- إنضم
- 25 يناير 2019
- المشاركات
- 926
- مستوى التفاعل
- 1,981
- النقاط
- 113
رشيد ثابتي
هو أخطر جاسوس جزائري بعد استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي وهو المايسترو الحقيقي وراء تأميم المحروقات في الجزائر، هذا الرجل الذي استطاع اختراق قصر الاليليزيه في باريس وتجنيد سكرتيرة برونيه رئيس الوفد الفرنسي والمدير العام للشؤون الاقتصادية والمالية في وزارة الخارجية الفرنسية آنذاك.
رشيد ثابتي ظاهرة قد لا تتكرر في التاريخ كثيرا، فقد كان يتقن خمس لغات بطلاقة متميزة، وهي الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية، وطبعا اللغة العربية، إضافة إلى ممارسته وتفوقه في مختلف الرياضات، ومنها الملاكمة التي أحرز فيها اللقب الفرنسي الجامعي، إضافة إلى المبارزة وسباق الأحصنة والسباحة، مما مكّنه بأن يدخل عالم السينما الفرنسية، ويشارك كممثل ثانوي ومجازف في أفلام الحركة والمعارك، ناهيك عن مهنته الحقيقية وهي المحاماة، بعد أن تفوق قبل الاستقلال في دراسته، فنال شهادة البكالوريا وليسانس في الحقوق من جامعة السوربون بباريس
ولد رشيد في 27 مايو عام 1930 بمدينة قسنطينة في شرق الجزائر وفيها عاش طفولته الأولى، سافر إلى فرنسا واستقر هناك للدراسة، حيث تحصل على شهادة البالكوريا، ثم شهادة الليسانس من جامعة باريس في شعبة الحقوق، وكان إلى جانب ذلك يمارس رياضة الملاكمة التي أحرز بها لقب بطولة فرنسا للجامعيين، وكان أيضا يناضل سياسيا لصالح حزب جبهة التحرير الوطني، بعد استقلال الجزائر اشتغل سكرتيرا للسفارة الجزائرية بباريس مع السفير موساوي. وكان رشيد ثابتي منذ صغره يثير الانتباه إليه بفضل شخصيته غير العادية وجاذبيته الطاغية، بالإضافة إلى امتلاكه مجموعة من المواهب والمميزات قلما تجتمع عند شخص واحد، فعندما كان في سن 24 كان إضافة لممارسته الملاكمة ودراسته الجامعية، يمارس التمثيل والمخاطرة ويجيد الحديث بخمس لغات هي العربية، الإنجليزية، الألمانية، الإسبانية، الفرنسية، كما كان شديد الأناقة ويملك فتوة طاغية مما جعله محل أداء لوحات اشهارية بالتلفزيون الفرنسي لصالح العديد من الشركات، وزيادة على ذلك كان يمارس الفروسية و المبارزة بالسيف والسباحة، كما لعب أدوارا ثانوية في أفلام تلفزيونية وسينمائية فرنسية.كل هذه المميزات سهلت عليه اللجوء إلى أرقى الصالونات الباريسية، التي تتردد عليها شخصيات فرنسية وعالمية شهيرة، ومنهم الرياضيين والسياسيين والوزراء وأعضاء الحكومة، كذلك الفنانين الكبار والعلماء ذوي الصيت الواسع.
تجنيده كجاسوس
نتيجة لكل هذه المميزات التي كان يتمتع بها الرجل رأت المخابرات الجزائرية أن تزرعه كعميل لها بهدف الحصول على معلومات بشأن المفاوضات التي ستخوضها مع الجانب الفرنسي، ومن هنا فقد كلفته بمهمة الإيقاع بسكرتيرة رئيس الوفد الفرنسي والمدير العام للشؤون الاقتصادية والمالية في وزارة الخارجية وتمكن البطل في ظرف قياسي من كسب ود السكرتيرة الشقراء وتجنيدها لصالحه ومن ثم الحصول على المعلومات والملفات التي تحتاجها قيادته في المخابرات، كان الطرف الفرنسي في كل مرة يتعجّب من سرعة بديهة وذكاء المفاوض الجزائري المزود طبعا بكل محتويات التقارير التي يتوصل إليها الفرنسيون بعد اجتماعاتهم وتسلمها السكرتيرة العاشقة إلى رشيد والذي بدوره يسلمها إلى المخابرات الجزائرية التي تطلع عليها من أجل معرفة نوايا الوفد المفاوض ومقاصده البعيدة.، استمرت هذه العلاقة العاطفية المفبركة التي استثمرتها المخابرات الجزائرية إلى آخر لحظة، حيث واصل اختراقه لأسوار قصر الإيليزيه، والعبّ من هذا الفضاء السياسي المحكم الإغلاق، الكثير من الأسرار الخفية، كما واصل التردّد على كبرى الصالونات.
كيف استفادت منه جبهة التحرير
حزب جبهة التحرير الوطني استفاد من مواهب الداهية، رشيد ثابتي، فاقترح عليه التضحية بحياته من أجل دخول عالم الجوسسة في خدمة الوطن، خاصة أن الرجل كان وسيما وجذابا، بإمكانه أن يتقمص كل الأدوار بنجاح، ومن رحلة الجهاد قبل الاستقلال، أكمل طريق كفاحه بعد الاستقلال، وتم الاستعانة به في رحلة المفاوضات الخطيرة حول تأميم المحروقات أواخر الستينات إلى عام 1971، الذي شهد تأميم المحروقات الذي فتح للعراق ولليبيا أبواب السير على نهج الجزائر
وتمكن رشيد ثابتي من كشف كل أسرار الطرف الفرنسي، خلال المفاوضات بوصوله إلى الوثائق، بعد أن تعرف على سكريتيرة حسناء تدعى بروني لدى رئيس الوفد الفرنسي، وهو المدير العام للشؤون الاقتصادية والمالية في وزارة الخارجية الفرنسية، التي أمدته بكل المستندات التي جعلت الوفد الجزائري المحاط بحنكة بومدين وبوتفليقة يتمكن من تسيير المفاوضات بقوة، وكانت هاته السكريتيرة تظن أن رشيد ثابتي هو أمير جزيرة مرمرة التركية، فطمعت في ماله وجاهه، وأيضا في شخصيته القوية، ومنحته ما أراد من وثائق، وعندما شعر الجانب الفرنسي بأن أمرا ما يحصل في كواليسه، ملأ مكتب مدير المفاوضات الفرنسي بالميكروفونات، فسقطت السكريتيرة التي كانت تتبادل المكالمات مع رشيد ثابتي في الفخ، فتم القبض عليها وعليه في كمين محكم، وصدم توقيفه وزراء وأثرياء ونجوم وعلماء فرنسا وقصر الإليزيه الذي كان يدخله وكأنه ملك له، وزُج به في سجن باريسي، ولم ينعم بحريته إلا في عام 1973 مقابل جاسوس فرنسي كان لدى الجزائر، هو الدكتور داميان، وقرر رشيد ثابتي وكان عمره 43 عاما اعتزال مهامه السياسية الكفاحية، وعاد إلى ممارسة المحاماة في الأبيار بالجزائر العاصمة، إلى أن مرض بالباركينسون، وعاش في النسيان إلى أن رحل كما عاش في صمت في ذكرى الاستقلال منذ عامين، ومعظم ـ بل كل الجزائريين ـ لا يعلمون برحيل رجل ساهم في تنعّمهم الآن بنفط سعره جاوز 120 دولارا.
وفاته
توفي في جويلية من عام 2009 على فراش المرض وحيدا رفقة زوجته وابنه فقط في منزله بحي الابيار
https://www.facebook.com/943760425654904/posts/رشيد-ثابتيهو-أخطر-جاسوس-جزائري-بعد-استقلال-الجزائر-من-الاستعمار-الفرنسي-وهو-الما/996985056999107/
رحم الله البطل رشيد ثابتي
هو أخطر جاسوس جزائري بعد استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي وهو المايسترو الحقيقي وراء تأميم المحروقات في الجزائر، هذا الرجل الذي استطاع اختراق قصر الاليليزيه في باريس وتجنيد سكرتيرة برونيه رئيس الوفد الفرنسي والمدير العام للشؤون الاقتصادية والمالية في وزارة الخارجية الفرنسية آنذاك.
رشيد ثابتي ظاهرة قد لا تتكرر في التاريخ كثيرا، فقد كان يتقن خمس لغات بطلاقة متميزة، وهي الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية، وطبعا اللغة العربية، إضافة إلى ممارسته وتفوقه في مختلف الرياضات، ومنها الملاكمة التي أحرز فيها اللقب الفرنسي الجامعي، إضافة إلى المبارزة وسباق الأحصنة والسباحة، مما مكّنه بأن يدخل عالم السينما الفرنسية، ويشارك كممثل ثانوي ومجازف في أفلام الحركة والمعارك، ناهيك عن مهنته الحقيقية وهي المحاماة، بعد أن تفوق قبل الاستقلال في دراسته، فنال شهادة البكالوريا وليسانس في الحقوق من جامعة السوربون بباريس
ولد رشيد في 27 مايو عام 1930 بمدينة قسنطينة في شرق الجزائر وفيها عاش طفولته الأولى، سافر إلى فرنسا واستقر هناك للدراسة، حيث تحصل على شهادة البالكوريا، ثم شهادة الليسانس من جامعة باريس في شعبة الحقوق، وكان إلى جانب ذلك يمارس رياضة الملاكمة التي أحرز بها لقب بطولة فرنسا للجامعيين، وكان أيضا يناضل سياسيا لصالح حزب جبهة التحرير الوطني، بعد استقلال الجزائر اشتغل سكرتيرا للسفارة الجزائرية بباريس مع السفير موساوي. وكان رشيد ثابتي منذ صغره يثير الانتباه إليه بفضل شخصيته غير العادية وجاذبيته الطاغية، بالإضافة إلى امتلاكه مجموعة من المواهب والمميزات قلما تجتمع عند شخص واحد، فعندما كان في سن 24 كان إضافة لممارسته الملاكمة ودراسته الجامعية، يمارس التمثيل والمخاطرة ويجيد الحديث بخمس لغات هي العربية، الإنجليزية، الألمانية، الإسبانية، الفرنسية، كما كان شديد الأناقة ويملك فتوة طاغية مما جعله محل أداء لوحات اشهارية بالتلفزيون الفرنسي لصالح العديد من الشركات، وزيادة على ذلك كان يمارس الفروسية و المبارزة بالسيف والسباحة، كما لعب أدوارا ثانوية في أفلام تلفزيونية وسينمائية فرنسية.كل هذه المميزات سهلت عليه اللجوء إلى أرقى الصالونات الباريسية، التي تتردد عليها شخصيات فرنسية وعالمية شهيرة، ومنهم الرياضيين والسياسيين والوزراء وأعضاء الحكومة، كذلك الفنانين الكبار والعلماء ذوي الصيت الواسع.
تجنيده كجاسوس
نتيجة لكل هذه المميزات التي كان يتمتع بها الرجل رأت المخابرات الجزائرية أن تزرعه كعميل لها بهدف الحصول على معلومات بشأن المفاوضات التي ستخوضها مع الجانب الفرنسي، ومن هنا فقد كلفته بمهمة الإيقاع بسكرتيرة رئيس الوفد الفرنسي والمدير العام للشؤون الاقتصادية والمالية في وزارة الخارجية وتمكن البطل في ظرف قياسي من كسب ود السكرتيرة الشقراء وتجنيدها لصالحه ومن ثم الحصول على المعلومات والملفات التي تحتاجها قيادته في المخابرات، كان الطرف الفرنسي في كل مرة يتعجّب من سرعة بديهة وذكاء المفاوض الجزائري المزود طبعا بكل محتويات التقارير التي يتوصل إليها الفرنسيون بعد اجتماعاتهم وتسلمها السكرتيرة العاشقة إلى رشيد والذي بدوره يسلمها إلى المخابرات الجزائرية التي تطلع عليها من أجل معرفة نوايا الوفد المفاوض ومقاصده البعيدة.، استمرت هذه العلاقة العاطفية المفبركة التي استثمرتها المخابرات الجزائرية إلى آخر لحظة، حيث واصل اختراقه لأسوار قصر الإيليزيه، والعبّ من هذا الفضاء السياسي المحكم الإغلاق، الكثير من الأسرار الخفية، كما واصل التردّد على كبرى الصالونات.
كيف استفادت منه جبهة التحرير
حزب جبهة التحرير الوطني استفاد من مواهب الداهية، رشيد ثابتي، فاقترح عليه التضحية بحياته من أجل دخول عالم الجوسسة في خدمة الوطن، خاصة أن الرجل كان وسيما وجذابا، بإمكانه أن يتقمص كل الأدوار بنجاح، ومن رحلة الجهاد قبل الاستقلال، أكمل طريق كفاحه بعد الاستقلال، وتم الاستعانة به في رحلة المفاوضات الخطيرة حول تأميم المحروقات أواخر الستينات إلى عام 1971، الذي شهد تأميم المحروقات الذي فتح للعراق ولليبيا أبواب السير على نهج الجزائر
وتمكن رشيد ثابتي من كشف كل أسرار الطرف الفرنسي، خلال المفاوضات بوصوله إلى الوثائق، بعد أن تعرف على سكريتيرة حسناء تدعى بروني لدى رئيس الوفد الفرنسي، وهو المدير العام للشؤون الاقتصادية والمالية في وزارة الخارجية الفرنسية، التي أمدته بكل المستندات التي جعلت الوفد الجزائري المحاط بحنكة بومدين وبوتفليقة يتمكن من تسيير المفاوضات بقوة، وكانت هاته السكريتيرة تظن أن رشيد ثابتي هو أمير جزيرة مرمرة التركية، فطمعت في ماله وجاهه، وأيضا في شخصيته القوية، ومنحته ما أراد من وثائق، وعندما شعر الجانب الفرنسي بأن أمرا ما يحصل في كواليسه، ملأ مكتب مدير المفاوضات الفرنسي بالميكروفونات، فسقطت السكريتيرة التي كانت تتبادل المكالمات مع رشيد ثابتي في الفخ، فتم القبض عليها وعليه في كمين محكم، وصدم توقيفه وزراء وأثرياء ونجوم وعلماء فرنسا وقصر الإليزيه الذي كان يدخله وكأنه ملك له، وزُج به في سجن باريسي، ولم ينعم بحريته إلا في عام 1973 مقابل جاسوس فرنسي كان لدى الجزائر، هو الدكتور داميان، وقرر رشيد ثابتي وكان عمره 43 عاما اعتزال مهامه السياسية الكفاحية، وعاد إلى ممارسة المحاماة في الأبيار بالجزائر العاصمة، إلى أن مرض بالباركينسون، وعاش في النسيان إلى أن رحل كما عاش في صمت في ذكرى الاستقلال منذ عامين، ومعظم ـ بل كل الجزائريين ـ لا يعلمون برحيل رجل ساهم في تنعّمهم الآن بنفط سعره جاوز 120 دولارا.
وفاته
توفي في جويلية من عام 2009 على فراش المرض وحيدا رفقة زوجته وابنه فقط في منزله بحي الابيار
https://www.facebook.com/943760425654904/posts/رشيد-ثابتيهو-أخطر-جاسوس-جزائري-بعد-استقلال-الجزائر-من-الاستعمار-الفرنسي-وهو-الما/996985056999107/
رحم الله البطل رشيد ثابتي