيه في مصر مقابل تخلف الرادار في الميغ ٢١ في نماذجها الاوليه وليس النماذج اللاحقة بالنسبه المناوره والتسلق الغلبه بلا شك هي للميغ ٢١ لكن سرعه استهلاك الوقود ومحدوديته في الميغ ٢١ قلل كثيرا من اداء تلك المقاتلة الرائعه كذلك شي اخر هو عدم استقرار الميغ ٢١ بالمناورة عند استهلاك ثلثي الوقود عدا ذلك الغلبه كلها للميغ
 
استاذي العزيز بالنسبه للميراج ٣ سبب تفوقها حتى في القتال الجوي هو رادارها اللذي كان ثوره في ذلك الوقت وقد حاول الكي جي بي بكل الطرق من الحصول على طائره ميراج لدراسه الرادار من خلال وجودها في سلاح الجو اللبناني خلال استضافه طائرات ميراج ٣ لبنانيه في مصر مقابل تخلف الرادار في الميغ ٢١ في نماذجها الاوليه وليس النماذج اللاحقة بالنسبه المناوره والتسلق الغلبه بلا شك هي للميغ ٢١ لكن سرعه استهلاك الوقود ومحدوديته في الميغ ٢١ قلل كثيرا من اداء تلك المقاتلة الرائعه كذلك شي اخر هو عدم استقرار الميغ ٢١ بالمناورة عند استهلاك ثلثي الوقود عدا ذلك الغلبه كلها للميغ
أوافقك الراي أخ سامي و عمليا لقد اعتبر السوفييت بعد فحص الميراج بكون التقنية الفرنسية في بعض النقاط متفوقة على الأمريكية ايضا مع ملاحظة كون سلاح الجو الصهيوني اعتمد بصورة كبيرة على القتال التلاحمي أكثر من قتال مسافات متوسطة و بعيدة و السبب في ذلك هو فعلا الخبرة الواسعة لطياريه و كذلك الثغرة التكنولوجية في الرصد الرادراي عموما و التي كانت لا تلتقط أي صدى رادراي على ارتفاع أقل من 50 مترا مما سمح بصورة خاصة للميراج بالذات من أن تنصب كمائن فعالة في معظم الاشتباكات التي جرت خاصة في فترة حرب الاستنزاف بين الطيران السوري و المصري و غريمهما الصهيوني و كذلك فمشكلة الموقع الخاص بفتحة الهواء و ضعف استقرار الميج بعد استهلاكها وقودها و برغم تفوقها في نقاط أخرى لكن الجوهري في مشكلة أدائها هو في زمن بقائيتها في الجو بصورة كبيرة و كان سلاح الطيران الصهيوني يراقب ذلك باستمرار و يختار زمن الغارة و الاشتباك في توقيت لا يبقى مع الطيارين السوريين و المصريين سوى كمية وقود محدودة أما لجهة حرب 1967 فعمليا الخسائر بمعظمها كانت من الطائرات التي قصفت و هي على الأرض و على كل حال فأنا أعترف بكوني مغرم بالميراج-3 بصورة كبيرة و أتعجب كونها لم تحقق انتشارا أوسع من ذلك مقارنة بالميج-21 فعدد ما صنع و طور منها هو عشرة أضعاف عدد الميراج.
كل تحياتي
 
أوافقك الراي أخ سامي و عمليا لقد اعتبر السوفييت بعد فحص الميراج بكون التقنية الفرنسية في بعض النقاط متفوقة على الأمريكية ايضا مع ملاحظة كون سلاح الجو الصهيوني اعتمد بصورة كبيرة على القتال التلاحمي أكثر من قتال مسافات متوسطة و بعيدة و السبب في ذلك هو فعلا الخبرة الواسعة لطياريه و كذلك الثغرة التكنولوجية في الرصد الرادراي عموما و التي كانت لا تلتقط أي صدى رادراي على ارتفاع أقل من 50 مترا مما سمح بصورة خاصة للميراج بالذات من أن تنصب كمائن فعالة في معظم الاشتباكات التي جرت خاصة في فترة حرب الاستنزاف بين الطيران السوري و المصري و غريمهما الصهيوني و كذلك فمشكلة الموقع الخاص بفتحة الهواء و ضعف استقرار الميج بعد استهلاكها وقودها و برغم تفوقها في نقاط أخرى لكن الجوهري في مشكلة أدائها هو في زمن بقائيتها في الجو بصورة كبيرة و كان سلاح الطيران الصهيوني يراقب ذلك باستمرار و يختار زمن الغارة و الاشتباك في توقيت لا يبقى مع الطيارين السوريين و المصريين سوى كمية وقود محدودة أما لجهة حرب 1967 فعمليا الخسائر بمعظمها كانت من الطائرات التي قصفت و هي على الأرض و على كل حال فأنا أعترف بكوني مغرم بالميراج-3 بصورة كبيرة و أتعجب كونها لم تحقق انتشارا أوسع من ذلك مقارنة بالميج-21 فعدد ما صنع و طور منها هو عشرة أضعاف عدد الميراج.
كل تحياتي
السبب في ذلك الانتاج الكمي الهائل للميغ ٢١ هو رخص تكلفه الانتاج فتكلفه انتاج الفانتوم الواحده تعادل اربع اضعاف تكلفه انتاج الميغ ٢١ وتكلفه انتاج ميراج ٣ ثلاثه اضعاف تكلفه انتاج الميغ ٢١ كلامي عن تكلفه الانتاج وليس سعر البيع بالنسبه لفتحه الهواء في الميغ ٢١ ادت الى صغر حجم الرادار الموجود في انف المقاتله مما جعلها تعتمد كليا على التوجيه االارضي اما سبب انتشارها الهائل فهو مناورتها العاليه جدا ورخص ثمنها تحياتي استاذي
 
السبب في ذلك الانتاج الكمي الهائل للميغ ٢١ هو رخص تكلفه الانتاج فتكلفه انتاج الفانتوم الواحده تعادل اربع اضعاف تكلفه انتاج الميغ ٢١ وتكلفه انتاج ميراج ٣ ثلاثه اضعاف تكلفه انتاج الميغ ٢١ كلامي عن تكلفه الانتاج وليس سعر البيع بالنسبه لفتحه الهواء في الميغ ٢١ ادت الى صغر حجم الرادار الموجود في انف المقاتله مما جعلها تعتمد كليا على التوجيه االارضي اما سبب انتشارها الهائل فهو مناورتها العاليه جدا ورخص ثمنها تحياتي استاذي
بلا شك معك حق في كافة النقاط التي ذكرتها و بالمقابل فلقد استطالت قصة محاولات التطوير المستمر على ميج-21 بصورة مبالغ بها فعليا لجهة التطوير لصالح القوى الجوية السوفييتية حينها و لكون التخلي النهائي عن انتاجها لصالح القوات الجوية السوفييتية عام 1978 و هي فترة ليست بالقصيرة للاستمرار في العمل على التطوير المستمر لمقاتلة من الواضح بكون فلسفة تصميمها لا تتسق مع متطلبات المعركة الجوية المتقدمة و كظاهرة قتالية مقارنة بالميراج فهي فعليا حتى لو كانت كلفتها أقل من الميراج فعدد الدول التي امكانياتها الاقتصادية لم تكن تسمح مثلا بالاستعمال لطائرة مكلفة مثل الميراج بالمقابل فلقد كانت فترة تحليق الميج-21 القصيرة تجعل استخدامها بأعداد محدودة غير ذي جدوى قتالية فعليا لكنها خدمت في القوى الجوية لأكثر من 60 دولة فعليا و صنعت بصورة رخص كاملة أو جزئية في العديد من الدول أيضا لكن قتاليا لم تسجل النجاح الكاسح سوى في ثلاثة قوى جوية هي فييتنام و سورية و مصر حيث أن القوة الجوية العراقية ظلت تعتمد على مجموعة واسعة من مختلف أنواع الطائرات و لم تكن الميج-21 بمقردها الحصان المناور عندها و بالمقابل فلقد سجلت الميراج نجاحا كبيرا في عدة قوى جوية أيضا و أخر حرب ظهرت فيها الميراج كانت الصراع على جزر الفولكلاند مع بريطانيا و برهنت ايضا على كونها متفوقة ايضا أدائيا و بصورة لافتة حينها و جرى تطوير الميراج عدة مرات لعدة سلالات و لكن المبالغة في محاولة تطوير الميج-21 مرة بعد مرة و جعل عمليات التطوير و التعديل (نحو خمسة و عشرين نموذجا) الميج-21 تجاري ظهور كل طائرة غربية لم يكن عملا حكيما في رايي و أدى فيما أداه لتضييع الوقت و الجهد في الجيل الثالث بدلا من العمل على الجيل الرابع كما فعل الأمريكيون و غيرهم.
كل تحياتي
 
الأخوة في المنتدى
في هذه الحلقة نأتي الى الخصم اللدود سلاح الطيران الصهيوني:
المؤكد بكون ما طرح في بداية الموضوع حول نشأة و تطوير سلاح الطيران الصهيوني يقدم تصورا واضحا لسبب القوة المتقدمة و الميزات التي حظي بها سلاح الجو في الدولة العبرية فهو بدا مكتملا فعليا دونما قصور في شيء سوى بعض المجريات التنظيمية فحسب و أحيانا مشاكل في الترجمة فقط؟؟؟!!! بسبب كون أطقمه التي أتت جاهزة كانت من جنسيات و خلفيات مختلفة فمنها الكندي و الفرنسي و الأمريكي و البلغاري و النمساوي و غيرهم و غيرهم حتى أنه لم يقم دورات تخريج لاي منسبين جدد اليه الا بعد مرور سبع سنوات على نشأة الدولة العبرية فعليا عام 1955 و حينها كانت لا تزال الطائرات ذات المحرك المكبسي عاملة في سلاح الجو الصهيوني و خدمت هذه الدورة التي تخرج طياروها و على راسهم دافيد عفري الذي ارتقى بسرعة ليصل فيما بعد الى مركز قائد سلاح الجو 1977-1982 و كأكبر قائد اثر في بنية سلاح الجو فقد كان الجنرال عيزر وايزمن 1958-1966 فهو عمليا من عمل بصورة مكثفة على تطوير كل اساليب التدريب و تحديد مبادىء الخطط و تعديلها و تطويرها و فضلا عن الاهتمام الفائق بادخل مقاتلات جديدة و استيعابها و تطبيق اساليب الحرب الخاطفة مع ملاحظة كونه طيارا سابقا في سلاح الجو البريطاني (ذو الاسلوب الدفاعي)؟؟!!
عشية حرب 1967 امتلك سلاح الطيران الصهيوني حوالي 650 طائرة مختلفة:
المقاتلات و المتعددة المهام مقاتلة-قاصفة:
100 طائرة ميراج-3 سي (رقم تقريبي بسبب عدم معرفة العدد الفعلي الذي قدمته دولة جنوب افريقيا)
40 طائرة سوبر ميستير
70 طائرة ميستير أ-4
70 طائرة أوريجون
فئة القاصفات:
30 طائرة فوتور
فئة مقاتلات الدعم الارض:
80 طائرة أ-4 سكايهوك (قدمت سرا في أوائل عام 1967)

الصف الثاني و الاحتياط:
تقديريا كان هناك مزيج من مقاتلات مختلفة أهمها:
60 مقاتلة ف-86 سابر
60-80 مقاتلة ف-100 سوبر سابر
و هذه المقاتلات كانت قد وضعت في الاحتياط منذ عام 1963 لكنها بقيت بحالة صيانة قابلة للاستخدام عمليا وقت الحاجة.
طائرات التدريب:
60 طائرة فوجا ماجستير (تدعي المصادر الصهيونية بأنها استخدمتها في ضرب مطارات سيناء و دعم القوات البرية)
طائرات النقل:
60 طائرة من أنواع مختلفة
الحوامات (لم ندخلها في الحساب الأصلي فعليا)
تقديريا 40-60 حوامة مختلفة
عدد الطيارين المقاتلين في سلاح الجو الصهيوني كما تدعي المصادر الصهيونية كان 2,5 طيار لكل طائرة مقاتلة او قاصفة و بالتالي فمن الممكن نظريا بكون سلاح الجو الصهيوني كان لديه نحوا من 1200 طيار بخبرات متقدمة للغاية.
حالة الجاهزية الفنية كما تدعي المصادر الصهيونية كانت متفوقة فبحسبها كانت 99% من الطائرات جاهزة فنيا صباح 5 حزيران 1967 و تدعي المصادر ذاتها بأن عملية التفتيش و التجهيز للاقلاع لدى سلاح الجو الصهيوني كانت مدتها سبع دقائق و نصف الدقيقة فقط؟؟؟!!! و هو رقم قياسي لم تحققه اية قوة جوية في العالم.
كذلك فلقد حصلت القوة الجوية الصهيونية على قنبلة ثاقبة الخرسانة دوراندال من شركة ماترا (تدعي المصادر الصهيونية بكونها صنعتها بنفسها على سبيل الدعاية) و هي عدت سلاحا فعالا لضرب و تخريب مدارج الاقلاع لمنع مقاتلات ميج-21 بالذات من الاقلاع و التصدي للطائرات الصهيونية.
وضعت الخطط الخاصة بضرب المطارات المصرية و السورية استنادا على الخطط البريطانية التي حصلت عليها الكيان الصهيوني عام 1956 اثناء التخطيط للعدوان الثلاثي و عدلت بحيث توجه الضربة لقسم محدد من المطارات ثم توجه في الموجة التالية ضربة للقسم الثاني و سيؤدي ذلك عمليا الى حالة من الاضطراب المدمر فستكون قيادة سلاح الجو المصري ضائعة و متخبطة بين حماية المطارات المضروبة و بين اخلائها و بين اقلاع نجدة من بقية المطارات للقيام بمظلة جوية فوق المطارات التي ضربت و كذلك فلقد سببت حالة الاضطراب هذه في أن تقوم المدفعية المصرية المضادة للطائرات باطلاق مدافعها على طائرات مقاتلة مصرية حاولت الاقلاع من المطارات التي لم تضرب بعد لنجدة المطارات المضروبة!!
التحليق باتجاه الاهداف تم على ارتفاع واطىء للغاية فوق البحر و لم يبدأ التشويش على معظم الرادارات المصرية الا بعد بدء القصف فعليا و اعتمدت الطائرات الصهيونية على جولتين أو ثلاث فقط الأولى تقصف فيها مدرج الاقلاع بموجة من 4 طائرات و الثانية تضرب فيها المقاتلات و القاصفات المصرية بنيران مدافعها و الثالثة جولة اضافية في حال لزم ضرب اي هدف اخر أو لتصحيح اي خطأ.
و كذلك الأمر جرى على المطارات السورية و لو أنها طبعا كقوة جوية اصغر حجما من القوة الجوية المصرية و عدد مطاراتها كان أقل و بالتالي فلقد كانت الخطط الهجومية اقل تشابكا و تعقيدا و أما القوة الجوية الاردنية فهي كانت في مطارين و هي فعليا قوة محدودة للغاية و أما القوة الجوية العراقية فلقد كانت معزولة جغرافيا بحكم المسافة و حتى الطيران الصهيوني (آنذاك) لم يكن لديه استطاعة للوصول الى أي قاعدة جوية عراقية سوى مطار H-3 و لذلك فلقد اقتصرت الهجمات الجوية عليه فقط و لم تحظى فعليا كما اسلفنا بالنجاح الذي يدعيه قادة العدو حينها.
هكذا نجد بكو القوة الجوية الصهيونية قد مزجت كل شيء و خرجت بعقيدة هجومية فعالة لم تقع فيها في فخ التعامل الكلاسيكي مع التخطيط و التدريب و التنفيذ في حرب 1967 مع ملاحظة كون خطة اصطياد الديك الرومي حينها التي تم الاتفاق عليها مع الأمريكيين قد تضمنت وعدا أمريكيا قاطعا بمساندة عسكرية مباشرة (تخطيطا و تنفيذا و سنأتي لتفصيلاتها لاحقا) و حتى التدخل الأمريكى المباشر بحال فشل الهجوم الجوي الصهيوني على قواعد الطيران المصري صباح 5 حزيران.
يتبع....
في تصحيح اضافي على بعض المعلومات أكد لي الاستاذ مهيد عبيد بكون مصدر مؤكد و هو ضابط في رتبة عالية كان في سلاح الجو لجنوب افريقيا قد أكد له بكون عدد طائرات الميراج الأصلي لدى الكيان الصهيوني هو 96 طائرة و حصلت من جنوب أفريقيا على 20 طائرة أخرى من هذا الطراز بصورة اقامة مع طياريها في حينه و اعتبرتهم كما يبدو نوعا من حالة الدعم كمظلة حماية أساسا و لقد بقيت هذه الطائرات في الكيان الصهيوني و يبدو ان صفقة في مجال أخر (النووي و غيره) قد تمت لمبادلة الطائرات حينها.
كذلك فلقد عرف من مصدر بريطاني كبير عمل ايامها في وظيفة ادارية عالية في البحرية البريطانية بكون عملية استلام القيادة و السلطة الكاملة للاسطول السادس بوضع الاسطول البريطاني في تصرفه كقوة تأتمر بأمره قد تم يوم 3 حزيران لتتحضر الدولتان للحرب بصورة لا لبس فيها و تقدير عمليات الرصد الراداري و الالكتروني و الرصد المباشر للاسطول البريطاني بكون سلاح الجو الصهيوني قد شغل فعليا ما لا يقل عن 376 طائرة مقاتلة و قاصفة في وقت واحد بصورة عملية و طبعا عندما تمت هذه الدراسة التي صاغت الارقام بمعنى الملكية و ليس بالتشغيل لكافة الطائرات بالضرورة مع العلم بكون الضربة الجوية الأولى كموجة هجومية حسبت على أنها أربع موجات تتابعية في كل منها أربع طائرات و الهجوم تم على 11 مطارا مصريا و بالتالي 4×4×11=176 طائرة و ثماني طائرات هاجمت أهدافا ثانوية فالعدد الاجمالي لطائرات الموجة الأولى هو 184 طائرة و على هذا الاساس يمكن الملاحظة بكون الموجة الثانية اليت ضربت ثماني مطارات تحسب بذات الطريقة 4×4×8= 124 و أيضا 36 طائرة هاجمت أهدافا مختلفة مثل الرادارات و غيرها من الأهداف و مقرات القيادة و غيرها و تختلف بعض المعطيات بخصوص الموجة الثالثة و هي شملت كما يبدو ستة مطارات فقط و لكنها توسعت في ضرب الأهداف الثانوية و لكن من المؤكد بكون عملية هجومية مطولة و كبيرة بهذا الحجم كانت بحاجة الى 376 طائرة و ربما حتى أكثر لتستطيع من انجاز تغطية واسعة الى هذا الحد.
 
موضوع ممتاز بارك الله فيك
أهلا و سهلا بك الأخ أحمد و هذه الدراسة تغطي أساليب الحرب الجوية في فترة الحرب البردة فعليا و تصل بين فترة 1945 -1990 عمليا و لما بعدها فهي دراسة مختلفة لمرحلة تالية.
 
الأخوة في المنتدى
بعد أن انجلى غبار الحرب عام 1967 عقد مؤتمر سياسي للقيادات الشيوعية بطلب من تيتو رئيس يوغسلافيا و طبعا تعرض السوفييت لنقد قاس للغاية و كذلك فلقد ذهب الرئيسان العراقي عارف و الجزائري بومدين الى موسكو و يبدو أن بومدين شن نقدا حادا للغاية و تضمن ذلك نقدا للاسلحة و الاساليب القتالية السوفيتية خاصة في الحرب الجوية في لقائه مع بريجينف و لقد طلب بريجينف بعدما غادر الرئيسان اجتماعا شاملا لكافة لجان تطوير الاسلحة و البرامج التسليحية و يؤكد مصدر موثوق منه (و كان ايامها ضابطا برتبة مقدم يقوم بمتابعة فنية و خدمية لأحد هذه اللجان) بأن الاجتماع بدا في الساعة الثامنة مساءا و انتهى في اليوم التالي الساعة الثالثة بعد الظهر (نحو عشرين ساعة) و من الواضح بأن اجتماعا خاصا أخر عقد فيما يخص لجنة التطوير العسكري التالبعة لسلاح الجو و الدفاع الجوي و تقرر بناءا على كلا الاجتماعين أن تقوم لجنة تحقيق موسعة بدراسة شاملة لمجريات الحرب التي جرت في الشرق الأوسط كما تقرر أن تقوم أجهزة الاستخبارات السوفييتية بمتابعة كل ما يجري في الكيان الصهيوني و البحث عن اية تفصيلات متعلقة بهذه الحرب و أن تزور لجنة التحقيق كلا من مصر و سورية و تلتقي كل القيادات و الجهات المعنية و تحصل على كافة التقارير و الدراسات و كبداية فلقد كان أهم تقرير هو الذي رفعه قائد الاسطول السوفييتي في البحر المتوسط جينها.
لجهة التطور التقني التفصيلي فلقد كانت عمليات اختبار مقاتلات متقدمة من طرازي ميج-23 و ميج-25 مستمرة و كذلك قاصفات بعيدة المدى ايضا و لكن لجهزة التجهيز الالكتروني فلقد كانت هناك بعض من المصاعب الكبيرة في تطبيقات الترانزستورات و أنصاف النواقل و يؤكد هنا مصدر فنلندي بكون بعضا من الشركات الفنلندية التي تعمل في هذه القطاعات قد قدمت تعاونا كبيرا مع الروس و أنتج هذا التعاون تقدما بصورة كبيرة في عام 1969 استفادت منه برامج تطوير الميج-23 حينها و كذلك ميج-25 PDS, RBK و غيرها من البرامج التطويرية للمقاتلات و كذلك في مجال أجهزة التسديد و التهديف البصرية ايضا فيما بعد و هي ما ظهرت كنقطة تفوق لافتة لصالح الجيل التالي من المقاتلات و مقاتلات الهجوم الارضي و القاصفات ايضا.و باتت هي الطريقة الفضلى لدى السوفييت لما سمي بطريقة الهجوم الصامت دون استعمال الرادار.
لقد قامت اللجنتان العسكريتان اللتان درستا أحداث حرب 67 بزيارة مصر و سورية و كما يبدو فلقد استغرق التحقيق في مجريات الأحداث حوالي ستة اسابيع بصورة ميدانية و بعدها نحو ثلاثة اشهر من جمع العديد من مصادر المعلومات المختلفة للخروج بتحليل دقيق لكافة المعطيات حول أحداث الحرب و حول اسباب التفوق الصهيوني و تميزه سواء تقنيا أو تطبيقيا و تدريبيا و كذلك فلقد جرى جمع كبير لكافة البرقيات و الاتصالات التي قامت أجهزة الحرب الالكترونية و الاقمار الصناعية السوفييتية برصدها بصورة واسعة و اعتبرت أيضا تحت تمحيص و تدقيق واسعين و من اللافت للنظر بكون أجهزة رصد الاتصالات الخاصة بالاسطول الأمريكى قد خلصت الى استنتاج مفاده بكون كل الحرب مرتبة و مدبرة بصور لا لبس فيها باشتراك صهيوني أمريكى بريطانى و كذلك فلقد أكد ذلك مصادر فرنسية (كانت فرنسا بقيادة ديجول تبحث لنفسها عن كيان و توجه مستقل فعليا و ليس بهذا لهزل و الانحطاط الذي نراه الان) حتى أن الجنرال ديجول سطر في رسالة الى بومدين ذكر فيها حرفيا المعركة أمريكية و الأداء صهيوني و طبعا فلقد حرصت بريطانيا على التعبير بالوقار الأنجلوساكسوني المعهود عن اسفها البالغ للتطورات المأساوية في الشرق الأوسط؟؟؟!!!!
على الجانب الأخر فلقد ارسل الأمريكيون لجنتين مباشرتين أحدهما قيمت الحرب الجوية و الثانية الحرب البرية بالتعاون مع القيادة الصهيونية و لكن كما يبدو فلقد انشغلت اللجنتان بالمظاهر الاحتفالية و التكريمية أساسا و نسخت كافة التقارير الصهيونية فحسب كما حصلت على بعض النماذج من الاسلحة السوفيتية و منها طائرة ميج-21 من مطار العريش و كذلك محطتي رادار و ثلاث قواذف اطلاق لصواريخ سام-2 ديسنا و بعض أجهزة الاتصالات القديمة ايضا و كما حصلت على بعض من الوثائق التي وقعت في يد القوات الصهيونية و لو أنه بتعبير واضح فكل ذلك لم يشكل نقلة نوعية لصالح الأمريكيين أو لصالح عمليات تطوير الأسلحة في الغرب عموما لكنه شكل نوعا من حالة الكسر المعنوي بصورة كبيرة للغاية حينها.
يبدو ايضا بكون الأمريكيين كانوا قد قاموا بتدقيق لافت بين قوائم الاسرى المصريين بالتعاون مع الاسرائيليين و كذلك على الاسرى السوريين بحيث يتم البحث عن اية معلومات و كذلك البحث في امكانية تجنيد جواسيس لصالح السي اي اي و الموساد بحال استطاعوا من استجرار أي أسير للتعان معهم و هو ما لم تنجح الجهتان فيه و في لقاء مع أسير سوري سابق أطلق سراحه من الاسر فيما بعد فلقد أكد بأن التحقيق معه قد حضر فيه ضابطان أمريكيان و كان واضحا المغزى من محاولات الضغط و التعذيب الذي تعرض له و كذلك فلقد طلب من جميع الاسرى حينها تعبئة استمارات بلا حدود عن عائلاتهم و أفرادها و من منهم في الجيش و الطيران و البحرية و من منهم مغتربون أو مقيمون في دول غربية و عناوينهم ايضا.
كذلك فلقد تقرر بالاتفاق بين الأمريكيين و الاسرائيليين و الصحافة الغربية عموما وضع حالة من التوجيه المعنوي و الدعائي تكون مستمرة بحيث تحطم معنويات الجيوش و اسلحة الطيران العربية و المواطن العربي في كل مكان و تقرر صياغة مواضيع منشورة و مقابالت صحفية و اذاعية و متلفزة لتسويق الانتصار الاسرائايلي الخارق على أنه انتصار نهائي و بكون العر بفاشلين في كل شيء و بكون الاستسلام هو شيء لا مهرب منه و حتى أن موشي دايان نفسه صرح في حالة من الغرور الفريد بكونه ينتظر اتصالا يبحث فيه جمال عبد الناصر شروط الاستسلام بمنتهى البساطة؟؟ و كذلك فلقد سوقت كل وسائل الدعاية لتكذب و تنتحل قصصا غريبة عن الجواسيس الاسرائيليين و قدراتهم الخارقة و كونهم اخترقوا مصر و سورية و الفت عنهم الكتب و نشرت تحت مسميات مثل عين تل الربيع و جاسوس من الكيان الصهيوني و تحطمت الطائرات عند الفجر و المحاربون الصامتون و غيرها من الكتب الدعائية المختلفة.
الجانب السوفييتي كما يبدو فلقد تم فيه التأكيد لجهة الموقف العلني بكون الرد على هذا العدوان قادم لا محالة و في ذلك الحين عادت ذات المقالات النقدية العنيفة للظهور من جديد في المجلة العسكرية السوفييتية و كذلك مجلة عالم الطيران و حتى في الصحافة العادية و كما يبدو فلقد تتالت الاجتماعات العسكرية في الاتحاد السوفييتي و كان بعض من كبار الضباط غاضبين جدا مما جرى و اعتبروه مساسا بالهيبة السوفييتية و كذلك فقد كانوا غاضبين من التراخي من جانب القيادة السياسية و الكثيرون منهم طالبوا برد عسكري واسع النطاق و حتى أن البعض قال حرفيا لماذا لا نوجه ضربة نووية لاسرائيل فنسحق هذه الجرثومة و نكسر راس الأمريكيين الى الابد و كما طالب قائد سلاح البحرية الأدميرال جورشكوف بفتح قواعد بحرية في مصر و سورية و حتى أن خططا وضعت لضرب مفاعل ديمونة و تدميره و و كان من أحد الاقتراحات في هذه الاجتماعات ارسال سفينة شحن فارغة و جعلها تمر قرب الساحل الصهيوني و نسفها ثم الادعاء بأن الاسرائيليين قد هاجموها و ضرب الكيان الصهيوني بألف طائرة بصورة شاملة ضربة قاضية تسويها بالارض و وضع العالم بأكمله أمام أمر واقع.
يتبع....
 
تتمة الحلقة السابقة:
للوهلة الأولى فلقد اختفت من على السطح الخلافات بين المنظرين العسكريين السوفييت و في دوائر القيادات العليا لكنها فعليا ظلت تحتد و تكبر بصورة لا يمكن لأي كان تخيلها و عمليا فلقد وصلت القيادات السوفييتية و المصرية حينها اتصالات كثيفة و مستمرة عن التطورات الميدانية و كذلك القيادة السورية ايضا و لجهة العراق فلقد كان هناك بعض الاتصالات أيضا و ان كانت أقل اتساعا و تكررا و بمعظمها تمحورت حول كون السوفييت يجب عليهم تزويد سلاحي الطيران المصري و السوري بمقاتلة قاصفة متقدمة بعيدة المدى و قادرة على المنافسة مع الميراج و بعدها الفانتوم التي حصل عليها سلاح الطيران الصهيوني في عام 1969 و فعليا لم يكن لدى السوفييت هذه الطائرة جاهزة للخدمة الميداينة فبرنامج تطوير الميج-23 ذات الهندسة المتحركة كان يواجه باستمرار تعقيدات و مصاعب متكررة أعاقت قبول سلاح الجو السوفييتي بادخل المقاتلة الخدمة حتى أوائل عام 1971 أما لجهة مقاتلة ميج-25 فهي كانت جوهرة السلاح الجوي السوفييتي و لم يكن بالامكان تصديرها لأي كان فعليا حينها برغم دخولها الخدمة عام 1970 و لجهة المقالتات الالاعتراضية الثقيلة مثل سوخوي-15 و توبوليف-28 فهي كذلك عدت سلاحا استراتيجيا اساسا و لم تكن مخصصة للتصدير فضلا عن كونها لا تمتلك مواصفات المقاتلة القاصفة المطلوبة (قبل تعديل و تطوير سوخوي-15) و السبب الأصلي كما أسلفنا قبلا هو الاغراق السوفييتي في عقلية استخدام الطائرة المتخصصة بصورة مبالغ بها و المضي ايضا في الاعتقاد بتفوق الميج-21 كمقاتلة دفاع عن النقطة بسبب ما جرى من معارك جوية في الحرب الفييتنامية.
لقد بدا ايضا اللجوء لحل التوسع في شبكات الصواريخ المضادة للطائرات كونها فعليا تقتضي تدريبا أقل تقدما من تدريب الطيارين المقاتلين و كون المواصفات البدنية و القدرات العامة للمنسبين اليها اقل بكثير من المطلوبة للطيارين و كذلك فكلفة تدريب 70-80 فردا على مهام الدفاع الجوي تعادل كلفة تدريب طيار واحد و هكذا فلقد كان هذا التصور هو علاجا لمعضلة اسلحة الجو المصرية و السورية و هي في نقص كوادر الطيارين بصورة كبيرة و بعد تكرار عمليات قصف العمق المصري و السوري بواسطة الفانتوم و كذلك الهجمات المتكررة على مناطق مدنية و منشآت مائية و صناعية فلقد توصلت القيادة المصرية متمثلة حينها بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر و القيادة السوفييتية و على رأسها بريجينيف الى اتفاق اقتضى وصول مساندة سوفييتية مباشرة بما فيها أطقم مقاتلة من طيارين و من مقاتلي الدفاع الجوي و فعليا فلقد كانت هذه المرة الأولى التي يخرج فيها جنود سوفييت للقتال في دولة غير شيوعية و لقد عد بعض من العسكريين الكبار السوفييت هذه الخطوة متأخرة و أنها كان يجب أن تحدث عام 1967 بعد الحرب مباشرة و برغم كون الاتحاد السوفييتي قد نقل بعد حرب 67 كمية ضخمة من العتاد الى مصر و سورية زادت على 48 الف طن شملت كل شيء من الطائرات و الدبابات و المدفعية و غيرها و كله قدم هدية بلا مقابل حينها لمساندة جيشي مصر و سورية و من وجهة نظر أخرى فلقد عدت هذه الخطوة فرصة للحصول على خبرة قتالية مباشرة للعسكريين السوفييت و للطيارين بصورة خاصة.
الأمريكيون بالمقابل كان لديهم نظرة متناقضة للأحداث فمن جهة كانت هناك حالة العجز العجيبة أمام اصرار الفييتناميين على القتال و فشل القدرة الجوية الأمريكية الهائلة على ردعهم أو حتى اجبارهم على التحسب و الحذر و استمرار سقوط الطائرات الأمريكية بصورة لافتة في الحرب هناك و بالمقابل فلقد كان حالة من النشوة بالنصر الصهيوني الذي تصوره الأمريكيون نصرا نهائيا في حرب 1967 و بحسب التوقعات الأمريكية فلقد وضع الأمريكيون حساباتهم و دراساتهم التي خلصت الى كون مصر أو سورية لن تستطيع من القيام بأية حرب حتى لو دفاعية قبل 10-12 عام على الأقل و هو ما كذبته الأحداث عند معركة راس العش على الجبهة المصرية و معركة رويسة الحمراء على الجبهة السورية و بعدها اغراق المدمرة ايلات مقابل بورسعيد ثم أتت معركة الكرامة على الجبهة الأردنية و لكن كل ذلك لم يوقظ الأمريكيين فعليا فظلت التصورات ذاتها مترسخة لغاية وصول القوات السوفييتية على الجبهة المصرية و بدء انشاء حائط الصواريخ الشهير.
استطاعت الاستراتيجية الدفاعية السوفييتية و ليكن التنفيذ الواقعي لها على الجبهة المصرية حينها من أن تخترق الاستراتيجيتين الأمريكية و الصهيونية و بدأت الخسائر تتوالى في سلاح الطيران الصهيوني الذي حاول بصورة بدت أقرب للهجوم العشوائي أحيانا احداث حالة من الخرق في حائط الصواريخ الذي بدأ بالتمدد شرقا برغم القصف الصهيوني المستمر و كان التنفيذ يتم بنشر كمائن صاروخية تحت جنح الظلام استطاعت و بصورة متميزة من ايقاع خسائر متكررة في الطائرات الصهيونية وترافق ذلك طبعا مع استمرار القصف المدفعي المصري و هجمات عبر القناة و هجمات الضفادع البشريةو غارات بالطيران المصري ايضا و بدا واضحا بعد فترة بدء شعور داخل الكيان الصهيوني بعدم جدوى الاستمرار و عبثية استعمال الطيران و تآكل السلاح الجوي كأداة مدفعية طائرة و الأهم من ذلك كله هو خسارة الطيارين و برغم كل شيء فلقد تصور البعض من الأمريكيين و الاسرائيليين بحتمية انتصارهم في هذه الحرب لكن في النهاية أتوا صاغرين الى المفاوضات فأتى وزير الخارجية الأمريكي ويليام روجرز و عرض ما دعي بمبادرة روجرز التي وافقت عليها الكيان الصهيوني و لم توفق عليها مصر بسرعة حينها لكنها كقيادة عسكرية مصرية قررت الاستفادة من هذه المبادرة الى أقصى حد فتحركت ليلا كتائب الصواريخ و استطاعت من تثبيت خط جديد يطال قناة السويس و يحقق فرصة تغطية عمليات العبور.
في خضم حرب الاستنزاف وقعت معركة بين الطيارين السوفييت و الاسرائيليين و لقد وقعت الطائرات السوفييتية في كمين متقن و سقطت اربع طائرات ميج-21 و في داخل سلاح الجو السوفييتي قامت الدنيا و لم تقعد و ان لم يخرج شيء الى العلن عنها في حينه لكنها كانت فعليا فصلا ختاميا وصل فيه التحديد الى القرار الحاسم بكون سلاح الجو السوفييتي سيتخلى نهائيا بعد عام 1975 عن المقاتلة ميج-21 و سيعتمد كليا على مقاتلات قاصفة بعيدة المدى و ذات حمولة تتفوق على نظيراتها الغربية.
يتبع...
 
أفلام وثائقية و مقابلات
الماريشال ريتشينيكوف يتحدث عن الاستعداد السوفيتي لضرب الكيان الصهيوني في حرب 1967
ضابط سوفييتي سابق و خبير طيران يوضح حقيقة الصراع الجوي بين الطيران السوري و الصهيوني و كذلك تفصيلات المعركة الجوية الصهيونية -السوفييتية و هنا يتوضح نقطة ضعف الميج-21 في زمن التحليق القصير
من وقائع حرب الاستنزاف
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يدلي ببيان سياسي يوضح فيه مجريات أحداث أثناء حرب الاستزاف
يتبع...






 
حقبة بداية السبعينات 1970-1975
هذه الفترة حظيت بحالة غريبة من التضارب الغيرعادي فالأمريكيون من جهتهم عملوا مطولا على تطوير حوااظن الحرب الالكترونية في محاولة لجلعل فلسفلة الحرب الجوية و السيادة الجوية و الرد على الصواريخ السوفييتية في فييتنام و في ذلك الحين ايضا برزت مشكلة حرب الاستنزاف و عمل الأمريكيون أيضا مع الاسرائيليين على دراسة هذه المشكلة بصورة مستمرة و كثيفة و كما بدأ الأمريكيون بدراسة موضوع تطوير الرادار الطائر و قرروا ايضا انتاج أجيال أكثر تقدما منه بحيث يحافظون على تفوقهم الساحق حينها في هذا المجال و كان البريطانيون أيضا قد وضعوا لبنة مشروع النمرود كطائرة تغطي الساحل البريطاني كرادار طائر فوق الماء يستطيع من المساهمة في اعطاء فرصة انذار و استكشاف للبحرية و سلاح الطيران و في الكيان الصهيوني تقرر بدء العمل على انتاج المقاتلة ميراج-5 بعد الحصول على كافة التصميمات و مساعدة متقدمة من شركتي مارسيل داسو و ماترا الفرتسيتين و كذلك شركات أمريكية و جنوب أفريقية و كذلك فلقد توسعت المساعدة العسكرية الأمريكية لاسرائيل في مجال سلاح الجو بصورة كبيرة للغاية و بدا واضحا التعاون الواسع بكافة أشكاله عند بدء تطبيق مشروع روجرز و التي بموجبها تمت الهدنة بين مصر و الكيان الصهيوني و اعتبرت القيادة المصرية ذلك فرصة لنقل قواعد الصواريخ الى الأمام و تثبيتها و هذا ما حدث و بالطبع فلقد قامت الدنيا و لم تقعد في الكيان الصهيوني و في الولايات المتحدة بعدما اكتشتفتا أن مصر استطاعت من انجاز ذلك ليلة وقف اطلاق النار وب التالي فهو لم يكن خرقا لاتفاق لم يبرم بعد قانونا.
لقد كان الحقد الأمريكى على مصر و على الرئيس جمال عبد الناصر بصورة خاصة أكبر من أن يوصف و كانت الجهتان قد قررتا قبل بعض الوقت ضرورة اغتيال جمال عبد الناصر و انهاء الحالة في الداخل المصري و كما يبدو فان اغتيال جمال عبد الناصر بالسم بعدها قد غير عمليا كل شيء ( و هو موضوع يجب البحث فيه في موضوع مستق و مفصل) و من الواضح فيما بعد بكون الغيظ الأمريكى مبعثه الصفعة المصرية التي استطاعت من تحقيق خرق قتالى و استراتيجي و دون خرق الاتفاق السياسي المعقود بوقت واحد و هو ما شكل ضربة قاسية لجهود المخططين الاستارتيجيين الأمريكيين و الاسرائيليين في الحرب الجوية و حسابات و احتمالات الحرب القادمة سواء بين مصر و سورية من جهة و الكيان الصهيوني من جهة أو على صعيد الحرب التي قد تحدث بين الولايات المتحدة و التحاد السوفييتي و التي كان المتوقع بخصوصها بأن يتطور أي صراع بين قوتين محليتين و تتدخل فيه الدولتان العظمسات فيتنامى الصراع الى حرب شاملة أو تبقى اشتباكا محدودا بين الطرفين و بدا واضحا الثقل الكبير للهزائم الأمريكية المتوالية في فييتنام و كذلك الهزيمة في حرب الاستنزاف.
تقنيا بدأ الأمريكيون برنامج ALQ و كذلك برامج حواظن نثر الرقائق الالكترونية و تطوير صواريخ Shraik المضادة للاشعاع و غيرها و كذلك فلقد تصور البعض بكون الاسلحة الذكية الموجهة بصريا (تلفزيونيا بالأصح) و كذلك بالليزر و غيرها ستكون حلا فعلا لتدمير صواريخ سام و تحقيق خرق جوي و كانت الكفة ميدانيا في فييتنام قد تعدلت نوعا ما و بات الطيارون الأمريكيون يمتلكون خبرة أكبر في التعامل مع السلاح الجوي الفييتنامي و مع صواريخ الدفاع الجوي كما تخلى الأمريكيون عن تحميل الفانتوم بكامل الحمولة القتالية بحيث يتحقق بعض المرونة ف ياستعمالها بصورة أكثر فعالية و أكثر اقناعا و تأثيرا و كانت لدى الأمريكيين بعض من دواعي القلق الكبير باكتشافهم تطويرالسوفييت للمقاتلة القاصفة الاسطورية Mig-25 و قرروا منذ أواسط الستينات بأن يقوموا بتطوير مقاتلة قاصفة تتصدى لهذا التطور و تستطيع من مجاراة الميج-25 في ارتفاعها و سرعتها و كما قررت البحرية الأمريكية بكونها تحتاج مقاتلة قاصفة على ذات المستوى و هكذا فلقد دفع الأمريكيون بصورة كبيرة في برامج تطوير مقاتلات F-14, F-15, F-16, F-18 و كلها كانت قرارا جوهريا صائبا بالتخلي فعليا عن أي تطوير لمقاتلات الجيل الثالث ما عدا برنامج F-4 G Wild Weazil و هو برنامج خاص بمساندة عمليات المقاتلات ضد شبكات الدفاع الجوي و طبعا فلقد فاقت الميزانيات المرصودة لهذه النقلة الكبرى اي تصور و كان الأمريكيون قد تخلوا قبل ذلك عن فلسفة الطائرة المتخصصة و جعلوها في اضيق نطاق ممكن و كما تخلوا نهائيا عن فكرة مقاتلة الدفاع عن النقطة و جعلوها مثل مقاتلة F-5 مخصصة لأغراض التدريب و العروض الجوية و للتصدير الى دول العالم الثالث و استمرت العمليات التطويرية على كل البرامج القتالية حتى انفجار حرب اكتوبر تشرين 1973 و الصدمة الكبرى التي سببتها للأمريكيين و الغرب مجملا و قبل ذلك لاسرائيل و سلاحها الجوي بصورة خاصة.
يتبع...
 
عودة
أعلى