ضابط المخابرات السوفيتي الذي خدع المخابرات الأميركية مرتين

السيف الدمشقي

عميد

أقلام المنتدى
ٍVIP
إنضم
27 فبراير 2015
المشاركات
6,581
مستوى التفاعل
29,324
النقاط
113
هذه الحادثة الدراماتيكية و التي وقعت أوسط الثمانينات اعتبرت أحد أكبر التمثيليات المخادعة في تاريخ الحرب المخابراتية بين المخابرات السوفيتية كي جي بي و الاميركية سي أي اي.

لقد حظيت هذه الحادثة بتغطية اعلامية كبيرة و اثارت ضجة واسعة لغرابة أحداثها و الى حالة الجرأة الغير عادية التي أبداها ضابط المخابرات السوفيتية الذي قام بدور البطولة فيها.

أدت هذه الحادثة الى صدمة كبرى في جهاز المخابرات الأميركي برمته و قد أحيل الى التحقيق بسببها نحو 26 ضابطا و مدنيا في أجهزة المخابرات الأميركية و انتهت التحقيقات الى فصل عدد منهم و الى نقل الباقين الى وظائف مدنية.

حاولت وسائل الاعلام الأميركية الكذب في القصة بيأس لافت حينها فادعت أن يورتشنكو تراجع عن الانشقاق كونه اكتشف أن المرأة التي أحبها تخلت عنه و ادعوا أيضا أنه مريض نفسيا و مصاب بانهيار عصبي ..الخ من الروايات الهزلية.

عادت بعدها بفترة فاخترعت ذات القصة المعتادة بكونه أعدم و لقي تعذيبا وحشيا و بأن اسنانه حفرت بدون تخدير و روايات و خزعبلات كثيرة و طبعا تبين كذب كل ذلك عندما سمح له بمقابلة الصحفيين الغربيين و أظهر أسنانه سليمة ما عدا ضرس واحد محشو بمنتهى الاستهزاء

تلقى فيتالي يورتشنكو وسام الراية الحمراء و رصع اسمه في لوحة الشرف في مقر المخابرات على دوره الفذ و شجاعته النادرة في القيام بهذه المغامرة الفائقة الخطورة حينها.

مغامرة يورتشنكو البطولية:

28 يوليو 1985 كان يورتشنكو مسئولاً عن دائرة مكافحة التجسس في الادارة الرئيسية الأولى لجهاز الـ «كي.بي.جي» ويومها وصل فجأة وبدون اخطار مسبق الى العاصمة الايطالية. وكان سبب ذلك رسمياً هو التحضير لوصول وفد من العلماء الروس سيشاركون في ندوة عالمية بصقلية حول الأسلحة النووية. وفي 2 أغسطس ترك الضابط السوفييتي منزل السفير السوفييتي وأخذ سيارة اجرة باتجاه متاحف «الفاتيكان» وحينئذ تحول قدره إذ بعد ساعتين ذهب الى السفارة الاميركية، حيث استقبلته عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، ووقع طلباً للجوء السياسي، وركب سراً طائرة أقلته الى الولايات المتحدة. اهتم الأميركيون بالقادم، إذ لم يكن شخصاً عادياً، فبعد ان بدأ حياته المهنية كمسئول عن مكافحة التجسس داخل القوات المسلحة السوفييتية، شغل منصب ضابط العمليات في الدائرة الخاصة في اسطول البحر الاسود، ثم منصب مستشار للأسطول المصري في الاسكندرية وفي عام 1975 ضابط أمن السفارة السوفييتية في واشنطن.

وفي عام 1980 ترك يورتشنكو السفارة السوفييتية في واشنطن ليعود الى الادارة المركزية للـ «كي.جي.بي» ويعمل كمسئول في دائرة مكافحة التجسس، وهو المنصب الذي احتفظ به حتى عام 1985، حيث قرر الهروب الى الغرب.

وخلال الأشهر التي سبقت سفره الى ايطاليا يبدو انه واجه بعض المشكلات ذات الطبيعة العاطفية. كان متزوجاً منذ عام 1958 لكنه أقام علاقة عاطفية مع فالنتينا بوركوفسكي زوجة القنصل السوفييتي العام في مونتريال. ولا أحد يعرف ما كشفه الهارب من أسرار لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، فالمعلومات التي تسرّبت حول الموضوع متناقضة.

يقول البعض انه ربما كان أحد أفضل المصادر لدى وكالة الاستخبارات الأميركية منذ سنوات، بينما يؤكد آخرون انه لم يبح إلا ببعض المعلومات الثانوية، ولم يكشف للأميركيين سوى بعض القضايا «الميتة» من وجهة النظر السوفييتية. هناك قناعة واحدة هي انه هو الذي كشف هوية الجاسوس السوفييتي ادوارد لي هوارد. وفي مطلع اكتوبر 1985 سمح الاميركيون ليورتشنكو بالذهاب الى مونتريال لزيارة عشيقته، لكن فالنتينا أخبرته بأنها لا تريد أبداً التخلي عن زوجها، فعاد العميل السابق للـ «كي.جي.بي» لواشنطن مأزوماً ومصاباً بانهيار عصبي. وبتاريخ 2 نوفمبر اقترح على عنصر الاستخبارات الاميركية المكلف بحمايته ان يذهبا الى أحد المطاعم القريبة من مقر السفارة السوفييتية، وعندما كانا يتناولان الوجبة قال يورتشنكو لصاحبه: «سأغيب عشر دقائق، وإذا لم أعد فهذا لن يكون بسبب خطأ صدر عنك». لقد ذهب سيراً على الأقدام إلى السفارة السوفييتية ليعلن بعد يومين في مؤتمر صحافي بأنه تم تخديره وخطفه من قبل أجهزة الأمن الاميركية. وبتاريخ 6 نوفمبر عاد الى موسكو تاركاً وراءه وكالة الاستخبارات المركزية موضع سخرية الكثيرين.

بعد فترة قصيرة من الزمن دلّت اشاعات الى انه قد تم اعدامه وبأن اسرته قد تلقت، حسب التقاليد المتبعة، فاتورة بقيمة الرصاصات التي تم استخدامها لقتله. لقد تندّرت الصحافة الغربية بالقصة حتى ظهر الميت حياً، بل ومضى يعطي مقابلات صحافية. ومن فترة لأخرى، خلال السنوات اللاحقة كان يعود للظهور أحياناً بأوامر من الـ «كي.جي.بي» لكن لم يشرح أحد السر الحقيقي لعملية فراره الى وكالة الاستخبارات وعودته منها خلال أشهر معدودة، مع ذلك لعل الاحتمال الأكبر هو انه لو كان «يورتشنكو» هارباً حقيقيا فلربما انه كان قد لقي نفس المصير الذي يخبئه جهاز الـ «كي. جي. بي» للخونة.

المدهش أيضا أنه بعد سنوات طويلة ظهرت العاشقة المزعومة في مقابلة تلفزيونية روسية و كشفت بأن الموضوع برمته كان خدعة تم ترتيبها قبلا حيث أن الطلاق بينها و بين زوجها كان قد وقع فعليا منذ 3 سنوا ت أصلا و لكن نظرا لظروف كثيرة فقد استمرا بالحياة بسبب ضرورة تربية الأطفال حتى عمر مناسب و ليس لأي سبب أخر و أنها وعدت بحال تفذت هذه العملية فسيتم نقلها الى موقع تختاره مع الطفلين و هذا ماحدث.
 
رن هاتف منزل العميل الخاص بمكتب التحقيقات الفيدرالي «مايكل رشفورد» في منتصف ليل 2 أغسطس 1985، سمع صوت مشرف مكتب التحقيقات الفيدرالي يقول له :«هناك طائرة قادمة، مُنشق رفيع المستوى».
في اليوم السابق، كان قد دخل رجل سوفيتي إلى القنصلية الأمريكية في روما، أخبر المسؤولين الأمريكيين أنه كان كولونيلًا في الكي جي بي ويريد الهروب إلى الولايات المتحدة، وعد الرجل بكشف الأسرار السوفيتية مقابل حياة جديدة في الغرب، الآن كان من المقرر أن تهبط طائرته في قاعدة أندروز الجوية، بعد أن أمره «رشفورد» بالذهاب إلى القاعدة الجوية، ومقابلة محلل CIA يدعى «ألدريتش أميس»، ومعرفة ما يعرفه هذا المنشق.
كانت هذه بداية أكثر القصص إثارة من ملفات المخابرات المركزية الأمريكية والسوفيتية، وإثارتها لأن لا أحد يعرف كيف تمت حتى اليوم.
كان «رشفورد» عميلًا شابًا يبلغ من العمر 30 عامًا ولديه معرفة عملية باللغة الروسية. بعد وصوله إلى «أندروز»، اكتشف أن طائرة «فيتالي» قد هبطت بالفعل وأن «أميس» نقله بعيدًا إلى منزل آمن تابع لوكالة المخابرات المركزية في فيرجينيا، عندما وصل رشفورد إلى هناك، وجد أميس، وهو رجل نحيف يرتدي نظارة كبيرة الحجم وشارب كثيف يعمل في مكتب وكالة المخابرات المركزية في الاتحاد السوفيتي يتحدث مع رجل آخر بدا أنه في أواخر الأربعينيات أو أوائل الخمسينيات من عمره. كان لديه شعر أشقر، وشارب مقود، وبنية رياضية، رغم أنه لم يكن طويل القامة. كانت هناك ندبة ظاهرة في يده اليمنى، واسمه هو العقيد فيتالي يورتشينكو من المخابرات السوفيتية.
كان ضباط المخابرات الأمريكية قد بدأوا بالفعل في استخلاص المعلومات منه باستخدام جهاز تسجيل. لم يكن بحاجة إلى الكثير من التحفيز، بدأ الكولونيل KGB في إفشاء عدد من الأسرار السوفيتية المذهلة، وبدأ حديثه يكشف لهم الأسرار.
لعدة أشهر، كان الأمريكيون يشتبهون في احتمال وجود جاسوس KGB داخل إحدى وكالات استخباراتهم. كان من الممكن أن يفسر ذلك العديد من الأحداث المحيرة، لا سيما الاعتقال المفاجئ قبل شهرين من جاسوس وكالة المخابرات المركزية الأكثر قيمة في الاتحاد السوفيتي، وهو متخصص في الطيران يُدعى أدولف تولكاتشيف.

في أول ساعتين أو ثلاث ساعات في المنزل الآمن في فيرجينيا، كشف «يورتشينكو» عن وجود ليس خائنًا واحدًا، بل اثنين من ضباط المخابرات الأمريكية الذين كانوا يسرقون أسرارًا أمريكية لصالح المخابرات السوفيتية. قال إنه لا يعرف أسمائهم، لكنه أعطى مقدمي المعلومات ما يكفي من المعلومات لبدء البحث. قال إن أحدهم كان محللًا في وكالة المخابرات المركزية – وهو رجل أطلق عليه جهاز المخابرات السوفيتية «السيد. روبرت». وكان الآخر موظفًا في وكالة الأمن القومي، وهي المنظمة التي تعترض الاتصالات الخارجية وتقرأها.

في اليوم التالي، وصل محلل وكالة المخابرات المركزية كولين طومسون إلى المنزل الآمن في فيرجينيا، وانضم إلى ألدريتش أميس ومايكل روتشفورد، وعندما تولى أميس مهمة جديدة، أصبح «طومسون» هو المسؤول عن يورتشينكو، بعد أن خدم في فيتنام لصالح وكالة المخابرات المركزية ، فحص طومسون الجاسوس الروسي بعين متمرسة.
لم يكن متأكدًا في البداية مما إذا كان يورتشينكو يقول الحقيقة أم يكذب، فكان محققيه كثيرا ما يطرحون عليه اسئلة يعلمون بالفعل الإجابات، بمثابة اختبار لمعلوماته.

طلبوا منه أن يثبت حسن نيته بأن يصف مسار حياته المهنية بالتفصيل أثناء عمله في المخابرات السوفيتية، قال أنه في شبابه، خدم في البحرية السوفيتية، حيث حصل على ندبة في يده اليمنى، في حادث ونش. ثم في منتصف السبعينيات، انضم إلى KGB كضابط أمن في مقرها بواشنطن ، والمعروف باسم Rezidentura ، الواقع في الطابق العلوي من السفارة السوفيتية في شارع 16، وهو مبنى يضم حوالي 100 مسؤول وموظف سوفيتي، 40 منهم من جواسيس وموظفي KGB عمل هناك لعدة سنوات حتى تم نقله إلى منزله في موسكو في عام 1983. على الرغم من أنه لم يصل أبدًا إلى أعلى مستويات KGB، فقد منحته اتصالاته إمكانية الوصول إلى الكابلات والقيل والقال والأسرار العميقة.

قام العملاء بفحص مزاعم يورتشينكو مقابل المعلومات المتاحة، يتذكر روتشفورد: «كل ما قدمه لنا كان يمكن التحقق منه من مصادر أخرى، والأشياء الجديدة كانت مذهلة».
بشكل عام، كشف «يورتشينكو» عن تفاصيل مهمة حول أصول من 55 إلى 60 KGB في أمريكا، كان مكتب التحقيقات الفيدرالي على علم ببعض هذه الأصول بالفعل، أضاف يورتشينكو معلومات جديدة إلى ملفات القضية – وكان بعضها جديدًا تمامًا.

بسبب الروسي.. المخابرات الأمريكية تطارد محلل الأمن القومي

كان أحد العميلين الذين حددهما يورتشينكو هو محلل وكالة الأمن القومي الذي حذر المخابرات السوفيتية في الماضي من برنامج أمريكي لاعتراض الاتصالات السوفيتية ، وهو جهد متطور ومكلف أطلق عليه اسم Ivy Bells. بدءًا من أوائل السبعينيات، حيث قامت الوكالات الأمريكية بتركيب سلسلة من التنصت على كابلات الاتصالات تحت البحر التي استخدمها السوفييت، وهي محاولة تضمنت إرسال غواصات أمريكية وغواصين في أعماق البحار إلى المياه السوفيتية المتجمدة. حوالي عام 1980، اكتشف السوفييت ودمروا أجهزة التنصت، والآن يعرف الأمريكيون السبب: «لقد خان هذا العميل وكالة الأمن القومي».


لماذا اختار أن يخون الروس؟
بعد أسابيع من الأستجواب، ألقى العميل الروسي تلميحات حول سبب اتخاذه هذه الخطوة، قال الأشياء التي يتوقع الأمريكيون سماعها – بأنه لم يعد يؤمن بالشيوعية، وأنه يرى أن المخابرات السوفيتية كانت فاسدة – لكن دوافعه الرئيسية بدت شخصية.
قال أنه لم يكن هناك شيء يبقيه في الاتحاد السوفياتي. كان لديه زوجة لا يحبها وابن مضطرب يبلغ من العمر 16 عامًا، توفيت والدته مؤخرًا بسبب سرطان المعدة، أخبرهم أنه مصاب بمرض السرطان، من نفس النوع الذي قتل والدته، وبأنه ليس أمامه عمر طويل.

في مقابل تعاونه، طلب من الأمريكيين المال، ووعد بالحفاظ على سرية انشقاقه، موضحًا أنه طالما لم يتمكن النظام القانوني السوفيتي من إثبات أنه خائن، فلن ينتقم جهاز المخابرات السوفيتية من الزوجة والابن اللذين تركهما وراءه. وافق الأمريكيون ووعدوه أيضًا بدخل ثابت ورعاية صحية مجانية مدى الحياة إذا بقي. بدا الأمر وكأنه صفقة معقولة.
يقول روتشفورد: «لقد أحببت حقًا اليورتشينكو، إحساسي هو أنه كان شخصًا منفتحًا للغاية، عنيدًا، وذو خبرة، وأراد حقًا تصحيح التفاصيل، لم أنظر إلى دوافعه الأنانية أو أي شيء آخر. لم أهتم. قلت: «هذا مصدر كان ودودا وبطريقة غريبة، كان يحب التدريس. كان يحاول أن يعلمنا عن المخابرات السوفيتية».

أوضح يورتشينكو للأمريكيين كيف هندست المخابرات السوفيتية حملات الابتزاز والدعاية للتأثير على الانتخابات والرأي العام في العديد من البلدان، وكيف كان لها عملاء مؤثرون في كل مكان.
حتى أن يورتشينكو أخبر الأمريكيين كيف تعامل الـ KGB مع المنشقين إلى الغرب، حيث كان دائماً يحاول السوفيت إقناع المنشقين بتغيير رأيهم – لإعادة الانشقاق إلى السوفيت مرة أخرى، حيث كانت إعادة الانشقاق ذات قيمة بالنسبة للـ KGB لأنها تلقي بظلال من الشك على نزاهة أي منشق في المستقبل.
 
ما بعد الهروب: الوحدة والمرض يطاردان العميل الروسي

بعد شهر من إفشاء الأسرار لمعالجيه الأمريكيين، بدأت الحالة الصحية لـ «يورتشينكو» تسوء، وبدأ يشكو من وحدته، شعر العملاء «كولين طومسون» و«ميلتون بيردن» أن «يورتشينكو» ربما يفتقد رفقة أنثى، لكن «يورتشينكو» لم يكن مهتمًا بالنساء، كان يريد امرأة معينة، هي عشيقته من أواخر السبعينيات، عندما كان مقيماً في واشنطن – طبيبة أطفال سوفيتية تدعى «فالنتينا يريسكوفسكي». كانت تعيش الآن في مونتريال مع زوجها الدبلوماسي السوفيتي. قال «يورتشينكو» إنه يريد الذهاب إلى كندا، ليقنع عشيقته بالقدوم معه إلى أمريكا. يقول «طومسون» إن حلمه كان العيش في منطقة نائية نسبيًا في الولايات المتحدة مع امرأة ناطقة بالروسية يمكنها الاعتناء به»، وبالفعل عملت المخابرات المركزية على جمعه بعشيقته، التي رفضت ووصفته بالخائن.

ساءت الأمور بالنسبة لـ«يورشنكو»، وفي أحد الأيام في مونتريال التقط إحدى الصحف ولاحظ قصة حول كيف قامت وكالة المخابرات المركزية (CIA) بإلقاء القبض على منشق سوفيتي كبير، سرب شخص ما تفاصيل قضية «يورتشينكو» (وإن لم يكن اسمه بالضبط) للصحافة. اشتبه العملاء في أن التسريب ربما جاء مباشرة من مدير وكالة المخابرات المركزية «وليام كيسي». كان «يورتشينكو» غاضبًا. قال لكولين طومسون: «لقد خنتني وخنت عائلتي».

في محاولة يائسة للحفاظ على تعاون «يورتشنكو»، وضع الأمريكيون خطة أكثر غرابة: رحلة برية لمدة أسبوعين عبر الجنوب الغربي. طاروا من واشنطن إلى فينيكس، ستة رجال هدفهم هو إخراج «يورتشينكو» من روتين المنزل الآمن المعتاد، إلى الفضاء، والانتقال عبر البلاد ثم آخذوه إلى لاس فيجاس وعرضوا عليه شراء عاهرة من بيت الدعارة القانوني في مابيل. ورفض يورتشينكو، يقول طومسون: «أعتقد أنه كان يبحث عن شيء يتشبث به». «لم يكن يعرف حقًا ماذا يريد أن يفعل. كان يحاول معرفة ذلك».

قرب نهاية الرحلة، كان رجال المخابرات بحاجة للتحدث مع «يورتشينكو» حول الجاسوس في وكالة الأمن القومي. أخذ الرجال «يورتشينكو» إلى بحيرة باو، حيث أروه مجموعة مصورة من المشتبه بهم. وأشار «يورتشينكو» إلى صورة محلل كمبيوتر سابق في وكالة الأمن القومي يبلغ من العمر 44 عامًا يدعى رونالد بيلتون، في الشهر التالي، تم اعتقال «بيلتون»، حُكم عليه لاحقًا بالسجن المؤبد لكن أطلق سراحه في عام 2015
.
كان العثور على «بيلتون» لحظة ابتهاج للأمريكيين: لقد آتت الأسابيع الطويلة من استجوابات المعلومات ثمارها، وتم التعرف على جاسوس آخر من المخابرات السوفيتية وتحييده. لكنها كانت بمثابة نقطة اللاعودة ليورتشينكو، أخبره الأمريكيون أنه قد يُطلب منه الإدلاء بشهادته في المحكمة، وبالتالي كشف نفسه على أنه خائن للمخابرات السوفيتية، كما أخبره طبيبه بأن آلام المعدة لم تكن بسبب السرطان ولكن بسبب اضطراب بسيط في الأمعاء. كان قابلاً للعلاج
.
يقول «روتشفورد»: «كان لديه هذا الموقف الروسي القاتل، أوه، سأموت، لذا سأجعل العالم على ما يرام و عندما أدرك أنه لن يموت، ذهب فقط، أوه، اللعنة».
لم يكن جهاز المخابرات السوفيتية (KGB) بحاجة إلى تخمين ما يقوله يورتشينكو للأمريكيين، فبالإضافة إلى الخونة الذين كشفهم يورشينكو لمحققيه، كان للسوفيت عملاء آخرين داخل وكالات الاستخبارات الأمريكية، كان أحدهم ألدريتش أميس ، ضابط وكالة المخابرات المركزية الذي كان قد التقط في الأصل يورتشينكو في قاعدة أندروز الجوية، وكان الجاسوس الآخر هو عميلًا خاصًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي يدعى روبرت هانسن . وكلاهما كانا يقدمان تقارير سرية إلى المخابرات السوفيتية بشأن قضية يورتشينكو . بعبارة أخرى ، كان لدى KGB آذان داخل منزل فيرجينيا الآمن. المنزل الآمن، تم اختراقه.

لم يكن هناك طريقة واضحة للسوفييت لاستعادة يورتشينكو،لم تكن هناك خيارات جيدة. كان العقيد محتجزًا تحت حراسة على مدار الـ24 ساعة، وإلى جانب ذلك ، يبدو أنه يريد أن يكون هناك.

في 2 نوفمبر عام 1985، تحدث يورتشينكو مع حارسه الشاب عديم الخبرة في وكالة المخابرات المركزية ليصطحبه للتسوق في متجر متعدد الأقسام في ماناساس. كان يحمل بضعة آلاف من الدولارات نقدًا أعطتها له وكالة المخابرات المركزية للتسوق حيث اشترى قبعة جديدة وشفرة حلاقة لحلق شاربه المقود، ثم أجرى مكالمة، واقترح على الحارس الذهاب إلى جورج تاون للحصول على الطعام في مطعم فرنسي يُدعى Au Pied de Cochon، في شارع ويسكونسن.
 
المنشق الروسي يعو للـ KGB مرة أخرى



كان الطقس باردًا وممطرًا بعد ظهر يوم السبت، سأل يورتشينكو الحارس عما تفعله أمريكا بالمنشقين الذين يحاولون الفرار. هل أصيبوا بالرصاص؟ قال الحارس لا، أمريكا لم تعامل المنشقين بهذه الطريقة، قال «يورتشيكو»: «سأرحل الآن، وداعا. إذا لم أعود، فهذا ليس خطأك».

سار «يورتشيكو» عبر شارع Wisconsin لمدة 20 دقيقة إلى السفارة السوفيتية الجديدة. كانت المكالمة التي أجراها من الهاتف العمومي قبل ساعات قليلة للسفارة الروسية في واشنطن، كان هناك فيكتور تشيركاشين، رئيس الاستخبارات المضادة البارع في KGB، الرجل الذي جند أميس وهانسن في استقباله.

قال للروس: «أن الأوغاد الأمريكيين خطفوه في روما وخدروه،عرف تشيركاشين أن يورتشنكو كان يكذب، لأن جاسوسه داخل مجتمع المخابرات الأمريكية قد أعطاه تقارير استخلاص المعلومات الخاصة بالأمريكيين».

كتب «كاشين»: «لقد عاد الآن، لكننا لم نكن نعرف كيف سيتصرف. ربما يرغب في العودة إلى أصدقائه الأمريكيين بعد يومين. كانت أولويتنا هي التأكد من عدم انشقاقه مرة أخرى قبل أن نصله إلى موسكو في أسرع وقت ممكن. كان هذا يعني التظاهر بالسعادة لرؤية الابن الضال مرة أخرى».

في هذا الوقت كان الأمريكيين اكتشفوا أن العميل الروسي هرب، في المرة التالية التي رأوه فيها كان على الهواء مباشرة في 4 (نوفمبر)، حيث دعا الدبلوماسيون السوفييت إلى مؤتمر صحفي مفاجئ في السفارة السوفيتية في واشنطن ودعوا الصحافة في العاصمة. وصل الصحفيون ليجدوا فيتالي يورتشينكو مرتديًا بدلة وربطة عنق، جالسًا عند منصة، محاطاً بالعديد من المسؤولين السوفييت.

هنا تنتهي الرواية الأميركية التي يدعي فيها الأميركيون كونه شخصا مضطربا عقليا

متناسين أنه خدع جهاز كشف الكذب مرتين و خدع جميع المحققين طيلة 64 جلسة تحقيق و حول المخابرات الأميركية الى اضحوكة فعلية في الصحافة العالمية و محطات التلفزة و الاذاعات.

تيورتشينكو هو نموذج غير عادي لجرأة انسانية لافتة في عمل مغامرة فائقة الخطورة و لقد تبين بكون مخطط هذه المغامرة قد بدأ طبخه عام 1982 بتحضير ستة عملاء مختلفين و قد تم ابعادهم عن العمل المخابراتي طيلة سنوات ليتم تحضيرهم لهذه المهمة لكن الخائن جورباتشوف أصدر تعليماته بوقف البرنامج الذي سبب له احراجا كبيرا مع الصحافة حينها و لم يعرف ماذا يجيب على أسئلتهم
 
سمعت بهكذا قصة استاذ سيف لكن السؤال المطروح المعلومات التي قدمها العميل السوفياتي الى المخابرات الامريكية هل اضرت بالاتحاد السوفياتي هو عرف كيف يخدعهم او المعلومات قدمت كان بموافقة المخابرات السوفيتية
العملية كانت ممرتبة من حوالي 1980 بحيث أنها تقررت كنوع من الخطة التي تهدف لتحطيم المعنويات أساسا و الى خربطة العلاقات الداخلية و اثارة المشاكل بين هيئات المخابرات الأميركية نفسها.

لقد جرى فيها التمويه بحيث تم تسريب المعلومات عن عدد من الضباط بكونهم تعرضوا لعمليات تفتيش عليهم و ألخفت بهم عقوبات تخفيض رتب و مهام و مخصصات مالية و كان منهم الضابط المقدر له تنفيذ هذه العملية.

العملاء الأمريكيون الذين تقرر التضحية بهم في هذا الموضوع كانوا يثيرون عددا من المشاكل أولها كثرة صرف المال و المقامرة.

العلاقات النسائية المتعددة بحيث أنهم شبه مكشوفون و ليس لأ ي منهم حياة مستقرة تحميه من الانكشاف.

كذلك فقد كان كل منهما يطالب بالمزيد من المال مع عدم قدرته على اعطاء معلومات جديدة لمدة عامين و أكثر و هو ما بات يفتح شكوكا بكونهم قد أصبحوا عملاء من الدرجة الثالثة و اقرب الى حالة العميل المزدوج.

محلل المعلومات الذي انكشف كان ذات مرة قد افرط في المشروب و تم طرده من البار الذي كان سهر فيه و بعودته الى البيت ضرب سيارة أحد الجيران ثم قال له أنه يكره كل ما يمت لهذا البلد و يريد الذهاب لبلد أخر يدفع له من المال ما يستحق قيمة العمل و عندما سأله الجار عن أي بلد يتحدث قال الاتحاد السوفيتي لكن الجار اعتبره كلام سكير و لكن صديقته بلغت عنه بعد أن تشاجرا لكن قيادته اعتبرت بلاغها ضده كيديا و لم تحقق معه.

المثير للسخرية أكثر و أكثر بكون ألدريتش ايمز كبير الجواسيسي العاملين لصالح المخابرات السوفيتية هو من كان يقود التحقيقي في معظم مراحله و حتى أنه ادعى بكونه يشك فيه في البداية أكثر من الجميع بكونه يسعى لغاية من المال فحسب و ليس له اي مبدأ.

في مقابلة في العام 2003 مع يورتشنكو قال بأنه لم يكن ممكنا لشخص انشق أن يكشف بسهولة أسماء العملاء المتعاونين مع المخابرات السوفيتية فهي تحفظ في شيء اسمه ملف التجنيد الذي لا يوجد له مدخل سوى من عدد محدود من الاشخاص الذين هم بالطبع من كبار القيادات في المخابرات السوفيتية و لا ييستطيع أحد من الترقي لهذه المرتبة الا بعد خدمة تفوق حوالي 35 سنة في المخابرات
 
العملية كانت ممرتبة من حوالي 1980 بحيث أنها تقررت كنوع من الخطة التي تهدف لتحطيم المعنويات أساسا و الى خربطة العلاقات الداخلية و اثارة المشاكل بين هيئات المخابرات الأميركية نفسها.

لقد جرى فيها التمويه بحيث تم تسريب المعلومات عن عدد من الضباط بكونهم تعرضوا لعمليات تفتيش عليهم و ألخفت بهم عقوبات تخفيض رتب و مهام و مخصصات مالية و كان منهم الضابط المقدر له تنفيذ هذه العملية.

العملاء الأمريكيون الذين تقرر التضحية بهم في هذا الموضوع كانوا يثيرون عددا من المشاكل أولها كثرة صرف المال و المقامرة.

العلاقات النسائية المتعددة بحيث أنهم شبه مكشوفون و ليس لأ ي منهم حياة مستقرة تحميه من الانكشاف.

كذلك فقد كان كل منهما يطالب بالمزيد من المال مع عدم قدرته على اعطاء معلومات جديدة لمدة عامين و أكثر و هو ما بات يفتح شكوكا بكونهم قد أصبحوا عملاء من الدرجة الثالثة و اقرب الى حالة العميل المزدوج.

محلل المعلومات الذي انكشف كان ذات مرة قد افرط في المشروب و تم طرده من البار الذي كان سهر فيه و بعودته الى البيت ضرب سيارة أحد الجيران ثم قال له أنه يكره كل ما يمت لهذا البلد و يريد الذهاب لبلد أخر يدفع له من المال ما يستحق قيمة العمل و عندما سأله الجار عن أي بلد يتحدث قال الاتحاد السوفيتي لكن الجار اعتبره كلام سكير و لكن صديقته بلغت عنه بعد أن تشاجرا لكن قيادته اعتبرت بلاغها ضده كيديا و لم تحقق معه.

المثير للسخرية أكثر و أكثر بكون ألدريتش ايمز كبير الجواسيسي العاملين لصالح المخابرات السوفيتية هو من كان يقود التحقيقي في معظم مراحله و حتى أنه ادعى بكونه يشك فيه في البداية أكثر من الجميع بكونه يسعى لغاية من المال فحسب و ليس له اي مبدأ.

في مقابلة في العام 2003 مع يورتشنكو قال بأنه لم يكن ممكنا لشخص انشق أن يكشف بسهولة أسماء العملاء المتعاونين مع المخابرات السوفيتية فهي تحفظ في شيء اسمه ملف التجنيد الذي لا يوجد له مدخل سوى من عدد محدود من الاشخاص الذين هم بالطبع من كبار القيادات في المخابرات السوفيتية و لا ييستطيع أحد من الترقي لهذه المرتبة الا بعد خدمة تفوق حوالي 35 سنة في المخابرات
كما يقال استاذ سيف ضربتان على الراس مؤلمة وموجعة للغاية ولكن مع الاسف الجانب الروسي لم يوثق هذه العمليات في افلام
 
كما يقال استاذ سيف ضربتان على الراس مؤلمة وموجعة للغاية ولكن مع الاسف الجانب الروسي لم يوثق هذه العمليات في افلام
بسبب الخائن جورباتشوف اضطرت قيادة المخابرات الى اتلاف ما يفوق 110 أطنان من الوثائق المختلفة كما أكد لي ذلك مصدر عال عام 1998 و خاصة لجهة النشاطات السوفيتية في منطقة الشرق الأوسط.
 
بسبب الخائن جورباتشوف اضطرت قيادة المخابرات الى اتلاف ما يفوق 110 أطنان من الوثائق المختلفة كما أكد لي ذلك مصدر عال عام 1998 و خاصة لجهة النشاطات السوفيتية في منطقة الشرق الأوسط.
يعني لا يوجد الان ما ياكد هذه الاحداث او ان قيادة كاجي بي ابقت على نسخ من تلك الوثائق في اياد امنة
 
يعني لا يوجد الان ما ياكد هذه الاحداث او ان قيادة كاجي بي ابقت على نسخ من تلك الوثائق في اياد امنة
لقد وقعت أحداث كثيرة تثبت صحة هذه الأحداث

و عمليا في الغرب لا يقولون شيئا فعليا بل يثرثرون اعلاميا كثيرا فيخلطون الكذب بالصدق باستمرار

مهما ادعوا حرية الصحافة و الاعلام فلقد ذبت في الحرب على العراق انكشاف كل شيء
 
المنشق الروسي يعو للـ KGB مرة أخرى



كان الطقس باردًا وممطرًا بعد ظهر يوم السبت، سأل يورتشينكو الحارس عما تفعله أمريكا بالمنشقين الذين يحاولون الفرار. هل أصيبوا بالرصاص؟ قال الحارس لا، أمريكا لم تعامل المنشقين بهذه الطريقة، قال «يورتشيكو»: «سأرحل الآن، وداعا. إذا لم أعود، فهذا ليس خطأك».

سار «يورتشيكو» عبر شارع Wisconsin لمدة 20 دقيقة إلى السفارة السوفيتية الجديدة. كانت المكالمة التي أجراها من الهاتف العمومي قبل ساعات قليلة للسفارة الروسية في واشنطن، كان هناك فيكتور تشيركاشين، رئيس الاستخبارات المضادة البارع في KGB، الرجل الذي جند أميس وهانسن في استقباله.

قال للروس: «أن الأوغاد الأمريكيين خطفوه في روما وخدروه،عرف تشيركاشين أن يورتشنكو كان يكذب، لأن جاسوسه داخل مجتمع المخابرات الأمريكية قد أعطاه تقارير استخلاص المعلومات الخاصة بالأمريكيين».

كتب «كاشين»: «لقد عاد الآن، لكننا لم نكن نعرف كيف سيتصرف. ربما يرغب في العودة إلى أصدقائه الأمريكيين بعد يومين. كانت أولويتنا هي التأكد من عدم انشقاقه مرة أخرى قبل أن نصله إلى موسكو في أسرع وقت ممكن. كان هذا يعني التظاهر بالسعادة لرؤية الابن الضال مرة أخرى».


في هذا الوقت كان الأمريكيين اكتشفوا أن العميل الروسي هرب، في المرة التالية التي رأوه فيها كان على الهواء مباشرة في 4 (نوفمبر)، حيث دعا الدبلوماسيون السوفييت إلى مؤتمر صحفي مفاجئ في السفارة السوفيتية في واشنطن ودعوا الصحافة في العاصمة. وصل الصحفيون ليجدوا فيتالي يورتشينكو مرتديًا بدلة وربطة عنق، جالسًا عند منصة، محاطاً بالعديد من المسؤولين السوفييت.

هنا تنتهي الرواية الأميركية التي يدعي فيها الأميركيون كونه شخصا مضطربا عقليا

متناسين أنه خدع جهاز كشف الكذب مرتين و خدع جميع المحققين طيلة 64 جلسة تحقيق و حول المخابرات الأميركية الى اضحوكة فعلية في الصحافة العالمية و محطات التلفزة و الاذاعات.

تيورتشينكو هو نموذج غير عادي لجرأة انسانية لافتة في عمل مغامرة فائقة الخطورة و لقد تبين بكون مخطط هذه المغامرة قد بدأ طبخه عام 1982 بتحضير ستة عملاء مختلفين و قد تم ابعادهم عن العمل المخابراتي طيلة سنوات ليتم تحضيرهم لهذه المهمة لكن الخائن جورباتشوف أصدر تعليماته بوقف البرنامج الذي سبب له احراجا كبيرا مع الصحافة حينها و لم يعرف ماذا يجيب على أسئلتهم
استاذ سيف وجدت هذا مقال في ويكيبيديا :
العودة الى روسيا
بعد عدة أيام ، دعت السفارة السوفيتية إلى مؤتمر صحفي ، أعلن فيه يورتشنكو أنه تعرض للخطف والتخدير من قبل الأمريكيين. من الممكن أن يكون انشقاقه قد تم تنظيمه لخداع وكالة المخابرات المركزية بخيوط خاطئة ، لحماية ألدريتش أميس ، الأمريكي الذي عمل في وكالة المخابرات المركزية وكان آنذاك أحد أهم مولات اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية داخل وكالة المخابرات المركزية. ورد أن المخابرات السوفيتية استجوبت يورتشينكو سرا بعد عودته ، تحت تأثير عقار مخدر ، للتأكد من أنه لم يتم تجنيده من قبل وكالة المخابرات المركزية كعميل مزدوج.
 
عودة
أعلى