لانها ظلت شمالا في كاليدونيا اومايعرف اليوم باسكتلندة منطقة قتال مستعرة الى غاية خروجهم منها, كان لديهم فرصة اخضاعها بالكامل هي وايرلندة
Hibernia ما بين فترة 77 و 84 م اي فترة تولي جوليوس اغريكولا حكم بريطانيا , لكن بسبب احقاد الامبراطور دوميسيان على صهر اغريكولا السيناتور والمؤرخ الروماني تاسيتوس الذي كان اشد السيناتورات معارضتا لدوميسيان ونظرا لتفوق انجازات اجريكولا في بريطانيا على انجازات دوميسيان في جرمانيا , قام هذا الاخير بعزل اجريكولا عن ولاية بريطانيا في اشد الاوقات حساسيتا بالنسبة للفتح الروماني في بريطانيا اي في الفترة التي اخضعت فيها كامل بريطانيا لاول مرة واخر مرة و كان اغريكولا يستعد فيها لنقل الحرب الى ايرلندة
Hibernia التي كانت قاعدة امدادات خلفية لشعوب بريطانيا الشمالية خصوصا البريغانتيس وشعوب الساحل والتي لم يكن بالامكان اخضاع كامل بريطانيا دون اخضاعها ,,, فعليا بعد بضعة سنوات من استدعاء اجريكولا الى روما لم يستطع حكام بريطانيا من بعده الاحتفاظ بمواقعهم في اسكتلندة وترجعوا الى نهر River Clyde و Forth الذي اصبح الحد الشمالي لروما في بريطانيا , والذي سرعان ايضا ما تراجعوا عنه الى نهر River Tyne حيث بني هناك جدار هادريان الدفاعي ,, في عهد الامبراطور انطونينوس التقي استرجع الرومان من جديد المنقطة الواقعة بين نهر Clyde و Tyne اين بني جدار انطونين الدفاعي الى الشمال من جدار هادريان لكن سرعان ما قاموا باخلاء المنطقة واعادة الحدود الى جدار هادريان عندما قام حاكم بريطانيا Clodius Albinus عام 196 م بسحب فيالق جيش بريطانيا الثلاث Legio XX Valeria Victrix و Legio II Augusta و Legio VI Victrix والتوجه الى روما للمواجهة سبتيموس سيفيروس في الحرب الاهلية التي اعقبت موت كومودس عام 193 م ,,كانت اخر محاولة الرومان اخضاع كاليدونيا في عهد الامبراطور سبتيموس سيفيروس عام 208 الذي شن حملة تطهير عرقي ضد شعوب البيكت- الكاليدونية حيث استرجع الرومان جدار انطونين وتقدموا عميقا في اسكتلندة , لكن تعرض سبتيموس سيفيروس الى مرضى مفاجىء اجبر الرومان على التراجع الى Eboracum او يورك الحالية وقطع الحملة بعد وفاة سبتيموس في يورك جراء لمرض يعتقد انه الملاريا الذي اصابه في مستنقعات اسكتلندة...كانت حملة سبتيموس سيفيروس اخر محاولة الرومان اخضاع اسكتلندة , حيث اخلى الرومان بعدها جدار انطونين , واصبح جدار هادريان الحد الرسمي لروما في بريطانيا , في حين اخذت العمليات القتالية التي شنها الرومان في اسكتلندة طابعا استكشافيا لمراقبة الحدود وتحركات شعوب الشمال وعرفت هذه العمليات عند الرومان باسم exploratores ..
جدار هادريان وانطونين على الخريطة
كثيرا ما اعتبر الرومان ان بريطانيا هي المستنقع الذي استنزف قدرات الامبراطورية العسكرية ومثلت كابوسا لكل العسكريين هناك ,,وعلى الرغم من ثروات الحديد والقصدير الذي كانت تعج بهم الجزيرة واهمتيهم بالنسبة للاقتصاد الروماني , الى ان الحفاظ على السلام والامن في حدودها الشمالية كان قضية خاسرة بالنسبة لروما , حيث انه للحفاظ على الامن والهدوء في كل مقاطعات افريقيا من ليبيا الى الاطلسي احتاج الرومان فيلقا واحدا هو الفيلق الثالث Legio III Augusta الذي تمركز في قاعد لامبيز بالجزائر , في حين احتاجت الجزيرة البريطانية على صغرها الى 3 فيالق كاملة {{ دمر احدها في احد الحملات IX Hispana }} وما يعادلها من القوات المساعدة للحفاظ على هدوء حدودها الشمالية ,وسبب ذالك يعود الى همجية سكان شمال بريطانيا -اسكتلندة والذي اعتبروا حتى بالنسبة لمعايير سكان الجنوب الذين خضعوا للحكم الروماني شعوبا همجية ووحشية , استحالة معهم اي تسوية سياسة , او اخضاعهم لاي اغراء حضاري واقتصادي على غرار ما كان يتبعه الرومان مع باقي شعوب الامبراطورية الاقل تمدنا وتحضرا , حيث لم تفطر معظم هذه الشعوب الشمالية السلتية الى على القتل والسلخ و ممارسات الطقوس الدينية القائمة على التضحيات البشرية وكانت في صراع دائم ومستمر مع الرومان ..
خريطة بريطانيا الرومانية وتقسيماتها الادارية عام 410 قبيل الانسحاب الروماني منها