الوجه الحقيقي لمملكة الظلام: روايات + شهادات + كتب

قبيلة مغربية تمنع إقامة ملاعب غولف وفنادق وفلل سكنية في أحد السواحل.. إليك تفاصيل القصة
هاف بوست عربي

تم النشر: 00:35 12/05/2017 AST تم التحديث: منذ 2 من الساعات

n-S-large570.jpg


توتر بين قبيلة أولاد سبيطة المغربية والدولة التي باعت أراضيهم يكاد أن يعرقل تنفيذ مشاريع عقارية على امتداد ساحل يقع على بُعد 15 كيلومتراً غرب العاصمة الرباط.

وبسبب البيع تطرد نحو 300 أسرة، ينتمي أغلب أفرادها إلى فئة المزارعين والفلاحين. وأشغال إنجاز هذه المشاريع قد انطلقت فعلاً.

والصفقة أُنجزت عام 2007، وقد التزمت خلالها المجموعة، أمام الملك، بإنجاز مشروع تهيئة شاطئ الأمم من أجل تشييد آلاف الوحدات السكنية وفنادق ومطاعم ومشاريع ترفيهية وملعب للغولف من 18 حفرة، وذلك على مساحة تقدر بنحو 450 هكتاراً، وفق موقع هيسبرس.


نضال دؤوب من أجل حقهم

تجمّع ما يقارب 100 شخص من المنتمين إلى قبيلة أولاد سبيطة بالقرب من الطريق الوطنية، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن شمال الرباط. والجدير بالذكر أن هؤلاء المغاربة واظبوا على التظاهر بصفة أسبوعية تقريباً ضد شركة عقارية ترغب في افتكاك أراضيهم وبناء مساكن فاخرة فيها.
وعلى خلفية هذا القرار، انتظمت جموع المحتجين في صفوف ضمت الرجال والنساء. وبدت على وجوه تلك الجموع الغفيرة ملامح الغضب والسخط على ما يرتكب في حقهم. وقد اتخذ هؤلاء من نداءات سعيدة سكات، التي تبلغ من العمر 27 سنة، والتي تقود النضال الدؤوب للدفاع عن حقوق قبيلتها، شعارات لهم. وتعمل هذه الشابة على حشد المواطنين باستعمال عبارات مدوية وجريئة بثتها في مكبر صوت تحت أنظار بعض أفراد قوات الأمن.

الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان قالت إن البيع شابته عدة خروقات، من ضمنها "تفويت الأرض دون قياسها.. وترامي الشركة المقتنية على باقي أراضي الجماعة دون وجه حق"، وهو ما نفته مجموعة الضحى، حيث أبرز في هذا الإطار سعد الصفريوي، المدير العام المنتدب لمجموعة الضحى، أن الضحى أوفت بجميع تعهداتها والتزامات فيما يخص عملية تفويت هذا الوعاء العقاري الذي كان تابعاً للجماعة السلالية أولاد سبيطة، وفق ما جاء في موقع هيسبرس.

وفي هذا السياق، صرحت هذه الناشطة قائلة: "سوف نحقق أهدافنا باللجوء إلى الوحدة والتضامن! ثم ألا تعلمون أن هؤلاء اللصوص هم سبب فقرنا؟". وخلف المتظاهرين، تظهر حافة إحدى الغابات، التي قسمتها طريق جديدة تنتهي إلى ملعب للغولف ومنازل.


شملت الخطط التنموية قبيلة أولاد سبيطة

وقد شملت الخطط التنموية وفق صحيفة Libération الفرنسية قبيلة أولاد سبيطة الزراعية، التي يقطنها الأهالي منذ عهد السلطان مولاي إسماعيل في القرن السابع عشر. ولكن تكتسي صبغة هذه الأراضي القانونية وضعاً خاصاً؛ نظراً لأن هذه الأراضي ذات ملكية جماعية. والجدير بالذكر أنه بموجب التشريعات الموروثة عن الحقبة الاستعمارية، فإن للقبيلة التي تستقر على هذه الأرض حق الانتفاع بها، لكن ليس لها الحق في امتلاكها؛ وذلك لأنها خاضعة لإشراف وزارة الداخلية.


تهديدات جسدية

رفض أهالي أولاد سبيطة التزام الصمت حيال قضيتهم، فقد تم بيع أراضيهم من قِبل وزارة الداخلية بقيمة 4.50 يورو للمتر المربع الواحد.

وفي هذا الصدد، تساءلت سعيدة سكات، المشرفة على تنسيق مطالب قبيلتها، قائلةً: "قيل لنا في البداية إن برنامج التطوير العقاري يصب في صالح المرافق العامة. ولكن هل يُعتبر بناء ملاعب الغولف والفيلات صالحاً عاماً؟".


انتزاع التاريخ والهوية من القبيلة

صارت هذه القبيلة، التي كانت معتدة بنفسها في السابق، تتجرع ألم اغتصاب تاريخها وهويتها. وفي هذا السياق، أعربت سعيدة سكات عن أسفها تجاه ذلك قائلة: "إن سبب ثورتنا يكمن في الذل الذي نعيشه يومياً. كيف يمكن أن نتصور أنه بعد أن عاشت عائلاتنا أكثر من 100 سنة على هذه الأرض، يمكننا أن نتخلى ببساطة عنها، فقط بموجب قرار إخلاء جائر؟".

وتُعتبر سعيدة سكات وفق صحيفة Libération الفرنسية رمز الدفاع عن ألم أهالي قبيلة أولاد سبيطة؛ ذلك أنها تتكفل بجمع الشكاوى وزيارة الأهالي للتخفيف من معاناتهم. كما تعمل أيضاً على رفع معنويات أولئك الذين بدأ اليأس بالتسلل إلى قلوبهم تدريجياً، حتى إنها كانت تتناقش مع الرجال وجهاً لوجه. وفي كل مرة يرن فيها هاتفها، تنحبس أنفاسها خوفاً من أن يكون الاتصال بمثابة "تحذير من طرد مستقبلي"، مفسرة أنها تخشى "على سلامة عائلتها". أما بالنسبة إليها، فهي "مستعدة لمواصلة النضال" مهما كلفها الأمر.


دمار وأنقاض

تم بالفعل تدمير بعض المنازل، وواجه القرويون، بتشكيلهم سلسلة بشرية طويلة، الحفارات والجرافات. وتعد المواطنة علو، التي تبلغ من العمر نحو 50 سنة والقاطنة بالقرب من منزل سعيدة سكات، مثالاً لمعاناة سكان هذه القبيلة. وتحدثت هذه المرأة عن حالة الفقر المدقع التي تعيشها حالياً، بعد غرق ابنها ووفاة زوجها.

وقد كان منزل هذه المرأة، المبني من الطوب الوردي، أول منزل هدمته الجرافات، ولم تترك فيه سوى جزء بسيط. وعلى الرغم من الضرر المادي الذي لحق ببيتها، فإنها ما زالت تسكن أنقاضه إلى حد الآن.

وفي مكان ليس ببعيد وتحديداً وراء سياج معدني، يلمح الناظر منزلاً خشبياً حديث العمارة يندرج ضمن مشروع عقاري بصدد الإنشاء. وفي تعليقه على هذا البناء، قال ميلود، أحد أبناء القبيلة، إنه ملهىً ليلي جديد. ومن المتوقع أن يمتد هذا المنتجع الفاخر على ما يناهز 300 هكتار على "أحد أجمل الشواطئ المغربية، كما أن موقعه استراتيجي، حيث تتراءى من خلاله أكثر المناطق سحراً وأصالة"، وذلك وفقاً لما نُشر على موقع شركة الضحى العقارية. وسيتم بناء فندق ومركز للتسوق وأكاديمية "باريس سان جيرمان" للاعبي كرة القدم الشبان في المرحلة المقبلة.
ومن جهتها، أشارت وزارة الداخلية المغربية إلى أنه لا يُمكن إعادة النظر في ملف قضية قبيلة أولاد سبيطة؛ لأن عملية بيع الأرض قد تمت وفقاً للإجراءات القانونية. وفي هذا الإطار، أفاد مدير الشؤون القروية بوزارة الداخلية، عبد المجيد الحنكاري، بأن "المطالب التي يُنادي بها سكان هذه القبيلة والمتمثلة في إلغاء عملية بيع الأراضي تفتقر إلى الشرعية".


تعليق وزارة الداخلية

ووفقاً للمعطيات التي أدلت بها وزارة الداخلية وفق صحيفة Libération سمحت عملية بيع الأراضي بتقديم تعويضات تصل قيمتها إلى 1.7 مليون يورو إلى جميع أفراد القبيلة. وبيّن عبد المجيد الحنكاري أن هذا المبلغ، الذي تم الاتفاق عليه يفي بحاجات السكان. ومن جهتها، عبرت مجموعة الضحى العقارية، التي صارت صاحبة أرض قبيلة أولاد سبيطة الجديدة، عن أسفها إزاء الخسائر الناجمة عن وقف خطط البناء. وأوضح محامي هذه المجموعة، الأستاذ حسان سيملالي، أنه "تم ضخ 100 مليون يورو لتمويل هذا المشروع".

عملياً، لم تهضم عمليات التعويض عن الأراضي التابعة لقبيلة أولاد سبيطة حقوق النساء. فقد استفادت أكثر من 1000 امرأة، من جملة 6 آلاف، من هذه الإجراءات بعد أن قدمت طعوناً لدى وزارة الداخلية. لكن بالنسبة إلى سعيدة سكات ونساء قبيلتها، فلن تتمكن المبالغ المالية من تعويضهن عن التراث الذي خسرنه إلى الأبد. وفي هذا السياق، صرحت هذه الناشطة بأنه "في المغرب، يُسيطر القوي على الضعيف؛ ما يُضاعف ألمه ويزيد من معاناته".

http://www.huffpostarabi.com/2017/05/11/story_n_16565628.html?utm_hp_ref=arabi
 
حتى لا يهاجروا إلى أوروبا.. ألمانيا تخطِّط لبناء مراكز استقبال بالمغرب لإيواء الأطفال اللاجئين
هاف بوست عربي

تم النشر: 19:41 12/05/2017 AST تم التحديث: منذ 23 من الدقائق

n-MOROCCO-CHILDREN-large570.jpg




يخطط المكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين لبناء مركزين لاستقبال الأطفال المغاربة القصر، في خطوة منه للحد من أزمة تدفق اللاجئين صغار السن والذين ينتهي المطاف بهم غالباً إلى الانحراف.

وحسب صحيفة Die Tageszeitung الألمانية، التي تمكنت من الحصول على وثيقة سرية من المكتب، فإن كل مركز سيسمح باستقبال 100 شخص، فيما تبلغ التكلفة 960000 يورو للعام (حوالي 10 ملايين درهم مغربي)

ومن المقرر إطلاق المشروع العام 2017 وسيظل في المرحلة التجريبية حتى 2020.

وطبقاً لذات الصحيفة نقلاً عن النسخة المغاربية لموقع "هاف بوست"، فإنه بالإضافة إلى السكن والرعاية الطبية، ستقدم المراكز كذلك دورات تعليمية وتدريباً مهنياً لهؤلاء الشباب.

وحسب الوثيقة، فإن هذه المراكز التي لم يحدد مقرها بعد في المملكة، ستستقبل أيضاً القاصرين دون مأوى في المغرب، مما سيمنحهم فرصة البقاء في بلادهم، وتجنب اللجوء للهجرة غير الشرعية نحو أوروبا.


ألمانيا ستطلب مساعدة دول أخرى



o-MOROCCO-CHILDREN-570.jpg



وحسب الوثيقة فإن ألمانيا سوف تدرس أيضاً احتمال الطلب من بعض دول الاتحاد الأوروبي المشاركة في تمويل المشروع، إذ تعاني السويد أيضاً من مشكلة المهاجرين القاصرين المغاربة غير الشرعيين، وهي من من الشركاء المحتملين لهذا المشروع.

بينما تظل شروط ترحيل الشباب المهاجرين نحو المغرب مبهمة، إذ لا تحدد الوثيقة إذا ما كان سيتم هذا الطرد بعد فرض عقوبات في ألمانيا أو في المغرب.

وقد تعرض المشروع بالفعل لانتقادات من قبل العديد من المسؤولين من حزب المعارضة والمدافعين عن حقوق اللاجئين.

فيما صنفت ممثلة حزب الخضر المعارض هذه المبادرة بـ"غير المسؤولة"، ولم تتم الإجابة عن مجموعةٍ من الأسئلة الأساسية حول كيفية تنفيذ هذا المشروع، والتي تتعلق أساساً بما إذا كان المشروع يأخذ بعين الاعتبار راحة الأطفال، حسب الصحيفة الألمانية.

ووفقاً للصحيفة الألمانية، فإن من بين 35939 قاصراً دون مرافقة، الذين طلبوا اللجوء إلى ألمانيا، هناك 124 قادمين من المغرب. وبينما تم ترحيل قاصرين مغاربة نحو دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، فإنه يعيش حالياً في ألمانيا ما يقارب 72 ألف مغربي.

هذا الموضوع مترجم عن النسخة المغاربية الصادرة باللغة الفرنسية لـ "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
 
حتى لا يهاجروا إلى أوروبا.. ألمانيا تخطِّط لبناء مراكز استقبال بالمغرب لإيواء الأطفال اللاجئين
هاف بوست عربي

تم النشر: 19:41 12/05/2017 AST تم التحديث: منذ 23 من الدقائق

n-MOROCCO-CHILDREN-large570.jpg




يخطط المكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين لبناء مركزين لاستقبال الأطفال المغاربة القصر، في خطوة منه للحد من أزمة تدفق اللاجئين صغار السن والذين ينتهي المطاف بهم غالباً إلى الانحراف.

وحسب صحيفة Die Tageszeitung الألمانية، التي تمكنت من الحصول على وثيقة سرية من المكتب، فإن كل مركز سيسمح باستقبال 100 شخص، فيما تبلغ التكلفة 960000 يورو للعام (حوالي 10 ملايين درهم مغربي)

ومن المقرر إطلاق المشروع العام 2017 وسيظل في المرحلة التجريبية حتى 2020.

وطبقاً لذات الصحيفة نقلاً عن النسخة المغاربية لموقع "هاف بوست"، فإنه بالإضافة إلى السكن والرعاية الطبية، ستقدم المراكز كذلك دورات تعليمية وتدريباً مهنياً لهؤلاء الشباب.

وحسب الوثيقة، فإن هذه المراكز التي لم يحدد مقرها بعد في المملكة، ستستقبل أيضاً القاصرين دون مأوى في المغرب، مما سيمنحهم فرصة البقاء في بلادهم، وتجنب اللجوء للهجرة غير الشرعية نحو أوروبا.


ألمانيا ستطلب مساعدة دول أخرى



o-MOROCCO-CHILDREN-570.jpg



وحسب الوثيقة فإن ألمانيا سوف تدرس أيضاً احتمال الطلب من بعض دول الاتحاد الأوروبي المشاركة في تمويل المشروع، إذ تعاني السويد أيضاً من مشكلة المهاجرين القاصرين المغاربة غير الشرعيين، وهي من من الشركاء المحتملين لهذا المشروع.

بينما تظل شروط ترحيل الشباب المهاجرين نحو المغرب مبهمة، إذ لا تحدد الوثيقة إذا ما كان سيتم هذا الطرد بعد فرض عقوبات في ألمانيا أو في المغرب.

وقد تعرض المشروع بالفعل لانتقادات من قبل العديد من المسؤولين من حزب المعارضة والمدافعين عن حقوق اللاجئين.

فيما صنفت ممثلة حزب الخضر المعارض هذه المبادرة بـ"غير المسؤولة"، ولم تتم الإجابة عن مجموعةٍ من الأسئلة الأساسية حول كيفية تنفيذ هذا المشروع، والتي تتعلق أساساً بما إذا كان المشروع يأخذ بعين الاعتبار راحة الأطفال، حسب الصحيفة الألمانية.

ووفقاً للصحيفة الألمانية، فإن من بين 35939 قاصراً دون مرافقة، الذين طلبوا اللجوء إلى ألمانيا، هناك 124 قادمين من المغرب. وبينما تم ترحيل قاصرين مغاربة نحو دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، فإنه يعيش حالياً في ألمانيا ما يقارب 72 ألف مغربي.

هذا الموضوع مترجم عن النسخة المغاربية الصادرة باللغة الفرنسية لـ "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
يعني يرجعوا لاجئين في بلادهم
 
"جنود صغار" يتحولون إلى خدم في بيوت "عسكريين كبار"
د.محمد شقير
السبت 13 ماي 2017 - 14:40
files.php


عادة ما يلاحظ في عدة مدن مغربية بعض الجنود بلباسهم العسكري وهم ينقلون بالسيارات العسكرية أطفال كبار الضباط العسكريين من بيوتهم إلى مدارسهم، أو يتجولون بزوجات وعائلات هؤلاء لقضاء أغراضهم الشخصية من تسوق وزيارات خاصة...كما أن هناك جنودا آخرين يكلفون بالاعتناء بحدائق فيلات وإقامات رؤسائهم، من كولونيلات وجنرالات بمختلف رتبهم العسكرية، أو تسند لهم مهمة التناوب على مداومة الحراسة لبيوت ومنازل هؤلاء الرؤساء، أو يتم تكليف بعضهم للإشراف على أعمال منزلية وشخصية مختلفة ومتنوعة أخرى، ما يطرح التساؤل عن تفشي مثل هذه الظاهرة والعوامل الثاوية وراءها.

- الثقافة العسكرية المخزنية

من المعروف أن النظام السياسي المخزني قام في المغرب، ومنذ تأسيسه، على قيم سياسية محورية، من بينها الطاعة والخدمة. وشملت هذه القيم كل مكونات هذا النظام ومؤسساته، بما فيها المؤسسة العسكرية. وجيش البخاري الذي ارتبط تكوينه بالسلطان المولى إسماعيل عكس بشكل كبير هذه القيم، وبالأخص قيم الخدمة. فقد تم تكوين عناصر هذا الجيش وتمت تربيته وتدريبه وتجهيزه لخدمة السلطان وتحقيق مشاريعه السياسية.

وقد استمر هذا الوضع بعد إعادة تكوين المؤسسة العسكرية بعد الاستقلال، فرغم العصرنة التي شملت المكونات المادية والحربية لهذه المؤسسة من لباس، وتدريب، وقوانين، وتجهيزات، بقيت العلاقات التي تربط بين مكوناته البشرية تقوم بالأساس على رابطتين أساسيتين، تتمثلان في الطاعة العمياء للرئيس والتفاني في خدمته.

وكل التداريب والدروس والسلوكات التي تلقن داخل الثكنات تكرس هذه المظاهر، وتجعل من حق الرئيس كلما علت رتبته العسكرية أن يطلب أي شيء من مرؤوسيه الذين ما عليهم إلا التنفيذ. ولعل هذا ما يسمح بأن يقوم بعض كبار الضباط باستخدام بعض الجنود في إقاماتهم كطباخين وبستانيين وحراس، أو تشغيلهم كسائقين خاصين لأبنائهم وزوجاتهم وعائلتهم .

- نظام الامتيازات العسكرية

يتميز النظام المخزني في المغرب بسخائه السياسي الكبير على مختلف مكونات طبقته السياسية، بما فيها النخب العسكرية. فالامتيازات التي تغدق على النخب السياسية المدنية من وزراء، ونواب، وولاة، وعمال، ومدراء المؤسسات العمومية وشبه العمومية، ورؤساء المجالس الملكية الاستشارية ...عادة ما تغدق مثلها أو أضعافها على النخب العسكرية: كالمرتبات العليا، والسيارات الفخمة، والإقامات المرفهة، ورخص استغلال مقالع الرمال والصيد في أعالي البحار، والتطبيب في مستشفيات عسكرية مجهزة بأحدث التجهيزات والمعدات الطبية، مع السماح لهم بالاشتغال في الأعمال الخاصة .

وبالإضافة إلى هذه الامتيازات، عادة ما يسمح لبعض كبار الضباط، وعلى غرار بعض نظرائهم في الوزارات والإدارات العمومية، بتشغيل عدد من الجنود في أغراضهم ومصالحهم الشخصية، إذ ينتقل هؤلاء الجنود من الاشتغال من الثكنات إلى الاشتغال في البيوت مستبدلين الخدمة العسكرية بالخدمة المنزلية.

وطبقا للتسلسل العسكري داخل القوات المسلحة الملكية، يتمتع ذوو الرتب العسكرية من درجة جنرال بمختلف رتبها (جنرال دو دارمي، ونيل جنرال دو ديفزيون، وجنرال دو بريكاد)، وفئات الضباط من الدرجة الثانية بمختلف رتبها (كولونيل-ماجور، كولونيل، ليوتنان كولونيل..) ببعض الامتيازات، والتي من أهمها خادم البيت الذي يكون بدوره جنديا برتبة ضابط صف أو أقل، يتم تعيينه بصفة الإلحاق، ليعمل مساعدا في أعمال البيت بالنسبة للمسؤول العسكري أو سائقا في خدمته وخدمة أفراد أسرته. ويختلف هذا الامتياز تبعا للمدن والمناطق التي يعين فيها هؤلاء المسؤولون العسكريون السامون .

- إكراهات التراتبية العسكرية

إن ما يساعد على تفشي هذه الظاهرة هي الفوارق الكبيرة بين كبار الضباط المتواجدين في أعلى الهرمية العسكرية بكل ما يترتب عن ذلك من امتيازات ونفوذ وسلطة، والجنود المتواجدين في أسفل الترتيب العسكري الذين يكون أغلبهم منحدرا من فئات اجتماعية شعبية وجهات قروية مهمشة، بالإضافة إلى المستوى التعليمي المتدني، ما يساعد على سهولة استغلالهم من طرف نخب عسكرية منحدرة من فئات اجتماعية راقية أو شرائح متوسطة تتمتع بمستويات تعليمية عليا ومنحدرات حضرية متأصلة. بالإضافة أن وجودهم تحت رحمة هرمية الرتبة والمنصب، وانعزالهم في ثكنات عسكرية تسند فيها مهمة تسييرها وإدارتها لأعلى الضباط رتبة، يجعل الجنود في أدنى الرتب تحت سلطة هؤلاء الذين يمكن أن يتحكموا فيهم وفق أهوائهم الشخصية. وأقل رفض أو تمرد أو عصيان لأوامرهم يعرض الجنود لعقوبات تأديبية أو زجرية أو نقل إلى مناطق عسكرية أشد قسوة وصعوبة.

ولعل هذا يجبر الكثير من هؤلاء الجنود على تنفيذ أوامر ورغبات رؤسائهم، بما في ذلك الاشتغال في بيوتهم وقضاء حاجياتهم الشخصية والعائلية للحصول على رضاهم والحصول على حمايتهم.

كما أن هناك من الجنود من يفضل الاشتغال في بيوت رؤسائهم ومنازلهم بدل القيام بالأعمال الشاقة في الثكنات العسكرية أو الخدمة في ظروف مناخية صعبة وقاسية، سواء في الجبهات العسكرية أو في حراسة الحدود، مع ما يصاحب ذلك من مخاطر وأعباء ومسؤوليات ووحدة وملل.

بالإضافة إلى مختلف هذه العوامل، يمكن الإشارة إلى أن تكدس الجنود في بعض المدن، بما فيها العاصمة، وسوء توزيعهم على الجهات والمناطق العسكرية، وعدم تحديد دقيق للمهام المنوطة بهم، يسهل عملية تشغيل بعضهم في مهام منزلية وحتى شخصية، ما يستدعي بالتالي إعادة النظر في هذه الوضعية التي سبق أن تم التشكي منها من خلال رسالة بعثت إلى الملك كقائد أعلى للقوات المسلحة الملكية في بداية توليه الحكم.

وبالتالي، يتطلب تحديث الجيش القضاء على هذه الظاهرة المخزنية التي تسخر شرائح عديدة من الجنود لقضاء أغراض شخصية وعائلية لحفنة من الضباط السامين، في وقت يتم أداء أجورهم من ضرائب تقتطع من دخول المواطنين. ولاقتلاع هذه الظاهرة، ينبغي العمل على إعادة توزيع دقيق للقوات العسكرية على مختلف الجهات والمناطق العسكرية وفق الحاجيات الحقيقية لكل جهة عسكرية، وتوظيفها في أعمال عسكرية محددة تدخل ضمن اختصاصاتها، وعدم السماح بتشغيل الجنود خارج الثكنات العسكرية، وتحريم تسخيرهم في أعباء منزلية أو في أغراض شخصية خاصة بمسؤولين أو رؤساء كيفما كانت رتبهم العسكرية؛ بالإضافة إلى ضرورة تحويل فوائض القوات المسلحة من هؤلاء الجنود إلى قطاعات أمنية، تكون في أمس الحاجة إلى خدماتها، إذ يمكن كما تم مؤخرا إدماج بعض القطاعات العسكرية في أسلاك الشرطة بعد إعادة تكوينها وتأهيلها بشكل يمكنها من القيام بمهامها الأمنية الجديدة .
 
المشكل أن ألمانيا ستدفع المال وستبني مراكز لزيادة تدفق الأطفال المهاجرين عليها وهي لا تشعر
===================================================
n-MOROCCO-CHILDREN-large570.jpg

o-MOROCCO-CHILDREN-570.jpg


المقال كتبه عربي أو ساهم فيه . به مغالطات وأولها الصور, يكتبون أي شيء للإستهلاك
فهؤلاء الأطفال ليسوا بأطفال شوارع لا في الصورة الأولى ولا في الثانية على وجه الخصوص.
 
الوزيرة الحقاوي: 73% من أطفال المملكة يكبرون في كنف الحرمان
هسبريس - ماجدة أيت لكتاوي (صور: منير امحيمدات)
الاثنين 15 ماي 2017 - 14:00
كشفت بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، عن بعض النتائج الأولية الخاصة بدراسة وطنية حول الفقر متعدد الأبعاد، مسجلة أن 73.1 في المائة من الأطفال المغاربة يعانون الحرمان في مجال واحد على الأقل.

files.php


وأوضحت الوزيرة، خلال افتتاح اللقاء الجهوي حول "فقر الأطفال بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. من القياس إلى الفعل"، اليوم الاثنين بالرباط، والذي ينظمه المرصد الوطني للتنمية البشرية ومكتب اليونيسيف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن 40.3 في المائة من الأطفال يعانون الحرمان في مجالين على الأقل من المجالات المحددة في الدراسة.

كما أبانت المعطيات عن تفاوتات كبيرة بين الوسطين الحضري والقروي، إذ يعاني الأطفال بالوسط القروي من حرمان كبير في أبعاده ونسبته وشدته، مشيرة إلى أن 41.7 في المائة من الأطفال بالوسط الحضري لا يعانون أي حرمان، مقابل 7.9 في المائة في الوسط القروي، فيما أكدت النتائج الأولية نفسها أن حرمان الطفل في مجال معين يكون مقترنا بالضرورة بالحرمان في مجالات أخرى مرتبطة.

files.php


وأقرت المسؤولة الحكومية بأن هذه النتائج تُسائل القطاعات الحكومية والمؤسسات الوطنية والمجتمع المدني، من أجل تعزيز المنظومة المعلوماتية وتقوية القدرات العلمية والتقنية لتوفير معلومات دقيقة على مستوى أدنى التجمعات السكنية، كالمدن والقرى والأحياء؛ وهو ما يمكن إعداد قواعد بيانات محينة ورسم خرائط دقيقة لفقر الأطفال.

وأكدت المتحدثة على ضرورة وضع هذه المعطيات رهن إشارة الجهات والجماعات الترابية لدعم التنزيل الترابي للسياسات والبرامج العمومية التي تستهدف الطفولة والأسرة، بالإضافة إلى تعزيز برامج الوقاية، التي يتضمنها الهدف الإستراتيجي الرابع للسياسة العمومية المندمجة لحماية الطفولة، كبرامج مساعدة الأسر في وضعية هشاشة والوساطة الاجتماعية والإرشاد الأسري، والرصد مؤشرات الهشاشة لدى الأطفال.

files.php


وأوضحت بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، أن المغرب بات يتوفر اليوم على سياسة عمومية مندمجة لحماية الطفولة 2015-2025 تعد جوابا وطنيا للوقاية وحماية الطفولة من كل أشكال العنف والإهمال والاستغلال، وخاصة الأطفال الأكثر عرضة للخطر، وتتمحور حول خمسة أهداف إستراتيجية، متمثلة في تقوية الإطار القانوني لحماية الأطفال وتعزيز فعاليته، ووضع معايير للمؤسسات والممارسات، والنهوض بالمعايير الاجتماعية الحمائية، ووضع منظومات للمعلومات والتتبع والتقييم والمراقبة.

وأفادت المسؤولة الحكومية بأن أكثر من 25 قطاعا حكوميا يسهم في تنفيذ هذه السياسة العمومية وفق برنامج وطني تنفيذي 2015-2020 يحدد المسؤوليات ومؤشرات الإنجاز وفق مقاربة تشاركية مع مختلف الفاعلين في هذا المجال، من قطاعات حكومية وجمعيات والأطفال أنفسهم، والذي يتضمن 25 هدفا فرعيا و115 تدبيرا، وتشرف على تتبعه لجنة وزارية مكلفة بتتبع تنفيذ السياسات والمخططات الوطنية في مجال النهوض بأوضاع الطفولة وحمايتها، برئاسة رئيس الحكومة.
 
ردا على جماعة الفوطوشوب و أصحاب الألسن الطويلة :
محمد السادس يدشن مسجداً يحمل اسم زوجته لالة سلمى
maxresdefault-474x340.jpg


دشن الملك محمد السادس اليوم الجمعة في مدينة فاس، مسجداً يحمل اسم زوجة، الأميرة للا سلمى.

وأدى الجالس على العرش صلاة يومه الجمعة داخل المسجد حديث البناء.


وتنحدر للا سلمى من مدينة فاس، ورأت النور في الرباط، وكانت قد فقدت أمها وعمرها لا يتجاوز آنذاك ثلاث سنوات، فتكفلت جدتها من أمها بتربيتها هي وأختها الكبرى مريم، حيث عاشت في شقة متواضعة قرب حي العكاري في الرباط، المدينة التي تابعت فيها دراستها حتى نالت شهادة مهندسة دولة في المعلوميات، بعد تمكنها من الظفر بالمركز الأول في دفعة عام 2000، بالمدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم.


18600858_1013391192124613_712256013_n.jpg


لالة سلمى تزوجت من الملك محمد السادس في 21 مارس 2002، في عرس شكّل سابقة في تاريخ الأسرة الملكية، إذ لأول مرة يتعرف المغاربة على زوجة الملك، ورزقت بولي العهد الأمير مولاي الحسن في الثامن من ماي 2003، ثم بالأميرة للا خديجة في 28 فبراير 2007.

18578640_1013391188791280_1748431133_n-1.jpg



https://www.alyaoum24.com/880684.html

http://www.watanserb.com/2017/05/19/شاهد-ملك-المغرب-محمد-السادس-يدشن-مسج/

 
ردا على جماعة الفوطوشوب و أصحاب الألسن الطويلة :
محمد السادس يدشن مسجداً يحمل اسم زوجته لالة سلمى
maxresdefault-474x340.jpg


دشن الملك محمد السادس اليوم الجمعة في مدينة فاس، مسجداً يحمل اسم زوجة، الأميرة للا سلمى.

وأدى الجالس على العرش صلاة يومه الجمعة داخل المسجد حديث البناء.


وتنحدر للا سلمى من مدينة فاس، ورأت النور في الرباط، وكانت قد فقدت أمها وعمرها لا يتجاوز آنذاك ثلاث سنوات، فتكفلت جدتها من أمها بتربيتها هي وأختها الكبرى مريم، حيث عاشت في شقة متواضعة قرب حي العكاري في الرباط، المدينة التي تابعت فيها دراستها حتى نالت شهادة مهندسة دولة في المعلوميات، بعد تمكنها من الظفر بالمركز الأول في دفعة عام 2000، بالمدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم.

18600858_1013391192124613_712256013_n.jpg


لالة سلمى تزوجت من الملك محمد السادس في 21 مارس 2002، في عرس شكّل سابقة في تاريخ الأسرة الملكية، إذ لأول مرة يتعرف المغاربة على زوجة الملك، ورزقت بولي العهد الأمير مولاي الحسن في الثامن من ماي 2003، ثم بالأميرة للا خديجة في 28 فبراير 2007.

18578640_1013391188791280_1748431133_n-1.jpg



https://www.alyaoum24.com/880684.html

http://www.watanserb.com/2017/05/19/شاهد-ملك-المغرب-محمد-السادس-يدشن-مسج/
افتتاح مسجد بالغايطة و الدربوكة هههههه
 
الغارديان البريطانية : خمسة أطنان من ذهب المغرب تم تهريبها إلى الإمارات مطلية بالنحاس

 
بالادلة القاطعة لا يوجد قانون بالمغرب والمغاربة ليسو سواسية امام القضاء وشوف وحكم #كلنا_الزفزافي
 
خطير وجدة اقتحام المساجد لمنع سنة الاعتكاف وطرد المعتكفين بالقوة منع سنة الاعتكاف في المغرب ؟!!
لحظة منع اعتكاف من طرف البوليس
 
علي الإدريسي يكتب: في علاقات المخزن مع الريف خلال قرن ونيف
Rif1955_532574162.jpg

د.علي الإدريسي

الصورة: الاحتفال في الريف بعودة محمد الخامس من المنفى


أود أن أذكّر من يهمه أمر الوطن المغربي، شعبا وأرضا وأمجادا ورموزا، من خلال سلسلة هذه المقالات ببعض الوقائع والأحداث التي رسمت جوانب من العلاقات بين المخزن أو السلطة أو الحكومة أو الدولة (أسماء متعددة لمسمى واحد) مع منطقة الريف وساكنته بصفة خاصة، وساكنة منطقة الشمال بصفة عامة، منذ بداية حركة مقاومة الغزو الاستعماري التي انطلقت مع حركة محمد الشريف أمزيان في 1909 في الريف الشرقي، وحرب التحرير الكبرى التي قادها محمد بن عبد الكريم الخطابي ورفاقه ما بين 1921 – 1926 في كامل شمال المغرب، مع إلصاق تهمة الانفصال بالريفيين التي أملتها فرنسا على حزبها في المغرب، ومرورا بمرحلة الاستقلال، أو قيام ما أطلق عليها "الدولة الوطنية"، التي عرف فيها الشمال والريف، بصفة خاصة، تهميشا وإقصاء واتهامات بمعاداة الحركة الوطنية، وتهديد سلامة الدولة الداخلية والخارجية، والتآمر على الملك.

لا أحد من الشمال والريف ومن أحرار الوطن يعرف، إلى الآن، حقيقة مصدر هذه التهم وأهدافها، ووصولا إلى اليوم بأحداثه ووقائعه التي أدت إلى القمع غير المبرر لساكنة الريف، المطالبين بحقوقهم الوطنية والدستورية، ونعتهم بأبشع النعوت، واعتقال المحتجين السلميين واتهامهم بكل أنواع التهم.

الجزء الأول: الريف والاستعمار .. وابتداء الحركات الوطنية السياسية

يتذكر المغاربة، وخاصة المهتمون بالمسار السياسي للمغرب الجديد، أي مغرب ما بعد الغزو الاستعماري إلى اليوم (مغرب الاحتلال ومغرب ما بعد الاستعمار) أن الريف كان فاعلا في "صناعة" التاريخ المعاصر والراهن للمغرب، بل كان عنصرا فاعلا كذلك في دفع القصر والأحزاب لرسم سياساتهم نحو الريف.

هب الريف، كما هو معلوم، بقيادة الشريف محمد أمزيان في 1909 لمقاومة محاولات الاحتلال الإسباني لشرق الريف إلى أن استشهد في 1912. وفي وقت سانده الريفيون جميعا في مقاومته المشروعة للإسبان، كانت تقارير المبعوث السلطاني البشير ابن السناح إلى مدينة مليلة تصف الشريف أمزيان بـ"الفتان"، وبنعوت أخرى حاطة من قيمة عمله الوطني التحرري الذي كان يِقوم به. (انظر تفاصيل أكثر حول الموضوع، على سبيل المثال، في كتاب "الكشف والبيان..." للقاضي الورياشي، وكتاب "الشريف أمزيان شهيد الوعي الوطني" لحسن الفكيكي، وكتاب "إسبانيا والريف والشريف محمد أمزيان" لرشيد يشوتي، وكتابي "إسبانيا والريف.. أحداث تاريخ شبه منسي" و"خندق الذئب، حروب المغرب" للمؤرخة الإسبانية ماريا روسا ديمدرياغا).

files.php


وفي 1920 بدأت حركة المقاومة الثانية بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، لمواجهة الاستعمار الإسباني؛ هذه الحركة التي اشتهرت بانتصار أنوال في شهر يوليو 1921، وانتصار عين الحمراء بالشاون سنة 1924، وانتصار البيبان على فرنسا ربيع 1925، الذي نتج عنه طرد المارشال ليوطي من المغرب، على حد تعبير زكية داود في كتابها "ملحمة الذهب والدم".

والمارشال ليوطي، الذي احتل المغرب بعد توقيع السلطان مولاي عبد الحفيظ على وثيقة الاحتلال، الموصوفة بـ"معاهدة الحماية"، من قبل الاستعماريين الفرنسيين ومن قبل المغاربة الفرنكوفينيين، كان يوصف من طرف هؤلاء بأنه المؤسس للمغرب الجديد العصري والحداثي، كما أسس عقبة ابن نافع المغرب الإسلامي ذات يوم.

ونعلم أن توالي انتصارات الريفيين على الاستعمار الإسباني واعتزام إسبانيا الرحيل النهائي عن المغرب أدى إلى تحالف فرنسا مع الإسبان لمنع رحيلها عن شمال المغرب، نجدة لـ"هيبة الاستعمار"، قبل أن ينضم إليهما تحالف إمبريالي موسع، زائد تحالف المخزن المغربي، الذي نعت الخطابي في رسائله بالفتان والروغي. وقد "تطوع" فقهاء السلطان في المغرب المحتل من الفرنسيين لحث المسلمين من على منابر المساجد على محاربة الفتان عبد الكريم ومن معه. كما "تطوع" فقهاء الاستعمار في كل من الجزائر وتونس إلى دعوة شعوبهما إلى الاستجابة بالتجنيد في الجيش الفرنسي لمحاربة الريفيين الخارجين على فرنسا بقيادة الفتان عبد الكريم الخطابي.

وقد نجم عن ذلك أن تجند في المغرب الفرنسي 400000 (أربع مائة ألف) مغربي بأمر من التهامي لكَلاوي.. وتجاوبا مع فتاوى فقهاء السلطان مولاي يوسف، ومن أنصار الاستعمار، إضافة إلى جلب آلاف من المجندين الجزائريين والتونسيين والسنغاليين لمحاربة الريفيين مع الجيشين الفرنسي والإسباني، زائد ألف من عساكر السلطان مولاي يوسف، وإضافة إلى الطيارين الأمريكيين المنضمين إلى الطيارين الفرنسيين والإسبان، تحت لواء السلطان، لقصف كل ما يتحرك في الريف، بما في ذلك المزروعات والحيوانات والوديان والآبار، باستعمال الغازات السامة التي أقامت ألمانيا مصانع إنتاجها في إسبانيا وفي منطقة مليلية المحتلة.

وكانت التهمة الموجهة للريفيين من قبل فرنسا والمخزن المأمور من فرنسا على أغلب الظن أن الريفيين كانوا يسعون إلى الانفصال عن الإمبراطورية المغربية الشريفية، في وقت كان الريفيون يكافحون من أجل دحر الاستعمار عن وطنهم المغرب، وإلغاء وثيقة الاحتلال، التي تسميها الأدبيات الاستعمارية وأنصارها من المغاربة "معاهدة الحماية". ولم يخبرنا أحد ما المقصود بكلمة الحماية، أو حماية من مِن من..

فعلا، كان المقاومون الريفيون يريدون استقلال وطنهم والانفصال عن الاستعمار. هذا صحيح، وقد دفعوا ثمنا باهظا من أجل ذلك، ولازالوا يدفعونه من خلال تهميش منطقتهم بأمر من فرنسا ومن الفرانكفونيين المغاربة، وحرمان الخطابي، قائد المقاومة، حتى من قبر في وطنه، فهو لازال رفاته مدفونا في مقبرة الشهداء بالعباسية في القاهرة.

أما ما يروج له البعض عن وجود نزعة "الانفصال "عن المغرب عند حركة المقاومة الريفية وعند قائدها، فذلك ترويج غريب لا يخص إلا صاحبه دون غيره، وقد يعبر عن رأي الداعمين للاستعمار. ونستحضر هنا بالمناسبة شهادة الزعيم علال الفاسي في الموضوع. ولا نعتقد أن السيد علال الفاسي الذي أدلى بشهادته في كتابه "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي" كانت له ميول لمحاباة الريف أو ابن عبد الكريم الخطابي. قال علال الفاسي: "إن الفرنسيين حاولوا في دعايتهم أن يجعلوا من زعيم الريف مجرد ثائر، راغب في الملك، أو ناقم يطالب بالسلطان. لكن الأمير لم يتأخر بالتصريح في الوقت المناسب بأنه لا يرغب إلا في تحرير البلاد، وأنه لم يثر ولن يثور على العرش المغربي". (الحركات الاستقلالية ص 137 و138).

على الرغم من هذه الشهادة وغيرها كثير لا يحصى، فإن بعض المغاربة "الفرنسيي الهوى"، أو المغاربة المستغفلين إعلاميا، مازالوا يصرون على اتهام الريف والريفيين بتهمة الانفصال، وهم لا يعرفون، وبعضهم يتجاهل عن قصد، أن التهمة الاستعمارية الفرنسية للريف بالانفصال أوجدتها الحرب النفسية الاستعمارية المستهدفة، في ذلك الوقت، المغاربة الآخرين، كي لا ينضموا إلى حرب التحرير، وحتى لا تفقد فرنسا كل المغرب، بل كل الشمال الإفريقي، كما تؤكده التقارير الاستعمارية الفرنسية التي كانت ترفع إلى الحكومة الفرنسية في باريس..

وهم، للأسف، بقدر ما يعرفون أن تلك الحرب قد انتهت بانتصار التحالف الاستعماري عسكريا، فإنهم لازالوا يحقدون على الخطابي والريفيين الذين خدشوا هيبة الاستعمار في مقتل، كما سيؤكد التاريخ اللاحق ذلك؛ لأن الريفيين لم يكونوا يقبلون أن يروا وطنهم محتلا من الاستعمار، أو مملوكا لغيرهم..

فهل هذا هو الانفصال؟ أم أن جريمة أهل الريف هي جرأتهم في محاربة الاستعمار الفرنسي بالذات، الذي سلم له المخزن المغربي سيادة الوطن دون أدنى مقاومة؟ وهل ما أشار إليه الملك الراحل في كتابه "التحدي" من أن المغرب لم يعش ظروفا استعمارية قاسية إلا بعد حرب الريف، كان يرغب من وراء ذلك تحميل الريفيين مسؤولية قسوة الاستعمار على المغاربة؟ وأن الاستعمار كان رحيما قبل ذلك؟! أو أنه أراد، ربما، أن يبرر برأيه هذا موقفه من تهميشه للريف وساكنته طيلة سنوات حكمه؟ أم أن رأيه كان مقدمة لموقفه من تلك الحرب، الذي ذهب فيه إلى أن ما حدث في الريف ضد الاحتلال الاستعماري ليس إلا مجرد مظاهرة عكست روح الكراهية للأجانب، وأنها (أي مقاومة الريفيين للاستعمار) ليست إلا لعبة لم تكن تدار لا من قبل المغاربة ولا من قبل الإسبان أو الفرنسيين؟ (ص 19 و 20)، أم أن رؤيته تلك كانت تبريرا لمواقف جده المولى يوسف، الذي وصف بن عبد الكريم الخطابي بالفتان والروغي وجرثومة العصيان، كما تؤكده الوثائق المحفوظة والمنشورة كذلك، وترجمة لقناعته السياسية، بما جاء في خطاب جده في باريس، يوم 14 يوليو 1926، وهو يشارك الرئيس الفرنسي والملك الإسباني العرض العسكري المقام هناك احتفاء بالانتصار العسكري للحلفاء على المقاومة في شمال المغرب، والذي جاء فيه بعد تعبيره عن سعادته الشخصية بحضور هذا العرض العسكري قوله: "قدمنا إلى هذه الديار عقب الانتصار الباهر الذي أحرزه الجنود الفرنساوية والمغاربة، الذين يرجع إليهم الفضل في قطع جرثومة العصيان من ولايتنا (ولايتنا هكذا)، وتدعيم النظام والسلام...وإننا لنجد نوعا من الارتياح في الإعراب لفخامتكم عن التأثر الذي خامر نفسنا حين شاهدنا..أولئك الشجعان الأشداء الذين أظهروا في ميادين أيالتنا آيات ومعجزات من البطولة والصبر والثبات ..."؟ (انظر نص خطاب مولاي يوسف في جريدة السعادة، عدد 20 يوليو 1926).

وتزخر المكتبة الورقية والإلكترونية بمئات الكتب التي تتكلم وتحلل ظاهرة مقاومة الاستعمار في الريف وعلاقة المخزن بها وبقائدها محمد بن عبد الكريم الخطابي. كما يوجد من يعتقد جازما أن آراء الحسن الثاني في مقاومة الريفيين للاستعمار كانت تعلل المكانة الهامشية جدا التي خصصت لها في الكتب التاريخية الموجهة للتلاميذ والطلبة المغاربة في برامج المدرسة المغربية، مقارنة مع ما خصص لليوطي و"مناقب" الاستعمار الفرنسي في برامج المدرسية المغربية نفسها إلى اليوم.

الجواب نجده عند أولئك الذين لازالوا يرددون بأن الخطابي ورفاقه كانوا يسعون إلى الانفصال عن المغرب!!!!

لكن، في مقابل السياسة المخزنية الرسمية من مقاومة الريفيين للغزو الاستعماري، فإن "الفكرة الوطنية السياسية" انبثقت عن حركة التحرير الريفية بقيادة الخطابي، كما هو معروف، قبل أن تتطور إلى "كتلة العمل الوطني" في الثلاثينيات من القرن نفسه، ثم إلى أحزاب سياسية لاحقا. وهذا ما تؤكده أدبيات التأريخ لظهور الأحزاب السياسية في المغرب، ومن بينها كتاب علال الفاسي عن "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي،" وكتاب "تاريخ الحركة الوطنية" لعبد الكريم غلاب.

ونتج عن حرب التحرير من الاستعمار في الريف وعي جديد وقوي للتخلص من الاستعمار مشرقا ومغربا، بوصفه عاهة أخلاقية، كما كان يصرح الخطابي. ففي وقت كان السلطان مولاي يوسف يمجد الجيش الفرنسي ويشرب الأنخاب مع رئيس فرنسا وملك إسبانيا، كان عمال شمال إفريقيا في فرنسا يؤسسون حزب "نجم شمال إفريقيا" كأول حركة مغاربية سياسية تطالب برحيل الاستعمار عن كل الشمال الإفريقي، تجاوبا مع نداءات الخطابي ومنشوراته إلى الجزائريين والتونسيين للوقوف سويا في جبهة محاربة الاستعمار.

فهل يعرف أولئك الذين راحوا يرددون مقولات فرنسية بالية، أكل عليها الدهر وشرب، حقيقة ما يخرج من أفواههم في حق إخوانهم في الوطن، وفي حق أحفاد من دافع عن الوطن في لحظة ضعف فيها آخرون واستسلموا لسلطة الاستعمار الغاشمة؟؟.

Partager
 
الجزء الثاني: الخطابي من المنفى إلى الإعداد لاستعادة الاستقلال الكامل للمغرب

بعد التحالف الاستعماري المدعوم بتأييد السلطان مولاي يوسف المعنوي والديني، ومن المغاربة المؤيدين للتحالف الاستعماري ضد الريف، ولجوء الاستعمار إلى استعمال كل أنواع الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة المحرمة دوليا، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الجزء الأول من هذه المقالات. قرر عبد الكريم أن يستسلم لفرنسا في 27 مايو 1926. لقد فضّل أن يسلم نفسه لفرنسا لكي يبقى الشعب حيا، خاصة إذا علمنا أن عدد الجيش الاستعماري والمجندين المغاربة والمغاربيين المحارب في الريف كان يقدر بمليون و50 ألف جندي. ولم يكن سكان الريف يتجاوز 700000 نسمة. (انظر "موسوعة المقاومة وجيش التحرير"، الجزء الأول، وكتابنا "عبد الكريم الخطابي، التاريخ المحاصر".

نفت فرنسا الخطابي وعائلته إلى جزيرة لارينيون بالمحيط الهندي، ولم يزره أي مغربي طيلة فترة نفيه. واستمر نفيه هناك 21 سنة، إلى أن قررت نقله إلى منفى جديد في جنوب فرنسا سنة 1947؛ إلا أن ظروفا متعددة، غير معروفة كلها بدقة، ساعدت على نزوله في بور سعيد بمصر في 29 مايو 1947، وقد تكرّم الملك فاروق منحه حق اللجوء السياسي في مصر.

تجدد عقب ذلك دور الخطابي، وهو على أرض شمال إفريقيا بمصر، في التوجهات السياسية والتحررية في المغرب، بل في المنطقة المغاربية كلها، بعد أن تأكد أن مصر لن تسلمه إلى فرنسا؛ فرأس بعد 8 شهور من استقراره في القاهرة "لجنة تحرير المغرب العربي"، التي أسسها إلى جانب زعماء الحركات الوطنية المغربية والجزائرية والتونسية في 5 فبراير 1948.

وبدأ فور هذا التأسيس بالتكوين العسكري والتدريب لنواة جيوش تحرير المغرب العربي في المدارس المصرية والعراقية والسورية. ويمكن العودة من أجل معرفة تفاصيل أكثر في الموضوع إلى: محاضر الجمعية الوطنية الفرنسية في الإبان، وكتاب Abd-el-krim - origine de la rebellion nord-africaine

files.php


إضافة إلى الكتب التالية: "جيوش تحرير المغرب العربي" لحمادي العزيز، و"جيش التحرير المغاربي" لمنوّر مرّوش، وكتابنا "عبد الكريم الخطابي، التاريخ المحاصر" من أجل الاطلاع على تفاصيل أكثر.

ويعلم المغاربة الأحرار أن تسريع فرنسا إعادة محمد الخامس من منفاه الذي فرضته عليه في جزيرة مدغشقر سنة 1953 إلى عرشه، و"منح الاستقلال" المنقوص للمغرب كان وراءه الخوف من جيش التحرير الذي انطلق مجددا في جبال الريف، وقطع الطريق على خطط الخطابي ومنهجه في تحرير الأوطان، ومواجهة مكانته في العالم.

بالمناسبة، نشير إلى ما ذكره المهدي بنونة في كتابه "المغرب، السنوات الحرجة" أن شخصية الأمير الخطابي ومنهجيته في التحرر ورمزيته في العالم كانت وراء التعاطف الدبلوماسي العالمي في الأمم المتحدة وفي أمريكا مع الحركات المغاربية المطالبة بالاستقلال (كان بنونة ممثلا لمنطقة المغرب في الهيأة الأممية قبل الاستقلال)؛ غير أن منهجية الأحزاب السياسية المغاربية كانت تعتبر نفسها أحزابا دستورية وشرعية ضمن الاحتلال الفرنسي لبلادها.

وكانت منهجيتها تقوم على أنه ليس من الضروري القيام بعمل مباشر ضد فرنسا، أي إعلان الحرب ضدها بهدف الحصول على الاستقلال، وإنما يمكن الحصول عليه من خلال النضال السياسي "الشرعي" في المقام الأول. وكان هذا موقف مصالي الحاج، زعيم حزب الشعب الجزائري، وعلال الفاسي، زعيم حزب الاستقلال المغربي، والحبيب بورقيبة، زعيم حزب الدستور الجديد التونسي. في الوقت الذي كانت فيه منهجية الخطابي تقوم على قاعدة "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".

ولذا، بادر إلى تكوين نواة جيوش التحرير عسكريا في مدارس متخصصة، وكان يشرف بنفسه على مركز تكوين الضباط المغاربة والمغاربيين في القاهرة المعروف بـ"أنشاص".

علل الزعيم الحبيب بورقيبة اختلاف الأحزاب المغاربية مع الخطابي، الذي وصل حد الخلاف والقطيعة، في تصريح له سنة 1973 لملتقى باريس، الذي نظمه عبد الرحمان اليوسفي، في يناير من تلك السنة لتقييم تجربة الخطابي التحررية، بأن المشكلة بينهما (بين الخطابي والأحزاب) كانت تخص منهجية التعامل مع مسألة تحرير الأوطان من الاستعمار.

وأوضح الزعيم التونسي أن الاستقبال الحماسي لقادة تلك الأحزاب للخطابي، ودعمهم إياه في الحصول على اللجوء السياسي في مصر، وتأسيس لجنة تحرير المغرب العربي، التي تولّى فيها بورقيبة أمانتها العامة، قائلا: "كنا بحاجة إلى شهرة عبد الكريم في العالم وليس إلى منهجه في العمل المباشر" (انظر كتاب abdelkrim et la republique du rif; paris 1973).

كما تطور اختلاف عبد الكريم مع حزب الاستقلال إلى خلاف عميق بينهما أثّر، ولا يزال يؤثّر إلى يوم المغاربة هذا، في نقاشات المغاربة حول استقلال المغرب، متسائلين هل كان استقلالا كاملا أم كان استقلالا ناقصا؟ وقد حوّل المؤرخ المغربي زكي مبارك هذا السؤال إلى عنوان لأحد كتبه عن الموضوع.

وكان رأي الخطابي في الاستقلال واضحا لا لبس فيه؛ فقد رفض ما قبلت به الأحزاب في مفاوضات "إيكس ليبان".، إذ اعتبر استقلال المغرب ناقصا من أطرافه في الشمال (سبتة ومليلة والجزر التابعة لهما)، وفي الجنوب بقاء منطقة أيت بعمران والساقية الحمراء ووادي الذهب تحت الاحتلال الإسباني، وبقيت أطراف أخرى عند الفرنسيين، في مستعمرتهم الجزائر، الذين كانوا يعتقدون جازمين بأن الجزائر أرض فرنسية إلى الأبد.

ومعلوم أن القصر المغربي، في السنوات الأولى من الاستقلال، منع جيش التحرير المغربي في الشمال من التوجه إلى الجنوب بهدف استرجاع السيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية المحتلة من إسبانيا؛ هذا المنع الذي دفع المغاربة ثمنه غاليا، ولا نزال نحن المغاربة مستمرين في دفع هذا الثمن، ولا ندري متى ينتهي هذا الاستنزاف.

وبالمناسبة، فإن جيش التحرير المغربي كان مشروعه يرمي إلى استرجاع الاستقلال الوطني كاملا، وفقا لما ذكره الغالي العراقي، أحد قادة جيش التحرير، في كتابه "ذاكرة نضال وجهاد" ص 178، وأشار إليه كذلك الفقيه البصري في مذكرات "العبرة والوفاء" ص 83. ولا يزال بن سعيد أيت يدر، أطال الله في عمره، لطالما ذكّر ويذكّر أجيال الاستقلال بهذا المنع من قبل المخزن؛ وهو ما أدى إلى ملاحقة قادات جيش التحرير المغربي، فسجن البعض وهرب البعض إلى المنافي، ومنها الجزائر.

ومن المعروف أن الخطابي كذلك كان ينادي بأعلى صوته من القاهرة، التي أصبحت بمثابة منفاه الثاني في عهد استقلال المغرب، بأن المغرب لا يستطيع أن يعيش بدون صحرائه، وأن الشعب المغربي لا يزال يحمل من روح الثورة ما يكفيه لمواجهة رواسب وبقايا الاستعمار في بلاده. (تم هذا التصريح أمام عبد الخالق الطريس، سفير المغرب في القاهرة، سنة 1957)؛ إلاّ أن لا أحد من أصحاب القرار في المغرب "المستقل" استمع وتجاوب مع تلك النداءات والبيانات، بما فيها تلك التي كانت تستنجد بالملك محمد الخامس وولي عهده.

يعلل السيد الغالي العراقي الأسباب التي أدت إلى منع جيش التحرير المغربي في الشمال من إنجاز مهمته في استرجاع باقي الأقاليم المحتلة، برفض محمد الخامس وولي عهده مولاي الحسن، بصفة خاصة، أن يقوم جيش التحرير بالتوجه إلى الجنوب، تجنبا للفوضى، ومن أجل أن "يتيقن الرأي العام الخارجي أننا ملتزمون أمام الشرعية الدولية بالمحافظة على الأرواح والممتلكات لكافة سكان قطرنا المحرر". (ص 235). أما تعليله الثاني فيلخصه في نوازع الذين استفادوا من الاستقلال الناقص حين قال: "إن الجميع كان منغمسا في نشوة النصر، يتذوق طعم ما تحقق، ويخطط لمستقبل غامض ومصالح ضيقة" (.ص 243).

أما الفقيه محمد البصري، أحد قادة المقاومة المغربية، فأكد في حوار له مع جريدة "الصحيفة" الأسبوعية المغربية بتاريخ 14 مارس 2003، أن اتفاقا حدث في باريس بين الأحزاب المغربية وبين محمد الخامس بعد عودته من المنفى، كان هدفه "محاصرة المقاومة وجيش التحرير، وقطع الطريق على عبد الكريم الخطابي". وأوضح البصري في العدد نفسه من جريدة "الصحيفة" أنه استقى هذه المعلومة من زعيم الاتحاد الاشتراكي عبد الرحيم بوعبيد. والسيد بوعبيد كانت لديه مواقف واضحة من جيش التحرير أوردها إدغار فوور، رئيس الحكومة الفرنسية، والمفاوض للأحزاب المغربية في إيكس ليبان. يخاطب السيد بوعبيد رئيس الحكومة الفرنسي موجها انتباهه إلى أن الخطر موجود في البادية وليس في المدن المتحكم فيها بطريقة أو بأخرى، قائلا: "انتبهوا إلى البادية... سيكون من الصعب ضبط الغرائز هناك (... حيث يوجد) الفرسان المهرة البدائيون" (مذكرات إدغار فوور "الخبايا السرية لإيكس ليبان"، (ص 63 و 64). كما يذكر الفقيه البصري في مذكراته "العبرة والوفاء" ص 86: ".. وكثر الإيحاء آنذاك (السنوات الأولى من الاستقلال) بأن من يطرح موضوع إعادة ومسألة الدستور، إنما يحركه عبد الكريم الخطابي "الجمهوري"، أو يخدم مصالح الاستعمار، أو يحاول التآمر على حياة الملك".
KhattabiM5_459408287.jpg
 
التعديل الأخير:
HassanIIune_633389369.jpg

الجزء الثالث: الريف والسلطة المغربية بعد الاستقلال

لم تكتف الحكومات الأولى للدولة الوطنية المستقلة عن فرنسا وإسبانيا بمناهضة محمد بن عبد الكريم الخطابي وجيش التحرير، الذي انطلق مجددا من جبال الريف سنة 1955، وحدهما؛ بل إن أبناء الريف تعرضوا بدورهم، منذ اللحظات الأولى للاستقلال الناقص، إلى اغتيالات واختطافات واعتقالات، كان ذنبهم الوحيد هو أنهم طالبوا بجلاء القوات الاستعمارية عن وطنهم "المستقل"، وببعض حقوقهم في دولتهم المستقلة، وأن يعاملوا في دولة الاستقلال بما يعامل به إخوانهم المتحدرون مما كان يسمى قبل الاستقلال بـ"المنطقة السلطانية" أو "المغرب الفرنسي". وهناك معلومة تم تداولها بين سكان الشمال، قد تحتاج إلى بعض التوثيق والتدقيق، تفيد بأن المهدي بنبركة، رئيس المجلس الاستشاري الأول في المغرب المستقل، اعتبر سكان ما كان يطلق عليه قبل الاستقلال بـ"المنطقة الخليفية" أو "المغرب الإسباني"، أي شمال المغرب، أقلية أمام سكان ما كان يسمى "المغرب الفرنسي"، أي جنوب المغرب، أو الداخلية بنطق أهل الشمال. ولذلك، رأى ضرورة خضوع أهل الشمال كأقلية لأهل الجنوب كأغلبية، وعليهم بتقبل الوضع الجديد.

وحتى إذا كانت هذه الرؤية تحتاج إلى شيء من الضبط التوثيقي، إلاّ أنها كانت مطبقة فعلا على أرض الواقع، حين تم الاستغناء عن جل الموظفين الشماليين في الإدارة السابقة، وتعويضهم بموظفين جلبوا من الجنوب، أي من الإدارة الفرنسية السابقة، دون أن يكون لأولئك الموظفين أي دراية بثقافة سكان الشمال؛ فشعر الشماليون بكثير من الغبن والإقصاء والإهانة كذلك. وظهر كثير من التنابز بالألقاب والنكت بين أبناء الشعب الواحد للتعبير عن "غزو" الداخلية للشمال، وهو أمر مؤسف بلا شك. هذا بالنسبة إلى سكان الشمال بصفة عامة، أما ساكنة الريف فقد تعرضوا إضافة إلى ذلك لـ"تهمة" الموالاة لعبد الكريم، أي التهم التي سبقت لنا الإشارة إليها في الجزء الثاني من هذه المقالات. فأسيئت معاملة الساكنة من قبل إدارات وسلطات المغرب المستقل القادمة من جنوب المملكة. وحين بدأ السكان يحتجون على سوء معاملة الموظفين المخزنيين لهم، ويطالبون بتحسين أوضاعهم في التعليم والصحة والإدارة، عادت التهمة الفرنسية القديمة برغبة الريفيين في الانفصال عن المغرب، ونزعة الجمهورية العبدكريمية حسب تعبيرهم. أي إما أن تكون خاضعا مسلوب الحق في وطنك، وإلاّ فأنت انفصالي تهدد استقرار الدولة ووحدتها. فما أشبه اليوم بالأمس؟؟

files.php


أدى تعنت الإدارة الجديدة وتصلب مواقفها نحو ساكنة الريف إلى ظهور عقيدة العداء السياسي لساكنة الريف، ولبست هذه العقيدة في تلك المرحلة غطاءين:

الأول، غطاء الزعم بأن أهل الريف لا يطيعون ولي الأمر؛ لأنهم كانوا يطالبون بجلاء القوات الاستعمارية عن المغرب المستقل. والمقصود بولي الأمر، آنذاك، هو محمد الخامس، الذي روجت جهات متزلفة ومنتفعة بريع الاستقلال والسلطة بأن صورته ظهرت في القمر، وأنهم يعصون أوامره، حين خرجوا مطالبين بحقوقهم ومساواتهم في الإدارة والشغل والتعليم والصحة بإخوانهم في المنطقة السلطانية السابقة. ونجم عن ذلك نعت الريفيين بعبارة "مساخط سيدنا".

وثاني الأغطية، أن احتجاجات الريفيين وانتفاضتهم كان قصدها ضرب الحركة الوطنية وخدمة أجندة الاستعمار(رأي علال الفاسي وعبد الرحيم بوعبيد)، وضرب الوحدة الوطنية وتهديد أمن الدولة الداخلي والخارجي، (السلطة والأحزاب معا)، فهل المطالبة بجلاء جيوش الاستعمار وإدارته يمثل تهديدا لأمن الدولة الداخلي، وخدمة لأجندة خارجية.. وما أشبه اليوم بالأمس؟؟

files.php


وتحت هذا الغطاء قاد الحسن بن محمد الخامس، ولي العهد آنذاك، الجيش الملكي لمحاربة ساكنة الريف، بقيادة ميدانية للكولنيل "أوفقير القادم من الجيش الفرنسي ليحارب المحتجين، ويفتك بالمدنيين من ساكنة الريف. وجرت تلك الحرب ما بين شهر ديسمبر 1958 وشهر فبراير 1959، وقد تم الجمع فيها بين الطريقة المخزنية التقليدية، المصطلح عليها عند الإخباريين المغاربة بعبارة أن المخزن "أكل المنطقة الفلانية". وكان الدور في هذه المرة على "أكل الريف"، وبين الطريقة الفرنسية التي كانت تستعملها لمحاربة المكافحين الوطنيين باستعمال الطيران وقصف السكان بالنابالم وغيره من الأسلحة الحديثة.

أما ولي العهد مولاي الحسن بن محمد بن يوسف فقد عبر عما تعرض له الريف في ندوة صحافية عقدها بالرباط في أوائل شهر فبراير 59، ركز فيها على أنه لم يذهب إلى الريف ليحارب الريفيين، وإنما توجه إلى هناك لـ"تربيتهم". لكنه، وبعد مرور 25 سنة من مجازر 1958 و1959 قال في خطابه الشهير في 22 يناير 1984 بلغة الوعيد "سكان الشمال يعرفون جيدا ولي العهد وليس في مصلحتهم بأن يعرفوا الحسن الثاني".

واعترف في الخطاب نفسه بفشل "تربيته لروافة" فشلا ذريعا، فاضطر أن يبرر ذلك الفشل بأنهم "أوباش". وحدد خريطة أولئك الأوباش، فقال في خطابه ذاك: "الأوباش في الناظور، والحسيمة، وتطوان، والقصر الكبير"؛ أي المناطق التي كان يعمل الخطابي ورفاقه على تحريرها من الاحتلال الأجنبي!

ونعرف، اليوم، أن المجزرة التي حدثت في الريف سنتي 1958 و59 أسست لسياسة مغربية أمنية رسمية، ستمتد إلى السنوات الأخيرة من حياة الملك الراحل الحسن الثاني، خلدتها بعض الأدبيات تحت مصطلح "سنوات الجمر والرصاص". كان من أبرز مظاهرها استعمال الجيش وطائرات الهليكوبتر لقمع مظاهرات الدار البيضاء في 23 مارس 1965، كما تميزت السنة نفسها بتصفية المعارض السياسي المهدي بنبركة في باريس.

وتتوالى ممارسة سياسة اليد الحديدية ومنهجية الإهانة والإذلال في التعامل مع المختلفين في الرأي، والمعارضين لسياسات معينة، فكان رد الفعل محاولة انقلاب 1971 بقيادة أحد ضباط فرنسا يتحدر من الريف (المذبوح)؛ لأن الحسن الثاني كان يقصد إهانته أمام ضباط الجيش الأقل رتبة منه، حين كان يطلب منه مثلا أن يلبسه الأحذية الرياضية وغير الرياضية أمامهم. وتلك خطيئة لا تقل عن خطيئة شاه إيران في دفع زوجته إلى أن تهين المسلمين في إيران بالدخول إلى المساجد بلباس الميني جيب. ربما أن الحسن الثاني اعتقد بأن المذبوح الذي خان أبوه الخطابي يقبل إذلال ملكه له في مقابل أن يذل هو من دونه تنفيذا للثقافة المخزنية المعتادة.

ويبدو أن الأسباب التي قادت بعض القيادات الريفية في الجيش الملكي إلى المشاركة من جديد في محاولة انقلاب ثانية سنة 1972 لم تكن بعيدة عن الأسباب التي دفعت المذبوح واعبابو قبلهم.

وهناك اليوم بعض الصحف المخدومة، وبعض الأصوات تدعو الملك محمد السادس إلى إحياء مسلك أبيه نحو المحتجين في الريف، باعتقالهم، وتعذيبهم، وإذلالهم وأهليهم بالمحاكمات الصورية وإصدار أحكام قاسية كما فعل والده منذ توليته الملك، بل منذ انتفاضة الريف الأولى!

تواصلت سياسة الجمر والرصاص في عهد الحسن الثاني، فكانت تزمامارت وكانت قلعة مكونة وغيرهما كدرب مولاي علي الشريف. لكن، كانت كذلك انتفاضة "الكوميرة" كما نعتها إدريس البصري، وكانت احتجاجات الشمال ومراكش في 1984 التي تم خلالها دفن كثير من المتظاهرين وغير المتظاهرين أحياء في حفر جماعية. حدث ذلك في المدن التي نعت الملك الراحل أهلها بالأوباش. ومن بين ما نجم عن ذلك الخطاب اعترافه بمسؤوليته عما جرى في شمال المملكة من مجازر سنتي 1958 و59، كما سبقت الإشارة إلى ذلك أعلاه.

إضافة إلى أن الحسن الثاني لم يسأل نفسه، هل يجوز له، بصفته ملكا لكل المغاربة، أن يشتم جزءا من "رعاياه الأوفياء" بالأوباش؟ وهل أن ذلك يتعارض مع قيم الإسلام بصفته أميرا للمؤمنين أم لا يتعارض؟ وهل إقدامه على نعت جزء من "رعاياه الأوفياء" يتوافق مع دستور المملكة ومع الأخلاق السياسية أم لا يتوافق؟ على كل حال، كلام الملك الراحل لم يكن يحق لأي مغربي أن يناقشه أو ينقده، لأن دستوره كان ينص على أن "شخص الملك مقدس"؟ وفي المحصلة، هل كان الملك الحسن الثاني راضيا أن يكون ملكا على الأوباش؟

واليوم، يعتبر كثير من المحللين والمهتمين بالتاريخ السياسي للمغرب الراهن، وكذلك جل الريفيين، أن علاقة الحسن الثاني بالريف من خلال تهميشه وعزله والانتقام منه لأسباب لا يزال كثير منها غير واضحة، على الرغم من المسافة القريبة جدا من أوروبا الديمقراطية والمتقدمة، ومن خلال آرائه في حرب التحرير الريفية وفي ساكنة الريف، ليس لهذه العلاقة أي أثر على طموحات حياة الشماليين إلى أن يكونوا كجيرانهم الأوروبيين في داخل وطنهم، سواء أولئك الذين يعيشون في وطنهم المغرب، أو في أرض الشتات في العالم، بل يستعملون تلك المواقف لتقييم مكانة الحسن الثاني كملك من القرن العشرين، كان يكرر كثيرا مقولات عصر الأنوار، ويبدي إعجابه بشكسبير وبالفن الحديث مثلا. وكثيرا ما لجأ الريفيون إلى تعليل أخطائهم، وانفعالاتهم كذلك، كأفراد عاديين بقياسها على غضب الملك الحسن الثاني وانفعالاته الكثيرة، التي وصلت حدود الانتقام من المنطقة ومن أهلها، في الوقت الذي يمجد فيه القرآن الكريم كل من يسمو على انفعالاته، {والْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} (آل عمران:134)، كما يؤكد علم النفس الحديث والمعاصر أن الأشخاص الذاتيين كلما علا مستواهم الفكري، أو علت مكانتهم في مجتمعاتهم، أو تصدروا المسؤولية في دولهم، لا يجب أن يتصرفوا بانفعال، لأن الانفعال والغضب يحول دون الوصول إلى اقتراح أو البحث عن الحلول الملائمة للمشكلات المستجدة، وعن احترام القانون كأساس للسياسات المدنية، وعن العدل الذي هو أساس الملك.

files.php


صورة أخرى للمنطقة التي تعرضت للحرب التي قادها ولي العهد سنة 1958 - 59
http://www.hespress.com/histoire/356720.html
 
حقوقيون يكشفون:
ضباط بجيش الاحتلال يقدّمون تدريبات قتالية في المغرب


900x450_uploads,2018,04,18,1d2136b818.jpg


medium_2018-04-18-794b40b094.jpg

كشفت هيئتان مغربيتان عن تدريبات قتالية مشتركة بين المغرب و”الكيان الصهيوني” تروّج للأطروحات الصهيونية ويدرب خلالها ضباط في جيش الاحتلال الصهيوني.

وقالت “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” و”المرصد المغربي لمناهضة التطبيع” في ندوة صحفية مشتركة، أمس، إنهما رصدتا معهدًا بمدينة “مكناس” المغربية يحمل اسم “معهد ألفا لتدريب الحراس الخاصين” يدرّب على فنون القتال وحمل السلاح في صالات عمومية، بالتعاون مع ضباط صهيونيين.

وأضافتا، أن الظاهرة انتقلت من التطبيع المجرد إلى التجنيد والعمالة الخطيرة، المرتبطة بتكوين مجموعات تخضع لتدريبات عسكرية وشبه عسكرية في أكثر من منطقة بالمغرب مصحوبة بتأطير أيديولوجي وفكري مرتبط بالأطروحة الصهيونية.

من جهته، قال منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عبد القادر العلمي إن “موجة التطبيع لم تعد تنحصر على زيارات ورفع علم الصهاينة وحضور فرق رياضية بل تطور الأمر إلى تهديد سلامة البلاد التي باتت مهددة بأعمال خطيرة”، مشيرًا إلى أن ممثلين عن الهيئتين عقدوا لقاءً مع وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان مصطفى الرميد في شباط الماضي، قدموا فيه مذكرة خاصة في الموضوع، حيث وعد الوزير بالتعاطي مع الملف بكامل الجدية والمسؤولية..

وبحسب العلمي، فانه بعد أكثر من شهرين لم تتوصل المجموعة والمرصد بأي جواب رسمي ما دفعهما إلى التواصل مع الرأي العام وفتح قنوات تواصل مع برلمانيين لعرض الملف على الجهات المسؤولة، معلنًا عزم الهيئتين توجيه شكاية إلى النيابة العامة لفتح تحقيق في المعطيات والوقائع التي توصلوا إليها.

ومن ناحيته، عرض الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع عزيز هناوي، خلال الندوة مشاهد فيديو لتدريبات قتالية وتدريبات بالأسلحة النارية والأسلحة البيضاء، قال إن المعهد يقوم بالتدريب عليها بعدة مناطق بالمغرب، كما عرض صورًا قال إنها لمدير المعهد الذي وصفه بالمشبوه برفقة رئيس فرقة التدخل في سجن “تل الربيع” وحاخام صهيوني كانا قد أشرفا على دورات تدريبية نظمها المعهد المذكور مسبقًا.

وتساءل إن كان هذا المعهد يملك ترخيصًا وإن كانت التدريبات العسكرية وشبه العسكرية واستخدام الأسلحة بما فيها أسلحة نارية تدخل في مجال الرياضات المرخص لها، كما تساءل عن علاقة التدريب الرياضي بالتأطير الديني اليهودي للمتدربين.

وأكد الهناوي أن الوقائع المرصودة تشير إلى حالة جديدة من ظواهر التطبيع التي تناهضها مختلف مكونات المجتمع المغربي، وهي الحالة التي تشكل بحسبه منعطفًا نوعيًا وخطيرًا في سياق الاختراق الصهيوني المتنامي في السنوات الأخيرة.

ويقدم المعهد تدريبات عسكرية بإشرافٍ صهيوني ميداني، وينشر صورًا وخطبًا وفيديوهات تحريضية موجهة لأفراد الجيش المغربي من شأنها إضعاف معنوياته، بحسب هناوي.

https://www.arabyoum.com/arab/4434662/ضباط-بجيش-الاحتلال-يقدّمون-تدريبات-قتالية-في-المغرب

https://lomazoma.com/news/328815/اهم-اخبار-المغرب--حقوقيون-يكشفون-تدريبات-عسكرية-وشبه-عسكرية-صهيونية-بالمغرب
 
عودة
أعلى