القنابل الموجهة ...

القنبلة الحامة الروسية FAB 3000​


الجيش الروسي ينتج القنابل الحائمة فاب 3000


بعد نجاحات سريعة حققتها روسيا الأيام الماضية على الجبهة شرق أوكرانيا، وتحديدًا في منطقة دونيتسيك داخل إقليم دونباس، وكذلك التقدم داخل كورسك التي كانت احتلت فيها عدَّة قرى منذ السادس من أغسطس الماضي، أكد خبراء أن أحد الأسباب الرئيسية في ذلك التقدم، تطوير روسيا قنبلةل مدمرة، تدعى “القنبلة الحائمة”، ويطلق عليها (FAB-3000)، ومن الممكن التعرف على هذه القنبلة وما طوره الجيش الروسي فيها بحسب صحيفة “روسيسكايا غازيتا” كالآتي:
-تزن القنبلة الحائمة (FAB-3000) 3 أطنان.
-تم إنتاجها لتدمير المناطق المنيعة والمواقع المحصنة، وتم تطويرها خلال الحقبة السوفييتية، مصممة في البداية لاستهداف الهياكل الضخمة مثل المنشآت الصناعية والسدود الكهرومائية.
-القنبلة مثبتة على طائرة مقاتلة من طراز Su-34، ومجهزة بوحدة تخطيط وتصحيح عالمية (UMPK).

-تتمتع بدقة تصل إلى 10 أمتار، وتتبع مسارا باليستيا، ويتأثر مداها ودقتها بسرعة الإطلاق والارتفاع.

-القنبلة شديدة التدمير، ووفق مقطع فيديو لها، في إحدى ضواحي مدينة “تشاسوف يار” الأوكرانية، فهي تدمر مساحة كبيرة من الأهداف.
-تدور القنبلة 180 درجة بعد سقوطها لتصحيح نفسها للانزلاق، وعند اصطدامها بالهدف، فإنها تلحق أضراراً بالغة بالتحصينات والبنية التحتية.
-تم رفع دقة القنبلة بفضل إتقان خوارزميات منظومة التوجيه المستمر وإجراء تعديلات في أجهزة الحماية من التشويش الموجودة في الهوائي ثماني المحاور التابع لوحدة التصحيح الفضائي من طراز “كوميتا-أم”.

-يُتوقع أن تزود روسيا القنبلة بمستشعر ليزر بصري ورأس توجيه تلفزيوني.
 
علم الفيزياء يشرح القوة التدميرية الهائلة للقنابل الخارقة للتحصينات

عادة ما تعرف القنابل الخارقة للتحصينات بأنها تلك القنابل المصممة لاختراق الهياكل المحصنة والمخابئ تحت الأرض، مثل قنبلة "جي بي يو- 28" التي يمكنها اختراق ما يصل إلى أكثر قليلا من 30 مترا من الأرض أو 6 أمتار من الخرسانة.

طاقة حركية كبيرة
تعمل هذه النوعية من القنابل اعتمادا على مبادئ الفيزياء البسيطة، فمن أجل أن يتمكن الجسم من تحقيق اختراق شديد يجب أن يبدأ بالحصول على طاقة حركية كبيرة.

والطاقة الحركية ليست إلا محصلة سرعة الجسم وكتلته، فهناك فارق -لا شك- في التأثير بين ذبابة تمضي باتجاه أحد الجدران بسرعة 60 كيلومترا في الساعة، وشاحنة تمضي بالسرعة نفسها ناحية الجدار نفسه، فلا ريب أن الشاحنة ستكون ذات تأثير أكبر في حال الاصطدام.

ولذلك فإنه لتحقيق أقصى قدر من الاختراق، تم تصميم القنابل الخارقة للتحصينات لتكون ثقيلة نسبيا وتتحرك بسرعات عالية، ولذلك فإن أوزان بعض الأنواع من هذه القنابل تتخطى الطن للقنبلة الواحدة، وتؤدي الكتلة والسرعة العاليتان إلى كمية هائلة من الطاقة الحركية، مما يساعد القنبلة على اختراق الأرض أو الهياكل الخرسانية بعمق قبل أن تنفجر.

إلى جانب ذلك، تستخدم بعض القنابل الخارقة للتحصينات، خاصة تلك المصممة للاختراق العميق، معززات صاروخية يتم تنشيطها أثناء مرحلة الهبوط النهائية إلى الهدف، لزيادة سرعتها إلى اقصى حد، وبالتبعية تحصل على أقصى قدر ممكن من الطاقة الحركية.


القنبلة الأمريكيى بي إل يو 122 أثناء اختبارات الاختراق (ويكميديا)
القنبلة الأمريكية "بي إل يو- 122" أثناء اختبارات الاختراق (ويكيميديا)
آلية الاختراق
وإلى جانب ذلك، يتم تصميم القنابل بغلاف خارجي طويل نسبيا ونحيف ومقوى، وغالبا ما يكون مصنوعا من مواد مثل الفولاذ عالي القوة أو التنغستن أو في بعض الحالات يورانيوم منضب (وهو ناتج ثانوي لتخصب اليورانيوم)، تمتلك هذه المواد من الكثافة والشدة ما يركز الطاقة الحركية في مساحة سطح صغيرة، وهو ما يرفع قدرتها على اختراق الخرسانة والأرض.

تفيد قوانين الفيزياء بأن تأثير الضغط يزيد جدا بانخفاض مساحة السطح، ولذا تجد مثلا أن المسمار الرفيع والمدبب يحتاج لقوة أقل لاختراق الخشب مقارنة بجسم غير مدبب أو رفيع له نفس الوزن، لأن المساحة الأصغر تزيد من الضغط.

كلما تم تركيز القوة في مساحة أقل، يزيد الضغط على نقطة التأثير، مما يسمح للقنبلة باختراق طبقات متعددة من الخرسانة المسلحة أو حتى الصخور، لهذا السبب تصنع صواريخ الفضاء بشكل مدبب، حتى تقلل من تأثير ضغط الهواء عليها أثناء الصعود للأعلى.

الديناميكا الهوائية
ولضمان الحفاظ على مسار دقيق وسرعة عالية وزاوية تأثير مثالية عند ضرب هدف، فقد تم تصميم القنابل الخارقة للتحصينات لتكون مستقرة من ناحية الديناميكا الهوائية.


فعادة ما يكون لقنابل اختراق المخابئ أنف مدبب، مع شكل انسيابي، ونسبة طول إلى قطر عالية لتقليل الاضطرابات في أثناء التوجه إلى الهدف، مما يسمح للقنبلة بالوصول إلى هدفها بأقل انحراف عن مسار رحلتها المقصود.

كما أن القنابل الخارقة للتحصينات تكون عادة مجهزة بزعانف ذيل كبيرة نسبيا في الطرف الخلفي، تعمل هذه الزعانف بشكل مشابه للريش الموجود على السهم، حيث تحافظ على توجيه القنبلة بشكل صحيح وتمنع الدوران غير المرغوب فيه.

تولد الزعانف قوى ديناميكية هوائية تعاكس أي قوى جانبية تعمل على القنبلة، مما يساعد في الحفاظ على مسار طيران مستقيم ومستقر. وهذا يحافظ على محاذاة القنبلة مع مسار هدفها المقصود.

تصحيح المسار
وفي بعض الحالات، يتم استخدام زعانف تحكم إضافية على جسم الصاروخ لتزويد استقراره كما أنها تكون متحركة لضمان توجيه الصاروخ للهدف بدقة، وغالبا ما تتضمن القنابل الخارقة للتحصينات الحديثة أنظمة توجيه بالقصور الذاتي ونظام ملاحة عالمي لتحديد المواقع (جي بي إس) وتوجيه بالليزر، لا تصحح هذه الأنظمة أي انحرافات في المسار فحسب، بل تساعد في الحفاظ على الاتجاه الصحيح، يعد هذا التوجيه أمرا بالغ الأهمية، ليس فقط لأغراض الدقة، بل كذلك للحفاظ على استقرار القنبلة في الهواء وضبط زاوية السقوط لتكون قريبة من العمودية لتحقيق أقصى تأثير.

وعلى سبيل المثال، يختلف تأثير إلقاء سكين مدبب على قطعة خشب (كما يحدث في حالات عروض السيرك مثلا) باختلاف زاوية سقوط السكين على قطعة الخشب.

وإلى جانب ذلك، صمم مركز الثقل وتوزيع الوزن في القنبلة الخارقة للتحصينات بعناية لضمان الاستقرار في أثناء السقوط، حيث يميل مركز الثقل إلى أن يكون نحو مقدمة القنبلة، بينما يتم وضع الزعانف الثابتة في الخلف.

يضمن هذا التكوين عدم اهتزاز القنبلة أو انزلاقها في أثناء الهبوط، ويضمن كذلك الحفاظ على اتجاه الرأس لأسفل، وهو أمر بالغ الأهمية لاختراق دقيق وعميق عند الاصطدام.

عمل متأخر
وتتمثل إحدى السمات الرئيسية لقنابل اختراق التحصينات في الفتيل الذي يعمل متأخرا، فبدلا من الانفجار عند التلامس مثل القنابل التقليدية، يتم برمجة القنبلة للانفجار فقط بعد أن تخترق القنبلة الهدف بعمق، وهذا يضمن إطلاق الطاقة المتفجرة داخل الهيكل، مما يزيد من الضرر.

يمنع التفجير المتأخر القنبلة من الانفجار قبل الأوان على السطح، مما قد يؤدي إلى تبديد الطاقة إلى الخارج بدلا من تركيزها على الجزء الداخلي من المخبأ.

وبمجرد اختراق القنبلة الهدف، فإنها تستخدم رأسا حربيا شديد الانفجار، مصنوعا عادة من مركبات قوية مثل "إتش إم إكس" أو "آر دي إكس"، يولد الانفجار موجة صدمة شديدة، مما يخلق ضغطا زائدا قويا وحرارة داخل المساحة الضيقة المستهدفة.

وبمجرد دخولها إلى المخبأ، يخلق الانفجار تأثير تفتت، حيث يتحطم الغلاف إلى شظايا معدنية عالية السرعة تلحق مزيدا من الضرر بالهياكل الداخلية والأفراد. ويضمن انتقال الطاقة من الانفجار إلى هذه الشظايا أنه حتى لو لم يدمر الانفجار الأساسي المخبأ بالكامل، فإن الشظايا عالية السرعة الناتجة وموجة الضغط الزائد ستسبب أضرارا كارثية.
 

أهم الأسلحة التكتيكية جو-أرض الغربية ..​


حفّزت بيئة الحروب الساحلية المثيرة للتحدّي، حيث تُواجه القوات المسلّحة تهديدات تقليدية ولامتماثلة مصدرها البحر والجو والبر مع قدرات محسّنة من ناحية المدى والقدرة على الفتك، إطلاق نشاطات صناعية لتطوير اشتقاقات جديدة أو محسّنة بما تقتضيه الظروف من أنظمة الأسلحة الجوية لتجهيز مجموعة واسعة من المنصات بما في ذلك الطائرات النفاثة السريعة، وطائرات الأجنحة الثابتة والأخرى الدوّارة، إلى جانب مسيّرات جوية. أما المتطلبات الأساسية فهي المرونة والتشبيك إضافة إلى قدرة محسّنة على الفتك، وفوق كل شيء، قدرة «في ما بعد المدى البصري» beyond-line-of-sight أو BLOS من أجل التصدي لمجموعة واسعة من الأهداف المحتملة وتعزيز القدرة على البقاء في سيناريوهات عملانية عالية ومنخفضة الحدّة. وقد أضاء لوكا بيروتزي، محرر هذه المقالة، على آخر المستجدّات في تطوير هذه الأسلحة المُنقضّة من عَلٍ.
صواريخ جو-أرض مشتركة JAGM
في نيسان/ أبريل العام 2023، مَنَح الجيش الأميركي شركة «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin عقد إنتاج لسنوات عديدة من أجل تطوير صواريخ جو-أرض مشتركة AGM-179 (JAGM) وصواريخ AGM-114 Hellfire (بأنواعها الثلاثة: HELiborne المحمول على طوافة، والموجّه ليزرياً بخاصية «إرمِ وانسَ» fire-and-forget)) حيث بلغ إجمالي قيمة البرنامج في العام الأول، لتصنيع عدد غير مصرّح عنه من الذخائر، نحو 439 مليون دولار أميركي. وسيتيح هذا العقد تطوير برامج مشتريات لصواريخ JAGM و Hellfire وتقديم الدعم للمنتج لصالح الجيش الأميركي وعملاء دوليين. ووفّر هذا العقد، الممنوح لسنوات عديدة، ثلاث فرص لعقود مستتبعة بدءاً من أواخر العام الماضي، ما يتيح زيادة في القيمة الإجمالية للعقد بنحو 4.5 مليارات دولار أميركي على مدى السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة. وأعقب ذلك قرار الجيش الأميركي في آب/ أغسطس العام 2022 بدخول مرحلة الإنتاج بالطاقة الكاملة والاستكمال الناجح للاختبارات العملانية على متن طوافة الجيش الأميركي «أباتشي» AH-64E وطوافات فيلق مشاة البحرية الأميركية AH-1Z Viper. وستستبدل صواريخ جو-أرض المشتركة JAGM الاشتقاق التقليدي من صاروخ Hellfire AGM-114 R من صنع شركة Lockheed Martin ذي التوجيه الليزري، وصاروخ Longbow Hellfire AGM-114L ذي الرأس الباحث الموجّه رادارياً بالموجة المليمترية الموجود في الخدمة لدى القوات المسلّحة الأميركية وأكثر من 30 عميل «مبيعات عسكرية خارجية» (FMS)، إلى جانب إدماجه في أكثر من 15 منصة. ويوفر برنامج JAGM صاروخ جو-أرض واحداً ذا قدرة محسّنة على الفتك، والمرونة العملانية، والبصمة اللوجستية المخفّضة. ويدمج تصميم JAGM معاً تكنولوجيتَي التوجيه والمستشعرات لدى صاروخَي Hellfire Romeo و Longbow Hellfire على التوالي - «التوجيه الليزري شبه النشط المحسّن» (SAL) و«التوجيه الراداري بالموجة المليمترية» (MMW) - في رأس باحث ونظام توجيه واحد بينما يفيد من الرأس الحربي لصاروخ Hellfire Romeo، ومحرّكه، وأنظمته للتحكّم بالتحليق.
قرر الجيش الأميركي في آب/ أغسطس العام 2022 بدخول مرحلة الإنتاج بالطاقة الكاملة لصاروخ AGM-179 (JAGM) والاستكمال الناجح للاختبارات العملانية على متن طوافة الجيش الأميركي AH-64E

قرر الجيش الأميركي في آب/ أغسطس العام 2022 بدخول مرحلة الإنتاج بالطاقة الكاملة لصاروخ AGM-179 (JAGM) والاستكمال الناجح للاختبارات العملانية على متن طوافة الجيش الأميركي AH-64E
وتُوفر مستشعرات صواريخ جو-أرض المشتركة JAGM ثنائية أنماط التوجيه ضربات دقيقة وقدرة «إرمِ وانسَ» ضدّ أهداف ثابتة وأخرى أرضية متحركة وبحرية وحتى محمولة جواً. أما الرأس الحربي المتعدد الأغراض فيوفر ضربات فتّاكة ضد مجموعة متنوعة من الأهداف، بدءاً من العربات المدرعة، والعربات ذات السقف القماشي، وزوارق الدورية البحرية وصولاً إلى المنشآت الآهلة والتحصينات الميدانية. وتماشياً مع متطلبات العملاء لتوسيع نطاق مجموعة الأسلحة من أجل تعزيز قدرة الفتك الميداني وقدرة المنصة على البقاء، أجرت شركة Lockheed Martin بنجاح في تشرين الثاني/ نوفمبر العام 2022 اختبار تحليق لمسافة 16 كيلومتراً لاختبار صاروخ المدى المتوسط JAGM-Medium Range (MR) بمداه المحسّن ورأسه الباحث الثلاثي الأنماط المشتمل على مستشعر جديد عامل بـ «الأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء» near infrared (NIR)، الذي من شأنه أن يُحسّن قدرة التعقّب، ودقة الإصابة، وقدرة الفتك في ظل مجموعة من الظروف، وضدّ مجموعة من الأهداف. وجُهّز الصاروخ بـ «نظام التحكم بالتشغيل الكهروميكانيكي» (EMCAS)؛ ويتيح اعتماده حيّزاً إضافياً لنظام الدفع، ما يُمكّن من مضاعفة مدى صاروخ JAGM من 8 إلى 16 كيلومتراً من دون التأثير على طول وقطر الصاروخ الجديد. وإضافة إلى طوافة AH-64E ومنصات AH-1Z Viper الأولية، من المقرر إدماج صاروخ JAGM في عائلة واسعة من طائرات الأجنحة الدوارة والأخرى الثابتة الآهلة، الأميركية منها والعالمية، فضلاً عن إدماجه في منصات غير آهلة.
اختبارات QUICKSINK
أجرى «مختبر الأبحاث التابع لسلاح الجو الأميركي» Air Force Research Laboratory (AFRL) و«فريق الاختبارات المتكاملة» Integrated Test Team في قاعدة «إغلين» Eglin الجوية المخصصة للتجارب ]غرب ولاية فلوريدا[ اختباراً لقدرة جديدة مُطلقة من الجو منخفضة الكلفة لإحباط تهديدات بحرية. فقد أطلقت مقاتلة F-15E Strike Eagle «ذخيرة هجوم مباشر مشتركة» GBU-31 (JDAM) زنة 908 كيلوغرامات معدّلة بنجاح لتدمير سفينة سطح بالحجم التقليدي الكامل في إطار تلك التجربة، وهو الاختبار الثاني ضمن إطار برنامج «كويكسينك للاختبار التكنولوجي للقدرة المشتركة» Quicksink Joint Capability Technology Demonstration بتمويلٍ من مكتب مساعد وزير الدفاع للأبحاث والهندسة وبالشراكة مع البحرية الأميركية. والعنصر الأساسي في ذلك الاختبار كان تطوير مختبر AFRL للرأس الباحث ذي «هندسة الأنظمة المفتوحة للسلاح» (WOSA) لاستهدافٍ دقيق لسفن السطح البحرية وبكلفة منخفضة. وقد يُقلَّص برنامج هندسة WOSA من كلفة معظم القطع المُكلِفة جداً في نظام السلاح ويُوفّر التراكبية والقدرة على «القَبْس والتشغيل» plug-and-play لمكونات الرأس الباحث من مختلف المُصنِّعين بغية خفض الأكلاف على نحو أكثر أو تحسين الأداء. وإضافة إلى طقم التوجيه بـ «نظام تحديد الموقع العالمي/ الملاحة بالقصور الذاتي» (GPS/INS) لذخيرة الهجوم المباشر المشتركة GBU-31، أضاف مختبر الأبحاث AFRL الرأس الباحث الجديد المنخفض الكلفة المكتمل التطوير؛ وعلى الرغم من عدم توافر أية تفاصيل من المختبر المذكور، فإن هذا الرأس الباحث يستند وفقاً لمصادر مختلفة إلى نظام ثنائي أنماط التوجيه يجمع معاً راداراً و«رأساً باحثاً عاملاً بالتصوير الحراري (الأشعة تحت الحمراء)» (IIR). وبفضل طقم JDAM، يبلغ المدى التباعدي لهذه الذخيرة نحو 27.7 كيلومتراً، وهي مسافة غير كافية لإبقاء منصة الإطلاق آمنة من أنظمة الدفاع الجوي الأبعد مدى المستخدمة على متن السفن الأكبر حجماً. ومع ذلك، ربما يُفضي تطوير محتمل إلى إضافة «طقم انزلاقي» [إيرودينامي] يُمدِّد على نحو أكثر من نطاق مدى الصاروخ لِما قد يصبح اشتقاق «المدى المُمدَّد» (ER) الذي يصل إلى 72 كيلومتراً.
مقاتلة F-15E Strike Eagle مجهزة بِـ «ذخيرة هجوم مباشر مشتركة» GBU-31 (JDAM)

مقاتلة F-15E Strike Eagle مجهزة بِـ «ذخيرة هجوم مباشر مشتركة» GBU-31 (JDAM)
عائلة SPIKE
ويجدر التنبيه إلى أن شركة «رافائيل أدفانسد ديفنس سيستمز» Rafael Advanced Defense Systems طورت عائلة من صواريخ «سبايك» Spike الموجَّهة بصرياً إلكترونياً (EO) المتعدّدة الأغراض التي تتيح دقة متناهية تصل إلى 50 كيلومتراً في الجو، أو البر، أو في البحر، مع «الجيل السادس» من سلاح Spike «ما بعد خط البصر» NLOS (Non-Line-Of-Sight). وقد استحوذت على اشتقاقات عائلة Spike 39 دولة، بينها 19 دولة أعضاء من حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وقد أُدمِجت تلك الاشتقاقات في 45 عربة، وطوافة، ومنصة بحرية متنوعة. وإضافة إلى صاروخ Spike ER ذي المدى المُمدّد، طوّرت الشركة المذكورة، من أجل قدرة بقاء محسّنة في سيناريوهات مثيرة للتحدي على غرار الحرب الساحلية، الجيل الأحدث من صاروخها العامل «خارج خط البصر» Spike NLOS، وتعمل على الترويج له حالياً. وفي تقصّ لخطورة هذا السلاح، يتيح Spike NLOS تعريفاً مرئياً وافياً للهدف وتوجيه ضربة دقيقة على أمداء ممدّدة و«في ما يتعدى خط البصر» ضد منصات بحرية (على غرار سفن الإنزال، والسفن الحربية الأصغر حجماً، و«الزوارق المطاطية الصلبة ذوات البدن المقوَّى» RHIB لقوات الكوموندوس، إلخ)، وكذلك أهداف أرضية نقّالة وأخرى ثابتة.
استكملت البحرية الملكية البريطانية بنجاح تجارب الرمي الحي والتأهيل بمختلف أنماط التحميل لـ «صاروخ مارتليت الخفيف الوزن المتعدّد الأدوار» Martlet  انطلاقاً من منصة Leonardo AW159 Wildcat

استكملت البحرية الملكية البريطانية بنجاح تجارب الرمي الحي والتأهيل بمختلف أنماط التحميل لـ «صاروخ مارتليت الخفيف الوزن المتعدّد الأدوار» Martlet انطلاقاً من منصة Leonardo AW159 Wildcat
وتزعم الشركة أن نظام السلاح المتراص هذا، المُجهّز برأس باحث بصري إلكتروني (EO) خامل ثنائي الأنماط، وكاميرا تصوير بالأشعة تحت الحمراء (IIR)، ومُتعقّب متقدّم معالج للصور، ومستشعر «جهاز الشُّحنَة المقرونة» Charge Coupled Device (CCD)، التي تُعزّز قدراته ليلَ نهار، هو فعّال في السيناريوهات البحرية الهجومية والدفاعية على حدٍّ سواء على أمداء تصل إلى 50 كيلومتراً. ويشتمل هذا النظام على بوصلة بيانات ثنائية الاتجاه، تتيح تحكماً كاملاً بالصاروخ بدءاً من الإطلاق ووصولاً إلى إصابة الهدف، بينما لا تتأثر دقته بطول المدى. وخلافاً للذخائر الموجّهة ليزرياً أو رادارياً نشطاً، فإنّ قدرة التوجيه البصري الإلكتروني لصاروخ Spike NLOS ED هي خاملة بالكامل وقادرة على العمل في بيئة مانعة لنظام تحديد الموقع العالمي GPS. وصُمّم النظام لتمكين مشغّلٍ واحد من إطلاق وإدارة صليات محمولة جواً تصل إلى أربعة صواريخ في آن، ويمكن تبادل التحكم بهذه الصواريخ في ما بين المنصات بغية استكمال المهمة. وبالوسع نقل الصور الجوية للهدف إلى نظام Spike NLOS ومقارنتها مع الصور الفيديوية للصاروخ خلال تحليقه، ما يتيح أعلى مستويات الدقة. وقد أُدمج نظام Spike NLOS على متن مختلف منصّات الأجنحة الدوارة بما في ذلك Boeing AH-64 Apache، و Sikorsky UH-60 Black Hawk وكذلك Mil Mi-17، فضلاً عن إدماجه في طوافات بحريّة على غرار Leonardo AW-159 Wildcat، وهذه الطوافة هي قيد الخدمة حالياً لدى البحريتَين الكورية الجنوبية والفليبينية.
صاروخ MARTLET
استكملت البحرية الملكية البريطانية بنجاح تجارب الرمي الحي والتأهيل بمختلف أنماط التحميل لـ «صاروخ مارتليت الخفيف الوزن المتعدّد الأدوار» Martlet (LMM) انطلاقاً من منصة Leonardo AW159 Wildcat. وشهدت هذه الطوافة ونظام سلاحها الجديد النشر العملاني المشترك الأول على متن حاملة الطائرات البريطانية HMS Queen Elizabeth، عندما أجرت «المجموعة الضاربة في البحرية الملكية» (Royal Navy Strike Group) المتمركزة على متن الحاملة عملية الانتشار الأولى لها في منطقة آسيا-المحيط الهادئ في العام 2021. ويُوفر صاروخ LMM الذي طوّرته «ثاليس» Thales، وأدمجته Leonardo على متن طوافة Wildcat البحرية في إطار برنامج «السلاح المستقبلي الموجّه المضاد للسطح» (FASGW)، تغيراً جذرياً في القدرات لصالح البحرية الملكية، التي تُواجه تحدياً كبيراً في الاشتباك مع تهديدات سطح لامتماثلة أصغر حجماً، وأسرع حركة في بيئة ذات خلفية تشويش حاد. ويتيح صاروخ Martlet أيضاً للمشغّلين الاشتباك مع أهداف جوية على غرار «المسيّرات الجوية» UAV وطوافات بحرية أخرى من على متن طوافة Wildcat. ويستخدم صاروخ LMM المنخفض الكلفة الخفيف الوزن زنة 13 كيلوغراماً توجيهاً يتّبع شعاعاً ليزرياً لتوفير قدرة ضد مجموعة من أهداف الجو والبر والبحر على أمداء تراوح بين 400 متر و 6 كيلومترات. وقد جرى إدماج «وحدة توليد ليزري نشط» (ALGU) داخل بُريج بصري إلكتروني/ أشعة تحت الحمراء L-3Harris Wescam MX-15Di المركّب في أنف طوافة Wildcat: تبثّ وحدة ALGU شُعاعاً ليزرياً مشفّراً يُحلّق على مسراه صاروخ LMM. وتتألّف حزمة القدرة الفتاكة لصاروخ LMM، المستند إلى مزايا صاروخ Starstreak العالي السرعة، من رأس حربي ذي ذخيرة غير حساسة (IM) متعددة التأثيرات (تشظٍّ انفجاري/ حشوة متشكّلة انفجارياً) زنة 3 كيلوغرامات، تُزوّده شركة «ساب» Saab، وهو يجمع معاً التأثير الارتطامي ذا الموقع المحدّد وقدرة اختراق الدروع. وصُمّم الصاعق الليزري التقاربي لضمان أن يشتبك الصاروخ بنجاح مع أهدافٍ صغيرة وشبه صلبة، على غرار الزوارق الاعتراضية للهجوم السريع و«الزوارق المطاطية الصلبة ذوات البدن المقوَّى». وتُنقل صواريخ Martlet الصغيرة المُحكمة الإغلاق ضمن حاويات إطلاق خُماسية الفوهات تحت الجناحين القصيرين لطوافة Wildcat اللذين صمّمتهما Leonardo خصيصاً لنقل أنظمة الأسلحة من بينها صاروخ ANL/Sea Venom الخفيف الوزن المضاد للسفن. وبوسع كل جناح قصير أن يحمل إما عشرة صواريخ Martlet أو صاروخي Sea Venom، ويُولّد قوة رفع إضافية للطوافة في التحليق الأمامي المباشر، بما يُخفّف الضغوط على الدوّار الرئيسي واستهلاك الوقود.
تم تجهيز طوافات Tiger Mk III صنع Airbus Helicopters بصاروخ Akeron LP صنع MBDA. الصورة: MBDA

تم تجهيز طوافات Tiger Mk III صنع Airbus Helicopters بصاروخ Akeron LP صنع MBDA. الصورة: MBDA
صاروخ AKERON LP
في مطلع شهر أيار/ مايو من العام 2023، أعلنت «منظّمة التعاون المشترك في التسلُّح» (OCCAR) الدولية اختبارها بنجاح لتحليق صاروخ MAST-F من على متن الطوافة الهجومية Tiger III. وبعدما فازت شركة «مبدا» MBDA بعقد من وزارة الدفاع الفرنسية في العام 2020 لتطوير «صاروخ جو-سطح تكتيكي مستقبلي» (MAST-F بحسب الاختصار الفرنسي) ليكون سلاح الجو-أرض الرئيسي لدى الجيش الفرنسي لكي تُجهّز به طوافات Tiger III من «ايرباص هليكوبترز» Airbus Helicopters. كَسَبت الشركة العميل الأول لمفهوم «الصاروخ العالي التحليق/ البعيد المدى الجديد» MHT/MILP (Missile Haut de Trame/Missile Longue Portée). وهو يُكمّل عائلة صواريخ الجو-سطح المتعددة الأغراض من الجيل الجديد، التي أُطلق عليها تسمية Akeron وتتضمن بالفعل اشتقاق المدى المتوسط MP، الذي كان يُعرف سابقاً بـ «الصاروخ المتعدّد الأغراض» MMP. ويستند صاروخ Akeron LP إلى تكنولوجيات الصاروخ المتوسط المدى Akeron MP، الذي تتيح هندسته التراكبية الإدماج السهل لصاروخ MHT/MILP في مجموعة من المنصات القتالية البرية والجوية إضافة إلى طوافات Tiger. ويُعتبر صاروخ Akeron LP، الذي من المقرر تأهيله في العام 2026 والبدء بتسليمه في العام 2028، سلاحاً من الجيل الخامس وموضب في حاوية إطلاقه التكتيكية بطول 1.8 متر، وبوزن 30-40 كيلوغراماً، ما يتيح لحاوية الإطلاق الرباعية الملقّمة بالذخائر إضافة 200 كيلوغرام فحسب إلى منصة الأجنحة الدوارة. وهذا يسمح لطوافة Tiger Ill تمديد فترة مهمتها ويجعل من الممكن تجهيز مجموعة من المنصات المحمولة جواً بهذا السلاح. وسيُحلّق هذا الصاروخ بمحرّكات صاروخية ذات تصميم جديد (تعزيزاً للدفع واستدامة التحليق) من تطوير شركة «روكسل» Roxel، تضمن أمداء تزيد على 8 كيلومترات «حتى عند إطلاقه من على منصة ثابتة على ارتفاع منخفض». وسيُجهّز الصاروخ باشتقاق محسن من الرأس الباحث البصري الإلكتروني التلفازي الملوّن/ الأشعة تحت الحمراء غير المبردة، الثنائي الحيز العالي الاستبانة الذي طورته شركة «ساجيم» Sagem لصواريخ MMP الأصغر حجماً، فضلاً عن رأس باحث ليزري شبه نشط SAL يسمح بتوجيه الصاروخ نحو الهدف من قِبل طرف ثالث.
سيستبدل Brimstone 3 بشكل تدريجي الصاروخ الأقدم Brimstone 2 على متن مقاتلات «تايفون» Typhoon في إطار إدارة روتينية لمخزون أسلحة هذه المقاتلات

سيستبدل Brimstone 3 بشكل تدريجي الصاروخ الأقدم Brimstone 2 على متن مقاتلات «تايفون» Typhoon في إطار إدارة روتينية لمخزون أسلحة هذه المقاتلات
وبفضل وصلة البيانات بالتردد الراديوي (RF) من تصميم Thales، التي تُوفر صوراً محسّنة عالية الاستبانة من الصاروخ إلى المشغّل، بات بإمكان طاقم أي منصة قتال جوي أو بري أن تستخدم هذه الصور لاختيار نقطة ارتطام الصاروخ أو لاختيار هدف جديد خلال التحليق، ما يسمح بقدرة «جندي في الحلقة (مشغّل)» man-in-the-loop وكذلك إمكانية إلغاء المهمة. وسيُجهّز الصاروخ برأس حربي جديد ذي تأثيرات جديدة متدرجة المقاييس ومتعددة الأغراض طورته شركة «ساب بوفورز داينامكس السويسرية» Saab Bofors Dynamics Switzerland، المتميز بأداء محسن لقدرة الاشتباك المضادة للبنى التحتية.
نظام السلاح BRIMSTONE
تعكف شركة «مبدا المملكة المتحدة» MBDA UK ووزارة الدفاع البريطانية على مواصلة تطوير نظام السلاح Brimstone ومخزون من الذخائر الخاصة به. وتجمع مستجدات التطوير معاً عقداً بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني الذي مُنِح في آذار/ مارس العام 2018 بصفة «برنامج استدامة قدرات بريمستون» Brimstone Capability Sustainment Programme (CSP) الذي سُمّي حديثاً بـ Brimstone 3A (B3A) المتعلّق خصيصاً بأجهزة التحكم بالصاروخ، وإلكترونيات ومعالجة المهمة، مع «برنامج رفع قدرات» (CUP) الصاروخ أو كما سُمِّي Brimstone 3B (B3B)، بموجب عقد أُبرم في نيسان/ أبريل العام 2020.
ويتركّز Brimstone 3B (B3B) على حزمة برمجيات جديدة، من أجل تعزيز القدرات العملانية للسلاح وتطويرها على نحو أمثل لتجهيز المقاتلات النفاثة السريعة، والأنظمة الجوية غير الآهلة، ومنصات الأجنحة الدوارة، فضلاً عن تطبيقات برية وبحرية. وسيستبدل Brimstone 3 بشكل تدريجي الصاروخ الأقدم Brimstone 2 على متن مقاتلات «تايفون» Typhoon في إطار إدارة روتينية لمخزون أسلحة هذه المقاتلات، بينما أُبرمَ عقد في تشرين الأول/ أكتوبر العام 2018 لإدماج أحدث اشتقاق من Brimstone على متن المنصة غير الآهلة MQ-9B Protector RG Mk1 لدى سلاح الجو الملكي البريطاني.
ويحتفظ الاشتقاق الأحدث من الصاروخ زنة 50 كيلوغراماً على العديد من المكونات الأساسية التي يشتمل عليها صاروخ Brimstone 2، بما في ذلك البدن التراكمي قطر 180 ملم، والمحرك الصاروخي من شركة Roxel، الملائم للذخيرة غير الحساسة Vulcan، والرأس الباحث الراداري/ الليزري شبه النشط SAL الموجّه بالموجة المليمترية MMW بقوة 94 جيغاهيرتز الثنائي النمط المحسّن من تطوير MBDA، والرأس الحربي الترادفي ذي الحشوة المتشكّلة انفجارياً المتعددة التأثيرات المتماثلة مع الذخيرة غير الحساسة IM والمجهز بصاعق قابل للضبط من شركة «تي دي دبليو» TDW المتفرعة عن MBDA. ويستأثر هذا الصاروخ بـ «وحدة قياس القصور الذاتي» (IMU) الجديدة التي تفيد من التشاركية والتراكبية مع صواريخ أخرى من MBDA، فضلاً عن طيّار آلي محسن جديد لدقة معززة من ناحية المدى، وذاكرة محسّنة ومعالجة البيانات لإعداد الصاروخ لمهام إضافية، وبطارية محسنة.
أُبرمَ عقد في تشرين الأول/ أكتوبر العام 2018 لإدماج أحدث اشتقاق من Brimstone على متن المنصة غير الآهلة MQ-9B Protector RG Mk1 لدى سلاح الجو الملكي البريطاني

أُبرمَ عقد في تشرين الأول/ أكتوبر العام 2018 لإدماج أحدث اشتقاق من Brimstone على متن المنصة غير الآهلة MQ-9B Protector RG Mk1 لدى سلاح الجو الملكي البريطاني
وتتيح هذه البطارية إطالة فترة الاشتباك بنسبة %30، وزيادة المدى الأقصى بأكثر من %20، من دون الإفصاح عن المدى الفعلي للنظام. ويسمح برنامج B3B، المستند إلى المدى الإضافي، وأنماط الاشتباك المحسّنة والنطاق المضاعف للأداء، بتلبية تطوير القدرات الإضافية لملاقاة احتياجات عمليات منصات الأجنحة الدوارة والمسيرات. ويتضمن ذلك نمط تعيين جديد يعمل بالتردد الراديوي RF عندما يتعذر توافر «التوجيه الليزري شبه النشط المحسّن» SAL أو يكون غير عملي (مثلاً في الأحوال الجوية السيئة)، والخاصية الجديدة لاختيار الارتفاع من قمرة القيادة، ومسارات الانقضاض في المرحلة النهائية من تحليق الصاروخ، إضافة إلى معايير لضبط الصاعق.
 

"القنابل المحلقة".. سلاح روسيا الجديد لقصف المدن الأوكرانية​

منذ بداية ربيع سنة 2024، أطلق جيش الجو الروسي نوعا جديدا من الأسلحة على المدن الأوكرانية، هو "قنابل محلقة". إذ يتم الإلقاء بها على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة ما ثم يتم توجيهها عن بعد لتسقط في الهدف المحدد لها. وتعد هذه القنابل أقل كلفة من الصواريخ ويتم تصنيعها باستخدام قنابل قديمة تعود للترسانة السوفياتية.

يوجد عدد كبير من القنابل التي تعود لحقبة الاتحاد السوفياتي التي يمكن تحويلها إلى قنابل محلقة. بينها قنبلة فاب-500 FAB-500 وهي قنبلة سوفياتية قديمة تم تحديثها من خلال إضافة جهاز تحكم عن بعد GPS يمكنها من التحليق لعشرات الكيلومترات.
يوجد عدد كبير من القنابل التي تعود لحقبة الاتحاد السوفياتي التي يمكن تحويلها إلى قنابل محلقة. بينها قنبلة فاب-500 "FAB-500" وهي قنبلة سوفياتية قديمة تم تحديثها من خلال إضافة جهاز تحكم عن بعد GPS يمكنها من التحليق لعشرات الكيلومترات.


في 25 أيار/مايو الماضي، تعرضت مدينة خاركيف إلى ضربة جوية بسلاح روسي يستخدم لأول مرة. إذ ضربت قنبلة محلقة مركزا تجاريا في المدينة. ويتعلق الأمر بسلاح مطور دخل إلى الخدمة في شهر آذار/مارس الماضي وهي قنبلة "يو بي بي دي-330 إس إن UMPB D-30 SN". وتم الإلقاء بهذه القنبلة انطلاقا من منطقة بيلغورود الروسية وتمكنت هذه القنبلة من التحليق على مسافة عشرات الكيلومترات لتسقط في الهدف المحدد لها.
وتسببت الضربة في وفاة 18 مدنيا كانوا يقضون حوائجهم في المركز التجاري. "حدث القصف في نهاية الأسبوع لإسقاط أكبر عدد من الضحايا" وفق ما صرح به أحد سكان خاركيف لفريق تحرير مراقبون فرانس24.
في 27 حزيران/يونيو الماضي، تم استخدام سلاح جديد بالكامل ولكن الأمر يتعلق بسلاح شبه بدائي: ويتعلق الأمر بقنبلة فاب-500 من طراز سوفياتي ومجهزة "بنظام مكون من أجنحة وأداة توجيه جغرافي جي بي إس GPS. وتم إلقاء هذه القنبلة أيضا من على متن طائرة وتم توجيهها بالأقمار الاصطناعية.
الصورة التمثيلية الموجودة على اليسار تعتبر نموذجا لقنبلة فاب -500 FAB-500 سوفياتية الصنع والتي تحديثها من خلال إضافة جهاز تحكم عن بعد يو إم بي كي UMPK. وتظهر الصورة الموجودة على اليمين قنبلة من طراز قنبلة يو بي بي دي-330 إس إن UMPB D-30 SN الأكثر تحديثا وهي مجهزة بنظام توجيه آلي.
الصورة التمثيلية الموجودة على اليسار تعتبر نموذجا لقنبلة فاب -500 "FAB-500" سوفياتية الصنع والتي تحديثها من خلال إضافة جهاز تحكم عن بعد يو إم بي كي UMPK. وتظهر الصورة الموجودة على اليمين قنبلة من طراز قنبلة يو بي بي دي-330 إس إن UMPB D-30 SN الأكثر تحديثا وهي مجهزة بنظام توجيه آلي. © turbosquid.com/Sputnik/مراقبون
وحسب المدعي العام الأوكراني في منطقة خاركيف، فإن "الجيش الروسي استخدم قنبلة من طراز فاب 500 مع جهاز تحكم عن بعد للمرة الأولى لمهاجمة خاركيف". وأوضح أن "ثلاث مباني سكنية" و"جامعة تعليم عالٍ" تضررت من القصف. وفي مقطع فيديو نشرته إدارته، من الممكن رؤية إحدى القنابل تسقط على منزل دون أن تنفجر.
وحسب نفس المدعي العام، فإن خمسة أشخاص أصيبوا بجروح في هذا الضربات. وأوضحت الإدارة الأوكرانية "أن طفلا لم يتجاوز العاشرة من العمر كان موجودا في المنزل في لحظة القصف لم يتعرض لأذى لحسن الحظ".

قنابل سوفياتية قديمة تم تطويرها

حسب أوليه سنيوهوبوف حاكم أوبلاست خاركيف، فإن استخدام قنابل محلقة من طراز فاب - 500 مجهزة بنظام تحكم يو إم بي كي على أهداف في مدينة خاركيف يعتبر أمرا جديدا ويقول: "في البداية لم يكن العدو يستخدم هذه الأسلحة مباشرة إلا في خط الجبهة… والآن أصبحت خاركيف مستهدفة بهذه الذخائر".
في هذه الصورة التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، نرى قنبلة من طراز فاب- 500 مجهزة بنظام تحكم عن بعد (تمت تأطير النظام باللون الأحمر من فريق تحرير مراقبون).
في هذه الصورة التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، نرى قنبلة من طراز فاب- 500 مجهزة بنظام تحكم عن بعد (تمت تأطير النظام باللون الأحمر من فريق تحرير مراقبون). قناة Mod_russia_en على تطبيق تلغرام.
إذا ما كانت الصورة الأولى للقنبلة السوفياتية المطورة التي عثرنا عليها في حساب محلل مساند لروسيا قد نشرت في كانون الثاني/يناير 2023، فإن آثار الاستخدام الأول للقنابل المحلقة في جبهة القتال تعود لربيع عام 2023.
ويمكن أن نميز هذا العتاد الحربي من خلال وجود نظام تحكم عن بعد يحسن من استخدام هذه القنابل السوفيتية القديمة.
النظام الذي أحدث تغييرا على القنابل يطلق عليه اسم "يو أم بي كي UMPK": (نظام موحد للطيران والتوجيه) هو يعادل نظام التحكم عن بعد الأمريكي جي دي إي أم JDAM ("joint direct attack munition"). ولنظام "يو إم بي كي" الذي يتم تثبيته على الجزء السفلي من القنبلة وظفيتان: توجيه القذيفة وتمكينها من الطيران.
وتمكن عملية تثبيت هذا الجهاز من تغيير سلاح عادي لإعطائه إمكانيات تقنية عالية بأرخص التكاليف. وحسب الخبراء في منظمة "كونفليكت أرمامنت ريسرتش Conflict Armament Research البريطانية غير الحكومية، فإن نظام "يو إم بي كي" يضم جهاز تحكم عن بعد "جبي بي اسم" باستخدام قمر اصطناعي يطلق عليه اسم "كوميتا - إم Kometa-M".
تمكن الباحثون في الخبراء في منظمة كونفليكت أرمامنت ريسرتش Conflict Armament Research البريطانية غير الحكومية من تفكيك محتويات جهاز التحكم عن بعد في القنبلة المحلقة الروسية. وفق هؤلاء، فإن نظام التحكم الموجود في اللوحة المشار إليها بالرقم 2 في الصورة.
تمكن الباحثون في الخبراء في منظمة "كونفليكت أرمامنت ريسرتش Conflict Armament Research البريطانية غير الحكومية من تفكيك محتويات جهاز التحكم عن بعد في القنبلة المحلقة الروسية. وفق هؤلاء، فإن نظام التحكم الموجود في اللوحة المشار إليها بالرقم 2 في الصورة. © ConflictArmamentResearch
توضح مارينا ميرون الباحثة في معهد "كينغز كوليج King’s College" في لندن طريقة عمل هذه القنابل وتقول:

عملية تغيير طبيعة القنبلة تعتمد على نظام "يو أم بي كي"، وهو نظام تحكم عن بعد يسمح بتغيير طبيعة قنبلة يتم إلقاءها عموديا إلى قنبلة "ذكية" ويتم توجيهها بالأقمار الاصطناعية، ما يزيد من مداها ودقتها. وتم تطوير نظام "يو إم بي كي" في البداية بالأساس للقنابل السوفيتية من طراز فاب-250 وفاب- 500. وفي أواخر سنة 2023، تمت إضافة نظام آخر وهو شبكة لاقطات "كوميتا إم"، التي تسمح بتوجيه القنابل عبر القمر الاصطناعي وتحميها من تشويش ذبذبات "جي بي إس" GPS.
يتم إطلاق القنابل المجهزة بنظام "يو إم بي كي" من مسافة تصل إلى خمسين كيلومترا عن الهدف المحدد، فيما تؤكد بعض المصادر أن مداها يمكن إلى ما بين 60 و80 كيلومترا. وفيما بعد، يتم توجيه القنابل عبر القمر الاصطناعي بالاعتماد على "كوميتا- إم Kometa-M". تسمح أجنحة "يو إم بي كي" للقنبلة بالتحليق نحو الهدف المحدد مما يسمح للطائرة الروسية بالبقاء بعيدا عن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية.
يجب أيضا أن نفهم أنه يوجد عدد كبير من القنابل التي يمكن استخدام نظام التحكم "يو إم بي كي" عليها. ويتعلق الأمر بقنابل انشطارية أو قنابل حرارية [فريق التحرير: قنابل مصنعة لتدمير داخل بناية ما]. بهذا النظام، من الممكن أيضا تثبيت أنواع مختلفة من القنابل التي تحتوي على شحنات من مختلفة من المواد المتفجرة تي إن تي. كل ذلك يعتمد على الهدف الذي تريد قصفه.
بالنسبة إلى القوات الروسية، فإن هذه القنابل تملك ميزة على غاية من الأهمية: وهي أن إمكانية اعتراضها من أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية تبقى ضئيلة جدا. ومنذ تسليم الولايات المتحدة أنظمة الدفاع الجوي من طراز "باتريوت" للقوات الأوكرانية، فإن الأوكرانيين يتمكنون من اعتراض الغالبية العظمى من الصواريخ الروسية. أما القنابل المحلقة فنادرا ما يتمكن الأوكرانيون من اعتراضها. وتوضح منظمة "كات أوكسو CAT UXO" غير الحكومية المختصة في الذخائر والألغام سبب ذلك:

تملك الصواريخ أنظمة دفع تنتج إشارة حرارية. والذخائر المضادة للصواريخ تملك نظام استشعار لتحديد مصدر الحرارة ومن ثم تقوم باستهداف الصاروخ قبل أن يصل إلى الهدف المحدد له. أما القنابل المحلقة فلا تملك نظام دفع وهو ما يعني أنها لا تنتج إشارات حرارية ولا تستخدم في عموم الحالات نظام رادار نشطا. وهو ما يعني أنه لا توجد أي طريقة لاستهدافها بصاروخ.
على الرغم من ذلك، يوجد سبب آخر يمكن أن يخفيه استخدام هذا النوع من القنابل العادية ألا وهو المال. فحسب المختصة مارينا ميرون فإن العامل الاقتصادي يلعب دورا هاما في الاستخدام المكثف لهذا النوع من القنابل من قبل الجيش الروسي، وتقول:

القنابل مع أنظمة التحكم عن بعد أقل كلفة من الصواريخ. لا يوجد أي دافع اقتصادي يجعل منك تقوم بتبذير صواريخ تصل قيمة الواحد منها إلى ما بين 3 إلى 4 ملايين دولار، في حين يمكن لك أن تستخدم قنابل -توفر نفس النجاعة والدقة- ولا تتجاوز قيمتها 30 إلى 40 ألف دولار. وعكس الصواريخ، لا يمكن للأوكرانيين اعتراض هذه القنابل. زد على ذلك أن روسيا تملك أصلا مخزونا هاما من القنابل السوفيتية القديمة، وهو ما يعني أنه من المنطقي تحويل هذه القنابل إلى أسلحة موجهة عن بعد عوض اللجوء لاستخدام صواريخ ذات كلفة عالية.

قنابل محلقة تستهدف مركز تسوق تجاريا

في 25 أيار/مايو 2024 في حدود الساعة الرابعة عصرا، سقطت قنبلة محلقة في وضح النهار على مركز تجاري في خاركيف حيث كان عدد كبير من الناس يقضون حوائجهم. في المجمل، لقي 18 مدنيا مصرعهم بسبب هذا القصف. ووفق المدعي العام في مدينة خاركيف، فإن الضربات الروسية تم تنفيذها "انطلاقا من أراضي منطقة بيلغورود في الداخل الروسي".
إذا ما كان نوع القنبلة المحلقة التي تم استخدامها غامضا، فإن شكوك مكتب المدعي العام تتجه نحو قنبلة من طراز UMPB D-30 SN. وهي قنبلة مكونة بالأساس من قنبلة سوفياتية قديمة من طراز فاب-250 والتي تعتبر أكثر تطورا من قنابل فاب-500 لأن نظام التحكم عن بعد مدمج داخلها.
وحسب المدعي العام في منطقة خاركيف، فإن إحدى القنابل التي تم إطلاقها في اتجاه المركز التجاري لم تنفجر. وسقطت القذيفة على بعد ثمانين مترا من المركز التجاري وهي الآن قيد التحليل من فريق الخبراء البالستيين في أوكرانيا.
ويقول مراقبنا الذي يسكن في مدينة خاركيف ووصول إلى المكان بعد الانفجار:

بعد عملية قصف المركز التجاري، قام مئات من رجال الإطفاء بإطفاء الحريق على مدى ثمانية ساعات. واشتعل الحريق في المبنى بسبب عدد كبير من مواد البناء القابلة للاشتعال من طلاء وغيرها، والتي كانت موضوعة في حاويات زجاجية أو حديدية. وانفجرت هذه المواد بعد وقت قصير بسبب تأثير الارتفاع الكبير في الحرارة. لا يمكن لي أن أتخيل ما الذي حدث للأشخاص الذين كانوا في داخل المركز التجاري في تلك اللحظة. يعتقد سكان خاركيف أن القوات الروسية نفذت هذا القصف في نهاية الأسبوع عندما يكون هناك عدد كبير من الناس في المركز التجاري بنية إسقاط أكبر عدد من الضحايا

كثيرا ما يستخدم الروس القنابل المحلقة. وإذا ما كانت معظم الهجمات الروسية السابقة قد تمت باستخدام صواريخ من طراز إس-300، إلا أنها نصفها على الأقل الآن بات يتم باستخدام قنابل جوية معدلة.
في المقابل، وعلى الرغم من الأمثلة المتكررة، فإن الروس لا يوافقون على هذه الفكرة. وتمكن فريق تحرير مراقبون فرانس24 من التواصل مع مدون روسي يدعى "فايتر بومبر FighterBomber" مختص في العمليات الجوية وهو الطيار سابق في القوات الجوية الروسية. وفي سؤال حول القصف على مدرسة خاصة في مدينة خاركيف يوم 27 حزيران/يونيو الماضي، أكد هذه المدون الروسي أن "روسيا لا تستهدف أبدا أهداف مدينة" وأنه "لا يوجد أي شخص يملك دليلا على استخدام هذه القنابل ضد بنايات مدنية".
وبالنسبة إلى عدد كبير من الخبراء، من بينهم مارينا ميرون، فإن القنابل المحلقة تؤثر أيضا بشكل كبير على سير المعارك خصوصا في معركة أفديفكا في ربيع 2024، إذ تم استخدامها بشكل مكثف ضد القوات الأوكرانية. وحسب نفس الباحثة، فإن هذه النقابل تمثل "عامل إضافة حقيقيا لقوة الجيش الروسي".
 
عودة
أعلى