مفاهيم

العراب

nobody

أقلام المنتدى
ٍVIP
إنضم
20 أكتوبر 2013
المشاركات
10,503
مستوى التفاعل
36,887
النقاط
113
تنسيق التعاون

PER1_0.jpg



تنسيق التعاون هو تنسيق جهد الأسلحة المشتركة في القتال للحصول على اقصى مردود لها . و يتم ذلك وفق مخطط دقيق و واضح . تحدد فيه طريقة تنفيذ الواجبات في اطاريها الزماني و المكاني . تعتبر عملية تنسيق التعاون من العمليات الأساسية في التنظيم لمعركة الأسلحة الحديثة المشتركة . و هي من العوامل الرئيسية لنجاح القوات في تنفيذها للواجب المحدد لها . و تتزايد اهمية تنسيق التعاون يوما بعد يوم بسبب التعقيد الكبير في وسائط القتال و بسبب التطور السريع في مسيرة الأعمال القتالية . كما تتزايد اهمية تنسيق التعاون ايضا كلما تزايد عدد ونوع القوات المشتركة في العملية (برية . بحرية . جوية) و ذلك بسبب اختلاف ميزات الأسلحة و القوات المشتركة و تنوع وسائطها و اساليب عملها .

يعتمد تنسيق التعاون بالدرجة الأولى على دقة المعلومات عن الخصم و نواياه و ردود فعله و امكاناته و حجم قواته و وسائطه و أساليب عمله كما يعتمد أيضا على المعرفة الصحيحة للقوات الصديقة و امكاناتها وميزات اسلحتها و مستوى تدريبها و روحها المعنوية . بالإضافة الى معرفة جيدة و استنادا لهذه المعلومات ووفقا للقرار المتخذ يتم تنسيق التعاون بين صنوف الأسلحة و القوات المشتركة في المعركة .

طريقة تنسيق التعاون

Combined-Arms-Rehersal.jpg


يتم تنسيق التعاون في مختلف مراحل المعركة الدفاعية او الهجومية و تختلف طريقته حسب الواجب القتالي او طبيعة العمليات القتالية (هجوم على دفاع مجهز او هجوم في الجبال و المناطق الصحراوية و الغابات ..) . كما تختلف طريقة تنسيق التعاون حسب حجم التشكيل القتالي . و تاتي مرحلة تنسيق التعاون بصورة عامة بعد مرحلة اتخاذ القرار في اجتماع بين القادة لتوضيح الصورة العامة لتنفيذ العمليات القتالية بكاملها .

في المعركة الحديثة للأسلحة المشتركة يمارس الطيران دورا اساسيا و حاسما في الصراع . مما يتطلب تركيز جهد خاص لتنسيق التعاون مع القوات الجوية على الأرض مع القوات الجوية . توزيع الأهداف في الوقت المناسب لتدميرها من قبل الطيران و المدفعية مع تحديد طريقة توجيه الطائرات الى الأهداف اثناء مسيرة الأعمال القتالية .

يتوقف اتخاذ الطريقة المناسبة لتنسيق التعاون على مجموعة من المعطيات مثل طبيعة الأرض و شكل القتال المتوقع و سرعة التقدم . و لا تقف عملية تنسيق التعاون في الأنساق العليا عند حدود الأهداف و الوقت وانما تتجاوزها الى تحديد الإتجاهات و الفواصل بينها .​
 
دورية الإستطلاع الجوي​

هي مجموعة من الطائرات المكلفة بمهمة استطلاعية فوق ارض العدو . من قبل المعركة او خلالها او المكلفة بالإستطلاع في زمن السلم على الحدود البرية او البحرية او الجوية .

تستخدم في هذه الدوريات الطائرات المقاتلة المسلحة بالمدافع و صاريخ جو- جو للدفاع عن نفسها و المزودة باجهزة التصوير بمختلف انواعها بغية التقاط الصور . بالإضافة الى الإستطلاع عن طريق التصوير فان من الممكن ان يقوم طيارو الدورية في بعض الحالات بالإستطلاع البصري . تحلق دوريات الإستطلاع على ارتفاعات عالية او متوسطة او منخفضة حسب طبيعة المهمة و دفاعات العدو و تكون مهمتها خلال الحرب ذات مستوى استراتيجي او عملياتي او تكتيكي .


دورية مراقبة الحدود

images

هي دورية روتينية تقوم بها طائرات مقاتلة في حالات السلم او التوتر على الحدود البلاد و فوق مياهها الإقليمية و الدولية . بغية التحقق من سلامة الأوضاع و عدم قيام الدول المجاورة او التي تملك أساطيل قرب شواطئ الدولة باي تحركات تهدد امن الدولة . و كشف اي اختراق جوي او بحري او اختراق بري مفاجئ للحدود البرية او حدود المياه الإقليمة . و الإعلام عنه فورا و الإشتبك معه اذا اقتضى الأمر .

و عندما تكون المناطق الحدودية متوترة او عندما يكون حجم و نوع التسلح في هذه المناطق محددين باتفاقيات دولية . تحمل هذه الطائرات اجهزة تصوير بغية تصوير الحدود بشكل دوري . و مقارنة الصور لكشف تحركات القوات المعادية او تبديل المواقع او كشف اي خروقات يرتكبها الخصم لنصوص الإتفاقيات المبرمة . علما بان بوسع أجهزة التصوير التقاط صور لما يجري على الجانب المعادي من الحدود دون اجتيازها .

يكون خط طيران دورية الإستطلاع الجوي للحدود فوق الأراضي الصديقة و موازيا لخط الحدود و على مسافة قريبة منه و حتى لا تجتاز الدورية الحدود و تتعرض لنيران الأسلحة المضادة المعادية . تحدد اتجاهات خط السير بدقة كما يعطى الطيارون تعليمات خاصة حول العلامات و الهيئات الأرضية التي يمكن الإستدلال منها على الحدود

و من الطبيعي ان يكون لهذه الدورية حق الإشتباك مع قوات الدولة المجاورة التي اخترقت الحدود البرية او حدود المياه الإقليمية اذا كان الوضع يسمح لها بذلك . و لكن ليس حتما حقها اعتراض هذه القوات او الإشتباك معها عند اكتشافها فوق المياه الدولية .

تقوم الدورية بتنفيذ مهامها على ارتفاعات عالية او متوسطة و تكون مزودة دائما بشبكة استطلاع لا سلكية خاصة مرتبطة بغرفة العمليات الجوية التابعة لقيادة المنطقة العسكرية المسؤولة عن الحدود البرية او مياه الإقليمية التي يجري الإستطلاع فوقها . و قد تربط الدورية بشبكة استطلاع لا سلكية مع غرفة العمليات الجوية المركزية . و هي تستخدم هذه الشبكة لبتليغ غرفة العمليات الجوية مباشرة عن المعلومات الهامة التي تعتبر ان التاخر في الإبلاغ عنها يهدد امن الدولة اما المعلومات الأخرى الأقل اهمية فيتم التبليغ عنها عند انتهاء المهمة و العودة الى القاعدة فيتم تحسيس الطيارين بالمهمة قبل انطلاق الدورية و تبدا المهمة فور الإنطلاق دون الحاجة للبقاء في الجو بانتظار تعليمات جديدة و هذا ما يميز دورية مراقبة الحدود عن الدوريات الجوية الأخرى


دورية الإستطلاع الإستراتيجي​

images


هي دورية تنفذ خلال القتال او في حالات التوتر و تقوم بها طائرات التفوق الجوي القادرة على التحليق على ارتفاعات عالية و بسرعات كبيرة مزودة باجهزة التصوير بانواعها المختلفة و اجهزة الكشف الإلكتروني . و مسلحة بالمدافع و الصواريخ جو- جو و مهمة هذه الدرويات كشف تحركات او تجمعات او اهداف العدو في العمق الإستراتيجي .


دورية الإستطلاع الجوي المقاتلة​

images


هي دورية تقوم بها الطائرات المقاتلة المزودة باجهزة التصوير بانواعاها المختلفة . و ترسل هذه الطائرات لإستطلاع و تصوير محور او طريق معين او منطقة او مطار او اي هدف معاد يقع في العمق التكتيكي او العملياتي . فتقوم الطائرات بتنفيذ مهامها على الإرتفاعات التي تتناسب و نوعية الدفاعات (م/ط) المعادية المتمركزة في منطقة الإستطلاع و كذلك طبيعة الأهداف المطلوبة استطلاعها و تقوم بتبليغ نتائج استطلاعها على الشبكة اللاسليكة الخاصة بالإستطلاع و التي تزود بها التشكيلات و الوحدات البرية و اطقم الإدارة الجوية و مجموعات عمليات الطيران التي تعمل في الجبهة و ذلك اذا كانت المعلومات التي حصلت عليها تتطلب السرعة في الإبلاغ نظرا لخطورتها و تاثيرها المباشر على سير المعركة كاقتراب الوحدات المدرعة المعادية من القوات الصديقة او اعادة تمركز وحدات صواريخ معادية ارض -ارض او وحدات مدفعية بالقرب من القوات الصديقة .. الخ .
 
الرصد​

e-8_1.jpg


يعتبر الرصد من اكثر الوسائل الإستطلاع استخداما من قبل القوات على مختلف مستواياتها و يهدف الى مراقبة الأرض و العدو و ملاحظة تحركاته و تعقب تجمعاته و اماكن انتشاره و تمركزه في منطقة الأعمال القتالية و على الأجانب و في المؤخرة . ينظم الرصد في كافة انواع المعارك وفي مختلف المواقع و يخطط له من قبل كافة القادة و يعين للقيام به راصد من كافة صفوف الأسلحة

يتطلب نجاح الرصد ان يكون شاملا و دقيقا و مستمرا حتى لا تفوت الراصد اي حركة معادية في المنطقة المحددة وفي كل الأوقات بالليل و النهار .


الأنواع​


يمكن للرصد ان يكون بريا او جويا او بحيرا حسب ما تقتضيه الظروف القتالية .

- رصد الهداف البرية : يشمل رصد العدو و الأراضي التي يعمل عليها او التي يحتمل انتقاله اليها . و يمكن القيام بهذا الرصد انطلاقا من نقاط رصد ارضية . كما يمكن ان يكون من الجو باستعمال طائرة او حوامة . يخصص لتنفيذ الرصد البري من نقاط رصد ارضية رصاد منفردين او مجموعات رصد او وحدات صغرى و يعين لكل راصد و لكل مخفر رصد قطاع من الأرض في منطقة الأعمال القتالية و على الأجانب . يستخدم الرصاد اجهزة الرصد و التوجيه التي يتم فيها تسجيل نتائج الرصد و يمكن استخدام و سائل الرصد الإلكترونية لكشف الأهداف البرية كما تستخدم للرصد الليلي وسائط الرؤية و المراقبة ليلا .

يستخدم في رصد الأهداف البرية من الجو . الطائرات الخفيفة و الحوامات بشكل رئيسي . و يعد من اكثر الأنواع استخداما في الحرب الحديثة .

- رصد الأهداف البحرية : يندرج هذا النوع من الرصد في منظومة الإستطلاع البحري و يتم تامينه بثلاثة اشكال هي :

رصد البحر من البر بواسطة رصاد و نقاط و مخافر رصد ساحلية تكلف بمراقبة البحر على مقربة من الشاطئ و متابعة التحركات البحرية المعادية . رصد البحر بوسائط رصد بحرية (زوارق دورية . سفن حراسة ... ) مكلفة بمهمات الإستطلاع و الدورية البحرية . طائرات و هليكوبتر التي تعمل على كشف و رصد الغواصات و سفن السطح المعادية .

- رصد الأهداف الجوية : يشكل هذا الرصد ركنا اساسا في منظومة الدفاع الجوي نظرا لأن رصد و تتبع الأهداف الجوية يعتبر المرحلة الأولى من مراحل التعامل مع وسائط العدو الجوية الهجومية .

تشمل مهام رصد الأهداف الجوية كافة الأعمال الخاصة بتامين مراقبة المجال الجوي الصديق على المستويين الإستراتيجي الشامل و التكتيكي المباشر . لأنه يشكل الخط الدفاعي الأمامي الأول ضد الهجمات الجوية الإستراتيجية التي تهدد امن الدولة و منشآتها الحيوية في العمق .

و عليه فان الرصد الإستراتيجي للأهداف الجوية يتحول الى ما يعرف باسم الرصد و الإنذار الجوي المبكر و تقوم بتنفيذه انظمة خاصة تعرف باسم انظمة الرصد و الإنذار المبكر .
 
الحرب اللامتماثلة

المفهوم و المميزات​

images


تلاشت الحروب النظامة بشكلها الكلاسيكي . ولم تعد تشهد في العقدين الأخيرين مثل هذا النوع من الحروب . غير ان حروبا من نوع آخر بدات تحل محلها بانماط و اشكال جديدة تحت مسميات عديدة الحرب " اللاتماثلية " و "غير النظامية " و " اللامتناظرة " . فما هي الحرب اللاتماثلية ؟ و ماهي الخصائص التي تميزها عن الحرب التقليدية ؟

يعد مصطلح الحرب اللاتماثلية او حرب الجيل الرابع مفهوما حديثا نسبيا . حيث ان تداول و شيوع هذا المصطلح عند المفكريين الإسترتيجيين بشكل واسع لم يبدا الا نهاية العقد الأخير من القرن العشرين و تحديدا عندما بدا المعنيون بحماية الأمن القومي الأمريكي عقب زوال الإتحاد السوفياتي بتقييم و اعادة النظر في المخاطر و التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية و كان من بين ما توصلوا اليه انه بزوال الإتحاد السوفياتي . لم تعد هناك اي دولة بمقدورها الدخول في مواجهة تقليدية مع الولايات المتحدة الأمريكية بحكم التفوق الكاسح لها . غير انهم اكدو ان هناك مخاطر كثيرة تتعرض لها الولايات المتحدة المريكية و امنها القومي جراء تطورات من نوع مختلف على الساحة العالمية كالتطرف العنيف و العولمة و ثورة التكنولوجية التي ادت الى اتاحة وسائل جديدة لعملياته بحيث اصبح هناك تهديد جديد يطرح في مجمله مخاطر حرب من نوع خاص يدعى بالحرب اللامتماثلة .
مفهوم الحرب اللامتماثلة

تشكل اللاتماثلية في الحرب في مفهومها البسيط تعبيرا عن التفاوت في القدرات العسكرية تنظيما وتسليحا و تجهيزا للمقاتلين المنخرطين في المواجهة لكنها بما هو ابعد تعني نظاما مختلفا لصارع يخاض من جانب القوة الأضعف من خارج المعايير المتداولة للحرب التقليدية التي تتبناها الجيوش النظامية سواء على المستوى التكتيك و الإستراتيجيات او على صعيد فلسفة الحرب و اهدافها ككل . و بعبارة اخرى هي حرب بابسط الأشكال و ارخص الأدوات من قبل طرف قوي يتفوق في العدة و العتاد و الطرف الثاني اقل منه في كل شيئ .
المميزات و الخصائص

تتسم الحروب اللاتماثلية بعدد من الخصائص و الصفات التي تميزها عن الحروب التقليدية او النظامية سواء من حيث الأهداف و الوسائل و الأدوات او من حيث مسرح العمليات و الفترة الزمنية للحرب .

الأهداف و الغايات : في الحروب النظامية عادة ما يكون الهدف الأساسي لطرفي الحرب هو الحسم العسكري عبر تدمير العدو و ضرب مراكز قوته العسكرية و الإقتصادية و اجباره على تبني مواقف كان يرفضها قبل الحرب غير ان تحقيق مثل هذا الهدف في الحروب اللاتماثلية يبدو مهمة صعبة للغاية فالطرف الضعيف لا يستطيع تحقيق النصر العسكري لإفتقاده عوامل القوة المادية التي تؤهله لفعل ذلك و من ثم يصبح هدفه الساسي هو الحسم السياسي و ليس العسكري و في سبيل الوصول الى ذلك يعمل الطرف الضعيف على استمرار الحرب لأطول فترة ممكنة حتى يستنزف قوى خصمه و يجره على الإعتراف بحقوقه السياسية .

القوى و الوسائل : يلجا المتحاربون في الحروب النظامية الى قوى و وسائل معروفة مثل المدفعية و الصواريخ و غيرها و تتم المواجهة عادة من خلال و حدات عسكرية . عادة من خلال وحدات عسكرية كبيرة تتمركز في نقاط و مواقع محددة لكن الوضع يختلف في الحروب اللامتماثلة حيث تعدد فيها الوسائل و الأدوات المستخدمة في الحروب التقليدية و وسائل اخرى مثل الوسائل الأمنية و الإقتصادية و الفكرية و يصل الأمر في هذا النوع من الحروب احيانا الى لجوء طرف الضعيف الى استخدام و سائل غاية في التطور التكنولوجي و الى ادوات بدائية و حتى استعمال وسائل و ادوات غير مالوفة و غير متوقعة .

بحسب الخبراء فان الأدوات و التكتيكات المتبعة في الحروب اللامتماثلة لا تاخذ انماطا محددة يمكن تغييرها بل هب في حالة تغير مستمر من هجوم لأخر .

مسرع العمليات : يكون ميدان و مواقع المواجهة في الحروب التقليدية معروفة و ضمن اطر مساحات جغرافية محددة و يختلف الوضع تماما في الحروب اللاتماثلية حيث لا يوجد ميدان محدد يتقابل فيه الطرفان بالمواجه و الإلتفاف و يكون مسرح العمليات مفتوحا و غير محدد بمساحة جغرافية محددة . و قد يمتد في بعض الحالات ليشمل مناطق متعددة في العالم و تكون العمليات داخل هذه الدول و ضد مصالحها و رعاياها .

المدة الزمنية : الحروب التقليدية او النظامية لا تستغرق فترة زمنية مفتوحة بل تحسم نتائجها في الغالب بسرعة او خلال مدة زمنية معينة قد تتراوح ما بين القصيرة و المتوسطة بعكس ما هو عليه في الحرب اللاتماثلية التي تستمر عادة لعقود طويلة من الزمن و بالتالي هي سلسلة من الجولات و الجهد المتواصل .​
 
حدود الفصل

6_20_201023221AM_5527236942.JPG


يقصد بحدود الفصل تلك الحدود النظرية التي يتم و ضعها من قبل القيادة بهدف تقسيم مناطق العمل بيم التشكيلات و الوحدات العسكرية لإجتناب مجال الخطا بين عملها و تستند هذه الحدود الى هيئات ارضية واضحة المعالم و ثابتة من السهل التعرف عليها و يتم تحميل هذه الحدود على خرائط العمليات و المخططات باشارات مختلفة حسب حجم التشكيل .

تعتبر حدود الفصل بين القوات من نقاط الضعف التي يحاول كل طرف من الأطراف المتصارعة البحث عنها و استغلالها لتنفيذ المناورات بالعمق و الوصول الى المنطقة الإدارية للخصم وتطويق مجنباته و مؤخراته بهدف انهاء المعراك في مسرح العمليات بشكل حاسم وعليه كان البحث عن هذه الخطوط الفاصلة في الحروب الماضية يقع على عاتق المقدمات و القوات الإستطلاعية المتقدمة . علاوة على اجهزة الإستخبارات المختلفة و كانت قوات الإستطلاع تمارس عملياتها باستخدام القوة لسبر نقاط الضعف و ساعد و الى حد بعيد التوسع التقني و التطور الحديث في وسائط القتال و استخدام الأقمار الصناعية و الحرب الإكترونية على تحديد مواقع القوات و الكشف عن حدود الفصل بينها و نتيجة للأخطار المتعاضمة التي تهدد باستمرار نقاط الضعف أصبح من واجب قيادة مسرح العمليات توفير الحماية الضرورية لتامين حدود الفصل و ذلك عن طريق اتخاذ جملة من التدابير منها :

- تكليف كل وحدة او تشكيل بحماية حد الفصل الواقع على يمينه مثلا و تغطيته بالنيران و القوات .

- دفع و حدات الحركة للعمل في حدود منطقة الفصل و تكليف مجموعات المدفعية بتحضير رماياتها على تلك المنطقة .

- اجراء الإستطلاع المستمر و على كافة المستويات لإكتشاف محاولات تجميع العدو لقواته و حشدها ضد حدود الفصل .

ان الأساس في حماية حدود الفصل هو تدمير قوة العدو و يكون ذلك اسهل بكثير على تخوم حدود الفصل و قبل تجاوزها و في كل الأحوال يكتسي تامينها اهمية بالغة للقيادة بهدف حسم المعارك و هو ما يتطلب اتخاذ قرارات مناسبة الى جانب ضرورة توفر كفائة قتالية جيدة و روح معنوية عالية لدى القوات التي تعمل ضد هجوم العدو .
 
الأوامر العسكرية و المسؤولية الجزائية المترتبة عنها


يعتبر الولاء والطاعة من قبل الجند لأمر القائد العسكري أهم أعمدة البناء المؤسسي في الجيش، فلا يقبل تباطؤ ولا نقاش ولا تردد منهم، لكن قد تؤدي تلك الأوامر العسكرية إلى مسؤولية جزائية لمن اتخذها، فضلاً عن مسؤولية من نفذها، فيكون الآمر العسكري مسؤولاً جزائياً، وعرضة للملاحقة عن جرائم دولية بصفته الشخصية، وأمام المحكمة الجزائية الدولية، وعلى أساس قواعد وأحكام المسؤولية الجزائية الدولية الفردية والشخصية من جهة، والمسؤولية الجزائية عن فعل الغير من جهة أخرى، وإن كان الأمر سهلاً بالنسبة لما سبق من فروض، فإن الأهمية تبرز في مدى توافر أسس صحيحة للبناء الجدلي للمسؤولية الجزائية للقائد العسكري عن سلوكيات جرمية تمثل جرائم دولية أتخذها تابعوه من الجند، لم يأمرهم بها، ولم يعلم بوقوعها منهم، نتيجة ًلتوافر مهام وواجبات قيادية بينه وبينهم فقط، الأمر الذي يوجب البحث في أسس هذه المسؤولية، وشروطها من جهة، وفي أركانها وخصائصها من جهة أخرى.
 
الذئاب المنفردة

1196048552ec12b0e331a3d85798bd3886033515d6.jpg


الذئاب المنفردة هم أشخاص يقومون بهجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، وبات هذا الوصف يطلق أيضا على هجمات فردية تنفذها مجموعات صغيرة من شخصين أو ثلاثة كحد أقصى، وهي إستراتيجية جديدة تعتمدها الجماعات الجهادية وخصوصا تنظيم داعش، وتتعدد الأشكال التي يمكن أن تقوم بها "الذئاب المنفردة" بعملياتها، حيث يمكن أن تقوم بزرع قنابل ذاتية الصنع في أماكن مختلفة، أو شن هجوم فردي بالسلاح.
هذه الجماعات الصغيرة جداً أو الأفراد يتبنون فكر «القاعدة وداعش»، لكنهم لا يتبعون التنظيم الأم من الناحية التنظيمية، وأغلبهم تعلم صناعة القنابل اليدوية واستخدام السلاح من متابعة بعض المنتديات التكفيرية والمواقع الإرهابية على شبكة الإنترنت، فضلاً عن اتباع نظريات «القاعدة وداعش» لتشتيت الأجهزة الأمنية، بتقسيم المجموعة الإرهابية التكفيرية إلى خلايا عنقودية صغيرة عدة لتنفيذ ضربات، تحت مسميات مختلفة، ما يصعب من عملية رصدها أو اختراقها أمنياً.
و لا يمتلك الذئب المنفرد أي تواصل شخصي مع المجموعة التي تشرب أفكارها عن بعد ، ما يجعل من تعقبه، من قبل مسؤولي مكافحة الإرهاب، أمراً بالغ الصعوبة، فالذئب المنفرد لا يملك تنظيماً ينتسب إليه ويسيّره ويعطيه الأوامر ويرشده ويزوّده بالسلاح والمال، هو شخص يخطط بمفرده وينسق وينفذ، وكل خطوات العملية تتم بيده من غير معرفة أحد، ولا علم لأحد بها.
الاستخبارات التقليدية تستطيع أحياناً التعامل مع خلايا الإرهاب التقليدية، ولكن من الصعب السيطرة على الأشخاص الذين يعملون من تلقاء أنفسهم بعد أن يصبحوا متشددين وهم يشكلون تحدياً لأجهزة الأمن لأنهم خلايا غير هرمية وغير تقليدية يمكن التوصل إليها من خلال تورط أحد عناصرها.
ويجمع الباحثون بأن الخطب والمنشورات والصور المروعة التي تتداولها شبكة الإنترنت عن الضحايا أو انتهاكات حقوق الإنسان تمثل مادة جيدة لشحن مثل هذه الخلايا، باتجاه تنفيذ عمليات انتقامية وانتحارية فردية في مجتمعاتهم، حيث أن متابعة هؤلاء الأفراد للخطب والمنشورات التكفيرية على الإنترنت, فغالب المنفذين ليس لهم أي سجل أمني، ومن طبقات متعلمة ميسورة، وينتمون للجيل الثالث من القاعدة وداعش، أي أن مظهرهم لا يدل على تطرف، يلبسون الجينز، و بعضهم تعلم في الغرب، ويتكلم عدة لغات، والأهم من كل ذلك أنهم يجيدون استخدام تقنيات متقدمة.

وعلى الرغم من حداثة تكوين هذه الجماعات وبدائيتها، إلا أنها أخطر على الأجهزة الأمنية من الجماعات الكبيرة؛ نظراً لصعوبة تتبعها أو القبض عليها، وسهولة تخفّيها خاصة إن مواجهة تلك الجماعات التي تعمل بصورة لا مركزية أصعب على الجهات الأمنية من مواجهة كيانات تنظيمية تعمل بشكل مركزي ومن ثم منع مثل هذه الهجمات أمر شديد الصعوبة ما لم تكن لدى السلطات معرفة بتكتيكات وإستراتيجيات وطرق تعامل مع هذه الخلايا والمنظمات الإرهابية.

إن غالبية هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه المهمات الإرهابية الفردية تم تحويلهم من قبل الجماعات الإرهابية إلى مصدر لا ينضب من الإبداع والابتكار في مجال الإرهاب والإجرام، بأبشع صوره وأشكاله كالحرق أو الإغراق أو النحر أو الخنق، وطالما بقي هذا الفكر المتطرف سيكون هناك دوماً شباب مستعد لارتكاب تلك الأعمال البشعة التي لاتمت للإنسانية بصلة.
 
حروب الجيل الرابع

smolensk-bg-w855h425.jpg

يعود تاريخ الحديث عن «الجيل الرابع من الحروب» إلى 25 عامًا مضوا، ورغم مرور النظرية بعدة تغييرات، إلا إنه يمكن تلخيصها في نقطة أساسية تقول:

ينقسم تاريخ الحروب – بحسب النظرية – إلى 4 أجيال: الجيل الأول – هذه المرة بتعبير معتز بالله عبد الفتاح، الإعلامي وأستاذ العلوم السياسية، في مقال نشرته صحيفة الوطن المصرية– يقوم على «حشد الجنود والقوات… مثلما نشاهد في أفلام حروب المسلمين والكفار أو الفرس والروم… حروب الجيل الثاني حيث المدافع البدائية التي يتم فيها قتل وتدمير جيش العدو عن بعد، وقبل حدوث أي اشتباكات مباشرة… حروب الجيل الثالث التي أصبح فيها الاعتماد على التكنولوجيا والطائرات والدبابات والتجسس والمناورة العالية والسرعة الفائقة والهجوم من الخلف، بدلاً من المواجهة المباشرة والاستفادة من المعلومات التي توفرها الأقمار الاصطناعية».

نلتقط طرف الخيط من معتز بالله عبد الفتاح لنذهب إلى ورقة بحثية قدّمها في العام 2005 الأكاديمي والعسكري الأمريكي أنطوليو إتشيفاريا، الذي شغل مناصب رفيعة في مؤسسات بحث وتدريب تابعة للجيش الأمريكي، بعنوان «حرب الجيل الرابع وأساطير أخرى»، وشرح فيها فكرة «الجيل الرابع» بأنها تعتمد على نوع من «التمرد» الذي تستخدم فيه مجموعات غير نظامية كل الوسائل التكنولوجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، بهدف إجبار العدو (قوة عسكرية نظامية) على التخلّي عن سياساته وأهدافه الاستراتيجية؛ تنتقل الحرب في هذه المرحلة من صراع مُسلح بين قوتين عسكريتين نظاميتين، إلى صراع بين «دولة» ومجموعات غير نظامية لا تستهدف تحطيم القوة العسكرية للدولة، بل إجبارها على الدخول في حالة من عدم الاستقرار وضعف السيطرة، والفشل في النهاية.
 
الذئاب المنفردة

مشاهدة المرفق 22723


الذئاب المنفردة هم أشخاص يقومون بهجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، وبات هذا الوصف يطلق أيضا على هجمات فردية تنفذها مجموعات صغيرة من شخصين أو ثلاثة كحد أقصى، وهي إستراتيجية جديدة تعتمدها الجماعات الجهادية وخصوصا تنظيم داعش، وتتعدد الأشكال التي يمكن أن تقوم بها "الذئاب المنفردة" بعملياتها، حيث يمكن أن تقوم بزرع قنابل ذاتية الصنع في أماكن مختلفة، أو شن هجوم فردي بالسلاح.
هذه الجماعات الصغيرة جداً أو الأفراد يتبنون فكر «القاعدة وداعش»، لكنهم لا يتبعون التنظيم الأم من الناحية التنظيمية، وأغلبهم تعلم صناعة القنابل اليدوية واستخدام السلاح من متابعة بعض المنتديات التكفيرية والمواقع الإرهابية على شبكة الإنترنت، فضلاً عن اتباع نظريات «القاعدة وداعش» لتشتيت الأجهزة الأمنية، بتقسيم المجموعة الإرهابية التكفيرية إلى خلايا عنقودية صغيرة عدة لتنفيذ ضربات، تحت مسميات مختلفة، ما يصعب من عملية رصدها أو اختراقها أمنياً.
و لا يمتلك الذئب المنفرد أي تواصل شخصي مع المجموعة التي تشرب أفكارها عن بعد ، ما يجعل من تعقبه، من قبل مسؤولي مكافحة الإرهاب، أمراً بالغ الصعوبة، فالذئب المنفرد لا يملك تنظيماً ينتسب إليه ويسيّره ويعطيه الأوامر ويرشده ويزوّده بالسلاح والمال، هو شخص يخطط بمفرده وينسق وينفذ، وكل خطوات العملية تتم بيده من غير معرفة أحد، ولا علم لأحد بها.
الاستخبارات التقليدية تستطيع أحياناً التعامل مع خلايا الإرهاب التقليدية، ولكن من الصعب السيطرة على الأشخاص الذين يعملون من تلقاء أنفسهم بعد أن يصبحوا متشددين وهم يشكلون تحدياً لأجهزة الأمن لأنهم خلايا غير هرمية وغير تقليدية يمكن التوصل إليها من خلال تورط أحد عناصرها.
ويجمع الباحثون بأن الخطب والمنشورات والصور المروعة التي تتداولها شبكة الإنترنت عن الضحايا أو انتهاكات حقوق الإنسان تمثل مادة جيدة لشحن مثل هذه الخلايا، باتجاه تنفيذ عمليات انتقامية وانتحارية فردية في مجتمعاتهم، حيث أن متابعة هؤلاء الأفراد للخطب والمنشورات التكفيرية على الإنترنت, فغالب المنفذين ليس لهم أي سجل أمني، ومن طبقات متعلمة ميسورة، وينتمون للجيل الثالث من القاعدة وداعش، أي أن مظهرهم لا يدل على تطرف، يلبسون الجينز، و بعضهم تعلم في الغرب، ويتكلم عدة لغات، والأهم من كل ذلك أنهم يجيدون استخدام تقنيات متقدمة.

وعلى الرغم من حداثة تكوين هذه الجماعات وبدائيتها، إلا أنها أخطر على الأجهزة الأمنية من الجماعات الكبيرة؛ نظراً لصعوبة تتبعها أو القبض عليها، وسهولة تخفّيها خاصة إن مواجهة تلك الجماعات التي تعمل بصورة لا مركزية أصعب على الجهات الأمنية من مواجهة كيانات تنظيمية تعمل بشكل مركزي ومن ثم منع مثل هذه الهجمات أمر شديد الصعوبة ما لم تكن لدى السلطات معرفة بتكتيكات وإستراتيجيات وطرق تعامل مع هذه الخلايا والمنظمات الإرهابية.

إن غالبية هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه المهمات الإرهابية الفردية تم تحويلهم من قبل الجماعات الإرهابية إلى مصدر لا ينضب من الإبداع والابتكار في مجال الإرهاب والإجرام، بأبشع صوره وأشكاله كالحرق أو الإغراق أو النحر أو الخنق، وطالما بقي هذا الفكر المتطرف سيكون هناك دوماً شباب مستعد لارتكاب تلك الأعمال البشعة التي لاتمت للإنسانية بصلة.
ذات مرة سمعت بأنهم يسمونها استخدام الفيروسات
خصم غير مرئي متنكر على أنه مواطن بريء
 
التفوق الجوي

images

يتبادر إلى مسامعنا بين الحيــن و الآخر و نحن نطالـع أو نسـمع عــن إستخدامـات الطيــران الحربــي فـــي العمليات العسكرية مصطلح التفوق الجوي (Air superiority) . و الذي يمكن تعريفه بأنه سيطرة أو تفوق قوة جوية لطرف ما على القوة الجوية للطرف الآخر أثناء العمليات العسكرية، و يعرف هذا المصطلح لدى حلف الناتو بانه درجة السيطرة في المعركة الجوية لقوة جوية على أخرى تحاول القيام بعمليات جوية تستهدف سماءها أو أرضها أو بحرها في وقت و مكان محدد بدون القدرة على الرد عليها.

وهنا يجب توضيح الفرق بين التفوق الجوي موضوع هذا المقال و درجات التفوق الجوي الاخري و أعلاها السيطرة الجوية (Air supremacy) و التي تعرف بأنها السيطرة الكاملة علي الجو الذي يكون فيه سلاح العدو الجوي غير قادر علي التدخل مطلقاً ، بينما يأتي التفوق الجوي في المستوى الثاني من درجات السيطرة، و في أقل درجات السيطرة الجوية يأتي مصطلح التعادل الجوي (Air parity) و هو يعني التعادل مع قوات العدو الجوية أو تحقيق السيطرة الجوية فقط فوق مواقع القوات الصديقة. و بالعودة للتفوق الجوي نجد أنه يتيح زيادة نشاطات القصف الجوي و الامداد الجوي التكتيكي للقوات الجوية بالاضافة إلى تسهيل مهام إنزال المظليين و القوات الخاصة مما يسهل عمل القوات البرية و معداتها. و مع توفر دعم طائرات التزود بالوقود جواً يمكن زيادة عدد الطائرات المقاتلة القاذقة (طائرات التفوق الجوي) و إبقائها لمدة أطول في الجو و تحت طلب القوات البرية بشكل مستمر.

يرجع تاريخ البحث عن التفوق الجوي إلى بداية استخدام الطيران في الحـروب حيـث أنه ومنذ بدايات القرن العشرين تنبأ العالم الايطالي جيوليو دوهيت بأن الحروب المستقبلية ستحسم من الجو ، و في الحرب العالمية الأولى كان التفوق الجوي لسلاح الجو الالماني هو المفتاح للتفوق الاستخباراتي بواسطة الاستطلاع الجوي.

و مع بداية الحرب العالمية الثانية عادت نظريات جيوليو للظهور إلى السطح بعد ان تم إهمالها لفترة من الزمن خاصة بعد تبين الفائدة الكبيرة و التأثير الايجابي لإستخدام الطيران من قبل قوات الحلفاء حيث تمكنوا في بداية الحرب من السيطرة على الجو بواسطة طائرات وفرت السيطرة الجوية.
أخذ دور القوات الجوية يتعاظم بشكل مطرد منذ بداية دخولها كصنف أساسي في القوات لمسلحة مع بدايات مطلـــع القـرن الماضي و حرص القادة العسكريون على ضرورة توفر التفوق الجوي لدى قواتهم , فعلى سبيل المثال و خلال معركة بريطانيا في الحرب العالمية الثانية تمكنت بريطانيا من منع الانزال الالماني من خلال القنال الانجليزي ، كما كان التفوق الجوي الانجليزي العامل الذي مكن الحلفاء من القيام بغارات جوية استراتيجية علي المراكز الصناعية و المدنية الالمانية و التي عرفت بإسم روهر و ديرسدن (Ruhr and Dersden) و هما إسمي نهر و مدينة ألمانيتين تم إمطارهما بأكثر من 3900 طن من القنابل شديدة الانفجارفي غارات نهارية و ليلية.

يرجح بعض المحللين العسكريين أن البحث عن التفوق الجوي كان السبب الرئيسي وراء تطوير حاملات الطائرات و التي مكنت الطائرات من العمل في غياب و بعد القواعد الجوية الارضية.
و لعل الضربة الجوية المفاجئة و الموجعة التي وجهها سلاح الجو الياباني للقوات الأمريكية في معركة بيرل هاربر الشهيرة خير دليل علي أهمية السعي وراء إكتساب التفوق الجوي حيث كانت حاملات الطائرات اليابانية على بعد مسافة بعيدة من أقرب القواعد الارضية.

و مع إزدياد الاقتناع بأهمية التفوق الجوي تبلور مفهوم من التحكم في الجو من خلال التفوق في رمي القنابل بالغارات الجوية الناجحة إلى البحث عن كيفية حماية قاذفات القنابل لتتمكن من أداء دورها بالشكل المطلوب فظهرت للوجود الطائرات الاعتراضية و المطاردة و التي كان دورها الاساسي إعتراض و إسقاط قاذفات القنابــل و الحيلولة دون وصولها لأهدافها و كذلك إعتراض الطائرات المقاتلة المرافقة لقاذفات القنابل ، و لعل من أشهر طائرات التفوق الجوية في الحرب العالمية الثانية طائرة (Me-109) و (FW-190) الالمانيتين و من جانب قوات الحلفاء كانت طائرة السبيتفاير(Spitfire) البريطانية و التي صنفت حينها كطائرة مقاتلة دفاعية أساسية لسلاح الجو البريطاني صنع منها أكثر من 20,000 طائرة. أما القوات الامريكية فقد تفوقت جويا من خلال طائرة المرافقة المقاتلة موستانج (Mustang P-51) و التي حققت التفوق بأداء الطيران الجيد و طول المدى الذي مكنها من مرافقة القاذفات الامريكية فوق الاراضي الالمانية حتى خلال الغارات النهارية.

و بالرجوع إلى بداية الحرب العالمية الثانية أعطت المقاتلة اليابانية الشهيرة زيرو التفوق الجوي لليابان حتى خروج مقاتلات هيلكات و كورسير و اللتان تفوقتا على الزيرو في القدرة على المناورة و التحمل و درجة الإعتمادية.
و في الحرب الكورية ظهرت لأول مرة الطائرات النفاثة السريعة ذات الجناح المرتد للخلف الذي يتيح المناورة في السرعات العالية و كان من أشهرها طائرة الميج 15 الروسية و طائرة سابر F-86 الامريكية. في مطلع الخمسينات كان التفوق الجوي من أهم السمات التي يجب أن تتمتاز بها أي طائرة مقاتلة تدخل العمليات القتالية فكان التصنيف الأمريكي للطائرة كروسيدر F-8 كطائرة تفوق جوي و التي إحتلت مكانها بعد مدة وجيزة طائرة الفانتوم الشهيرة و التي صممت أساساً كطائرة إعتراضية ذات مدى طويل و إمكانيات جيدة مكنتها من التفوق فوق سماء فيتنام في مقابل مقاتلات ميج الروسية خاصة بعد ان تفوقت الاخيرة جوياً لمدة طويلة بسبب قصر مدى الميج 15 و ضعف القدرة على المناورة في الاشتباك القريب.

و مع بداية الستينات من القرن الماضي و مع تقهقر التفوق الجوي الأمريكي في حرب فيتنام خاصة مع ظهور طائرة الميج 21 ذات مميزات التفوق الجوي و التي قادت الامريكان فيما بعد لتصميم طائرات F-14 و F-15 و F-16 و F-18 و التي غيرت بعض الشئ من مفهوم التفوق الجوي من ناحية تصميم الطائرات المقاتلة التي تتميز بالقدرة العالية على المناورة في الاشتباك الجوي القريب و ذلك بالعودة لتزويد المقاتلات بمدافع رشاشة و رادار قوي و مدى طيران طويل و القدرة على حمل صواريخ ذات مدى طويل للاعتراض على مسافات بعيدة. و في عقـــد الثمانينات والذي شهد نقلة نوعية في تطور تقنية الطيران و مفاهيم و متطلبات الحرب الحديثة سعت الولايات المتحدة للبحث عن اسلوب جديد في التفوق الجوي حيث أعطيت الاولوية إلى تطوير مقاتلة تحقق التفوق بخاصية التخفي الراداري أى بعدم تمكن العدو من إكتشافها رادارياً حيث خرجت للوجود طائرة YF-22 و التي إفتتحت عصر طائرات الجيل الخامس بسعر يصل إلى 137 مليون دولار للطائرة الواحدة و التي إستمر تطويرها حتي نموذج الجديد F-35 ذات القدرة على التخفي و الاقلاع العمودي. و بالمقابل قامت السوخوى ببعض المحاولات لتصميم طائرة تفوق ذات قدرة على التخفي و لكنـــها لم تظـــهر للوجـــود إعلاميا بعد.

و لكن السوخوي عزز تواجدها بطائرة SU-30 متعددة المهام و التي إستخدمتها الهند لتعزيز تفوقها الجوي وخاصة بعد البحث في تطويرها بالتعاون مع شركة إلكترونيات طيران فرنسية صهيونية حيث تملك الهند حالياً حوالي 120 طائرة من نفس النوع و تسعى لرفع العدد إلى 230 طائرة.
و بنهاية القرن الماضي و مطلع الالفية الثالثة إندلعت حرب عالمية أقطابها دول تسعى لكسب السبق في مجالات التقنية العسكرية و جنودها تحالف شركات التقنيات العسكرية و أهدافها إحتلال الاسوق العالمية المتعطشة لإمتلاك عناصر القوة و التفوق و أصبحت الشركات المنتجة تسوق لمنتجاتها باسباغها بصفات ما هى إلا مفاتيح التفوق الجوي مثل طائرة متعددة المهام و طائرة تفوق جوي و طائرة من الجيل الخامس و غيرها حتى ان هناك جيلا جديدا بين الجيلين الرابع و الخامس سمى الجيل 4.5 سرعان ما اختفى لحساب الجيل الخامس مع ان التقنية لم تتغير إلا من خلال بعض التعديلات البسيطة. ولعل من أشهر الطائرات المنافسة حالياً طائرة الرافال الفرنسية و السوخوي 35 الروسية و طائرة اليورفايتر الاوربية وغيرها.

ولكن و مع التسارع الكبير في تطور التقنية و ما تبعها من تغير بعض المفاهيم العسكرية و مع صرف المليارات على أبحاث التطوير ظلت الحلقة الاضعف هي الثمن المرتفع لمقاتلات التفوق الجوي الحديثة متعددة المهام و التي حالت دون وصولها إلى الزبائن المفترضين كما كان متوقعاً خاصة أن طائرات التفوق الحديثة لا تطلب بأعداد كبير إذ يكفي عدد بسيط منها للقيام بكل المهام الجوية بفضل تقنيات إلكترونيات الطيران الحديثـة و إمكانيــة حـــمل تسليح متعدد الاغراض و المدي الطويل والقدرة على التزود بالوقود في الجو.
 
العقيدة

إن مفهوم العقيدة أو المذهب Doctrine يعني: "مجموعة القيم والمبادئ، التي تتعلق بالبشر أو الدولة".

وتنقسم من حيث المستوى إلى الآتي:

(1) عقيدة عسكرية

(أ) هي القاعدة التي يتم حشد جميع القوى القومية للدولة لإعدادها للدفاع، وخلاصة نظريات القتال ومبادئ الحرب، وتتضمن مكوناً عسكرياً وتكنولوجياً لإعداد القوات المسلحة للدفاع، ومكوناً سياسياً وتنموياً لتحديد دور القوات المسلحة، وتتكون العقيدة العسكرية وفقاً لمجموعة من المبادئ والأسس، التي تعطيها ظاهرة الخصوصية، خاصة العوامل الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية للدولة.

(ب) تعمل بعض الدول بمفهوم العقيدة العسكرية، وبعضها الآخر بمفهوم السياسة العسكرية، مع تشابه المكونات بشكل عام، ويتركز مفهوم العقيدة العسكرية في الآتي: "مجموعة من القيم والمبادئ التي تهدف إلى إرساء نظريات العلم العسكري وفن الحرب، وتحديد بناء واستخدام القوة العسكرية في السلم والحرب".

(2) عقيدة قتالية

تطلق عليها بعض الدول مذهباً قتالياً، وتشمل: "مجموعة المبادئ والأفكار والاتجاهات الخاصة بتنظيم وتسليح واستخدام القوات المسلحة وأفرعها الرئيسية"

وتعمل في إطار العقيدة العسكرية للدولة، وتأخذ بعض الدول بنظام وضع عقيدة قتالية لكل فرع من الأفرع الرئيسة، وتشكل في مجموعها العقيدة القتالية للقوات المسلحة.
 
عودة
أعلى