حقيقة خسائر سلاح الطيران الصهيوني في حرب 1973

السيف الدمشقي

عميد

أقلام المنتدى
ٍVIP
إنضم
27 فبراير 2015
المشاركات
6,581
مستوى التفاعل
29,324
النقاط
113
حقيقة خسائر سلاح الطيران الصهيوني في حرب 1973

كتب مهيد عبيد
باحث في الدراسات الاستراتيجية
مقدمة:
نشأ سلاح الجو الصهيوني بطريقة ولادة مكتملة تفوق أي تخيل فمن المؤكد بكون أي سلاح جوي يمر بمرحلة تأسيسية تأخذ 7-10 سنوات ليشكل نواة مبدئية يبني عليها بدءا من تشكيل واحد عناصر القوة الرئيسية تنظيميا و تدريبيا خدماتيا و يستغرق بعدها نحو 10 سنوات أخرى بحيث يصبح متكاملا و متماسكا كقوة قتالية جدية و في خلال هذه المدة يكون قد تم أيضا تأهيل البني اللازمة لإدامة عمليات قتالية و للقيام بعمليات تدريبية تشابه الأعمال القتالية و فعليا فالطيار المقاتل يحتاج تحضيره ليصبح مؤهلا فترة 3-5 سنوات و بعدها 7-10 سنوات بحيث يصبح متمرسا بنوع طائرته و عارفا بأسرارها خبيرا بنقاط قوتها و يتكيف مع نقاط ضعفها.

وصل الى الكيان الصهيوني من قبل تأسيسها حوالي 3500 فني و طيار من الذين تدربوا في بريطانيا و كندا و الولايات المتحدة و فرنسا و حتى الاتحاد السوفييتي حينها و غيرهم و هم ممن فقدوا أعمالهم غالبا بعد انتهاء الحرب ثم ازدادت أعداد هؤلاء أيضا و كما تسلحوا بنحو 300 طائرة من مختلف الأنواع و كانت من أفضل ما تيسر في حينه من بقايا مقاتلات و قاصفات تعمل بالمحركات المكبسية حينها ثم تبعها أيضا دخول مقاتلات و قاصفات بمحركات نفاثة قبل أن يستقر رأي قيادة سلاح الجو الصهيوني على اعتماد مقاتلات من صناعة فرنسية و أمريكية بصورة أساسية.

حرصت قيادة سلاح الجو الصهيوني باستمرار على إخفاء قدراتها حتى عام 1967 فهي فعليا كان لديها معظم الوقت مخزون كبير من الطائرات و قطع الغيار فضلا عن كون معظم طياريها مدربين بصورة عالية جدا و معظمهم كانوا متدربين في بريطانيا و خبرتهم مطولة لا تقل في معظمها عن 2500 ساعة لضابط برتبة نقيب و ما فوق و حتى أن هناك مجموعات تصل لحد عشرة ألاف ساعة طيران فعلية و هكذا بلغ عدد طائرات سلاح الطيران الصهيوني عشية حرب 1967 ما يفوق 376 مقاتلة قاصفة عاملة و 100 احتياطية و معها 60 طائرة تدريب نفاثة و 60 طائرة نقل و 55 طائرة هيليكوبتر و كانت جميعها تمتاز بنسبة جاهزية عالية و توزعت الطرازات المقاتلة و القاصفة على الأنواع التالية:



  1. 100-105 مقاتلة قاصفة ميراج-3 سي و عليها تطويرات محلية مختلفة.
  2. 25 قاصفة فوتور و بعض المصادر تؤكد بأن أعدادها أكبر من ذلك.

  3. 50 مقاتلة قاصفة سوبر ميستر و بعض المصادر تؤكد بكون أعدادها أكبر من ذلك.

  4. 70 مقاتلة ميستر آ-4 و هي مقاتلة خفيفة.

  5. 70 مقاتلة أوريغون و هي كانت قد ركبت فيها محركات حديثة و أعيد ترميمها و تطويرها.

  6. 80 قاصفة هجوم أرضي آ-4 سكاي هوك و هي فعليا دخلت الخدمة في سلاح الجو الصهيوني قبل الحرب بوقت قصير.

بقيت أعداد الاحتياطي بين هذه الطائرات و بين ما يتواجد كاحتياطي من طائرات من طرازات أقدم مثل مقاتلات سابر ف-84 و سوبر سابر ف-100 و غيرها و هي لا تقل ما تورد منها عن أربعة أسراب لصالح سلاح الجو الصهيوني و حيث أن جميع المصادر عجزت عن الإتيان بأرقام دقيقة حول المتبقي منها فيمكن الافتراض بكون ثلثي هذه الطائرات يبقى صالحا للقتال و هكذا فعددها سيكون لا يقل عن 80-100 طائرة.

تابع سلاح الجو الصهيوني تطوره بصورة كبيرة فحصل على تضخم في نوعية تسليحه بمقاتلات قاصفة أميركية من طراز ف-4 فانتوم و كما تعززت أعداد مقاتلات الهجوم الأرضية من طراز آ-4 سكايهوك و كما حصل على مقاتلات ميراج-5 المعدلة و التي وصلت إليه كقطع مفككة قام بتجميعها مهندسون أميركيون حينها تحت اسم نيشر و ادعت الكيان الصهيوني بأنها سوبر ميراج طورتها محليا و ظل ذلك قيد الكتمان عقودا طويلة حتى انكشاف أسرار ذلك في التسعينات من القرن المنصرم و هكذا فقد حصل سلاح الجو الصهيوني حتى عشية حرب 1973 على أكثر من 270 مقاتلة ف-4 فانتوم و أكثر من 160 آ-4 سكاي هوك و نحو 100 نيشر (بعض المصادر تصر على أنها 60 فقط).

قدرت خسائر سلاح الجو الصهيوني بأكثر من 65 طائرة في حرب 1967 و في حرب الاستنزاف بحوالي 61 طائرة على الجبهتين السورية و المصرية و قد تابع سلاح الجو الصهيوني ذات السياسة و الأسلوب في إخفاء أعداد و خسائره أيضا و نجح في ذلك نجاحا فائقا فكثيرون يتصورون بكون الكيان الصهيوني خاضت حرب 1967 و لم تخسر طائرة واحدة حتى و كما أعطى بالوقت ذاته تصورات غريبة حول قوته الأسطورية و قدرته على الوصول الى أي مكان و بالوقت ذاته تدعي وسائل الإعلام الغربية ذاتها التي تبث هذه الدعاية بكون الكيان الصهيوني دولة صغيرة مسكينة يحاول جيرانها المتوحشون القضاء عليها كواحة ديمقراطية في صحراء قاحلة من البطش و الطغيان و الظلم.؟!


يتبع....
 
التعديل الأخير:
الحلقة الثانية:
كان بمقابل ذلك في سلاحي الجو السوري و المصري الطرازات التالية من المقاتلات و القاصفات:

سلاح الجو السوري:

امتلك سلاح الجو السوري حوالي 360 طائرة شغل منها حوالي 270 طائرة فعليا و كما يبدو فقد كان الباقي مخزنا فضلا عن نسبة كانت صلاحيتها أصلا قد تراجعت فعليا و كما يبدو فقد كانت هناك أيضا حالة من استخدام عدد كبير من الطائرات القديمة كهياكل خداعية لكنها بدت غالبا حقيقية و هكذا فنظريا توزعت طرازاتها كما يلي:

1) 200 مقاتلة قاصفة ميج-21 و كانت من طرازات متنوعة غالبيتها هي ((MF.PF, PFS, F و كانت هي حصان الحرب المناور غالبا.

2) 60 مقانلة هجومية ميج-17 مطورة و هي فعليا خدمت كمقاتلة هجوم أرض و لكنها أيضا أثبتت قدرة في قتال الاعتراض و الاشتباكات.

3) 50 قاصفة سوخوي-7 من طرازات مختلفة و كانت قد جرت تعديلات واسعة عليها قبل الحرب بوقت قصير و هي ظلت العماد الرئيسي في عمليات القصف.

4) 24 قاصفة سوخوي-20 و هي كانت وافدا قد وصل الى الخدمة في سلاح الجو السوري و من أصل صفقة ضمت ثلاثة أسراب حينها.

5) 6 مقاتلة ميج-23 و هي كانت بدأت الدخول في الخدمة قبل الحرب مباشرة و لذلك لم يكن هناك مجال للاستفادة منها فعليا.

6) 12 قاصفة اليوشن-28 و هي فعليا كانت قد تم تقاعدها و لكنها كانت موجودة على الآرض.

كما شغل الدفاع الجوي السوري حوالي 32 بطارية من صواريخ سام2-3-6 و عدد غير محدد من صواريخ سام-7 و أيضا حوالي 100 عربة شيلكا تقريبا و كذلك حوالي 1000 مدفع دفاع جوي م-ط من عيارات تراوحت بين 12.7 – 14.5 -23 -57-85 مم.

سلاح الجو المصري:

تتضارب مصادر كثيرة حول أعداد و كميات و نوعيات الطائرات في ما قبل حرب 1973 و كما يبدو فقد كانت الطائرات المشغلة أقل من الطائرات المخزنة فعليا في بعض الطرازات أيضا و هكذا فقد سطر الشاذلي في كتابه أنها كانت 305 طائرات فقط و تدعي جزء من المصادر الغربية بأنها تفوق 650 طائرة و هي تناقضات غريبة و إن يكن تفسير الأرقام المتيسرة مستحيلا و لكن ما شغل عمليا من طائرات أصلا لم يزد على 270 طائرة في عمليات قتالية أصلا و هكذا فقد تم قياس عدد الطائرات المتيسرة كطرازات على النحو التالي:

1) 270 مقاتلة قاصفة و اعتراضية ميج-21 من طرازات (MF.PF, PFS, F ).

2) 100 قاصفة سوخوي-7 من طرازات ( Su-7BMK/SU-7UMK ).

3) 50 مقاتلة ميراج-5 ( C.D ) نصفها بقيادة طيارين مصريين و نصف بقيادة طيارين ليبيين.

4) 100 مقاتلة ميج-17 مطورة.

5) 25 قاصفة ثقيلة TU-16 .

6) 25 قاصفة خفيفة IL-28 .

7) 25 قاصفة هجومية SU-20.

و من المؤكد أيضا وجود سرب من مقاتلات ميج-19 مخزنا بحالة جيدة و كذلك سرب عراقي من مقاتلات هوكر هنتر التي تقوم بدور مقاتلة هجوم أرضي.

شملت التعديلات على معظم المقاتلات و القاصفات إضافة أجهزة تسديد أكثر تطورا و تغيير ذخيرة المدافع و زيادة حجم خزانات الوقود الإضافية و قنابل ثاقبة الخرسانة و جميع هذه التعديلات كانت مصرية استفاد منها أيضا سلاح الجو السوري.

حجم الدفاع الجوي المصري كان ضخما يزيد على 150 بطارية من جميع الطرازات سام 2-3-6 و عدد غير محدد من صواريخ سام-7 و نحو من ألفي مدفع من جميع العيارات بما فيها 250 عربة شيلكا أيضا.

كقدرة نارية مباشرة فقد كانت أية مقارنة مباشرة بين قدرات سلاح الجو الصهيوني و سلاحي الجو السوري و المصري تشير بصورة مؤكدة الى وجود حال تفوق نظري من ناحية امتلاك عدد الطائرات و هو تفوق طفيف لصالح سلاحي الجو السوري و المصري و أما كقوة دفاعية فبحساب عدد الصواريخ جو-جو فقد كان هناك تفوق كبير لصالح سلاح الجو الصهيوني و أما كقدرة قصف فقد كان هناك أيضا تفوق لافت لصالح سلاح الجو الصهيوني,

يبقى الهامش الفاعل و هو في كون ما تم تشغيله من طائرات يبدو متعادلا نظريا و لكن ما حدث قتاليا هو تركيز الثقل النوعي على الجبهة السورية من 6-13 تشرين بحيث شهدت عدد طلعات فاقت 500-600 طلعة و في أيام أخرى فاقت 1000 طلعة فضلا عن تدمير واسع قام به الطيران الصهيوني لكافة موارد الطاقة و البترول و غيرها من المرافق الاقتصادية كما اشتمل ذلك على أهداف مدنية مختلفة و أما الجبهة المصرية فقد شهدت حينها أقل من 50 طلعة قتالية يوميا فقط ثم بعد تعطل الهجوم الصهيوني المعاكس على الجبهة السورية انتقل الثقل القتالي الصهيوني الى الجبهة المصرية فتم اختراق الجبهة المصرية في ثغرة الدفرسوار و تدمير قسم كبير من بطاريات الصواريخ و استعاد الطيران الصهيوني المبادرة في سماء الثغرة حينها و استطاعت القوات الصهيونية من حصار الجيش الثالث في السويس.

يتبع....



 
الحلقة الثالثة:
القوى البشرية و فاعليتها و الحرب الالكترونية لدى القوات الجوية الثلاث

سبق أن وضحنا بكون سلاح الجو الصهيوني امتاز بسبق يفوق حوالي ربع قرن تدريبا و تجهيزا على كل القوات الجوية العربية في عام 1948 و نظريا فقد كان هذا الفارق بدأ بالتقلص منذ عام 1956 و لكنه لم ينتهي فعليا و بدا ترسخه بصورة كبيرة في حرب 1967 فقد كانت هناك حالة جاهزية متقدمة في معظم طائراته و بدت إمكانية الاستخدام و الزج بأعداد كبيرة من الطائرات لتقوم بعمليات الاعتراض و المطاردة و الدعم و القصف و جمع المعلومات الاستطلاعية الميدانية أيضا فضلا عن مساندة استخباراتية ضخمة متيسرة باستمرار عبر تبادل المعلومات الخاصة بحلف الأطلسي باستمرار.

ان أي نصر عسكري يبدأ من التدريب الكثيف و أي حالة تفوق لافتة تعتمد أيضا على جذرها في ورش الصيانة بكل امتياز و كما ان هناك دورا فائقا للموجهين الجويين و إدارة العمليات و وضع الخطط ثم التدريب الكثيف عليها لاصطياد طائرات العدو و تدميرها و هي على الأرض أو في الجو بحيث تتناغم هذه الأعمال مع بعضها و لا يقع هناك تضارب بين الأولويات المطلوبة و في كل ذلك برعت قيادة سلاح الجو الصهيوني في تنسيقه بصورة متميزة ادعت من خلالها مثلا بأن 99% من طائراتها كانت في حالة صلاحية يوم 5 حزيران و ربما بذات الحالة من الصلاحية القتالية يوم 6 تشرين و كما تابعت ذات أسلوب الكذب الخداعي فقد ادعت بكون تعداد طائراتها هو 360 طائرة فقط في حين ثبت بكونها امتلكت ما لا يقل عن 600 طائرة عشية الحرب و كان تهريجا مبتذلا أن اعتمدت العديد من المصادر الغربية أرقاما مزيفة في منتهى الابتذال مدعية لنفسها الرصانة و الموضوعية.؟!

عدديا كان لدى سلاح الجو الصهيوني حوالي 21 ألفا من القوى البشرية بينها 1500 طيار على الأقل كطيارين مقاتلين و البقية فنيين و ملاحين و كانت حراسة المطارات مناطة بقوات خاصة ليست جزءا عضويا من القوى الجوية تنظيميا بل تتبع وحدات المشاة فعليا و ادعى القائد السابق لسلاح الجو الصهيوني بكون جماعات الخدمة الفنية في المطارات استطاعت من انجاز خدمة التحضير للإقلاع لأية طائرة الى سبع دقائق و نصف الدقيقة فقط ؟! و هو رقم قياسي و من المنطقي الافتراض بكون الرقم نظري فحسب فهو لا يمكن تحقيقه بالمطلق مع أنه من المؤكد التقدم الفائق لجماعات الخدمة الأرضية و من الواضح أيضا بكون هذه القدرات تتحسن مع دخول أنظمة أكثر تطورا يستخدم فيها الكمبيوتر بصورة واسعة.

بمقابل ذلك تشكل سلاح الجو السوري كجماعات خدمية فنية من حوالي 9 ألاف فني و ملاح و إدارة بمختلف أصنافها و من المؤكد بكون سنوات 1969 -1972 شهدت تدريبا كثيفا بصورة ضخمة فقد تم تخريج معظم هؤلاء بدورات مكثفة و من الواضح بكون عملية إعادة بناء سلاح الجو السوري قد تمت بسرعة كبيرة و بحرفية عالية و بعدها فقد كانت عمليات التدريب على صيانة الطائرات تتم بصيغ فائقة الشدة وصلت الى حد أن البعض وصف الخدمة كفني بأنها نوع من التعذيب و كما كان هناك خدمة سنوية لمجندين كلفوا بمهام فرعية وصلت أعدادهم الى حوالي 1500-2000 فني مجند سنويا و من الواضح أيضا بكون قدرات الجماعات الفنية في إصلاح الطائرات و كما إصلاح المطارات التي تعرضت للقصف قد برهنت على قدرة قياسية أيضا و أما أعمال الحراسة فقد كانت مهمة سرايا الدفاع.

أما سلاح الجو المصري فقد كانت قدراته أكبر من ذلك و بلغت تعداد جماعاته الفنية و الملاحية و الإدارية و الخدمية نحو 17 ألفا تقريبا و من المؤكد بكون خبرات هذه الجماعات كانت أكثر من نظيرتها السورية و كما كانت عدد مطاراتها أكثر و فضلا عن أن تجهيز قاصفات التوبوليف يحتاج أعداد كبيرة من الفنيين لأعمال الخدمة و الصيانة و كذلك فقد طور مهندسو الخدمة العامة أساليبا فائقة الفعالية في إصلاح مدارج المطارات بحال تعرضها للقصف و قاموا بتدريب مهندسين سوريين و ليبيين عليها بحيث تستطيع المطارات من العودة لأعمالها القتالية بسرعة كبيرة و أما أعمال الحراسة و الدفاع عن المطارات فقد قامت بها وحدات المشاة المخصصة لذلك.

الحرب الالكترونية أولتها الكيان الصهيوني اهتماما خاصا بصورة عميقة و هي فعليا كانت لديها معدات متطورة أميركية و فرنسية و سويدية و بريطانية من أوائل الستينات و كما كانت تستفيد من محطات التنصت و الرصد التي يستخدمها حلف الأطلسي في المنطقة بصورة مباشرة و أما لجهة معدات التشويش و التشويش المضاد فقد كانت لدى القوى الجوية الصهيونية كافة التجهيزات التي يتطلبها مستوى الحرب الالكترونية المنتظرة و عمليا فقد تأسست غرفة عمليات الحرب الالكترونية عام 1963 و هي استفادت أيضا من سفن تحمل علم ليبيريا تمر قرب الشواطئ المصرية و تقوم برصد إشارات الرادارات المختلفة كما تلتقط أية اتصالات و يتم ترجمتها و فك شفرتها باستمرار و من أبرز التجهيزات المحمولة كانت محطات محملة على طائرات هيليكوبتر و كذلك حواضن ( ALQ-27) التي حملت على طائرات الفانتوم و النيشر و السكاي هوك و في حينه اعتبرت الأكثر تقدما في العالم.

الحرب الالكترونية في الجانب المصري أسست أول ادارة لها في أبوصوير عام 1969 و كما يبدو فقد كانت تجهيزاتها أنشأت دفعة واحدة بعد عودة 850 فردا و ضابطا من دورات تدريبية من الاتحاد السوفييتي و ان تكن عملية التأسيس تمت أيضا بإشراف خبراء سوفييت أيضا و ليس واضحا ماهية التجهيزات التي تم استخدامها في حينه و بعد وقت في أثناء حرب الاستنزاف ظهرت فاعلية واضحة لهذه التجهيزات و أما في الجانب السوري فقد أسست الحرب الالكترونية عام 1971 و بكافة الإمكانيات دفعة واحدة و اعتمدت على متطوعين تم انتقائهم بدقة متناهية من بين فنيي سلاح الإشارة و درس هؤلاء دورات تتراوح بين ستة أشهر الى سنة في الاتحاد السوفييتي ثم عادوا و بعدها تمت عملية التأسيس و كما يذكر خبير سوفييتي خدم في سورية بكون عدد من طائرات أنتينوف-12 عدلت و خدمت كمقرات طائرة للحرب الالكترونية و لتوجد تفصيلات واضحة عن أدائيتها لكن من المؤكد بكون الخسائر الفادحة إلي تكبدها الطيران الصهيوني تؤكد فاعليتها و لا توجد تفصيلات تؤكد ان كان المصريون قد استخدموا طائرات أنتينوف-12 بذات الطريقة.

بقي جانب حاسم في القوى البشرية لم يتحدث عنه عمليا أي مرجع بصورة جدية و هو لجهة عدد المقاتلين من خبراء أمريكيين الى جانب الكيان الصهيوني في حروبها و هم تقريبا بحدود 30 ألف ضابط و عسكري يحملون جنسية مزدوجة و فعليا فهؤلاء يتجنبون الخطوط الأمامية و يعملون في مهام مساندة و كان أبرز مهامهم الميدانية هي قيادة حوامات الكوبرا و قصف المدرعات السورية و بصورة خاصة في القطاع الشمالي في جبهة الجولان و كذلك فقد قام طيارون منهم بحماية أجواء الكيان الصهيوني معظم الوقت بحيث يرتاح و يتفرغ الطيارون لمهام قتالية أكثر إلحاحا و كذلك فهم عملوا في إدارة الحرب الالكترونية و إدارة الحرب و تنظيم عملياتها بصورة واسعة للغاية و قد تبين أيضا بكونهم هم من قادوا فعليا تنفيذ عملية الدفرسوار و قبلها صد هجوم الدبابات المصرية يوم 14 تشرين و بعدها ضرب اللواء المدرع 25 و تمت هذه العمليات باستخدام صواريخ تاو حينها التي لم تكن تمتلكها الكيان الصهيوني أصلا.

كما بقى جانب تسليحي حاسم لم يتكلم عنه أحد تقريبا برغم فاعليته الكبيرة و أهميته الفائقة فقد استخدم سلاح الجو الصهيوني الطائرات بدون طيار للقيام بهجمات تشتيتية و استنزافية على الدفاع الجوي السوري و قد تم استخدامها بأعداد كبيرة أيام 7-8-9-10-11 و حتى أنها استهلكت كل مخزون الكيان الصهيوني منها و لم تصل عبر الجسر الجوي الأميركي أية كميات إضافية منها الا بعد يوم 22 تشرين أي أن العمليات الجوية كانت قد توقفت فعليا لم يعد هناك مغزى من استخدامها نهائيا و قد كانت بمعظمها تطلق من طائرات هيركوليز في سماء الجليل و تقوم بإشباع الدفاعات الجوية السورية و إشغالها و هكذا تيسر لإسرائيل ضرب مواقع في العمق السوري حينها بعد الهاء شبكة الدفاع الجوي و المقاتلات السورية بهذه الأهداف في حينه و قد قدر عدد الطائرات التي استخدمت في هذه العمليات بحوالي 130 طائرة تقريبا استنادا الى مصادر ترصد مطارات الجليل و قد رصدت عمليات تحليق طائرات هيركوليز أثناء الحرب و قد بدت شيئا غريبا لا علاقة له بأعمال الحرب حينها و لم يفهم السر الفعلي في هذا الموضوع حتى أواخر الثمانينات عندما أكدها مصدر من داخل المخابرات البريطانية.

يتبع...

 
الحلقة الرابعة:
مجريات الحرب (الجزء الآول)
عندما اشتعلت نار الحرب في الساعة الثانية من ظهيرة 6 تشرين 1973 أقلعت 220 طائرة مصرية و 190 طائرة سورية تضرب مطارات العدو و تحصيناته و مراكز قيادته و محطات اتصالاته و قد حققت هذه الضربات نجاحا نسبيا حيث أن معظم الأهداف الثمينة و القيادات قد تحركت عند الصباح و كما تم تغيير مواقع التجمعات المدرعة و غيرها و كما أبلغت القيادة السورية طياريها بتنفيذ الضربة التبادلية حيث أن أعدادا كثيفة من الطائرات الصهيونية كانت تغطي شمالي الأرض المحتلة و البحر قبالة حيفا و عكا و قد كانت محاولات التداخل و الاعتراض ضعيفة غير ذي نفع و فضلا عن حيرة القيادة الصهيونية فيما يتوجب عليها فعله.

كانت هذه هي ساعة ثأر العسكرية العربية لهزيمة 1967 و حصيلة جهود من التحضير و التدريب القاسي و عصارة فكر و تخطيط و قد بني مجهودها كدفاع جوي أساسا استنادا الى خبرة الدفاع الجوي المصري في بناء حائط الصواريخ و قد كانت تجربة غنية مثمرة بنيت بالدم و التضحيات و الإصرار و هي ستبقى تجربة قتالية يمكن التعلم منها حتى الآن و بالمقابل فقد كانت عقلية القيادة العسكرية الصهيونية تدير ترتيبها القتالي و تحضر نفسها كقوة جوية ضاربة تمتلك التفوق العددي و التكنولوجي و المعلوماتي و كما كانت تظن نفسها تمتلك تفوقا استخباريا متميزا يعطيها عنصر المبادأة و هكذا فقد حاول الطيارون الإسرائيليون ضرب جسور العبور وإيقاف تقدم المدرعات السورية بغارات متتالية بلا جدوى.

في ليل 6-7 تشرين عقد اجتماع مشترك بين القيادتين السياسية و العسكرية الصهيونية و بعد مناقشات مطولة تقرر الآخذ بعبارة جولدا مائير العدو يأتي من الشمال و هكذا تقرر التركيز على الجبهة السورية فعليا بواسطة سلاح الجو الصهيوني الى أقصى حد ممكن و كما تقرر استخدام سرب الكوبرا الذي كان قيد الاختبار و كما وصلت ليلتها الى الملحق العسكري الصهيوني في واشنطن طلبيات متعددة و كذلك فقد تقرر أيضا نقل الإمدادات البرية و التعزيزات بصورة كثيفة الى الجبهة السورية حينها و تمت الاستعانة بكافة وسائط النقل المتيسرة و التي تم جمعها بأسرع ما يمكن و هكذا ليلتها وصل الى جبهة الجولان أكثر من 400 دبابة دفعة واحدة و اشتركت في المعارك فورا و لكن كل التصورات القائمة على أنه في الصباح سيتغير كل شيء بعد تدخل سلاح الجو الصهيوني.

كان الموقف على جبهة القناة قد تحدد بواقع أن الجيشين الثاني و الثالث مكونين من خمس فرق مشاة بتعداد 100 ألف مقاتل قد تمكنت من عبور القناة و بات من غير الممكن تغيير ذلك بسرعة كونه سيحتاج الى قوة برية مناظرة و في حين بدت جبهة الجولان خيارا عمليا أكبر أهمية بكثير حيث أن التقدم عبر سيناء كان سيستغرق وقتا و مجهودا للقوات المصرية و في حين كانت جبهة الجولان ستشكل خطورة مدمرة بحال كانت القوات السورية استطاعت من عبور نهر الآردن و مهاجمة قلب الداخل في الجليل و شمال الأرض المحتلة و فضلا عن وجود كتلة بشرية عربية في قلب الجليل يحتمل أن تبادر بالثورة و التمرد.

هاجمت طائرات سلاح الجو الصهيوني يوم 6 تشرين القوات المصرية و منيت بخسائر متتالية وصلت الى 27 طائرة في اليوم الأول بحسب مذكرات الشاذلي و بحسب القرار في قيادة الأركان فقد تقرر التركيز بصورة كثيفة على جبهة الجولان و هكذا فقد تتالت هجمات سلاح الطيران الصهيوني بصورة كثيفة على المدرعات السورية و استخدم فيها النابالم و القنابل الفسفورية مهما كانت الخسائر و فوجئ الطيارون الإسرائيليون بكثافة وصلابة الدفاع الجوي السوري و قدراته المتقدمة و كما فوجئوا بفشل إجراءاتهم الالكترونية المضادة و ذهبت كل تكتيكاتهم و مناوراتهم سدى و حتى أن محاولات التشويش كانت صواريخ سام-6 توظفها في ما يسمى التبييت لزيادة الإحكام على الطائرة المستهدفة ( homing by deceiving ).

ليل 7 تشرين كانت الأنباء السيئة بوقوع خسائر فادحة في الطائرات قد عمت الجميع و عادت قيادة العمليات في سلاح الجو الصهيوني الى اقتراح استخدام الطائرات بدون طيار لامتصاص قدرات الدفاع الجوي في جبهة الجولان و كما يبدو فقد تم ليلتها نقل كل طائرة متيسرة من هذه النماذج الى مطارات الشمال و كما نفلت جميع طائرات هيركوليز C-130 المعدلة و المخصصة لاستخدامها في إطلاق الطائرات بدون طيار و كانت بمعظمها من طراز رايان فاير بي و رايان -147 و أنواع أخرى و كما تم ليلتها نقل قوات كبيرة الى الجولان و جرت عمليات تحوير فوري على طائرات شركة العال المدنية اشتغل فيها فنيو سلاح الطيران بحيث تصبح مخصصة للشحن.

يتبع...
 
التعديل الأخير:
الحلقة الرابعة:
مجريات الحرب الجزء الثاني:
تتابعت الغارات الصهيونية على جبهة الجولان بكثافة شديدة بمعدلات غير مسبوقة و قد فاقت كل الحسابات التي كانت قد بنيت في تصورات القيادة السورية حينها و قد كانت عنيفة الى حد أن بعضا من سبطانات (مواسير) المدافع المضادة للطائرات احمرت لاستمرار الرماية بدون توقف و فعليا فقد دفع سلاح الطيران الصهيوني بأكثر من 90% من قوته الفعلية على جبهة الجولان و قد فوجىء سلاح الجو الصهيوني بضراوة المقاومة التي أبداها سلاح الجو السوري و صواريخ الدفاع الجوي و مدفعيته و خاصة الشيلكا التي رافق قسم منها تقدم الدبابات السورية.

وصلت يوم 7- و 8- و 9 كميات أخرى من الطائرات بدون طيار حملتها طائرات شركة العال و قد فوجئ الإسرائيليون بكون ما جمعه الأمريكيون منها من كل ما تيسر لم يزد على 120 طائرة و حتى أن محاولات حث الشركات المنتجة على تصنيع دفعات سريعة منها كانت بلا جدوى فقد أكد المسئولون عن الإنتاج بأنهم غير قادرين على إنتاج أي منها قبل مرور بضعة أسابيع و جرى إطلاقها بكثافة فوق جبهة الجولان و استمرت الغارات و الهجمات التي نفذها الطيران الصهيوني مستمرة من 6-12 تشرين و قد شملت الكثير من المنشآت الاقتصادية و السكنية في العمق السوري و أدت هذه الهجمات الى سقوط عدد ضخم من الضحايا المدنيين.

ترافقت هذه الغارات مع هجمات أخرى بواسطة الهيلكوبتر كان قصب السبق فيها لفريق أمريكي متمرس باستخدام صواريخ التاو على حوامات كوبرا و استطاعت من مساندة هجمات الدبابات الصهيونية و أدى ذلك الى خسائر كبيرة في الدبابات السورية طيلة أيام 6-10 تشرين و أدى لخوض الدبابات السورية قتالا تراجعيا ثم استأنفت القوات الصهيونية هجومها بحيث حققت تقدما سريعا في اليوم الأول 11- تشرين و في مساء اليوم التالي وقعت القوات الصهيونية في سلسلة كمائن قاتلة في منطقة بيت جن و سعسع و جنوبي القنيطرة و في اليوم التالي وقع على القوات الصهيونية قصف مدفعي كثيف ترافق مع هجمات كوماندو في كافة مجاور التقدم و هكذا تعطل فعليا التقدم الصهيوني.

كما تراجعت بسبب التقدم الصهيوني بطاريات الصواريخ السورية و أعادت تموضعها و تم ذلك بفاعلية غير متوقعة ليلة 10-11 تشرين و عمليا فقد فشلت المحاولات و الغارات في تدمير حائط الصواريخ السوري و الذي كانت خسائره صفرا في بطاريات سام-6 و بطاريتين سام-2 و بطارية سام-3 و 28 عربة شيلكا فقط و من ناحية رقمية فهي تعد خسائر ضحلة جدا مقارنة بأعداد الغارات الهائلة و بالخسائر الفادحة في الطائرات و الطيارين التي تكبدها الإسرائيليون و معنويا فقد كانت أكثر المشاهد إمتاعا في سماء دمشق رؤية الصواريخ تحطم الطائرات الصهيونية و أظهر فيها المدنيون روحا معنوية عالية و بالمقابل كما ظهر فيما بعد فقد سقطت طائرات صهيونية و فيها طياروها مقيدون بالسلاسل و قد صور ذلك مراسلو وكالات الأنباء العالمية في حينه.

أهم ما حملته طائرات العال في الجسر الجوي حينها كان صواريخ مضادة للرادارات من طراز شرايك المطور و حواضن حرب الكترونية من طراز ( - ALQ) و ناثرات رقائق مطورة من طراز تايس و محطات رصد الكترونية و تشويش و قنابل موجهة تلفزيونيا و قنابل انزلاقية و كما حملت معها عددا كبيرا من خبراء الحرب الالكترونية و الطيارين البدلاء بحيث تم استخدام كل ذلك بكثافة شديدة و يقدر بأن صواريخ شرايك التي أطلقت في الجولان لا تقل عن 250 صاروخا و لأسباب غير واضحة فهي لم تستطع سوى من تدمير 11 محطة رادارية سورية فقط و قد استخدمت القنابل التلفزيونية أيضا في محاولة ضرب قواعد الصواريخ و لكنها لم تحقق نجاحا يذكر فعليا و تم نجاح عملية إشباع القدرة الحدية للدفاع الجوي السوري بالتفوق العددي فعليا و ليس عن طريق أي مناحي أخرى من التفوق.

بلغت إسقاطات الصواريخ السورية لأهداف مختلفة خلال هذه الأيام 6-12 حوالي 83 هدفا مختلفا و أما التي رصدت راداريا فقد كانت حوالي 61 هدفا مؤكدا (و هو رصد كان الجميع يتصوره موثوقا) و أما سلاح الجو السوري فقد أسقط أكثر من 49 طائرة صهيونية إسقاطا مؤكدا رسميا و كما لم تحسب 17 إسقاطا في هذا الأسبوع و بعدها فقد خمدت معظم الهجمات الصهيونية لمدة حوالي ستة أيام تقريبا تراجعت بصورة لافتة و عزي ذلك الى بدء النشاط الصهيوني على جبهة القنال و النجاح الصهيوني في اختراق الدفرسوار و تدمير معظم بطاريات الصواريخ المصرية في هذا القطاع ( 44 بطارية بحسب المصادر الغربية و الصهيونية ) و من ثم عاد الى بعض النشاط أيضا و هكذا فقد بلغت مجمل الإسقاطات في فترة 13-22 تشرين رقما ليس بالكبير 28 طائرة أسقطها الدفاع الجوي و 19 طائرة أسقطتها الطائرات السورية في حينه.

مصادر البلاغات و الإبلاغ عن إسقاط طائرة من أكثر من مصدر أعطى نتائج غير صحيحة و غير واقعية و هكذا فهذه البلاغات لم تكن بالضرورة موضوعية فعليا و أما ما بعد الحرب فمن المؤكد بكون الخسائر المذكورة أعلاه بحاجة لإعادة الغربلة و هكذا سنفترض بكون الخسائر عن إسقاطات سلاح الجو السوري (حتى التي لم تحتسبها القيادة السورية صحيحة) و أية إصابات و إسقاطات رادارية ليست صحيحة كونها غاليا استهدفت طائرات بدون طيار (هي تبقى خسائر و لكنها خسائر ثانوية فعليا) :

الفترة الأولى 6-12 تشرين 1973 :

إسقاطات إجمالية بالصواريخ و الشيلكا و مدفعية م-ط 83 طائرة

تحذف الإسقاطات الرادارية حيث أنها ليست موثوقة 61 هدف جوي (طائرات بدون طيار )

إسقاطات مؤكدة لطيارين سوريين حسبت من قبل القيادة السورية 49 طائرة

إسقاطات غير مؤكدة في حينه و تأكدنا منها بعد الحرب 17 طائرة.

الفترة الثانية 13-22 تشرين 1973 :

إسقاطات إجمالية بالصواريخ و الشيلكا و مدفعية م-ط 28 طائرة أكدت راداريا و بصريا.

إسقاطات مؤكدة لطيارين سوريين حسبت من قبل القيادة السورية 19 طائرة.

يضاف الى ذلك 9 إسقاطات لطيارين عراقيين قاتلوا من المطارات السورية حينها

الأهم الذي يضاف الى رصيد 127 طائرة تم تأكيد إسقاطها على الجبهة السورية (بعضها ضربته و أسقطنه الطائرات السورية في السماء اللبنانية حيث أكد شهود عيان و مصورون صحفيون سقوط أكثر من 10 طائرات صهيونية في هذه المواجهات) و هو التأكيد على مقاربة الصواريخ لأكثر من 97 هدفا جويا أخر لكنها لم تسقط و هناك مصادر من الداخل الصهيوني تؤكد على إصابة لحقت بعدد كبير من الطائرات بينها 28 طائرة أصيبت بصواريخ من طراز سام-7 و قد تضررت لكنها لم تسقط بسبب كونها تبقى ذات تأثير ضعيف على هذه الطائرات و يبقى دور الحرب الالكترونية الأميركية فعليا كتشويش غير واضح لكنه كان فاعلا بدون شك و بصورة كبيرة بعد يوم 8 تشرين و ما تلاه.

الإضافة الأخيرة لهذه الحلقة و هي في كون الطائرات بدون طيار قد أنقذت الموقف على جبهة الجولان لكنها لم تقم بالدور ذاته على جبهة القنال و السبب ببساطة شديدة هو نفاذ أعدادها عمليا و هي كانت تجري تحضيرها كطلبات خاصة بعدد معين سنويا لصالح سلاح الجو الأميركي و لا يفتح لها خط إنتاج مستمر لأسباب اقتصادية بحتة و قد تم التأكد بكون الأمريكيين قد قاموا بالطلب الى بعض دول حلف الأطلسي لتقديم ما لديهم منها على وجه السرعة و غضب كيسنجر بشدة عندما بدأ هؤلاء الحلفاء بالمماطلة و التمنع و وضع الحجج المختلفة و هكذا فلم تصل أية شحنات جديدة منها حتى يوم 24 تشرين عبر الجسر الجوي و فضلا عن أن الأولوية كانت أيضا لأصناف قتالية أخرى بحسب متطلبات الحرب.

يتبع....
 
التعديل الأخير:
الحلقة الخامسة:
مجريات الحرب الجزء الثالث:
كانت معظم تكتيكات سلاح الجو الصهيوني في فترة 6-10 تشرين مرتجلة فعليا فهي لم تكن قادرة على تنفيذ اختراق جدي في شبكات الدفاع الجوي السوري و لم تبذل جهدا مماثلا على الجبهة المصرية لأسباب إستراتيجية و عملياتية فضلا عن تأكيدات البرقية السرية من السادات الى كيسنجر عبر حافظ إسماعيل التي أكد له فيها بكل بساطة أن مصر لا تنوي توسيع مدى الاشتباكات أو تعميق المواجهة؟؟؟؟!!!! و هكذا فقد اعتمد سلاح الجو الصهيوني على إغراق الدفاع الجوي السوري بطائرات بدون طيار بحيث يصل الى القدرة الحدية بمعنى يستطيع الطيران الصهيوني من متابعة هجماته على القوات السورية المتقدمة.

لقد ألقت الطائرات الصهيونية حينها أكثر من ألفي طن من القنابل يوميا على القوات السورية و فعليا فقد كان لذلك تأثيرا بغاية الفاعلية فقد وصفها باتريك سيل حينها بأن أيام 7و8 و9 و10 قد حولها خاصة في المنطقة الجنوبية من الجولان الى قطعة من جهنم و قد ظلت حرائق النابالم و الفوسفور مشتعلة فيها و حتى وصول قوات الأمم المتحدة يوم 24 تشرين , و كما اشتغل في القطاع الشمالي سربان من الكوبرا يقودها طيارون أمريكيون و استطاعت هذه الحوامات من إيقاف الهجوم المدرع السوري في أيام 7 و 8 و 9 و بعدها يوم 10 عملت في القطاع الجنوبي بصورة كثيفة فشنت هجمات على الفرقة المدرعة الأولى وهي كانت شبه محاصرة فعليا بقوات بيليد و لانر التي كانت قد تقدمت ليل 6 و 7 تشرين .

عندما تقرر نقل الثقل القتالي الى جبهة القنال يوم 12 تشرين فقد تحركت ليلا معظم الأسراب الجوية الى مطارات النقب و معظم أعداد حوامات كوبرا و كما تحركت معها طائرات هيركوليز التي تحمل طائرات بدون طيار و هكذا فقد تصور الإسرائيليون لأول وهلة بكون ذات الأساليب ستجدي نفعا ثم تبين بكون معظم الطائرات بدون طيار ليست قابلة لآن تستعمل مرتين و تعطلت عشرات منها أثناء محاولات إطلاقها باتجاه القناة في فترة ما بعد الظهر 13 تشرين و قد بلغ الضيق مبلغه بشارون الذي كان يحضر قواته لعملية العبور المعاكس فقد كان يتصور كل التأجيل لعملية العبور أتيا من كيدية سياسية تجاهه كونه مناصرا لتوجه سياسي معين و له بعد انتهاء عمله العسكري طموحات سياسية في حين كان الموضوع متعلقا بالقدرة الحدية لاستخدام الطائرات بدون طيار و كما عدد المنتج منها أصلا كما شرحنا ذلك سابقا.

عادت بسبب ذلك ذات الفكرة الأصلية غارات سريعة بواسطة وحدات خاصة مع دبابات تهاجم قواعد الصواريخ و تدمرها لتلقى قبولا في القيادة الصهيونية و هكذا فقد تم توزيع خرائط صور قواعد الصواريخ على القوات المكلفة بالعبور و كان الهجوم المصري فجر 14 تشرين قد تم التصدي له بنجاح كبير باستخدام حوامات كوبرا أيضا التي استخدمت صواريخ تاو بكثافة بحيث وقعت خسائر كبيرة في الفرقة 21 مدرعة بصورة خاصة و كما استخدمت القواذف البرية لصواريخ تاو من قبل أطقم أمريكية أيضا و بلغ مجمل الخسائر المصرية في الدبابات يومها بحسب مذكرات الشاذلي و بقية المصادر الميدانية نحوا من 250 دبابة و في مقابل خسائر محدودة في الدبابات الصهيونية و بعدها تيسرت للقوات الصهيونية فرصة العبور الى غربي القناة و في ليل 15-16 تشرين تم ذلك ثم توسعت الثغرة و بحسب المصادر الصهيونية فقد تقدمت القوات الصهيونية مسافة 4 كيلومترات بدون أن تلتقي جنديا مصريا واحدا و هو ما يشير الى حالة من القصور الفائق الخطورة.

حاولت قيادة سلاح الجو الصهيوني أن تجبر قيادة سلاح الجو المصري على التزام موقف دفاعي فشنت هجمات على القواعد الجوية المصرية و كانت القوة الجوية المصرية فعليا في موقف دفاعي أصلا فهي لم تهاجم المطارات الصهيونية نهائيا بعد يوم 6 تشرين و كان نشاطها الجوي دفاعيا بحتا و لم تقم بهجمات جوية جدية على القوات الصهيونية طيلة أيام 7- 15 على نطاق واسع و كان تفاعلها مع تطورات الحرب سلبيا غالبا و أتى كرد فعل فحسب و قد فكر الإسرائيليون بالتوسع في الهجمات الجوية فقصفوا بورسعيد و بور فؤاد و بعضا من المناطق المدنية أيضا كما قاموا بهجمة جوية كثيفة فيما سمي معركة المنصورة الجوية و كان الإسرائيليون متصورين بكون فشل الهجوم المدرع المصري صباحا يعطيهم بعضا من العامل المعنوي لصالحهم ضد المصريين و كانت النتيجة عكسية فقد فشل الهجوم الجوي الصهيوني فشلا مخزيا حينها.

تقدمت القوات الصهيونية بعدها و هاجمت قواعد الصواريخ بطريقة سريعة جدا و قد وصفها الشاذلي بأنها قد اعتمدت الظهور المفاجئ بقوة 7- 10 دبابات ثم تقصف هوائيات الرادارات و بقية التجهيزات و بعدها تختفي و بدا الموقف مائعا و عجزت القيادات الميدانية عن معرفة تعداد قوات العدو و تحديد مواقعها كما كانت معظم بطاريات الصواريخ عاجزة عن الدفاع ضد الهجمات الأرضية و لم تتيسر لديها أية أنواع تسليح مضادة للدبابات بسبب كون معظمها سلم الى قوات العبور و أصبحت الضفة الغربية في قطاع الجيش الثاني عارية من الدبابات و من الأسلحة المضادة للدبابات و كذلك فقد دمرت أعداد كبيرة من بطاريات الصواريخ من طرازات سام -2 و سام-3 و استعاد الطيران الصهيوني حرية الحركة و يدعي الإسرائيليون بعدها بأنهم دمروا عشرات الطائرات المصرية في معارك جوية متتالية في سماء الثغرة.

استمرت هذه العمليات حتى نهاية الحرب فعليا و كما استخدمت عمليات تشويش كثيفة ضد بطاريات الصواريخ و راداراتها و كما استطاعت من تدمير مراكز قوات الحرب الالكترونية المصرية في جبل عتاقة و أنشاص و لكن ميدانيا كنتاج فعلي فهي عجزت عن الوصول كقوات برية الى الإسماعيلية حينها و ذلك برغم نجاحها في تدمير كافة الهجمات المعاكسة المصرية و التي تمت بصورة عشوائية حينها ثم استطاعت من استغلال وقف إطلاق النار و قامت بهجوم ناجح في اتجاه الجنوب قضت فيه على القوات المصرية و اخترقتها مطوقة مدينة السويس و قوات الجيش الثالث شرق القناة و غربها و كما بدأت في ضرب قواعد الصواريخ غربا و شرقا بالمدفعية بصورة فعال فأجبرت القيادة المصرية على إخلاء سماء الدفرسوار كليا و لكنها برغم كل ذلك فقد فشلت في اقتحام السويس و في اجبار الجيش الثالث المحاصر على الاستسلام و قد بلغت الخسائر (بحسب المصادر الصهيونية و الغربية ) في بطاريات الصواريخ المصرية 44 بطارية في هذه العملية.

يتبع....
 
التعديل الأخير:
الحلقة السادسة:
مجمل الخسائر على جبهة القنال:
كما أسلفنا فلقد انقسمت الحالة العملياتية لنشاط سلاح الجو الااسرائيلي على جبهة القنال الى فترتين:

الآولى و هي فترة كمون امتدت من 6-10-1973 و الى يوم 17-10-1973
بلغت خسائر سلاح الجو الصهيوني في الفترة الآولى من الحرب 59 طائرة تقريبا وفقا لغالبية المصادر فقد كان التركيز بمعظمه على جبهة الجولان في هذه الفترة و من الواضح بكون نشاط القوة الجوية المصرية كان دفاعيا و لم تنتهز الفرصة لتقوم بأية غارات و هجمات في قلب سيناء مثلا بصورة غير طبيعية فهي بدت مستكنة فوق العادة في هذه الفترة و كما كان سلاح الجو الصهيوني قد تلقى تعليمات بعدم الاقتراب مسافة أقل من 15 كيلومترا من القناة.

الثانية و هي فترة النشاط و الفاعلية و امتدت من 17-10-1973 و حتى 27-10-1973
لا تزيد في هذه الفترة خسائر سلاح الجو الصهيوني عن 23 طائرة برغم فرط نشاطه و غالبا ما كان السبب الرئيسي لاسقاط الطائرات الصهيونية هو الطيارون المصريون و كما لعب الشيلكا دورا بارزا أيضا و خاصة في منطقة الثغرة أيضا و خاصة أن سلاح الجو الصهيوني قد ركز نشاطه فيها بصورة كبيرة و يدعي الصهاينة بأنهم قد أسقطوا عشرات الطائرات المصرية في اشتباكات جوية فوق الثغرة و يقر الفريق الشاذلي بأن القوة الجوية المصرية قد خسرت 10 طائرات في معركة جوية واحدة بدون تحديد لمجمل الخسائر في هذه الفترة.

كما استمر سلاح الجو الصهيوني في الهجمات على مدينة السويس المحاصرة أيام 25-27 تشرين 1973 بعد وقف اطلاق النار الذي خرقته القوات الصهيونية و تمكنت من تطويق الجيش الثالث حينها و يذكر الفريق الشاذلي بأن ذلك كله كان انتقاما من فشل القوات الصهيونية في اقتحام السويس و ضراوة المقاومة المصرية التي عجز عن التغلب عليها.

و هكذا فقد كان مجمل الخسائر على الجبهة المصرية 82 طائرة من مختلف الآنواع بما فيها عدد من طائرات الهيليكوبتر أيضا و هي تبقى خسارة ضخمة فعليا رغم كونها تبدو ضئيلة بعض الشيء مقارنة بحجم قوة الدفاع الجوي المصري الضخمة (150 كتيبة دفاع جوي) و هناك تصورات بأكثر من 17 طائرة قيدت على أنها احتمال أسقطها طيارون مصريون و لكن قيادة سلاح الجو المصري لم تحتسبها و كما ان هناك 6 طائرات تحطمت في حوادث جوية كما تدعي المصادر الصهيونية منها كما يبدو طائرتا هيركوليز كانت تقومان باطلاق طائرات بدون طيار ثم ارتطمتا ببعضهما البعض كما يؤكد ذلك مرجع فرنسي كان موجودا في قاعدة المليز الجوية حينها.

يتبع....
 
هناك تصورات بأكثر من 17 طائرة قيدت على أنها احتمال أسقطها طيارون مصريون و لكن قيادة سلاح الجو المصري لم تحتسبها
asd
عفوا أستاذ سيف
ماهو السبب؟؟
طائرتا هيركوليز كانت تقومان باطلاق طائرات بدون طيار ثم ارتطمتا ببعضهما البعض كما يؤكد ذلك مرجع فرنسي كان موجودا في قاعدة المليز الجوية حينها.
سؤالي هنا متى حدث ذلك و هل هذا ضمن أسباب فشل استخدام طائرات بدون طيار على الجبهة المصرية؟
 
asd
عفوا أستاذ سيف
ماهو السبب؟؟

سؤالي هنا متى حدث ذلك و هل هذا ضمن أسباب فشل استخدام طائرات بدون طيار على الجبهة المصرية؟

الدكتور محمود

عمليا هناك قواعد معينة لتقييم و اصدار بيان اسقاط طائرة معادية بواسطة الطيار و من المؤكد بكون سلاح الطيران المصري لديه قواعد مشابهة للقواعد المتبعة في سلاح الطيران السوري ألا و هي مدرجة كالتالي:

1-صورة ملتقطة من الكاميرات الملحقة بالطائرة فيها لقطة للطائرة المعادية توضح تدميرها.
2-نسخة الكترونية من الداتا الرادارية مفرغة على قاعدة البيانات من كمبيوتر التحكم بأنظمة التسليح و التسديد.
3-صورة ملتقطة من كاميرات أحد مقاتلات السرب الصديق بذات المواصفات.
4- صورة ملتقطة من الآرض بواسطة مواقع مراقبة صديقة بذات المواصفات.
5-حطام الطائرة المعادية مثبت بمحضر مشاهدة مقدم من قيادة أقرب موقع عسكري مرفق بصورة الحطام.
6-صورة ملتقطة لطيار معاد معلق بمظلة و توضح التاريخ بمحضر موقع من أقرب موقع عسكري أو صورة بقايا مقعد قاذف و مظلة.
7-محضر القاء قبض على طيار عدو من أي موقع عسكري مسلم الى الشرطة العسكرية أو الآمن العسكري.
8-شهادة موقعة من ثلاثة طيارين تؤكد اسقاط طائرة معادية أو أكثر توضح التاريخ و الموقع .
9-جثة طيار أو أكثر من طياري العدو مع محضر استلام أصولي مثبت معه محضر طبي و أية وثائق تثبت هوية الطيار العدو.
10-عشرة بيانات مدنية مسجلة بمحاضر شرطة في موقع سقوط الطائرة-الطيار ترفع أصولا عن طريق وزير الداخلية الى رئاسة الآركان قسم تسجيل حوادث.

بناء على واحدة أو أكثر من هذه المتطلبات يحتسب اسقاط الطائرة المعادية و في سلاح الطيران السوري هناك ثمانية طيارين أسقطو عددا كبيرا من الطائرات الصهيونية 5 طائرات و أكثر.
طبعا قد يتصور البعض بأنه من السهل اثبات ذلك و لكنه فعليا مستحيل أحيانا كثيرة فالطيارون مشغولون بالتركيز على مواجهة طائرات العدو و قد يكون الوضع أصعب عندما يكون عدد طائرات العدو أكبر فبحال أسقط أي طيار طائرة معادية ثم أصيبت طائرته و سقطت فمن غير الممكن غالبا له اثبات ما حدث سابقا و لقد تكرر ذلك مع عدد ليس بالقليل من الطيارين السوريين و من المؤكد أن ذلك قد جرى أيضا مع عدد من الطيارين المصريين و يؤكد صديق المنتدى الآستاذ مهيد عبيد في حديث جرى سابقا بأن هذا قد حدث مع 11 طيارا مصريا على الآقل و مع 18 طيارا سوريا أيضا.

لجهة السؤال الثاني فقد اتصلت بالآستاذ مهيد عبيد هاتفيا و قد قال لي بأن حادث اصطدام طائرتي هيركوليز قد وقع في صباح يوم 13 تشرين حيث خطط الصهاينة لشن هجوم واسع على شبكة الدفاع الجوي المصرية فانتهت عمليات ذلك اليوم الى فشل ذريع و المصدر الفرنسي الذي كان يعمل في مطار المليز كفني صيانة على مقاتلات الميراج التي تضطر للهبوط في القاعدة بحال تعطلت أو أصيبت و أتى بلاغ باحتمال هبوط اضطراري لل سلحفاة و هو اسم رمزي يستخدم حينها لكي يعرف عن طائرة هيركوليز و بأن العدد هو اثنتان ثم أى تصحيح للبلاغ يقول بأن عليهم البحث عن حطام طائرتي سلحفاة و قد عرف المصدر من فنيين أخرين بأن عمليات اطلاق طائرات بدون طيار كانت قد بدأت يومها من مطار شمالي ايلات و قد فشلت بصورة متكررة يومها ثم وقع حادث تصادم بين طائرتين فسقطتا و قتل جميع من كان على متن الطائرتين كما تكرر الفشل يوم 14 تشرين فقد كان يفترض أن ترافق الغارات الجوية على المطارات المصرية هجمات واسعة من الطائرات بدون طيار لكنها فشلت جميعها تقريبا.

 
الحلقة السابعة:
الآساليب القتالية التي استخدمها سلاح الطيران الصهيوني في حرب 1973

كان هناك قبل الحرب حالة غير طبيعية من المزاج الفوقي و العنتري ادعى فيه سلاح الجو الصهيوني لنفسه بتفوقه الكاسح على سلاحي الجو المصري و السوري و فعليا فقد كان هناك وجود فعلي لهذا التفوق و لكن تصورات القيادات الصهيونية لهذا التفوق و سعيها الى تضخيمه بغية ارهاب سورية و مصر و غيرهم عن شن الحرب و لكن ذلك شكل حالة غريبة من الخداع الذاتي الى حد تصور ساذج بكون كافة التحضيرات السورية المصرية للحرب لن تقود اليها و الى أن أية صنوف تسليح جديدة لن تقود الى كسر هذا التفوق أيا كانت.

عندما وصل بلاغ الاستنفار و في فجر يوم 6 تشرين عام 1973 فقد حلقت معظم طائرات سلاح الجو الصهيوني لتغطي سماء الاجواء كمظلة جوية تحمي الداخل الصهيوني و المواقع الحيوية و هكذا فقد اضطر سلاح الطيران السوري الى الغاء عمليات القصف على مطارات الشمال و الجليل و هي سبعة مطارات بحسب الخطة و كما خلقت عشرات الطائرات محملة بالقنابل بانتظار التعليمات عن أهداف الهجوم و و لكن ذلك تأخر فعليا حتى الساعة 3:15 بعد ظهر ذلك اليوم و هكذا فقد اندفع الطيارون الصهاينة يهاجمون الجسور و محاولات مدها على القناة و يحاولون قصف الدبابات السورية التي تقتحم دفاعات الجولان و فوجىئ الطيارون الصهاينة بفشل أجهزة التشويش المزودة بها طائراتهم و بأن صوت التحذير الذي كانوا يسمونه أغنية سام لم يصدر من هذه الآجهزة.

فشلت معظم التكتيكات التي حاول الطيارون الصهاينة القيام بها لاختراق الشبكات الدفاعية و كما ظهر بأن أجهزة من نوع alq-27 لم تستطع من التشويش بصورة خاصة على توجيه رادارات سام-6 كفادرات و تبين بكون موجة التوجيه المستمرة C,W كانت تضمن الاطباق على الهدف كما تبين بكون مشاعل التضليل كبالونات حراراية قد فشلت أيضا في منع الاطباق النهائي على الطائرات و كذلك فلقد كان التشويش مشكلة جديدة حيث كان سام-6 قادرا على توظيف ذلك لزيادة الدقة H.B.D التبييت باستخدام التشويش كما لجأت الطائرات الصهيونية الصهيونية للمناورة و المراوغة ففوجئت بكثافة أعداد البطاريات فالتملص من مجال بطارية صواريخ يوقعها في مجال بطارية أخرى و عندما عاد الطيارون الصهاينة للهبوط الى ارتفاعات منخفضة بصورة أكبر فوجئوا بقوة مدفعية الشيلكا ZSU-23-4 فكانت تثير الذعر فيهم.

و بعد محاولات متكررة فاشلة قرر الصهاينة كبداية التركيز كما أسلفنا على الجبهة الشمالية و كما تبين لهم أيضا بكون المستوى النوعي للطيارين السوريين و المصريين هو أعلى بكثير من تصوراتهم المزعومة و هكذا فقد كانت الخسائر طيلة أيام 6-7-8 تشرين كارثية بكافة المقاييس و هي كانت شبيهة بنكبة عسكرية لا مهرب منها فعليا و لا حل سوى الاستمرار بها و ذلك برغم وصول دفعة كبيرة من المعدات الالكترونية المتطورة و برغم بدء اطلاق أعداد كبيرة من الطائرات بدون طيار على الجبهة السورية و بحسب محمود عزمي فلقد خسر سلاح الطيران الصهيوني بحسب الباحث محمود عزمي 80 طائرة و هي الدراسة التي نشرت في مجلة الفكر الاستراتيجي العربي العدد السادس عام 1983 و هي دراسة بلا شك تستحق التقدير بحسب المصادر المتيسرة حينها و طبعا فحاليا المصادر المتيسرة تؤكد بكون الخسائر الصهيونية هي تصل الى حوالي 152 طائرة في هذه الفترة على الجبهتين.

يبدو أن ماوصل الكيان الصهيوني تضمن عددا من محطات الحرب الالكترونية و عددا من الرادارات المتطورة و أجهزة الرصد و أكثر من 150 طيارا مجربا و نحو 300 صاروخ شرايك مضادة للرادارات و صواريخ من أنواع أخرى و كما هبطت مقاتلات من أنواع متطورة أقلعت من قواعد في تركيا و قبرص و فيما بعد وصلت أعداد كبيرة منها مفككة أيضا بالجسر الجوي الآميركي و منها :

92 F-4G Advanced Wild Weasel

A-4 N ,H Sky Hawk 78
C-130 Hercules 5

و كما تؤكد مصادر فرنسية وصول طائرات ميراج من جنوب أفريقيا بطياريها و عددها 50 طائرة وصلت ليل 8-9 تشرين أيضا و كما وصلت حواضن الكترونية متطورة من ALQ-55 و باعثات رقائق متقدمة و كذلك أجهزة رصد صواريخ ركبت على طائرات هيليكوبتر كما عرف فيما بعد و فوق ذلك أعداد من الطائرات بدون طيار تقدر بنحو 80 طائرة و كل هذا بمعظمه كان قد وصل على متن طائرات العال و طائرات أخرى مستأجرة صباح يوم 8 تشرين و استخدم بكثافة على الجبهة السورية حينها طيلة أيام 8-9-10-11-12 ثم تبين أن عمليات الاختراق على الجيهة السورية لا يمكن الاستمرار فيها عمليا بسبب ضراوة الكمائن السورية و بسبب قوة و كثافة الدفاع الجوي السوري و عدم استطاعة القوة الجوية الصهيونية اختراقه فعليا بصورة واسعة سوى مع عمليات محدودة فحسب و استمرار الخسائر بلا مبرر.

يتبع....
 
التعديل الأخير:
الآخ أحمد
فيديو جميل لكن لا علاقة له فعليا بالموضوع المنشور؟؟؟؟
فهو أوسع نطاقا من الموضوع تقريبا
و فعليا فتجربة الدفاع الجوي المصري هي تجربة واسعة و بالغة الآهمية
 
الآخ أحمد
فيديو جميل لكن لا علاقة له فعليا بالموضوع المنشور؟؟؟؟
فهو أوسع نطاقا من الموضوع تقريبا
و فعليا فتجربة الدفاع الجوي المصري هي تجربة واسعة و بالغة الآهمية

هو يريد ارشادك سيد دمشقى لتلك الصوره الماخوذه من هذا الفيديو الرسمى للقوات المسلحه المصريه علها تساعدك ف الموضوع

36380509_944273745743420_8178775298284716032_n.jpg


..الفيديو بالمناسبه نشر البارحه فقط احتفالا بالعيد السنوى لقوات الدفاع الجوى​
 
هو يريد ارشادك سيد دمشقى لتلك الصوره الماخوذه من هذا الفيديو الرسمى للقوات المسلحه المصريه علها تساعدك ف الموضوع

مشاهدة المرفق 29093

..الفيديو بالمناسبه نشر البارحه فقط احتفالا بالعيد السنوى لقوات الدفاع الجوى​
asd
سؤال لك أخ رامفير
هل ٣٢٦ طائرة هي خسائر الطيران الصهيوني على جبهة القنال أم على الجبهتين؟
 
asd
سؤال لك أخ رامفير
هل ٣٢٦ طائرة هي خسائر الطيران الصهيوني على جبهة القنال أم على الجبهتين؟
الجيش المصرى لا ينشر اى معلومات عن الجبهه السوريه
الطائرات انواع مختلفه ومنها المروحيات والنقل والمقاتلات يعنى العدد ليس كله مقاتلات
 
الآخ أحمد
فيديو جميل لكن لا علاقة له فعليا بالموضوع المنشور؟؟؟؟
فهو أوسع نطاقا من الموضوع تقريبا
و فعليا فتجربة الدفاع الجوي المصري هي تجربة واسعة و بالغة الآهمية
الفديو بدايته عن تكوين الدفاع الجوى وبعد ذلك يتحدث عن خسائر العدو فى حرب اكتوبر وبعد ذلك يتحدث عن تطوير الدفاع الجوى بعد حرب اكتوبر
اردت ان اشاركك الجزء الخاص بحرب اكتوبر
 
هو يريد ارشادك سيد دمشقى لتلك الصوره الماخوذه من هذا الفيديو الرسمى للقوات المسلحه المصريه علها تساعدك ف الموضوع

مشاهدة المرفق 29093

..الفيديو بالمناسبه نشر البارحه فقط احتفالا بالعيد السنوى لقوات الدفاع الجوى​
الفديو بدايته عن تكوين الدفاع الجوى وبعد ذلك يتحدث عن خسائر العدو فى حرب اكتوبر وبعد ذلك يتحدث عن تطوير الدفاع الجوى بعد حرب اكتوبر
اردت ان اشاركك الجزء الخاص بحرب اكتوبر
الفيديو جميل جداو لكن أعتقد أنه بالاخراج كان الآفضل التوسع في تفصيلات بعض المقابلات مثلا فهو أقرب لكونه دعائي و ليس وثائقي فعلي حيث أن تجربة و تاريخ الدفاع الجوي المصري يعد حالة خاصة فهو حينها (عشية حرب 1973 ) كان أكبر من كل قوات الدفاع الجوي العربية و التركية و الصهيونية مجتمعة
 
الفيديو جميل جداو لكن أعتقد أنه بالاخراج كان الآفضل التوسع في تفصيلات بعض المقابلات مثلا فهو أقرب لكونه دعائي و ليس وثائقي فعلي حيث أن تجربة و تاريخ الدفاع الجوي المصري يعد حالة خاصة فهو حينها (عشية حرب 1973 ) كان أكبر من كل قوات الدفاع الجوي العربية و التركية و الصهيونية مجتمعة
ده فيلم عن حياه المشير محمد على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى منذ 1968 وحتى 1975


ودى فديوهات خاصه بالدفاع الجوى

https://www.youtube.com/watch?time_continue=2&v=pCIpVGhEn5A

https://www.youtube.com/watch?time_continue=14&v=v-lfK-pNAv8

https://www.youtube.com/watch?time_continue=3&v=gY5Nvdz5eLY

https://www.youtube.com/watch?time_continue=2&v=ajV9AgbgE74





 
التعديل الأخير:
ده فيلم عن حياه المشير محمد على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى منذ 1968 وحتى 1975


ودى فديوهات خاصه بالدفاع الجوى

https://www.youtube.com/watch?time_continue=2&v=pCIpVGhEn5A

https://www.youtube.com/watch?time_continue=14&v=v-lfK-pNAv8

https://www.youtube.com/watch?time_continue=3&v=gY5Nvdz5eLY

https://www.youtube.com/watch?time_continue=2&v=ajV9AgbgE74






ممتاز يبدو أني قد نجحت في تشغيلكم قليلا يا جماعة
يعني اعملوا همة شوية نريد موضوعات غنية عن الجيش و الطيران و البحرية المصرية تكون واسعة و غنية
شكر أخ أحمد
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى