معنويات منخفضة بين المقاتلين، بعضهم يخطط للهروب، كان الروس أكبر مخاوفهم، كهذا كان الوضع في صفوف القوات الموالية لحكومة الوفاق خلال هجوم خليفة حفتر على طرابلس.
"كنا نخطط للهروب، كنا خائفين جدا من الروس بسبب دقة إصابتهم وإستخدامهم المذهل للمدفعية" يقول أحد المقاتلين التابعين لحكومة الوفاق بحرج، "كان هدفنا فقط البقاء أحياء. لايمكن وصف خوفنا".
لكن ما إن تقرر الهجوم على ترهونة حتى ظهرت لقطات لانسحاب المرتزقة الروس من الجبهات. "كان ذلك بداية إنهيار قوات حفتر و سبب انسحابها من عدة مناطق" يقول مسؤول عسكري لحكومة الوفاق.
خلال عدة مقابلات مع صحيفة The Independent، نفى قادة الجيش العربي الليبي مراراً وتكراراً هذه المزاعم قائلين أنها "بروباندا" و "أكاذيب نشرتها حكومة الوفاق والإرهابيين" إلا أن محققي الأمم المتحدة يقولون أن يوجد على الاقل 1200 مرتزق روسي و2000 سوري جندوا من مناطق سيطرة الحكومة (تحقيق صحيفة The Independent يقدر عددهم بـ 800) إستأجرهم حفتر.
يقول أحد المرتزقة السوريين في حكومة الوفاق الوطني : "جعلنا الأثر المعنوي لهذا الإنسحاب على قوات حفتر نشعر بوجود صفقة ما، فقد تبخرت كل المقاومة بين ليلة وضحاها".
غير المرتزقة ساحة الصراع الليبي، وكما يقول دبلوماسي يعمل على حظر التسليح لدى الامم المتحدة "ليبيا هي سوريا الجديدة".
خلال تحقيق إمتد لشهر كامل، إكتشفنا أثناء اللقاء بدبلوماسيين غربيين، سوريون وليبيون وعسكريون أمريكيون، عن شبكة تمتد بين موسكو و دمشق ومن تركيا الى إدلب لتجنيد السوريين الفقراء كمرتزقة يتم إستئجارهم من طرفي الصراع في ليبيا.
يقول دبلوماسيون دوليون إطلعوا على تحقيق الامم المتحدة أنه يوجد أيضا 2000 مرتزق سوداني جاء الكثير منهم خلال نوفمبر، في الوقت نفسه، يقدر التقرير عدد السوريون الذين جندهتم تركيا بـ 3000 سوري لكن مقاتلون سوريون في ليبيا قالوا للـ The Independent أن الرقم اقرب لـ 6000.
وقالت مصادر على الحدود السورية للصحيفة أن مئات المقاتلين عبروا إلى تركيا وهم جاهزون لارسالهم إلى ليبيا هذا الاسبوع.
من جهة حفتر، تمكنت الصحيفة من تاكيد زيادة نسبة تجنيد السوريين الموالين للحكومة السورية، كما قال سكان مناطق ليبية حدودية في الجنوب أن مقاتليين سودانيين على متن سيارات يعبرون الحدود متجهين الى الجبهات.
بعيدا عن الوطن
جلس أبو أحمد حاملا هاتفه على الخطوط الأمامية في طرابلس، واعترف أن المرتزقة السوريين الذين يعملون لتركيا هم في حالة بائسة ويقول أن "بعضهم يائسوا لدرجة إطلاقهم النار على أرجلهم للعودة إلى منازلهم".
أبو أحمد هو متمرد بعمر 27 سنة قاتل لسنوات مع الثوار، وإنضم لما يسمى الجيش الوطني السوري العام الماضي وأرسل الى ليبيا في فبراير من هذا العام وتم وعده بـ 2000$ شهريا بعدما كان يحصل على 70$ شهريا فقط في سوريا.
وكسائر السوريين الذين يعرفهم، فقد أخطأ أبو أحمد عند إعتقاده بسهولة الوصول الى اوروبا بقوارب، ويضيف متحصرا: "نصيحة لجميع السوريين هنا، لاتثق بأحد وحاولوا فقط العودة لمنازلكم".
ويقول أن تصرفات السوريين الغير منظبطة من سرقة وسطو أغضبت عددا من الألوية الليبية. كما يتذكر كيف أسر رفيق سوري سوريا آخر من الجانب المعادي، يقول "الليبيين يكرهوننا و يعاملوننا كأكياس من المال ولا يثقون بنا على الإطلاق، كل ما نريده نحن هو العودة إلى منازلنا".
يقول عمر، العائد الى سوريا بعد ان كان في طليعة المقاتلين الذين وصلوا شهر جانفي الى ليبيا، أن المقابل الذي حصلوا عليه لم يكن في المستوى، ويشرح أن 200$ دولار تستقطع لصالح الفصائل التابعين لها، وان الوضع في ليبيا مشابه لما هو عليه في سوريا حيث يقاتلون بدون اية خطة.
يضيف عمر أن بعض السوريين كانوا يائسين لدرجة أنهم هددوا باطلاق النار على جميع من امامهم في حال عدم اعادتهم، وان العودة غير ممكنة دون المرور على تركيا وموافقة قادة فصائلهم.
وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة أن حكومة الوفاق تم وعدها بـ 9000 مقاتل لكنهم واجهوا مشاكل في التجنيد.
تقاتل لتجني قول يومك
يقول خبراء الامم المتحدة انهم رصدوا 33 رحلة لأجنحة الشام من دمشق إلى بنغازي بين الفاتج جانفي و 30 مارس.
وقال نفس التحقيق الذي أجرته الأمم المتحدة أن الروس قدموا إلى دوما في البداية وعرضوا 800$ شهريًا تم لاحقا زيادتها الى 1000$، لينقل بعدها المجندون إلى جيب صغير في السويداء.
وفي مارس، تم التركيز على درعا حيث يقول الناشط عمران موسلماح، أن المُجندين كانوا يستهدفون المتمردين التائبين وعرضوا عليهم 1200$ شهريا ووقف مضايقات السلطات لهم، وقييل لهم ان مهمتهم ستتمثل في حماية حقول النفط والمواقع الروسية.
تكررت نفس القصة شهر أبريل في القنيطرة، هناك تكلمت إليزابيث تسوركوف، الخبيرة في معهد أبحاث السياسة الخارجية، مع أفراد من المجتمع المحلي وقالت أن بعض الافراد وافقوا لأن عائلاتهم "كانت جائعة" ولا يملكون أية بدائل.
بعدها إنتقل المجندون الروس إلى ريف حماة الجنوبي ومحافظة دير الزور، وحسب مصادر محلية فان عملية التجنيد في حماة لم تجري بسلاسة، فقد اسلزم الامر شهرا لاقناع اي أحد.
وقال شخص من المنطقة أنه "نقل مائة شخص إلى خميميم، وبحلول في 8 مايو كانوا جاهزين للانتشار في ليبيا بعد أيام"، فيما قالت عدة مصادر للصحيفة أنهم على الأرجح ركبوا يوم 11 على متن أجنحة الشام من حميميم إلى شرق ليبيا.
وذكر تقرير الأمم المتحدة أن هته الطائرات كانت تحط في قاعدة "الخادم" التي هيئتها الإمارات، غير معروف بعد ذلك اين يتجه المقاتلين حيث قال دبلوماسيون إطلعوا على هذا التقرير أنه يتم حجز هواتفهم قبل ركوبهم للطائرة.
وبعد وصولهم الى وجهتم يتم اعطائهم هواتف "محروقة" (هواتف رخيصة بدون عقود أو إمكانية الاتصال بالانترنت بها رصيد مدفوعة مسبقا تستعمل لإخفاء هوية حاملها) لكي يتمكونوا من التواصل فيما بينهم لكن دون الوصول للعالم الخارجي.
مرتزقة موسكو
ويقول مسؤول عسكري دولي أن مشكلة حفتر تكمن في قلة المستشارين الأجانب الذين نادرا ما يستمع إليهم، ويضيف أن عدم فهمه هو وفريقه للحروب الحديثة عقد الوضع وأن التوترات تصاعدت بين قيادته وفاغنر.
ظهر المرتزقة الروس لأول مرة في الشرق الليبي عام 2018 وتمثلت مهمتهم آنذاك في إصلاح المركبات العسكرية و يشير إليهم معظمهم المراقبين بمن فيهم محققو الأمم المتحدة بإسم فاغنر، لكن الخبير المستقل نيل هاور يقول أن مصطلح فاغنر يستعمل لوصف عدد من "الشركات العسكرية الخاصة الغامضة" ظهرت على مدى السنوات الماضية لها علاقات مع وزارة الدفاع الروسية.
وطبقا لدبلوماسيون فإن أول ظهور للمرتزقة الروس على الجبهات كان في سبتمبر الماضي، وفي وقت ما تم نشر عسكريين ينتمون للجيش الروسي على الاغلب كمستشارين، فقد وجد تحقيق للـ BBC أن أول ضابط روسي بعمر 27 سنة قتل في ليبيا في فبراير الماضي، ليتم لاحقا دفنه في مدينته في حضور كبير للشرطة وقد رفضت وزارة الدفاع الروسية التعليق على الخبر.
فيما نفى فلاديمير بوتين تدخلها قي ليبيا بالعتاد أو الافراد، لكنه عند سؤاله حول فاغنر قال انه في حال وجود مرتزقة روس هناك فهذا لايعبر عن موقف الفدرالية الروسية.
فيما وصف دبلوماسي غربي إرسال مجموعة مثل فاغنر قبل الجيش بأنها "إستراتيجية جيدة مقابل كلفة أقل"، وقد أكدت هذا الأفريكوم التي قالت أن روسيا نشرت مقاتلات Su-29 و Su-24 في الجفرة، يقول متحدث رسمي أن واشنطن تعتقد أن الكرملين يستعمل المرتزقة كأداة لفرض نفوذه في إفريقيا وحوض البحر الأبيض. وأن "موسكو توظف المرتزقة في 16 دولة أفريقية على الأقل لتظليل وإنكار دورها المباشر".
من يدفع الفاتورة؟
تدور تكهنات في طرابلس حول رواتب الروس، "يحصلون على مبالغ ضخمة وإلا لماذا يوافقون على القتال؟" حسب احد المقاتلين مع الوفاق. يتوقع تقرير الامم المتحدة أن يكون عقد لثلاثة أشهر قد كلف 175$ مليون، لكن هل يمكن لحفتر توفير هذا المبلغ؟
البعض يشير بأصابع الإتهام إلى رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوزين والذي يُعرف بـ "طباخ بوتين"، فيما إتهم الرئيس التركي أبو ظبي بتمويل المنظمة لصالح حفتر.
ويقول تحقيق للأمم المتحدة يرجع إلى عام 2017 بأن الامارات وفرت مسيرات، طائرات، مروحيات هجومية ومركبات و انها تتمركز بقاعدة الخادم التي بنتها، وتنفي الإمارات هته المزاعم وتقول أنها تدعم الحل السياسي لكن حسب تقرير سري للأمم المتحدة فإن ابوظبي مرتبطة بمحاولة حفتر العام الماضي إستئجار مرتزقة غربيين لإنشاء قوة بحرية من أجل منع تركيا من إرسال الاسلحة إلى طرابلس.
بغض النظر عمّن يدفع هته الفواتير فإن هزيمة حفتر على أسوار طرابلس وجهت ضربة قاسية لداعميه الذين يجاهدون لإعادة التفاوض بشأن مواقعهم. ويقول المحلل هاور أن داعمي حفتر "أصبحوا يدركون أن إشراك بعض المرتزقة لن يجلب النصر بتلك السهولة".
ويبدو أن مصر التي تراجع دورها في ليبيا عادت إلى الساحة حيث إستضافت محادثات سلام من جانب واحد، اين وافق حفتر على وقف إطلاق نار بشرط أن تتخلى حكومة الوفاق على المرتزقة، فيما رفضت الأخيرة ذلك واعلنت عن عملية للسيطرة مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية، لتظهر بعدها مقاطع على الإنترنت يُزعم أنها لتحشيد عسكري مصري على طول حدودها مع ليبيا في تحذير لحكومة الوفاق الوطني من أجل التراجع.
قال جليل الحرشاوي، الخبير الليبي في معهد كلينجندايل Clingendael، إنه بموجب إتفاق مزعوم بين أنقرة وموسكو فإنه لم يسمح بالإستلاء على سرت وأضاف أن "القاهرة تتعرض لضغوط هائلة من جانب الإمارات و السعودية إلى حد ما لاتخاذ موقف أكثر صرامة".
وقال مسؤولون في وزارة الداخلية بحكومة الوفاق لصحيفة The Independent أنهم لن يتوقفوا حتى يأخذوا سرت والجفرة وربما حتى الهلال النفطي. ورغم إعلان الأمم المتحدة عن موافقة الأطراف المتحاربة استئناف المحادثات إلا ان القتال المستمر يقوض ذلك.
The Independent بتصرف
"كنا نخطط للهروب، كنا خائفين جدا من الروس بسبب دقة إصابتهم وإستخدامهم المذهل للمدفعية" يقول أحد المقاتلين التابعين لحكومة الوفاق بحرج، "كان هدفنا فقط البقاء أحياء. لايمكن وصف خوفنا".
لكن ما إن تقرر الهجوم على ترهونة حتى ظهرت لقطات لانسحاب المرتزقة الروس من الجبهات. "كان ذلك بداية إنهيار قوات حفتر و سبب انسحابها من عدة مناطق" يقول مسؤول عسكري لحكومة الوفاق.
خلال عدة مقابلات مع صحيفة The Independent، نفى قادة الجيش العربي الليبي مراراً وتكراراً هذه المزاعم قائلين أنها "بروباندا" و "أكاذيب نشرتها حكومة الوفاق والإرهابيين" إلا أن محققي الأمم المتحدة يقولون أن يوجد على الاقل 1200 مرتزق روسي و2000 سوري جندوا من مناطق سيطرة الحكومة (تحقيق صحيفة The Independent يقدر عددهم بـ 800) إستأجرهم حفتر.
يقول أحد المرتزقة السوريين في حكومة الوفاق الوطني : "جعلنا الأثر المعنوي لهذا الإنسحاب على قوات حفتر نشعر بوجود صفقة ما، فقد تبخرت كل المقاومة بين ليلة وضحاها".
غير المرتزقة ساحة الصراع الليبي، وكما يقول دبلوماسي يعمل على حظر التسليح لدى الامم المتحدة "ليبيا هي سوريا الجديدة".
خلال تحقيق إمتد لشهر كامل، إكتشفنا أثناء اللقاء بدبلوماسيين غربيين، سوريون وليبيون وعسكريون أمريكيون، عن شبكة تمتد بين موسكو و دمشق ومن تركيا الى إدلب لتجنيد السوريين الفقراء كمرتزقة يتم إستئجارهم من طرفي الصراع في ليبيا.
يقول دبلوماسيون دوليون إطلعوا على تحقيق الامم المتحدة أنه يوجد أيضا 2000 مرتزق سوداني جاء الكثير منهم خلال نوفمبر، في الوقت نفسه، يقدر التقرير عدد السوريون الذين جندهتم تركيا بـ 3000 سوري لكن مقاتلون سوريون في ليبيا قالوا للـ The Independent أن الرقم اقرب لـ 6000.
وقالت مصادر على الحدود السورية للصحيفة أن مئات المقاتلين عبروا إلى تركيا وهم جاهزون لارسالهم إلى ليبيا هذا الاسبوع.
من جهة حفتر، تمكنت الصحيفة من تاكيد زيادة نسبة تجنيد السوريين الموالين للحكومة السورية، كما قال سكان مناطق ليبية حدودية في الجنوب أن مقاتليين سودانيين على متن سيارات يعبرون الحدود متجهين الى الجبهات.
بعيدا عن الوطن
جلس أبو أحمد حاملا هاتفه على الخطوط الأمامية في طرابلس، واعترف أن المرتزقة السوريين الذين يعملون لتركيا هم في حالة بائسة ويقول أن "بعضهم يائسوا لدرجة إطلاقهم النار على أرجلهم للعودة إلى منازلهم".
أبو أحمد هو متمرد بعمر 27 سنة قاتل لسنوات مع الثوار، وإنضم لما يسمى الجيش الوطني السوري العام الماضي وأرسل الى ليبيا في فبراير من هذا العام وتم وعده بـ 2000$ شهريا بعدما كان يحصل على 70$ شهريا فقط في سوريا.
وكسائر السوريين الذين يعرفهم، فقد أخطأ أبو أحمد عند إعتقاده بسهولة الوصول الى اوروبا بقوارب، ويضيف متحصرا: "نصيحة لجميع السوريين هنا، لاتثق بأحد وحاولوا فقط العودة لمنازلكم".
ويقول أن تصرفات السوريين الغير منظبطة من سرقة وسطو أغضبت عددا من الألوية الليبية. كما يتذكر كيف أسر رفيق سوري سوريا آخر من الجانب المعادي، يقول "الليبيين يكرهوننا و يعاملوننا كأكياس من المال ولا يثقون بنا على الإطلاق، كل ما نريده نحن هو العودة إلى منازلنا".
يقول عمر، العائد الى سوريا بعد ان كان في طليعة المقاتلين الذين وصلوا شهر جانفي الى ليبيا، أن المقابل الذي حصلوا عليه لم يكن في المستوى، ويشرح أن 200$ دولار تستقطع لصالح الفصائل التابعين لها، وان الوضع في ليبيا مشابه لما هو عليه في سوريا حيث يقاتلون بدون اية خطة.
يضيف عمر أن بعض السوريين كانوا يائسين لدرجة أنهم هددوا باطلاق النار على جميع من امامهم في حال عدم اعادتهم، وان العودة غير ممكنة دون المرور على تركيا وموافقة قادة فصائلهم.
وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة أن حكومة الوفاق تم وعدها بـ 9000 مقاتل لكنهم واجهوا مشاكل في التجنيد.
تقاتل لتجني قول يومك
يقول خبراء الامم المتحدة انهم رصدوا 33 رحلة لأجنحة الشام من دمشق إلى بنغازي بين الفاتج جانفي و 30 مارس.
وقال نفس التحقيق الذي أجرته الأمم المتحدة أن الروس قدموا إلى دوما في البداية وعرضوا 800$ شهريًا تم لاحقا زيادتها الى 1000$، لينقل بعدها المجندون إلى جيب صغير في السويداء.
وفي مارس، تم التركيز على درعا حيث يقول الناشط عمران موسلماح، أن المُجندين كانوا يستهدفون المتمردين التائبين وعرضوا عليهم 1200$ شهريا ووقف مضايقات السلطات لهم، وقييل لهم ان مهمتهم ستتمثل في حماية حقول النفط والمواقع الروسية.
تكررت نفس القصة شهر أبريل في القنيطرة، هناك تكلمت إليزابيث تسوركوف، الخبيرة في معهد أبحاث السياسة الخارجية، مع أفراد من المجتمع المحلي وقالت أن بعض الافراد وافقوا لأن عائلاتهم "كانت جائعة" ولا يملكون أية بدائل.
بعدها إنتقل المجندون الروس إلى ريف حماة الجنوبي ومحافظة دير الزور، وحسب مصادر محلية فان عملية التجنيد في حماة لم تجري بسلاسة، فقد اسلزم الامر شهرا لاقناع اي أحد.
وقال شخص من المنطقة أنه "نقل مائة شخص إلى خميميم، وبحلول في 8 مايو كانوا جاهزين للانتشار في ليبيا بعد أيام"، فيما قالت عدة مصادر للصحيفة أنهم على الأرجح ركبوا يوم 11 على متن أجنحة الشام من حميميم إلى شرق ليبيا.
وذكر تقرير الأمم المتحدة أن هته الطائرات كانت تحط في قاعدة "الخادم" التي هيئتها الإمارات، غير معروف بعد ذلك اين يتجه المقاتلين حيث قال دبلوماسيون إطلعوا على هذا التقرير أنه يتم حجز هواتفهم قبل ركوبهم للطائرة.
وبعد وصولهم الى وجهتم يتم اعطائهم هواتف "محروقة" (هواتف رخيصة بدون عقود أو إمكانية الاتصال بالانترنت بها رصيد مدفوعة مسبقا تستعمل لإخفاء هوية حاملها) لكي يتمكونوا من التواصل فيما بينهم لكن دون الوصول للعالم الخارجي.
مرتزقة موسكو
ويقول مسؤول عسكري دولي أن مشكلة حفتر تكمن في قلة المستشارين الأجانب الذين نادرا ما يستمع إليهم، ويضيف أن عدم فهمه هو وفريقه للحروب الحديثة عقد الوضع وأن التوترات تصاعدت بين قيادته وفاغنر.
ظهر المرتزقة الروس لأول مرة في الشرق الليبي عام 2018 وتمثلت مهمتهم آنذاك في إصلاح المركبات العسكرية و يشير إليهم معظمهم المراقبين بمن فيهم محققو الأمم المتحدة بإسم فاغنر، لكن الخبير المستقل نيل هاور يقول أن مصطلح فاغنر يستعمل لوصف عدد من "الشركات العسكرية الخاصة الغامضة" ظهرت على مدى السنوات الماضية لها علاقات مع وزارة الدفاع الروسية.
وطبقا لدبلوماسيون فإن أول ظهور للمرتزقة الروس على الجبهات كان في سبتمبر الماضي، وفي وقت ما تم نشر عسكريين ينتمون للجيش الروسي على الاغلب كمستشارين، فقد وجد تحقيق للـ BBC أن أول ضابط روسي بعمر 27 سنة قتل في ليبيا في فبراير الماضي، ليتم لاحقا دفنه في مدينته في حضور كبير للشرطة وقد رفضت وزارة الدفاع الروسية التعليق على الخبر.
فيما نفى فلاديمير بوتين تدخلها قي ليبيا بالعتاد أو الافراد، لكنه عند سؤاله حول فاغنر قال انه في حال وجود مرتزقة روس هناك فهذا لايعبر عن موقف الفدرالية الروسية.
فيما وصف دبلوماسي غربي إرسال مجموعة مثل فاغنر قبل الجيش بأنها "إستراتيجية جيدة مقابل كلفة أقل"، وقد أكدت هذا الأفريكوم التي قالت أن روسيا نشرت مقاتلات Su-29 و Su-24 في الجفرة، يقول متحدث رسمي أن واشنطن تعتقد أن الكرملين يستعمل المرتزقة كأداة لفرض نفوذه في إفريقيا وحوض البحر الأبيض. وأن "موسكو توظف المرتزقة في 16 دولة أفريقية على الأقل لتظليل وإنكار دورها المباشر".
من يدفع الفاتورة؟
تدور تكهنات في طرابلس حول رواتب الروس، "يحصلون على مبالغ ضخمة وإلا لماذا يوافقون على القتال؟" حسب احد المقاتلين مع الوفاق. يتوقع تقرير الامم المتحدة أن يكون عقد لثلاثة أشهر قد كلف 175$ مليون، لكن هل يمكن لحفتر توفير هذا المبلغ؟
البعض يشير بأصابع الإتهام إلى رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوزين والذي يُعرف بـ "طباخ بوتين"، فيما إتهم الرئيس التركي أبو ظبي بتمويل المنظمة لصالح حفتر.
ويقول تحقيق للأمم المتحدة يرجع إلى عام 2017 بأن الامارات وفرت مسيرات، طائرات، مروحيات هجومية ومركبات و انها تتمركز بقاعدة الخادم التي بنتها، وتنفي الإمارات هته المزاعم وتقول أنها تدعم الحل السياسي لكن حسب تقرير سري للأمم المتحدة فإن ابوظبي مرتبطة بمحاولة حفتر العام الماضي إستئجار مرتزقة غربيين لإنشاء قوة بحرية من أجل منع تركيا من إرسال الاسلحة إلى طرابلس.
بغض النظر عمّن يدفع هته الفواتير فإن هزيمة حفتر على أسوار طرابلس وجهت ضربة قاسية لداعميه الذين يجاهدون لإعادة التفاوض بشأن مواقعهم. ويقول المحلل هاور أن داعمي حفتر "أصبحوا يدركون أن إشراك بعض المرتزقة لن يجلب النصر بتلك السهولة".
ويبدو أن مصر التي تراجع دورها في ليبيا عادت إلى الساحة حيث إستضافت محادثات سلام من جانب واحد، اين وافق حفتر على وقف إطلاق نار بشرط أن تتخلى حكومة الوفاق على المرتزقة، فيما رفضت الأخيرة ذلك واعلنت عن عملية للسيطرة مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية، لتظهر بعدها مقاطع على الإنترنت يُزعم أنها لتحشيد عسكري مصري على طول حدودها مع ليبيا في تحذير لحكومة الوفاق الوطني من أجل التراجع.
قال جليل الحرشاوي، الخبير الليبي في معهد كلينجندايل Clingendael، إنه بموجب إتفاق مزعوم بين أنقرة وموسكو فإنه لم يسمح بالإستلاء على سرت وأضاف أن "القاهرة تتعرض لضغوط هائلة من جانب الإمارات و السعودية إلى حد ما لاتخاذ موقف أكثر صرامة".
وقال مسؤولون في وزارة الداخلية بحكومة الوفاق لصحيفة The Independent أنهم لن يتوقفوا حتى يأخذوا سرت والجفرة وربما حتى الهلال النفطي. ورغم إعلان الأمم المتحدة عن موافقة الأطراف المتحاربة استئناف المحادثات إلا ان القتال المستمر يقوض ذلك.
The Independent بتصرف