« بعض فئات هذا الشعب أصبحت ” حسَّادةً “ وخاصة فئة من أصحاب الصفحات الذين يحسبون أن سخريتهم من كل شيء بلا حدود ولا قيود تدخل في ثقافة الساركازم لكنها في الحقيقة ليست إلا حسد وأحقاد دفينة تجاه كل شيء بسبب تراكمات نفسية مصدرها الفشل الذاتي في التطور والنجاح .. »
« هؤلاء الذين يضحكون ويتنمرون على كل شيء هم أرضية خصبة لظهور المؤثرات والمشاهير التافهين الذين بلا قيمة ، لأن أصحاب الصفحات هؤلاء يعاملون الشيء الجميل كالشيء الفاسد ، كله يتعرض للضحك والتنمر حسبهم ؛ لكنك عندما تجعل المفسدين كالمصلحين فإن المصلحين سيفقدون الرغبة والشغف في الإصلاح، وسيزداد دافع المفسدين في الاستمرار باعتبار أنهم في كل الأحوال سيتعرضون للتنمر والقذف سواء أحسنوا أو أفسدوا .. »
« لذلك صرنا نرى مـ.ـتـ.ـحـ.ـول جـ.ـنـ.ـسـ.ـي وعـ.ـاهـ.ـرات على رأس المشاهير في بلادنا ، يخاطبون الشعب بكل ووقاحة ويقدمون دروسا في الحياة ولهنّ ملايين المتابعين والمتابعات ومحتواهم كله فضائح وسب، وبعضهم طلعت له فيديوهات في وضعيات خليعة وخليعة جدا، ورغم ذلك يستمرون في الظهور بشكل عادي ولا يكترثون لرأي أحد .. كل ذلك راجع لثقافة الحمير الضاحكة التي حطمت كل دوافع الشغف الجميل في هذا المجتمع ! »
« رواد هذا الفكر الذين ينتقدون كل شيء ظنا منهم أنهم " متحلبين على هاد المجتمع " ويفهمون الحياة ويعرفون كيف يعيشون فيها أفضل من باقي فئات المجتمع , وبعضهم يدّعي زورا وكذبا أنه على منهج التيار السلفي الذي هو بريء منهم ومن أسلوبهم الهمجي التنمري الذي يتميز بمنشورات مكتوبة بأسلوب عفا عنه الزمن، لهجة عاصمية تحتوي بعض المصطلحات البائسة التي يستعملها صاحبها لكي يبدو واثقا من نفسه وقويا ويعرف جيدا ما يقول ، وطبعا بين كل كلمة وكلمة يقوم بإدراج " تطياح " لكي يغطي على أميّته ومستواه الهزيل في الكلام أصلا فضلا عن تعاسته الكتابية »
« إن هذا الأسلوب هو #فِـكْـرْ وعقلية، وليس مجرد أشخاص متنمرين، ولما أقول أنه فكر لا يذهب عقلك إلى أنهم فلاسفة يدركون ما يفعلون ، الفكرة شيء خطير لدرجة أنها قادرة على التهام أصحابها تماما مثل الفيروس ، وهم ليسوا سوى ضحايا لهذا الفيروس وحاملين له .. »
« بعد صدور نتائج ال BAC بعض الصفحات المصدّرة لهذا الفكر ( الفايح) على حد تعبيرهم كانت سبّاقة للتنمر على هذا الشاب الطموح وعلى شكله وملابسه ، وهم الذين أطلقوا موجة التنمر (الفايحة) هذه (أنا الآن أستعمل كلمة الفوحة هذه لأنهم يحبونها كثيرا) ، وعندما لاحظوا شعور المجتمع المدني بالقرف والإشمئزاز من استهزاء بعض الأميين بشخص احتل المرتبة الأولى وطنيا بمعدل لم يحلموا هم بتحصيله حتى في أيام الإبتدائية .. وأن ما فعلوه نتن ومقرف وليس مضحكا تماما سارعوا لحذف جميع منشوراتهم حوله وتظاهروا بأن شيئا لم يكن ، مثلهم كمثل ذلك البهلول الذي تغوّط في سرواله ووقف وسط الناس متظاهرا بأنه لم يفعل شيئا بينما يراهم يتنافرون بحثا عن مصدر هذه الرائحة الكريهة »
« أدعو شرفاء المجتمع ، من هذا المنبر البسيط ، وأدعو أصحاب هذا الفكر أيضا، وأدعو كافة أطياف ونخب المجتمع المدني إن كان لا يزال لدينا نخب .. إلى نبذ هذا الفكر ، والتشهير بأصحابه والحط من قدرهم وقيمتهم ، وإعادة تربيتهم وتأهليهم ونزع صفحاتهم ومنابرهم وهواتفهم عنهم .. لقد منحنا المنابر ليس للحمير ، وليس للجاهل فحسب .. بل للجاهل المركب .. والجاهل المركب كما يقول حمار توفيق الحكيم .. هو ذلك الذي يجهل أنه جاهل »
بقلم : جمال الدين العراب / بتصرف .
