- إنضم
- 19 أكتوبر 2013
- المشاركات
- 10,958
- مستوى التفاعل
- 36,677
- النقاط
- 113
لقد كان مشكل تغذية قوة مسلحة مشتركة في قتال سواء على ارضها او في ارض معادية احدى الاولويات للقادة العسكريين منذ ظهور اولى الحروب المنظمة ، لقد استنتجوا ببساطة ان قدرة الجندي على القتال ترتبط بالطريقة التي تتم فيها تغذيته وان عاملي النصر والهزيمة قد يتوقفان عليها . مقولة شهيرة لنابليون ( الجيوش يتسير على بطونها ) .
كانت الجيوش الاولى اقرب للميليشيا و تحركاتها الجغرافية والزمنية محدودة وعملية التموين تتم اما عن طريق الشراء او المصادرة خلال المسير لذى لم تكن هناك حاجة لطرح مشكل التموين ، ويعتبرالرومان الاستثناء الوحيد بتشكيلهم جيوش محترفة دائمة ومستقلة يتم تموينها من خلال شبكة معقدة من الطرقات وقد خصصوا لكل جندي وجبة يومية (باوندين من الخبز ومقدار من زيت الزيتون واللحم والنبيذ) ، كما اعتمدت الكثير من الفيالق والوحدات على انتاجها المحلي في مواقع انتشارها لتقليل الحاجة للامداد .
لم يتطور هذا الجانب كثيرا الى غاية القرن الثامن عشر حيث بدأت الجيوش الكبيرة المحترفة الدائمة تظهر مرة أخرى، وعلى الأخص في الإمبراطورية البريطانية . عندما اندلعت الثورة الأمريكية في 1775، استعمل البريطانيون وحدات الجيش المهنية لاخماد التمرد . كلا الطرفين البريطانيين والميليشيات الثورية الأمريكية اعتمدت على الإمدادات المزروعة محليا . و كثيرا ما وجد كلا الجيشين أنفسهم في الميدان بعيدين عن الامدادات المحلية ، حيث اضطروا إلى تحميل "حصص الحاميات" معهم، وتخزينها في عربات الأمتعة الكبيرة . وتشمل الإمدادات الغذائية النموذجية لحم البقر أو لحم الخنزير ، ودقيق القمح أو دقيق الذرة للحصول على الخبز، وبرميل من عصير التفاح أو البيرة شجرة التنوب (في الأيام التي سبقت الصرف الصحي، كانت المشروبات الكحولية أكثر أمانا بكثير من الشرب من المياه المحلية).
اما الخضر ، ولصعوبة حفظها، فقليلا ماكانت تدخل في قائمة الطعام. لذا عانت القوات على الجانبين بشكل كبير من نقص الفيتامينات الناجمة عن نقص الفواكه والخضروات، وخاصة في فصل الشتاء. حيث توفي من القوات البريطانية والاستعمارية بسبب الأمراض اكثر ممن مات بسبب القتال .
في عام 1795، اعترف نابليون بونابرت أنه بحاجة إلى وسيلة أفضل لإطعام العدد الهائل للجيش الفرنسي، الذي كان كثيرا ما يعمل بعيدا عن مصادر امداداته في فرنسا. حتى انه عرضت جائزة مالية لمن يضع طريقة لحفظ المواد الغذائية لاطول مدة وفي احسن الظروف . وجاء التحدي على يد الفرنسي نيكولاس ابير . الذي طور عملية للحفاظ على المواد الغذائية عن طريق وضعها في وعاء زجاجي مغلق وتغطي في الماء المغلي لطهي الطعام في الداخل. . الا ان جرار الزجاج ثقيلة ومكلفة، وتكسر بسهولة . وفي عام 1810، توصل البقال الإنجليزي بيتر دوراند الى صنع علبة من ورق الصفيح ، مع غطاء محكم . وقد اعتمدت الجيوش البريطانية والفرنسية بسرعة هذا الابتكار (أصبحت تعرف باسم "حصص الحديد") .
خلال الحرب الاهلية الامريكية طور الاتحاديون لاول مرة طريقة لتجفيف البطاطا والملفوف والجزر والبازلاء والفاصوليا سميت الخضار المجففة الا انها لم تلقى القبول لدى الجنود لصعوبة طهيها وطعمها غير المستساغ فسميت الخضار القذرة .
وبحلول الحرب العالمية الأولى عام 1914، اصبحت الأطعمة المعلبة آمنة وموثوق بها، وشحنت كميات هائلة إلى الخنادق، جنبا إلى جنب مع نسخة مصغرة من البسكويت . وكانت الخضروات المعلبة جاهزة ( حساء الجزر واللفت المعلب يسمى "maconochie" كان الاكثر شيوعا )، ولكن المنتج المعلب الأكثر شيوعا قطع اللحم المحفوظ المشار إليها باسم "لحوم البقر الفتية" . ورغم قيام الاطراف المتصارعة بمحاولة توفير مطابخ ميدانية لتوفير اطلعام الساخن الا ان عمليات القصف المتبادل ابقت على الحاجة للاطعمة المعلبة وايصالها الى الخطوط الامامية .
بعد الحرب العالمية الأولى، حاول الجيش الأميركي تحسين عملية التوريد من خلال دمج عدد من مختلف الأطعمة المعلبة في حزمة واحدة والتي يمكن نقلها بسهولة وتوزيعها. وسميت بال"الوجبة C". وكانت هذه العلبة من الورق المقوى المشمع التي تحتوي على الأطعمة المعلبة تكفي لثلاث وجبات. والوجبة C القياسية الواردة تتكون من ثلاث علب من لحم البقر أو الدجاج مخلوطة مع البطاطا والأرز أو المعكرونة، ثلاثة قطع من البسكويت وقطعة من الحلوى، وبعض مكعبات السكر، علبة قهوة، وفتاحة علب . . (اما اطقم القاذفات فحصلوا على الوجبة D التي تحوي كمية اكبر من الحلوى بسعرات اعلى ومساحة ووزن اقل ) و في وقت لاحق من الحرب، وضعت مجموعة أصغر وأخف وزنا لاستخدامها من قبل القوات على خط المواجهة، وتسمى الوجبة K. بعد الحرب تم ايقاف الوجبة K، وبقي استعمال اولجبة D المعلبة الى غاية حرب فيتنام .
بعد التجارب المتكررة التي يرجع تاريخها إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية، أدرك المسؤولون في البنتاغون في نهاية المطاف أن مجرد تقديم وجبة متوازنة غذائيا في الميدان لم يكن كافيا. فالافراد المقاتلون في المناطق الجغرافية والأوضاع القتالية المختلفة في كثير من الأحيان يتطلبون مجموعات فرعية مختلفة من المكونات الغذائية التي يتعين النظر فيها . وعلاوة على ذلك، وجب تلبية الأذواق الفردية. الأهم من ذلك، عمل القوات الخاصة في البيئات القاسية وضرورة حمل الأحمال الثقيلة في الميدان على نحو متواصل سيرا على الأقدام ولمدة طويلة يستوجب بدائل أخف كثيرا من الحصص المعلبة القياسية واعلى قيمة غذائيا . لذى في عام 1963، بدأت وزارة الدفاع تطوير "وجبة جاهزة للأكل"meal ready to eat، وهي الوجبة التي ستعتمد على إعداد الطعام عن طريق تكنولوجيات حديثة في التعبئة والتغليف لخلق بديل أخف ومقاومة اكثر .
في الجيوش الحديثة تتنوع وجبات القتال حسب مدة العمليات وعدد الافراد ومنطقة القتال وحتى ذوق وديانة المقاتل لذى تعتمد اغلب الجيوش الوجبات الفردية ليوم واحد (24 ساعة) في ظروف القتال العادية اضافة الى وجبة الطوارئ للحالات الطارئة او القوات الخاصة وعادة تكون كافية لثلاثة ايام .
كما توجد وجبات خاصة بالمناطق التي سيتم العمل بها (الحارة والباردة والرطبة ) حيث تتوفر على عناصر تساعد على التكيف والجو السائد .
و تهتم بعض الجيوش بذوق وديانة جنودها يتم تخصيص وجبات قتال للنباتيين ولحوم حلال للمسلمين ... .
اضافة الى وجبات المجموعات حيث يستعمل الجيش البريطاني وجبات الاربع افراد وهي مخصصة لاطقم الدبابات والعربات ووجبات العشرة افراد .
-
كانت الجيوش الاولى اقرب للميليشيا و تحركاتها الجغرافية والزمنية محدودة وعملية التموين تتم اما عن طريق الشراء او المصادرة خلال المسير لذى لم تكن هناك حاجة لطرح مشكل التموين ، ويعتبرالرومان الاستثناء الوحيد بتشكيلهم جيوش محترفة دائمة ومستقلة يتم تموينها من خلال شبكة معقدة من الطرقات وقد خصصوا لكل جندي وجبة يومية (باوندين من الخبز ومقدار من زيت الزيتون واللحم والنبيذ) ، كما اعتمدت الكثير من الفيالق والوحدات على انتاجها المحلي في مواقع انتشارها لتقليل الحاجة للامداد .
لم يتطور هذا الجانب كثيرا الى غاية القرن الثامن عشر حيث بدأت الجيوش الكبيرة المحترفة الدائمة تظهر مرة أخرى، وعلى الأخص في الإمبراطورية البريطانية . عندما اندلعت الثورة الأمريكية في 1775، استعمل البريطانيون وحدات الجيش المهنية لاخماد التمرد . كلا الطرفين البريطانيين والميليشيات الثورية الأمريكية اعتمدت على الإمدادات المزروعة محليا . و كثيرا ما وجد كلا الجيشين أنفسهم في الميدان بعيدين عن الامدادات المحلية ، حيث اضطروا إلى تحميل "حصص الحاميات" معهم، وتخزينها في عربات الأمتعة الكبيرة . وتشمل الإمدادات الغذائية النموذجية لحم البقر أو لحم الخنزير ، ودقيق القمح أو دقيق الذرة للحصول على الخبز، وبرميل من عصير التفاح أو البيرة شجرة التنوب (في الأيام التي سبقت الصرف الصحي، كانت المشروبات الكحولية أكثر أمانا بكثير من الشرب من المياه المحلية).
اما الخضر ، ولصعوبة حفظها، فقليلا ماكانت تدخل في قائمة الطعام. لذا عانت القوات على الجانبين بشكل كبير من نقص الفيتامينات الناجمة عن نقص الفواكه والخضروات، وخاصة في فصل الشتاء. حيث توفي من القوات البريطانية والاستعمارية بسبب الأمراض اكثر ممن مات بسبب القتال .
في عام 1795، اعترف نابليون بونابرت أنه بحاجة إلى وسيلة أفضل لإطعام العدد الهائل للجيش الفرنسي، الذي كان كثيرا ما يعمل بعيدا عن مصادر امداداته في فرنسا. حتى انه عرضت جائزة مالية لمن يضع طريقة لحفظ المواد الغذائية لاطول مدة وفي احسن الظروف . وجاء التحدي على يد الفرنسي نيكولاس ابير . الذي طور عملية للحفاظ على المواد الغذائية عن طريق وضعها في وعاء زجاجي مغلق وتغطي في الماء المغلي لطهي الطعام في الداخل. . الا ان جرار الزجاج ثقيلة ومكلفة، وتكسر بسهولة . وفي عام 1810، توصل البقال الإنجليزي بيتر دوراند الى صنع علبة من ورق الصفيح ، مع غطاء محكم . وقد اعتمدت الجيوش البريطانية والفرنسية بسرعة هذا الابتكار (أصبحت تعرف باسم "حصص الحديد") .
خلال الحرب الاهلية الامريكية طور الاتحاديون لاول مرة طريقة لتجفيف البطاطا والملفوف والجزر والبازلاء والفاصوليا سميت الخضار المجففة الا انها لم تلقى القبول لدى الجنود لصعوبة طهيها وطعمها غير المستساغ فسميت الخضار القذرة .
وبحلول الحرب العالمية الأولى عام 1914، اصبحت الأطعمة المعلبة آمنة وموثوق بها، وشحنت كميات هائلة إلى الخنادق، جنبا إلى جنب مع نسخة مصغرة من البسكويت . وكانت الخضروات المعلبة جاهزة ( حساء الجزر واللفت المعلب يسمى "maconochie" كان الاكثر شيوعا )، ولكن المنتج المعلب الأكثر شيوعا قطع اللحم المحفوظ المشار إليها باسم "لحوم البقر الفتية" . ورغم قيام الاطراف المتصارعة بمحاولة توفير مطابخ ميدانية لتوفير اطلعام الساخن الا ان عمليات القصف المتبادل ابقت على الحاجة للاطعمة المعلبة وايصالها الى الخطوط الامامية .
بعد الحرب العالمية الأولى، حاول الجيش الأميركي تحسين عملية التوريد من خلال دمج عدد من مختلف الأطعمة المعلبة في حزمة واحدة والتي يمكن نقلها بسهولة وتوزيعها. وسميت بال"الوجبة C". وكانت هذه العلبة من الورق المقوى المشمع التي تحتوي على الأطعمة المعلبة تكفي لثلاث وجبات. والوجبة C القياسية الواردة تتكون من ثلاث علب من لحم البقر أو الدجاج مخلوطة مع البطاطا والأرز أو المعكرونة، ثلاثة قطع من البسكويت وقطعة من الحلوى، وبعض مكعبات السكر، علبة قهوة، وفتاحة علب . . (اما اطقم القاذفات فحصلوا على الوجبة D التي تحوي كمية اكبر من الحلوى بسعرات اعلى ومساحة ووزن اقل ) و في وقت لاحق من الحرب، وضعت مجموعة أصغر وأخف وزنا لاستخدامها من قبل القوات على خط المواجهة، وتسمى الوجبة K. بعد الحرب تم ايقاف الوجبة K، وبقي استعمال اولجبة D المعلبة الى غاية حرب فيتنام .
في الجيوش الحديثة تتنوع وجبات القتال حسب مدة العمليات وعدد الافراد ومنطقة القتال وحتى ذوق وديانة المقاتل لذى تعتمد اغلب الجيوش الوجبات الفردية ليوم واحد (24 ساعة) في ظروف القتال العادية اضافة الى وجبة الطوارئ للحالات الطارئة او القوات الخاصة وعادة تكون كافية لثلاثة ايام .
كما توجد وجبات خاصة بالمناطق التي سيتم العمل بها (الحارة والباردة والرطبة ) حيث تتوفر على عناصر تساعد على التكيف والجو السائد .
و تهتم بعض الجيوش بذوق وديانة جنودها يتم تخصيص وجبات قتال للنباتيين ولحوم حلال للمسلمين ... .
اضافة الى وجبات المجموعات حيث يستعمل الجيش البريطاني وجبات الاربع افراد وهي مخصصة لاطقم الدبابات والعربات ووجبات العشرة افراد .
-