- إنضم
- Oct 19, 2013
- المشاركات
- 12,133
- مستوى التفاعل
- 40,887
- النقاط
- 113
الى غاية اليوم تبقى حرب الاعماق هي الاصعب سواء من حيث الكشف او التصدي ومع التقدم التقني الحاصل في المجال فان مهام الغواصة تتوسع كل مرة فلم يعد همها الوحيد اغراق السفن المعزولة في المحيطات والبحار بل تعداه الى التجسس ونشر الضفادع البشرية ونشر الالغام وغلق خطوط الملاحة البحرية واطلاق وسحب اجهزة التجسس واطلاق الصواريخ الباليستية .
كل هذا والغواصات تستغل العوامل المحيطة في اعماق البحار للتخفي لذى ومنذ اول يوم كان السباق محموما لتطوير اساليب الكشف عنها وتحييدها .
بحلول سنة 1936 كان هتلر قد الغى اتفاقية لندن 1935 والتي تسمح لالمانيا ببناء غواصات لكن شرط ان لا تتعرض للسفن المدنية كما سمح لالمانيا ببناء قطع بحرية شريطة ان لا تتجاوز 45 بالمئة من تعداد البحرية البريطانيا .
لقد كان سماح البريطانيين لهتلر ببناء الغواصات نبعا من اعتقادهم بعدم قدرة سلاح الغواصات على تعطيل خطوط الملاحة الدولية عدى عن ثقتهم الكاملة في نظامهم لرصد الغواصات الذي صمم سنة 1917 تحت اسم ASDIC ومن ثمة ضربها بقنابل الاعماق DEPTH CHARGE او الطوربيدات .
جهاز ASDIC وهو اختصار ل للجنة الحلفاء للبحث والكشف عن الغواصات وبحلول العام 1917 كان قد رب على 150 مدمرة بريطانية فضلا عن الطرادات والحاملات وغيرها من القطع ويعتمد على الموجات الصوتية لتحديد موقع واتجاه الغواصة الا انه لم يخضع للتطوير منذ تلك الفترة وظل محدود الكفاءة حيث يبث موجات افقية ثابتة عدى عن مداه القصير الذي لم يتجاوز 1500 متر كما انه يفقد قدراته في حالة كانت السفينة تبحر بسرعة او في جو عاصف وبحر هائج كما انه يفتقر لقدرة تحديد عمق الغواصة المعادية !!! .
بالمقابل ولمواجهة نظام ASDIC طور الالمان نظام حساس صوتي سلبي GHG وركبوه على كل غواصاتهم حيث ينذر الطاقم في حال تعرضوا للرصد من قبل نظام ASDIC لاحقا طوره الالمان ليتم تركيبه على السفن لانذارها ضد اقتراب الغواصات .
جاء الرد البريطاني سريعا بنظام رادار طول موجته متر ونصف تم تركيبه على السواحل وعلى السفن ولاحقا على الطائرات ليرصد الغواصات وهي على السطح لكن عيبه الوحيد هو عدم قدرته على الكشف القريب فاستعان الحلفاء بانظمة كشف ضوئية سميت leigh lights نسبة لمخترعها الا ان الالمان قاموا بتركيب نظام رصد موجات الرادار فكان ينذر الطاقم في حالة رصد الغواصة واتخاذ الاجراءات اللازمة .
دخل الامريكان لاحقا بنظام رصد الاشارات اللاسلكية الصادرة من الغواصات HUFF DUFF اي مكتشف الاتجاه بالتردد العالي high frequency direction finder.
في الوقت نفسه اعتمد الانجليز الموجات القصيرة بدلا من الموجات الطويلة وهذا دفع الالمان لتطوير جهاز FOMB للانذار المبكر لاطقم الغواصات وهو جهاز كهرومغناطيسي بالموجة القصيرة يعمل على رصد الموجات الرادارية القصيرة في حيز تررد اكبر
بنهاية الحرب ادخل الحلفاء رادارات تعمل على موجات بطول عشرة سم وثلاثة سم بحيث كان يتم رصد الغواصة من مسافة بعيدة ولم تتمكن الاجهزة الالمانية من كشفها .
بعد الحرب العالمية الثانية استمرت وسائل كشف الغواصات في التطور نذكر من بينها نظام (sound surveillance system (sosus وهوسلسلة استقبال سلبية موضوع في اعماق املحيط على مسارات الغواصات السوفييتية انذاك وتقوم بجمع المعلومات وارسالها الى مراكز المعالجة والتي تقوم بتوجيه السفن وطائرات الدورية الى موقع الغواصة. لكن عيبها الوحيد انها ثابتة ولابد من انتظار اهدف للمرور قربها ومنه كانت الحاجة الى تطويرها لتصبح منقولة على متن الغواصات والسفن وهو ما يتجلى لاحقا فيي انظمة الtowed array .
ولان بيئة البحار تختلف عن البيئة الجوية وتقوم بتشويه انتقال الموجات اضافة الى تطور وسائل الهدوء بالغواصات مما جعل السونارات السلبية اقل فاعلية فكان لابد من ايجاد حلول ووسائل اخرى لكشفها واليوم تعتبر طائرات الدورية البحرية هي العدو الرئيسي للغواصات لما لها من قدرة على حمل اجهزة مختلفة من وسائل الرصد والتتبع كنظام كشف الشذوذ المغناطيسي الاكتشافي MAD او بااشعة تحت الحمراء .