- إنضم
- 27 فبراير 2015
- المشاركات
- 6,581
- مستوى التفاعل
- 29,324
- النقاط
- 113
هذه الحادثة الدراماتيكية و التي وقعت أوسط الثمانينات اعتبرت أحد أكبر التمثيليات المخادعة في تاريخ الحرب المخابراتية بين المخابرات السوفيتية كي جي بي و الاميركية سي أي اي.
لقد حظيت هذه الحادثة بتغطية اعلامية كبيرة و اثارت ضجة واسعة لغرابة أحداثها و الى حالة الجرأة الغير عادية التي أبداها ضابط المخابرات السوفيتية الذي قام بدور البطولة فيها.
أدت هذه الحادثة الى صدمة كبرى في جهاز المخابرات الأميركي برمته و قد أحيل الى التحقيق بسببها نحو 26 ضابطا و مدنيا في أجهزة المخابرات الأميركية و انتهت التحقيقات الى فصل عدد منهم و الى نقل الباقين الى وظائف مدنية.
حاولت وسائل الاعلام الأميركية الكذب في القصة بيأس لافت حينها فادعت أن يورتشنكو تراجع عن الانشقاق كونه اكتشف أن المرأة التي أحبها تخلت عنه و ادعوا أيضا أنه مريض نفسيا و مصاب بانهيار عصبي ..الخ من الروايات الهزلية.
عادت بعدها بفترة فاخترعت ذات القصة المعتادة بكونه أعدم و لقي تعذيبا وحشيا و بأن اسنانه حفرت بدون تخدير و روايات و خزعبلات كثيرة و طبعا تبين كذب كل ذلك عندما سمح له بمقابلة الصحفيين الغربيين و أظهر أسنانه سليمة ما عدا ضرس واحد محشو بمنتهى الاستهزاء
تلقى فيتالي يورتشنكو وسام الراية الحمراء و رصع اسمه في لوحة الشرف في مقر المخابرات على دوره الفذ و شجاعته النادرة في القيام بهذه المغامرة الفائقة الخطورة حينها.
مغامرة يورتشنكو البطولية:
28 يوليو 1985 كان يورتشنكو مسئولاً عن دائرة مكافحة التجسس في الادارة الرئيسية الأولى لجهاز الـ «كي.بي.جي» ويومها وصل فجأة وبدون اخطار مسبق الى العاصمة الايطالية. وكان سبب ذلك رسمياً هو التحضير لوصول وفد من العلماء الروس سيشاركون في ندوة عالمية بصقلية حول الأسلحة النووية. وفي 2 أغسطس ترك الضابط السوفييتي منزل السفير السوفييتي وأخذ سيارة اجرة باتجاه متاحف «الفاتيكان» وحينئذ تحول قدره إذ بعد ساعتين ذهب الى السفارة الاميركية، حيث استقبلته عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، ووقع طلباً للجوء السياسي، وركب سراً طائرة أقلته الى الولايات المتحدة. اهتم الأميركيون بالقادم، إذ لم يكن شخصاً عادياً، فبعد ان بدأ حياته المهنية كمسئول عن مكافحة التجسس داخل القوات المسلحة السوفييتية، شغل منصب ضابط العمليات في الدائرة الخاصة في اسطول البحر الاسود، ثم منصب مستشار للأسطول المصري في الاسكندرية وفي عام 1975 ضابط أمن السفارة السوفييتية في واشنطن.
وفي عام 1980 ترك يورتشنكو السفارة السوفييتية في واشنطن ليعود الى الادارة المركزية للـ «كي.جي.بي» ويعمل كمسئول في دائرة مكافحة التجسس، وهو المنصب الذي احتفظ به حتى عام 1985، حيث قرر الهروب الى الغرب.
وخلال الأشهر التي سبقت سفره الى ايطاليا يبدو انه واجه بعض المشكلات ذات الطبيعة العاطفية. كان متزوجاً منذ عام 1958 لكنه أقام علاقة عاطفية مع فالنتينا بوركوفسكي زوجة القنصل السوفييتي العام في مونتريال. ولا أحد يعرف ما كشفه الهارب من أسرار لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، فالمعلومات التي تسرّبت حول الموضوع متناقضة.
يقول البعض انه ربما كان أحد أفضل المصادر لدى وكالة الاستخبارات الأميركية منذ سنوات، بينما يؤكد آخرون انه لم يبح إلا ببعض المعلومات الثانوية، ولم يكشف للأميركيين سوى بعض القضايا «الميتة» من وجهة النظر السوفييتية. هناك قناعة واحدة هي انه هو الذي كشف هوية الجاسوس السوفييتي ادوارد لي هوارد. وفي مطلع اكتوبر 1985 سمح الاميركيون ليورتشنكو بالذهاب الى مونتريال لزيارة عشيقته، لكن فالنتينا أخبرته بأنها لا تريد أبداً التخلي عن زوجها، فعاد العميل السابق للـ «كي.جي.بي» لواشنطن مأزوماً ومصاباً بانهيار عصبي. وبتاريخ 2 نوفمبر اقترح على عنصر الاستخبارات الاميركية المكلف بحمايته ان يذهبا الى أحد المطاعم القريبة من مقر السفارة السوفييتية، وعندما كانا يتناولان الوجبة قال يورتشنكو لصاحبه: «سأغيب عشر دقائق، وإذا لم أعد فهذا لن يكون بسبب خطأ صدر عنك». لقد ذهب سيراً على الأقدام إلى السفارة السوفييتية ليعلن بعد يومين في مؤتمر صحافي بأنه تم تخديره وخطفه من قبل أجهزة الأمن الاميركية. وبتاريخ 6 نوفمبر عاد الى موسكو تاركاً وراءه وكالة الاستخبارات المركزية موضع سخرية الكثيرين.
بعد فترة قصيرة من الزمن دلّت اشاعات الى انه قد تم اعدامه وبأن اسرته قد تلقت، حسب التقاليد المتبعة، فاتورة بقيمة الرصاصات التي تم استخدامها لقتله. لقد تندّرت الصحافة الغربية بالقصة حتى ظهر الميت حياً، بل ومضى يعطي مقابلات صحافية. ومن فترة لأخرى، خلال السنوات اللاحقة كان يعود للظهور أحياناً بأوامر من الـ «كي.جي.بي» لكن لم يشرح أحد السر الحقيقي لعملية فراره الى وكالة الاستخبارات وعودته منها خلال أشهر معدودة، مع ذلك لعل الاحتمال الأكبر هو انه لو كان «يورتشنكو» هارباً حقيقيا فلربما انه كان قد لقي نفس المصير الذي يخبئه جهاز الـ «كي. جي. بي» للخونة.
المدهش أيضا أنه بعد سنوات طويلة ظهرت العاشقة المزعومة في مقابلة تلفزيونية روسية و كشفت بأن الموضوع برمته كان خدعة تم ترتيبها قبلا حيث أن الطلاق بينها و بين زوجها كان قد وقع فعليا منذ 3 سنوا ت أصلا و لكن نظرا لظروف كثيرة فقد استمرا بالحياة بسبب ضرورة تربية الأطفال حتى عمر مناسب و ليس لأي سبب أخر و أنها وعدت بحال تفذت هذه العملية فسيتم نقلها الى موقع تختاره مع الطفلين و هذا ماحدث.
لقد حظيت هذه الحادثة بتغطية اعلامية كبيرة و اثارت ضجة واسعة لغرابة أحداثها و الى حالة الجرأة الغير عادية التي أبداها ضابط المخابرات السوفيتية الذي قام بدور البطولة فيها.
أدت هذه الحادثة الى صدمة كبرى في جهاز المخابرات الأميركي برمته و قد أحيل الى التحقيق بسببها نحو 26 ضابطا و مدنيا في أجهزة المخابرات الأميركية و انتهت التحقيقات الى فصل عدد منهم و الى نقل الباقين الى وظائف مدنية.
حاولت وسائل الاعلام الأميركية الكذب في القصة بيأس لافت حينها فادعت أن يورتشنكو تراجع عن الانشقاق كونه اكتشف أن المرأة التي أحبها تخلت عنه و ادعوا أيضا أنه مريض نفسيا و مصاب بانهيار عصبي ..الخ من الروايات الهزلية.
عادت بعدها بفترة فاخترعت ذات القصة المعتادة بكونه أعدم و لقي تعذيبا وحشيا و بأن اسنانه حفرت بدون تخدير و روايات و خزعبلات كثيرة و طبعا تبين كذب كل ذلك عندما سمح له بمقابلة الصحفيين الغربيين و أظهر أسنانه سليمة ما عدا ضرس واحد محشو بمنتهى الاستهزاء
تلقى فيتالي يورتشنكو وسام الراية الحمراء و رصع اسمه في لوحة الشرف في مقر المخابرات على دوره الفذ و شجاعته النادرة في القيام بهذه المغامرة الفائقة الخطورة حينها.
مغامرة يورتشنكو البطولية:
28 يوليو 1985 كان يورتشنكو مسئولاً عن دائرة مكافحة التجسس في الادارة الرئيسية الأولى لجهاز الـ «كي.بي.جي» ويومها وصل فجأة وبدون اخطار مسبق الى العاصمة الايطالية. وكان سبب ذلك رسمياً هو التحضير لوصول وفد من العلماء الروس سيشاركون في ندوة عالمية بصقلية حول الأسلحة النووية. وفي 2 أغسطس ترك الضابط السوفييتي منزل السفير السوفييتي وأخذ سيارة اجرة باتجاه متاحف «الفاتيكان» وحينئذ تحول قدره إذ بعد ساعتين ذهب الى السفارة الاميركية، حيث استقبلته عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، ووقع طلباً للجوء السياسي، وركب سراً طائرة أقلته الى الولايات المتحدة. اهتم الأميركيون بالقادم، إذ لم يكن شخصاً عادياً، فبعد ان بدأ حياته المهنية كمسئول عن مكافحة التجسس داخل القوات المسلحة السوفييتية، شغل منصب ضابط العمليات في الدائرة الخاصة في اسطول البحر الاسود، ثم منصب مستشار للأسطول المصري في الاسكندرية وفي عام 1975 ضابط أمن السفارة السوفييتية في واشنطن.
وفي عام 1980 ترك يورتشنكو السفارة السوفييتية في واشنطن ليعود الى الادارة المركزية للـ «كي.جي.بي» ويعمل كمسئول في دائرة مكافحة التجسس، وهو المنصب الذي احتفظ به حتى عام 1985، حيث قرر الهروب الى الغرب.
وخلال الأشهر التي سبقت سفره الى ايطاليا يبدو انه واجه بعض المشكلات ذات الطبيعة العاطفية. كان متزوجاً منذ عام 1958 لكنه أقام علاقة عاطفية مع فالنتينا بوركوفسكي زوجة القنصل السوفييتي العام في مونتريال. ولا أحد يعرف ما كشفه الهارب من أسرار لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، فالمعلومات التي تسرّبت حول الموضوع متناقضة.
يقول البعض انه ربما كان أحد أفضل المصادر لدى وكالة الاستخبارات الأميركية منذ سنوات، بينما يؤكد آخرون انه لم يبح إلا ببعض المعلومات الثانوية، ولم يكشف للأميركيين سوى بعض القضايا «الميتة» من وجهة النظر السوفييتية. هناك قناعة واحدة هي انه هو الذي كشف هوية الجاسوس السوفييتي ادوارد لي هوارد. وفي مطلع اكتوبر 1985 سمح الاميركيون ليورتشنكو بالذهاب الى مونتريال لزيارة عشيقته، لكن فالنتينا أخبرته بأنها لا تريد أبداً التخلي عن زوجها، فعاد العميل السابق للـ «كي.جي.بي» لواشنطن مأزوماً ومصاباً بانهيار عصبي. وبتاريخ 2 نوفمبر اقترح على عنصر الاستخبارات الاميركية المكلف بحمايته ان يذهبا الى أحد المطاعم القريبة من مقر السفارة السوفييتية، وعندما كانا يتناولان الوجبة قال يورتشنكو لصاحبه: «سأغيب عشر دقائق، وإذا لم أعد فهذا لن يكون بسبب خطأ صدر عنك». لقد ذهب سيراً على الأقدام إلى السفارة السوفييتية ليعلن بعد يومين في مؤتمر صحافي بأنه تم تخديره وخطفه من قبل أجهزة الأمن الاميركية. وبتاريخ 6 نوفمبر عاد الى موسكو تاركاً وراءه وكالة الاستخبارات المركزية موضع سخرية الكثيرين.
بعد فترة قصيرة من الزمن دلّت اشاعات الى انه قد تم اعدامه وبأن اسرته قد تلقت، حسب التقاليد المتبعة، فاتورة بقيمة الرصاصات التي تم استخدامها لقتله. لقد تندّرت الصحافة الغربية بالقصة حتى ظهر الميت حياً، بل ومضى يعطي مقابلات صحافية. ومن فترة لأخرى، خلال السنوات اللاحقة كان يعود للظهور أحياناً بأوامر من الـ «كي.جي.بي» لكن لم يشرح أحد السر الحقيقي لعملية فراره الى وكالة الاستخبارات وعودته منها خلال أشهر معدودة، مع ذلك لعل الاحتمال الأكبر هو انه لو كان «يورتشنكو» هارباً حقيقيا فلربما انه كان قد لقي نفس المصير الذي يخبئه جهاز الـ «كي. جي. بي» للخونة.
المدهش أيضا أنه بعد سنوات طويلة ظهرت العاشقة المزعومة في مقابلة تلفزيونية روسية و كشفت بأن الموضوع برمته كان خدعة تم ترتيبها قبلا حيث أن الطلاق بينها و بين زوجها كان قد وقع فعليا منذ 3 سنوا ت أصلا و لكن نظرا لظروف كثيرة فقد استمرا بالحياة بسبب ضرورة تربية الأطفال حتى عمر مناسب و ليس لأي سبب أخر و أنها وعدت بحال تفذت هذه العملية فسيتم نقلها الى موقع تختاره مع الطفلين و هذا ماحدث.