لماذا لم يستطع الجيش و القوات المسلحة الليبية من مقاومة الغزو

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
انا قلت معظم الدول و ليس كلها، ربما يرى الجيش الروسي الموضوع من زاوية مغايرة.

تكلمت مع صديق أكد لي دمج طائرات غربية مع شرقية في دفاعات جوية شرقية أو غربية موضوع غير جيد

المشكلة أنها لو دخلت قتال حقيقي فلن تتعرف الدفاعات الجوية الروسية على مقاتلاتك الغربية في الوقت المناسب لعدم توافق أنظمة التعريف ولو كان المهاجم يملك ذات النوع لمقاتلاتك غالبا ستقع حوادث نيران صديقة

وأكد العراق حيث دمج مقاتلات شرقية بدفعات جوية غربية وكانت النتيجة مرعبة جدا
 
بانسبة لإمكانية دمج مقاتلة أوربية مع مقاتلة روسية مثل يورو فيتر ورفال مع سخوي 35
مع رادارات ومنظومات غربية

يوجد أجهزة تعارف IFF روسية وغربية الصنع حديثة وتواكب الطائرات الحربية الحديثة ولكن كما أنت تعرف أن سلاح الدفاع الجوي يحتاج إلي منظومات حديثة وأجهزة تعارف حديثه تكون لها إمكانيات التشفير المعقدة حتي لا يتم اختراقها والتشويش عليها

الدفاع جوي الليبي
 
المقدمة
أ- عانت القوات العراقية والقوات الليبية ، عدة نقاط ضعف، في القتال الجوي، مثل امتلاك الأسلحة قديمة ، والافتقار إلى نُظُم إدارة المعركة الحديثة ، نتيجة مهاجمة الرادارات ومراكز القيادة و كانت قدرات اسلحة الدفاع الجوي العراقية والليبية السوفيتية الصنع، محدودة، في مجالَي الحرب الإلكترونية والرادار، مقارنة بالمستويات الغربية الحديثة مع استخدام الأقمار الاصطناعية في تحديد مواقع الكتائب الصاروخية والتي كانت ثابتة وغير سريعة الحركة وبالإضافة الي أسباب اخري مثل الروح المعنوية للفرد والخ ..
ب. نقاط القوة للتحالف
1) لم تستطع منظومة الدفاع الجوي العراقية والليبية ، مواجهة الطائرات الحديثة لقوات التحالف، التي تفُوقها، تقنياً، في مجالات: التسليح؛ ومستوى تدريب الطيارين؛ والمعدات الإلكترونية، ذات النُظُم المعقدة للتعويق، لإحباط عمل الرادارات والصواريخ، ونُظُم التوجيه الحديثة؛ والذخائر الذكية.
2) امتلكت قوات التحالف أنواعاً حديثة من الطائرات، تستطيع إحداث ثغرة في نظام الإنذار للدفاع الجوي، من دون التعرّض للتدمير، مثل طائرات (F-117).
3) حازت قوات التحالف 3 آلاف نظام، لتعويق الرادارات والإجراءات المضادّة.
4) زُوِّدت الطائرات العمودية معدات المحافظة على البقاء (Survivability Equipment)، وهو نظام تشويش متطور، يعمل بالأشعة دون الحمراء.
ج. الدروس المستفادة
(1) أهمية إعادة النظر في بناء منظومة الدفاع الجوي عن الدولة عامة، ومسرح العمليات خاصة، بإدخال آلية السيطرة، وبناء نظام الإنذار والاستطلاع وإدارة النيران على الارتفاعات المختلفة (العالية ـ المتوسطة ـ المنخفضة)، بناءً، يلائم تطورات نُظُم الطائرات، والقتال الجوي الحديث.
(2) ضرورة الاعتماد، في بناء الدفاع الجوي، على المقاتلات ووسائل الدفاع الجوي الحديثة، وليس على الأخيرة فقط، إذ كان لانسحاب الطيران العراقي، مبكراً، من المعركة أثره الكبير في إضعاف وسائل الدفاع الجوي العراقية.
(3) أهمية الاهتمام بنظام الاستشعار، وإدارة المعركة، والارتفاع بمستوى نُظُم الحرب الإلكترونية، لتكون قادرة على مواجهة نُظُم التشويش والتعويق.
(4) ضرورة دعم منظومة الدفاع الجوي بتقنية متقدمة، من المعدات المضادّة، الأكثر تطوراً، والقادرة على مقاومة الصواريخ المضادّة للإشعاع.
(5) ضرورة توفر النُظُم، التي تستطيع أن تواجه استخدام الطائرات الموجهة، من دون طيار، والمبرمجة للعمل كأهداف خداعية؛ وذلك حتى يمكن تجنّب فتح الرادارات، مبكراً، وتلافي تعريضها للصواريخ المضادّة للإشعاع.
(6) ضرورة توفير نُظُم حديثة لمواجهة صواريخ جو / أرض، من نوع هارم (Harm)، أو الأسلحة الدقيقة، بعيدة المدى، والقادرة على تحديد الأهداف وقصفها، واللذَين يستطيعان تدمير موقع أي رادار، بل كل ما يقع في نطاقه، تدميراً تاماً، ولا يجدي إبطال تشغيل الرادار، لتضليل صاروخ هارم الموجَّه إليه، والذي يصرّ على الوصول إلى هدفه.
(7) ضرورة الاحتفاظ باحتياطي كبير لوسائل الدفاع الجوي، لمواجهة المعدل العالي في خسائر وحداته.
(8) أهمية التجهيز الجيّد، والمسبق، لمسرح العمليات. فالتحصينات والتجهيزات الهندسية، لوسائل الدفاع الجوي، وأعمال الإخفاء والخداع تساعد على تقليل حجم الخسائر، في الأسلحة والمعدات والأفراد.
(9) أهمية تطوير نُظُم ووسائل الدفاع الجوي، قصير المدى، في مواجهة التقنية العالية، التي استطاعت أن تُحدد نقاط الضعف في تلك الوسائل، لتوفير الإمكانات المضادّة الملائمة (سواء وسائل أو تكتيكات).

2. الحرب الإلكترونية وقدرتها ضد وسائل الدفاع الجوي ومراكز القيادة
أثبتت الحرب الإلكترونية قدرتها على إرباك وسائل الدفاع الجوي ومراكز القيادة والسيطرة، وسرعة تحقيق السيادة الجوية. كما أنها ساعدت على تحقيق المفاجآت، العملياتية والتكتيكية.
أ. نقاط القوة
(1) أسهمت قدرات التحالف، في الحرب الإلكترونية، بدور حيوي في تحقيق سيادته الجوية. ونهضت الطائرات المتخصصة، بالدور الرئيسي في هذه الحرب. وقد نفّذ التحالف حوالي 3 آلاف مهمة في هذا المجال، إلى جانب آلاف الطلعات بطائرات مجهزة بنُظُم أو مستودعات حرب إلكترونية.
(2) عملت طائرات (EC-135)، بالتعاون مع طائرات أواكس، ومحطات أرضية، كمنصة لجميع المعلومات الإلكترونية، فوفّرت معرفة دقيقة عن نشاط العدوّ، الجوي والبري، وحدّدت خواص نشاطه، اللاسلكي والراداري وأماكنه.
(3) تأتّى لقوات التحالف القدرة على إرباك وسائل الاتصالات والقيادة والسيطرة، وصواريخ أرض / جو، والمدفعية المضادّة للطائرات وتعويقها جميعاً.
(4) امتلكت قوات التحالف طائرات موجهة، من دون طيار، لتدعيم مهمة الحرب الإلكترونية، وخداع الرادارات، وتوفير خداع تكتيكي، وخلق ارتباك بإطلاق أهداف خداعية.
ب. الدروس المستفادة
(1) أهمية التوسع في استخدام معدات التعويق الإلكترونية، للحدّ من تأثير النشاط الإلكتروني المعادي.
(2) ضرورة استخدام وسائل اتصالات بديلة، ومعدات حديثة، يصعب التشويش عليها، حتى تستمر السيطرة على القوات، مع بناء مراكز قيادة، تكون مجهزة هندسياً لمواجهة أي نوع من الذخائر أو القنابل؛ فقد أدى تدمير مراكز القيادة والسيطرة العراقية أو تعطيلها، إلى فقدان السيطرة على القوات، والعجز عن الحصول على معلومات عن الجانب الآخر.
(3) أهمية استخدام قدرات آلية القيادة والسيطرة، والاتصالات، والاستطلاع، والحاسبات، مع نُظُم الدفاع الجوي الحديثة.


الدفاع الجوي الليبي
 
كانت بداية إنشاء قوات الدفاع الجوي في ليبيا عام 1968 بتشكيل كتائب مدفعية م/ط كانت تتبع في الأصل للمشاة وتكون منها لوائيين كنواة للدفاع الجوي وقد أرسلت طلائع هذا التشكيل إلى بريطانيا للتدريب على المدفعية م/ط 40-70 (بوفورز) البريطانية الصنع، استمر تطوير قوات الدفاع الجوي وتكوين غرف العمليات وكتائب وألوية الصواريخ على كافة الأراضي الليبية ، كما استمر إرسال البعثات للخارج للتدريب على المعدات الحديثة وتلقت كوادر الدفاع الجوي التدريبات المتقدمة في الدول الغربية والشرقية تماشياً مع مبدأ التنوع في التسليح ، وأصبحت قوات الدفاع الجوي الليبي إحدى الأسلحة الأربعة الرئيسية لصنوف الجيش الليبي.

وصلت قدرات الدفاع الجوي إلى أقصى مداها حيث كانت الند الذي لا يستهان به في منطقة حوض البحر المتوسط وقد واجهت قوات الدفاع الجوي طيران الأسطول السادس الأمريكي من بداية عقد الثمانينات حتى منتصفه أثبتت فيها الكوادر البشرية للدفاع الجوي إمكانياتها التعبوية والفنية العالية والقدرة على استخدام المعدات وفق أحدث التكتيكات الحربية، فقد أسقطت طائرتين أمريكيتين في مواجهات خليج سرت.
ولكن هذا التفوق قابله إهمال وتهميش متعمد خاصة بعد الغارة الأمريكية في 1986م فلم تراعي السلطة الحاكمة آن ذاك تحديث المعدات من المحطات الرادارية والصواريخ والمدفعية المضادة للطيران وأنظمة القيادة والسيطرة الحديثة وإمعانا في تهميش دور قوات الدفاع الجوي صدر قرار دمجها مع القوات الجوية في النصف الثاني من عام 1988 بما أثر سلباً على المنتسبين .

إن لقوات الدفاع الجوي دور بالغ الأهمية في منع العدو الجوي من تحقيق أهدافه، حيث تبادر القوة الجوية المهاجمة إلى إسكات الدفاع الجوي أولاً قبل ضرب أي أهداف حيوية في عمق الدولة وكان ما حصل في العراق وصربيا وليبيا أثناء الغارات الجوية تجسيداً واضحاً لأهمية الدفاع الجوي.

إن الغاية من الدفاع الجوي هو حماية تجمعات الجيش الليبي في أماكن تمركزها، وحماية الأهداف الاستراتيجية والحيوية والتجمعات السكانية، ويتمثل ذلك في المراقبة المستمرة بالرادارات والاستطلاع الإلكتروني على تحركات العدو الجوي والتبليغ عنها لمراكز عمليات الدفاع الجوي بما يوفر إنذاراً مبكراً للتعامل مع العدو الجوي بتوجيه طيران الاعتراض أو تدميره بالصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات المخترقة لنطاق دفاعات مقاتلات الاعتراضية .


الدفاع الجوي الليبي
 
كانت بداية إنشاء قوات الدفاع الجوي في ليبيا عام 1968 بتشكيل كتائب مدفعية م/ط كانت تتبع في الأصل للمشاة وتكون منها لوائيين كنواة للدفاع الجوي وقد أرسلت طلائع هذا التشكيل إلى بريطانيا للتدريب على المدفعية م/ط 40-70 (بوفورز) البريطانية الصنع، استمر تطوير قوات الدفاع الجوي وتكوين غرف العمليات وكتائب وألوية الصواريخ على كافة الأراضي الليبية ، كما استمر إرسال البعثات للخارج للتدريب على المعدات الحديثة وتلقت كوادر الدفاع الجوي التدريبات المتقدمة في الدول الغربية والشرقية تماشياً مع مبدأ التنوع في التسليح ، وأصبحت قوات الدفاع الجوي الليبي إحدى الأسلحة الأربعة الرئيسية لصنوف الجيش الليبي.

وصلت قدرات الدفاع الجوي إلى أقصى مداها حيث كانت الند الذي لا يستهان به في منطقة حوض البحر المتوسط وقد واجهت قوات الدفاع الجوي طيران الأسطول السادس الأمريكي من بداية عقد الثمانينات حتى منتصفه أثبتت فيها الكوادر البشرية للدفاع الجوي إمكانياتها التعبوية والفنية العالية والقدرة على استخدام المعدات وفق أحدث التكتيكات الحربية، فقد أسقطت طائرتين أمريكيتين في مواجهات خليج سرت.
ولكن هذا التفوق قابله إهمال وتهميش متعمد خاصة بعد الغارة الأمريكية في 1986م فلم تراعي السلطة الحاكمة آن ذاك تحديث المعدات من المحطات الرادارية والصواريخ والمدفعية المضادة للطيران وأنظمة القيادة والسيطرة الحديثة وإمعانا في تهميش دور قوات الدفاع الجوي صدر قرار دمجها مع القوات الجوية في النصف الثاني من عام 1988 بما أثر سلباً على المنتسبين .


إن لقوات الدفاع الجوي دور بالغ الأهمية في منع العدو الجوي من تحقيق أهدافه، حيث تبادر القوة الجوية المهاجمة إلى إسكات الدفاع الجوي أولاً قبل ضرب أي أهداف حيوية في عمق الدولة وكان ما حصل في العراق وصربيا وليبيا أثناء الغارات الجوية تجسيداً واضحاً لأهمية الدفاع الجوي.

إن الغاية من الدفاع الجوي هو حماية تجمعات الجيش الليبي في أماكن تمركزها، وحماية الأهداف الاستراتيجية والحيوية والتجمعات السكانية، ويتمثل ذلك في المراقبة المستمرة بالرادارات والاستطلاع الإلكتروني على تحركات العدو الجوي والتبليغ عنها لمراكز عمليات الدفاع الجوي بما يوفر إنذاراً مبكراً للتعامل مع العدو الجوي بتوجيه طيران الاعتراض أو تدميره بالصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات المخترقة لنطاق دفاعات مقاتلات الاعتراضية .

الدفاع الجوي الليبي
شكرا الأخ ايليوشن على هذه المشاركات التفصيلية
الدفاع الجوي و السلاح الجوي يتطلبان تطويرا كبيرا و لقد وقعت ليبيا مثلها مثل سورية تحت حصار قاس جدا طيلة سنوات 1985-2002 و تسبب ذلك في تأكل كبير في القدرات القتالية خاصة السلاح الجوي و الدفاع الجوي
الغريب أنه بعد عام 2006 كانت هناك فرصة رفع العقوبات و كان لدى ليبيا فرصة استيراد أسلحة متقدمة من روسيا و الصين و لكن لم يتم سوى صفقات محدودة في هذا المجال ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!
 
شكرا الأخ ايليوشن على هذه المشاركات التفصيلية
الدفاع الجوي و السلاح الجوي يتطلبان تطويرا كبيرا و لقد وقعت ليبيا مثلها مثل سورية تحت حصار قاس جدا طيلة سنوات 1985-2002 و تسبب ذلك في تأكل كبير في القدرات القتالية خاصة السلاح الجوي و الدفاع الجوي
الغريب أنه بعد عام 2006 كانت هناك فرصة رفع العقوبات و كان لدى ليبيا فرصة استيراد أسلحة متقدمة من روسيا و الصين و لكن لم يتم سوى صفقات محدودة في هذا المجال ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!

قذافي همش دور الجيش في ليبيا خوف من انقلاب عسكري جراء احداث 1993 انقلاب فاشل
وقام بإنشاء كتائب امنية عسكرية وظيفتها حمايته وحماية نظام وكانت هذه سوف تستلم دور جيش نظامي بريا بحريا وجويا
كانت نية في تسليحها 2009 بمعدات روسية صفقة التي عملها لكن مشروع لإسف لن ينفع لانه لايمكن استبدال جيش كامل باكتائب معينة للحماية دولة

اقرا عن مشروع اللوء 32 معزز
اما اللواء 32 معزز فهو معزز بسلاح المدفعية و المدرعات و دفاع جوي و بحرية و قوات بحرية خاصة و مظلات و اتصالات و هندسة عسكرية و مشاة و كان المشروع حيكون معزز بالطيران ايضا.


قذافي دمر ليبيا

https://www.218tv.net/ليبيا-تتذكر-ذكرى-إعدام-ضباط-انقلاب-1993/
 
ضابط روسي يكشف خفايا معركة طرابلس وخروج القذافي بسيارة جيب عادية
2011-10-08
9998305220.jpg



موسكو - دنيا الوطن
تعرف كاتب المقالة على الرائد ايليا كورينيف في معسكر خان قلعة للقوات الروسية الفيدرالية. ومن ثم التقيا مرات اخرى في موسكو وفي القوقاز. لقد قضى كورينيف 6 اشهر عمليا بصحبة العقيد القذافي. ويتعالج الان في امريكا اللاتينية لاصابته بجروح ورضوض في الصحراء الليبية على مقربة من الحدود مع الجزائر. ولقد طرح الكاتب بعض الاسئلة على كورينيف تتعلق بالاوضاع الليبية، اجاب عنها بالتفصيل.

مأمورية من خلال "قافلة"

س - كيف وصلت الى ليبيا، علما بان روسيا لا تدعم القذافي رسميا؟

اعدت الممثلية التجارية الروسية في الجزائر وثيقة مأمورية ربيع هذه السنة الى البلد المذكور. ولكن المهمة الاساسية كانت التوجه الى طرابلس بالذات. ووصلت مع "قافلة" بموجب اتفاق تم عبر السفارة، الى مقر القيادة، الى معمر القذافي. وبدأت فورا العمل على تدريب افراد اللواء المعزز 32، الذي كان ولا يزال بقيادة خميس القذافي. واعطيت التعليمات الخاصة بحرب الشوارع واشرفت على التدريب بنفسي. وبعد ان اتضح تعذر الصمود في طرابلس في يونيو/حزيران ـ بوليو/تموز تقريبا. قررنا المباشرة بتدريب افراد اللواء على الاشتباك في صدامات مسلحة بمجموعات مستقلة صغيرة سواء في ظروف المدن او خارج حدود المراكز السكانية. وكان الاهتمام يركز بصورة اساسية على التدريب على اعمال التخريب.

وان جنود وضباط اللواء 32 على درجة عالية من التأهيل. وقد اجتاز بعض منهم دورات تدريب في قوات الانزال الجوي الخاصة البريطانية (SAS)، وفي فرنسا.

ولقد اعتمد تكتيك الاشتباك في معارك بمجموعات صغيرة على تجربة حرب الانصار في الحرب الوطنية العظمى وفي جمهورية الشيشان. وتقوم مجموعات صغيرة ( 20 - 30 ) فردا بمهاجمة القوافل العسكرية، وتزرع الالغام، وبعد انجاز مهامها، تنسحب الى اماكن آمنة.

س - هل كنت وحيدا في ليبيا؟

لم أكن وحيدا. هناك اخرون من اقراننا لدى القذافي. سواء من روسيا، من الضباط المتقاعدين بصورة اساسية، الذين شملهم التقليص في الجيش الروسي، او من الجمهوريات الشقيقة سابقا.

س - لماذا ارسلت الى طرابلس، في الوقت الذي تعلن السلطات الروسية رسميا عن ضرورة تنحي القذافي؟

لا احد يستطيع منع موظف رفيع من ارسال مرؤوسه في مأمورية الى الجزائر؟ وعلى سبيل المثال على خط التعاون العسكري التقني؟ والتعليمات الاخرى سرية تماما. وان العمل يقيم بنتائجه، وليس حسب التقارير الزمنية المنتظمة. وان الخبراء المؤهلين يفهمون ان الاعتداء على ليبيا ما هو الا جزء من اجراءات مبرمجة. وتلي ليبيا سورية والجزائر واليمن والعربية السعودية وايران واسيا الوسطى وروسيا. والتتابع ليس مهما. ولكن روسيا ستكون اغلب الظن، الاخيرة. وتجري حاليا احاطتها بانظمة عميلة معادية، ورادارات وقواعد عسكرية، والتشجيع بكافة الوسائل على الفساد وتنامي المشاعر الاحتجاجية داخل البلد.

س - وهل ستبقى بعد هذه المأمورية في الخدمة؟

لقد قدمت طلب التسريح الى الجهات المسؤولة، واعلم انه جرى طلب اضبارتي الشخصية، ليس للمكافأة بكل جلاء، ومع ذلك لدي قدم في الخدمة وشقة. ولكني اعزب. ولا أعتزم حاليا العودة الى روسيا، فقد تغير الكثير خلال هذه السنة، واتخذت قرارات معينة. فانا عسكري بالفطرة.

طرابلس "كقلعة بريست"

س - تعذر صمود طرابلس.. هل كان الخطأ في الدفاع؟

الخطأ ليس في الدفاع، انما في تقييم النزاع. فقد كان القذافي يعيش في عالمين متوازيين. ولم يتمسك بسياسة معينة كما على سبيل المثال، الرئيس الكوري الشمالي. فالاخير لا يتذبذب، ويتمسك بسياسته. اما القذافي لم يصدق بالاعتداء على بلده حتى اللحظة الاخيرة. وحتى في اواسط اغسطس/آب، عندما وجهت ضربات بالقنابل والصواريخ الى طرابلس والى مدن آخرى، كان يتحدث الى برلسكوني وساركوزي. وكانا يؤكدان له عدم تعرض طرابلس الى عملية برية. وكان قد عرض على القذافي قبل بضع سنوات انشاء منظومة دفاع جوي قوية متكاملة. وكان من الممكن تحقيق هذا من خلال حمهوريات سوفيتية سابقة. ولكنه وجد ان هذا قد يثير غضب الولايات المتحدة واوروبا. واكرر ان ايطاليا وفرنسا وحتى بريطانيا، كانت تؤكد له ان ليبيا لن تتعرض الى عمليات حربية برية.

كما أن الخطأ كان في مراقبة الضباط الليبيين الخونة لفترة طويلة. لقد كان من الضروري اعتقالهم فورا، وعدم ترك "هذا المرض" ينتشر دون عقاب. ولكن القذافي كان يود الكشف عن اكبر عدد من الخونة. وان تلكوء القذافي انطلاقا من تصوراته الشخصية حول سير النزاع، كان بالمناسبة، العامل، الذي اقنع عددا من الضباط الكبار بالارتشاء بمليوني دولار والانتقال الى صف المتمردين. فتصور ان مطرا ينهال في كل مكان، بينما على راسك يتساقط حجر، وتقول كل شيء سيمر بسلام، وسنتجنب ذلك. فهل سيقتنع كثيرون في موءازرتك؟ وخاصة من سيكون الهدف الهام والاول للخصم. والعامل البشري يحتفظ بخواصه حتى في افريقيا.

س - وكيف تسنى لك الخروج من طرابلس بسلام؟

لقد حذرتنا قناة "الجزيرة" والـ "سي ان ان". فقد شاهدنا مشاهد عن "انتصار" المتمردين التقطت في قطر. وكانت ديكورات الساحة الخضراء في طرابلس مقامة في صحراء قرب الدوحة. وكنا نعرف اسباب ذلك. فهذه المشاهد كانت بمثابة اشارة لهجوم المتمردين والمخربين. واثر هذه المشاهد بدأت "خلايا المتمردين النائمة" باقامة الحواجز في كافة انحاء المدينة، واقتحام مراكز القيادة وشقق الضباط، الذين لم يخونوا القذافي. وبدأت عمليات انزال وحدات اجنبية في الميناء. وانقطع الاتصال باحد الاجنحة. وسلم احد الضباط الكبار موقعه دون معركة. وأمر القذافي بالانسحاب و"عدم اخماد النار بالنار". وعدم تحويل طرابلس الى محرقة تحرق وحدات الجيش والسكان المسالمين على حد سواء. ورفض المئات من الفدائيين تنفيذ هذا الامر، وبقوا يدافعون عن المدنية، في محاولة لارهاق الخصم باقصى درجة، وصرفه عن مطاردة الزعيم والقيادة العسكرية. ولا يزالون يواصلون المقاومة. وتوجد في طرابلس منذ اكثر من شهر مناطق، لا يجرأ حتى السلفيين على دخولها. وهذا خيارهم وهذه مدينتهم و هذا مفهوم.

وبدأ الهجوم. وغادر الجميع القصر بجوار قاعدة باب العزيزية الى دار صغيرة في جنوب العاصمة. وبعد بضع ساعات غادرنا المدينة بواسطة عدة سيارات باتجاه منطقة آمنة. وتبين ان هذا تم في الوقت المناسب، اذ سقطت على الدار 3 قنابل ثقيلة خارقة للملاجئ على التوالي. وكانت السيارات من نوع جيب عادية، وليس سيارات "مرسيدس" مصفحة خاصة. وما الحاجة الى جذب الانتباه؟ علما بانه لا يوجد ادنى شك في ان الامريكيين كانوا يعرفون مكان وجود القذافي في معظم الحالات. ولكن الصواريخ والقنابل سقطت هناك بعد الخروج بـ 5 دقائق. وكانوا بهذا كما لو انهم يحذرونه من انه بوسعهم تصفيته في اي لحظة، ولكن لا يوجد بعد، كما يبدو، الامر بذلك. وتحظى الهجمات النفسية والاعلامية باهتمام كبير في النزاع الليبي.

س - وماذا عن افراد عائلة القذافي الذين بقوا في ليبيا؟

لقد تفرقوا فورا، قال كورينيف انهم تفرقوا فورا. وهذا قرار فعال جدا. ويقول الليبيون البسطاء انه اذا لم يعد القذافي نفسه، فسيعود احد ابنائه. لقد توجه بعضهم الى تونس ومنهم الى الجزائر والنيجر. فالحدود مفتوحة. وبقي خميس في ضواحي طرابلس للاشراف على المقاومة. وسيف في بني وليد. ولا يمكث لا العقيد نفسه ولا الابناء عمليا في مكان واحد، ويتنقلون بصورة مستمرة. واصعب مشكلة هي الاتصال. اذ تسيطر على الاثير القوات الامريكية ووسائل الاسطول السادس الامريكي التقنية والاستخبارات العسكرية ووكالة الامن القومي الامريكية. ولذلك لم اتجرأ على ارسال صور واشرطة فيديو. وهذا يستغرق وقتا اكثر من ارسال مجموعة معلومات مكتوبة. ولكن نادرا ما يتوفر منفذ الى الانترنت، لان الناتو يعرف اماكن وجودنا تقريبا، ويغلق كافة خطوط الاتصال.

س - كيف تمت عملية أسر الجنود البريطانيون، وكيف حدث ذلك، وكيف تسنى لكم معرفة ان هؤلاء من افراد قوات "SAS"، وهم لا يحملون وثائق شخصية ابان العمليات الحربية؟

ان الصور سترسل. والادلة تتمثل في الاسرى انفسهم، وواقعة اذلال جيش الخصم جماهيريا. فالحرب حرب، وطاولة المفاوضات متوفرة على الدوام. وكلما كثرت الادلة والحجج (الاوراق الرابحة) يسهل الحوار. وكان هؤلاء عبارة عن مجموعة تخريب، تتكون من 30 فردا. ومعظمهم من جيش قطر، و13 فردا انجليزيا وفرنسيا. وكانوا يقومون باخر عمليات الاستطلاع في بني وليد. وعلى ما يبدو لم تتوفر لديهم معلومات جيدة عن ضواحي المدينة. ولقد ابلغ السكان المحليون ان هناك مجموعة تتسكع حول المدينة. وتم شن عملية ضدهم واسرهم. لقد اعدم الليبيون القطريين فورا، لانهم يكرهونهم جدا. ويقولون كيف يدخل مسلم بيت مسلم آخر ويقتل عائلته؟ ولذا يجب اعدامهم وانتهى. وجرى فصل الانكليز والفرنسيين، واستجوابهم ونقلوا الى ملجأ. وفي الحقيقة لم تكن لديهم اي دوافع لاخفاء شيء ما. فكتبوا الاسماء والارقام الخاصة واسم الوحدة والتقطت لهم صور، وارسل كل هذا عبر البريد الالكتروني الى وزارتي الخارجية البريطانية والفرنسية. وعرض عليهما استلام الجنود دون اي شروط، وعلى سبيل المثال، في اي مكان في ليبيا . وبالمناسبة ان السيارة، التي جرى منها الاتصال، دمرت بصاروخ بعد بضع ساعات، عند عودتها الى المدينة. وبعبارة اخرى كانت السيطرة على الاثير مكثفة جدا.

وعندما تخلت بريطانيا عن جنودها، طرحت فكرة نقلهم الى الجزائر، وعقد مؤتمر صحفي هناك لعرضهم امام كل العالم. وكنت ضمن قافلة واحدة مع حماية موسى ابراهيم، الذي توجه الى الجزائر للاتفاق على المؤتمر الصحفي. وان التعقيدات الدبلوماسية العديدة، حالت دون عقده في العاصمة، ودار الحديث حول مركز سكاني حدودي. وفي الطريق تعرضت القافلة الى قصف من مروحية. وان انفجارا قذف بي من بدن الجيب المفتوح. والتقطني فيما بعد مسلحون من الطوارق، وساعدوني في عبور الحدود، ومن هناك وصلت الى امريكا اللاتينية حيث اتعالج.

س - وهل يوجد خطر على روسيا من جانب الناتو والولايات المتحدة؟

لن تحدث بالطبع، مواجهة سافرة في المرحلة الاولى. لان المهمة الاولى تتمثل في تفجير القوقاز من جديد، بمساعدة الاصوليين، واغراق جنوب روسيا في حرب وان كانت محلية، ولكنها واسعة الابعاد. ومن المتوقع ان يستلم السلفيون السلطة في المغرب وكذلك مقاتلو "القاعدة" وغيرها من التنظيمات المتطرفة. والمسافة بين روسيا ومنطقة البحر الابيض المتوسط اقل بكثير مما الى افغانستان، والجبال اقل وأوطأ. وهذا من مصلحة الولايات المتحدة وليس من مصلحة اوروبا وروسيا. هذا ويطمح عبد الحكيم بلحاج، الحاكم العسكري لمدينة طرابلس بمنصب قيادي في الحكومة الليبية الجديدة. وهو الشخص الاول في الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة، التي اعتبرتها وزاة الخارجية الامريكية منظمة ارهابية.

س - هل هناك طامحون غيره؟

طبعا يوجد، ومنهم العقيد المنشق خليفة هفتار، الذي كان يقيم في الولايات المتحدة على مدى 20 سنة. ومحمد بشير الخضار، القاضي العسكري في نظام القذافي. وباختصار ان بلحاج صنيعة قطر. والخضاريمثل طغمة مصراته، التي تحضى بدعم فرنسا. وهفتار من انصار طغمة بنغازي، التي تدعمها الولايات المتحدة.

واذا شارك بلحاج في الحكومة، وسيشارك، وسوف تستقبله العواصم العالمية. ومن الجميل ان هذا المسلح الذي يرتبط بالنشاط السري في قوقازنا، سيحضر الى الكرملين وسيشد على يد الرئيس الروسي.

كما تجري في ليبيا اضافة الى الاصولية، سرقة السلاح من مستودعات الجيش الليبي. وان قسما كبيرا من هذا السلاح يرسل الى القوقاز في عنابر سفن الشحن. وان الرحلة من موانئ شمال افريقيا الى ساحل القوقاز تستغرق يومين. ومن المؤسف جدا، ان المسؤولين عن امن مواطنينا، عاجزون حتى عن قراءة تقارير محللي الناتو الذين يشيرون بصراحة الى ان التصدير اللاقانوني للسلاح الليبي المسروق يشكل احد مشاكل الامن العالمي الرئيسية.

س - ماهي فرادة الحرب الليبية؟ وبماذا تتميز عن النزاعات المسلحة التي شاركت فيها؟

ان كل حرب فريدة. وفي ليبيا مصطفاة. ففيها الدعاية المكثفة كما في الحرب العالمية الثانية، وتكتيك الارض المحروقة كما في فيتنام، وشراء الذمم والفرار من الجيش كما في العراق. ويوجد هناك من يشبه "الانصار البيلاروس". وكما في كافة الحروب تهلك اعداد كبيرة من السكان المدنيين. ومع ذلك ان هذا النزاع في الحقيقة فريد. فمن جانب هناك الطوارق، مقاتلو الصحراء ببنادقهم طراز عام 1908، والامازيغيون ببلطاتهم. ومن الجانب الاخر، قذائف وقنابل طائرات توجه بالليزر، وطائرات استطلاع بدون طيار. وهذا اشتباك بين الحضارة والازلية.

وان المساحة التي يدور عليها النزاع، لربما هي اكبر المساحات بعد الحرب العالمية الثانية، بينما عدد المصالح التي اختلطت في هذه الحرب، ان لم تفوق مؤشرات الحرب العالمية الثانية، فانها مكافئة لها تماما.

وهناك الجوانب النفسية والاعلامية الخطرة جدا ـ . فتحلق في سماء ليبيا بصورة دائمة طائرات امريكية خاصة بالدعاية، تلقي مناشير. وتقدم قنوات "الجزيرة" والـ "بي بي سي" و" سي ان ان" ووكالة "رويترز" وغيرها ريبورتاجات استفزازية بعد تنسيقها مع المركز الاعلامي للناتو. والاحتمالات البديلة للاحداث وعملية الدعاية الخاصة تتمثل في "الهلع والغموض"، الشعار الدقيق جدا لعملية "الحامي الموحد".

س – ماهي المهام الاساسية لمناصري القذافي في الوقت الحاضر؟

اقول ان هذه مسألة رياضية بسيطة. فبين سكان أي دولة هناك 5 – 10 % معارضة و 5 – 10 % موالين للنظام. ومهما كانت تصرفات القائد وافعاله يوجد هناك من ينتقده دائما، اما البقية فتؤيده. وفي الحقيقة ليس بامكان المعارضة اوالمؤيدين حل الامور. الحل يبقى بيد الـ 80 – 90 % من السكان الذين يمكن ان يساندوا هذا الطرف او ذاك. فبواسطة شراء الذمم والاستفزازات والدعاية من خلال وسائل الاعلام الغربية يتم الاخلال بالتوازن. ان اعداء القذافي هزوا هذا البندول بقوة، وعليه ان ينتقل بقوة الى الجانب الاخر. ولكن ليس من الضروري ان يظهر هذا في المجال العسكري او السياسي. ويمكنني القول ان الامر لا يتحدد بحدود ليبيا. لذا فان المهمة الاساسية لانصار الجماهيرية هي تقديم البراهين والحجج كما يحصل في قاعة المحكمة. الشعب هنا له خصوصية وهو يشعر جيدا ويحدد من هو الصديق ومن هو العدو، ويفرق بين الجيد والسيء. المهمة ليست عسكرية عمليا.

س – عموما من يدعم الليبيون القذافي ام السلطة الجديدة؟

" السلطة الجديدة" انا لا استعجل بتسميتها سلطة. طبعا البسطاء من الناس يساندون الجهة التي توفر لهم العمل الغذاء والامن. نعم كان في ليبيا اناس ينتقدون القذافي وهذا امر واقع، ولكن هذه كانت معارضة عقلانية، ولم تفكر في رفع السلاح لانها كانت اقلية. اما ما يسمى بالسلطة الجديدة وخاصة المتطرفون فلا يمكنها توفير الاستقرار في ليبيا، لا في الوقت الحاضر ولا في المستقبل المنظور، وذلك لان الاكثرية ان لم تكن مع القذافي فهي مع " زمن القذافي".

و في الشرق كما هو معروف تقليديا المال والقوة يحلان المشاكل. فاذا حقق الموالون نجاحات ما فان الشعب سوف يساندهم. الآن مازالت هناك مدن تقاوم وبين فترة واخرى تهاجم المجموعات الموالية للقذافي هنا وهناك. الشعب في انتظار محير، وممن " حروروه" ولماذا. فهو يستمر في المقارنة بين ما كان وما هو بعد والجميع غير راض عن نتائجها. واذا ما تم تسليم سرت وبني وليد وغيرها من مراكز المقاومة، فان الرأي العام سيكون الى جانب السلطة الجديدة بسبب الخوف. لانه لن يبقى خيار آخر. ان تطور الاحداث في المنطقة سيكون سريعا خلال الفترة القريبة القادمة، وستظهر في الاشهر القادمة اتجاهات الاحداث اللاحقة، ففي حالة وجود تغطية اعلامية غير منحازة لاسباب الحرب ونجاحات الموالين، فان النصر سيكون لصالح القذافي ولانصار الجماهيرية.

س – ما هو شعور الليبيين البسطاء حاليا (لا اقصد جنود القذافي ولا الموالين للمجلس الوطني الانتقالي)؟

ان اقرب تحديد لهم، هو انهم مخدوعون ومضطهدون ولا يشعرون بالحرية. تصوروا لو ان الناتو بدأ في عام 1991 بقصف الاتحاد السوفيتي بحجة المساعدات الانسانية. وقبل انتهاء عمليات القصف يدخل الرأسماليون الى البلاد ويبدأون بتقاسم حقول النفط والمصانع والمتطرفون يقتحمون الدور.. لقال أولئك وهؤلاء سنريكم كيف يجب العيش، والذي لا يتفق معنا يرمى بالرصاص. ان الناس من اجل البقاء والعيش ستكون مستعدة لتوقيع أي وثيقة ورفع العلم الجديد، وذلك لكي يبقوا على قيد الحياة ولكي يستلموا المواد الغذائية ولكي لاتقطع عنهم امدادات الكهرباء والماء. ومن المحتمل ان ينتظر الناس عودة الجيش الذي اختفى في الغابات وربما كانوا سينتظرون عودة الزمن الماضي. تقريبا هكذا يفكرون في ليبيا الآن. ولكن لن يعود كل شيء الى سابق عهده بسبب الدم المهدور.

س – هل تتكلم العربية؟

"من عاش مع قوم اربعين يوما صار واحدا منهم" لو لم اكن اتكلم العربية لما ذهبت الى هناك. ان الحكم والامثال العربية مثيرة للاهتمام. لقد اضفت هنا مثالا جديدا الى مجموعتي. فعندما اقتحم 100 مسلح من المتمردين قصر الضيافة المخصص للوفود الاجنبية وهو ملغم بالقرب من سرت، فان آخر ما شاهدوه في حياتهم كان مثلا يستخدمه الضباط في الجيش العراقي....

س – متى تنوي العودة الى ليبيا؟

بعد عدة ايام سأكون في بلد مجاور، وان 90% من الحدود ليست تحت سيطرة المتمردين. لدي اتصالات مع خميس ومع جماعتي وهم بانتظار عودتي.

خميس القذافي في اتصال هاتفي مع زميل له من روسيا في اكاديمية فرونزة للعلوم العسكرية

وكان خميس القذافي قد ابلغ في اتصال هاتفي احد الضباط الروس الذين درسوا معه في اكاديمية فرونزة للعلوم العسكرية: نحن سننتصر او نموت، وليس بيننا من ينوي الاستسلام او الهرب. وطلب خميس من هذا الضابط ابلاغ شكره لكافة مواطني روسيا الذين يساندون نضال الشعب الليبي ضد الغزاة.

وقال "شكرا لجميع زملائي في الدراسة ولأساتذتي الذين اعطوني قليلا من روح شعبكم المنتصر وعلموني كيفية تقييم الوضع وكذلك علموني من خبرتهم الحربية القيمة. انني فخور لان لدي مثل هؤلاء الاساتذة. فهل استحق ان اكون تلميذهم – هذا ما سيكشفه المستقبل.

شكرا لكل من يقدم لنا الدعم والمساعدة. لقد كنت في روسيا واوكرانيا وغيرها من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. اخص بالشكر أولئك الشجعان من شعبكم الذين يقفون معنا جنبا الى جنب يدافعون عن بلادي. فاما ان ننتصر او نموت، ليس هناك من ينوي الاستسلام او الهرب. ان الموت في المعركة الى جانب مقاتلين من امثال هؤلاء هو شرف عظيم لكل مدافع عن وطنه. وعموما انه لشرف كبير لكل ليبي له صديق روسي، وهذا مكتوب على صفحات تاريخ ليبيا. والله يشهد على ما اقول.وكما جاء في الاغنية الروسية " هذه الارض ستكون لنا اذا لم نقتل في المعركة" ان ليبيا ستبقى لنا حتى اذا قتلنا في المعركة.

لقد تغير الكثير في هذا العالم. من كان يفكر بان كل شيء سيتغير. ولكنك تتذكر اننا درسنا وتهيئنا لمثل هذا اليوم. اننا سنجتاز الاختبار ببطولة. ومهما كتبت الصحافة البريطانية والفرنسية والامريكية والقنوات التلفزيونية فان اغلبية السكان تدعمنا. ونحن لن نتركهم ولن نسمح بالسرقات. من المحتمل اننا اخطأنا لاننا كنا نعتقد ان النزاع هو نزاع ليبي داخلي، وهو كذلك، ولكن الاعداء والخونة نقلوه الى خارج الحدود، حيث باعو انفسهم للرأسماليين – المستعمرين. لقد اصدرت اوامري بايصال معلومات عن جرائم الناتو واذنابه المتمردين الى وسائل الاعلام والى الرأي العام العالمي عن كل غارة جوية على المواقع المدنية والمناطق السكنية وبعد كل معركة وقتل المدنين الليبيين والاجانب المسالمين. اريد ان اكون واثقا من أن الدم الليبي الذي يزهق لن يذهب سدى، وان العالم سوف يدرك ماهية هيئة الامم المتحدة ومايسمى بالغرب الحضاري.

اقسم بالله وشرف ضابط الجيش الليبي إن دمنا ليس رخيصا. ولن ينام الخونة واللامبالون نوما هادئا حتى اخر يوم من حياتهم.. حافظوا على أنفسكم وعلى اسركم وعلى بلادكم. مرة اخرى اقول ان صداقتك شرف لي.
 
انقلابات ليبيا.. قصة نصف قرن من الصراع على الكرسي
الخميس 27 يوليه 2017
38991E30-D6F7-4831-9D16-B59BF2E6359F_w1023_r1_s.jpg

شهدت ليبيا انقلابات مسلحة عدة

شهدت ليبيا محاولات انقلابات عسكرية عدة بعد نيل الشعب الليبي الاستقلال عام 1950 وقيام المملكة الليبية بقيادة الملك إدريس السنوسي.
انقلابات فشل أكثرها ونجح أولها عن طريق الملازم أول معمر القذافي الذي قاد انقلابا على الملك إدريس السنوسي في الأول من سبتمبر عام 1969 مع مجموعة من الضباط سماهم "الضباط الوحدويون الأحرار".

محاولة الشهور الأولى
94BFE773-5B87-4CE2-9B65-8F42D972FFB8_w650_r0_s.jpg

القذافي الذي صعد إلى الحكم بانقلاب تعرض لمحاولة انقلاب أيضا
بعد ثلاثة أشهر من وصول القذافي إلى سُدة الحكم في ليبيا تتابعت محاولات انقلاب فشلت من الضباط المشاركين مع القذافي في انقلاب 1969، أولها قاده المقدم آدم حواز وزير الدفاع الأسبق والمقدم موسى الحاسي وزير الداخلية الأسبق في عهد القذافي.
العملية الانقلابية بدأت بسيطرة حواز والحاسي على معسكرات شرق ليبيا، لكنها فشلت في يومها الأول ليعلن القذافي القبض على حواز والحاسي وإيداعهما السجن.

السنوسي يحاول العودة
243169AF-51DE-4F33-9413-6FBEE30F0C95_w650_r0_s.jpg

بعد الانقلاب على الملك السنوسي سعت أسرته إلى التخطيط لانقلاب مضاد
العائلة السنوسية المالكة سعت إلى استعادة حكم ليبيا بمحاولة عبد الله عابد السنوسي، ابن عم الملك الراحل إدريس السنوسي، إذ خطط لقلب النظام من روما في ماي عام 1970، مع ضباط من قبيلة في مدينة سبها مقربين من الأسرة الحاكمة.
عندما علِم القذافي بالمحاولة أمر باعتقال من تعاون مع السنوسي في سبها وإيداعهم السجن وظل السنوسي مهجراً بعد محاولته الفاشلة.

انقلاب الرفيق وابن العم
F11A8EEA-F4E1-4C99-9CDF-884BC98C35F2_w650_r0_s.jpg

محاولات انقلاب عدة على القذافي كانت من طرف محيطه

القذافي لم ينج من محاولات الانقلاب المتكررة من رفقائه المقربين منه، ففي 13 من أغسطس عام 1975، قاد الرائد عمر المحيشي، بمعاونة 21 ضابطا، انقلابا على القذافي بسبب تعطيله للعملية الدستورية في ليبيا.

واستطاع القذافي القبض على المساهمين في محاولة الانقلاب منهم الضابطان بشير هوادي وعبد المنعم الهوني وزج بهم في السجن بينما فر المحيشي إلى مصر ثم مكث في المملكة المغربية التي سلمته للقذافي عام 1983 قبل أن يقتله القذافي.
الضابط حسن اشكال، من قبيلة القذاذفة، أحد حراس القذافي، خطط لانقلاب عسكري على ابن عمه معمر القذافي.
لكن القذافي سارع إلى إعفاء اشكال من الجيش بعد علمه بالمحاولة، ثم قتل بالرصاص على يد قبيلته القذاذفة التي أشاعت بين الليبيين أنه انتحر حسب بعض الروايات.

خطة المعارضة
DE5CA1B3-576B-4C0F-AA68-4AFC0FC391D7_w650_r0_s.jpg

الإعدام كان نهاية كل ما حاول الانقلاب على القذافي

الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، المعارضة للقذافي، التي تأسست في أكتوبر عام 1981، حاولت، على مرتين، إسقاط القذافي، أولها كان بالهجوم بالسلاح في معسكر العزيزية، معقل القذافي.
المجموعة المسلحة حوصرت والمحاولة انتهت بمقتل معظم أفرادها كما اعتقل أحد عناصر العملية وهو أحمد حواس.
المحاولة الانقلابية الثانية كانت بمدينة بني وليد في أكتوبر عام 1993 وهذه المرة اعتمدت على ضباط في صفوف القذافي أبرزهم قائد الانقلاب مفتاح قروم الورفلي.
المحاولة فشلت وألقي القبض على قرقوم ورفقائه وخضعوا إلى محاكمة عسكرية قبل أن ينفذ فيهم حكم الإعدام عام 1997.

حفتر.. آخر العمليات
8ED2E7FC-6A0F-4147-87BF-0B2414D24D43_w650_r0_s.jpg

خليفة حفتر كان آخر من عبأ القوات المسلحة للحصول على السلطة
آخر الانقلابات في ليبيا كانت من طرف أحد من قادوا انقلاب عام 1969 مع القذافي، وهو الجنرال خليفة حفتر، الذي كان قد أُسر على يد القوات التشادية في حرب القذافي مع تشاد في الثمانينيات، ثم طلب اللجوء في أميركا ولم يرجع إلا في الثورة الليبية عام 2011.
قاد حفتر انقلابا في ماي عام 2014 بسيطرته على مراكز ومعسكرات حيوية شرق ليبيا وأعلن تعطيل العمل بالإعلان الدستوري وتجميد عمل المؤتمر الوطني العام، قبل أن ينصبه مجلس النواب قائدا عاما للجيش ويسيطر حاليا على المنطقة الشرقية.

المصدر: أصوات مغاربية
 
موسكو - دنيا الوطن
تعرف كاتب المقالة على الرائد ايليا كورينيف في معسكر خان قلعة للقوات الروسية الفيدرالية. ومن ثم التقيا مرات اخرى في موسكو وفي القوقاز. لقد قضى كورينيف 6 اشهر عمليا بصحبة العقيد القذافي. ويتعالج الان في امريكا اللاتينية لاصابته بجروح ورضوض في الصحراء الليبية على مقربة من الحدود مع الجزائر. ولقد طرح الكاتب بعض الاسئلة على كورينيف تتعلق بالاوضاع الليبية، اجاب عنها بالتفصيل.
هذه المشاركة من الأخ ايليوشن تستحق التأمل طويلا ففيها من الخفايا و التفاصيل المجهولة الشيء الكثير
يبدو أن عملية ادارة الصراع لم يكن هناك دور و قدرة للقذافي على مواجهة هذا النوع من الهجوم اطلاقا
و كما حجم الجيش الليبي و امكاناته لم تكن وافية ليواجه مثل هذا النوع من الحروب


كذلك فقد كان للحرب على ليبيا أثار بعيدة المدى و ستستمر عواقبها ربما لمئة عام قادمة
الشريك الأخر في هذه الحرب و هو فعليا فرنسا و بريطانيا كون ليبيا اعتبرت منطقة امتيازات و صفقات خاصة بهما قبل أي دولة أخرى
هم فعليا المخطط الفعلي للأحداث قبل الولايات المتحدة و قطر
و ستبقى تفصيلات كثيرة لا بد من البحث طويلا قبل الوصول اليها
 
بعد اجتماع رؤساء الأركان مجموعة "مبادرة 5+5 دفاع"، التي تضم خمسة بلدان أوروبية هي فرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومالطا، وخمسة بلدان مغاربية (المغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا وتونس) في شهر أكتوبر الماضي في ايطاليا كعادتهم مرة في السنة، بهدف معاينة العمل المنجز في تلك العام، والموافقة على مخطط النشاطات للسنة القادمة والتي تم اختيار ليبيا لرئاسة الدورية لمبادرة 5 +5 للدفاع لسنة 2019 م ، وابدت وزارة الدفاع الليبي استعدادها لتنظيم هذه المبادرة رغبتا منها في جعل المتوسط "منتدى مفضل للثقة والأمن". في ذكرها الخامس عشر 2019 وتعزيز التعاون الفعال بين الدول الأعضاء من خلال الارتقاء بالعمل المشترك بين القوات المسلحة وبناء قدرات وتبادل التجارب والخبرات.
وتتمحور أشغال "مبادرة 5+5 دفاع" حول أربعة مجالات للتعاون هي المراقبة البحرية، والسلامة الجوية، ومساهمة القوات المسلحة في حماية المدنيين في الكوارث الطبيعية، والتكوين.

وتهدف "مبادرة 5 +5 دفاع"، إلى التعرف على المشاكل الأمنية في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط والمناطق المجاورة بالبلدان الأعضاء٬ ومكافحة الإرهاب والتهريب من كافة الأنواع والمراقبة والأمن البحري والجوي . و يكمن الهدف الرئيسي وراء هذا الاجتماع، في دعم العمل الذي تقوده مبادرة 5+5 دفاع، و تعميق الحوار حول القضايا الإقليمية العسكرية، و من ثم إرساء التفاهم والألفة بين القوات المسلحة المشاركة في التمارين، وبالتالي، تحسين التعاون العسكري بين دول المبادرة العشر.

وقد اعلنت قيادة عمليات 5+5 ان المقاتلة التونسية قد اختفت عن شاشات الرادار أثناء تحليقها فوق البحر قبالة سواحل بنزرت (شمال)، في إطار مناورات "مبادرة 5+5 دفاع" وايضا باعجابهم بقدرة الدفاع الجوي الليبي باكتشف الهدف من جنوب تونس وتتبعه واعطائهم معلومات الطيران للهدف من سرعة وارتفاع واتجاه وكل احداثياته و اعطاء الاوامر للمقاتلة الليبية بتتبع الهدف الي ان خرج من المجال الجوي الليبي قبالة سواحل سرت مع علمهم بان حرب التحرير لم يبقي علي منظومات الدفاع الجوي الليبي اي شيء سليم ولكن بقدرة رجاله استطاعوا ان يصينوا ويدخلوا عدد 5 محطات رادارية داخل العمل


49938583_2255788731304256_1064036159983714304_n.jpg
 
ميغ 23 عمليات الجنوب مانوع دخائر

50046988_2337689413126852_2029579159272947712_n.jpg
كأني أرى قنبل (فاب ) سوفيتية (اللون الرمادي) و لربما قنابل فرنسية (اللون الأخضر).
 
هل مازالت في الخدمة ؟


واحدة متوقفة في مطار طرابلس وأخري موجودة في اوكرانيا منذ 2010

الموجودة في اوكرانيا عليها ديون مليون دولار ولم يتم سداد
اوكرانيا تريد بيعها من اجل سداد ديون صيانة وارضية
لكن لم افهم كيف يتم بيع طائرة خاصة بدولة أخري من اجل عليها ديون بمليون وثمنها يقارب 100 مليون .؟
ديون تزيد ممكن يتم دفعها مستقبلا

في فرنسا توجد طائرة رئاسية للقذافي في صيانة لكن لم يقول فرنسين انا عليها ديون ويجب بيعها لسداد ديون
أرضية وصيانة
 
ليبيا بين العقل الفرنسي والقلب الإيطالي
عبد الرحمن شلقم

التاريخ والجغرافيا والمصالح السياسية والأمنية والاقتصادية، مرتكزات ثابتة في العمل السياسي. قدر البلاد الليبية أن تكون الجغرافيا هي الورقة التي يُكتب عليها مسارها الاجتماعي والسياسي عبر التاريخ. اليوم تعاني ليبيا من صراع داخلي متعدد الألوان. صراع على السلطة والمال في غياب مستمر لتشخيص طبيعة الأزمة. تعددت الوصفات السياسية للحل دون تحديد دقيق.
الحال اليوم كمن يعاني من مرض العينين وينقل إلى طبيب عظام أو طبيب أنف وحنجرة. ومما ضاعف معاناة المريض تعدد الأطباء الخطأ. طبيعة الصراع فوق الأرض الليبية لها خصوصية ذاتية. هل يمكن أن نصنف ما يجري من صراع في ليبيا على أنه حرب أهلية؟ الحروب الأهلية زلازل بشرية لها مقياسها الخاص، أي لها ريختر مختلف. في ليبيا لم يكن وراء المواجهات الدامية دوافع طائفية دينية أو عرقية أو جغرافية، فالشعب الليبي كله مسلم، وغالبيته سنة مالكيون، وحتى الأمازيغ الإباضية لا توجد حساسية عقدية بينهم وبين السنة. ما طبيعة الأزمة إذن؟

باختصار ما حدث في ليبيا بعد ثورة فبراير (شباط) هو انهيار النظام والدولة، وانتشار السلاح بشكل واسع، وامتلاكه من طرف مجموعات غير منظمة، واستعماله لأغراض مختلفة. مجموعات آيديولوجية وأخرى نفعية تهرب البشر والنفط والمواد الغذائية


ولم تتورع بعض هذه الجماعات عن استجلاب مرتزقة من الدول القريبة لتكون قوة مضافة لعناصرها المقاتلة. الجماعات الإرهابية غرست أنيابها في أطراف الجسد الليبي، وتماهت مع خرائط النشاط الإرهابي جغرافياً وآيديولوجياً خارج الحدود.

الحالة الليبية اختلفت عن أخواتها في تونس ومصر وسوريا واليمن. في مصر تنازل الرئيس وبقيت الدولة بكل مؤسساتها العسكرية والبوليسية والإدارية. في تونس رحل الرئيس وبقيت الدولة بكل كيانها العسكري والإداري، في سوريا تداعت بعض أطراف المؤسسة، ولكن الهيكل العام استمر ووصله الدعم العسكري الخارجي، وتموضع على الأرض وفي الجو عسكرياً، وشكل ذلك مسارات سياسية جديدة إقليمية ودولية.

قامت تشكيلات عسكرية في ليبيا، متنوعة بحكم الأطراف المنضوية فيها، والسمة المشتركة في تلك التشكيلات أنها لا تتبع أجساماً سياسية حزبية قائمة مع بعض الاستثناءات المحدودة جداً. ونستطيع القول إن الأجسام السياسية (الحزبية)، وهي قلة، ليس لها أذرع عسكرية، والعكس صحيح، أي أن التشكيلات المسلحة لا تمتلك أذرعاً سياسية.

ذلك أعطى خصوصية للحالة الليبية. ففي الحالة اللبنانية مثلاً، عندما ذهب الفرقاء إلى «مؤتمر الطائف»، كان للمشاركين الخصوم وهم سياسيون، أذرع مسلحة، لهم القدرة والقوة على تجسيد ما اتفقوا عليه فوق الأرض، إلى جانب عامل آخر، وهو وجود القوات السورية على الأرض، في ظل تفاهم سوري سعودي آنذاك، وهو ما أطلق عليه تفاهم «س ـ س».

لقد انهارت الدولة الليبية كمبنى تداعى وانبطح على الأرض، وتدافع كل من له قدرة بشكل أو آخر للاستيلاء على ما تصل إليه يده من شظايا الحطام المتناثر على مساحة البلاد. الحطام الشظايا فيه قطع السلطة والمال والسلاح، والأيادي الممتدة إليه فيها من كهرباء العنف والجهل والتسلط والجوع ما فيها، ولا ننسى فريقاً يدفعه طفح الإصرار على الانفراد بكل القطع المتناثرة من بقايا السلطة.

تلك الأيدي امتلكت ما تيسر لها من السلاح الذي مكنها من الاستيلاء على قطع الهشيم. ذلك المشهد فوق الأرض أسس لحالة كيميائية اجتماعية بل وفردية.

تمزقت المنظومة القيمية الموروثة، صار الفساد «عقيدة»، كل فرد يركض نحو كل شيء، المال والسلطة وفرض ما في عقله بل هواه. وفي الطرف الآخر، على سفح الوجود، عامة الناس الذين لا تقدر أيديهم على أن تصل إلى قطع الركام فصاروا الضحية على السفح.

«الروشتة» التي تتجاوب مع التشخيص الصحيح تبدأ من إعادة بناء عمارة الدولة على أعمدة الهندسة المدنية القائمة على جيش بالمعايير المعروفة في كل بقاع الدنيا، الجيش وقوات الأمن والإدارة الوسطى التي تمثل المحرك الذي يدفع مركبة الدولة.

ومن يعرف أبجديات سطور المجتمع الليبي يدرك بقوة أن الوحدة الوطنية تمتلك قوة التماسك بحكم تكوينها وطبيعة بنيتها، وأن تجذر الدين الإسلامي في الفرد والمجتمع الليبي، وتداخل النسيج الاجتماعي يصنع صلابة خاصة قادرة على حمل الأثقال لإعادة البنيان الذي تهاوى وتشظى وامتدت إليه الأيدي. على مر السنوات السبع الماضية، امتدت سلسلة المؤتمرات الإقليمية والدولية على موائد مستطيلة ومستديرة تحت عناوين مختلفة لإيجاد حل للأزمة الليبية، المخرجات كانت واحدة، بيانات متكررة بمضمون لا يختلف عما سبقه.

نظمت فرنسا مؤتمراً شارك فيه أقطاب الأزمة الليبية بحضور إقليمي ودولي بارز، أنتج المحفل الباريسي بياناً أهم ما جاء فيه تحديد تواريخ لترتيبات دستورية تقود إلى انتخابات برلمانية ورئاسية. فرنسا منشغلة بالوضع في ليبيا بعقل يركز على الجغرافيا السياسية والعسكرية وكذلك الثقافية. .

دول الساحل والصحراء، وتحديداً تشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو، تمثل مساحات لها أهمية عسكرية، حيث لفرنسا قواعد عسكرية في هذه الدول، ولها استثمارات مختلفة وتغطي «الفرنك سيفا». اللغة الفرنسية بالنسبة لباريس قوة أكثر من ناعمة، فهي كما قال الرئيس السنغالي الراحل المفكر ليوبولد سيدار سنغور، هي الحبل السري الذي يربط أفريقيا بفرنسا.

الانفلات الأمني في ليبيا يشكل أنبوب النار الذي يساهم في توسيع مساحات حريق الإرهاب الذي يزحف فوق هذه الدول. فرنسا قوة دولية أساسية، عضو دائم بمجلس الأمن، قوة نووية، لها حاملات طائرات. وتصنع أحدث الطائرات الحربية «الرافال».

السؤال، ماذا تحقق من الحروف التي كتبت في مؤتمر باريس عن ليبيا؟

لا شيء.

إيطاليا، ترى أنها الأكثر قدرة على الاقتراب من الأزمة الليبية بحكم الجغرافيا والعلاقة التاريخية من الإمبراطورية الرومانية إلى الإمبراطورية الاستعمارية الفاشية، إضافة إلى الروابط الاقتصادية. الأنبوب الذي يمتد تحت الأرض من ليبيا إلى صقلية هو شريان حياة استراتيجي، وكذلك النفط، حيث تقوم في إيطاليا مصافٍ مصممة على نوعية النفط الليبي، وكذلك المساهمات الليبية في عدد من المصارف الإيطالية، إضافة إلى العلاقات التجارية. إيطاليا كانت لسنوات طويلة الشريك الأول لليبيا اقتصادياً.

في «معاهدة الصداقة» الموقعة بين البلدين، التزمت الحكومة الإيطالية ببناء طريق سيار وفق المعايير الأوروبية يمتد من الحدود مع مصر إلى الحدود مع تونس بقيمة خمسة مليارات دولار، على أن تتولى الشركات الإيطالية تنفيذ ذلك المشروع، ولا يزال المبلغ بأرباحه مرصوداً في الميزانيات الإيطالية سنوياً.

تطمح إيطاليا أن يكون لشركاتها مكان فسيح للمساهمة في إعادة بناء ليبيا. من ناحية أخرى هناك انشغالات إيطالية، وتحديداً في موضوع الإرهاب والهجرة غير القانونية وتهريب المخدرات. سياسياً إيطاليا تحاول أن يكون لها دور في المتوسط وعلى المستوى الأوروبي.

ماذا ستلد باليرمو؟ اختيار مدينة باليرمو عاصمة إقليم صقلية الجنوبية لعقد المؤتمر حول ليبيا، له مدلول خاص. هي من المدن التي كانت حلقة الرباط العربي في عهد الأغالبة، وقدمت الكثير للثقافة العربية، وبها من الشواهد الأثرية العربية الكثير. أسئلة تثار، من هم المشاركون الليبيون في هذا المحفل وكذلك الدول والمنظمات الدولية والإقليمية؟ وهل البيان الذي سيصدر في باليرمو سيجد تطبيقاً على الأرض الليبية؟ القلب ربما تلامس دقاته نبض الجغرافيا ونسمات التاريخ وطموحات الجيوب، لكن هزَّات الصراع لها قوانينها التي تصنع سدوداً تكسر كل الأمواج.
 
بنود إتفاقية الصداقة بين ليبيا وإيطاليا رسمية ولازلت سارية شئ الوحيد جيد قبل رحيله

قانون رقم (2) لسنة 1377 و.ر (2009 مسيحي)
بشأن التصديق على معاهدة الصداقة والشراكة والتعاون بين
ليبيا والجمهورية الإيطالية

مؤتمر الشعب العام،
مؤتمر الشعب العام

  • تنفيذاً لقرارات المؤتمرات الشعبية الأساسية التي اتخذتها في دور انعقادها لوضع جدول أعمالها للعام 1376 و.ر.
  • وبعد الاطلاع على القانون رقم (1) لسنة 1375 و.ر. بشأن نظام عمل المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية, ولائحته التنفيذية.
  • وعلى القانون رقم (2) لسنة 1369 و.ر. بشأن تنظيم العمل السياسي والقنصلي ولائحته التنفيذية.

صاغ القانون الآتي:

مادة (1)
يصادق على معاهدة الصداقة والشراكة والتعاون بين ليبيا والجمهورية الإيطالية الموقعة بمدينة البيان الأول بنغازي بتاريخ 30/ هانيبال/1376 و.ر - 2008 مسيحي، وذلك وفقاً لنص المعاهدة المرفق بهذا القانون.

مادة (2)
يعمل بهذا القانون من تاريخ صدوره، وينشر في مدونة التشريعات.

مؤتمر الشعب العام
صدر في سرت
تاريخ: 5/ربيع الأول
الموافق: 1/الربيع/1377 و.ر-2009 مسيحي

معاهدة صداقة وشراكة وتعاون بين
ليبيا و الجمهورية الإيطالية

مقدمة،،
إن ليبيا والجمهورية الإيطالية المشار إليهما فيما بعد بـ الطرفين.

  • مدركتين لروابط الصداقة العميقة بين شعبيهما والتراث التاريخي والثقافي المشترك.
  • مصممتين على العمل لتعزيز السلام والأمن والاستقرار، لا سيما في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
  • ملتزمتين على التوالي في نطاق الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، ببناء أنماط من التعاون والتكامل من شأنها إقرار السلام والنمو الاقتصادي والاجتماعي وحماية البيئة.
  • مدركتين بأهمية مساهمة إيطاليا من أجل تجاوز حقبة الحظر تجاه الجماهيرية العظمى.
  • آخذتين بعين الاعتبار المبادرات التي تم تنفيذها من الجانب الإيطالي تطبيقاً لاتفاقيات التفاهم الثنائية السابقة.
  • معربتين عن إرداتهما المتبادلة في مواصلة التعاون في البحث، بطرق سيتم الاتفاق عليها بين الطرفين، بشأن المواطنين الليبيين المنفيين قسراً من ليبيا خلال حقبة الاستعمار.
  • عازمتين على القفل النهائي لـ "ملف الماضي" المؤلم الذي سبق لإيطاليا أن عبرت في الإعلان المشترك عام 1998، عن أسفها للآلام التي لحقت بالشعب الليبي من جراء الاستعمار الإيطالي, وذلك بحل كافة الخلافات الثنائية ومؤكدتين على الإرادة الراسخة في بناء مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية المؤسسة على الاحترام المتبادل والكرامة المتكافئة والتعاون الكامل وعلاقة ندية كاملة ومتوازنة.
  • معربتين لذلك عن النية في جعل هذه المعاهدة الإطار القانوني المرجعي لتطوير علاقة ثنائية "خاصة ومتميزة " تتصف بشراكة سياسية واقتصادية قوية وواسعة في كافة قطاعات التعاون الأخرى.

اتفقتا على ما يلي:

الباب الأول
مبادئ عامة
مادة (1)
احترام الشرعية الدولية
إذا يؤكد الطرفان على نظرتهما المشتركة لمركزية الأمم المتحدة في منظومة العلاقات الدولية يعلنان الإيفاء بحسن نية بالالتزامات الموقعين عليها سواء ما ترتب منها على مبادئ ولوائح القانون الدولي المعترف بها عالمياً، أو تلك المتعلقة باحترام النظام الدولي.

مادة (2)
المساواة السياسية
يحترم الطرفان بالتبادل المساواة السيادية لكل منها، وكذلك كافة الحقوق المترتبة عليها بما فيها، على وجه الخصوص، الحق في الحرية وفي الاستقلال السياسي كما يحترم الطرفان حق كل منهما في اختيار نظامه السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وفي تطويره بحرية.

مادة (3)
عدم اللجوء إلى التهديد أو استخدام القوة
يلتزم الطرفان بعدم اللجوء إلى التهديد أو استخدام القوة ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي للطرف الآخر أو اللجوء إلى أي شكل آخر لا يتطابق مع ميثاق الأمم المتحدة.

مادة (4)
عدم التدخل في الشؤون الداخلية
1- يمتنع الطرفان عن أي شكل من أشكال التدخل المباشر أو غير المباشر في الشؤون الداخلية أو الخارجية الواقعة في نطاق السيادة الشرعية للطرف الآخر ملتزمين بروح حسن الجوار.
2- احتراماً لمبادئ الشرعية الدولية، فإن إيطاليا لن تستخدم ولن تسمح باستخدام أراضيها في أي عمل عدائي ضد ليبيا ولن تستخدم ليبيا أو تسمح باستخدام أراضيها في أي عمل عدائي ضد إيطاليا.

مادة (5)
الحل السلمي للمنازعات
في روح مطابقة للأسباب التي أدت إلى إبرام هذه المعاهدة للصداقة والشراكة والتعاون، يعمل الطرفان على الحل سلمياً لما قد يطرأ بينهما من منازعات مفضلين اتخاذ حلول عادلة ومنصفة بحيث لا تمس السلام والأمن الإقليمي والدولي.
مادة (6)
احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية
يتصرف الطرفان بالاتفاق المشترك، وفقاً لتشريعات كل منهما وفقاً لأهداف ومبادئ وثيقة الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

مادة (7)
الحوار والتفاهم بين الثقافات والحضارات
يتخذ الطرفان كافة المبادرات التي تسمح بتوفير فضاء ثقافي مشترك مستلهمين في ذلك الروابط التاريخية والإنسانية، وتستوحي تلك المبادرات مبادئ التسامح والتعايش والاحترام المتبادل وتثمين وإثراء التراث المادي والمعنوي المشترك في المضمار الثنائي والإقليمي.

الباب الثاني
قفل ملف الماضي والمنازعات

مادة (8)
مشاريع البنية التحتية الأساسية
1- تلتزم إيطاليا بناء على المقترحات المقدمة من ليبيا والمناقشات التي جرت لاحقاً بتوفير الأرصدة المالية اللازمة لتنفيذ مشروعات البنية الأساسية التي يتم الاتفاق عليها بين البلدين في حدود مبلغ (5) خمسة مليار دولار أمريكي، بمعدل ربع مليار دولار أمريكي سنوياً على مدى عشرين عاماً.
2- تقوم الشركات الإيطالية بتنفيذ هذه المشروعات بعد الاتفاق المشترك على قيمة كل مشروع.
3- يتم تنفيذ هذه المشروعات على مدى (20) عشرين عاماً وفقاً للجدول الزمني الذي يتم الاتفاق عليه بين الطرفين الإيطالي والليبي.
4- تدار الموارد المالية المخصصة مباشرة من قبل الجانب الإيطالي.
5- توفر ليبيا كافة الأراضي اللازمة لتنفيذ الأعمال بدون أية أعباء على الجانب الإيطالي والشركات المنفذة.
6- تيسر ليبيا على الجانب الإيطالي والشركات المنفذة إيجاد المواد المتوفرة محلياً، وإنجاز الإجراءات الجمركية على الاستيراد مع الإعفاء من دفع ما قد يترتب من ضرائب، أما بشأن استهلاك الطاقة الكهربائية والغاز والماء والخطوط الهاتفية فإنه يجب تسديدها مع إعفائها من أية ضرائب.

مادة (9)
اللجنة المشتركة
1- يتم تشكيل لجنة مشتركة متكافئة تتكون من عناصر معينة من الدولتين وتتولى اللجنة المشتركة تحديد المواصفات الفنية للمشاريع الواردة بالمادة السابقة وتحدد المدى الزمني الإجمالي وآجال تنفيذ المشاريع, في إطار التدفقات النقدية الواردة في نفس المادة.
2- تلتزم ليبيا، على أساس تفاهمات خاصة بالتعامل المباشر مع الشركات الإيطالية، بضمان تنفيذ هذه الشركات لأعمال البنى التحتية الهامة ومشاريع صناعية واستثمارات في ليبيا، ويتم تنفيذ المشروعات بالأسعار التي يتم الاتفاق عليها بين الطرفين، وتقوم الشركات وفقاً للأعراف القائمة بالمساهمة الطوعية في الأعمال الاجتماعية وإصلاح البيئة في المناطق التي تنفذ بها مشروعاتها.
وتلتزم ليبيا بإلغاء الإجراءات واللوائح التنظيمية التي تضع قيوداً أو حدوداً حصرياً على الشركات الإيطالية.
3- تحدد اللجنة المشتركة، بناء على مقترح من الجانب الليبي، الأعمال والمشاريع والاستثمارات المذكورة في الفقرة (2) مشيرة إلى أزمنة وطرق الإسناد والتنفيذ لكل منها.
4- إن إنجاز وحسن سير تلك التفاهمات يشكلان عنصراً جوهرياً لخلق شراكة ليبية - إيطالية قوية في القطاعات الاقتصادية والتجارية والصناعية والقطاعات الأخرى من أجل تحقيق الأهداف المشار إليها بروح من التعاون الصادق.
5- للجنة المشتركة مهمة التحقق من سير الالتزامات المتخذة الواردة بالمادة (8) وبهذه المادة وتحرر محضراً شفوياً دورياً يسجل وضع الأهداف المحققة وتلك الواجب بلوغها بالعلاقات مع الالتزامات المتخذة من قبل الطرفين المتعاقدين.
6- تبلغ اللجنة المشتركة قطاعي الشؤون الخارجية للطرفين بما قد يطرأ من إخلال واضعة مقترحات فنية للحلول.

مادة (10)
مبادرات خاصة
1- تلتزم إيطاليا بناء على طلب من ليبيا ، بتنفيذ المبادرات الخاصة المبينة أدناه لفائدة الشعب الليبي، ويتفق الطرفان على مبلغ الإنفاق الإجمالي لإنجاز تلك المبادرات، ويعهد الطرفان إلى لجان مشتركة خاصة بتحديد طرق تنفيذ تلك المبادرات, وحدود الإنفاق السنوي الذي يخصص لكل منها، ما عدا المنح الدراسية الواردة في النقطة (ب)

أ- بناء مائتي وحدة سكنية في ليبيا، وستحدد مواقع ومواصفات تلك الوحدات بالاتفاق المشترك.
ب- تخصيص منح دراسية جامعية ولما بعد الجامعة لطيلة مدة الدراسة لعدد مائة طالب ليبي، تجدد عند نهاية مدة الدراسة لفائدة طلبة آخرين ويتم تحديد معنى هذا التجدد برسائل متبادلة بين الطرفين لضمان الاستمرارية.
ج- برنامج علاج لدى مؤسسات علاجية تخصصية إيطالية لفائدة بعض المصابين من جراء انفجار ألغام بليبيا، ممن لا يمكن علاجهم بطريقة مناسبة لدى مركز بنغازي للعظام والتأهيل الذي تم إنشاؤه بأرصدة (إدارة) التعاون الإيطالي.
د- استئناف دفع معاشات التقاعد للمستحقين الليبيين من مدنيين وعسكريين ولورثتهم المستحقين لها بموجب اللوائح الإيطالية النافذة.
هـ- ترجيع المخطوطات والقطع الأثرية إلى ليبيا المنقولة إلى إيطاليا من الأراضي الليبية إبان الحقبة الاستعمارية، وتتولى اللجنة المشتركة المشار إليها بالمادة (16) من هذه المعاهدة، تعيين القطع الأثرية والمخطوطات التي ستكون فيما بعد موضوع إجراء قانوني خاص لغرض ترجيعها.

مادة (11)
التأشيرات الممنوحة للمواطنين الإيطاليين المبعدين من ليبيا
تلتزم ليبيا، عند التوقيع على هذه المعاهدة بمنح المواطنين الإيطاليين المبعدين من ليبيا في الماضي, بدون أية عوائق أو حدود من أي نوع تأشيرة الدخول التي قد يطلبها المعنيون لأغراض السياحة أو الزيارة أو العمل أو لأغراض أخرى.

مادة (12)
الصندوق الاجتماعي
1- تلتزم ليبيا بحل الشركة الليبية الإيطالية المشتركة ALI وأن يتم بالتزامن إنشاء الصندوق الاجتماعي, باستخدام المساهمات التي سبق دفعها من قبل الشركات الإيطالية لنفس الشركة.
2- سيتم استخدام رصيد الصندوق الاجتماعي في الأغراض التي كانت قد نصت عليها الفقرة (4) من الإعلام المشترك الليبي - الإيطالي ليوم 4 ناصر (يوليو) 1998 للشروع في تحقيق المبادرات الخاصة الواردة بالفقرتين (ب) و(ج) من المادة (10) من هذه المعاهدة, وعلى الخصوص يمكن تمويل مشاريع إزالة الألغام واستصلاح المناطق المعنية، وبرامج علاج لفائدة المواطنين الليبيين المتضررين من انفجار الألغام، وكذلك مبادرات أخرى لفائدة الشباب الليبيين في قطاع التكوين الجامعي ولما بعد الجامعة، حتى استنفاذ رصيد الصندوق ثم يستمر التمويل من الجانب الإيطالي تنفيذاً للمعاهدة.
3- لذلك الغرض تشكل لجنة مشتركة متكافئة لإدارة الصندوق الاجتماعي وفقاً للآلية المنصوص عليها في الإعلان المشترك.
4- عقب تحديد طرق إدارة الرصيد المتكون بالصندوق الاجتماعي والمبادرات المعينة للتمويل، يعتبر الطرفان الصندوق الاجتماعي قد استنفذ نهائياً.

مادة (13)
الديون
1- فيما يتعلق بالديون التي تطالب بها الشركات الإيطالية من إدارات ومؤسسات ليبية يلتزم الطرفان، عن طريق تبادل الرسائل، بالتوصل إلى حل على أساس التفاوض في إطار عمل لجنة الديون.
2- يلتزم الطرفان، في نفس الرسائل المتبادلة، بالوصول إلى حل أيضاً فيما يتعلق بما قد يكون هناك من ديون ومستحقات ذات طبيعة ضريبية و/ أو إدارية على الشركات الإيطالية للجهات الليبية.

الباب الثالث
الشراكة الثنائية الجديدة

مادة (14)
لجنة الشراكة والمشاورات السياسية
1- يعطى الطرفان دفعاً جديداً للعلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية وفي كافة القطاعات الأخرى وذلك بتقويم الروابط التاريخية وتقاسم الأهداف المشتركة للتضامن بين الشعوب وتقدم البشرية.
2- برغبة مشتركة في توطيد الروابط التي تجمعهما، يقرر الطرفان إقامة شراكة ترقى إلى مستوى التعاون والتنسيق الذي يطمحان إليه حول المواضيع الثنائية والإقليمية وحول المسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك لذلك الغرض يقرر الطرفان ما يلي:
أ- عقد اجتماع سنوي للجنة الشراكة على مستوى أمين اللجنة الشعبية العامة ورئيس الحكومة الإيطالية، تجتمع بالتناوب في ليبيا وفي إيطاليا.
ب- عقد اجتماع سنوي للجنة المتابعة على مستوى أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي ووزير الشؤون الخارجية الإيطالي تجتمع بالتناوب في ليبيا وفي إيطاليا، بمهمة متابعة تنفيذ المعاهدة واتفاقيات التعاون الأخرى، والتي تقدم تقاريرها إلى لجنة الشراكة، وفي حالة ما يرى أحد الطرفين أن الطرف الآخر قد أخل بأي من الالتزامات التي تنص عليها هذه المعاهدة، سيدعو لعقد اجتماع طارئ للجنة المتابعة من أجل دراسة معمقة بغرض الوصول إلى حل مرض.
ج. تتخذ لجنة الشراكة كافة الإجراءات الضرورية لتنفيذ الالتزامات التي تنص عليها هذه المعاهدة، ويعمل الطرفان على تحقيق أهدافها.
د. إجراء مشاورات منتظمة بين مسئولين آخرين من الطرفين.
3- يعمل أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي ووزير الشؤون الخارجية الإيطالي، لدى استلام الإشارات الواردة بالفقرة (6) من المادة (9) على إيجاد حل مناسب.

مادة (15)
التعاون في المجالات العلمية
يكثف الطرفان التعاون في مجال العلوم والتقنية ويحققان برامج للتكوين والتخصص على مستوى ما بعد الجامعة. ويعززان في هذا الصدد تطوير العلاقات بين الجامعات ومعاهد الأبحاث والتكوين في البلدين. كما يطوران المزيد من التعاون في المجال الصحي والبحوث الطبية من خلال الدفع بالعلاقات بين المؤسسات والهيئات بالبلدين.

مادة (16)
التعاون الثقافي
1- يعمق الطرفان الروابط الثقافية التقليدية وأواصر الصداقة التي تربط بين الشعبين ويشجعان الاتصالات المباشرة بين المؤسسات والهيئات الثقافية بالبلدين. كما يتم تسهيل المبادلات الشبابية والتوأمة بين المدن والمؤسسات الجهوية الأخرى بالبلدين.
2- يعطي الطرفان المزيد من الدفع للتعاون في قطاع الآثار. وفي هذا النطاق، ستتولى كذلك لجنة مشتركة خاصة بحث المشاكل المتعلقة بترجيع القطع الأثرية والمخطوطات إلى ليبيا. كما يتعاون الطرفان من أجل قيام دولة أخرى بترجيع القطع الأثرية المنقولة إبان حقبة الاستعمار إلى ليبيا.
3- يسهل الطرفان، على أساس المعاملة بالمثل, أنشطة كل من المعهد الثقافي الإيطالي بطرابلس والأكاديمية الليبية في إيطاليا.
4- يتفق الطرفان حول أهمية جعل الأجيال القادمة دائماً أكثر إدراكاً بالنتائج السلبية المتولدة من العدوان والعنف، ويعملان على نشر ثقافة مستوحاة من مبادئ التسامح والتعاون بين الشعوب.

مادة (17)
التعاون الاقتصادي والصناعي
1- يشجع الطرفان إقامة مشروعات لنقل التقنية والتعاون الصناعي بما في ذلك المبادرات المشتركة في بلدان أخرى.
2- تطوير التعاون في قطاعات أعمال البنى التحتية والطيران المدني وبناء السفن والسياحة والبيئة والزراعة والثروة الحيوانية والتقنية الحيوية والصيد البحري والزراعة المائية، وكذلك في القطاعات الأخرى ذات الاهتمام المشترك، مع إعطاء الأفضلية لتطوير الاستثمارات المباشرة.
3- يدعمان الشركات الصغرى والمتوسطة وإنشاء الشركات المشتركة.
4- يعمل الطرفان للوصول خلال وقت قصير إلى تفاهم فني حول التعاون الاقتصادي والعلمي والتقني في قطاع الصيد البحري والزراعة المائية ويشجعان التوصل إلى تفاهمات مشابهة بهذا الشأن بين المؤسسات الأخرى المختصة في البلدين.

مادة (18)
التعاون في مجال الطاقة
1- يؤكد الطرفان على الأهمية الإستراتيجية لكلا البلدين للتعاون في قطاع الطاقة ويلتزمان بالعمل على تعزيز الشراكة في هذا القطاع.
2- يولى الطرفان أهمية خاصة للطاقات المتجددة ويشجعان على التعاون بين الهيئات والأجهزة المعنية بالبلدين، سواء على الصعيد الصناعي أو على صعيد البحث والتكوين.

مادة (19)
التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة
وتجار المخدرات والهجرة غير شرعية
1- يكثف الطرفان التعاون القائم بينهما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية طبقاً لما نصت عليه الاتفاقية الموقعة في روما بتاريخ 13/12/2000 بالخصوص واتفاقيات التفاهم الفنية اللاحقة، من بينها على الخصوص ما يتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية وبروتوكولات التعاون الموقعة في طرابلس بتاريخ 29/12/2007.
2- بالنسبة لموضوع مكافحة الهجرة غير الشرعية، يعمل الطرفان على إنجاز منظومة لمراقبة الحدود البرية الليبية تسند إلى شركات إيطالية تتوفر لديها الاختصاصات الفنية اللازمة، وستتحمل الحكومة الإيطالية 50% من التكاليف، وبينما سوف يطلب الطرفان من الاتحاد الأوروبي أن يتحمل الـ 50% الباقية، أخذاً في الحسبان التفاهم الذي تم في حينه بين ليبيا والمفوضية الأوربية.
3- يتعاون الطرفان في تحديد مبادرات، ثنائية وإقليمية، في بلدان مصدر الهجرة للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

مادة (20)
التعاون في مجال الدفاع
1- يلتزم الطرفان بتطوير التعاون في قطاع الدفاع بين القوات المسلحة بالبلدين مع إمكانية تنفيذ ذلك من خلال اتفاقيات تفاهم خاصة تنظم تبادل زيارات الخبراء والمدربين والفنيين، وتبادل المعلومات العسكرية وإجراء المناورات المشتركة.
2- كما يلتزمان بتسهيل إقامة شراكة صناعية أقوى وأوسع في قطاع الدفاع والصناعات العسكرية.
3- وفي هذا الإطار فإن إيطاليا ستدعم في المحافل الدولية طلب ليبيا بشأن جبر الأضرار التي لحقت بمواطنيها ضحايا انفجار الألغام، وإعادة تأهيل الأراضي المتضررة بمختلف جوانب مسألة تطهير هذه الأراضي مع كافة الدول المعنية.

مادة (21)
التعاون في مجال عدم انتشار ونزع الأسلحة
يلتزم الطرفان بمواصلة وتوطيد التعاون في مجال نزع الأسلحة وعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل وتجهيزاتها والعمل على جعل إقليم البحر الأبيض المتوسط منطقة خالية من تلك الأسلحة مع الاحترام الكامل للالتزامات المترتبة على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية بالخصوص.

مادة (22)
التعاون البرلماني بين الهيئات المحلية
يسهل الطرفان تطوير العلاقات بين مؤتمر الشعب العام والبرلمان الإيطالي، وكذلك بين الهيئات المحلية بين البلدين، وإدراكاً منهما لأهميتها من أجل معرفة متبادلة أكثر كثافة وعمقاً.

مادة (23)
أحكام ختامية
1- في نطاق احترام الشرعية الدولية تشكل هذه المعاهدة، الأداة المرجعية الرئيسة لتطوير العلاقات الثنائية، وهي تخضع للمصادقة عليها وفقاً للإجراءات الدستورية التي ينص عليها النظام القانوني لدى كل طرف وتدخل حيز التنفيذ على آثر تبادل وثائق التصديق.
2- تحل هذه المعاهدة محل الإعلان المشترك الموقع في يوم 04/ ناصر (يوليو) 1998 والمحضر الشفوي بالإجراءات العملية الموقع بتاريخ 28/ التمور (أكتوبر)/ 2002 وتتوقف كل الآثار المترتبة عليهما.
3- اعتباراً من العام الجاري، يعتبر يوم 30 هانيبال في الجماهيرية العظمى وإيطاليا يوم الصداقة الليبية الإيطالية.
4- يمكن تعديل هذه المعاهدة بموجب اتفاق مسبق بين الطرفين. وتدخل التعديلات المقترحة حيز التنفيذ فور استلام الإخطار الثاني الذي يبلغ بموجبه أحد الطرفين الآخر رسمياً بإنجاز الإجراءات الداخلية الخاصة به بذلك.

حررت في بنغازي بتاريخ 30/هانيبال (أغسطس)/2008 من أصلين باللغتين العربية و الإيطالية كلاهما بنفس القوة القانونية.

عن / ليبيا
معمر القذافي
الجمهورية الإيطالية
سليفيكو برلسكوني
رئيس مجلس الوزراء
 
بفضل الله نجح مهندسي و فنيي قاعدة عقبة بن نافع الجوية ( الوطية ) في تحديث قاذفة القنابل سوخوي 22 بإضافة حمّالات وقود و قنابل اضافية لزيادة مدى العمليات الجوية حتى بلغت حدود ليبيا الجنوبية في تحليق قتالي
قاعدة عقبة بن نافع تدخل مقاتلات ميراج F1 بنفس الاضافة و التحديث لتصل كذلك أبعد نقاط حدود الوطن بالتناوب مع مقاتلات سلاح الجو من قاعدة بنينا

51185579_10157102622379359_7804833180384493568_n.jpg
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى