- إنضم
- 15 يوليو 2015
- المشاركات
- 2,809
- مستوى التفاعل
- 12,040
- النقاط
- 113
باب المغاربة
سبب التسمية :
لم تكن مصادفة أن يخص أهل القدس المغاربة دون سواهم بإطلاق اسمهم على حي ملاصق للحرم الشريف في بيت المقدس ، ولم يكن من باب المجاملة السياسية أن يطلق اسم باب المغاربة على واحد من أهم أبواب الحرم القدسي الشريف .. فـفي يوم الجمعة (27 من رجب لعام 583هـ = 2 من تشرين الأول 1187م), شاء الله أن ينتصر المسلمون في معركة حطين التي فتح الله بها بيت المقدس على المسلمين ..
وبعد أن انتهت الحرب و افتتحتالقدس واستقرت أوضاع المسلمين ; وفي عام 1193م قرر المغاربة (وكانو يمثلون ما يناهز ربع جيش المسلمين في تلك المعركة ) قرّروا العودة لبلادهم .. فكان أن تمسك بهم صلاح الدين الأيوبي و ألح عليهم أن يستوطنوا واختار لهم – برأيه – أفضل مكان في القدس وبنى لهم بنايات بحجم مدينة صغيرة ليستقروا فيها . و صُدِم البقية لرغبته واستفسروه وقد تعجبوا لاهتمامه بالمغاربة وتمسكه بهم وإلحاحه على بقائهم في حين أنه سمح للشاميين و العراقيين و المصريّين بالرجوع لأوطانهم فأجابهم بمقولته المعروفة: ” أسكنت هناك في مكمن الخطر على القدس حيث الأرض اللينة ؛ أسكنت قوما يثبون في البر و يفتكون في البحر .. اسكنت من استأمنتهم على بيت الله .. اسكنت المغاربة.. “
وبجوار حيّهم كان بابهم الذي عرف باسمهم "باب المغاربة" (أنظر هنا)
إذن هذا الباب ما هو إلا رمز
يرمز إلى فئة اختارها صلاح الدين فأبقاهم دون غيرهم في مكان إختاره هو بنفسه ليدافعوا عن القدس..... فكل واحد منا لازال يستشعر ذلك ويستحضره، فهو الأحق بأن يفتخر به.... أما العياش الذليل من يرضى بحلف الصهاينة فهو لا يدخل في هذا التشريف لا من قريب ولا من بعيد، وإن شمله عموم لفظ المغاربة.
طبعا بلاد "مروك و مراكش" وكعادتهم في سرقة كل مايخص بلاد المغرب الكبير من إرث حضاري وديني وثقافي.. إلخ لم يغفلوا عن أمر كهذا... فقد بذلوا مابوسعهم من أجل خداع الكثير بمغالطاتهم و تلفيقاتهم الباطلة وللأسف الشديد فقد نجحوا... لأن الإرث الأمازيغي في حقيقته إرث مشترك وإن تعدد في أقطار المغرب الكبير قبل الإسلام وبعده ، لكن لما إخترع لنا المشارقة وصف "المغاربة" الشامل لنا جميعا (ولو أنه كان من باب التعريف) استغله عياشة بلاد مروك ومراكش ونسبوا لأنفسهم الجمل بما حمل!
وبما أن القصة قصة تاريخ مسطور فمن السهل تبيين دجلهم وفضحه:
1- كما ذكرنا فلفظ "المغاربة" وصف يطلقه المشارقة في الغالب على سكان البلاد التي تلي مصر وليس على أهل المغرب الأقصي تحديدا، وهذا معروف ولا يجادل فيه إلا الحمقى والعياشة من بلاد مروك.
2- مافعله وقاله صلاح الدين كان في عام 1193م ، ومن كان يحكم بلاد المغرب الكبير أنذاك هم الموحدون ، وقد جاؤوا عقب دولة المرابطين فكانت لهم الغلبة على بلاد المغرب الكبير و دانت لهم دوله المتعددة.
إذن لم تكن دولة اسمها المغرب حتى نقول أن صلاح الدين نسب المغاربة إليها.
يمكنك التأكد من هنا (خريطة زمانية للحضارة الإسلامية منذ عام 80 الهجرية/700 الميلادية وحتى سنة 906 الهجرية/1500 الميلادية)
3- من هم الموحدون؟
بدون ذكر التفاصيل... وما لهم وما عليهم (عقديا).. فما يهمنا نحن هنا هو من أسس دولتهم..
باختصار شديد مؤسسها الروحي والفكري هو ابن تومرت، أما مؤسسها الفعلي فهو عبد المؤمن بن علي الكومي نسبة إلى قبيلة كومية الندرومية التلمسانية وهي فرع من قبيلة زناتة الأمازيغية، وهذه حقيقة تاريخية لا تقبل التشكيك...
والغرض من ذكر هذا ليس الزعم بأن دولة الموحدين هي جزائرية أو ماشابه، لكن لبيان الحقائق وأن الدول التي قامت على أرض المغرب صحيح أنها متعددة المنشأ والمنهج لكنها دائما كان قوامها الأساسي هو القبائل الأمازيغية المنتشرة و المتوزعة في كل أقطار المغرب الكبير، وقد تجد القبيلة هنا بالجزائر ولها أفرع هنا وهناك في بلاد المغرب الأخرى لعدة أمور منها مثلا: تنقلها لأسباب معيشية.. أو قصرا كالحروب وماشابه..
4- علاقة الموحدين بـ صلاح الدين وخرافة أساطيل يعقوب المنصور
للاختصار وعدم التطويل صلاح الدين كان يدين بـ الولاء للدولة العباسية وخليفتها ولو رمزيا.. كما قدم المساعدة لأعداء الموحدين... أما الموحدون فإدعوا (الإمامة الكبرى) لأنفسهم وكان لهم مطمع في بسط سيطرتهم على المشرق... يعني كان بينهم خلاف ظاهر ومعلن.
عياشة بلاد مروك يروجون لخرافة الأساطيل التي أمد بها أبو يسف يعقوب المنصورالموحدي صلاح الدين الأيوبي لما طلب منه ذلك... العجيب والغريب أن التاريخ يقول عكس ذلك تماما.... الصحيح فقط مما ذكروه هو: طلب صلاح الدين ذلك.. بل من كل ملوك المسلمين أنذاك لما وصلته أنباء الجحافل الصليبية القادمة وتحديدا كان ذلك عام 586ه/1190م بعد معركة حطين بـ 3 سنوات.
رسالة صلاح الدين للمنصور إبتدأها بـ : {من صلاح الدين إلى أمير المسلمين....}، فنقم عليه المنصور لعدم مناداته بأمير المؤمنين.
المصادر التاريخية المعتبرة تذكر بأن المنصور رفض إجابته لطلبه ( الموحدون لم يكونو جبناء أو ما شابه فقد كانوا محاربين أشداء ولهم أساطيل رهيبة ولهم صولات وجولات) لكن غلبهم خلافهم السابق مع الدولة العباسية ودعم المماليك المصرية للثورات الخارجة على حكم الموحدين... (توجد روايات تقول أن المنصور أجاب صلاح الدين وجهز له كذا وكذا ... لكن المحققين من المؤرخين لا يعتمدونها)
وحتى لو كان ذلك من المنصور؛ ففضل ذلك لا ينسب لسكان بلاد (مروك ومراكش) حصرا كما بيناه سابقا بل هو للجميع.
المهم أيها العياش نحن نطالبك بـ خطاب أو رسالة أو مرسوم صدر باسم هذه الدولة الخرافية (المغرب) أو عملة نقدية منقوش عليها إسم المغرب.
للفائدة : الإسم اللاتيني المستخدم في العصور الوسطى هو مُرُّك (باللاتينية : Morroch) وهو تصحيف اسم "مراكش"عاصمة المرابطين.
فائدة أخرى : المرابطون.. الأب الروحي لفكرهم هو بتعريف اليوم تونسي ومؤسس دولتهم الفعلية هو موريطاني.