- إنضم
- 27 فبراير 2015
- المشاركات
- 6,581
- مستوى التفاعل
- 29,324
- النقاط
- 113
حقيقة خسائر سلاح الطيران الصهيوني في حرب 1973
كتب مهيد عبيد
باحث في الدراسات الاستراتيجية
مقدمة:
نشأ سلاح الجو الصهيوني بطريقة ولادة مكتملة تفوق أي تخيل فمن المؤكد بكون أي سلاح جوي يمر بمرحلة تأسيسية تأخذ 7-10 سنوات ليشكل نواة مبدئية يبني عليها بدءا من تشكيل واحد عناصر القوة الرئيسية تنظيميا و تدريبيا خدماتيا و يستغرق بعدها نحو 10 سنوات أخرى بحيث يصبح متكاملا و متماسكا كقوة قتالية جدية و في خلال هذه المدة يكون قد تم أيضا تأهيل البني اللازمة لإدامة عمليات قتالية و للقيام بعمليات تدريبية تشابه الأعمال القتالية و فعليا فالطيار المقاتل يحتاج تحضيره ليصبح مؤهلا فترة 3-5 سنوات و بعدها 7-10 سنوات بحيث يصبح متمرسا بنوع طائرته و عارفا بأسرارها خبيرا بنقاط قوتها و يتكيف مع نقاط ضعفها.
وصل الى الكيان الصهيوني من قبل تأسيسها حوالي 3500 فني و طيار من الذين تدربوا في بريطانيا و كندا و الولايات المتحدة و فرنسا و حتى الاتحاد السوفييتي حينها و غيرهم و هم ممن فقدوا أعمالهم غالبا بعد انتهاء الحرب ثم ازدادت أعداد هؤلاء أيضا و كما تسلحوا بنحو 300 طائرة من مختلف الأنواع و كانت من أفضل ما تيسر في حينه من بقايا مقاتلات و قاصفات تعمل بالمحركات المكبسية حينها ثم تبعها أيضا دخول مقاتلات و قاصفات بمحركات نفاثة قبل أن يستقر رأي قيادة سلاح الجو الصهيوني على اعتماد مقاتلات من صناعة فرنسية و أمريكية بصورة أساسية.
حرصت قيادة سلاح الجو الصهيوني باستمرار على إخفاء قدراتها حتى عام 1967 فهي فعليا كان لديها معظم الوقت مخزون كبير من الطائرات و قطع الغيار فضلا عن كون معظم طياريها مدربين بصورة عالية جدا و معظمهم كانوا متدربين في بريطانيا و خبرتهم مطولة لا تقل في معظمها عن 2500 ساعة لضابط برتبة نقيب و ما فوق و حتى أن هناك مجموعات تصل لحد عشرة ألاف ساعة طيران فعلية و هكذا بلغ عدد طائرات سلاح الطيران الصهيوني عشية حرب 1967 ما يفوق 376 مقاتلة قاصفة عاملة و 100 احتياطية و معها 60 طائرة تدريب نفاثة و 60 طائرة نقل و 55 طائرة هيليكوبتر و كانت جميعها تمتاز بنسبة جاهزية عالية و توزعت الطرازات المقاتلة و القاصفة على الأنواع التالية:
- 100-105 مقاتلة قاصفة ميراج-3 سي و عليها تطويرات محلية مختلفة.
- 25 قاصفة فوتور و بعض المصادر تؤكد بأن أعدادها أكبر من ذلك.
50 مقاتلة قاصفة سوبر ميستر و بعض المصادر تؤكد بكون أعدادها أكبر من ذلك.
70 مقاتلة ميستر آ-4 و هي مقاتلة خفيفة.
70 مقاتلة أوريغون و هي كانت قد ركبت فيها محركات حديثة و أعيد ترميمها و تطويرها.
80 قاصفة هجوم أرضي آ-4 سكاي هوك و هي فعليا دخلت الخدمة في سلاح الجو الصهيوني قبل الحرب بوقت قصير.
بقيت أعداد الاحتياطي بين هذه الطائرات و بين ما يتواجد كاحتياطي من طائرات من طرازات أقدم مثل مقاتلات سابر ف-84 و سوبر سابر ف-100 و غيرها و هي لا تقل ما تورد منها عن أربعة أسراب لصالح سلاح الجو الصهيوني و حيث أن جميع المصادر عجزت عن الإتيان بأرقام دقيقة حول المتبقي منها فيمكن الافتراض بكون ثلثي هذه الطائرات يبقى صالحا للقتال و هكذا فعددها سيكون لا يقل عن 80-100 طائرة.
تابع سلاح الجو الصهيوني تطوره بصورة كبيرة فحصل على تضخم في نوعية تسليحه بمقاتلات قاصفة أميركية من طراز ف-4 فانتوم و كما تعززت أعداد مقاتلات الهجوم الأرضية من طراز آ-4 سكايهوك و كما حصل على مقاتلات ميراج-5 المعدلة و التي وصلت إليه كقطع مفككة قام بتجميعها مهندسون أميركيون حينها تحت اسم نيشر و ادعت الكيان الصهيوني بأنها سوبر ميراج طورتها محليا و ظل ذلك قيد الكتمان عقودا طويلة حتى انكشاف أسرار ذلك في التسعينات من القرن المنصرم و هكذا فقد حصل سلاح الجو الصهيوني حتى عشية حرب 1973 على أكثر من 270 مقاتلة ف-4 فانتوم و أكثر من 160 آ-4 سكاي هوك و نحو 100 نيشر (بعض المصادر تصر على أنها 60 فقط).
قدرت خسائر سلاح الجو الصهيوني بأكثر من 65 طائرة في حرب 1967 و في حرب الاستنزاف بحوالي 61 طائرة على الجبهتين السورية و المصرية و قد تابع سلاح الجو الصهيوني ذات السياسة و الأسلوب في إخفاء أعداد و خسائره أيضا و نجح في ذلك نجاحا فائقا فكثيرون يتصورون بكون الكيان الصهيوني خاضت حرب 1967 و لم تخسر طائرة واحدة حتى و كما أعطى بالوقت ذاته تصورات غريبة حول قوته الأسطورية و قدرته على الوصول الى أي مكان و بالوقت ذاته تدعي وسائل الإعلام الغربية ذاتها التي تبث هذه الدعاية بكون الكيان الصهيوني دولة صغيرة مسكينة يحاول جيرانها المتوحشون القضاء عليها كواحة ديمقراطية في صحراء قاحلة من البطش و الطغيان و الظلم.؟!
يتبع....
التعديل الأخير: