الأخوة في المنتدى
في هذه الحلقة نأتي الى الخصم اللدود سلاح الطيران الصهيوني:
المؤكد بكون ما طرح في بداية الموضوع حول نشأة و تطوير سلاح الطيران الصهيوني يقدم تصورا واضحا لسبب القوة المتقدمة و الميزات التي حظي بها سلاح الجو في الدولة العبرية فهو بدا مكتملا فعليا دونما قصور في شيء سوى بعض المجريات التنظيمية فحسب و أحيانا مشاكل في الترجمة فقط؟؟؟!!! بسبب كون أطقمه التي أتت جاهزة كانت من جنسيات و خلفيات مختلفة فمنها الكندي و الفرنسي و الأمريكي و البلغاري و النمساوي و غيرهم و غيرهم حتى أنه لم يقم دورات تخريج لاي منسبين جدد اليه الا بعد مرور سبع سنوات على نشأة الدولة العبرية فعليا عام 1955 و حينها كانت لا تزال الطائرات ذات المحرك المكبسي عاملة في سلاح الجو الصهيوني و خدمت هذه الدورة التي تخرج طياروها و على راسهم دافيد عفري الذي ارتقى بسرعة ليصل فيما بعد الى مركز قائد سلاح الجو 1977-1982 و كأكبر قائد اثر في بنية سلاح الجو فقد كان الجنرال عيزر وايزمن 1958-1966 فهو عمليا من عمل بصورة مكثفة على تطوير كل اساليب التدريب و تحديد مبادىء الخطط و تعديلها و تطويرها و فضلا عن الاهتمام الفائق بادخل مقاتلات جديدة و استيعابها و تطبيق اساليب الحرب الخاطفة مع ملاحظة كونه طيارا سابقا في سلاح الجو البريطاني (ذو الاسلوب الدفاعي)؟؟!!
عشية حرب 1967 امتلك سلاح الطيران الصهيوني حوالي 650 طائرة مختلفة:
المقاتلات و المتعددة المهام مقاتلة-قاصفة:
100 طائرة ميراج-3 سي (رقم تقريبي بسبب عدم معرفة العدد الفعلي الذي قدمته دولة جنوب افريقيا)
40 طائرة سوبر ميستير
70 طائرة ميستير أ-4
70 طائرة أوريجون
فئة القاصفات:
30 طائرة فوتور
فئة مقاتلات الدعم الارض:
80 طائرة أ-4 سكايهوك (قدمت سرا في أوائل عام 1967)
الصف الثاني و الاحتياط:
تقديريا كان هناك مزيج من مقاتلات مختلفة أهمها:
60 مقاتلة ف-86 سابر
60-80 مقاتلة ف-100 سوبر سابر
و هذه المقاتلات كانت قد وضعت في الاحتياط منذ عام 1963 لكنها بقيت بحالة صيانة قابلة للاستخدام عمليا وقت الحاجة.
طائرات التدريب:
60 طائرة فوجا ماجستير (تدعي المصادر الصهيونية بأنها استخدمتها في ضرب مطارات سيناء و دعم القوات البرية)
طائرات النقل:
60 طائرة من أنواع مختلفة
الحوامات (لم ندخلها في الحساب الأصلي فعليا)
تقديريا 40-60 حوامة مختلفة
عدد الطيارين المقاتلين في سلاح الجو الصهيوني كما تدعي المصادر الصهيونية كان 2,5 طيار لكل طائرة مقاتلة او قاصفة و بالتالي فمن الممكن نظريا بكون سلاح الجو الصهيوني كان لديه نحوا من 1200 طيار بخبرات متقدمة للغاية.
حالة الجاهزية الفنية كما تدعي المصادر الصهيونية كانت متفوقة فبحسبها كانت 99% من الطائرات جاهزة فنيا صباح 5 حزيران 1967 و تدعي المصادر ذاتها بأن عملية التفتيش و التجهيز للاقلاع لدى سلاح الجو الصهيوني كانت مدتها سبع دقائق و نصف الدقيقة فقط؟؟؟!!! و هو رقم قياسي لم تحققه اية قوة جوية في العالم.
كذلك فلقد حصلت القوة الجوية الصهيونية على قنبلة ثاقبة الخرسانة دوراندال من شركة ماترا (تدعي المصادر الصهيونية بكونها صنعتها بنفسها على سبيل الدعاية) و هي عدت سلاحا فعالا لضرب و تخريب مدارج الاقلاع لمنع مقاتلات ميج-21 بالذات من الاقلاع و التصدي للطائرات الصهيونية.
وضعت الخطط الخاصة بضرب المطارات المصرية و السورية استنادا على الخطط البريطانية التي حصلت عليها الكيان الصهيوني عام 1956 اثناء التخطيط للعدوان الثلاثي و عدلت بحيث توجه الضربة لقسم محدد من المطارات ثم توجه في الموجة التالية ضربة للقسم الثاني و سيؤدي ذلك عمليا الى حالة من الاضطراب المدمر فستكون قيادة سلاح الجو المصري ضائعة و متخبطة بين حماية المطارات المضروبة و بين اخلائها و بين اقلاع نجدة من بقية المطارات للقيام بمظلة جوية فوق المطارات التي ضربت و كذلك فلقد سببت حالة الاضطراب هذه في أن تقوم المدفعية المصرية المضادة للطائرات باطلاق مدافعها على طائرات مقاتلة مصرية حاولت الاقلاع من المطارات التي لم تضرب بعد لنجدة المطارات المضروبة!!
التحليق باتجاه الاهداف تم على ارتفاع واطىء للغاية فوق البحر و لم يبدأ التشويش على معظم الرادارات المصرية الا بعد بدء القصف فعليا و اعتمدت الطائرات الصهيونية على جولتين أو ثلاث فقط الأولى تقصف فيها مدرج الاقلاع بموجة من 4 طائرات و الثانية تضرب فيها المقاتلات و القاصفات المصرية بنيران مدافعها و الثالثة جولة اضافية في حال لزم ضرب اي هدف اخر أو لتصحيح اي خطأ.
و كذلك الأمر جرى على المطارات السورية و لو أنها طبعا كقوة جوية اصغر حجما من القوة الجوية المصرية و عدد مطاراتها كان أقل و بالتالي فلقد كانت الخطط الهجومية اقل تشابكا و تعقيدا و أما القوة الجوية الاردنية فهي كانت في مطارين و هي فعليا قوة محدودة للغاية و أما القوة الجوية العراقية فلقد كانت معزولة جغرافيا بحكم المسافة و حتى الطيران الصهيوني (آنذاك) لم يكن لديه استطاعة للوصول الى أي قاعدة جوية عراقية سوى مطار H-3 و لذلك فلقد اقتصرت الهجمات الجوية عليه فقط و لم تحظى فعليا كما اسلفنا بالنجاح الذي يدعيه قادة العدو حينها.
هكذا نجد بكو القوة الجوية الصهيونية قد مزجت كل شيء و خرجت بعقيدة هجومية فعالة لم تقع فيها في فخ التعامل الكلاسيكي مع التخطيط و التدريب و التنفيذ في حرب 1967 مع ملاحظة كون خطة اصطياد الديك الرومي حينها التي تم الاتفاق عليها مع الأمريكيين قد تضمنت وعدا أمريكيا قاطعا بمساندة عسكرية مباشرة (تخطيطا و تنفيذا و سنأتي لتفصيلاتها لاحقا) و حتى التدخل الأمريكى المباشر بحال فشل الهجوم الجوي الصهيوني على قواعد الطيران المصري صباح 5 حزيران.
يتبع....